إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

سوريا فى المنعطف الخطير

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سوريا فى المنعطف الخطير

    سوريا فى المنعطف الخطير
    تبدو الظروف المحيطة بالوضع السورى بالغة السوء للنظام البعثى الحاكم فالضغوط تتزايد على النظام من الخارج فالجامعة العربية بدولها الأخرى المهترئة تسعى إلى تدويل الأزمة على غرار النموذج الليبى ودول الجوار كتركيا تسعى هى الأخرى لوضع الأقدام على الأرض السورية بغرض حماية الناس وحتى حلفاء النظام مثل إيران تخلوا عن مناصرة النظام فى العلن وأعلنوا أن الوضع القائم لا يجب أن يستمر هكذا.
    فى الداخل ما زالت التظاهرات تخرج يوميا وأصبحت هناك معارك شبه يومية بين مسلحى الجيش الحر وبين الجيش السورى .
    ومن ثم فالنظام إن كان عند قادته بقية من عقل لابد أن يحموا البلاد من خلال اقتسام السلطة أو التنازل عنها فالوضع السورى جعل العدو الاسرائيلى سعيدا هانئا ينام وهو مرتاح ليلا على الرغم من أن النظام البعثى الذى ملأ الدنيا جعجعة فى اظهار الكراهية والعداء لاسرائيل لم يطلق رصاصة واحدة منذ حرب اكتوبر – تشرين .
    كل ما يحدث فى سوريا وما يحدث فى ما يسمى بلاد الربيع العربى يصب فى النهاية فى مصلحة العدو الاسرائيلى لأن هذه البلاد لن تشهد استقرارا سياسيا بعد انتخاباتها نتيجة كون الحكومات المنتخبة ستكون ائتلافية ونتيجة خروج بعض الأحزاب من لعبة الحكومة مع وجود مقاعد لها فى المجالس النيابية ومن ثم فبدلا من أن يكون وحدة رأى بين بلاد الجوار العربى فى مواجهة العدو سيكون هناك انقسام داخلى يجعل كل بلدة لا تفكر سوى فى حالها .
    ويبدو أن التيار الذى يظهر العداء لاسرائيل هو من سيمسك بزمام الحكومات الجديدة وسيعيدنا لنفس المصير الذى كان فى1967 فالأنظمة التى كانت الأعلى صوتا فى مواجهة اسرائيل هى التى تسببت فى احتلال بقية فلسطين وسيناء المصرية والجولان السورية ومن ثم فالتيار المحسوب على التيار الاسلامى تعد له العدة حتى يكرهه الناس من خلال الهزيمة التى سيلقاها على يد العدو لأنه هو الحاكم فى تلك الساعة .
    بالقطع الحرب من قبل دولنا العبيطة أقصد العربية المتفرقة لشيع وأحزاب كلها يعمل على ايقاف مسيرة الآخر ستكون مهزلة ومن ثم فنصيحتى لمن ينتمى للتيار الاسلامى من الفائزين لا تمسكوا الحكومات ولا الرئاسات فأنتم إن كنتم عالمين بما يعد فوزره عليكم وإن كنتم لا تدرون فاعلموا أن الثورات فى الخمسينات والستينات كان عاقبتها هزيمة1967 ومن ثم فثوراتكم ستكون مثلها لأنكم لم تقوموا بها وحدكم وعاقبة الانقسام هى الهزيمة بكل حال .

  • #2
    كل من شهد بدايات الأحداث في سوريا اعتقد أن الأمور ستعود الى سابق عهدها خلال أسايبع.. الا قلة قليلة كانت تعرف أن المشروع يتنقل على مراحل.. القيادة السورية كانت تعلم أنها تتعامل مع مراحل وأن أصعب المراحل كانت في الأشهر الثلاثة الأولى.. وقد تجاوزتها.. ومايحدث الآن هو التعامل مع المرحلة الثالثة وهي التي تحاول الضغط الاقتصادي لارهاق الميزانية وافقار السوريين وايصالهم بعد حصار طويل لقناعة كاذبة تشبه قناعة العراقيين أن التخلص من نظام الحكم قد يكون فيه الخلاص للخروج من الأزمات الاقتصادية.. لكن الفارق هنا أن القرارات بالحصار الاقتصادي عرجاء فهي ليست دولية ولا أممية وهناك كل الطرق الاقتصادية المتاحة للبدائل عبر مجموعة بريكس وغيرها..


    جميعنا نبحث عن المستقبل وما يخبئه لنا.. ولو كنا نؤمن بالبصّارات وقارئات الكف لفتحنا ملايين الكفوف وشربنا القهوة بملايين الفناجين لنعرف ماذا سيقول الغد.. نتجول كل يوم على كل المحطات والمواقع علنا نسمع مايروي ظمأنا.. ولكن مشاعرنا تتأرجح فعندما نستمع لاعلام الثورجية وجزيرتهم نعرف أن هناك شطحات وسباحة في دم الناس.. وعندما نستمع لاعلام الدولة نحس أن هناك أشياء لاتقال وأن هناك حرصا على كل حرف يقال فنبقى ظامئين.. لكن سنترك فناجين القهوة والكفوف وسنترك اعلام السباحة في دم الناس واعلام السباحة في القطب الجنوبي وسنحاول البحث في مصادر أخرى ونتلمس بعض الاسرار التي لاتفهم..

