الايمان بالله واليوم الاخر
---------------------------------
في : سورة النساء-آيه 59
{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير وأحسن تأويلا }
فلو تنازلنا عن موضوع طاعة اولي الامر المقرونه بطاعة الرسول بأمر واحد , أي ان الأمر موجه لنا بطاعة الرسول واولي الامر في ان واحد وليس طاعة الرسول ثم طاعة اولي الامر. فالاية تضع الرسول واولي الامر في موضع واحد يصدر منه الامر المفروض الطاعة .. اي ان مايصدر من الرسول او من اولي الامر هو صادر من المجموعة كلها (مجموعة الرسول واولي الامر) وليس اوامر متفرقة بين شخوص المجموعة على الاقل في الموضوع الخاص بهذه الايه... فلو تتبعنا الالفاظ والاقترانات حسب المنهج اللفظي فسوف تنفتح ابواب لبحوث كثيرة جدا .
اقول لو تنازلنا عن موضوع طاعة اولي الامر وقصرنا بحثنا في ما اتفقوا عليه جميعا وهو الايمان بالله واليوم الاخر فسوف نصل الى نفس النتيجة وهي ان لله الحجة البالغه وان الامر لا يحتاج الى مناظرات يزبد فيها الخصم ويرعد ويهزأ ممن يطرح ايات قرانية ويحاول بيان بعض معانيها وحجتهم في كل ذلك ان ايات القران مفهومه لكل متكلم بالعربية ,للتونسي والموريتاني وغيرهم كما يقولون وكانت خلاصة حجتهم ان الله لايطلب منا الا الايمان بالله واليوم الاخر فليس هناك اي تعقيد واي تاويل.. فلنأتي معهم ونسأل هل امنا وامنوا بالله واليوم الاخر؟؟؟
فليسألوا انفسهم ما معنى الايمان باليوم الاخر ولماذا التأكيد على الايمان به وهل ان الأيمان بشيء لا يتطلب معرفه ولو بسيطه لماهيته؟ فهل عرفوا ثم امنوا؟؟ أم خيل لهم ؟؟ أم اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر!!!
اليوم الاخر:
المركب يتكون من لفظين(اليوم)و (الاخر) والاخر هو صفة اليوم.. وسوف نترك حاليا الخوض في ماهية ومعنى (اليوم) في الايات التي تأمر بالايمان بالله واليوم الاخر.. اذن نعتبر معنى اليوم هو المتبادر للذهن وهو اليوم الزماني طال ام قصر ونتوجه للبحث عن معنى الاخر:
فلفظ الاخر(بكسر الخاء) تعطي معنى الذي يأتي بعد مجيء امثاله قبله وهي تختلف عن لفظ الاخر(بفتح الخاء) حيث تعني المثيل والذي يمكن ان يكون اي واحد من المجموع كما في:
( البقرة 282 )
فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى
( النجم 19 ) أفرأيتم اللات والعزى ( 19 ) ومناة الثالثة الأخرى ( 20 )
حيث نرى ان الاخر (بفتح الخاء) ومؤنثه(الأخرى) يمكن ان يكون ثالث كما في(مناة الثالثة الأخرى)
أما الاخر(بكسر الخاء) وحسب المنهج اللفظي فيتبين لنا انه من يأتي بعد مجيء الأول ومجيء واحد اخر غير الاول على الأقل .. اي ان الاخر هو من يأتي ثالثا واخيرا او رابعا واخيرا وهكذا.. اما اذا كان العدد اثنان فقط فيكون هناك أول وثاني كما في: ثاني أثنين أذ هما في الغار.
