إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المحافظة على قدسية الإمام الحسين مسئولية الجميع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المحافظة على قدسية الإمام الحسين مسئولية الجميع

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين .
    من كلام لأبي الأحرار ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : ( إني لم أخـرج أشراً ولا بطـراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنمـا خرجت لطلب الإصلاح في أمــة جدي رسول الله(صلى الله عليه وآله ) أريد أن آمـر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيـرة جدي وأبي علي بن أبي طالب (عليه السلام ) [1] .
    وصلت الأمة في تخلفها إلى مرحلة قربت من الجاهلية الأولى فقد تبدلت المفاهيم الإسلامية إلى مفاهيم جاهلية وأصبح المنكر معروفاً والمعروف منكراً فتحتم على الإمام الحسين عليه السلام أن يقوم بواجبه أمام هذا الانحراف الخطير الذي يبدد جهود جده وأبيه وما قدما لخدمة هذا الدين الحنيف . وقد أشار إلى ذلك بقوله عليه السلام :
    ( أيها النـاس إن رسـول الله (صلى الله عليه وآله) قال : ( مـن رأى سلطاناً جائراً مسـتحلاً لحـرم الله ناكــثاً لعهد الله مخالفاً لسنـة رسـول الله يعمـل في عباد الله بالإثم والعـدوان فلـم يغيـر عليه بفعل ولا بقـول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله .
    ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحـدود واستأثروا بالفيء وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله وأنا أحق من غير [2]) .
    فلم يوجد لدى الإمام الحسين عليه السلام أي خيار في ترك ما يجري على الأمة والجلوس في المنزل أو النجاة بالنفس ولو بأن يلجأ للحرم المكي بل شخص المرض وتصدى للعلاج .
    وقد صور أحد الشعراء هذه الانتكاسة والأزمة للأمة وتعدي على حرمات الله من أن الدين أصبح مريضاً يحتاج إلى علاج والقائم على رأس الفجور والانحراف هو يزيد بن معاوية والمعالج له هو الحسين بن علي عليه السلام وأشار هذا الشاعر إلى هذا التصوير بقوله :
    قد أصبح الدين يشتكي منه سقماً وما إلى أحد غير الحسين شكا
    ثم أشار الشاعر إلى العلاج الناجع الذي قدمه الإمام الحسين لهذا الدين فقال :
    فما رأى السبط للدين الحنيف شفاً إلا إذا دمه في كربلاء سفكا
    نعم الحسين خرج مصمما على علاج هذا الدين وإرجاعه إلى موقعه الأساسي وتحكيم شرعة الله في الأرض وبسط العدل ورفع الظلم وإن كلفه سفك دمه الشريف فصمم على الشهادة وخرج من المدينة المنورة بلد جده وأبيه وأهل بيته ليتوجه إلى مكة المكرمة حرم الله وأمنه .
    نعم لم يخرج أشِراً
    الأشر والبطر بمعنى واحد وقيل : البطر هو الأشر أي الفرح والمرح بشدة وتستعمل هاتان الكلمتان كثيراً لمن يخرج للصيد لهواً وبطراً .
    قال الزبيدي : حول الأشر :
    قالوا : الأشر : البطر ، وقيل : أشد البطر ، وقيل : الأشر : الفرح بطرا وكفرا بالنعمة ، وهو المذموم المنهى عنه ، لا مطلق الفرح . وقيل : الأشر : الفرح والغرور . وقيل : الأشر والبطر : النشاط للنعمة والفرح بها ومقابلة النعمة بالتكبر والخيلاء ، والفخر بها ، وكفرانها بعدم شكرها .[3]
    البطر :
    وقال الزبيدي : البَطَر ، محركة : النشاط ، وقيل : التبختر ، وقيل : الأشر والمرح .
    قيل : قلة احتمال النعمة . وقيل : أصل البطر الدهش والحيرة يعتريان المرء عند هجوم النعمة عن القيام بحقها ، كذا في مفردات الراغب ، واختاره جماعة من المحققين العارفين بمواقع الألفاظ ومناسب الاشتقاق.
