إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تاريخ المشهد الكاظميّ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تاريخ المشهد الكاظميّ

    كيف الأخوان وانشاء الله تكونون بخير......

    لا أريد أن أطيل:

    مقدمة
    حَظيتْ مقابر قريش في الجانب الغربيّ من بغداد.. بشرفٍ خاصّ وجلالٍ جذّاب، بعد أن دُفن فيها الإمام الشهيد موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام، ثمّ حفيدُه الإمام الشهيد محمّد الجواد عليه السّلام، حينها تهافتت القلوب على زيارة القبرين المنوَّرين هناك، وهبّت الأرواح الموالية الغيورة إلى تشييد حرمٍ بهيّ للمرقدين الطاهرين.
    ولم تنقطع قوافل الزائرين المجدّدين عهدَ الولاء والوفاء للإمامة، فكان لزاماً أن تتطوع عدّة من الناس للنهوض بخدمتهم بعد رعاية شؤون الحرم الشريف؛ ليحظى الزائر ـ بعد شرف الزيارة ـ بجملة من الخدمات.
    وكان العمران في تقدّم وازدهار وتواصل، رغم النكبات، حتّى استقامت مدينةٌ كبيرة تعانق حرماً نيرّاً وتحيط به كأنّه قُطبها وكعبتها. بعد ذلك عُرفت بنسبتها إلى الإمام الكاظم عليه السّلام، فسُميّت: المشهد الكاظميّ، وبلدة الكاظم عليه السّلام، والكاظميّة، وبلدة الكاظمين عليهما السّلام. وعلى توالي العقود من الزمن، تحظى هذه المدينة بتشرّف الناس بالزيارة والمجاورة.
    وهذا شيء من تاريخها:
    الكاظميّة ـ لمحة تأريخية
    في عام 145 هـ ابتدأ المنصورُ العباسيّ بتأسيس المدينة المدوّرة « بغداد »، واستتمّ البناء ـ حسبَ رواية الخطيب البغدادي ـ في سنة 146 هـ، ثمّ أتمّ بناء سور المدينة، وفرغ من خندقها وسائر شؤونها في سنة 149 هـ.
    ولمّا أنهى المنصور عمارة مدينته اقتطع المنطقة المجاورة لمدينته من جهة الشمال فجعلها مقبرة، ولعلّه اعتبرها خاصّة بعائلته وأُسرته فسُمّيتْ فيما بعد بـ ( مقابر قريش )، وقد تُسمّى أيضاً ( مقابر بني هاشم ). ويروي الشيخ المفيد أنّها كانت مقبرة لبني هاشم والأشراف من الناس.
    وكان أوّل من دُفن في هذه المقابر جعفر بن أبي جعفر المنصور، وذلك في سنة 150 هـ، ثمّ توالى الدفن فيها بعد ذلك.
    وفي عام 183 هـ لخمسٍ بقين من رجب، استُشهد الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام، وكان قد دُسّ إليه السمُّ من قِبل السنديّ بن شاهَك بأمرٍ من هارون الرشيد، فحُمل جثمانه الطاهر إلى مقابر قريش ودُفن هناك حيث قبره الشريف الآن.
    وذهب بعض المؤرّخين إلى أنّه دُفن في موضعٍ كان قد ابتاعه لنفسه في مقابر قريش.
    واشتهر مدفن الإمام بعد ذلك باسم ( مشهد باب التبن ) نسبة إلى باب التبن الذي كان في شرقيّه ممّا يقرب من دجلة، كما أنّ المسجد المجاور لقبر الإمام عليه السّلام كان يُسمّى ( مسجد باب التبن ) أيضاً.
    وفي عام 220 هـ في آخر ذي القعدة استُشهِد ببغداد الإمام أبو جعفر محمّد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى بن جعفر عليهم السّلام، فدُفن في تربة جدّه أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه السّلام.
    وأصبح السكن حول مقابر قريش ـ بعد دفن الإمامين عليهما السّلام هناك ـ في ازدياد واتّساع على مرور الأيام، حيث دفعت العقيدة الدينية بعض الناس إلى السكن حول المشهد المبارك؛ لحمايته وإدارته وإيواء زائريه. وكان هذا التجمّع حول المشهد هو النواةَ الأُولى لمدينة الكاظمية، هذا فضلاً عن الموقع الجغرافي لمقابر قريش من حيث قربها من نهر دجلة وجودة تربتها، ومجاورتها للقرى والأرياف والمزارع والأشجار الوارفة الظلال.
    ويستفاد من مجموع النصوص التأريخية المتعلّقة بالعصر العباسي الأوّل أنّ هذه المنطقة المغمورة قد تطوّرت سريعاً فأصبحت جزءاً متّصلاً ببغداد، بل محلّةً من محلاّتها، وصارت تُحدّد يومذاك بكونها بين الحربية ومقبرة ابن حنبل والحريم الطاهري، وبذلك أصبحت منطقةً عامرةً بالسكّان زاخرةً بالعمران، شأنها في ذلك شأن سائر المحلاّت البغدادية: الشرقية والغربية.