وهذا الاستنتاج يمثله خير تمثيل البحث في ايات (النشأة) حيث نجد ان هناك نشأة اولى ونشأة أخرى ونشأة اخرة فيكون المجموع ثلاثة كما في الايات:
الواقعة 62 : ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون
النجم 47 : وأن عليه النشأة الأخرى
العنكبوت 20 :
قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير ( 20 )
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
اذن التأكيد على مسألة الأيمان باليوم الاخر يشتمل ضمنيا على وجوب الايمان بما قبله من الايام.. فانت لا تؤمن باليوم الثالث الا بعد ايمانك بوجود الاول والثاني وهكذا بالنسبه للرابع لا تؤمن به الا بعد الايمان بالاول والثاني والثالث.وتسأل : هل هناك دليل على ايام كثيره يجب الايمان بها فيجيب القران نعم هناك ايام خاصه يجب الايمان بها حيث يخاطب موسى عليه السلام((ان اخرج قومك من الظلمات الى النور وذكرهم بايام الله)) فنفهم ان لله ايام عددها اكثر من اثنين بدليل صيغة الجمع(ايام).. فياتي السؤال هل هي ايام ماضيه ام مستقبليه فيجيب القران بالايه ((قل للذين امنوا يغفروا للذين لا يرجون ايام الله)) فنفهم انها ايام مستقبليه بدليل لفظ (يرجون) فما يرجى لم ياتي بعد . ولمن اراد ان يتوغل في البحث اقول انظر الى مواصفات الايام والفوارق بينها لتميزها عن بعضها ومن القران حصرا وستجد ان جمعكم يكون في يوم خاص وابحث في مواصفات اليوم الذي تقول عنه الايه(جمعناكم والاولين) وستجد له اسم معين ومواصفات معينه اما يوم القيامه فستجده يذكر مع القول(ليجمعنكم الى يوم القيامه) اي ان الجمع يكون قبله بدليل الحرف(الى) والى تبقى الى وان كره الكارهون ولن تصبح (في) ابدا ....
فما هو اليوم الاخر؟؟
..........
ولو بحثنا في القران عن مواصفات الايام فسوف نجد ان الايام الزمانيه تعرف عن طريق مايجري فيها من احداث من قبيل: يوم يحشرهم جميعا .. يوم يبعثون..
اما اليوم الاخر فلا نجد مواصفه زمانيه لما يحدث فيه والمواصفه الوحيده هي الايمان به كونه اليوم الاخر وهذا يتطلب معرفة الايام السابقه له ثم معرفته والايمان به.
---------------------------------
ولو عدنا الى الايه 282 من سورة البقرة التي تذكر لفظة الاخرى المعرفه ب ال التعريف فسوف نجد ان معناها لا يتناسب مع المتبادر الى الذهن من ان احدى المرأتين تذكر المرأه الاخرى في مسألة الدين والتداين التجاري!!!
فلنقرأ الايه : سورة البقرة-آيه 282
{ يأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهدآء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الاخرى ولا يأب الشهدآء إذا ما دعوا ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضآر كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم }
فنلاحظ ان الايه تقول واستشهدوا شهيدين وليس شاهدين .. ثم تقول ولا يأب الشهداء اذا ما دعوا وهو تأكيد ان المستشهدين هم شهداء ومفردها شهيد وليس شاهدين ومفردها شاهد .. ولا شهود(بضم الشين)
ومفردها(شهود)بفتح الشين بل ان صيغة الفعل لدعوة الشهيد والشاهد مختلفة وفي نفس الايه حيث للأول تقول(واستشهدوا) اما للثاني فتقول(واشهدوا).. وهذا يقودنا الى وجوب البحث عن صيغ الجمع لكل مفرد لنفهم بعض الايات.. مثل: لا يفلح الساحر حيث اتى.. ولكنا نجد ان السحره امنوا واصبحوا من اوائل المؤمنين كيف؟ ذلك لانهم ليسوا ساحرين ومفردها ساحر بل سحره(بفتح السين) ومفردها(سحره) بضم السين ونجد الدليل عليه في لفظي: همزه و لمزه. وبنفس طريقة الاستدلال نجد ان مفرد الشعراء ليس شاعر والتي تجمع شاعرين.
نعود الى الايه ونجد انها تقول(ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى) اذن ليس المعنى ان تذكر اولى المرأتين ثانيتهما والا لكانت الصيغة كالتالي(ان تضل احداهما فتذكرها اخراهما) .. فانا افهم من صيغة الايه(ان تضل احداهما) اثبتت ان احداهما تضل.. ثم (فتذكر احداهما الاخرى) اي ان التي لم تضل تذكر الاخرى والتي هي هنا معرفة ولعلها هي نفس الاخرى المذكوره في(ومناة الثالثة الاخرى).