    وقيل : البطر في الأصل : الطغيان بالنعمة ، أو عند النعمة ، واستعمل بمعنى الكبر ، وفي بعض النسخ : أو بدل الواو .
    وقيل : هو كراهية الشيء من غير أن يستحق الكراهة . وفعل الكل بطر كفرح فهو بطر . وفي الحديث : " لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا . في حديث آخر : " الكبر بطر الحق " ، وهو أن يجعل ما جعله الله حقا من توحيده وعبادته باطلا ، وقيل : هو أن يتخير عند الحق فلا يراه حقا ، وقيل : هو أن يتكبر عنه ، أي عن الحق . وفي بعض الأصول من الحق فلا يقبله ، قلت : والحديث رواه ابن مسعود ، وقال بعضهم : هو ألا يراه حقا ويتكبر عن قبوله ، وهو من قولك : بطر فلان هداية أمره ، إذا لم يهتد له وجهله ، ولم يقبله ، وفي الأساس : ومن المجاز : بطر فلان النعمة استخفها فكفرها ، ولم يسترجحها فيشكرها ، ومنه قوله تعالى : ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا﴾ قال أبو إسحاق : نصب معيشتها بإسقاط في وعمل الفعل ، وتأويله : بطرت في معيشتها . وقال بعضهم : بطرت عيشك ليس على التعدي ، ولكن على قوله : ألمت بطنك ورشدت أمرك وسفهت نفسك ، ونحوها مما لفظه لفظ الفاعل ومعناه معنى المفعول ، قال الكسائي : وأوقعت العرب هذه الأفعال على هذه المعارف العرب التي خرجت مفسرة لتحويل الفعل عنها وهو لها . [4]
    وقال ابن منظور : بطر : البطر : النشاط ، وقيل : التبختر ، وقيل : قلة احتمال النعمة ، وقيل : الدهش والحيرة . وأبطره أي أدهشه ، وقيل : البطر الطغيان في النعمة ، وقيل : هو كراهة الشيء من غير أن يستحق الكراهية . بطر بطرا ، فهو بطر . والبطر : الأشر ، وهو شدة المرح . وفي الحديث : ( لا ينظـر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا ) .
    البطر : الطغيان عند النعمة وطول الغنى . وفي الحديث : ( الكبر بطر الحق ) هو أن يجعل ما جعله الله حقا من توحيده وعبادته باطلا ، وقيل : هو أن يتخير عند الحق فلا يراه حقا ، وقيل : هو أن يتكبر من الحق ولا يقبله . وقوله عز وجل : ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا﴾ أراد بطرت في معيشتها فحذف وأوصل .
    قال أبو إسحق : نصب معيشتها بإسقاط في وعمل الفعل ، وتأويله بطرت في معيشتها .
    وبطر الرجل وبهت بمعنى واحد . وقال الليث : البطر كالحيرة والدهش ، والبطر كالأشر وغمط النعمة .
    والحاصل : أن الإمام الحسين عليه السلام أبعد ما يكون عن الأشر والبطر ، بأي معنى من المعاني للأشر والبطر المتقدم .
    الأزمة للأمة الإسلامية
    ما حصل للأمة من تخلف وجهل وخوف وإرهاب من قبل الطغاة والظالمين وقف منه الإمام موقفاً بطولياً رائعاً تعجبت له ملائكة السماء قبل أهل الأرض وقدم كل ما لديه لله وحده لا شريك له فقدم الأولاد والصحب وقدم دمه الزكي في سبيل الله ولم يبخل عليه بأي شيء وهو على يقين من أمره .
    الإمام فاتح
    الإمام يعرف أنه سوف يستشهد من أوائل خروجه من المدينة وكان يخبر من معه ويعرفهم على نتائج المعركة وهي الشهادة ولم يغرر بأحد منهم بل يخبر من تخلف عنه أو يرغب في اللحاق به وأنهم سوف يستشهدون وفي نفس الوقت هم منتصرون وفاتحون كما صرح بذلك عندما كتب لأهله بالمدينة المنورة بقوله : ( بسم الله الرحمن الرحيم : من الحسين بن علي إلى محمد بن علي ومن قبله من بني هاشم ، أما بعد فإن من لحق بي استشهد ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح والسلام ) [5]
    كتب هذه الرسالة إلى أخيه محمد بن علي المعروف بابن الحنفية وبني هاشم والتي رواها ابن قولويه وغيره بسند صحيح .