    فمما يثير التساؤل هو البرود السوري في الرد على أردوغان الذي يرمينا بالمنجنيق بكتل اللهب اللفظي وكتل الحجارة الثقيلة .. ماذا يثير
    أعصاب أردوغان؟ دعونا لانكذب على انفسنا، فليس الدم السوري هو مايثير حفيظة اردوغان ..هذا الكلام للاستهلاك المحلي في تركيا ولدعم معنويات الثورجية ..أردوغان لم يقل 1 بالمليون لاسرائيل مما قاله ضد السوريين رغم أن اسرائيل قتلت آلاف الفلسطينين واللبنانيين وفوقهم تسعة أتراك واكثر ماقاله اردوغان في دافوس لشيمون بيريز: "تذكر أنني احترم سنك .." أي ان الرجل قدر لبيريز وقاره وسنه ..لكن من استقبله في بيته وفتح له بلاده وذراعيه وجعله صديقا شخصيا ووكيلا سياسيا في مفاوضات السلام لم يستحق منه الا أن يصفه بالجبان رغم معرفة أردوغان أن الأسد ليس بجبان وأنه يقاتل تمردا مسلحا ..فلم ذلك؟؟ بعض الجواب الحائر طيّره لي صديق صحفي تركي تعرفت عليه أيام الأزمة السورية التركية بشأن عبد الله أوجلان ..

    تعرفت على هذا الصحفي التركي الذي يعمل لصالح احدى كبريات الصحف التركية عندما قصدني للتوسط لايصاله لمكتب الاستاذ الراحل جبران كورية رئيس المكتب الصحفي في رئاسة الجمهورية أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد ..كان يعلم بخيط ما غير رسمي وغير وظيفي وبالطبع غير عائلي يربطني بالأستاذ كورية .. الصحفي التركي قال بأنه يريد أن يجري لقاء صحفيا مع الرئيس الأسد لتقريب الشعب التركي من الشعب السوري عبر حوار شفاف مع "حكيم الشرق" كما وصفه خاصة عند بروز نجم حزب الرفاه و السعادة بزعامة نجم الدين أربكان ..لكن تفاقم أزمة عبد الله أوجلان بعد تلك الفترة ربما عطلت مشروع الصحفي التركي للقاء الأسد في ظل استفزازات مسعود يلماظ لسوريا وتفاقم النزاع ..

    العلاقة مع الصحفي التركي استمرت منذ تلك الفترة ولم تنقطع وجاءت ظروف هذه المرحلة وكثرت الاتصالات بيننا لتبادل الآراء .. وقد أطلعني منذ فترة على مايتردد في كواليس السياسة التركية وفوجئت أنه يقول لي ان خلف الأبواب المغلقة مالانسمعه ولايسمح باطلاق سراحه وهو توقعات تخالف كل مايشاع: وهي ان أردوغان صار قريبا مما لانتخيله ..ألا وهو الرحيل !!..

    فهناك تمرد يتبلور في داخل حزب العدالة التركي الذي بدأ يرى تخبطات أردوغان .. فمن دولة يتراجع كم العداء لها في محيطها الى مستوى الصفر في رحلة استغرقت عقدين من الزمن الى دولة كل مايحيط بها صار عدوا مرّا في فترة قياسية لاتتعدى شهرين .. ومن بلد حدوده باردة الى بلد حدوده ترتفع درجة حرارتها الى الغليان .. فتركيا دولة محاطة بأعداء أكثر من اسرائيل اللاشرعية نفسها .. فاسرائيل برّدت حدودها مع الأردن ومصر والعرب الخليجيين وفلسطينيي محمود عباس وحولتهم الى حلفاء ولم تبق سوى نافذة عداء صغيرة رغم هدوئها في الشمال تعمل على اغلاقها بشتى الوسائل لأنها تعرف أن هذه النافذة تحجب خلفها طوفان النار .. أما تركيا أردوغان فحولها اليونان وروسيا وسوريا والعراق وايران و أرمينيا و..الأكراد بالطبع .. وكلهم تحولوا بحكمة أردوغان الى محيط عدو يتربص بتركيا الدوائر..

    وهناك اقتصاديون أتراك وصناعيون يتحركون لأنهم فقدوا الأمل في أوروبا واكتشفوا على العكس ان انفتاح تركيا على دول الجنوب عبر سوريا وايران والعراق ومن ثم العالم الاسلامي (بواسطة حنكة مؤسس الحركة الاسلامية التركية نجم الدين أربكان الذي جرّ تركيا من يدها نحو الجنوب) أثّر كثيرا وايجابيا في انهاض الاقتصاد التركي الذي يتبجح الاسلاميون ويتشدقون انه دفع ليكون في المرتبة السادسة عشرة بفضل الاسلاميين الأردوغانيين الذين سرقوا جهود أربكان لاثبات أن الاسلام هو الحل .. وأن الاسلاميين قادرون على ادارة الاقتصاد واجتراح الحلول الاجتماعية والمعجزات أكثر من بقية الأحزاب التقليدية في المنطقة .. وكلما دق الكوز بالجرة ذكّرنا هؤلاء المروّجون لأردوغان بالتجربة الاسلامية الرائدة ديمقراطيا واقتصاديا في تركيا "أردوغان"..ولكن للعقلاء الأتراك رأيا آخر!!
    هذا الجو من الهستيريا السياسية الذي يثيره أردوغان بدأ بسرعة ينعكس على الاقتصاد التركي الذي ستظهر آلامه في الربع الثاني من عام 2012 حسب تقديرات الخبراء خاصة في ظل أزمة أوروبا التي تبدو منشغلة بانقاذ اليونان وليس تركيا.. وبالذات اذا ماتبين أن المحور السوري الروسي الايراني قد قرر تلقين تركيا درسا مهذبا لاتنساه .. درسا سيبقيه المؤرخون الأتراك أمامهم كدليل على خطل السياسة التي ترى بعيون الكركدن وليس بعيون الصقر من أعلى الذرى..