    وفي عام 334 هـ سيطر معزّ الدولة البويهيّ على أزمّة الحكم في بغداد، وكان من جملة أعماله خلال أيام ملكه.. تشييد المرقد الكاظميّ تشييداً رائعاً في عمارته، وإنزال جماعة من الجنود الديالمة لغرض الخدمة والحفاظ على الأمن. وكان من جملة آثار استتباب الأمن في العهد البويهي والتصاق مقابر قريش ببغداد، ذَهاب الناس في أعداد غفيرة إليها في الجمعات والمواسم والمناسبات الدينية، كذكرى شهادة الإمام الحسين عليه السّلام وعيد الغدير وما شابه ذلك من المناسبات.
    وقد تعرّضت المدينة خلال فترات تأريخية متعاقبة إلى الغرق والفيضان سيّما في سنة 367 هـ وسنة 466 هـ وسنة 554 هـ وسنة 569 هـ، ثمّ سنة 614 هـ وسنة 646 هـ وسنة 654 هـ، ولمّا حدث فيضان سنة 614 هـ أثّر في المشهد الكاظميّ ومدينته أثراً بالغاً، فقام الناصر لدين الله بتعمير ما خرّبه الماء، كما شيّد سوراً جديداً للمشهد الكاظميّ سنة 614 هـ.
    وانطوى العصر العباسي وبلدة المشهد الكاظمي محلّة عامرة مفردة، فيها خلق كثير، وذات سور، وتضمّ سائر مقتضيات المدن ومرافقها من دور وسكّان وعمارة، ونقيب يشرف على شؤون المشهد والبلد، غير نقيب العلويين أو الطالبيين.
    وفي الشهر الأوّل من عام 656 هـ حاصر الجيش المغولي بغداد، وتمّ احتلالها يوم الاثنين الثامن عشر من المحرّم أو بعد ذلك بأيام، ووافق هذا الاحتلال عددٌ من حوادث التخريب والإتلاف وضروب من المصائب والنكبات.
    وما أن أطلّ القرن الثامن حتّى كانت المدينة قد سارت أشواطاً في طريق تقدّمها، عامرةً بسكّانها وبزوّارها والقادمين إليها.. يصفها حمد الله المستوفي في أوائل القرن الثامن فيقول: إنّها مدينةٌ صغيرة، يبلغ طول محيطها حوالي ستّة آلاف خطوة، وإنّ سكّانها ستّة آلاف نسمة.
    وفي أوائل القرن العاشر دخلت الكاظميّة عهدها الجديد، من حيث الاستقلال الإداري الداخلي، وأصبحت مدينة لها كيانها ودَورها في الشؤون العامّة، ففي سنة 914 هـ سيطر الصفويون على العراق، وزار الشاه إسماعيل الصفوي الكاظمية، وأمر بتشكيل إدارة خاصّة بالبلدة ومحكمة شرعيّة يرأسها قاضٍ يحمل لقب « شيخ الإسلام »، وأمر بتشييد المشهد الكاظمي تشييداً رائعاً فخماً، وعيّن الرواتب لخدّام المشهد والمسؤولين عنه.
    وفي نحو سنة 1302 هـ أمر المشير هدايت باشا قائد الفيلق العسكري التركيّ السادس في بغداد بعمل جسر من الخشب عائم على نهر دجلة، يربط بين الكاظمية والأعظيمة، وبذلك ارتبطت الكاظمية بالجانب الشرقي من بغداد أيضاً. وفي سنة 1318 هـ تمّ وضع حجر الأساس لبناء سراي الكاظمية.
    وقد أنجبت بلدة الكاظمية خلال عمرها الطويل عدداً كبيراً جدّاً من الفقهاء والأدباء والشعراء والمفكّرين والأطباء. وضمّت المدينة بين جوانحها مجموعةً من المدارس الدينية التي تُعنى بتدريس العلوم الإسلاميّة، وكانت عامرةً زاهرةً بطلاّبها وأساتذتها، وفي طليعتها مدرسة الفقيه السيّد محسن الأعرجي المؤسَّسة في أوائل القرن الثالث عشر الهجري. وضمّت المدينة أيضاً مجموعة من المكتبات الضخمة الحافلة بنفائس المخطوطات وأُمّهات الكتب. وقيل: إنّ أوّل مطبعة عراقية حجرية كانت في الكاظمية سنة 1237 هـ، وذلك يُعَدّ في صدر قائمة النشاط العلمي لهذه المدينة في النصف الأوّل من القرن الثالث عشر.
    ومن أبرز المواقف السياسية لمدينة الكاظمية موقفها خلال الحرب العالمية الأولى، من الاحتلال البريطاني للعراق، فقد استنجد وجوه البصرة في 20 ذي الحجّة سنة 1332 هـ بعلماء الكاظمية، فأصدر العلماء أمراً بوجوب الدفاع المقدّس على كلّ مسلم، وفي يوم الثلاثاء 12 محرّم سنة 1333 هـ خرج السيّد مهدي الحيدري قاصداً ساحة الحرب وبصحبته جماعة من المجاهدين، وخرجت البلدة بأسرها لتشييع موكب الجهاد الزاحف، وكانت البلدة تستقبل وفود العلماء الزاحفين نحو المعركة من النجف وكربلاء وغيرهما بمنتهى الترحاب والتكريم وتودّعهم إلى ساحة القتال بمثل ذلك.