    ما صرح به الإمام الحسين عليه السلام على رؤوس الأشهاد أن من لحق به فهو شهيد ينبئ عن وضوح الرؤية عنده وكما دلت على ذلك عدد كثير من الروايات كما أن الإمام الحسين عليه السلام مع صحبه الذين ضرجوا بدمائهم على بوغاء كربلاء هم فاتحون ومن تخلف عنهم لم يدرك الفتح .
    نعم من لم يلتحق بالركب الحسيني في ذلك الوقت وفي كل زمان فلن يدرك الفتح الذي فتحه .
    الحسين هو الفاتح للإسلام والمسلمين فقد تمم ما فتحه جده في مكة المكرمة .
    إن الإسلام المحمدي الأصيل إ نما وصل إلينا ببركة ثورة الحسين تلك الثورة التي أسقطت عروش الظالمين وقضّت مضاجعهم وكشفت زيفهم على مر التاريخ كما أنها نصرت المحرومين في العالم .
    الإمام الحسين مصلح
    من أهم أهداف الإمام الحسين عليه السلام في ثورته المباركة هو إصلاح ما فسد من الأمة فلما رأى بأم عينيه الانحراف والفساد في هذه الأمة ورجوعها إلى الجاهلية الأولى تصدى لإصلاحها وتقويم اعوجاجها وكما عبر عن نفسه هو في مقدمة من يجب عليهم إصلاح الأمة بل هو إمام المصلحين كما أشار إلى ذلك في كلامه المتقدم بقوله ( وأنا أحق من غيَّر ) .
    الحفاظ على عظمة الحسين
    الحسين بن علي عليه السلام خامس أصحاب الكساء وأحد من نزلت فيه آية التطهير وآية المودة وسورة هل أتى وآية المباهلة وغيرها الكثير ومئات الأحاديث على لسان جده الحبيب المصطفى وأبيه علي المرتضى وكفى بذلك شرفاً وعظمة ، إن موقف الحسين بن علي مع صحبه الكرام رفع علم الإسلام خفاقاً على رؤوس الأشهاد إلى يومنا هذا بل وإلى الأبد قال الشاعر :
    لقد وقفوا في ذلك اليوم موقفاً إلى الحشر لا يزداد إلا معاليا
    إن هذه العظمة والقداسة التي حفظها له القرآن الكريم ورسوله الكريم وجهاده وتضحيته ونصرته للإسلام والمسلمين ، يجب على الأمة أن تحافظ عليها وترعى حدودها فإنه وإن كان عظيماً ولا يحتاج إلى مدح المادحين ولكن من حقه عليها أن تقوم بأداء أجر الرسالة ومن يمدحه ويعظمه فهو المستفيد .
    وليس من الإنصاف والعدل أن يقوم بمن في قلبه مرض من النواصب وغيرهم ويقول : أن الحسين ألقى بنفسه إلى التهلكة أو قتل بسيف جده أو أنه خرج على إمام زمانه ، إن مثل هذا الكلام لا يخرج إلا من أفراد نصبوا العداء للحسين وأبيه وأمه وأخيه وعلى أحسن الاحتمالات فإنهم يجهلون الحسين ومقامه .

