إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التوسل بأولياء الله (للنواصب , الوهابيون)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التوسل بأولياء الله (للنواصب , الوهابيون)

    و الله يا أخواني هالنواصب و الوهابيين و أتباعهم تاعبيني كثير على كل حال الله يقدرني على إقناعهم و لي و لكم الثواب إن شاء الله.

    على كل حال إن شاء الله يكون كل أخواني الموالين للآل الكرام الأطهار و المعادين لأعدائهم بصحة جيدة و مكيفيين و مروقين آخر رواقققققققق و إن شاء الله يكون الوهابية و النواصب مثقلين بأحمال ملوكهم و أسيادهم.

    بسم الله و به نستعين

    يدّعي الوهابيون حرمة التوسل بأولياء الله بعد وفاتهم ، وحرمة التوسل بمنزلة الأولياء وجاههم عند الله تعالى ، وسنذكر فيما يلي بعض ما يدل على بطلان ما يذهب إليه الوهابيون .

    أولاً : قوله تعالى "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً" (النساء/64)
    تصرّح الآية الكريمة بأن التوسل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والاستشفاع به إلى الله عز وجل والاستغفار منه لمغفرة المعاصي ، مؤثر وموجب للتوبة والرحمة الإلهية .
    والآية الكريمة مطلقة لم تحدد الاستغفار بالرسول (ص) في حياته فقط ، ومن يحددها بحياته (ص) عليه أن يأتي بدليل مقيد للإطلاق .

    ثانياً : التوسل بحق السائلين
    روي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله (ص) قال :
    "مَنْ خَرَجَ مَنْ بَيْتِهِ اِلى الصَّلاةِ فَقالَ: اللَّهُمَّ إنّي أسْألُكَ بِحَقِّ السّائِلينَ عَلَيْكَ ، و َ أَسْأَلُكَ بِحَقَّ مَمْشاىَ هذا فَإنَّي لَمْ أخْرُجْ أشراً وَ لا بَطَراً وَ لا رياءً وَ لا سُمْعَةً ، وَ خَرَجْتُ اتّقاء سَخَطِكَ وَ ابْتِغاء مَرْضاتِكَ ، فَاَسْأَلُكَ أنْ تُعيذَني مِنَ النّارِ وَ أنْ تَغْفِرلي ذُنوبي، إنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاّ أنْتَ، أقَبلَ اللّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، وَ اسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ ألْف مَلَك" (1) .

    ثالثاً : توسل النبي (ص) بحقه وحق من سبقه من الأنبياء (ع)
    "لَما ماتَتْ فاطِمَةُ بِنْت أسَد، دَخَلَ عَلَيْها رَسُولُ الله (ص) فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِها فَقال: رَحِمَكِ اللّه يا أُمّي بعد أُمّي ثُمَّ دَعا رَسولُ اللّه أُسامَةَ بن زَيْد و أبا أيُّوبَ الأنصاري وَ عُمَرَ بن الْخَطَابِ وَ غُلاماً أسْودَ يَحْفِرُونَ، فَحَفَرُوا قَبْرَها، فَلَمّا بَلَغُوا اللَّحْد حَفَرَهُ رَسُولُ اللّه (ص) بِيَدِهِ وَ أَخْرَجَ تُرابَهُ، فَلَمّا فَرغَ دَخَلَ رَسُولُ اللّه فاضطَجَعَ فيهِ ثُمَّ قالَ: اللّهُ الَّذي يُحْيي وَ يُميتُ وَ هُوَ حَىٌّ لا يَمُوتُ، إِغْفِرْ لأُمّي فاطِمَةَ بِنْتِ أسَد، وَ وَسِّعْ عَلَيْها مَدْخَلَها، بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَ الأنبياء الَّذينَ مِنْ قَبْلي" (2).

    رابعاً : توسل النبي آدم (ع) بحق رسول الله محمد (ص)
    عن رسول الله (ص) أنه قال :
    " لَمّا أذْنَبَ آدمُ الذنب الَّذي أذْنَبهُ، رَفَعَ رَأسَهُ إلى السَّماء فَقالَ: أسْأَلُكَ بِحَقّ مُحَمَّد إلاّ غَفَرْتَ لي . فَأوحى اللّه إلَيْهِ: وَ مَنْ مُحَمَّدٌ؟ فَقالَ: تَبارَكَ اسْمُكَ، لَمّا خُلقْتُ رَفَعْتُ رَأَسي إلى عَرْشِكَ فَإِذا فيهِ مَكْتُوبٌ: لا إله إلاّ اللّه و مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّه، فَقُلْتُ: إنَّهُ لَيْسَ أحَدٌ أعْظَمُ عِنْدَكَ قَدْراً مِمَّن جَعَلْتَ اسْمَهُ مَعَ اسْمِكَ، فَأوْحى إليه إنَّهُ آخِرُ النبِيّينَ مِنْ ذُرّيَّتِكَ، وَلَوْلا محمّد لَما خَلَقْتُكَ" (3) .

