الجمعة الرابعة 11 محرم 1419
الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب سيدنا ومولانا الامام الحسين واولاده واصحابه سلام الله عليهم اجمعين.
نقل في بعض الجمعات السابقة ان هناك منعا للصلاة في الشارع، انا لا ارضى بذلك طبعا دعوا الناس يصلون حيث شاءوا. لماذا ان الصلاة في الشارع في البصرة والعمارة وغيرها من البلدان مجازة وفي الكوفة ممنوعة. ان شاء الله لا يكون الا ما يرضي الله ويرضي المجتمع.الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب سيدنا ومولانا الامام الحسين واولاده واصحابه سلام الله عليهم اجمعين.
وقبل ان نبدأ بالخطبة اود تأبين الحسين (سلام الله عليه) ببعض الابيات التي احفظها غلى قلة حافظتي على اية حال، في شعر الشريف الرضي (قدس سره الشريف) :
كربلا لا زلت كربا وبلا ما لقى عندك ال المصطفى
كم على تربك لما صرعوا من دم سال ومن دمع جرى
يا رسول الله يا فاطمة يا امير المؤمنـين الشرفـا
عظم الله لك الاجر بمن كظ احشاه الظماحتى قضى*
كم على تربك لما صرعوا من دم سال ومن دمع جرى
يا رسول الله يا فاطمة يا امير المؤمنـين الشرفـا
عظم الله لك الاجر بمن كظ احشاه الظماحتى قضى*
هذا كشيء رمزي جدا كافي، يكفي ان لنا اسوة بالحسين (عليه السلام) هو كان في الشمس ثلاثة ايام فلنكون نصف ساعة تحت الشمس اسوة به (سلام الله عليه).
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لك الحمد والمجد وعلو الجد والعظمة والكبرياء والالاء. يا من لا عظمة اعظم من عظمته. يا من لا نور الا نوره. يا من لا مجد الا مجده. يا من لا جمال الا جماله. يا من لا جلال الا جلاله. يا من لا رزق الا رزقه. يا من لا قهر الا قهره. يا من لا امر الا امره. يا من لا قوة الا قوته. يا من لا حول الا حوله. يا من لا شأن الا شأنه. يا من لا قول الا قوله. يا من لا فعل الا فعله. يا من لا قرب الا قربه. يا من لا بعد الا بعده. يا من لا كلام الا كلامه. يا من لا مقام الا مقامه. يا من لا علو الا علوه. يا من لا دنو الا دنوه. يا من لا فضل الا فضله. يامن لا عز الا عزه. يا من لا كرم الا كرمه.
اللهم لك الحمد يا اقرب من كل قريب، يا احب من كل حبيب، يا ابصر من كل بصير، يا اخبر من كل خبير، يا اشرف من كل شريف، يا ارفع من كل رفيع، يا اقوى من كل قوي. يا اغنى من كل غني. يا اجود من كل جواد، يا ارأف من كل رؤوف، يا اعظم من كل عظيم، يا اجل من كل جليل، يا اولى من كل ولي، يا اعلى من كل علي، يا انور من كل نير، يا اعز من كل عزيز، يا افضل من كل فاضل، يا اكمل من كل كامل، يا عظيم المن يا حسن التجاوز يا باسط اليدين بالرحمة يا سامع كل نجوى ودافع كل بلوى وصاحب كل نعمة ودافع كل نقمة اسألك باسمك الذي قامت به السماوات العلى وسطحت به الارض السفلى وجرت به الانهار وتلاطمت به البحار ان تصلي على محمد عبدك ورسولك ونبيك وامينك ونجييك ونجيبك وصفيك وخاصتك وخالصتك وصفوتك وخيرتك من خلقك.
اللهم اعطه الدرجة الرفيعة والعزة المنيعة، وآته الوسيلة من الجنة وابعثه المقام الذي يغبطه به الاولون والآخرون …
اللهم صل على اله الطيبين الطاهرين علي والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والمهدي، بهم اتولى ومن اعدائهم اتبرأ في الدنيا والاخرة …
هل خطر في بالك ان تسأل هذا السؤال : من قتل الحسين (عليه السلام) ؟ بالله عليكم من الذي قتل الحسين (عليه السلام) ؟؟ ربما انكم تجدون الجواب سهلا على ذلك.