    الحفاظ على قدسية الحسين
    مما يؤسف له ويحز في النفس ويدمي القلب أن بعض من ينتسب إلى مدرسة الإمام الحسين عليه السلام ويريد أن يشرحها لغيره ويعمق ولاءه لهذه المدرسة قد يصدر منه الكثير مما لا يتناسب مع قدسية هذا الإمام المظلوم وإن كان القصد خلاف ما يصدر وبالتالي يؤدي إلى تشويه سمعة هذه المدرسة والحد من فعالياتها وتأثيرها على المستوى الداخلي والخارجي أو المحلي والعالمي ، وهذا الذي يصدر لا يختص بطائفة معينة أو طبقة من الطبقات بل قد يكون ذلك من أطراف متعددة ومختلفة فقد يصدر من بعض الشيعة كما يصدر من بعض السنة وقد يصدر من بعض العلماء الموصوفين بالزهد والعبادة كما يصدر من الجاهل العامي وقد يصدر من الخطيب الحسيني وقد يصدر من بعض الجماهير المؤمنة التي تكون غير ملتفة لسلبياتها ، وقد يكون أشد هذه السلبيات ما يثبت في بطون الكتب من أكاذيب وخرافات وقصص لا واقع لها ثم تلصق وتنسب إلى سيد الشهداء عليه السلام أو إلى نهضته المباركة يقول سماحة آية الله العظمى الإمام المصلح الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء المتوفى 1373 هـ ( وحقاً أن أكثر أعمالنا جناية عظمى على الحسين عليه السلام ) [6]
    لماذا تكون أكثر أعمالنا نحن الطلبة جناية عظمى على الحسين ؟.
    أهذا جزاء الإمام الحسين عليه السلام منا بأن يرفع رؤوسنا ونحن نجني عليه وعلى الإسلام ؟ .
    إن نكران كثيرا من السلبيات التي تصدر منا لأسباب غير موضوعية هي في الحقيقة مما يزيد في الطين بلة وفي الطنبور نغمة ولا يحل المشكلة ، علينا أن نعترف بالأخطاء ونحاول أن نصححها والمريض عليه أن يعالج نفسه لا أن يسكت على المرض حتى يستفحل ، وقد أحس كثير من العلماء والمصلحين والمفكرين والمحدثين كالميرزا النوري والسيد محسن الأمين والشهيد مطهري وعشرات من أمثالهم بخطر الأخطاء والسلبيات التي تصدر منا بعنوان المحبة والولاء وإبراز الشعائر الحسينية فحاول هؤلاء أن يشخصوها وأن يضعوا العلاج لها وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل ذلك فسخروا أقلامهم وألسنتهم ومعارفهم في الذب عن قدسية وعظمة سيد الشهداء وعما يشين الشعائر الحسينية ، وفي ما يلي أذكر بعض الأمثلة على ذلك :
    1- مجالس العزاء على الإمام الحسين عليه السلام :
    لا شك أن هذه المجالس مدارس أخلاقية تربوية عقائدية وهي التي حفظت لنا الكثير من معالم الدين وبالأخص نشر الوعي الجماهيري وفضح الظالمين وأعمالهم الإجرامية ضد أهل البيت وفي الوقت نفسه هي كشف لمظلومية أهل البيت وبالأخص الإمام الحسين عليه السلام . وهذه المجالس مهمة جداً حيث تترجم لنا سيرة أهل البيت وما جرى عليهم كما تعطي صورة حية عن الإسلام الذي يتبناه أهل البيت عليهم السلام . فالاهتمام بهذه المجالس والمحافظة عليها من دخول التحريفات والسلبيات والخرافات والعادات غير الشرعية هو حفاظ على الإسلام و قدسيته .
    وحيث أن قراء هذه المجالس لم يكن لها أطار محدد وشروط معينة لمن له الأهلية أو عدم الأهلية لذلك اختلط الحابل بالنابل والقاصي بالداني والطيب بالرديء .
    ومن حيث المصادر التي تستقى منها هذه المجالس كذلك اختلط منها الغث بالسمين والصحيح بالضعيف والحق بالباطل والمفيد بالمضر وفي هذا الجانب أشير إلى أول من كتب في الحسين ومقتله فنقول لعل أول من كتب في مقتل الحسين عليه السلام :
    1- الأصبغ بن نباته المتوفى بعد سنة 100 هـ وهو من خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام . له كتاب مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام رواه عنه الدوري [7] .
