أسئلة عامّة حول الشعائر الحسينية من سماحة آيةالله العظمي الروحاني2
14) هل الخبر المرويّ عن الإمام الرضا (عليه السلام) : « إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا» غير نقي السند، ويمكن الاعتراض على دلالاته كما ادّعى البعض ؟
باسمه جلت اسمائه
الخبر يرويه الشيخ الصدوق (قدس سره) في الأمالي عن شيخه جعفر بن محمّد بن مسرور ، عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبدالله بن عامر ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، عن الإمام الرضا (عليه السلام) ، ولا يوجد في هذا السند مَن يتوقّف فيه سوى ابن مسرور ، والمحقّق وثاقته ; لأنّ الشيخ الصدوق (قدس سره)قد أكثر من الترحّم والترضّي عليه ، مضافاً إلى توثيقه من قِبل عدّة من المتأخّرين ، وهو كاف لإثبات الوثاقة عندنا ، كما أنّ المولى الوحيد البهبهاني (قدس سره) قد احتمل اتّحاده مع جعفر بن قولويه، وعلى فرض تماميّة هذه الدعوى ـ وليست بالبعيدة ـ فإنّه يكون فوق مستوى التوثيق .
وأمّا ما يدلّ عليه الخبر فإنّه من المضامين التي استفاضت بها الأخبار ، وبالتالي فإنّ الاعتراض عليه ممّا لا يصغى له .
15) هناك مَن يقول : « إنّ الكثير ممّا يلقى في عاشوراء قد وضع من أجل العاطفة ، حتّى وصل إلى حدّ الخرافة والتخلّف ، ونتجَ عن ذلك أن أصبح الناس يحبّون الخرافة لأجل إثارة العاطفة ، وهذا ما نلاحظه عندما تقرأ السيرة الحسينيّة بطريقة عقلائيّة لنأخذ منها العِبرة والنصيحة لتطبيقها على الواقع بعيداً عن الإيقاعات الصوتيّة للمقرئ ، فإنّ الناس لا تعدّه عزاءً لأنّه لا يثير حالة من البكاء المعهود ، وكلّ هذا بسبب سيطرة الخرافة » . وسؤالي : أين هو موقع الخرافة والتخلّف من الأحداث التي تثيرها ذكرى عاشوراء بالصورة المعهودة ؟
باسمه جلت اسمائه
إنّ المقالة المذكورة في السؤال مقالة لا يُراد بها إلاّ توهين مأساة سيّد الشهداء ( أرواحنا فداه ) ، لأنّها تسعى لتفكيك الجانب العاطفي للمأساة عن الجانب العقلي ، والحال أنّهما جانبان متلازمان ، فإنّ سيّد الشهداء (عليه السلام)قد سعى سعياً حثيثاً ـ في واقعة الطفّ ـ لتسجيل العديد من الأحداث المثيرة للعواطف من أجل أن ينفذ من خلالها إلى عقول الآخرين .
16) بعض الروائيّين يخترعون نماذج لبعض القيم النبيلة للقدوة الكاذبة ، أمّا نحن فلا نحتاج لأن نخترع نماذج للقيم النبيلة ; لأنّها موجودة لدينا ، حيث أنّ أيّام عاشوراء مليئة بالكثير منها ، ولكنّ البعض لا يتناول إلاّ القليل منها ، ممّا يدع المجال مفتوحاً للجيل الجديد لتناول قدوة كاذبة بصورة بسيطة ، فما هي الجوانب التي يجب التركيز عليها ويمكن استغلالها ؟
باسمه جلت اسمائه
نماذج القدوة النبيلة لا تنحصر بأبطال كربلاء فقط ، بل حياة أئمّتنا الأطهار (عليهم السلام) جميعاً وأصحابهم المخلصين والعلماء الأبرار مليئة بالقيم النبيلة ، وإبرازُ هذه القيم ليس هو دور المنبر الحسيني فقط ، بل هو دور الآباء والاُمّهات ، ودور المسجد والكتاب ، والمطلوب من الجميع تكثيف الجهود من أجل إشباع الحاجة الفطريّة إلى وجود القدوة .
17) هناك الكثير من الاُمور التي يمارسها عشّاق أبي عبدالله (عليه السلام) في أيّام عاشوراء ، فأين يقع دور العقل البشري ومهامه الإبداعيّة ؟
باسمه جلت اسمائه
دور العقل في هذه المرحلة أن يتّجه نحو هدفين :
الأوّل : العمل على إبقاء جذوة عاشوراء منارة إشعاع فكري متّقد في العالم ، انطلاقاً من كونها شعيرة اُمرنا بإحيائها ; لقولهم (عليهم السلام) : « أحيوا أمرنا ، رحم الله مَن أحيى أمرنا »( ) .
