إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

رسالة التنزيه في تنقية الشعائر الحسينية من الشوائب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالة التنزيه في تنقية الشعائر الحسينية من الشوائب

    رسالة التنزيه لآية الله العظمى العلامة المحقق السيد محسن الأمين العاملي قدس سره الشريف (1284ﻫ ـ 1371ﻫ)



    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.


    دور إبليس




    فإن الله سبحانه وتعالى أوجب إنكار المُنكر بقدر الإمكان بالقلب أو اليد أو اللسان. ومن أعظم المنكرات اتخاذ البدعة سنّة والسنّة بدعة والدعاية إليها وترويجها، ولمّا كان إبليس وأعوانه إنما يضلون الناس من قبل الأمر الذي يروج عندهم، كانوا كثيراً ما يضلون أهل الدين من طريق الدين بل هذا من أضر طرق الإضلال وقلّما تكون عبادة من العبادات أو سنّة من السنن لم يُدخل فيها إبليس وأعوانه ما يفسدها. فمن ذلك إقامة شعائر الحزن على سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام التي استمرت عليها طريقة الشيعة من عصر الحسين(ع) إلىاليوم. ولما رأى إبليس وأعوانه ما فيها من المنافع والفوائد وأنه لا يمكنهم إبطالها بجميع ما عندهم من الحيل والمكائد توسلوا إلى إغواء الناس بحملهم على أن يُدخلوا فيها البدع والمنكرات وما يشينها عند الأغيار قصداً لإفساد منافعها وإبطال ثوابها فادخلوا فيها أموراًً أجمع المسلمون على تحريم أكثرها وأنها من المنكرات وبعضها من الكبائر التي هدد الله فاعلها وذمه في كتابه العزيز.




    أمورٌ منكرة




    1-


    فمنها الكذب بذكر الأمور المكذوبة المعلوم كذبها وعدم وجودها في خبر ولا نقلها في كتاب وهي تتلى على المنابر وفي المحافل بكرة وعشياً ولا من منكر ولا رادع. وسنذكر طرفاً من ذلك في كلماتنا الآتية إن شاء الله وهو من الكبائر بالاتفاق لا سيما إذا كان كذباً على الله أو رسوله أو أحد الأئمة عليهم السلام.




    2-


    ومنها إيذاء النفس وإدخال الضرر عليها بضرب الرؤوس وجرحها بالمدى والسيوف حتى يسيل دمها وكثيراً ما يؤدي ذلك إلى الإغماء بنـزف الدم الكثير وإلى المرض أو الموت وطول برء الجرح.




    وبضرب الظهور بسلاسل الحديد وغير ذلك. وتحريم ذلك ثابت بالعقل والنقل وبما هو معلوم من سهولة الشريعة وسماحتها الذي تمدّح به رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله "جئتكم بالشريعة السهلة السمحاء" من رفع الحرج والمشقة في الدين بقوله تعالى {ما جعل عليكم في الدين من حرج}.




    3-


    ومنها استعمال آلات اللهو كالطبل والزمر (الدمام) والصنوج النحاسية وغير ذلك.




    4-


    ومنها تشبّه الرجال بالنساء في وقت التمثيل.




    5-


    ومنها إركاب النساء الهوادج مكشّفات الوجوه وتشبيههن ببنات رسول الله(ص) وهو في نفسه محرم لما يتضمنه من الهتك والمثلة فضلاً عما إذا اشتمل على قبح وشناعة أخرى مثلما جرى في العام الماضي في البصرة من تشبيه امرأة خاطئة بزينب(ع) وإركابها الهودج حاسرة على ملأ من الناس.




    6-


    ومنها صياح النساء بمسمع من الرجال الأجانب ولو فرض عدم تحريمه فهو معيب شائن منافٍ للآداب والمروءة يجب تنـزيه المآتم عنه.




    7-


    ومنها الصياح والزعيق بالأصوات المنكرة القبيحة.




    8-


    ومنها كل ما يوجب الهتك والشنعة مما لا يدخل تحت الحصر ويختلف الحال فيه بالنسبة إلى الأقطار والأصقاع إلى غير ذلك.




    فإدخال هذه الأشياء في إقامة شعائر الحزن على الحسين(ع) من تسويلات إبليس ومن المنكرات التي تغضب الله ورسوله(ص) وتغضب الحسين(ع) فإنه قُتل في إحياء دين جده (ص) ورفع المنكرات فكيف يرضى بفعلها لا سيما إذا فُعلت بعنوان أنها طاعة وعبادة.




    الحملة على الإصلاح




    وقد رأينا في هذه الأيام أوراقاً مطبوعة ذكر فيها صاحبها أنه يرد على ناشئة عصرية من صفتها كذا فطائفة منها ازدلفت إلى مشاهدهم المقدسة ببقيع الفرقد فهدمتها وطائفة منهم قد تألبت لإبطال إقامة العزاء للنبي وآله وعترته أيام وفياتهم المعلومة لا سيما يوم عاشوراء.




    ثم ذكر حُسن إقامة المآتم والبكاء على الحسين (ع) بما كفيناه مؤونته في كتابنا إقناع اللائم على إقامة المآتم كما كفيناه مؤونة الأمر الثاني في كتابنا كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب وفي قصيدتنا العقود الدرية.




    وحسَّن فيها ما يفعله بعض الناس أيام عاشوراء من لبس الأكفان وكشف الرؤوس وجرحها بالمِدى والسيوف حتى تسيل منها الدماء وتلطخ بها تلك الأكفان ودق الطبول وضرب الصنوج والنفخ في البوقان (الدمام) وغير ذلك، والسير في الأزقة والأسواق والشوارع بتلك الحالة.




    وعرّض بنا وببعض فضلاء السادة في البصرة بسوء القول لنهينا عن قراءة الأحاديث المكذوبة وعن هذا الفعل الشائن للمذهب وأهله والمنفر عنه والملحق به العار عند الأغيار والذي يفتح باب القدح فيه وفي أهله ونسبتهم إلى الجهل والجنون وسخافة العقول والبعد عن محاسن الشرع الإسلامي واستحلال ما حكم الشرع والعقل بتحريمه من إيذاء النفس وإدخال الضرر عليها حتى أدى الحال إلى أن صارت صورهم الفوتوغرافية تعرض في المسارح وعلى صفحات الجرائد. وقد قال لنا أئمتنا عليهم السلام {كونوا زينا لنا ولا تكونوا شيناً علينا} وأمرونا بأن نفعل ما يقال لأجله، {رحم الله جعفر بن محمد ما أحسن ما أدب به أصحابه}. ولم ينقل عنهم أنهم رخّصوا أحداً من شيعتهم في ذلك ولا أمروهم به ولا فُعل شيء من ذلك في عصرهم لا سراً ولا جهراً.




    وقد كتب على ظهرها انها للمصلح الكبير!! فهذا هو الإصلاح الذي يوصف صاحبه بالمصلح الكبير بالحث على أمر لو فرض محالاً أنه ليس محرماً فهو مما يلصق العار بالمذهب وأهله وينفر الناس عنه ويفتح باب القدح فيه!




    أليس من الورع في الدين والاحتياط فيه التحاشي؟ أما يقتضي الإصلاح، لو كان القصد الإصلاح، تركه والتجافي عنه صيانة للمذهب وأهله من إلصاق العيب بهم والتنفير عنهم؟ فلو فرض إباحته فهو ليس من واجبات الدين التي يضر تركها.




    وكتب على ظهرها أيضاً أنها طبعت على نفقة "الجمعية الدينية في النبطية" (كذا).

  • #2
    منطق المعارضين

    وقد أفاض صاحبها في ذكر خرافات العرب قبل الإسلام مما لا مساس له بالموضوع وفي أمور أخرى كثيرة من هذا القبيل بعبارات مطولة ولسنا بصدد استقصاء جميع ما فيها مما يوجب الانتقاد لأن ذلك يطول به الكلام ولا يتعلق لنا به غرض بل نقتصر على شق الرؤوس واستعمال الطبول والزمور ونحوها ونذكر نموذجاً من كلامه في غيرها مما وقع نظرنا عليه اتفاقاً ليكون مثالاً لغيره.



    كقوله: نعم كانت حال سيدنا الحسين(ع) ومن على شاكلته من آله وصحبه، كما ذُكر، لا بغية لهم بتلك الوثبة الليثية إلا إرجاع الحق لنصابه وعود الملك لأهله والخلافة الإسلامية لسيرتها الأولى لا يتقمصها سوى قرشي جامع لشرائطها ضليع في العلم والحلم والورع والزهد والقضاء والحكم والشجاعة والبراعة فائقاً أقوى المسلمين نهضة بأعباء الطاعة وأثقال خالص العبادة ونصرة الحق وخذلان الباطل. يقول فصلاً ويحكم قسطاً ويقسم عدلاً لم يسدل بينه وبين الأمة حجاجاً ولم يقم على أبوابه حُجّاباً. مواسياً أضعف المسلمين في خشونة الملبس وجشوبة المطعم قد ثقفته الحكمة الإلهية وهذبته السنّة النبوية فلا تأخذه في الله لومة لائم ولا تقعده عن قول الحق عذلة عاذل... إلخ.