في الحقيقة بحسب فهمي والانسان لا يتعدى فهمه ان لهذا السؤال اجوبة عديدة كلها صحيحة. والان اعرض جملة منها عليكم:
قتله الشمر عليه اللعنة والعذاب، لانه هو الذي حز رأسه.
قتله عمر بن سعد، لانه هو القائد الاعلى للجيش المعادي في كربلاء.
قتله عبيد الله بن زياد، لانه هو الآمر المباشر بالحرب مع الحسين وبقتل الحسين (كول لا!).
قتله كل راضٍ بقتله (من رضي بفعل قوم كان منهم). ولنا على ذلك في بعض الزيارات والادعية دلالة ووضوح.
انظر حبيبي .. الا تقرأ في حرم امير المؤمنين سلام الله عليه (اللهم العن قتلة امير المؤمنين). بالله كم واحد قتلة امير المؤمنين ؟ واحد طبعا. عبد الرحمن بن ملجم عليه اللعنة والعذاب، اما الباقون فمن هم ؟ من هو الذي قتله الا هو ! مع ذلك الامام المعصوم سلام الله عليه بحسب الرواية يقول : (اللهم العن قتلة امير المؤمنين ..). اذن لامير المؤمنين قتلة كثيرون، وله قتلة في كل جيل : في السابقة وفي هذا الجيل وفي الاجيال اللاحقة الى ظهور الحق المطلق عجل الله فرجه. سبحان الله .. لماذا ؟ لانه من رضي بفعل قوم كان منهم، وهذا مختصر مفيد ولا حاجة الى الاطالة.
قتله يزيد بن معاوية عليه اللعنة والعذاب لانه هو السلطان الرئيسي الذي امر بهذه الفاجعة والواقعة وهذا كله اكيد وقلت لكم كله يصدق، كله صحيح ليس فيه كذب ان شاء الله. ليس فيه كذب ان شاء الله لا في الدنيا ولا في الاخرة ولا امام التاريخ ولا امام الله.
انا اقول جوابا آخر : قتله الاستعمار المسيحي الغربي (كول لا !). سوف ابرهن لكم. وانا مخصص هذه الخطبة للاستدلال على ذلك.
كانت ولا زالت العنجهية والرضا عن النفس والانانية موجودة عندهم من ذلك الحين والى العصر الحاضر. الم تسمع بالدولة البيزنطية او الرومانية ؟ سمعت طبعا. حكمت من قبل وجود المسيح سلام الله عليه الى ما بعد وجود نبي الاسلام (صلى الله عليه واله) حكمت واستمرت بالحكم ربما الف سنة او اكثر. وكان حاكمها الرئيسي يسمى القيصر (كول لا !). وسمعت من قصص شكسبير (يوليوس قيصر) من هو ؟ هذا قيصر واحد منهم، الذي قتل في حادثة القصة (قبحه الله) على كل حال ذهب الى ربه.
ومحل الشاهد ليس هذا. انا في حدود فهمي انها كانت تحكم وسط وجنوب اوربا، اليونان وايطاليا ورومانيا ووعاصمتها روما في ايطاليا نفسها. وحاكمها القيصر … والعرب ـ طبعا الطرق البعيدة وتكاد ان تكون منقطعة في ذلك الحين. وفهم الشرق عن الغرب قليل … ـ المهم كانوا يسمون شمال اوربا الافرنج او الفرنجة. ويسمون جنوب اوربا الروم. والفرنجة من الفرنس حسب الظاهر انه يقلب السين جيما، ولما تكون الفكرة مجملة في اذهانهم، اذن المانيا وفرنسا وبريطانيا بالتقسيم الحاضر كلهم فرنجة واليونان وايطاليا ورومانيا وسويسرا ويوغسلافيا وجيكوسلوفاكيا اي وسط اوربا وجنوبها التي هي شواطيء البحر الابيض المتوسط : روم كلهم روم وكان هؤلاء الروم او الدولة البيزنطية مستعمرة للشام الكبرى اي سوريا ولبنان وفلسطين والاردن ولا زالت اثارهم فيها ولا زال المسيحيون موجودين في لبنان لم يتوبوا من عصر صدر الاسلام كنتيجة للاستعمار البيزنطي (كول لا، هم خلي يكولون لا. سبحان الله !).