    انظر : كتاب الفهرست للشيخ الطوسي ص 88 رقم 119 .
    2- جابر بن يزيد الجعفي المتوفى 128 هـ له كتاب مقتل الحسين عليه السلام .
    انظر : كتاب رجال النجاشي ج 1 ص 315 رقم 330 .
    3- مقتل الحسين بن علي لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي الكوفي المتوفى 283 هـ
    انظر : الفهرست للطوسي ص 12 رقم 7 ، رجال النجاشي ج1 ص 90 رقم 18 .
    4- مقتل الحسين : لعبد الله بن محمد ابن أبي الدنيا ، عامي المذهب .
    انظر : الفهرست للطوسي ص 298 رقم 450 .
    5- مقتل الحسين : لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الأحمري النهاوندي . كان حياً سنة 269 هـ
    انظر : رجال النجاشي ج 1 ص 94 رقم 20 .والفهرست للطوسي ص 16 رقم 9
    6- مقتل الحسين : لأبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي المتوفى 170 هـ . انظر : الفهرست للطوسي ص 381 رقم 586 ورجال النجاشي .
    7- مقتل الحسين : لسلمة بن الخطاب البراوستاني . انظر الفهرست للطوسي ص 225 رقم 334 .
    8- مقتل الحسين لعلي بن محمد المدائني قال الطوسي عنه عامي المذهب .
    انظر : الفهرست ص 278 رقم 406 .
    9- مقتل الحسين لنصر بن مزاحم المنقري . انظر الفهرست للطوسي ص 481 .
    10- مقتل الحسين لعبد العزيز الجلودي . انظر رجال النجاشي .
    11- مقتل الحسين لأبي زيد الخيواني الهمداني . انظر رجال النجاشي .
    12- مقتل الحسين لأبي جعفر محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري القمي . انظر رجال النجاشي .
    13- مقتل الحسين لمحمد بن يحيى العطار القمي . انظر رجال النجاشي .
    14- مقتل الحسين لمحمد بن عمر الواقدي 130 – 207 هـ . انظر الفهرست لابن النديم .
    15- مقتل الحسين لمحمد بن زكريا بن دينار الغلابي البغدادي المتوفى 298 هـ . انظر رجال النجاشي .
    16- مقتل الحسين : للشيخ الصدوق المتوفى 381 هـ
    17- مقتل الحسين : للشيخ الطوسي المتوفى 460 هـ . انظر الفهرست له .
    وهكذا تتالت الكتابات في مقتل الإمام الحسين عليه السلام إلى يومنا هذا.
    وقد أحصى الشيخ عبد الجبار الرفاعي أسماء ما كتب عن الإمام الحسين عليه السلام قديما وحديثا فبلغت قرابة 3203 بين كتاب وبحث ومقال وقصيدة [8] ، 11 منها بعنوان مقتل ، وبعنوان مقتل أبي عبد الله أو سيد الشهداء قرابة 31 ، وبعنوان مقتل الإمام الحسين قرابة 60 كتاباً ، وذكر بعنوان مقتل علي الأكبر والقاسم والعباس عددا منها والبقية بعناوين أخرى .
    ومع هذا كله فيوجد بين هذه الكتب والمصادر عن سيرة الإمام الحسين وثورته ما يدعو إلى التأمل والتحقيق والبعض ما يقطع بعدم صحته منها وفيها الكثير مما يسيء إلى قدسية سيد الشهداء وهنا أشير إلى بعض المصادر الحسينية التي دخل فيها كثير من التحريف والتبديل :
    1- كتاب روضة الشهداء :
    المؤلف : المولى حسين الكاشفي السبزواري ثم الهروي ثم البيهقي المتوفى 910 هـ ترجمه الشيخ عبد الله أفندي في ( رياض العلماء ج 2 ص 185 ) ترجمة مفصلة قال فيه :
    ( الجامع لأكثر العلوم حتى علوم السحر والأعداد والنجوم وعلم أسرار الحروف والجفر ... وفي مجالس المؤمنين ما معناه : أن المولى الفاضل الحسين الكاشفي السبزواري : كان مجموعة للعلوم الدينية وسفينة للمعارف اليقينية ، وكان له إطلاع بالعلوم الغريبة كالجفر والتكسير والسيمياء ، وكان ماهرا في فن النجوم ، وكان له نفس مؤثر وعبارات مقبولة ، وكان في غاية البلاغة والفصاحة ..... وفي حبيب السير : كان يعض الناس يصوت حسن مطرب جميل ... ) [9].