    وجاء فيها قوله: (وعلماء الأمة الغير متهمين (كذا) بمبالغة ولا تشيع). وقد تكرر منه إضافة ما فيه إلى العاري منها كقوله (واللغة الغير عربية) وقوله (الغير مشروع) وفي موضوع آخر (قال الإمام الصادق(ع) إلى أبي الصيقل) (كذا). وفي موضوع آخر (ومن نسيج هذا البكاء وعلى طرزه وشاكلته بكاء اللعين ابن سعد الخصم الألد والعدو المبين إلى آل ياسين)(كذا). وجاء فيها أيضاً: (من ذا الذي يجترئ من الأمة الإسلامية على رسول الله وعلى صحابته كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وفاطمة وعائشة وأم سلمة وابني عباس ومسعود وأضرابهم من حملة الكتاب ونقلة السنّة وخدمة العلم وأئمة المذهب فيرمي الجميع بسخطهم على الله وتبرمهم من حكمه وقضائه وامتحانه وبلائه حين يلم على سيرتهم(كذا) ويسبر صحائف تاريخهم فيراهم بأسرهم كانوا يبكون لفقد أعزائهم وأحبائهم).




    وجاء فيها ما لفظه: الحسن والقبح للأشياء وإن كانا ذاتيين لها لا بالوجوه والاعتبار على الأقوى بيد أن كونها كذلك نريد به أن الأشياء من قبيل المقتضيات للحسن والقبح نظير النار للإحراق يؤثران حيث لا مانع أما مع وجوده فلا كالصدق الذي فيه هلكة نبي والكذب الذي فيه منجاته فيبطل تأثيرها كالرطوبة في الحطب المبطلة لإحراق النار له (ولم ندرِ) ما وجه الإقوائية في كون حسن الأشياء وقبحها ذاتياً وما بالذات لا يتغير فكيف يكون الكذب المنجي للنبي حسناً والصدق المهلك له قبيحاً إذا كان قبح الكذب وحسن الصدق ذاتياً وكلامه يدل على أنه توهم أن الأفعال هي التي اقتضت قبح نفسها وحسنها وأثرت فيه)...





    أساليب السجع






    وجاء فيها (ومن فجائع الدهور وفظائع الأمور وقاصمات الظهور وموغرات الصدور ما نقله بعض جرائد بيروت في هذا العام عمن نحترم أشخاصهم من المعاصرين الوطنيين من تحبيد ترك المواكب الحسينية والاجتماعات العزائية بصورها المجسمة في النبطية وغيرها فما أدري أصدق الناقل أم كذب؟ فإن كان صدقاً فالمصيبة على الدين جسيمة عظيمة لا ينوء بها ولا ينهض بعبئها عاتق المتدينين) إلى آخر ما هنالك.





    ونقول: هذا التهويل وتكثير الأسجاع لا يفيد شيئاً ولو أضيف إليه أضعافه من قاطعات النحور ومجففات البحور ومفطرات الصخور ومبعثرات القبور ومهدمات القصور ومسقطات الطيور. بل إن من فجائع الدهور وفظائع الأمور وقاصمات الظهور وموغرات الصدور اتخاذ الطبول والزمور وشق الرؤوس على الوجه المشهور وإبراز شيعة أهل البيت واتباعهم بمظهر الوحشية والسخرية أمام الجمهور مما لا يرضى به عاقل غيور، وعد ذلك عبادة ونسبته إلى أهل البيت الطهور. والمواكب الحسينية والاجتماعات العزائية لا تحسن ولا تحل إلا بتنـزيهها عما حرمه الله تعالى وعما يشين ويعيب وينسب فاعله إلى الجهل والهمجية وقد بيّنا أن الطبل والزمر وإيذاء النفس والبروز بالهيئة المستبشعة مما حرمه الشرع ولم يرضه لأوليائه سواء وقع في النبطية أو القرشية أو مكة المكرمة.





    الخبر الضعيف والمكذوب






    وجاء فيها (قالوا إنا نجد قراء التعزية كثيراً ما يسردون على مسامع الجالسين أحاديثاً (كذا) مكذوبة) وأجاب بما لفظه: (وكثير من أساطين العلماء يعملون بضعاف الأخبار في السنن ومن المعلوم أن روايات التعزية من سنخ الرخص لا العزائم والله يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه).





    وإنا نسأله ما ربط عمل العلماء بالخبر الضعيف في السنن بأخبار التعزية التي هي أمور تاريخية لا أحكام شرعية؟ وما ربط الخبر الضعيف بالمقام؟ والقائل الموهوم إنما قال إنهم يوردون أحاديث مكذوبة ولم يقل ضعيفة الإسناد وما معنى أن روايات التعزية من سنخ الرخص لا العزائم؟ فالرخصة خاصة بالمباح والمستحب والمكروه والتعزية بالحرام والواجب فما معنى أن روايات التعزية من الرخص فهل تلك الروايات نفسها مباحة أو مكروهة أو مستحبة؟ فإن كان المراد نفس الرواية فلا تتصف بشيء من ذلك وإن كان المراد نقلها فأي معنى لكون نقلها محرماً وإن كان المراد مضمونها فهو قصة تاريخية لا تتصف برخصة ولا عزيمة ولو فرض أن مضمونها حكم شرعي فلا بد أن يكون أحد الأحكام الخمسة التكليفية فكيف جعل رخصة فقط.




    وقوله: إن الله يحب أن يخفف على عبده بترك المستحب مثلاً كما يحب أن يلتزم بفعل الواجب وترك المحرم فما ربط ذلك بإيراد الرواية المكذوبة في التعزية.





    اللحن في اللغة العربية






    وجاء فيها: قالوا: وجلهم، أي قراء التعزية، يتلو الحديث ملحوناً(وأجاب) بما ملخصه على طوله أن المستمعين أمم عديدة ألسنتها شتى منهم عربي وفارسي وتركي وهندي وإلخ ومنهم عوام فينقل لهم معنى الأحاديث بألفاظهم العامية، إلى أن قال وأي حاجة ماسة للعربية الفصحى في قراءة التعزية على أمة أمية كمعدان العراق وقروية الشام وسكان بادية نجد والحجاز واليمن المصطلحين فيما بينهم على وضع ألفاظ معلومة؟





    وأنت ترى أن الجواب غير منطبق على هذا المقال الموهوم فالقائل يقول الأحسن رفع اللحن من قراءة التعزية وهو يقول في جوابه إن المستمعين منهم عربي وفارسي وتركي وهندي فما ربط الفارسي والتركي والهندي والجاوي بالمقام فلم يقل القائل إنه لا ينبغي قراءة التعزية بالتركية للأتراك وبالفارسية للفرس وبالهندية للهنود بل يقول ينبغي لقراء التعزية بالعربية للعرب عدم اللحن ولم يقل إنه لا ينبغي أن يقرأ الحديث بالمعنى حتى يجيبه بأن منهم عواماً فينقل لهم الحديث بالمعنى بألفاظهم العامية على أن ذلك أمر غير واقع فليس في قراء التعزية من يقرأ بالألفاظ العامية بل كلهم يقرؤون بالعربية الفصحى ولكن مع اللحن من البعض والقائل لم يأبَ عن قراءة التعزية بالألفاظ العامية كالنعي المتعارف بل يقول إذا قرىء الشعر لا يحسن أن يكون ملحوناً وإذا نقل حديث أو خطبة ينبغي أن لا يكون فيه لحن. والقائل يقول لا ينبغي اللحن في قراءة التعزية وهو يقول في جوابه لا يلزم قراءتها بالعربية الفصحى ولو فرضنا أنه أراد من العربية الفصحى عدم اللحن فيقال له إذاً أي حاجة إلى ترك اللحن في جميع الكلام ولماذا وضع النحو وكتب العربية؟ وهل قراءة الفاعل مخفوضاً والمفعول مرفوعاً تزيد في فهم المعاني لمعدان العراق وقروية الشام وسكان بادية نجد واليمن والنازلين بأرياف مصر والحالين في نواحي حضرموت والمتبوئين صحراء أفريقيا وبلاد المغرب؟ وما الذي يضره من عدم اللحن في قراءة التعزية وما القارئ إلا خطيب؟ وما الذي يدعوه إلى كل هذه المدافعة عن اللحن في القراءة؟ أهو حب الإصلاح أم أمر آخر؟ وهل إذا تلونا الحديث والشعر بدون لحن فاستجلبنا به قلب ذي المعرفة ولم ننفره بسماع الغلط وصنّا الحديث عن اللحن والغلط وعن الخطأ في فهم المعنى بسبب اللحن ولم نجعل تفاوتاً على غير ذي المعرفة الذي لا يضره رفع الفاعل ولا يزيد في فهمه خفضه يكون عملنا هذا مضراً وعكسه نافعاً والمستمعون كما يوجد فيهم المعدان يوجد فيهم أهل العلم والمعرفة؟





    اختلاق الأخبار






    قال: وممن طعن على القراء للتعزية بعض المعاصرين زعم أن الكثير منهم بين مخلق (كذا) للأخبار وبين ماسخ لها وعنده هذا الطعن عليه(انتهى).