اذكر لكم مميزات هذه الدولة المجرمة، بمعنى من المعاني هي التي قتلت المسيح او التي اعتقدت انها قتلت المسيح (شبه لهم) لمن ؟ لجلاوزة الدولة الرومانية الموجودين في فلسطين. قتلوه ودقوا في يديه ورجليه المسامير واعلنوا عليه استهزاءا ان هذا ملك اليهود.
طيب، شيء آخر. طبعا انما الاعمال بالنيات. يعني يعاقبهم الله على انهم قتلوا المسيح لانهم ارادوا قتل المسيح واعتقدوا انهم قتلوا المسيح. اما ان يكون بينه وبين الله انه يهوذا الاسقريوطي او غيره فهو غير مهم . المهم انهم قتلوا المسيح عمليا. وان كان رفعه الله اليه بالسر بين الجدران .
احدهم القيصر الذي كان موجوداً في زمن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هو الذي داس رسالة النبي (صلى الله عليه واله) تحت قدمه وقتل الرسول (كول لا !) الم تسمع انه (صلى الله عليه واله) ارسل رسائل الى فلان وفلان، الى خمسة او ستة من الرؤساء المشهورين في العالم في ذلك الحين ؟ الى الحبشه ومصر وروسيا وايطاليا. فهنا هذا الرجل عنجهي واناني ومستغني عن برية الجزيرة العربية كلها فيقول في نفسه انها ليس لها قيمة واسحقها بمداسي، وايضا يقتل الرسول بالرغم من ان قتل الرسل عالميا وعقلائيا ممنوع حبيبي.
كانت هذه الدولة كافرة تؤمن بتعدد الالهة الى ثلاثمائة عام بعد بعثة المسيح، ثم تمسحت اي دخلت في المسيحية نتيجة لتفاعلات واعلام داخلي في مجتمعها. دخل القيصر الذي كان في ذلك الحين اسمه (اغسطس) او نحو ذلك في المسيحية واتبعه شعبه الشعب بدين ملوكهم. بمعنى من المعاني كلهم صاروا مسيحيون وصاروا مسيحين متعصبين. واليهود ايضا من هذه الناحية وان كانت العبارة غير لطيفة لايقصرون، يتدخلون في الصغيرة والكبيرة وكان لهم شأن كبير في ذلك المجتمع.
هذا شرح عن حال اوربا والدولة البيزنطية او الرومانية او الرومية.
في الحقيقة الاستعمار بالمعنى الحديث لم يكن موجودا. لان الات الحرب الحديثة والات وسائل النقل الحديثة والاجهزة الحديثة لم تكن موجودة. الا ان العمالة كانت موجودة، لان اليهود والمسيحيين الموجودين في الشرق في المجتمع المسلم فالمسيحيون يحترمون ويحبون المسيحيين امثالهم الموجودين في اوربا ويحترموهم ويعتبروهم الفرد الاكمل والامثل الذي يجب طاعته والبابا هناك فيجب طاعته. اذن هم عملاء من حيث ارادوا ام ابوا، وينخرون في المجتمع المسلم بكل صورة. من زمان النبي ولعله الى العصر الحاضر كلا الفئتين اليهود والمسيحيون. فكانت الاديرة مبشرة في البلدان المسلمة كل واحد واضع في باله الدعوة الى دينه والدعوة الى الدولة التي ينتمي لها. هذا ليس بغريب، ولكن الغريب ان الخلافة ترضى عنهم وتحترمهم وتستشيرهم في امورها. هذا هو العيب والغريب. كانوا هكذا حبيبي بالتاكيد هكذا كانوا.