الثاني : الاستفادة من هذه الذكرى بما ينسجم مع الأهداف التي أعلن عنها الحسين (عليه السلام) وتطابقها مع سلوكنا العملي في حياتنا الفرديّة والاجتماعيّة .
شعيرة الجزع .
18) ما هو الجزع المطلوب على الإمام الحسين (عليه السلام)؟
باسمه جلت اسمائه
الجزع ما يقابل الصبر ، وقد نهي عنه في المصائب الواردة على الإنسان ، واستثني ذلك في عزاء سيّد الشهداء (عليه السلام) ، بل هو فيه راجح ومطلوب ، وله مصاديق كثيرة ، منها : اللطم على الوجه ، وشقّ الثوب ، وخدش الوجه وإدماؤه ، وما شاكل ذلك .
19) ضرب الرؤوس بالسيوف ، والظهور بالسلاسل ، والمشي على النار لإظهار الحزن والأسى على أبي عبدالله الحسين ( عليه وآله الصلاة والسلام ) هل هي داخلة في موضوع الجزع ؟
باسمه جلت اسمائه
ضرب الرؤوس بالسيوف ، والظهور بالسلاسل من أوضح مصاديق الجزع ، وأهمّ سبل النجاة.
20) أيّهما أفضل الصدقة على الفقراء ، أم بذل الطعام في عزاء الإمام الحسين(عليه السلام) ؟
باسمه جلت اسمائه
بما أنّ بقاء الإسلام بالثورة الحسينيّة ، وبما أنّ بقاء الثورة إنّما هو بالشعائر الحسينيّة ، فإحياء تلكم الشعائر أفضل من جميع الأعمال المستحبّة.
21) ما هي الأدلّة التي توجب استمرار البكاء على مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام)؟
باسمه جلت اسمائه
الأدلّة هي الروايات المستفيضة، بل المتواترة ، الدالّة على استحباب البكاء ، كصحيح الريّان بن شبيب، عن الرضا (عليه السلام) : « يابن شبيب ، إن كنت باكياً لشىء فابك الحسين بن عليّ (عليه السلام) ».
22) هل تستحبّ إقامة مآتم التعزية؟
باسمه جلت اسمائه
لو ادّعى أحد كون استحبابها من الضرورات المذهبيّة لم يجانب الصواب .
23) ما هي فائدة الحضور إلى مجالس العزاء التي تُعقد لأجل مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام) مع وجود مواقع كثيرة في الانترنت يمكنني الاستماع من خلالها للمجالس الحسينيّة من غير أن أتحمّل عناء الذهاب للمجالس ؟
باسمه جلت اسمائه
ليس المطلوب للشارع الأقدس هو الاستماع للمجالس الحسينيّة الشريفة فحسب ، بل الاجتماع مطلوب آخر له ، كما يدلّ على ذلك قول الإمام الرضا (عليه السلام): « مَن جلس مجلساً يُحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب».
وقوله الإمام الصادق (عليه السلام) : «إنّ تلك المجالس اُحبها ، فأحيوا أمرنا ، رحم الله مَن أحيى أمرنا».
ولا يخفى ما للاجتماع من أهمّيّة في تعظيم الشعائر الحسينيّة وتشييدها وإبراز قوّتها ، فيكون مطلوباً لأجل هذه المنافع .
24) هل يجوز التهكّم والاستهزاء بخطباء المنبر الحسيني ، والتهجّم عليهم بأنّهم يسخّفون عقول الناس ، ولا يتحدّثون إلاّ بالمنامات، والحال أنّ هذا من الكذب والافتراء عليهم ؟
باسمه جلت اسمائه
خطباء المنبر الحسيني (أعزّهم الله تعالى) يبرزون تضحيات الإمام الحسين (عليه السلام) ، ويؤيّدون الشعائر الحسينيّة المباركة، التي بها بقاء الإسلام ; ولذا فالتهكّم والاستهزاء بهم حرام بلا إشكال.
25) هل يجوز إدخال المواضيع السياسيّة في المنبر الحسيني ومواكب العزاء ؟
باسمه جلت اسمائه
الغرض الأساس للمنبر الحسيني الشريف ومواكب العزاء المعظّمة هو إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام) من خلال إثارة مظلوميّتهم ومآسيهم ، وبيان قيمهم ومبادئهم ، وعليه فإن كان الموضوع السياسي ذا أبعاد شرعيّة ودينيّة ـ وليس موضوعاً سياسيّاً محضاً ـ صحّ تناوله على ضوء الموازين الشرعيّة ، وإلاّ فلا .
الرابط:
http://ar.rohani.ir/index.aspx
تعليق