    ماقاله لي هذا الصحفي التركي مثير للانتباه .. وهو أن أردوغان اعتقد أن مشروع الاسلاميين في المنطقة سيجعله زعيما عالميا بلا منازع وقائدا للكتلة الاسلامية عبر قيادته للهلال الاخواني من ليبيا الى سوريا ..وسيكون هو الرجل الذي تتجه اليه الوفود العالمية في أي شأن من شؤون الشرق الاوسط والشأن الاسلامي .. وسيكون قادرا على التـأثير في دول الخليج وعواصم النفط عبر هلاله الاسلامي كما كان عبد الناصر مهابا لدى أهل الخليج بامساكه بتلابيب المنطقة العربية بين يديه .. وسيكون بيد أردوغان الماء الذي سيبيعه للشرق من سدوده العظيمة وسيكون له بعض التأثير على أسعار النفط ..علاوة على تحكمه بخطوط امدادات الغاز من الشرق الى الغرب... أي خليفة اسلامي عصري ديمقراطي قوي تنتخبه جموع الاخوانيين في تركيا فيما هو من يوزع النفوذ التركي على المنطقة كلها من "الباب العالي" ..

    مشكلة أردوغان الكبرى أن المشروع تعثر كثيرا في سوريا على غير توقع وهو الذي كان حسب الاتفاقات مع أهل الخليج والأمريكيين سينجز التحول السوري قبل رمضان 2011 على أسوأ التقديرات ..لكن العقدة السورية لم تنكسر رغم كل الضغط الهائل.. وبحسب المعلومات التي بدأت ترشح فان ماتم ضخه من مال وسلاح ومسلحين تجاوز30 ضعفا لما تم الدفع به لاسقاط ليبيا.. وقد فوجئ أردوغان وحلفاؤه جدا من التماسك السوري، ولكن أكثر المفاجآت كانت الموقف الروسي المستميت واصراره على عدم السماح بتمرير قرار في مجلس الامن حتى بمنطقة حظر جوي يحترمها الناتو ولايمدد صلاحياتها .. بل دفع الروس بشحنات السلاح وبالبوارج الحربية الى السواحل السورية .. وكان أردوغان يعتقد أن الروس لن يحركوا ساكنا وهم من تخلى عن أشقائهم السلافيين في صربيا وعن العراقيين وعن الأوكرانيين وعن الليبيين وليس هناك مايدعوهم للخروج من مكمكنهم .. الموقف الروسي المؤازر بقوة لسوريا لم يدخل في الحسابات الا من باب الأقرب الى المحال .. ولكن تبين للمحللين الأتراك أن من الغباء السياسي ألا يتوقع السياسيون أن من المحال ألا يتحرك الروس ..وذلك لاسباب كثيرة لها علاقة بتهديد الأمن القومي الروسي في العمق مباشرة لأنه في عملية تفكيك الاتحاد السوفييتي لجأت القوى الغربية الى اطلاق الاسلاميين الطالبان خارج الاتحاد السوفييتي في أفغانستان للصدام معه .. أما تدمير روسيا فسيكون عبر نقل الحركة الاسلامية الاخوانية -الطالبانية الى حدودها والى داخلها بنفس منطق الحركة الاسلامية في الربيع العربي والذي ان انتصر كليا فستتولى تركيا اكماله في روسيا ..نيابة عن الأمريكيين ..اذا ماانتهت اليها زعامة العالم الاسلامي ..

    مايزيد في هياج أردوغان ومجموعته هو المعلومات التي يضعها جهاز الاستخبارات التركي على طاولته يوميا والتي لخطورتها أخرجته عن طور اللباقة الديبلوماسية وصار يتهجم على شخص الرئيس الأسد الذي حتى هذه اللحظة لم يعره اهتماما، تماما كما فعل مع (لسانيات) جنبلاط الذي تم تجاهل استفزازاته الى أن قص لسانه بعد أن طال فعاد معتذرا الى الشام .. ويبدو ان طريق جنبلاط هو الذي سيسير عليه اردوغان مهما طال لسانه .. القيادة السورية تركت أردوغان يرفع صوته لأن ماتقوله الاستخبارات التركية هو الرد السوري الحقيقي الذي يجيب على جنون اردوغان والذي تحاول الجامعة العربية انقاذه من تسونامي قادم يعد له تحالف سوري ايراني روسي ..بعد نهاية العام ..وهو ماكان يقال من أن سوريا تملك أوراقا قاتلة لم تستخدمها حتى الآن..

    المعلومات والفرضيات التي وضعها أمامي الصحفي التركي مثيرة للاهتمام وهي تقول أن الروس عرضوا على الحليفين السوري والايراني خطة هجوم معاكس على المشروع الاسلامي الاخواني انطلاقا من الدولة التي كانت ستتزعم الحركة الاخوانية العالمية تستغرق بضعة أشهر.. لأن توجيه ضربة للمشروع الاخواني لن يتم الا عبر ضرب الرأس مباشرة ..وهو تركيا .. كما أن اردوغان وطموحاته يجب ان يرحلا ..
    والخطة تنتظر يوم اعلان رحيل القوات الأمريكية عن العراق حيث لايعكر صفو التطبيق وجود جيش أمريكي بين سوريا وايران ..الغاية من الخطة تخفيف وزن تركيا السياسي ..واعادته الى الصواب والعقلانية ..واحترام الجغرافيا ..واعادة تشكيل الشرق الأوسط بشكل يعاكس الشرق الأوسط الأمريكي ..الذي بات يهدد الجميع

    الايرانيون والروس أحسوا أن اردوغان قد كسر كل المحرمات ووضع السكين على أعناق الجميع بالسماح بالدرع الصاروخي الأمريكي على أرضه وبانكشاف نواياه بالسيطرة على الشرق عبر اسلامييه وتحالفه مع الناتو ..وهو بذلك يوجه حرابه ضد سوريا وروسيا وايران..دفعة واحدة ..جنون لايشبهه الا جنون الرايخ الثالث ..الذي بدأت نهايته عندما تحرش بعدة دول مجتمعة وعلى رأسها روسيا..