    ومراده كاتب هذه السطور الذي بعدما ذكر في مقدمة المجالس السنية حسن إقامة العزاء والبكاء على سيد الشهداء واستدل عليها بأوضح الأدلة وامتنها قال ما لفظه: هذا ولكن كثيراً من الذاكرين لمصابهم(ع) قد اختلقوا أحاديث في المصائب وغيرها لم يذكرها مؤرخ ولا مؤلف ومسخوا بعض الأحاديث الصحيحة وزادوا ونقصّوا فيها لما يرونه من تأثيرها في نفوس المستعمين الجاهلين بصحة الأخبار وسقمها إلى آخر ما ذكرناه. والمجالس السنية إنما ألفناها لتهذيب قراءة التعزية وإصلاحها من العيوب الشائنة والمحرمات الموبقة من الكذب وغيره وانتقاء الأحاديث الصحيحة الجامعة لكل فائدة فقام هذا الرجل يرمينا بأن هذا الطعن علينا بأننا نختلق الأحاديث ونمسخها وجاء بعبارته هذه التي جمجم فيها وبترها وأبت نفسه إلا أن يذكرها والله تعالى يعلم وعباده يعلمون وهو نفسه يعلم أننا لسنا كذلك وأننا نسعى جهدنا ونصرف نفيس أوقاتنا وعزيز اموالنا في تأليف الكتب وطبعها ونشرها لا نستجدي أحداً ولا نطلب معونة مخلوق قصداً لتهذيب الأحاديث التي تقرأ في إقامة العزاء من كل كذب وعيب وشين ليكون الذاكرون من الخطباء الذين تستجلب قراءتهم الأنظار وتستهوي إليها الأفئدة والأسماع وتستميل الطباع وليكون أثرهم في النفوس بقدر ميلها إليها ولتكون مفخراً للشيعة لا عاراً عليهم ولتكون قراءتهم عبادة خالصة من شوب الكذب الموجب لانقلابها معصية فإن إقامة شعائر الحزن بذكر صفات الحسين(ع) ومناقبه ومآثره ووصف شجاعته وإبائه للضيم وفظاعة ما جرى عليه وذكر المواعظ والخطب والآداب ومستحسن أخبار السلف وغير ذلك والتخلص إلى فاجعة كربلاء على النهج المألوف مع تهذيبها عن المنافيات والمنكرات من أنفع المدارس وأقوى أسباب التبشير بالدين الإسلامي وطريقة أهل البيت عليهم السلام وجلب القلوب إلى حبهم والسير على طريقتهم والاتصاف بكريم صفاتهم. كما أن إقامتها على غير هذه الطريقة من أقوى أسباب التنفير عن دين الإسلام وطريقة أهل البيت عليهم السلام يعرف ذلك كل منصف ونحن نذكر لك واقعة واحدة تكون نموذجاً لما نقوله وهي أنه اتفق وجودنا في مدينة بعلبك في وفاة بعض أجلاء السادة من آل مرتضى فقرأ رجل من قراء التعزية الذين عودناهم على عدم اللحن في القراءة خطبة من النهج في صفة الأموات، وكان بعض عرفاء المسيحيين حاضراً فقال لجلسائه "إنني لم اعجب من بلاغة هذا الكلام الذي هو غاية في البلاغة ولا من جري القارىء في قراءته كالسيل ولا من مضامين هذا الكلام الفائقة وإن كان ذلك كله موضع العجب وإنما عجبت من عدم لحن هذا القارئ فيما قرأه على طوله".





    أخبار مختلقة






    يقول: إنا نزعم أن الكثير منهم بين مختلق للأخبار ثم يشتمنا بهذا القول!! وما ندري ما الذي يزعمه هو؟ أيزعم انهم كلهم ليسوا كذلك؟! كيف وغالبهم عوام يخلطون الحابل بالنابل؟ ولا ننكر أن فيهم الفضلاء الكاملين الذين يفتخر بأمثالهم وقليل ما هم ولكن الكثير منهم ليسوا كذلك كما هو مشاهد بالعيان، ويجهل أو يتجاهل قراءتهم حديث "أين ضلت راحلتك يا حسان" الذي اختلقه بعض آل قفطان على سطح مسجد الكوفة، كما هو مشهور عند فضلاء النجف وغيرهم. أو حديث "خرجت أتفقد هذه التلاع مخافة أن تكون مظناً لهجوم الخيل على مخيمنا يوم يحملون وتحملون" وإلا فليدلنا في أي كتاب هذا الحديث؟ وأي رواية جاءت به ضعيفة أو صحيحة؟ أم حديث "أن البرد لا يزلزل الجبل الأصم ولفحة الهجير لا تجفف البحر الخضم" أو حديث "قول شمر للحسين(ع) بعدك حياً يا ابن الخارجي" أو حديث "أي جرح تشده لك زينب". أو حديث "مخاطبة زينب للعباس لدفن أبيه مع بني أسد". أو حديث "درة الصدف التي حاربت مع الحسين(ع)". أو حديث "مجيء الطيور التي تمرغت بدم الحسين (ع) وذهبت إلى المدينة ومعرفة فاطمة الصغرى بقتل أبيها من تلك الطيور". أو غير هذه من الأحاديث الكثيرة التي تُقرأ على المنابر وهي من الكذب الصراح والتي يطول الكلام بالإشارة إليها في هذه العجالة. أم يزعم أن قراءة الأحاديث المختلقة خير من قراءة الأحاديث الصحيحة المروية قصداً للإصلاح؟!!





    وحاصل مقصود هذا المصلح الكبير أن لا ينبّه أحداً من قراء التعزية على ترك قراءة الأحاديث المكذوبة ولا على ترك اللحن ولا على قراءة بعض ما ينفر السامعين بل يريد أن تبقى الأحاديث ممزوجاً صحيحها بسقيمها وغثّها بسمينها وصدقها بكذبها وخطأها بصوابها وقشرها بلبابها ولحنها بإعرابها، فحبذا هذا الإصلاح!! وما ندري ما الذي يسوءه من حمل القراء على قراءة الأحاديث الصحيحة؟ وما الذي يعجبه من قراءة الأحاديث المكذوبة والملحونة وليس هو بقارئ تعزيه ولا أقامه القراء محامياً ووكيلاً عنهم؟