وارجوا ممن يقرأ الموضوع ان لا يذكر لي الاخرى في(فان بغت احداهما على الاخرى) فهي في منهجي مختلفه عن اعلاه لاختلاف الصيغه الاعرابيه موقعيا(وعدم ظهور الاختلاف راجع الى وجود الالف المقصوره)
فما وجدنا عليه ابائنا يوقع الجميع في الخطأ حين لايكون هناك تدبر منهجي للقران, فمن لم يفكر بالذهاب الى الكتاب المقدس للبحث في زبور داوود عن توريث الارض للصالحين فهل مؤدى الايه هو ما فهمناه فلنقرأ:
في : سورة الأنبياء-آيه 105
{ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون }
فهاهو المتكلم يتحدث بصيغة الجمع(كتبنا) ثم يقول(يرثها عبادي) , ثم انه يتحدث عن(الزبور) المعرف وليس عن زبور داوود حيث تقول الايه( واتينا داود زبورا) وهو نكره ثم هناك الايات التي تتحدث عن الزبر بالجمع بل ان الايه التي تتكلم عن ارشادنا الى اهل الذكر لنسألهم تذكر ان علينا سؤال اهل الذكر ان كنا لا نعلم بالبينات والزبر:
في : سورة النحل-آيه 43
{ ومآ أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }{ بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون }
اذن : الزبور من بعد الذكر
: وجود اهل الذكر الدائم منذ نزول الايه ووجوب سؤالنا لهم كوننا لانعلم بالبينات والزبر بصيغة الجمع
اذن : الزبور المعرف خاص باهل الذكر وليس زبور داود عليه السلام
وهناك ملاحظة مهمه هي ان الذكر في(من بعد الذكر)يختلف عن الذكر في(وأنزلنا اليك الذكر) لأختلاف الصيغه الاعرابيه للفظين.
ومما يتبادر الى الذهن اول وهله وهو خلاف الواقع موضوع (من اوتي كتابه بيمينه). فلو تدبرنا الايات ذات الصله لوجدنا امر جديد:
في : سورة الإسراء-آيه 71
{ يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم ولا يظلمون فتيلا }
نلاحظ الايه تقول : فمن اوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم... اذن المؤتى كتابه هو واحد ثم تقول الايه فأولئك يقرؤون كتابهم.. اي ان هناك اتباع لمن يؤتى كتابه بيمينه وكتابهم كتاب واحد للجميع.. وهناك ايه اخرى تذكر ان من يؤتى كتابه بيمينه يحاسب حسابا يسيرا..ثم ماذا.. ثم ينقلب الى اهله مسرورا وكأن اهله من ضمن اتباعه.
ومما يؤيد هذا الاستنتاج هو مقولة من اوتي كتابه بشماله حيث يدعوا ثبورا ويقول :هلك عني سلطانيه , ومن غير المعقول ان يكون الجميع ذوي سلطان , بل هو صاحب سلطان ولديه اتباع.
-----------
{ وإن من شيعته لإبراهيم } سورة الصافات-آيه 83
يقول ابراهيم عليه السلام في : سورة الأنبياء-آيه 56
{ قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين }
وانا اسأل على ماذا يكون ابراهيم عليه السلام من الشاهدين؟ اليس على فطر السماوات والارض؟ كما طلب الحواريين من عيسى مائدة من السماء ليكونوا عليها من الشاهدين في سورة المائدة-آيه 113
{ قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين }
وهل من الممكن ان يشهد احد على خلق السماوات والارض وليس فقط على فطرهن؟.. نجد ان الايه في : سورة الكهف-آيه 51 وفي سياق الكلام عن الظالمين تقول: { مآ أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا } .. اي انها تنفي هذا الامر عن الظالمين فقط كما تنفي اتخاذه المضلين عضدا فقط وليس غيرهم.