    الخطة المقترحة التي نقلها الصحفي التركي لاتبدو متماسكة تماما ربما لغياب بعض التفاصيل التي لم تتح له ..لكنها تشير الى ضرب الاقتصاد التركي ضربة موجعة عبر حصار مطبق من كل المحيط ولن تتمكن البضائع التركية من التوجه نحو الجنوب وآسيا بعد اليوم فالخط السوري العراقي الايراني سيصير مثل سور الصين العظيم .. كما أن روسيا ستضيق عليه الحركة عبر الشمال..وعلى الأتراك ركوب البحر كسبيل يتيم للوصول الى آسيا بعد اليوم لتجارتهم بكل مايعني ذلك من تكاليف وتأخير لأن أوروبا محرمة عليهم .. وفي الوقت نفسه ستطلق يد الأكراد في جنوب شرق تركيا بحيث يكون التمرد الكردي من نفس عيار التمرد المسلح في سوريا باطلاق عصيانات المدن الشرقية التي اقتنعت أن اطلاق زعيمها عبد الله أوجلان لن يتم الا عبر الضغط السياسي المترافق مع ضغط عسكري هائل وربما عبر تبادل أسرى ..مستفيدة من تجربة حماس وحزب الله.. ونقل عن أن أحد البرلمانيين الأتراك المعارضين لأردوغان توجهه اليه بالتهكم قائلاً في اجتماع اللجنة البرلمانية الخارجية: سنكون محظوظين اذا ما أهدى السوريون السلاح الذي صادرته قوات الأمن السورية خلال الفترة الماضية الى مقاتلي الـ (بي كي كي) كخطوة رمزية ذات مغزى كبير ..سلاح سيكفي الـ (بي كي كي) لسنوات..!!

    وسيكون أحد أهم مناطق الوجع التركي هو الاقتصاد والسياحة ..التي تعتمد عليهما أرجل وسيقان جمهورية رجب طيب أردوغان .. وبحسب هذه المعلومات ..سيضطر حزب العدالة والتنمية الى تقديم رأس أردوغان ثمنا لاعادة الهدوء الى دول الجوار وذلك بالاطاحة به بانقلاب حزبي ..وبهذا المعنى ربما يعيش "سبع البرومبة" أردوغان آخر ستة أشهر له في مكتب رئاسة الوزراء التركية ..

    ووفق هذا الصحفي التركي فان العرب استعجلوا الانتخابات المصرية لاطلاق الاسلاميين المصريين الى جانب أردوغان للتسريع باطاحة الحكم في سوريا ..فيما استعجل العرب العقوبات وتعهدوا لأردوغان بتعويض الخسائر ودعم الاقتصاد التركي الذي سيتضرر ..ولكن مستشاري اردوغان يرددون على مسامعه نصيحتين ذهبيتين: الأولى: تذكر ألا تثق بعرب الجزيرة العربية.. فهم من طعنوا الخلافة العثمانية في الظهر فلا تثق بهم .. وتذكر حكمة ثعلب السياسة العالمية هنري كيسنجر وهي كلمة شهيرة له على التلفزيون تقول: "بالطبع لايمكنك أن تثق بعربي" .. والنصيحة الثانية: أسرع واكتف بما حصلت عليه ثم صالح الأسد أو ابعث بالهدنة اليه..انت تحتاج لخداعه ثانية على الأقل ..

    والمفاجأة كما يقول الصحفي التركي أن هناك اعتقادا أن أردوغان بعث سرا يطلب المصالحة فلم يأت الرد ولكن الروس بلغوا الرسالة التالية التي فهمها رجب طيب أردوغان حيث كان الرد: "الأسد مشغول حالياً بدفن الجنود الذين قتلهم المسلحون بسلاحك.. انتظر رده لاحقا" .. وقد حلّق دماغ أردوغان بجناحين من الهستيريا ورد على لامبالاة الأسد بقوله في مقابلة مرتبة على عجل: "ان الأسد جبان ..وسيسقط .." ثم بعث مهندس الأصفار اوغلو ليستحث العرب في الجامعة لاطباق الخناق على الأسد ..تعبير "مهندس الأصفار" قاله الصحفي التركي ضاحكا وأضاف: ..الآن عرفنا اين هي أصفار أوغلو ..انهم أعضاء الجامعة العربية ..كل وزير خارجية عربي هو صفر في السياسة ..الا وليد المعلم..
    رادارات أردوغان بدأت تشتغل أخيرا بعد أن سكرت وانتشت فترة بانتصارات سهلة في ليبيا .. ويقول له مستشاروه اذا انطلق تمرد مسلح بعشرات آلاف البنادق والقذائف في شرق تركيا فلن تبقى تركيا قطعة واحدة بل عدة قطع مهما فعلت ولن ينقذك منها لاأمريكا ولاناتو ..لن ينقذك الا السلاح الكيماوي ..وأنت يا فخامة رئيس الوزراء لاتتحمل حلبجة ثانية مثل صدام حسين .. ولاشبيها بمذبحة الأرمن ..وتذكر أن الأوروبيين لايمانعون في تشظي بلدك ..وهم دائما ينوهون الى أن تركيا بلد غير مستقر وهذا كان دوما في غير صالح طموحاتها للانضمام للسوق الأوروبية..