    تعليق


    • #3
      لبس الأكفان وشق الرؤوس
      ومما قاله في تحسين لبس الأكفان وكشف الرؤوس وشقها بالمدى والسيوف يوم عاشوراء: ما الذي نقموه على هذه الفئة وسفهوا لأجله أحلامها وأخرجوها به من دائرة الإنسانية؟ ألبسها لبس الموتى: فهذا عمل غير معيب عقلاً وهو مشروع ديناً في إحرام الحج ومندوب في كل آن تذكرة للآخرة وتأهباً للموت، وكفى به واعظاً ومن الغرور بالدنيا محذراً ومنذراً أم كشفها عن رؤوسها وهذا أيضاً مستحسن طباً مشروع بالإحرام ديناً أم بضعها رؤوسها بآلة جارحة وهذا أيضاً مسنون شرعاً إذ هو ضرب من الحجامة والحجامة تلحقها الأحكام الخمسة التكليفية مباحة بالأصل والراجح منها مستحب والمرجوح مكروه والمضر محرم والحافظ للصحة واجب فقد تمس الحاجة إلى عملية جراحية تفضي إلى بتر عضو أو اعضاء رئيسية حفظاً لبقية البدن وسداً لرمق الحياة الدنيوية والحياة الدنيا بأسرها وشيكة الزوال والاضمحلال؟ أتباح هذه الجراحة الخطرة لفائدة ما دنيوية ولا تباح جراحة ما في إهاب الرأس لأعظمها فائدة وأجلها سعادة أخروية وحياة أبدية وفوز بمرافقة الأبرار في جنة الخلد؟ (انتهى).
      قوله:الحجامة مباحة بالأصل، بل هي محرمة بالأصل لأنها ضرر وإيذاء للنفس ولا تحل إلا مع الضرورة لدفع مرض أو ألم أعظم منها وإلا كانت كفعل حجام سابط الذي ضرب به المثل فقيل: "أفرغ من حجّام ساباط"، وكان إذا لم يجد من يحجمه حجم زوجته وأولاده.
      قوله: والمرجوح مكروه، فيه أنه يشمل المكروه والحرام ولم يبين متى يكون مرجوحاً. قوله: والراجح مستحب، فيه أنه يشمل الواجب والمستحب. قوله: والحافظ للصحة واجب، فيه أنه لا يجب دائماً فمع الخوف على النفس يجب وبدونه يستحب. وحيث جعل شق الرؤوس نوعاً من الحجامة فهو إما واجب وذلك حينما يخشى الضارب على نفسه الهلاك لو لم يضرب نفسه بأن يخبره الطبيب الحاذق أن في رأسه مرضاً مهلكاً لا يشفيه إلا جرح رأسه وشقه، أو مستحب بأن يكون الضارب محموماً حمى شديدة ويخبره الطبيب الحاذق أن دواءه في شق رأسه وإخراج الدم منه ويشترط في هذين عدم التعرض للشمس وشدة الحركة الذي قد يوجب شدّة مرضه أو هلاكه. وإمّا محرم وذلك حيث يكون إيذاءً صرفاً وضرراً بحتاً.
      وحيث إن الذين يضربون رؤوسهم وليس في رؤوسهم داء ولا في أبدانهم حمى فانحصر فعلهم في الحرام. وإذا كان محرماً لم يكن مقرباً إلى الله ولا موجباً لثوابه بل موجباً لعقابه ومغضباً لله ولرسوله (ص) وللحسين(ع) الذي قتل لإحياء شرع جده(ص). قوله: قد تمس الحاجة إلى عملية جراحية إلخ...، فيه أن العملية الجراحية المفضية إلى بتر العضو أو الأعضاء تباح بل تجب لأنها مقدمة لحفظ النفس الواجب وتباح لأجل الضرورة فإن الضرورات تبيح المحظورات فيقدم الأهم وهو حفظ النفس على المهم وهو عدم الإيذاء والإضرار ويرتكب أخف الضررين ولكن الحرام لا يباح لإدراك المستحب فالاستحباب لا يعارض الحرمة ولا يطاع الله من حيث يعصى ولا يتقبل الله إلا من المتقين. ومن ذلك تعلم أن قوله: أتباح هذه الجراحة الخطرة لفائدة ما دنيوية ولا تباح جراحة ما في إهاب الرأس لأعظمها فائدة وأجلها سعادة أخروية؟! كلام شعري فإن الفائدة الأخروية وهي الثواب لا تترتب على فعل المحرم فلا يكون في هذا الفعل إلا الضرر الدنيوي والأخروي.
      وما أشبه هذا الكلام الشعري بما يحكى أن رجلاً صوفياً سرق تفاحة وتصدق بها فسأله الصادق(ع) عن سبب فعله ذلك فقال إنّه لما سرقها كتبت عليه سيئة فلما تصدق بها كتبت له عشر حسنات لأن من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وما جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها فإذا أسقطنا سيئة من عشر حسنات بقي تسع حسنات فقال له الصادق (ع) إن هذا جهل؛ أوما سمعت قوله تعالى{إنما يتقبل الله من المتقين} إنك لما سرقت التفاحة كتبت عليك سيئة فلما تصدقت بها كتبت عليك سيئة أخرى لأنك تصدقت بغير مالك أو ما هذا معناه.

      التكليف والجعل


      ثم قال: لا يقال إن السعادة والفوز غداً لا يترتبان على عمل ضرري غير مجعول في دين الله لأنا نقول أولاً الغير مشروع (كذا) في الإسلام من الأمور الضررية هو ما خرج عن وسع المكلف ونطاق طاقته لقبح التكليف حينئذ بغير مقدور أما ما كان مقدوراً فلم يقم برهان عقلي ولا نقلي على منع جعله وكونه شاقاً ومؤذياً لا ينهض دليلاً على عدم جعله إذ التكاليف كلها مشتقة من الكلفة وهي المشقة وبعضها أشد من بعض وأفضلها أحمزها وعلى قدر نشاط المرء يكون تكليفه وبزنة رياضة المرء نفسه وقوة صبره وعظمة معرفته يكلف بالأشق فالأشق زيادة للأجر وعلواً للرتبة ومزيداً للكرامة ومن ها هنا كانت تكاليف الأنبياء أشق من غيرها ثم الأوصياء ثم الأمثل فالأمثل. وفي الخبر أن عظيم البلاء يكافئه عظيم الجزاء. وفي آخر أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأوصياء ثم الأمثل فالأمثل من المؤمنين وعباد الله الصالحين، وهكذا إلى الطبقة السفلى وهي طبقة المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلاً، فهم أخف تكليفاً من سائر الطبقات، أنتهى.
      قوله: لا يترتبان على عمل ضروري غير مجعول في دين الله، فيه أن الجعل للأحكام لا للأعمال فيقال هذا الحكم مجعول في دين الله أو غير مجعول في دين الله أو غير مجعول ولا معنى لقولنا هذا العمل مجعول في دين الله أو غير مجعول بل يقال جائز أو غير جائز أو نحو ذلك. قوله: لأنا نقول أولاً الغير مشروع(كذا) في الإسلام إلخ...، فيه( أولاً) أن قوله الغير مشروع لحن غير مسموع تكرر وقوعه منه كما نبهنا عليه إذ لا يجوز دخول أل على المضاف إلا إذا دخلت على المضاف إليه كالجعد الشعر، (ثانياً) أنه ذكر أولاً ولم يذكر ثانياً. قوله: أما ما كان مقدوراً لم يقم برهان عقلي ولا نقلي على منع جعله فيه (أولاً) أن الكلام في العمل الذي فيه ضرر كما صرح به في قوله لا يترتبان على عمل ضرري والجعل للحكم لا للعمل كما مر فكأنه اشتبه عليه ما سمعه من أن الله لم يجعل حكماً ضررياً بمقتضى قوله (ص) "لا ضرر ولا ضرار" وما يريد أن يثبته من أن الله يجوز أن يكلف بما فيه ضرر كشف الرؤوس فخلط أحدهما بالاخر، (ثانيا) قوله: لم يقم برهان عقلي ولا نقلي على منع جعله إن أراد به أنه لم يقم برهان على جواز أن يكلف الله بما فيه ضرر فأين قول الفقهاء دفع الضرر المظنون واجب؟ وأين اكتفاؤهم باحتمال الضرر الموجب لصدق خوف الضرر في إسقاط التكليف؟ وأين قولهم بوجوب الإفطار لخائف الضرر من الصوم وببطلان غسل من يخاف الضرر من الصوم وببطلان غسل من يخاف الضرر لحرمة الغسل واقتضاء النهي الفساد في العبادة ووجوب التيمم حينئذ؟ وأين قولهم بوجوب الصيام وإتمام الصلاة على المسافر الذي يخاف الضرر على نفسه بالسفر لكون سفره معصية وقولهم بسقوط الحج عمن يكون عليه عسر وحرج في الركوب والسفر أو يخاف الضرر بسفره إلى غير ذلك من الأحكام المنتشرة في أبواب الفقه.
      قوله: وكونه شاقاً ومؤذياً لا ينهض دليلاً على عدم جعله، فيه أنه أعاد لفظ الجعل وقد عرفت أنه ليس له هنا محل وجمع بين الشاق والمؤذي وهما غيران حكماً وموضوعاً فالمؤذي وهو الضار يحرم فعله ولم يكلف الله به والشاق الذي فيه عسر وحرج لم يكلف الله به لقوله تعالى {ما جعل عليكم في الدين من حرج} إلا في موارد مخصوصة لكن ربما يجوز فعله إذا لم يكن مضراً.
      ومن الطريف قوله: التكاليف كلها مشتقة من الكلفة فإن الكلفة إذا بلغت حد العسر أسقطت التكليف كما عرفت، وإذا بلغت إلى حد الضرر أوجبت حرمة الفعل. وأفضل الأعمال أحمزها إذا لم تصل إلى حد الضرر وإلا حرمت فضلاً عن أن تكون أفضل أو غير أفضل. قوله على قدر نشاط المرء يكون تكليفه... إلخ، فيه أن تكاليف الله لعباده واحدة لا تتفاوت بالنشاط والكسل وقوة الصبر وعظمة المعرفة فالواجبات يكلف بها الجميع لا يسقط واجب عن أحد بكسله وضعف صبره وحقارة معرفته، ولا يباح محرم لأحد بشيء من ذلك ولا يجب مباح ولا يحرم على أحد بقوة صبره ونشاطه وعظمة معرفته، وكذا المستحبات والمكروهات. نعم الكسلان كثيراً ما يترك المستحب وقليل الصبر كثيراً ما يفعل المكروه والتكليف في الكل واحد وليس في الشريعة تكليف لشخص بغير الشاق ولآخر بالشاق ولشخص بالشاق ولآخر بالأشق بحسب تفاوت درجاتهم ومراتبهم في النشاط والرياضة والصبر والمعرفة ومن هنا تعلم فساد قوله: ومن هنا كانت تكاليف الأنبياء أشق من غيرها ثم الأوصياء ثم الأمثل فالأمثل. نعم كلف نبينا(ص) دون غيره بأشياء خاصة مثل صلاة الليل فكانت واجبة عليه كما أبيح له أشياء خاصة دون غيره منها الزيادة على أربع أزواج وباقي التكاليف يتساوى فيها مع غيره وأين هذا مما نحن فيه.