سرجون مسيحي من مسيحيي الشام رباه معاوية وجعله نديما له ومستشارا له. هل يجهل معاوية ان هذا الرجل ينظر لاهله ؟
لا يجهل. جعله عن علم وعمد. اذن نفس الصفة التي لسرجون هي لمعاوية بن ابي سفيان (كول لا !) وتتسلسل الى نهاية الخلافة العثمانية (كول لا !) والخلافة العثمانية كانت عميلة لالمانيا (كول لا !) سبحان الله .. !!
محل الشاهد … هذا سرجون هو الذي قتل الحسين (سلام الله عليه). بالمعنى الذي ان عبيد الله بن زياد قتل الحسين، سرجون قتل الحسين وهو عميل للدولة البيزنطية. اذن الدولة البيزنطية قتلت الحسين (كول لا !).
الان اقرأ عبارة في التأريخ في مقتل المقرم انه بعد سيطرة مسلم بن عقيل (سلام الله عليه) على الكوفة واخذ البيعة لاهلها : ساء هذا جماعة ممن لهم هوى في بني امية منهم عمر بن سعد بن ابي وقاص وعبد الله بن مسلم بن ربيعة الحضرمي وعمارة بن عقبة بن ابي معيط، فكتبوا الى يزيد يخبرونه بقدوم مسلم بن عقيل واقبال اهل الكوفة عليه وان النعمان بن بشير لا طاقة له على المقاومة فارسل يزيد على سرجون مولاه (الذي هو حبيب ابيه وحبيبه الذي هو عميل في خلافة ابيه وخلافته)، يستشيره وكان كاتبه وانيسه (حتى في الخلوات معه)، فقال سرجون (ينصح وينصح طبعا في حدود فهمه الشيطاني الجهنمي طبعا، طبعا. واي شيء يصير فليصير فكل من يقتل من المسلمين والشيعة اينما وقعت فبها ونعمت _ اي في نظر سرجون _ : عليك بعبيد الله بن زياد
(ونحن نقرأ ذلك ولا نفهمه ! اول من يفهمك هو سيد محمد الصدر ! اسف عليكم ! اسف عليكم !)
قال انه لا خير عنده (لانه كانت هناك جفوة وزعل بين يزيد وبين عبيد الله بن زياد). فقال (اي سرجون) : هذا عهد معاوية بخاتمه ولم يمنعني ان اعلمك به الا معرفتي ببغضك له. فانفذه اليه وعزل النعمان بن بشير.
ويقول في الهامش عن سرجون في كتاب الاسلام والحضارة العربية ج2 ص158
كان سرجون بن منصور من نصارى الشام، استخدمه معاوية في مصالح الدولة وكان ابوه منصور على المال في الشام (اي مسؤولا عن المال في الشام) من عهد هرقل قبل الفتح (حينما كان الاستعمار الرومي في سوريا ولبنان موجودا، فهذا كان رئيسي وفعال وناصر للدولة المستعمرة ويشتغل لها. وحين يأتي معاوية فينصر معاوية. (سبحان الله !) قبل الفتح (اي قبل الفتح الاسلامي) ساعد المسلمين على قتال الروم. (هذا ايضا به تخطيط حبيبي، لا تقول انه ساعدهم اخلاصا فاولئك يفتهمون اكثر من عندنا حبيبي، فيجعلون واحدا منهم يقاتلهم من اجل ان نتوهم انه رجل مخلص وصالح حتى يستطيع ان يتغلغل بين صفوفننا). ومنصور بن سرجون بن منصور كانت له خدمة في الدولة كابيه.
اذن بحسب النتيجة ما الذي صار. من قتل الحسين (سلام الله عليه) ؟ قتله سرجون وبتعبير اخر قتلته الدولة البيزنطية.
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ (3)
* قرأها سماحة السيد الشهيد بصورة لطمية.
تعليق