بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليك يا با عبدالله
قال الحسين عليه السلام:
اني قد كنت أحبّ الصلاة له ، وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليك يا با عبدالله
قال الحسين عليه السلام:
اني قد كنت أحبّ الصلاة له ، وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار
جاء في الزيارة الناحية الشريفة مخاطبا لسيد الشهداء (عليه السلام) :
كنت للرسول (صلى الله عليه وآله) ولدا ، وللقرآن منقذا ، وللأمة عضدا ، وفي الطاعة مجتهدا ، حافظا للعهد والميثاق ، ناكبا عن سبل الفساق ، باذلا للمجهود ، طويل الركوع والسجود ، زاهداً في الدنيا زهد الراحل عنها ، ناظرا إليها بعين المستوحشين منها ، آمالك عنها مكفوفة ، وهمتك عن زينتها مصروفة ، وألحاظك عن بهجتها مطروفة ، ورغبتك في الآخرة معروفة ، حتى إذا الجور مد باعه ، وأسفر الظلم قناعه ، ودعا الغي أتباعه ، وأنت في حرم جدك قاطن ، وللظالمين مباين ، جليس البيت والمحراب ، معتزل عن اللذات والشهوات ، تنكر المنكر بقلبك ولسانك ، على قدر طاقتك وإمكانك.
ثم اقتضاك العلم للإنكار ، ولزمك أن تجاهد الفجار ، فسرت في أولادك وأهاليك ، وشيعتك ومواليك ، وصدعت بالحق والبينة ، ودعوت إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وأمرت بإقامة الحدود ، والطاعة للمعبود ، ونهيت عن الخبائث والطغيان ، وواجهوك بالظلم والعدوان.
في حوادث يوم تاسوعاء قال : ثم نادى عمر : يا خيل الله اركبي ، وبالجنة أبشري ، فركب الناس ثم زحف نحوهم بعد العصر والحسين (عليه السلام) جالس أمام بيته محتبىءٌ بسيفه إذ خَفقَ برأسه على ركبتيه ، وسمعت أختُه الصيحةَ ، فدنت من أخيها وقالت : يا أخي أما تسمع هذه الأصوات قد اقتربت ؟
فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه فقال: أختاه إني رأيت الساعة جدي محمداً وأبي علياً وأمي فاطمة وأخي الحسن وهم يقولون : يا حسين إنك رائح إلينا غدا فلطمت زينب (عليها السلام) على وجهها وصاحت.
قال الشيخ المفيد عليه الرحمة :
فقال له العباس بن علي (عليه السلام) : يا أخي! أتاك القوم ، فنهض ثم قال : اركب بنفسي أنت ـ يا أخي! ـ حتى تلقاهم وتقول لهم : مالكم ؟ وما بدا لكم ؟ وتسألهم عمّا جاء بهم؟
فأتاهم العباس في نحو من عشرين فارساً ، فيهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر ، فقال لهم العباس (عليه السلام) : ما بدا لكم ؟ وما تريدون ؟
قالوا : قد جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو نناجزكم ، قال : فلا تعجلوا حتى أرجع إلى أبي عبدالله فأعرض عليه ما ذكرتم ، فوقفوا فقالوا : القه وأعلمه ثمَّ القنا بما يقول لك ، فانصرف العباس راجعاً يركض إلى الحسين (عليه السلام) يخبره الخبر ، ووقف أصحابه يخاطبون القوم ، ويعظونهم ويكفُّونهم عن قتال الحسين (عليه السلام).
فجاء العباس إلى الحسين (عليه السلام) وأخبره بما قال القوم ، فقال :
ارجع إليهم ، فإن استطعت أن تؤخِّرهم إلى غد ، وتدفعهم عنا العشيّة لعلّنا نصلّي لربِّنا الليلة وندعوه ونستغفره ، فهو يعلم أني قد كنت أحبّ الصلاة له ، وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار.
مضى العباس إلى القوم ، ورجع من عندهم ، ومعه رسول من قبل عمر ابن سعد يقول : إنّا قد أجَّلناكم إلى غد ، فإن استسلمتم سرَّحنا بكم إلى عبيدالله بن زياد ، وإن أبيتم فلسنا بتاركيكم ، فانصرف.
ولله درّ الشاعر إذ يقول :
فَاسْتَمْهَلَ السِّبْطُ الطُّغَاةَ لعلَّه**يدعو إلى اللهِ العليِّ وَيَضْرَعُ
فَأَقَامَ ليلتَهُ يُنَاجي رَبَّه**طوراً وَيَسْجُدُ في الظلامِ وَيَرْكَعُ
فَأَقَامَ ليلتَهُ يُنَاجي رَبَّه**طوراً وَيَسْجُدُ في الظلامِ وَيَرْكَعُ
وجمع الحسين (عليه السلام) أصحابه عند قرب المساء ، قال علي بن الحسين زين العابدين (عليهما السلام) : فدنوت منه لأسمع ما يقول لهم وأنا إذ ذاك مريض ، فسمعت أبي يقول لأصحابه :
أثني على الله أحسن الثناء ، وأحمده على السرّاء والضرّاء ، اللهمَّ إنّي أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوّة ، وعلَّمتنا القرآن ، وفقَّهتنا في الدين ، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة ، فاجعلنا من الشاكرين.