    خامساً : صحابي يحث على التوسل تطبيقاً لتعليم رسول الله (ص)
    جاء في مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي ، المجلد الثاني ، كتاب الصلاة ، باب صلاة الحاجة :
    "وعن عثمان بن حنيف أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقى عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك، ورح إلي حين أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال: حاجتك؟ فذكر حاجته فقضاها له ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة، وقال: ما كانت لك من حاجة فائتنا، ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيراً ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته فيّ، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
    "أو تصبر؟" فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات" فقال عثمان بن حنيف: فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل عليه الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط .
    قلت روى الترمذي وابن ماجة طرفاً من آخره خالياً عن القصة، وقد قال الطبراني عقبه: والحديث صحيح بعد ذكر طرقه التي روي بها" .

    سادساً : التوسل بالنبي (ص) عند قبره
    جـاء فـي سنن الدارمي و وفاء الوفاء للسمهودي عن أوس بن عبد اللّه قال : قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا الى عائشة فقالت : انظروا قبر النبي (ص ) فاجعلوا منه كوة الى السماء حتى لا يكون بينه و بين السماء سقف قال ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب و سمنت الإبل (4) .

    سابعاً : الإمام مالك يعلم المنصور التوسل بالنبي (ص)
    سأل المنصور العباسي إمام المالكية مالك بن أنس عن كيفية زيارة النبي (ص) والتوسل به :
    "يا أبَا عَبْدِاللّه أَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ وَ أَدْعُوا، أم أَسْتَقْبِلُ رَسُولَ اللّه؟ فَقالَ مالِك في جوابه: لِمَ تَصْرِفْ وَجْهَكَ عَنْهُ وَ هُوَ وَسيلَتُكَ وَ وَسيلَةُ أبيكَ آدَمُ إلى اللّه يَوْمَ الْقِيامَة؟! بَلِ اسْتَقْبِلْهُ وَ اسْتَشْفِعْ بِهِ فَيَشْفِّعُكُ اللّه، قالَ اللّه تَعالى: ولَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ ... " (5) .

    سؤال : هل يمكن أن يسمع الموتى كلامنا ونداءنا ؟
    الجواب :
    1- روي أنه بعد انتهاء معركة بدر بهزيمة المشركين وقتل صناديدهم ، وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخاطبهم واحداً تلو الآخر، ويقول : "يا أهل القليب، يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، يا أُمية بن خلف، يا أباجهل، و هكذا عدَّ من كان منهم بالقليب، وقال: هل وجدتم ما وعد ربّكم حقّاً فانّي قد وجدت ما وعدني ربّي حقّاً" ؟!
    فقال له أصحابه: يا رسول اللّه أتنادي قوماً موتى؟!
    فقال (ص) : "ما أنتم بأسمعَ لما أقول منهم، ولكنّهم لا يستطيعون أن يجيبوني" (6) .
    2- أخرج البخاري : عن نافع أنّ ابن عمر أخبره، قال: اطّلع النبي (ص) على أهل القليب، فقال: "وجدتم ما وعد ربّكم حقّاً" ؟
    فقيل له : ندعوا أمواتاً ، فقال: "ما أنتم بأسمع منهم، ولكن لا يجيبون" (7) .
    3- إن المسلمين على اختلاف مذاهبهم يسلّمون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تشهد الصلاة فيقولون : "السلام عليكم أيها النبي ورحمة الله وبركاته" .
    فإن كانت صلتنا منقطعة بالنبي (ص) فما معنى سلامنا عليه خمس مرات يومياً ؟!

    4- روى مسلم أن النبي (ص) كان يزور القبور ، و يخرج آخر الليل إلى البقيع ، فيقول : "السّلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون ، غداً مأجلون وانّا إن شاء اللّه بكم لاحقون، اللّهمّ اغفر لأهل بقيع الغرقد" (8) .