النتيجة :
اذن النتيجة هو سؤال لمن قال ان القران يفهمه كل متكلم بالعربيه!! نسأل وهل فهم متكلمي العربيه اول لفظة في القران؟؟؟ نعم لا تستغربوا فهم لم يفهوا ويفهمونا اول لفظ: فما معنى (بسم)في(بسم الله الرحمن الرحيم) فهم يقولون اما المعنى الاستعانه وهذا باطل بلا بحث او يقولون معناها ابدأ بأسم الله ,وهنا نسأل لماذا ذكرت لفظة أسم في القران بالهمزه في ايات كثيرة عدا البسمله فهي بسم بدون همزه!!.. بل ان من حقنا ان نسألهم عن الالفاظ قبل البسمله!! فمن هذا الشيطان الرجيم الذي نستعيذ منه وهو معرف ب ال التعريف وبالاضافه.. اليس على الامه ان تعلن عجزها ليظهر الله سبحانه لهم من اخذوا مكانه فتاهوا ولا يزالون.. ولمن يسال من هذا الذي تقصده اقول هو من اشار اليه شعيب عليه السلام حين قال لقومه (وارجوا اليوم الاخر) ثم قال لهم في الايه التاليه(بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين) اذن رجاءهم لليوم الاخر يؤدي الى وصولهم الى بقية الله.. فقد كفى بني اسرائيل 40 سنة من التيه افلا يكفي هذه الامه اربعة عشر قرن من التيه؟؟؟؟ افلا يرون ان من جاؤوهم بالكتاب هم من يكلمهم فيه .. في : سورة الأعراف-آيه 52
{ ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون } فمن الذين جاؤوهم بكتاب وهم مجموعة هذا ايضا من اسئلتنا الى متكلمي العربيه؟؟؟؟.. وليبحث من شاء عن الفعل(جاء)بكل صوره الصرفيه فلن تجده مرتبطا الا بالرسل والانبياء وغيرهم من الخلق فقط.. وحاش لله ان تجدوا لفظة جاء مرتبطه به في القران.
في : سورة يونس-آيه 46
{ وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون }
تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج 7 - ص 223
وقال عمر لابن عباس : وهل كانت الجاهلية إلا واحدة ؟ فقال ابن عباس : وهل كانت الأولى إلا ولها آخرة ؟ فقال عمر : لله درك يا ابن عباس
---------------------------------
في : سورة النساء-آيه 59
{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير وأحسن تأويلا }
فلو تنازلنا عن موضوع طاعة اولي الامر المقرونه بطاعة الرسول بأمر واحد , أي ان الأمر موجه لنا بطاعة الرسول واولي الامر في ان واحد وليس طاعة الرسول ثم طاعة اولي الامر. فالاية تضع الرسول واولي الامر في موضع واحد يصدر منه الامر المفروض الطاعة .. اي ان مايصدر من الرسول او من اولي الامر هو صادر من المجموعة كلها (مجموعة الرسول واولي الامر) وليس اوامر متفرقة بين شخوص المجموعة على الاقل في الموضوع الخاص بهذه الايه... فلو تتبعنا الالفاظ والاقترانات حسب المنهج اللفظي فسوف تنفتح ابواب لبحوث كثيرة جدا .
اقول لو تنازلنا عن موضوع طاعة اولي الامر وقصرنا بحثنا في ما اتفقوا عليه جميعا وهو الايمان بالله واليوم الاخر فسوف نصل الى نفس النتيجة وهي ان لله الحجة البالغه وان الامر لا يحتاج الى مناظرات يزبد فيها الخصم ويرعد ويهزأ ممن يطرح ايات قرانية ويحاول بيان بعض معانيها وحجتهم في كل ذلك ان ايات القران مفهومه لكل متكلم بالعربية ,للتونسي والموريتاني وغيرهم كما يقولون وكانت خلاصة حجتهم ان الله لايطلب منا الا الايمان بالله واليوم الاخر فليس هناك اي تعقيد واي تاويل.. فلنأتي معهم ونسأل هل امنا وامنوا بالله واليوم الاخر؟؟؟
فليسألوا انفسهم ما معنى الايمان باليوم الاخر ولماذا التأكيد على الايمان به وهل ان الأيمان بشيء لا يتطلب معرفه ولو بسيطه لماهيته؟ فهل عرفوا ثم امنوا؟؟ أم خيل لهم ؟؟ أم اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر!!!
