بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين.
حدثت واقعة عاشوراء الاليمة تحت نظر وسمع الامام زين العابدين عليه السلام ..و قد رأى ما رأى في ذلك اليوم الدامي
وقد عاش الالم والحزن العميق ..الامام زين العابدين عليه السلام لا يتصنع الالم ولكنما الالم يتفجر في داخله , يعتصره الالم في كل لحظة لا يشرب الماء الا ويتذكر ابيه الحسين عليه السلام فتتفجر الدموع من عينه و لا يأكل الا بعد ان يبل الاكل من دموع عينه ..عاش الامام زين العابدين عليه السلام بعد ابيه ثلاثين اواربعين سنة قضاها في البكاء والنحيب على ابيه ...بل كان يذكر الناس ويفجرهم بالبكاء على ابيه الحسين عليه السلام في كل فرصة سانحة ..الامام زين العابدين عليه السلام سن سنة البكاء والعزاء الى حد اللطم على الامام الحسين عليه السلام وكذلك الائمة من لده عليهم السلام جميعا ساروا على نفس النهج
وهو نهج البكاء والعزاء على الامام الحسين عليه السلام
لكن لم نرى منهم اشارة الى الادماء والتطبير وكان بأمكانهم الاشارة الى هذا الامر ولو بايجاز ..ولو بشكل مختصر يختزل فيه المعنى ..لكن لم نرى منهم ذلك ..وهذا دليل على عدم رجحانه ولو كان راجحا لكان قد دلنا الامام زين العابدين عليه السلام عليه ..بأمكان الامام زين العابدين ان يجرح جبينه او رأسه ويخرج بعض الدم امام مجموعة من اصحابه ليشرع لذلك ويؤسس له ..بامكانه عمل ذلك و لا لوم عليه فهو ابن المقتول ظلما بأرض كربلاء بأمكانه ان يأمر احد اصحابه في يوم العاشر ان يدمي نفسه ليخرج بعض الدم امام مجموعة من الناس او مجموعة من اصحابه ..ولكنه لم يفعل ..ولم يفعل الباقر و لا الصادق و لا الكاظم و لا الرضا و لا الجواد و لا الهادي و لا العسكري ..عليهم السلام جميعا لم يفعلوا .. بامكانهم وبمقدورهم عمل ذلك ولو بشئ بسيط ولو مختصرا ..لم نرى منهم هذا الفعل كما لم نرى منهم القول في ذلك والامر به كما لم نرى منهم تقريرا في ذلك ...
ما رايناه في الائمة الطاهرين عليهم السلام بشكل واضح هو العزاء والبكاء واقامة العشرة ..لكن لا يوجد فيها الادماء او التطبير ..
ونحن نسير على منهج الائمة الطاهرين عليهم السلام فكيف نسير منهج هم لم يسيروا فيه ..ولم يؤسسوا له ..
تعليق