    ويضبف الصحفي التركي محذرا أن سوريا نفسها لن تكون بمنأى عن هذا الانفجار الكردي الذي لن يعترف به الغرب لكنه سيجعل من جنوب شرق تركيا منطقة مستقلة ذاتيا تماما كما كان شمال العراق طيلة السنوات الماضية منذ السبعينات ..والغرب لايريد من تركيا الا التزاماتها بالناتو .. ولكن التمردات الداخلية هي آخر مايمكن للناتو التعامل معه ..وتجربة العراق وافغانستان خير دليل خاصة اذا ماتولى الموضوع خبراء في هذا الشأن ومن لهم باع طويل فيه مثل السورييين والايرانيين الذين جعلوا استقرار الأمريكيين في العراق جحيما لايطاق ..
    مايطرحه هذا الصحفي يبدو خياليا ولاأعرف مدى امكانية تصديقه فهو يقول ان أصدقاءه في المخابرات التركية يقولون ان سوريا اطلعت على عرض سري توسط فيه الروس والايرانيون الى جلال الطالباني ومسعود البارازاني وقادة حزب العمال الكردي بعد استشارة المالكي بأن تتعهد القوى الكردية بتجميد تحركها في ايران وسوريا وروسيا اذا ماتم دعم منح كركوك للأكراد كعاصمة لهم تشرف بنفسها على جنوب تركيا الخصب والغني بالمياه..على أن يعترف للعرب في كركوك بحقوق كاملة وأن تحتفظ الحكومة العراقية بحصتها من النفط فيها..الروس يرون أن اعادة تركيا الى حظيرتها وحجمها ولجم جنونها وامكانات تحطيمها لخرائط الشرق أهم من اعادة كركوك الى الحظيرة العربية..ويتفق معهم العراقيون والسوريون والايرانيون، فيما الأكراد يعتقدون أن النفط في كركوك والمياه في جنوب تركيا هما قوة الدولة الكردية الحقيقية ..اضافة للمغزى المعنوي والعاطفي لكركوك في خلق الكيان الكردي..

    الروس يعتقدون أن هذا الاقتراح سبيل لحل الأزمة الكردية منذ الآن بدل تأجيل شيء واقع لامحالة ..فاذا حدث توافق روسي ايراني سوري عراقي على التضحية بتركيا لانهاض حل للأزمة الكردية يعني تأجيلا طويلا لمشاكل الأكراد لديهم وانقاص لوزن تركيا الاقليمي (ريجيم قوي وسريع لانقاص الوزن) ..وهو احتواء للمشروع الأمريكي ..
    نقطة الخلاف هي كركوك.. لأن الأسد يشاع أنه قال مثلما قال السلطان عبد الحميد عن فلسطين: كركوك ليست ملك الشعب السوري ليفاوض عليها .. واذا وافق العراقيون على هذا العرض فهذا كلام آخر ..
    من صفحة دعم قناة الميادين على الفيس بوك للاستاذ غسان بن جدو

    الأتراك يتحركون بسرعة وفي سباق مع الزمن بالتنسيق مع العرب والغرب واسرائيل بتسريع المرحلة الثالثة من الخطة المعدة سلفا لحشد مقاتلين عربا باسم الجيش السوري الحر على الحدود للضغط قبل أن ينجو الأسد من الفخ ويطلق الضغط الثلاثي على تركيا .. فيما اسرائيل تدرس طلبا تركيا بالتحرك لانزال هزيمة مشتركة بالعقدة السورية .. لكن حسابات الاسرائيليين تصطدم دائما بسيناريو شمشون اي أن سوريا وايران لن تترددا في هدم الشرق الأوسط كله وخاصة على اسرائيل وسيكون ثمن هذا النصر في العقدة السورية باهظا جدا ..باهظا جدا ..وقد يترك اردوغان لمصيره !!

    ومع هذا فقد بدا الصحفي التركي متشائما وقال: الكل سيدفع الثمن من جنون أردوغان..الأتراك والسوريون والجميع بلا استثناء والباقي سيتفرج .. لكن السوريين سيصير لهم في الحال طوق نجاة عبر تمددهم اقتصاديا بعد نهاية العام من البحر المتوسط حتى أفغانستان ونحو كل الشرق ودول بريكس .. بل ان الأردن نفسه سيستغيث لابقاء علاقته مع سوريا التي لم يفهم السوريون استراتيجية سخاء الدولة السورية في منح الاردن معاملة خاصة بالماء والغذاء طوال سنوات حتى تبين أن الغاية كانت في جعل الأردن معتمدا على سوريا.. فالحياة في الأردن معتمدة على مشيمة تصل الى سوريا وعلى ثدي سوري ..واذا قطع الارضاع تلوى الأردن عطشا وجوعا .. وخلق حالة اعتماد على الرحم السوري سيجعل الأردن أول من يصرخ من انقطاعه عن سوريا..ومهما حاول الملك الأردني لعب القمار في السياسة فهذه ليست لاس فيغاس..الملك قد يكسب في القمار في لاس فيغاس ..لكن لاعبي السياسة المحترفين في دمشق سيجعلونه يخسر للمرة الأخيرة وقد لايبقى معه الا ثمن بطاقة طائرة باتجاه لاس فيغاس (سفرة واحدة)..

    "أعتقد أن الحل في رأي كثيرين لم يعد في رحيل الأسد بل في رحيل أردوغان ..بأسرع وقت..انها مفاجأة أليس كذلك؟؟!!" يختم الصحفي التركي تصوراته وملف معلوماته المثير ..الذي لاشك يحتاج تنقيحا وتدقيقا ودراسة حصيفة ..قبل التحقق من كل نقاطه..وقد نقلته بأمانة ..وسنتركه لقادمات الأيام كي تحاكمه

    تعليق


    • #3
      بغداد نحو حلف إستراتيجي مع طهران


      تبدو إيران حريصة على اجهاض الحصار العربي ــ التركي على سوريا، من خلال ادخالها في دائرتها التجارية المغلقة من جهة، والاستعانة بالثقل العراقي، النقدي والسوقي من جهة أخرى، خاصة وقد حسم المرشد علي خامنئي الأمر بالوقوف إلى جانب دمشق حتى النهاية ومهما كان الثمن. هي إيران نفسها التي نقلت رسالة تهديد جديدة لتركيا، وضمنت قرار العراق بأن يكون عمقاً لوجستياً واستراتيجياً لمحور المقاومة
      إيلي شلهوب

