الامام علي بن موسي الرضا ثامن ائمه اهل البيت الاطهار.
ولد يوم الخميس الحادي عشر من شهر ذي القعده
في المدينة المنوره عام 148 هـ . ق.
و توفي في خراسان في السابع عشر من شهر صفر سنه 203 هـ . ق.
كان للامام الرضا نشاطا ملحوظا في تشر مذهب اهل البيت و كانت له في قلوب المسلمين محبة و مودة.
كان مهيباً عظيما قوي التاثير فيمن يكلمه او يحاجه. استفاد منه العلماء و الفلاسفه و الاطباء, و جادل اهل المقالات و المتكلمين، و أذهلهم بمنطقه و غزاره علمه و قوه حجته و وضوح بيانه و افحم اهل الجدل و الملحدين و الزنادقه.
عندما ندرس الامام الرضا (ع) نجد في حياته و سيرته و كلماته ما يعد درسا لنا و طريقا لبناء مجتمع سعيد. و اول الدروس التي تنفعنا في سيرته هي قربه من الجمهور… و بشدة تعلق الناس به.
و هناك كلمه للامام الرضا (ع) و هو يحدثنا عن تفاعل الناس معه يقول: كنت اجلس في روضه النبي (صلي الله عليه و اله و سلم) و العلماء بالمدينه متوافرون و مجتمعون، فاذا اعيا الواحد منهم في مسألة اشاروا الي باجمعهم و بعثوا الي بالمسائل فاجيب عنها. الامام الرضا ظهرت منزلته الرفيعه و مكانته الساميه بما نشر من علوم جمة و معارف لاتحصي نبهت اهل البصائر الي انه من خزان علم الرسالة و انه من اهل بيت النبوة و ان الناس جميعا بحاجة الي علومه و فضائله.
و لما راي المامون العباسي انتشار التشيع و ثوران العلويين في اطراف البلاد و سريان مذهب اهل البيت في اقاصي مملكته خشي من عاقبة هذه النزعة العلوية علي حكمه، فرأي ان يعمل الحيله لامتصاص نقمة العلويين باظهار التشيع و الميل اليهم و التعاطف معهم.
و الامام الرضا (ع) في ذلك اليوم كان امام الشيعة و سيد آل ابيطالب فبعث اليه المأمون يستقدمه و اظهر انه يريد ان يتنازل له عن العرش فجاء علي طريق البصرة فالاهواز فنيشابور. و قد ظهرت خلال مسيرته الكرامات الدالة علي امامته و كانت له من الآثار ما بقي بعضها ماثلاً الي اليوم.
فلما دخل خراسان و اجتمع بالمأمون اظهر المامون للامام انه يريد ان يتنازل له عن الخلافة لانه افضل آل ابي طالب و انه نذر لله ان انتصر علي اخيه المخلوع الامين ان يرجع الخلافة لاهل البيت لانهم اقرب الناس الي رسول الله (صلي الله عليه وآله و سلم). فقال له الامام: ان كانت الخلافة حقا لك من الله. فليس لك ان تخلعها عنك و توليها غيرك. و ان لم تكن الخلافة حقا لك فكيف تهب ما ليس لك؟!
فقال المامون: اذن تقبل ولايه العهد. فابي عليه الامام اشد الاباء و رفض ولايه العهد. فقال له المامون: ما استقدمناك باختيارك .
فوالله ان لم تقبل ضربت عنقك.
فقبل الامام ولاية العهد،غير انه اشترط علي المامون ان لا يتدخل في شؤون الدولة ابدا، فقبل المامون منه ذلك. و امر القادة و الخواص بميابعة الامام بولاية العهد و ضرب السكة باسمه. و اجري المراسم الباهرة و وقد الشعراء للنهتئة و اجزل لهم العطاء.
و كتب الي البلاد كلها باخذ البيعة له بولاية العهد للامام الرضا عليه السلام.
نجح المامون بهذا التدبير من العهد للرضا (ع) فهدأت بذلك النفوس. و لكن الامام الرضا اخذ ينصح المامون و ينبهه الي اخطائه و يامره بتقوي الله تعالي.
اراد المامون ان يلبس خلافته الثوب الشرعي و ان يقوم بتطويق الامام و رصد كل تحركاته و عزله عن الامامة الاسلامية. و حاول زرع الريبة و الشك في طريق اهل البيت. لكن الامام الرضا فوت عليه الفرصة , اذ لم يقبل بولاية العهد الا مكرهاً يشرط ان لا يأمر و لا ينهي و لا يولي و لا يعزل و يكون من بعيد مشيراً.
و أثناء ولاية العهد زادت شعبية الامام الرضا عليه السلام و عرفه المسلمون في كافة اقطار الارض و لمسوا قدرته علي مناوره الخليفة العباسي و سياسته.
و استفاد المسلمون من حركة الامام الاصلاحية و توجيهاته الاخلاقية و دعوته الي البر و الاحسان و عمل الخير. و تأكيده علي وحدة الصف.
و كان المسلمون علي اختلاف طبقاتهم يأتون الي بيته و يسألونه في الفقه و مسائل القضاء و الشرع فيستفيدون من علمه و ادبه فيزدادون حباً له و تعلقاً به.
كان الامام الرضا(ع) عالماً كبيراً ومصلحا اجتماعيا و رائداً للاصلاح استفاد منه الشيعة و المسلمون كافة، و قبره اليوم ملاذاً للمحتاجين و الفقراء. كما كان في حياته ملجأً لذوي الحاجه. فعليه افضل الصلاه و السلام و علي آبائه الطاهرين و رحمه الله و بركاته.