      البلاء والجزاء


      قوله: وفي الخبر أن عظيم البلاء يكافئه عظيم الجزاء، هذا أجنبي عن المقام إذ المراد بالبلاء هو المصائب الدنيوية من موت الأولاد وذهاب الأموال والقتل وتسلط الظالم وأمثال ذلك وأي ربط لهذا بما نحن فيه من التكليف بالشاق أو ما فيه ضرر؟ وهكذا خبر أن أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأوصياء ثم الأمثل فالأمثل، ليس معناه أشد الناس تكليفاً بل المراد بذلك المصائب والبلايا الدنيوية التي تصدر عليهم كما صدر على النبي(ص) وأهل بيته عليهم السلام وأوليائهم. وفي أي لغة يصح تفسير البلاء بالتكليف, وهل الذين يشقون رؤوسهم من أمثل الطبقات حتى كلفوا بذلك والعلماء وخيار المؤمنين ليسوا كذلك فلم يكلفوا به ولم يفعلوه.
      وأما المستضعفون فهم القاصرون في الإدراك الذين رفع الله عنهم بعض التكاليف التي لا يمكنهم معرفتها لقصور إدراكهم كما رفع التكاليف عن المجانين لحكم العقل بقبح تكليف الجميع فأين هذا مما نحن فيه؟


      المشقة وحرمة الفعل


      قال: ولو كان الشاق وإن دخل تحت القدرة والطوق غير مشروع ما فعلته الأنبياء والأولياء، ألم يقم النبي(ص) للصلاة حتى تورمت قدماه؟ ألم يضع حجر المجاعة على بطنه مع اقتداره على الشبع؟ ألم يحج الأئمة مشاة حتى تورمت أقدامهم مع تمكنهم من الركوب؟ ألم يتخذ علي بن الحسين البكاء على أبيه دأباً والامتناع من تناول الطعام والشراب حتى يمزجهما بدموعه ويغمى عليه في كل يوم مرة أو مرتين؟ أيجوز للنبي وآله(ص) إدخال المشقة على أنفسهم طمعاً بمزيد الثواب ولا يجوز لغيرهم؟ أيباح لزين العابدين أن ينـزل بنفسه ما ينـزله من الآلام تأثراً وانفعالاً من مصيبة أبيه ولا يباح لوليه أن يؤلم نفسه لمصيبة إمامه؟ أينفض العباس الماء من يده وهو على ما هو عليه من شدة الظمأ تأسياً بعطش أخيه ولا نقتصّ أثره؟ أيقرّح الرضا(ع) جفون عينيه من البكاء والعين أعظم جارحة نفيسة ولا نتأسى به فنقرح على الأقل صدورنا ونجرح بعض رؤوسنا؟ أتبكي السماء المهراق من جميع أعضائه وجوارحه؟ ولعل الإذن من الله لسمائه وأرضه أن ينـزف (كذا) على الحسين ما تشعر بترخيص الإنسان الشاعر لتلك المصيبة الراتبة أن ينـزف من دمه ما استطاع نزفه إجلالاً وإعظاماً. وهب أنه لا دليل على الندب فلا دليل على الحرمة مع أن الشيعي الجارح نفسه لا يعتقد بذلك الضرر ومن كان بهذه المثابة لا يلزم بالمنع من الجرح وإن حصل له منه الضرر اتفاقاً(انتهى).
      وقد عرفت أن المشقة إذا وصلت إلى حد العسر والحرج أوجبت رفع التكليف بالإجماع . قال تعالى {ما جعل عليكم في الدين من حرج} ولم توجب تحريم الفعل وإذا وصلت إلى حد الضرر أوجبت رفع التكليف وحرمة الفعل أما استشهاده بقيام النبي(ص) للصلاة حتى تورمت قدماه فإن صحّ فلا بد أن يكون من باب الاتفاق أي ترتب الورم على القيام اتفاقاً ولم يكن النبي(ص) يعلم بترتبه وإلا لم يجز القيام المعلوم أو المظنون أنه يؤدي إلى ذلك لأنه ضرر يرفع التكليف ويوجب حرمة الفعل المؤدي إليه وإلا فأن ما اتفق عليه الفقهاء من أنه إذا خاف المكلف حصول الخشونة في الجلد وتشققه من استعمال الماء في الوضوء انتقل فرضه إلى التيمم ولم يجز له الوضوء مع أنه أقل ضرراً وإيذاء من شق الرؤوس بالمدى والسيوف إلى غير ذلك. واما وضعه (ص) حجر المجاعة على بطنه مع اقتدار على الشبع فلو صحّ لحمل على صورة عدم خوف الضرر الموجب لحرمة ذلك لكن من أين ثبت أنه (ص) كان يتحمل الجوع المفرط الموجب لخوف الضرر اختياراً مع القدرة على الشبع، وكذا استشهاده بحج الأئمة عليهم السلام مشاة هو من هذا القبيل. أما بكاء علي بن الحسين(ع) على أبيه المؤدي إلى الإغماء وامتناعه عن الطعام والشراب فإن صح فهو أجنبي عن المقام فإن هذه أمور قهرية لا يتعلق بها تكليف وما كان منها اختيارياً فحاله حال ما مر. وأما نفض العباس الماء من يده تأسياً بعطش أخيه فلو صح لم يكن حجة لعدم العصمة وأما استشهاده بتقريح الرضا(ع) جفون عينيه من البكاء فإن صح فلا بد أن يكون حصل ذلك قهراًً واضطراراً لا قصداً واختياراً وإلا لحرم.
      ومن يعلم أو يظن أن البكاء يقرح عينيه فلا يجوز له البكاء إن قدر على تركه لوجوب دفع الضرر بالإجماع وحكم العقل. أما قوله أتبكي السماء... إلخ فكلام شعري صرف لا يكون دليلاً ولا مؤيداً لحكم شرعي. أما قوله: وهب أنه لا دليل على الندب فلا دليل على الحرمة، فطريف لأن الأصل في المؤذي والمضر الحرمة. ودفع الضرر واجب عقلاً ونقلاً. ومثله قوله: مع أن الشيعي الجارح لا يعتقد بذلك الضرر فإن الجرح نفسه ضرر وإيذاء محرم ولا يحتاج إلى اعتقاد أنه يترتب عليه ضرر أولاً وذلك لا يتفاوت فيه الشيعي وغيره فالكل ذو لحم ودم لا دخل فيه للمذهب.
      ثم نقول عطفاً على قوله: أيقرح الرضا جفون عينيه ولا نتأسى به فنقرح على الأقل صدورنا ونجرح بعض رؤوسنا: إنا لم نركم جرحتم مرة بعض رؤوسكم ولا كلها ولا قرحتم صدوركم من اللطم ولا فعل ذلك أحد من العلماء وإنما يفعله العوام والجهلة. {أتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم}. {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}.
      ونقول عطفاً على قوله: أتبكي السماء والأرض بالحمرة والدم ولا يبكي الشيعي بالدم المهراق من جميع أعضائه: إننا ما رأيناكم أهرقتم دماً طول عمركم للحزن من بعض أعضائكم ولا من جميعها فلماذا تركتم هذا المستحب المؤكد تركاً أبدياً وهجرتموه هجراً سرمدياً ولم يفعله أحد من العلماء في عمره بجرح صغير كبضعة الحجام ولماذا لم يلبسوا الأكفان ويحملوا الطبول والأبواق وتركوا هذه المستحبات تفوز بها العوام والجهلة دونهم؟!.