أمّا بعد ، فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت أبرَّ وأوصل من أهل بيتي ، فجزاكم الله عنّي خيراً ، ألا وإنّي لأظنُّ يوماً لنا من هؤلاء ، ألا وإنّي قد أذنت لكم ، فانطلقوا جميعاً في حلٍّ ، ليس عليكم حرج منّي ولا ذمام ، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملا.
فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبدالله بن جعفر : لِمَ نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ؟ لا أرانا الله ذلك أبداً ، بدأهم بهذا القول العباس بن علي واتّبعته الجماعة عليه فتكَّلموا بمثله ونحوه.
فقال الحسين (عليه السلام) : يا بني عقيل! حسبكم من القتل بمسلم بن عقيل ، فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم ، فقالوا : سبحان الله! ما نقول للناس ؟ نقول : إنّا تركنا شيخنا وسيِّدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ، ولم نرمِ معهم بسهم ، ولم نطعن معهم برمح ، ولم نضرب معهم بسيف ، ولا ندري ما صنعوا ، لا والله ما نفعل ذلك ، ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلنا ، ونقاتل معك حتى نرد موردك ، فقبَّح الله العيش بعدك.
وقام إليه مسلم بن عوسجة ، فقال : أنحن نخلِّي عنك ، وبم نعتذر إلى الله في أداء حقِّك ؟ لا والله حتى أطعن في صدورهم برمحي ، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ، والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيك ، أما والله! لو علمت أني أُقتل ثم أُحيى ثم أُحرق ثم أُحيى ثم أذرّى ، يفعل ذلك بي سبعين مرّة ، ما فارقتك حتى ألقى حِمامي دونك ، فكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة ، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً.
وقام زهير بن القين فقال : والله! لوددت أنّي قُتلت ثمَّ نُشرت ثم قُتلت حتى أُقتل هكذا ألف مرّة ، وأنّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك ، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك.
وتكلَّم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضاً في وجه واحد ، فجزَّاهم الحسين (عليه السلام) خيراً ، وانصرف إلى مضربه.
وقال السيد عليه الرحمة : وقيل لمحمد بن بشر الحضرمي في تلك الحال : قد أُسر ابنك بثغر الريّ ، فقال : عند الله أحتسبه ونفسي ، ما أحبُّ أن يؤسر وأنا أبقى بعده ، فسمع الحسين (عليه السلام) قوله فقال : رحمك الله ، أنت في حلٍّ من بيعتي فاعمل في فكاك ابنك ، فقال : أكلتني السباع حيّاً إن فارقتك ، قال : فأعط ابنك هذه الأثواب والبرود يستعين بها في فداء أخيه ، فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار.
قال : وبات الحسين (عليه السلام) وأصحابه تلك الليلة ، ولهم دويٌّ كدويِّ النحل ، ما بين راكع وساجد ، وقائم وقاعد.
ولله درّ السيد محسن الأمين عليه الرحمة إذ يقول :
بات الحسينُ وصَحْبُهُ من حَوْلِهِ**ولهم دويُّ النَّحْلِ لَمَّا بَاتُوا
مِنْ رُكَّع وَسْطَ الظلامِ وسُجَّد**للهِ منهم تَكْثُرُ الدَّعَوَاتُ
وَتَرَاءَتِ الْحُورُ الحِسَانُ وَزُيِّنَتْ**لِقُدُومِهِمْ بنعيمِها الجَنَّاتُ
وَبَدَا الصَّبَاحُ وَلَمْ تَنَمْ عينٌ لهم**كلاّ وَلاَ نَابَتْهُمُ غَفَوَاتُ
فيا أخي المؤمن الموالي الحسيني
ها هو الحسين يحب الصلاة وتلاوة القرآن
وهاهم أصحابه أحيوا ليلة عاشوراء ولهم دوي كدوي النحل
بين مصل وبين قاريء للقرآن
والحسين عليه السلام يصفهم وهم بعدُ لم يقتلوا
(لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي)
فإن كنت تريد أن تكون بمنزلة هؤلاء الأصحاب
فعليك بسنة الحسين وجده وأخيه وامه وابيه
الصلاة الصلاة الصلاة
القرآن القرآن القرآن
نسألكم الدعاء
مِنْ رُكَّع وَسْطَ الظلامِ وسُجَّد**للهِ منهم تَكْثُرُ الدَّعَوَاتُ
وَتَرَاءَتِ الْحُورُ الحِسَانُ وَزُيِّنَتْ**لِقُدُومِهِمْ بنعيمِها الجَنَّاتُ
وَبَدَا الصَّبَاحُ وَلَمْ تَنَمْ عينٌ لهم**كلاّ وَلاَ نَابَتْهُمُ غَفَوَاتُ
فيا أخي المؤمن الموالي الحسيني
ها هو الحسين يحب الصلاة وتلاوة القرآن
وهاهم أصحابه أحيوا ليلة عاشوراء ولهم دوي كدوي النحل
بين مصل وبين قاريء للقرآن
والحسين عليه السلام يصفهم وهم بعدُ لم يقتلوا
(لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي)
فإن كنت تريد أن تكون بمنزلة هؤلاء الأصحاب
فعليك بسنة الحسين وجده وأخيه وامه وابيه
الصلاة الصلاة الصلاة
القرآن القرآن القرآن
نسألكم الدعاء
تعليق