    أما ما جاء في قوله تعالى "فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوتى" وقوله سبحانه "وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي القُبُور" ، فإن المقصود بالإسماع : الإسماع المفيد ، فإسماع الموتى لا يجدي نفعاً بعدما ماتوا كافرين .

    والحمد لله رب العالمين ...

    __________________________
    الهامش :
    (1) سنن ابن ماجة ، ج1 ص256 ح778 ، ومسند أحمد ج3 ص21 .
    (2) المعجم الأوسط للطبراني ص356-357 ، والمستدرك للحاكم ج3 ص108 ، سير أعلام النبلاء للذهبي ج2 ص118 ، وصححه ابن حبان والحاكم كما يقول مؤلف "خلاصة الكلام" .
    (3) المستدرك ج2 ص615 ، تفسير روح المعاني للآلوسي ج1 ص217 ، تفسير الدر المنثور للسيوطي ج1 ص59 نقلاً عن الطبراني وأبي نعيم والبيهقي .
    (4) سنن الدرامي ج1 ص43-44 ، وفاء الوفا ج2 ص549 . وراجع أيضاً دلائل النبوة للبيهقي ج7 باب ما جاء في رؤية النبي في المنام ص47 حيث روى رواية مشابهة .
    (5) ذكر أحمد زيني دحلان ـ في كتابه الدُرَر السنيَّة: ج 10 ـ أن القاضي عياض ذكر هذا الحوار بَسند صحيح . و كذلك ذكره السبكي في شفاء السقام ، و السمهودي في وفاء الوفا ، و القسطلاني في المواهب اللّدنيّة. قال ابن حجر ـ في الجوهر المنظّم ـ : قد روي هذا بسند صحيح . و قال العلاّمة الزرقاني ـ في شرح المواهب ـ : إنّ ابن فهد ذكر هذا بَسند حَسن، و ذكره القاضي عياض بسند صحيح . ( نقلاً عن الوهابية في الميزان للشيخ جعفر السبحاني )
    (6) سيرة ابن هشام ج1 ص649 ، السيرة الحلبية ج2 ص179-180 .
    (7) صحيح البخاري ج9 ص98 باب ما جاء في عذاب القبر من كتاب الجنائز .
    (8) صحيح مسلم ج3 ص63 باب ما يقال عند دخول القبور من كتاب الجنائز .

    مصادر البحث ، منها :
    1- الوهابية في الميزان ، بحوث في الملل والنحل ج4 ، بحوث قرآنية في التوحيد والشرك : للشيخ جعفر السبحاني .
    2- التوسل بالنبي والتبرك بآثاره : للسيد مرتضى العسكري .

  • #2
    الزيارة (في التشريع)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أولاً : في القـرآن الكـريم :
    إذ لم يرد في القرآن الكريم التصريح نصاً بالزيارة، فقد وردت في مضامين أكثر من واحدة من آياته، منها:
    1- في قوله تعالى في شأن أصحاب الكهف ونزاع القوم فيهم بعد أن أماتهم الله:
    (إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَ عَلَيْهِم مَّسْجِداً)(1).
    قال المفسرون: ذكر اتخاذ المسجد يُشعر بأنّ هؤلاء الذين غلبوا على أمرهم هم المسلمون، وهذا يدلّ على أنّه لمّا ظهر أمرهم غلب المؤمنون بالبعث والنشور.
    وهذا هو الراجح عند أهل التفسير على قول بعضهم أن الذي غلب هم أصحاب الملك، فهم الذين يغلبون على أمر من عداهم. قالوا: الأول أولى(2). بل قال بعضهم إنّ الملك الذي عثر عليهم كان مؤمناً(3).
    وأيّاً كان القائل فالمسجد إنّما يُتّخذ ليؤتى على الدوام، ينتابه الناس، سواء المعاصرون منهم لقصّته أو الأجيال اللاحقة.. وبهذا أصبحت مراقد أصحاب الكهف مزاراً يقصده الناس للزيارة، بل أقاموا عليه مسجداً يذكرون اسم الله فيه.
    ولعل مراقد هؤلاء الفتية المؤمنين، أصحاب الكهف، هي المثال الاَسبق تاريخاً في ما ذكره القرآن الكريم لاحترام مراقد الاَولياء وتعاهدها بالزيارة، بل إقامة المسجد عندها كما هو صريح القرآن الكريم.