  • #2
    تتمة

    واحتلّ الجيش البريطاني مدينة الكاظمية في السابع عشر من جمادى الأُولى سنة 1335 هـ، فطُويت صفحة احتلال عثماني طويل لتبدأ صفحة احتلال آخر، ولم تنقطع الكاظمية بعد الاحتلال البريطاني الغاشم عن العمل الجادّ في محاربة المحتلّين بكلّ ما أُوتيت من طاقات وقوى مادية ومعنوية، ويدلّ على ذلك ما جاء في رسائل المس بيل: « الكاظمية المتطرّفة في إيمانها بالوحدة الإسلاميّة، والمتشدّدة في مناوأة الانكليز ». وكتب فيليب آيرلاند البريطاني يقول: « وكان الشعور المعادي لبريطانيا في الكاظمية شعوراً قوياً جدّاً، فقد هدّد العلماء جميع من يصوّت للاحتلال البريطاني بالمُروق عن الدين ».
    تأريخ عمارة المشهد الكاظمي في العصر العباسي
    1 ـ العمارة الأولى: بعد شهادة الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام مباشرة، وذلك سنة 183 هـ.
    2 ـ العمارة الثانية: بعد استيلاء معزّ الدولة البويهي على بغداد، حيث أعاد تشييد المرقد الطاهر سنة 336 هـ.
    3 ـ العمارة الثالثة: في سنة 450 هـ بعد الحريق الذي أصاب المشهد سنة 443 هـ بفعل فتنة طائفية انتهت بحرق المشهد المقدّس، وهي عمارة البساسيري.
    4 ـ العمارة الرابعة: عمارة مجد الملك القمّي سنة 490 هـ، وهي في الحقيقة ليست عمارة، بل عبارة عن إحداث مجموعة مرافق أُضيفت إلى العمارة السابقة، وأُطلق عليها اسم عمارة تجوّزاً أو تسامحاً.
    5 ـ العمارة الخامسة: عمارة الناصر لدين الله سنة 575 هـ وما يليها من السنين، وهي عمارة وُسّعت وأُضيف إليها الشيء الكثير خلال عهد الناصر الطويل وبعده، فكانت خاتمة عمارات العصر العباسي، و أفخمها أيضاً.
    عمارة المشهد الكاظميّ بعد العصر العباسي
    وفي سنة 769 هـ قام السلطان أُوَيس الجلائري بتعمير المشهد، وذلك لتصدّعه من جراء تتابع الفيضانات.
    وفي سنة 914 هـ وما بعدها قام الشاه إسماعيل الصفوي بعد احتلاله بغداد بعمارة المشهد المقدّس وتجديده وتوسيع الروضة، وتبليط الأروقة بالرخام، وصنع صندوقين خشبيين يوضعان على المرقدين الشريفين. وقام بتزيين الحرم وأطرافه الخارجية بالطابوق القاشاني ذي الآيات القرآنية والكتابات التأريخية، كما أمر بأن تكون المآذن أربعاً بعد أن كانت اثنتين، وأمر بتشييد مسجد كبير في الجهة الشمالية من الحرم، متّصلٍ به يعرف لحدّ الآن بالجامع الصفوي، هذا فضلاً عن تقديم ما يحتاجه المشهد من فرش وقناديل وتعيين الخدّام والحفّاظ والمؤذّنين، وبعض الآثار الصفوية باقية إلى اليوم.
    وفي سنة 941 هـ دخل سليمان القانوني بغداد محتلاً لها ومزيلاً آثار حكم الصفويين، فأصدر أمراً بإكمال بعض النواقص الصغيرة التي لم يكملها الصفويون.