    اتهامه بالتسنن :
    قال في رياض العلماء : ( ويقال أنه كان يتهم في هراة وسائر بلاد ما وراء النهر بالتشيع والرفض ، وفي سبزوار وسائر بلاد الشيعة بالتسنن والتحنف [10] أو التشفع وخاصة من جهة صحبته للأمير شير علي السني ومصاهرته مع المولى الجامي السني ... ) [11]
    والمشكلة في هذا المؤلف لم تكن هي كونه سنياً فإن كثيراً ممن كتب عن الإمام الحسين عليه السلام قديماً وحديثاً هم من السنة بل المشكلة أبعد من ذلك لما يلي :
    1- استسلامه لسلطة العوام :
    فإن هذا الشخص يستسلم لسلطة العوام على حساب الدين والحقيقة والقصة التالية توضح لنا هذا الأمر فعندما كان في مقام الوعظ تحدث عن نزول جبرئيل : قال في رياض العلماء :
    فقال ذلك المولى أن جبرائيل نزل على النبي صلى الله عليه وآله ألف مرة . فقام واحد من أهل مجلس الوعظ فسأل عنه وهو على المنبر فقال : كم مرة نزل على علي عليه السلام ؟ فتحير المولى المذكور في الجواب لأنه إن قال لم ينزل كان عوام الناس يقولون أنه لما كان من أهل السنة أنكر نزول جبرئيل على علي وإن قال نزل عليه فلم يرد بذلك نص لأن نزوله من خواص الأنبياء ، فخطر بباله أن قال : نزل عليه ألفي مرة .
    فقال له : من أين قلت ذلك ؟ فقال قد ورد في الخبر ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) ومن المعلوم أنه لا يدخل في البيت إلا من جهة الباب ولا يخرج عنه إلا منه ، فيلزم أن يكون جبريل نازلا على علي عليه السلام مثلي ما نزل على النبي صلى الله عليه وآله . فاستحسنوه وخلص من أيدي العوام والجهال ) [12]
    ونقل في أعيان الشيعة عن مجالس المؤمنين هذه القصة بشكل يختلف فيها العدد قال :
    ( وفي مجالس المؤمنين عن بعض أعيان المشهد الرضوي أن كمال الواعظين مولانا حسين الكاشفي كان ذهب إلى دار السلطنة هراة إلى مير علي شير المشهور لنظم أمور دنياه وبقي مدة فأساء الظن به أهل سبزوار وبلغه ذلك فلما عاد إليها صعد المنبر للوعظ في جامعها فكان مما قاله أن جبرئيل نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله اثني عشر ألف مرة فقام إليه شيخ من العوام وسأله من باب الامتحان والاختبار وكم مرة نزل جبرئيل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فتحير الكاشفي في جوابه لأنه إن أجابه بالصواب وهو أنه لم ينزل عليه أصلا حقق ما ظنه فيه عامة سبزوار وإن أجابه بغير الصواب وقع في الكذب فتخلص تخلصا ظريفا وقال أربعة وعشرين ألف مرة فقال الشيخ وكيف ذلك قال لأن رسول الله قال أنا مدينة العلم وعلي بابها فكلما نزل جبرئيل على النبي مرة يكون قد دخل من الباب وخرج منه فيكون دخوله مع خروجه أربعة وعشرين ألف مرة . اه‍
    وعلق السيد محسن الأمين على هذا بقوله : وهكذا تكون بلوى العلماء مع العوام . [13]
    إن هذه البلوى مستمرة في كل زمان ولها الأثر على مجرى الأمور في بعض الأوساط العلمية حيث تتحكم في بعض الأحكام وربما يخضع البعض لمثل هذه السطوة لأسباب عديدة منها رضاية العوام ، والأشد من ذلك مناشدة رضاية عوام الطلبة التي تثور ثائرتهم في كل عمل يراد كشف زيفه وإبراز انحرافه وتتصادم مصالحهم مع ذلك ، فتتعالى أصواتهم وتباكيهم خوفاً على الدين وعلى المذهب فيحركون عوام الناس على كل من يتصدى لتصحيح انحراف شاع باسم الإسلام .