    2- قوله تعالى في النهي عن القيام عند قبور المنافقين :
    (وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُم مَاتَ أَبَداً وَلاَتَقُمْ عَلَى قَبْرِه)(4).
    لا خلاف في أنّ المراد بالصلاة هنا هو خصوص الصلاة على الميت، يدل عليه السياق وسبب النزول.
    أمّا موضع الاستدلال لدينا على المطلوب فهو قوله تعالى: (وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِه) فقد ذهب كثير من المفسرين إلى أنّ المراد يتجاوز الوقوف عنده وقت الدفن، إلى عموم الأوقات.
    قال البيضاوي، والآلوسي، والبروسوي: المراد لا تقف عند قبره للدفن أو للزيارة(5).
    فإذا كان هذا النهي قد ورد في شأن من مات على الكفر، كما هو في ذيل الآية نفسها (إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُون) ففيه دلالة واضحة على أن ذلك جائز، بل ومعهود، في شأن من مات على الإسلام.
    إذن ففي هذه الآية أيضاً دلالة على مشروعية زيارة قبر المسلم، بقصد الزيارة والدعاء للميت، فهذا هو المعهود في قيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قبر الميت بعد دفنه.

    3- قوله تعالى :
    (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرَوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً)(6).
    جاء في أسباب النزول:
    - أنّ الآية في صدر الحديث عن المنافقين الذين تتحدث عنهم الآيات السابقة، والذين ارتضوا التحاكم إلى الطاغوت فراراً من التحاكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلو أنّهم جاءوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأظهروا الندم على ما فعلوه، وتابوا عنه واستغفروا منه، واستغفر لهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لتاب الله عليهم.
    - وقيل: إنّها نزلت في قوم من المنافقين، قال الحسن: اثني عشر رجلاً اجتمعوا على أمر مكيدة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمَّ دخلوا عليه لذلك الغرض، فأتاه جبريل عليه السلام فأخبره به، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ قوماً دخلوا يريدون أمراً لا ينالونه، فليقوموا وليستغفروا الله حتى استغفر لهم» فلم يقوموا، فقال: «ألا تقومون»؟ فلم يفعلوا، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «قم يا فلان، قم يا فلان»، حتى عدّ اثني عشر رجلاً، فقاموا وقالوا: كنّا عزمنا على ما قلت، ونحن نتوب إلى الله من ظلمنا أنفسنا، فاستغفر لنا. فقال: «الآن أخرجوا عنّي، أنا كنت في أول أمركم أطيب نفساً بالشفاعة، وكان الله أسرع إلى الإجابة»(7).

    فهذا ما كان في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، يأتيه المذنب، فيستغفر، ويطلب منه الاستغفار والشفاعة له، ولما ورد فيها من تكريم خاص وإجلال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجد المسلمون استحباب العمل بها بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم، فيأتي قبره الشريف، ويستغفر عنده ويسأل صاحبه الشفاعة، ذلك لأنّ إجلال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتكريمه واجب بعد موته كوجوبه في حياته، والعمل بهذه الآية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كالعمل بالآية القائلة: (لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْل)(8) حيث مضت سيرة المسلمين على وجوب العمل بها عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والأثر في ذلك كثير، بحيث كتبت هذه الآية على الجدار المقابل لقبر الرسول اليوم.
    ومثل ذلك ورد في الأَثر الكثير في العمل بالآية موضع الاستدلال عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في عهد الصحابة وبعده، نكتفي هنا بذكر استدلال مالك بن أنس بالآية في ردِّه على أبي جعفر المنصور، وهما عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد سأله أبو جعفر المنصور: أأستقبل القبلة وأدعوا، أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال مالك: ولِمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة؟! بل استقبله واستشفع به فيشفّعه الله تعالى، قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرَوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً)(9).

    وفي مقدمة كلام مالك وأبي جعفر كان مالك قد استنكر على أبي جعفر رفعه صوته عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً:
    يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد، فإنّ الله تعالى أدّب قوماً فقال: (لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) ومدح قوماً فقال: (إنّ الذين يغضّون أصواتهم عند رسول الله) الآية... وذمّ قوماً فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَات) الآية... وإنّ حرمته ميتاً كحرمته حياً.
    وعلى هذا قال السبكي: دلّت الآية على الحث على المجيء إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والاستغفار عنده واستغفاره لهم، وذلك وإن كان ورد في حال الحياة، فهي رتبة له لا تنقطع بموته، تعظيماً له.
    قال: والآية وردت في أقوام معينين في حالة الحياة، فتعمّ بعموم العلّة كل من وجد فيه ذلك الوصف في الحياة وبعد الموت، ولذلك فهم العلماء من الآية العموم في الحالتين، واستحبّوا لمن أتى قبره صلى الله عليه وآله وسلم أن يتلو هذه الآية ويستغفر الله تعالى.
    وحكاية العتبي -وهو من مشايخ الشافعي- مشهورة، وقد شهد أعرابياً جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فتلى هذه الآية واستغفر وانصرف..
    وقد حكاها المصنفون في المناسك من جميع المذاهب، والمؤرخون، وكلهم استحسنوها ورأوها من آداب الزائر وما ينبغي له أن يفعله(10).