      انتقال واضح من استراتيجية الدفاع من موقع الدفاع، إلى الهجوم من موقع الدفاع، عبرت عنه تطورات الأيام الأخيرة بدءاً بتصريحات قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني الخميس الماضي، إلى التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السوري وليد المعلم، ومعها ما بدأت ترشح عن موسكو من «مواقف مبدئية» تؤكد عزم روسيا الدفاع عن سوريا. مراجعة لتحركات عواصم الممانعة خلال الأشهر القليلة الماضية تظهر أنها كانت «حراكاً سلبياً» يستهدف الحد من الأضرار التي تتسبب فيها خطوات المحور المقابل، خاصة في سوريا، حيث اقتصر العمل على مساعدة النظام بالمال للحد من خسائره الاقتصادية، وبالوسائل التقنية التي تمكنه من تأطير الحراك الشعبي ومواجهة المجموعات المسلحة، مع رسائل تحذيرية غير معلنة وجهت إلى أكثر من طرف. حتى بدا وكأن الطرف الآخر، عرب أميركا ومعهم تركيا والغرب، يسبق دائماً بخطوة إلى الأمام. تجلى ذلك بأوضح صوره في خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الخميس مع المهلة المذلة التي اعطيت لسوريا للتوقيع على البروتوكول الشهير. ومنذ ذلك الوقت، دخل الصراع على سوريا مرحلة جديدة، لها قواعدها وقوانينها الخاصة، مع تغييرات على المستويين الكمي والنوعي.
      المعلومات الواردة من طهران ودمشق تتحدث عن تكثيف حركة المشاورات والاتصالات اليومية بين الجانبين، مشيرة إلى أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد زار الأحد إيران حيث مكث لساعات ناقش في خلالها مجمل القضايا التي تعني الطرفين واتفقوا على مواقف مشتركة. ويبدو أن الاستحقاق الإقليمي الأكثر إلحاحاً حالياً هو الاجتماع المقرر في جدة يوم غد الخميس لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي «تعاني احتكاراً سعودياً تركياً». وتكشف المعلومات نفسها عن حملة اتصالات تجريها العاصمتان مع الدول الأعضاء في المنظمة للحؤول دون صدور قرارات تحاكي قرارات جامعة الدول العربية بحق سوريا أو مؤيدة لها، ما يزيد من مدى الطوق الذي يحاول الغرب فرضه على دمشق، أو بالحد الأدنى يعطي مشروعية للمقررات العربية.
      وفي السياق، صدر قرار عن المرشد علي خامنئي أبلغ يوم السبت الماضي إلى مجلس الشورى الإسلامي وكل الأجهزة المعنية في إيران، بالوقوف إلى جانب سوريا ودعمها بكل السبل ومهما كانت التكلفة. قرار أبلغ رسمياً، في اليوم نفسه، إلى دمشق التي سارعت إلى ارسال المقداد للتشاور، علماً أن المسؤولين السوريين المعنيين بالملف الإيراني، والمسؤولين الإيرانيين المعنيين بالملف السوري، في حركة دائمة بين البلدين.
      ولا بد من الإشارة هنا إلى أن بعض أطراف الدولة في إيران لم يكن مع «وضع كل البيض الإيراني في السلة السورية». كان هذا البعض يقول إن نظام الرئيس بشار الأسد «مهم جداً بالنسبة إلى إيران، لكن سقوطه ليس آخر الدنيا، في النهاية لا شك في أننا نستطيع أن نتعامل مع أي نظام مقبل في دمشق». حصل ذلك قبل أشهر، مع اشتداد حدة الاضطرابات في سوريا. وقتها قال المرشد للمعنيين جملته المفتاح: «اذهبوا وجدوا الطرق المناسبة التي تحفظ للنظام السوري بقاءه ولسوريا عزتها ومنعتها».
      كان معروفاً منذ ذلك الحين أن الدوائر المشاكسة، التي تعترض على الوقوف إلى جانب سوريا بهذا الحزم، من المجموعات المحيطة بالرئيس محمود أحمدي نجاد، وخاصة تلك المحسوبة على صهره ومعاونه اسفنديار رحيم مشائي. مجموعات ترى أن كل ما يجري في العالم العربي «ليس سوى لعبة ويكيليكس»، وهي لا تزال تراهن على توافق إيراني سعودي ينعكس تفاهمات في المنطقة كلها.
      في المقابل، يرى خامنئي أن سوريا، كدولة وبلد، في خطر، وما المطالبة بالإصلاحات سوى كذبة يتستر خلفها الساعون إلى معاقبة دمشق والنيل منها بسبب مواقفها في صراع المنطقة، وبالتالي يجب الدفاع عنها بكل السبل حفاظاً على المقاومة وفلسطين. وهو ليس مستعداً أبداً لخسارة انجازات السنوات السابقة من أجل أشخاص لديهم قصور في القراءة والتحليل. وبالتالي الوضع ما عاد يحتمل أي التباس. من هنا جاءت إطاحة مشائي من لجنة الشؤون الثقافية في الحكومة واستبداله بوزير الارشاد محمد حسيني. يوم أول من أمس كان بالغ الأهمية في هذا السياق، إذ عُقد اجتماع لرؤساء اللجان القضائية والتشريعية والتنفيذية في مجلس الشورى الإسلامي «حُسمت فيه قضايا الداخل التي تعوق الاصطفاف الكامل إلى جانب سوريا».
      ومن أولى القرارات التي اتخذت في هذا الإطار، تزويد سوريا بكل حاجتها من البتروكيمياويات، تلك الحاجة التي كانت تلبيها من خلال الاستيراد من السعودية. هناك أيضاً قرار بإدخال جميع المعاملات التجارية السورية في الدائرة المغلقة التي بنتها إيران على مدى العقود الماضية.
      ومعروف أن إيران أقامت شبكة من الصلات التجارية مع عدد كبير من الدول، بينها الصين، لا حاجة فيها إلى حركة تحويل الأموال عبر المصارف. دائرة تقوم على ان تستورد إيران ما تحتاج إليه من هذه الدول من بضائع وخدمات من الشركات الخاصة على أن تقدم هذه الأخيرة الفواتير إلى الدوائر الرسمية المعنية في دولها التي تعمل أيضاً على أن تستورد نيابة عن الشركات العاملة فيها ما تحتاج إليه هذه الأخيرة من إيران وخاصة النفط. وعوضاً عن تسديد قيمة البضائع المستوردة من إيران أو المصدرة إليها نقداً، تدفع إلى الشركات التي استوردت أو صدرت بضائع من الجمهورية الإسلامية وإليها في إطار مقاصة تجرى كل فترة.
      وفي إطار «الحراك الإيجابي» الذي يستهدف ردع الطرف الآخر عن الإمعان في جهوده العدائية ضد محور الممانعة، تبدو لافتةً هذه الحملة المنسقة من التصريحات، التي ما فتئ يدلي بها قادة القوات المسلحة الإيرانية منذ نحو اسبوع. البداية كانت مع كلام قائد فيلق القدس الذائع الصيت، قاسم سلماني، يوم الخميس الماضي في تصريح هو الأول له، من حيث إنه خطاب علني ومباشر. قالها بلا أي مواربة: لقد ولدت إيرانات جديدة في كل من مصر وليبيا والبحرين واليمن «سواء اردتم ام لم تريدوا». تلاه يوم السبت قائد القوة الجوية التابعة للحرس الثوري، امير علي حاجي زادة، الذي أكد استعداد طهران لمهاجمة الدرع الصاروخية لحلف الاطلسي في تركيا «في حالة تعرضنا لتهديد، وسنتبع ذلك بضرب اهداف أخرى». جاء يوم الأحد ومعه خرج وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي متوعداً إسرائيل بـ150 ألف صاروخ وأميركا بـ«حرب حقيقة إذا ارتكب ساستها أي حماقة». ومع حلول الاثنين، كان قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري يعلن أن البوارج الإيرانية ستخرج قريباً إلى المحيطات، مشيراً إلى أن الخطوة الأولى في هذا الإطار مناورات ستجريها البحرية الإيرانية في المحيط الهندي وبحر عمان.
      تصريحات بالغة الأهمية إن من حيث مناسبتها، التي صادفت ما يعرف بأسبوع التعبئة في إيران، أو مكانها، أمام نحو 50 ألفاً من قوات التعبئة تابعين لفرقة تعرف بـ«فدائيي العالم الإسلامي الثوريين»، أو توقيتها، في أعقاب خطاب المرشد الذي توعد فيه بالرد على «كل اعتداء وأي تهديد».
      مصادر قريبة من دوائر الحرس تقول إن «الغرض من هذا الكلام كله التأكيد أن خطاب المرشد أصبح مبدأً دفاعياً، ترجمة عملية لمنظومة العقيدة الدفاعية التي خطّ أطرها». وتضيف «لعل الأهم بين هذه التصريحات كلام سليماني، ومفاده: إن كنتم تعتقدون أنكم تواجهون إيران واحدة فأنتم مخطئون، هناك إيرانات على امتداد المنطقة كلها»، مشيرة إلى أن «المعنى الذي يستبطنه هذا الكلام هو: إذا كان لديكم أطلسي الحكومات، فلدينا أطلسي الشعوب الذي سيواجهكم في كل مكان». والمقصود بأطلسي الشعوب هنا، بحسب هذه المصادر، المحور التقليدي الممتد من طهران إلى غزة مروراً بالعراق وسوريا ولبنان وقد أضيفت إليه بالحد الأدنى مصر وليبيا والبحرين واليمن. وهذا المحور، بحسب «المبدأ الدفاعي الجديد» سيردّ على كل اعتداء يستهدف أياً من أطرافه، على جميع أجزاء الحلف المقابل.
      تركيا: الحكاية القديمة نفسها