اليوم الاخر:
المركب يتكون من لفظين(اليوم)و (الاخر) والاخر هو صفة اليوم.. وسوف نترك حاليا الخوض في ماهية ومعنى (اليوم) في الايات التي تأمر بالايمان بالله واليوم الاخر.. اذن نعتبر معنى اليوم هو المتبادر للذهن وهو اليوم الزماني طال ام قصر ونتوجه للبحث عن معنى الاخر:
فلفظ الاخر(بكسر الخاء) تعطي معنى الذي يأتي بعد مجيء امثاله قبله وهي تختلف عن لفظ الاخر(بفتح الخاء) حيث تعني المثيل والذي يمكن ان يكون اي واحد من المجموع كما في:
( البقرة 282 )
فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى
( النجم 19 ) أفرأيتم اللات والعزى ( 19 ) ومناة الثالثة الأخرى ( 20 )
حيث نرى ان الاخر (بفتح الخاء) ومؤنثه(الأخرى) يمكن ان يكون ثالث كما في(مناة الثالثة الأخرى)
أما الاخر(بكسر الخاء) وحسب المنهج اللفظي فيتبين لنا انه من يأتي بعد مجيء الأول ومجيء واحد اخر غير الاول على الأقل .. اي ان الاخر هو من يأتي ثالثا واخيرا او رابعا واخيرا وهكذا.. اما اذا كان العدد اثنان فقط فيكون هناك أول وثاني كما في: ثاني أثنين أذ هما في الغار.
وهذا الاستنتاج يمثله خير تمثيل البحث في ايات (النشأة) حيث نجد ان هناك نشأة اولى ونشأة أخرى ونشأة اخرة فيكون المجموع ثلاثة كما في الايات:
الواقعة 62 : ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون
النجم 47 : وأن عليه النشأة الأخرى
العنكبوت 20 :
قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير ( 20 )
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
اذن التأكيد على مسألة الأيمان باليوم الاخر يشتمل ضمنيا على وجوب الايمان بما قبله من الايام.. فانت لا تؤمن باليوم الثالث الا بعد ايمانك بوجود الاول والثاني وهكذا بالنسبه للرابع لا تؤمن به الا بعد الايمان بالاول والثاني والثالث.وتسأل : هل هناك دليل على ايام كثيره يجب الايمان بها فيجيب القران نعم هناك ايام خاصه يجب الايمان بها حيث يخاطب موسى عليه السلام((ان اخرج قومك من الظلمات الى النور وذكرهم بايام الله)) فنفهم ان لله ايام عددها اكثر من اثنين بدليل صيغة الجمع(ايام).. فياتي السؤال هل هي ايام ماضيه ام مستقبليه فيجيب القران بالايه ((قل للذين امنوا يغفروا للذين لا يرجون ايام الله)) فنفهم انها ايام مستقبليه بدليل لفظ (يرجون) فما يرجى لم ياتي بعد . ولمن اراد ان يتوغل في البحث اقول انظر الى مواصفات الايام والفوارق بينها لتميزها عن بعضها ومن القران حصرا وستجد ان جمعكم يكون في يوم خاص وابحث في مواصفات اليوم الذي تقول عنه الايه(جمعناكم والاولين) وستجد له اسم معين ومواصفات معينه اما يوم القيامه فستجده يذكر مع القول(ليجمعنكم الى يوم القيامه) اي ان الجمع يكون قبله بدليل الحرف(الى) والى تبقى الى وان كره الكارهون ولن تصبح (في) ابدا ....
فما هو اليوم الاخر؟؟
..........
ولو بحثنا في القران عن مواصفات الايام فسوف نجد ان الايام الزمانيه تعرف عن طريق مايجري فيها من احداث من قبيل: يوم يحشرهم جميعا .. يوم يبعثون..
اما اليوم الاخر فلا نجد مواصفه زمانيه لما يحدث فيه والمواصفه الوحيده هي الايمان به كونه اليوم الاخر وهذا يتطلب معرفة الايام السابقه له ثم معرفته والايمان به.