ولد يوم الخميس الحادي عشر من شهر ذي القعده
في المدينة المنوره عام 148 هـ . ق.
و توفي في خراسان في السابع عشر من شهر صفر سنه 203 هـ . ق.
كان للامام الرضا نشاطا ملحوظا في تشر مذهب اهل البيت و كانت له في قلوب المسلمين محبة و مودة.
كان مهيباً عظيما قوي التاثير فيمن يكلمه او يحاجه. استفاد منه العلماء و الفلاسفه و الاطباء, و جادل اهل المقالات و المتكلمين، و أذهلهم بمنطقه و غزاره علمه و قوه حجته و وضوح بيانه و افحم اهل الجدل و الملحدين و الزنادقه.
عندما ندرس الامام الرضا (ع) نجد في حياته و سيرته و كلماته ما يعد درسا لنا و طريقا لبناء مجتمع سعيد. و اول الدروس التي تنفعنا في سيرته هي قربه من الجمهور… و بشدة تعلق الناس به.
و هناك كلمه للامام الرضا (ع) و هو يحدثنا عن تفاعل الناس معه يقول: كنت اجلس في روضه النبي (صلي الله عليه و اله و سلم) و العلماء بالمدينه متوافرون و مجتمعون، فاذا اعيا الواحد منهم في مسألة اشاروا الي باجمعهم و بعثوا الي بالمسائل فاجيب عنها. الامام الرضا ظهرت منزلته الرفيعه و مكانته الساميه بما نشر من علوم جمة و معارف لاتحصي نبهت اهل البصائر الي انه من خزان علم الرسالة و انه من اهل بيت النبوة و ان الناس جميعا بحاجة الي علومه و فضائله.
و لما راي المامون العباسي انتشار التشيع و ثوران العلويين في اطراف البلاد و سريان مذهب اهل البيت في اقاصي مملكته خشي من عاقبة هذه النزعة العلوية علي حكمه، فرأي ان يعمل الحيله لامتصاص نقمة العلويين باظهار التشيع و الميل اليهم و التعاطف معهم.
و الامام الرضا (ع) في ذلك اليوم كان امام الشيعة و سيد آل ابيطالب فبعث اليه المأمون يستقدمه و اظهر انه يريد ان يتنازل له عن العرش فجاء علي طريق البصرة فالاهواز فنيشابور. و قد ظهرت خلال مسيرته الكرامات الدالة علي امامته و كانت له من الآثار ما بقي بعضها ماثلاً الي اليوم.
فلما دخل خراسان و اجتمع بالمأمون اظهر المامون للامام انه يريد ان يتنازل له عن الخلافة لانه افضل آل ابي طالب و انه نذر لله ان انتصر علي اخيه المخلوع الامين ان يرجع الخلافة لاهل البيت لانهم اقرب الناس الي رسول الله (صلي الله عليه وآله و سلم). فقال له الامام: ان كانت الخلافة حقا لك من الله. فليس لك ان تخلعها عنك و توليها غيرك. و ان لم تكن الخلافة حقا لك فكيف تهب ما ليس لك؟!
فقال المامون: اذن تقبل ولايه العهد. فابي عليه الامام اشد الاباء و رفض ولايه العهد. فقال له المامون: ما استقدمناك باختيارك .
فوالله ان لم تقبل ضربت عنقك.
فقبل الامام ولاية العهد،غير انه اشترط علي المامون ان لا يتدخل في شؤون الدولة ابدا، فقبل المامون منه ذلك. و امر القادة و الخواص بميابعة الامام بولاية العهد و ضرب السكة باسمه. و اجري المراسم الباهرة و وقد الشعراء للنهتئة و اجزل لهم العطاء.
و كتب الي البلاد كلها باخذ البيعة له بولاية العهد للامام الرضا عليه السلام.
نجح المامون بهذا التدبير من العهد للرضا (ع) فهدأت بذلك النفوس. و لكن الامام الرضا اخذ ينصح المامون و ينبهه الي اخطائه و يامره بتقوي الله تعالي.
اراد المامون ان يلبس خلافته الثوب الشرعي و ان يقوم بتطويق الامام و رصد كل تحركاته و عزله عن الامامة الاسلامية. و حاول زرع الريبة و الشك في طريق اهل البيت. لكن الامام الرضا فوت عليه الفرصة , اذ لم يقبل بولاية العهد الا مكرهاً يشرط ان لا يأمر و لا ينهي و لا يولي و لا يعزل و يكون من بعيد مشيراً.
و أثناء ولاية العهد زادت شعبية الامام الرضا عليه السلام و عرفه المسلمون في كافة اقطار الارض و لمسوا قدرته علي مناوره الخليفة العباسي و سياسته.
و استفاد المسلمون من حركة الامام الاصلاحية و توجيهاته الاخلاقية و دعوته الي البر و الاحسان و عمل الخير. و تأكيده علي وحدة الصف.
و كان المسلمون علي اختلاف طبقاتهم يأتون الي بيته و يسألونه في الفقه و مسائل القضاء و الشرع فيستفيدون من علمه و ادبه فيزدادون حباً له و تعلقاً به.
كان الامام الرضا(ع) عالماً كبيراً ومصلحا اجتماعيا و رائداً للاصلاح استفاد منه الشيعة و المسلمون كافة، و قبره اليوم ملاذاً للمحتاجين و الفقراء. كما كان في حياته ملجأً لذوي الحاجه. فعليه افضل الصلاه و السلام و علي آبائه الطاهرين و رحمه الله و بركاته.