      العلماء والناس


      قال: ولعل إمساك النكير من علماء الشيعة عن هذه الفئة التي شعار حزنها على الإمام الشهيد بتبضيع رؤوسها وإهراق دمائها إما لأنهم يرون أعمالها مستحبة تعظيماً لشعائر الدين الذي هو من تقوى القلوب؟
      ونقول لو كان الأمر كذلك لكان ينبغي للعلماء أن يبادروا إلى هذا الفعل ويكونوا هم المبتدئين به فيدقوا الطبول ويضربوا بالصنوج وينفخوا في الأبواق ويخرجوا حاسرين لابسي الأكفان ضاربين رؤوسهم وجباههم بالسيوف أمام الناس لتقتدي بهم كما اقتدت بهم في نصب مجالس العزاء وغيرها فهم أحق الناس بتعظيم شعائر الدين لو كان هذا منها وإذا لم يفعل الجميع ذلك فعلى الأقل واحد أو أثنان أو ثلاثة من العلماء مع أنهم يعدون بالألوف.
      ولم تكن هذه الأعمال معروفة في جبل عامل ولا نُقِلَ أن أحداً فعلها وإنما أحدثها فيه في هذا العصر بعض عوام الغرباء وساعد على ترويجها بعض من يرتزق بها ولم ينقل عن أحد من علماء جبل عامل أنه اذن فيها أو أمر بها في عصر من الأعصار حتى في الأعصار التي كان جبل عامل يتمتع فيها بحريته التامة في عهد أمرائه من الشيعة الذين كان لهم فيه الحول والطول من آل علي الصغير والصعبية والمناكرة كعصر الأمير العظيم الشيخ ناصيف النصار شيخ مشائخ جبل عامل والأمير الشيخ عباس صاحب صور وحمد البك والشيخ علي الفارس وعلي بك الأسعد وتامر بك وغيرهم رحمهم الله تعالى أجمعين، مع كثرة العلماء في عصرهم وشدة إطاعتهم لأوامرهم ولا في عصر أحد من علمائنا المتأخرين المعاصرين كالشيخ عبد الله نعمة والشيخ محمد علي عز الدين والسيد حسن إبراهيم والشيخ موسى شرارة الذي بذل جهده في نشر إقامة شعائر العزاء وأدخل فيها كثيراً من الإصلاح، والسيد علي محمد والسيد محمد محمود والسيد حسن يوسف وغيرهم من علماء جبل عامل الأعلام قدس الله أرواحهم. بل لم ينقل ناقل أن احداً فعلها من عوام الشيعة ولا أن أحداً أجازها من علمائهم في الأعصار التي كانت ملوك البلاد الإسلامية فيها كلها شيعة وذلك في العصر البويهي الذي كان ملك فارس والعراق وغيرها فيه لآل بويه ولم يكن لخلفاء بني العباس معهم إلا الإسم، وملك الشامات والجزيرة لبني حمدان وملك مصر وأفريقيا والمغرب للفاطميين وكان في عصرهم من أجلاء علماء الشيعة وعظمائهم أمثال الشيخ المفيد والشريفين المرتضى والرضي مع ما كان عليه بنو بويه من التشدد في نشر إقامة العزاء حتى كانت في زمانهم تعطل الأسواق في بغداد يوم عاشوراء وتقام مراسم العزاء فيها وفي الطرقات ولم ينقل أحد أنه وقع في زمانهم شيء من جرح الرؤوس بالسيوف والمدى.


      تقويل العلماء


      قال: على أن جل أساطين علمائنا المتأخرين كشيخ الطائفة الشيخ جعفر في "كشف الغطاء" والميرزا القمي في "جامع الشتات" والحجة الكبرى الشيخ مرتضى الأنصاري في رسالته "سرور العباد" والفقيه المتبحر الشيخ زين العابدين الحائري في "ذخيرة المعاد" والعالم الناسك المتورع الشيخ خضر شلال في كتابه "الجنان" وحجة الإسلام الميرزا حسين النائيني في أجوبته لأهل البصرة وجميع علمائنا المعاصرين.
      وقد جاءت أن في عبارته بدون خبر كما سمعت. أما نسبة ذلك إلى شيخ الطائفة في "كشف الغطاء" فنسبة باطلة فإنه لم يذكر جرح الرؤوس وظاهرة الاستشكال في غيره بل في مطلق الشبيه.
      وأما نسبة ذلك إلى الميرزا القمي في "جامع الشتات" فنسبة باطلة أيضاً فإن الذي في الكتاب المذكور في باب المتفرقات مخصوص بالتشبه بصورة الإمام(ع) وأعداء أهل البيت ولبس الرجال لباس نساء أهل البيت أو غيرهن وليس فيه ذكر جرح الرؤوس ودق الطبول وضرب الطوس ونفخ البوقات.
      هذا ما أردنا إثباته في هذه العجالة والله ولي التوفيق وله الحمد والمنة. وتم تسويدها بمدينة بيروت في الثامن عشر من المحرم سنة 1346هـ على يد مؤلفها الفقير إلى عفو ربه الغني محسن الأمين الحسيني العالمي غفر الله له ولوالديه والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.

      تعليق


      • #4
        ماشاء الله السيد محسن الأمين رحمة الله صار مرجع

        تعليق


        • #5
          اللهم صل على محمد وآل محمد

          بغضّ النظر عن قبول الموضوع وعدمه
          لا ادري هل جعل الحق لبعض النكرات من هنا وهناك أن يكونوا من مراجع الفتيا ومن اهل الخبرة يعطون هذا صك المرجعية ويسلبونه من ذاك بناءا على اهوائم السقيمة وآرائهم العقيمة


          السيد محسن الأمين العاملي
          1284ــ 1371هـ / 1865ــ 1952م

          كان الأمين من دعاة التقريب الفقهي
          ولذلك كان من منظّري التقريب
          وكان حربًا على الخرافات والبدع


          رجلٌ حمل همّ التخلّف الحضاري والتمزّق الاجتماعي للأمة فعاش لهذا الهمّ، ولذلك كان تقريبياً.

          لقد كان السيد محسن الأمين "من المراجع التي انتظمت وساهمت في رسم معالم مدرسة فكرية من مدارس عصر التجديد والنهضة في تاريخ العرب والمسلمين. هذه المدرسة نقرأ تجلياتها في مركزين إسلاميين كبيرين هما الأزهر والنجف. في الأزهر نقرأ تجلياتها مع الشيخ "محمد عبده" ومدرسته الإصلاحية الكبرى، وفي النجف مع سلسلة من الفقهاء، الذين نتعرف على أسمائهم في زمن انتفاضة التنباك والثورة الدستورية في إيران، ثم الانتفاضة الشعبية في العراق أمثال حسن الشيرازي، وكاظم الخراساني، وحسين النائيني، وآخرين.

          والسيد الأمين علم من أعلام هذه المدرسة التي ربطت عملية الاجتهاد بالإصلاح ورأت الاجتهاد الموصل إلى الإصلاح حالة من حالات الجهاد والفريضة.

          هاجر سنة 1319هـ إلى دمشق بعد أن أتمّ دراسته في النجف الأشرف، وسكن في أحد أحيائها، وراح يتلفت إلى ما حوله، فراعه ما رأى من جهل وفقر ونزاع وعادات سيئة، ورأى أن علّة العلل في هذا الوضع المتردي تكمن في:

          (1ـ الأمية والجهل المطبق فقد وجدنا معظم الأطفال يبقون أميين بدون تعليم، وبعضهم يتعلمون القراءة والكتابة في بعض الكتاتيب على الطراز القديم.

          2ــ وجدنا إخواننا في دمشق متشاكسين منقسمين إلى حزبين بل إلى أحزاب وقد أخذت منهم هذه الحزبية مأخذها.

          3ــ مجالس العزاء وما يتلى فيها من أحاديث غير صحيحة... فوجهنا اهتمامنا إلى إصلاح هذه الأمور الثلاثة).

          قال عنه لطفي الحضار رئيس الوزراء السوري الأسبق:

          (إن ما كان يتمتع به الإمام العلامة السيد محسن من الزعامة والقوة والحب العميق من جميع من عرفه واجتمع إليه من إخوانه ورجاله وأبناء عشيرته وغيرهم، كانت هذه الزعامة والحب قوة لنا لمتابعة الجهاد والنضال دون تردد أو ضعف، وكانت مجالسه كلها التي نغشاها من حين إلى آخر مجالاً للدعوة الصالحة في وجوب التضامن والائتلاف ونبذ السخائم والخلافات والترفع عن الدنايا والإسفاف).

          وقال عنه الشيخ "هاشم الخطيب" من علماء السنة من دمشق (لقد نهض بأبناء طائفته الجعفرية في سوريا ولبنان وجبل عامل نهضة مباركة وخطا بهم خطوة طيبة حببت إليهم جميع إخوانهم من المسلمين والعرب كما حببتهم أيضاً إلى الجميع فكانوا يداً واحدة إخواناً متحابين على سرر متقابلين تجمعهم وحدة الإسلام وتنظم أهدافهم، وغايتهم المصلحة العامة).