    2- أن هذا الكتاب الذي ألفه فيه من الأكاذيب والخرافات الشيء الكثير يقول صاحب رياض العلماء في هذا الكتاب : ( لكن أكثر روايات هذا الكتاب بل جميعها مأخوذة من كتب غير مشهورة بل غير معول عليها ) [14] وحول عموم مؤلفاته قال : ( ولكن أكثر تصانيفه سيما تفسيراه مؤلفة على طريقة أهل السنة ، وأدرج فيها طرائق الأخباث الصوفية )
    فإذا كان هذا وضع الكتاب ومؤلفه كيف يكون مصدراً رئيسياً لمجالس العزاء الحسيني لمئات من السنين بل إن مجالس العزاء اشتهرت باسم ( الروضة ) نسبة إلى هذا الكتاب يقول مؤلف موسوعة شهادة المعصومين : كتاب " روضة الشهداء " لحسين بن على الكاشفي البيهقي ( ت : 910 ه‍ ) ، وقد شاعت قراءته في مجالس العزاء لما يحتويه من نثر جميل وكلام مسجع حتى اشتهر من يقرأ المصيبة ب‍ " الروضة خوان " أي قارىء الروضة نسبة إلى هذا الكتاب ، وقد ذهب الظن ببعض إلى أن السر في اشتهار هذا الكتاب يمكن لكونه أول مقتل كتب باللغة الفارسية [15] في حين أن هذا الكتاب نفسه يحتوي على كلمات وأشعار فارسية نقلت عن كتاب " مقتل الشهداء " لأبي المفاخر الرازي وهو من الشعراء المجيدين في عصر غياث الدين محمد بن ملك شاه ( ت : 511 ه‍ ) ، والسلطان مسعود بن محمد بن ملك شاه السلجوقي ( ت : 547 ه‍ ) . كما أن صاحب الذريعة ذكر كتابا آخر باللغة الفارسية أيضا تحت عنوان " مقتل الشهداء " لشخص يعرف ب‍ ( العاصي ) ، يعزى تـأريخ استنساخـه إلى سنة 887 ه‍ ، وقدمـه على " الروضة " [16].
    ويحتمل أن يكون اشتهار قراءة المصيبة ب‍ " روضة خوان " واشتهار كتاب الملا حسين الكاشفي راجعا إلى اقتران تأليف الكتاب بمجيء الصفويين واستبدال قراءة " الشاهنامه " بقراءة المقتل في المجالس الليلية ، خاصة وأن هذا الكتاب يحتوي نثرا جميلا ولحنا حماسيا . [17]
    وقد تكلم الشهيد مظهري في الملحمة الحسينية حول الكتاب ومؤلفه بلا مزيد عليه .
    2- الكتاب الثاني من المصادر المنتشرة المأخوذ عنها مع ما فيه من الترهات كتاب ( أسرار الشهادة ) للآغا الداربندي المتوفى 1286 هـ
    3- كتاب ( محرق القلوب ) للملا محمد مهدي النراقي صاحب كتاب جامع السعادات المتوفى 1209 هـ
    4- المنتخب للطريحي المتوفى 1085 هـ
    وقد تحدث عن هذه الكتب الميرزا النوري في كتابه ( اللؤلؤ والمرجان ) والشهيد مطهري في الملحمة الحسينية فليرجع إليهما .
    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين



    منقول من ابحاث المحقق المدقق اية الله الشيخ حسين الراضي (حفظه الله)
    http://www.alradhy.com/index.php?act=artc&id=293
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X