    وفي سنة 1032 هـ فتح الشاه عباس الصفوي بغداد ثانيةً، وزار المشهد الكاظمي، وأمر بإعادة وتشييد ما خرّبته الحروب والفتن، وما سبّبته من إهمال، وأمر بنصب ضريح ضخم من الفولاذ يوضع على الصندوقين ليقيهما من غوائل النهب والسلب أثناء معارك الفوضى أو هجوم العشائر على البلدة، ونتيجة لتأزّم العلاقات بين إيران وتركيا تأخّر وصول الضريح حتّى سنة 1115 هـ.
    وفي سنة 1045 هـ قام الشاه صفي بن عباس الصفوي بإجراء بعض الإصلاحات في المشهد.
    وفي سنة 1207 هـ بدأ العمل في المشهد الكاظمي على قدمٍ وساق: تنفيذاً لأوامر آقا محمد شاه القاجاري، وذلك لإكمال ما بدأه الصفويون في هذا المشهد.. كإكمال تشييد المنائر وإحداث صحنٍ واسعٍ يحفّ بالحرم من جهاته الثلاث: الشرقيّة والجنوبيّة والغربيّة، ويتّصل الجامع الكبير بالحرم من جهته الشمالية، وتمّ تخطيط الصحن بمساحته الموجودة اليوم.
    وقام الشاه فتح علي شاه بأعمال إضافية أخرى بعد الشاه محمد شاه القاجاري، منها: نقش باطن القبّتين بماء الذهب والميناء وقِطع الزجاج الملوّن، وتزيين جدران الروضة كلّها من حدّ الطابوق القاشاني الصفوي إلى أعلى الجدار المتّصل بالسقف بقطع الزجاج « المرايا » الجميل المثبت على الخشب، وتذهيب القبّتين والمنائر الصغار الأربع.
    وفي سنة 1255 هـ غُشِّي الإيوان الصغير الذي يشرع فيه باب الرواق في الطارمة الجنوبية بالذهب، بنفقة منوچهرخان الملقّب بمعتمد الدولة.
    وفي سنة 1255 هـ أيضاً أهدى السلطان محمود الثاني إلى المشهد الكاظمي الستر النبوي، وهو من السندس المطرّز، فأُسدِل على الضريح في ليلة القدر من شهر رمضان من السنة المذكورة.
    وفي سنة 1270 هـ أرسل ناصر الدين شاه القاجاري ملك إيران أحدَ علماء عصره المعروفين، وهو الشيخ عبدالحسين الطهراني، المعروف بلقب شيخ العراقّين إلى العراق، للإشراف على تنفيذ مخطّط عمراني واسع للعتبات المقدّسة، من تجديد وإصلاح وتجميل، وخوّله تخويلاً كاملاً في الصرف والتصرّف.
    وقد بدأت الأعمال العمرانية في المشهد الكاظمي سنة 1281 هـ، وانتهى العمل سنة 1285 هـ، بعد إجراء سائر الإصلاحات المطلوبة في المشهد بروضته وأروقته وإيوانَيه، فأصبح آيةً في الفنّ والجمال والإبداع والإحكام.
    وتطوّع الأمير فرهاد ميرزا القاجاري ـ عمّ ملك إيران ناصر الدين شاه ـ للإنفاق على مشروعٍ ضخمٍ يشتمل على بناء سراديب منظّمة لدفن الموتى، وتذهيب المنائر الأربع الكبرى من حدّ وقوف المؤذّن إلى قمّتها، وتشييد سور مرتفع للصحن يتكوّن من طابقين، ونصب ساعتين كبيرتين فوق البابين الرئيسيّين، وقد تمّ جميع ذلك في سنة 1301 هـ(1).
    نقلا عن شبكة الإمام الكاظم (ع)

    (1) – دائرة المعارف الإسلامية الشيعية للسيد حسن الأمين باختصار بسيط و تصرف

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X