          ونقل عنه الدكتور "مصطفى السباعي" (إن شخصاً جاء إليه لينتقل من المذهب السني إلى المذهب الشيعي، فعرّفه بأنه لا فرق بين السنة والشيعة في العنوان الإسلامي. وعندما أصرّ هذا الرجل قال له السيد الأمين قل: أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. فقالها الرجل، فقال له لقد أصبحت شيعياً. لقد أدرك السيد الأمين(رض) أن الوحدة الإسلامية هي من الممنوعات الاستعمارية، وبذلك كان ثورة على الطائفية في الوقت الذي كان لا يمانع من بحث القضايا المذهبية بذهنية علمية موضوعية، وبروح إسلامية واعية، لأن هناك فرقًا بين الحوار العلمي، والاستغلال السياسي، أو التحرك الغوغائي فالحوار يؤدي إلى التفاهم وينتهي إلى الوحدة، بينما ينطلق الاستغلال والغوغائية إلى مزيد من البعد والاختلاف).

          ومن أعماله المشهورة التي لا تزال قائمة حتى اليوم مدرسته التي أقامها "(على أتم نظام وأحسن انتظام ذات صفوف ثانوية وقسم داخلي تفوق جميع مدارس دمشق التي من نوعها بحسن تنظيمها والمحافظة فيها على التحلّي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة ونجاح طلابها في الامتحانات مائة بالمائة، وأصبحت الطلاب تتهافت عليها من جميع الأحياء لما يرى أولياؤهم من تهذيب أخلاق أولادهم ونجاحهم حتى صار يضطرنا الحال أحياناً إلى رد طلبهم لضيق المكان).

          إلى جانب ذلك (أنشأ جمعية الاهتمام لتعليم الفقراء والأيتام وكانت مسؤوليتها تقوم على حصر أسماء الناشئة، وتهيئة الأسباب المادية لضمان متابعتهم الدراسة لأن معظم الأهل بسبب فقرهم يفضلون إرسال أبنائهم إلى بعض المراكز الحرفية لتعليمهم صنعة وهم بحالة الأمية وذلك لحاجتهم الملحة لدخل هؤلاء الأولاد لتأمين الضرورات المعاشية.

          ولما لاحظ العلامة الأمين أن الأطفال والشباب بحاجة لرعاية خارج نطاق المدرسة أنشأ جمعية الرابطة الأدبية الاجتماعية لتملأ هذا الفراغ وترفدهم بالنشاط الأدبي والرياضي فكانت هذه الجمعيات تعمل مؤازرة للمدرسة المحسنية والمدرسة اليوسفية تحت إشرافه المباشر وتوجيهه الدائم).

          وعن نهجه الوحدوي في التعليم يقول الأستاذ "عبد اللطيف الخشن" وهو من الذين تعلموا وتربّوا في مدارس السيد الأمين (لم يكن السيد محسن الأمين في معاملاته لغير أبناء الطائفة الشيعية أقل من معاملته الحسنة لأبناء طائفته، ولم أجد في حياتي كلها مؤسس مدرسة في الدنيا لا يبالغ بحب أبناء طائفته أولا ولا إيثارهم على غيرهم، وجعلهم مقدمين في الوظائف على غيرهم باستثناء مولانا الأمين الذي كان يفتش عن معلمين للمدرسة يحسنون التدريس، دون النظر إلى الطائفة التي ينتمون إليها إذ كان يفتش عن الإنتاج الفكري، والنضوج العقلي، والوعي في الأستاذ دون أن يسأل عن طائفته، وعن نحلته، وهذا بشهادة جميع الذين لمسوا من الراحل الكريم هذا التسامح وهذه العدالة.

          لقد كان أساتذة المدرسة من جميع رجال الطوائف، وإني لأذكر على سبيل الاستشهاد والمثال أن معلمي الدروس الصرفية والنحوية كانوا من السنة والشيعة، وكان المدرس للغة الفرنسية مسيحياً، وكان مدرس اللغة التركية سنياً.

          ونظراً للشهرة التي نالتها المدرسة يؤمئذ أقدم الكثيرون على إرسال أولادهم إلى المدرسة وهم من مختلف الطوائف، ولم يكن في برامج التعليم أية صفة خاصة، أوميزة لفريق دون آخر من التلامذة).

          ويصف هذه المدرسة الشيخ "هاشم الخطيب" بقوله (إن مدرسته المحسنية بجميع فروعها التي أسسها على حب التسامح والإخاء قد أثمرت ولله الحمد ثمرتها المنتظرة ونرجو لها دوام التقدم والازدهار بهمة من يسيرون على نهج مؤسسها المخلص الوفي).

          ومن آثاره الخالدة موسوعة "أعيان الشيعة" وتحتوي على تراجم للموالين لآل بيت رسول الله(ص) على مرّ التاريخ. وقد يخال المرء بادي الرأي أن الرجل يكرّس الطائفية بكتابه، ولكن مطالعة الكتاب بل مطالعة المقدمة فحسب تفصح أن السيد الأمين أراد أن يبرز التشيّع بأنه مسار علمي فكري جهادي أدبي .. بعبارة أخرى أراد أن يبرز الوجه الحضاري للتشيّع، لينأى به عن الوجه الطائفي. وهذا أكبر عمل يمكن أن ينهض به التقريبيون: أن يحوّلوا المذاهب من حالة تعدّد طائفي إلى حالة تنوّع حضاري، وهكذا فعل السيد الأمين.

          وبمناسبة اشتغال السيد الأمين بالفقه التقريبي يفرق الشيخ التسخيري بين الفقه التقريبي والتقريب الفقهي. فالفقه التقريبي يعالج قضية التقريب من زاوية موقعها في منظومة الفقه، ويبين رأي الفقه في التقريب، أما الفقه التقريبي فيعالج قضية التقريب من زاوية موقعها في منظومة التقريب، بعبارة أخرى هو الفقه المقارن بهدف التقريب، والسيد محسن الأمين من أبرز أصحاب الاتجاه الثاني.


          اتجاه التقريب الفقهي
          وهذا الاتجاه يبحث من زاوية فقهية، تعنى بالمشاكل التي يواجهها المصلحون التقريبيون في سبيل تحقيق واقع تقريبي. ولو آمنّا بأنّ قسمًا من المشاكل التي تواجهنا في طريق تحقيق الوحدة تعود أساساً إلى إبهامات لا يوجد لها حل إلا في المجال الفقهي لأمكننا أن نحصل على صورة أوضح لمقدار موفّقية ونجاح هذا الاتجاه بالقياس إلى الاتجاه الأول.
          وبذلك ندرك أن أصحاب هذا الاتجاه جعلوا نقطة ابتداء وانطلاق الحركة التقريبية وأساسها هو النظر إلى الملابسات الموضوعية والابهامات الفقهية التي قد تواجهها هذه الحركة. ثم درسوا سبل الوصول إلى رفع القناع عن تلك الملابسات الفقهية.

          فمن هذه النقطة والنظرة ينشأ الدافع لدى هذه الفئة من أصحاب فكرة التقريب نحو قبولها، وتذليل العقبات التي تحول دون تحقيقها. وبعبارة أخرى فإن الدافع لهم نحو التقريب ينبعث من حاق الفقه ولبّه; ويشكل نتيجة للرؤية الفقهية المتولدة لديهم، مما يعزز دور أبحاث أصحاب هذه الفكرة، باعتبار أن الأبحاث الناشئة من مثل هذا الدافع تكون ذات نفع كبير في تحقيق فكرة التقريب التي راودت ــ وماتزال ــ أذهان أصحابها منذ زمن ليس بالقريب.

          وبما أنّ نتائج هذه الأبحاث والدراسات تأخذ كيانها من بوتقة التجارب الفقهية، وانّ المادة الخام لهذه الفكرة هي فقهية بحتة في الواقع، فإنّ هذه الفكرة تستطيع بدورها النفوذ إلى أوساط مجتمع المتدينين بصورة ذاتية وطبيعية، دون الحاجة إلى محاورات جانبية معينة قد تشوبها بعض الملابسات، وكذلك فإنها تصبح جزءاً لا يتجزّأ من المعايشة الفقهية في ذهن المكلّفين.

          والذي يفرض علينا تبنّي هذا الاتجاه جملة نقاط:

          أولا: إذا لم يتم التعامل مع الوحدة ضمن إطار موضوعي فقهي، فعلينا أن ننتظر جوًا يعود فيه العمل الاجتماعي مفعمًا بمظاهر الفقه الرسمي التقليدي المذهبي، ومعه لا يفسح المجال للالتزام العملي بالوحدة كما هو واضح.

          ثانيا: إن التعصبات المذهبية قد أُشعلت ــ في بعض الأحيان ــ لهيب نيرانها إلى حد سبّب ظهور العداء والعناد بين المذاهب. ولاشك أن خطورة النتائج السلبية لمثل هذا العداء والعناد تزداد فيما لو لبسا لباس الفقه، وأصبحا بسبب ذلك جزءًا من الهوية الفقهية، كأن ترى كل طائفة أن التبّري من أصحاب المذهب الآخر وظيفة فقهية محتمة عليها.