---------------------------------
ولو عدنا الى الايه 282 من سورة البقرة التي تذكر لفظة الاخرى المعرفه ب ال التعريف فسوف نجد ان معناها لا يتناسب مع المتبادر الى الذهن من ان احدى المرأتين تذكر المرأه الاخرى في مسألة الدين والتداين التجاري!!!
فلنقرأ الايه : سورة البقرة-آيه 282
{ يأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهدآء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الاخرى ولا يأب الشهدآء إذا ما دعوا ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضآر كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم }
فنلاحظ ان الايه تقول واستشهدوا شهيدين وليس شاهدين .. ثم تقول ولا يأب الشهداء اذا ما دعوا وهو تأكيد ان المستشهدين هم شهداء ومفردها شهيد وليس شاهدين ومفردها شاهد .. ولا شهود(بضم الشين)
ومفردها(شهود)بفتح الشين بل ان صيغة الفعل لدعوة الشهيد والشاهد مختلفة وفي نفس الايه حيث للأول تقول(واستشهدوا) اما للثاني فتقول(واشهدوا).. وهذا يقودنا الى وجوب البحث عن صيغ الجمع لكل مفرد لنفهم بعض الايات.. مثل: لا يفلح الساحر حيث اتى.. ولكنا نجد ان السحره امنوا واصبحوا من اوائل المؤمنين كيف؟ ذلك لانهم ليسوا ساحرين ومفردها ساحر بل سحره(بفتح السين) ومفردها(سحره) بضم السين ونجد الدليل عليه في لفظي: همزه و لمزه. وبنفس طريقة الاستدلال نجد ان مفرد الشعراء ليس شاعر والتي تجمع شاعرين.
نعود الى الايه ونجد انها تقول(ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى) اذن ليس المعنى ان تذكر اولى المرأتين ثانيتهما والا لكانت الصيغة كالتالي(ان تضل احداهما فتذكرها اخراهما) .. فانا افهم من صيغة الايه(ان تضل احداهما) اثبتت ان احداهما تضل.. ثم (فتذكر احداهما الاخرى) اي ان التي لم تضل تذكر الاخرى والتي هي هنا معرفة ولعلها هي نفس الاخرى المذكوره في(ومناة الثالثة الاخرى).
وارجوا ممن يقرأ الموضوع ان لا يذكر لي الاخرى في(فان بغت احداهما على الاخرى) فهي في منهجي مختلفه عن اعلاه لاختلاف الصيغه الاعرابيه موقعيا(وعدم ظهور الاختلاف راجع الى وجود الالف المقصوره)
فما وجدنا عليه ابائنا يوقع الجميع في الخطأ حين لايكون هناك تدبر منهجي للقران, فمن لم يفكر بالذهاب الى الكتاب المقدس للبحث في زبور داوود عن توريث الارض للصالحين فهل مؤدى الايه هو ما فهمناه فلنقرأ:
في : سورة الأنبياء-آيه 105
{ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون }
فهاهو المتكلم يتحدث بصيغة الجمع(كتبنا) ثم يقول(يرثها عبادي) , ثم انه يتحدث عن(الزبور) المعرف وليس عن زبور داوود حيث تقول الايه( واتينا داود زبورا) وهو نكره ثم هناك الايات التي تتحدث عن الزبر بالجمع بل ان الايه التي تتكلم عن ارشادنا الى اهل الذكر لنسألهم تذكر ان علينا سؤال اهل الذكر ان كنا لا نعلم بالبينات والزبر:
في : سورة النحل-آيه 43
{ ومآ أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }{ بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون }
اذن : الزبور من بعد الذكر
: وجود اهل الذكر الدائم منذ نزول الايه ووجوب سؤالنا لهم كوننا لانعلم بالبينات والزبر بصيغة الجمع
اذن : الزبور المعرف خاص باهل الذكر وليس زبور داود عليه السلام
وهناك ملاحظة مهمه هي ان الذكر في(من بعد الذكر)يختلف عن الذكر في(وأنزلنا اليك الذكر) لأختلاف الصيغه الاعرابيه للفظين.