    ثانياً: في السّـنة النبـوية :
    في هذا المبحث فقرتان:
    الاَولى: في إثبات مشروعية الزيارة في السنّة النبوية.
    والثانية: ممارسة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها وأحاديثه الواردة فيها. باستثناء ما جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم في زيارة قبره الشريف خاصة.
    يلاحظ أنّ زيارة القبور بشكل عام مرّت في عهد الرسالة بثلاث مراحل(11):
    مرحلة الإباحة: استمراراً لما كان عليه أهل الشرائع السابقة، كما أشارت إليه آية سورة الكهف، وكما يثبته الحديث النبوي الآتي الذي يضع نهايةً لهذه المرحلة، وتبتدئ المرحلة الثانية، وهي:
    مرحلة المنع من الزيارة: وكان هذا المنع معلّلاً كما سيأتي في الحديث النبوي، وأخيراً:
    مرحلة الإباحة وتجديد العمل بها: وفق الآداب التي أقرّها الإسلام.

    هذا التقسيم الثلاثي يستفاد بشكل مباشر من قوله صلى الله عليه وآله وسلم:
    "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها» أخرجه مسلم والترمذي والنسائي والحاكم والبغوي، وغيرهم(12).
    وهو واضح في أنّ المسلمين كانوا يزورون القبور، ثمَّ نهاهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن زيارتها، ثمَّ أذن لهم بعد ذلك بالزيارة.
    وفي رواية ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يتضمن علّة النهي أو بعضها، ففيها أنّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، ولا تقولوا هُجْراً»(13).

    أنا أعلم أن النواصب سيأخذون هذا نقطة لصالحهم لكن هااااااااااااااااااا وين الشباب الطيبة
    ترى أنا صاحيلكم تمام و ماخرج حدى يلعب بديله و أنا موجود

    شوف ياأحباب أثبت أن الزيارة كانت مباحة ثم منعت لفترة لأاسباب خفية لا يعلمها إلى الله ثم إبيحت مرة أخرى بأمر من الله طبعا

    و الحمد لله الذي جعلنا على الطريق القويم السديد و السلام على الأخوى الشيعة الموالين....
    __________________________________________________ _________
    (1)سورة الكهف: 18|21.
    (2)انظر: مجمع البيان| الطبرسي 5 : 710، التفسير الكبير| الرازي 11 : 106، فتح القدير| الشوكاني 3 : 277، الميزان الطباطبائي 13 : 267.
    (3)الدر المنثور، وعنه الميزان 13 : 286 في رواية قال عنها: والرواية مشهورة أوردها المفسرون في تفاسيرهم وتلقوها بالقبول.
    (4)سورة التوبة: 9|84.
    (5)أنوار التنزيل| البيضاوي 1 : 416، وروح المعاني الآلوسي 10 : 155، روح البيان| البروسوي 3 : 378.
    (6)سورة النساء: 4|64.
    (7)مجمع البيان 3 : 105، تفسير الرازي 5 : 167 ـ 168.
    (8)سورة الحجرات: 49|2.
    (9) شفاء السقام| السبكي: 69 ـ 70.
    (10)شفاء السقام: 81 ـ 82.
    (11)على أساس ما ورد في كتب الجمهور.
    (12)صحيح مسلم ـ كتاب الجنائز ـ 2 : 366|107، سنن الترمذي 3 : 370|1504، السنن الكبرى للنسائي 1 : 653|2159، المستدرك 1 : 530|1385، مصابيح السنّة 1 : 568|1239.
    (13)المعجم الكبير| الطبراني 11 : 202|11653، والمعجم الاَوسط 3 : 343|2730، مجمع الزوائد| الهيثمي 3 : 58.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
    ردود 2
    17 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
    استجابة 1
    12 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X