      بات محسوماً أن تركيا تشكل القاعدة اللوجستية للحراك المعادي لسوريا ورأس الحربة في أي هجوم مزعوم او حصار قيد التطبيق، بعدما أعلن العراق ولبنان أنهما لن يأتيا بأي عمل مناهض لدمشق، مع توقعات بأن الأردن، وإن وافق على العقوبات المفروضة عربياً على سوريا، لا طاقة له بتطبيقها.
      ولعل الاتصال الأخير والأهم الذي جرى بين الحلف المؤيد لسوريا وبين أنقرة هو تلك الزيارة التي اجراها رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي للعاصمة التركية قبل نحو اسبوعين. مصادر وثيقة الاطلاع على مجريات هذه الزيارة تفيد بأن «بروجردي أبلغ الأتراك رسالة شفافة وبالغة الجفاف: توقفوا عن ممارسة ألاعيبكم في سوريا، وقطعاً لا تقربوا إيران. لقد أخطأتم خطأً جسيماً في استضافتكم للدرع الصاروخية الأميركية. كونوا على بينة انه، في حال حصول أي شيء في المنطقة، سنبدأ بقصف القواعد الموجودة على أراضيكم، وفي مقدمتها قاعدة انجرليك. هنا لا مكان للصداقة معكم، وموقف لا تمليه الصداقة مع الآخرين، إنها قضية أمن قومي إيراني، ودفاع عن سوريا وفلسطين والمقاومة، فضلاً عن أنها جزء من عقيدتنا الدينية والسياسية، وليست تكتيكاً من أي نوع كان».
      العراق عمق استراتيجي