ومما يتبادر الى الذهن اول وهله وهو خلاف الواقع موضوع (من اوتي كتابه بيمينه). فلو تدبرنا الايات ذات الصله لوجدنا امر جديد:
في : سورة الإسراء-آيه 71
{ يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم ولا يظلمون فتيلا }
نلاحظ الايه تقول : فمن اوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم... اذن المؤتى كتابه هو واحد ثم تقول الايه فأولئك يقرؤون كتابهم.. اي ان هناك اتباع لمن يؤتى كتابه بيمينه وكتابهم كتاب واحد للجميع.. وهناك ايه اخرى تذكر ان من يؤتى كتابه بيمينه يحاسب حسابا يسيرا..ثم ماذا.. ثم ينقلب الى اهله مسرورا وكأن اهله من ضمن اتباعه.
ومما يؤيد هذا الاستنتاج هو مقولة من اوتي كتابه بشماله حيث يدعوا ثبورا ويقول :هلك عني سلطانيه , ومن غير المعقول ان يكون الجميع ذوي سلطان , بل هو صاحب سلطان ولديه اتباع.
-----------
{ وإن من شيعته لإبراهيم } سورة الصافات-آيه 83
يقول ابراهيم عليه السلام في : سورة الأنبياء-آيه 56
{ قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين }
وانا اسأل على ماذا يكون ابراهيم عليه السلام من الشاهدين؟ اليس على فطر السماوات والارض؟ كما طلب الحواريين من عيسى مائدة من السماء ليكونوا عليها من الشاهدين في سورة المائدة-آيه 113
{ قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين }
وهل من الممكن ان يشهد احد على خلق السماوات والارض وليس فقط على فطرهن؟.. نجد ان الايه في : سورة الكهف-آيه 51 وفي سياق الكلام عن الظالمين تقول: { مآ أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا } .. اي انها تنفي هذا الامر عن الظالمين فقط كما تنفي اتخاذه المضلين عضدا فقط وليس غيرهم.
النتيجة :
اذن النتيجة هو سؤال لمن قال ان القران يفهمه كل متكلم بالعربيه!! نسأل وهل فهم متكلمي العربيه اول لفظة في القران؟؟؟ نعم لا تستغربوا فهم لم يفهوا ويفهمونا اول لفظ: فما معنى (بسم)في(بسم الله الرحمن الرحيم) فهم يقولون اما المعنى الاستعانه وهذا باطل بلا بحث او يقولون معناها ابدأ بأسم الله ,وهنا نسأل لماذا ذكرت لفظة أسم في القران بالهمزه في ايات كثيرة عدا البسمله فهي بسم بدون همزه!!.. بل ان من حقنا ان نسألهم عن الالفاظ قبل البسمله!! فمن هذا الشيطان الرجيم الذي نستعيذ منه وهو معرف ب ال التعريف وبالاضافه.. اليس على الامه ان تعلن عجزها ليظهر الله سبحانه لهم من اخذوا مكانه فتاهوا ولا يزالون.. ولمن يسال من هذا الذي تقصده اقول هو من اشار اليه شعيب عليه السلام حين قال لقومه (وارجوا اليوم الاخر) ثم قال لهم في الايه التاليه(بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين) اذن رجاءهم لليوم الاخر يؤدي الى وصولهم الى بقية الله.. فقد كفى بني اسرائيل 40 سنة من التيه افلا يكفي هذه الامه اربعة عشر قرن من التيه؟؟؟؟ افلا يرون ان من جاؤوهم بالكتاب هم من يكلمهم فيه .. في : سورة الأعراف-آيه 52
{ ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون } فمن الذين جاؤوهم بكتاب وهم مجموعة هذا ايضا من اسئلتنا الى متكلمي العربيه؟؟؟؟.. وليبحث من شاء عن الفعل(جاء)بكل صوره الصرفيه فلن تجده مرتبطا الا بالرسل والانبياء وغيرهم من الخلق فقط.. وحاش لله ان تجدوا لفظة جاء مرتبطه به في القران.
في : سورة يونس-آيه 46
{ وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون }
تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج 7 - ص 223
وقال عمر لابن عباس : وهل كانت الجاهلية إلا واحدة ؟ فقال ابن عباس : وهل كانت الأولى إلا ولها آخرة ؟ فقال عمر : لله درك يا ابن عباس
تعليق