      وفي السياق، تبدو زيارة رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري إلى طهران منتصف تشرين الثاني الجاري بالغة الأهمية. هي تكرس عملياً مخاوف الولايات المتحدة من مرحلة ما بعد انسحابها من العراق، تلك المخاوف التي يحمّلها المعنيون مسؤولية الحراك الأميركي المستميت في المنطقة، وخاصة حيال الملف السوري.
      ولعل أهم ما في هذه الزيارة، على ما تفيد معلومات متقاطعة من بغداد وطهران، التوافق الذي حصل خلالها على أن «العراق سيتحول مع الزمن إلى حليف استراتيجي لإيران. البلدان يتقاربان أكثر فأكثر مع مرور الأيام، والهدف أن يشكلا في نهاية المطاف وحدة دفاعية ضد أي معتدٍ. غير أن تفاهماً قد حصل على انه إذا اندلعت في المنطقة حرب كبيرة أو منازلة كبرى، فإن العراق سيكون عمقاً استراتيجياً ولوجستياً لمحور الممانعة».
      البند الثاني من حيث الأهمية، على ما تفيد المعلومات نفسها، هو تأكيد زيباري «استعداد بغداد لدراسة أي نوع من التعاون العسكري، سواء على مستوى التسليح أو التدريب أو المناورات المشتركة بين البلدين، في إطار انفتاح العراق على العالم»، مع التشديد على «إمكانية أن تكون إيران الجهة التي يستعين بها العراق لتطوير قواته المسلحة وتعزيز قواه العسكرية على قاعدة أنتم جيراننا ولكم الأولوية».
      وحرص زيباري، في خلال زيارته تلك، على طمأنة طهران إلى أنه «لن تكون هناك قواعد عسكرية أميركية في شمال العراق»، موضحاً أن القاعدة المعمول بها في بلاد الرافدين هي أن «ما يصح في المركز يصح في الأقاليم». هي عملياً رسالة تطمين من بغداد واربيل، نظراً إلى الصلات القوية التي تربط زيباري برئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني. وهي رسالة تكتسي أهمية كبرى إذا ما علمنا أن هذا الأخير، وفي خلال مراحل الضغوط الأميركية على بغداد لإبقاء عدد من قواتها المسلحة في العراق بعد 31 كانون الثاني المقبل، قد عرض على الأميركيين الانسحاب إلى شمال العراق، ما كان أحد العوامل الرئيسية لدعوته إلى زيارة طهران حيث أبلغه المرشد علي خامنئي بنفسه، ما معناه أن هناك خطين احمرين لن تسمح إيران بتجاوزهما: وحدة العراق والانسحاب الكامل للاحتلال.
      وإلى جانب بحث بعض القضايا المشتركة مثل ملف الحدود، تعهد زيباري، في تلك الزيارة، بأن العراق، وضمنه كردستان، «لن يسمح إطلاقاً من الآن فصاعداً بأن تكون أراضيه منطلقاً لشن عمليات إرهابية ضد إيران، أياً كانت الجهة التي تنفذها، وخاصة حزب العمال الكردستاني الإيراني».
      «التحالف» العراقي يؤلّف لجنة لمساعدة دمشق
      لا حديث في الأروقة السياسية في بغداد إلا عن سوريا. لا الانسحاب ولا الأقاليم ولا التفجيرات ولا حتى الوضع الخدمي المزري يأتي على بال أحد. وحدها الأزمة السورية تشغل البال. الكل، والحديث هنا عن الساسة المتحالفين مع طهران ودمشق، يريد المساعدة، لكنهم لا يعرفون كيف. «لم يعرفوا بعد حجمهم في المنطقة ومدى قدرتهم على التأثير»، يقول متابع مقيم في عاصمة الرشيد. وضع دفع التحالف الوطني، الذي يضم كتلتي «الائتلاف الوطني» و«دولة القانون» إلى تأليف لجنة رفيعة المستوى يوم الجمعة الماضي للبحث عن الأدوات والطرق التي يمكن من خلالها مساعدة نظام الرئيس بشار الأسد. وفي السياق، قال مسؤول اعلام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، عباس العامري، ان «لجنة العلاقات تلك عقدت أمس اجتماعاً مع رئيس البرلمان اسامة النجيفي لدراسة مجريات الاحداث في سوريا». واضاف أن «الاجتماع تمخض عن تأليف لجنة تخصصية مختصرة لعقد اجتماعات منفردة مع رئيس الجمهورية والوزراء والبرلمان لدراسة الاحداث والخروج بموقف موحد للعراق تجاه ما يجري في سوريا».



      من صفحة توب نيوز للاستاذ ناصر قنديل

      تعليق


      • #4
        أمريكا نادمة على غزو العراق واسقاط صدام


        وكان بايدن اثار مفاجئة عند حديثه عن غزو العراق اذ انه ابدى ندمه عن غزو بلاده للعراق بالقوة " إذا كان بإمكاننا العودة بالتاريخ إلى الوراء لربما كانت ادارة الرئيس السابق جورج بوش ستحصل على نتيجة افضل في عدم شن الحرب على /دكتاتور/ العراق السابق ، صدام حسين ".
        واشار" إن سنوات طويلة من اراقة الدماء والالم في العراق كانت مكلفة للغاية ، ولربما ما كان يجب أن تحدث ، متسائلا .. هل يستحق ذلك خسارة 4439 من الانفس ، هل يستحق ذلك جرح 32000 و16000 يحتاجون الرعاية في ما تبقى من حياتهم ؟ ، مستدركا ان التاريخ وحده سيجيب عن ذلك . لكنني اقول لكم ـ إذا تمكنا من العودة إلى الوراء ، وأن نفعل ذلك مرة اخرى ، لربما لن نفعله ".

        المصدر


        نعم فقد كان شهيد الامة صدام صمام أمان كبير للمصالح الامريكية في العراق والمنطقة والمحامي عن البوابة الشرقية
        فهو يمثل خط مواجهة متقدم أمام الاطماع الصفوية وحماية لدول الاعراب الخليجي وحاجز طبيعي امام الهلال الشيعي الذي يمتد من طهران الى حدود الكيان الصهيوني الصديق
        وبذهاب الشهيد وظهور معادلة جديدة في العراق يكون أمن الخليج وأمن أسرائيل في خطر
        وعلى الامة أن تضع يدها بيد الناتو والامريكان والصهاينة والاتراك بكسر هذا الهلال
        والخطوة الاولى تبدأ من سوريا
        لذا تجد أن جامعة الامة العربية في حالة انعقاد دائم لمتابعة اخر التطورات في الملف السوري

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X