          ثالثا: إذا نظرنا إلى الفقه كمجموعة منظمة وهادفة، فإنه يجب علينا ابتداءاً أن نعين ماهو الدور الذي يمكن أن تلعبه الوحدة في هذه المجموعة المتشابكة، وأي نوع من الأحكام علينا أن نتركها جانبًا بسبب التزامنا بمبدأ الوحدة المقدم عليها.

          ولا بأس في الإشارة إلى بعض سمات هذا الاتجاه، وتطبيقها على الحركة التقريبية للسيد العلامة الأمين:

          ألف. إنّ أصحاب هذه النظرة الفقهية إلى التقريب لا ينادون بتوحيد المذاهب بحيث يذوب بعضها في البعض الآخر، بل يسعون إلى تبيين مكانة التقريب في منظومة الفقه الاجتماعي، ويصوغونها بقالب فقهي واضح، ويرفعون تلك الملابسات والابهامات الفقهية المتوجهة إلى فكرة التقريب بالأجوبة الشافية والكافية، والالتزام بلوازمه في المجتمع المسلم. يقول السيد الأمين:

          (ليس مقصودنا من هذه المقالة أن نجعل أهل السنة شيعة أو العكس، وأن يتبّرأ كل من الطرفين من آرائه ومعتقداته).

          وبعبارة أخرى: يحاول هؤلاء استنباط حكم التقريب وتنقيح موضوعه. فهم بدل أن يتدخّلوا في بعض المسائل الجزئية بين هذا المذهب وذاك، يسعون إلى تنقيح المباني الكلامية للتقريب، وإعداد الأدلة الفقهية اللازمة لها.

          ب. إنّ مجرّد تبيين الحكم الفقهي للوحدة، وطرحه في منظومة الأفكار الفقهية، لا يعني رفع الغموض الذي يكتنف الناحية الفقهية المتعلّقة بهذا الموضوع الاجتماعي الحسّاس، وإنما ينبغي ــ علاوة على السعي في هذا الطريق ــ البحثُ في النسبة بين الأدّلة الفقهية للوحدة وأدلة سائر الأحكام الفقهية، وتتبع حركة البحوث والتحقيقات التي يقوم بها العلماء والفقهاء. وفي ظلّ مطالعةٍ من هذا القبيل يمكننا تشخيص الموارد والظروف التي نعتبر فيها أن الوحدة حاكمة على الأحكام الأخرى بشكل أساسي.

          ولعل من أهمّ المسائل التي تواجه أصحاب هذا الاتجاه التقريبي هي كيفية وضع الحلول العلمية لبعض المشكلات التي تعترض الطريق الواصل بين أدلّة الوحدة وأدلّة سائر الأحكام الفردية أو الاجتماعية الأخرى.

          ونجد مثل هذا الاهتمام في كلمات العلامة الأمين، حيث يتعرض إلى مسألة التولّي والتبرّي من منظور فقهي، ويحاول معالجة صلة قضية التقريب بهذه المسألة...

          ج ـ الاكثار من رفع شعار الوحدة: عندما يصل الفقيه من خلال استنباطه الى وجوب الوحدة ــ كالذي نراه عند السيد الأمين ــ فسوف يكون له في شعار الوحدة طعم خاص ومتميز. فالوحدة من الشعارات المحببة والخطيرة. محببة لأنه يُوجِدُ شعوراً عاماً بأهمية قضية الوحدة، إذ أن المسلمين قاطبة يشعرون أن نقطة الضعف في مواقفهم إنما هو التشتت والفرقة المستشرية فيهم. وكونه خطيراً فلأنّ الفكر ــ أيّ فكر ــ لو كان تجريدياً محضاً، لا يعنى بواقع الناس ولا يعيش همومهم ينزوي لا محالة ولو بعد حين، بعكس ما لو كان يؤثر في حياة الناس ويتفاعل معهم، فإنّه سيشكل منعطفاً تاريخياً فيخلد.

          فقضية الوحدة الاسلامية قضية مهمة وخطيرة حيثما يوجد واقع يشغله مسلمون، ويكفي أن يلقي المرء نظرة على خارطة العالم، ومقدار ما يشغله المسلمون منها من مواقع استراتيجية، ليدرك جيداً أهمية موقفهم الحضاري.

          د ـ السعي لرفض الخرافات: إن أصحاب النظرة الفقهية الى التقريب يدركون قبل الآخرين ما تتركه الخرافات من آثار سلبية في المجتمع; ومن هذا المنطلق فقد تصدّى لها العلاّمة المرحوم السيد الأمين بشجاعة كبيرة رغم العقبات التي واجهها، وما خلّفته من متاعب جمّة، وليس هذا بجديد على الفقيه والباحث والمصلح والمحقق، حيث اكتسح الخرافات ورمى بها عرض الحائط، وأسّس مكانها مواقع عمل مشتركة جعلت تملأ الفراغات الحاصلة جرّاء قمع الخرافات والأساطير التي كانت قد عشعشت في أذهان الكثير من الناس.

          تعليق


          • #6
            السيد محسن الأمين العاملي ( قدس سره )
            ( 1284 هـ ـ 1371 هـ )








            اسمه و كنيته و نسبه :

            السيّد أبو محمّد باقر ، محسن بن السيّد عبد الكريم بن السيّد علي الأمين العاملي ، و ينتهي نسبه إلى الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن الإمام علي بن الحسين (عليهم السلام) .


            ولادته :
            ولد السيّد الأمين عام 1284 هـ بقرية شقراء في جنوب لبنان .



            دراسته :

            عندما بلغ سن السابعة من عمره ، قامت الفاضلة أُمّه بتعليمه القرآن الكريم ، ثمّ أتقن الخط العربي بمدّة وجيزة ، و بعد أن ختم القرآن تعلّم علمي النحو و الصرف ، و في عام 1308 هـ ، و بعد إكماله المقدّمات سافر إلى العراق ، رغم ظروفه الصعبة ، و اعتناءه بوالده الذي ضرَّه الزمن ، فنزل مدينة النجف الأشرف ، و شرع في دراسة السطوح و البحث الخارج .



            أساتذته :

            نذكر منهم ما يلي :
            1ـ الشيخ فتح الله الأصفهاني ، المعروف بشيخ الشريعة .
            2ـ الشيخ محمّد كاظم الخراساني ، المعروف بالآخوند .
            3ـ ابن عمّه ، السيّد محمّد حسين الأمين .
            4ـ الشيخ محمّد باقر النجم آبادي .
            5ـ ابن عمّه ، السيّد علي الأمين .
            6ـ الشيخ محمّد حسن المامقاني .
            7ـ السيّد فضل الله العاملي .
            8ـ الشيخ محمّد طه نجف .
            9ـ السيّد أحمد الكربلائي .
            10ـ الشيخ رضا الهمداني .
            11ـ الشيخ موسى شرارة .
            12ـ السيّد جواد مرتضى .



            تلامذته :

            نذكر منهم ما يلي :
            1ـ السيّد مهدي السيّد حسن آل إبراهيم العاملي .
            2ـ الشيخ علي بن الشيخ محمّد مروة العاملي .
            3ـ الشيخ مصطفى بن الشيخ خليل الصوري .
            4ـ السيّد أمين بن السيّد علي العاملي .
            5ـ الشيخ عبد اللطيف شبلي العاملي .
            6ـ ابن عمّه ، السيّد حسن الأمين .
            7ـ الأُستاذ أديب النقي الدمشقي .
            8ـ الشيخ خليل الصوري .
            9ـ الشيخ علي الصوري .
            10ـ الشيخ منير عسيران .
            عودته إلى سوريا :

            بعد أن استكمل علومه في مدينة النجف الأشرف عاد إلى سوريا ، لإرشاد قومه إلى ما يتطلّبه الدين من تعاليم و أخلاق ، و إنذارهم عواقب ترك الدين ، و التهافت على الدنيا ، فاستقر في العاصمة دمشق ، وأصبح جامعة كبيرة لوحده ، فانشأ جيلاً جديداً كان معه حرباً على ما أورثته الأجيال و السياسات المضلِّلة الغاشمة ، من بِدَع و خرافات وأساطير ، شوَّهت محاسن الإسلام ، وقوَّضت سلطان المسلمين .
            لقد طالب بالتعليم و تنوير الأفكار ، ومحاربة البدع و الانحرافات ، و لايتم ذلك إلاّ بالتعليم ، ففتح المدارس ، وأسَّس مدرسة للبنات في الوقت الذي كان الكثيرون ، يتحرّجون في تعليم الصبيان ، فكيف البنات ، و مع ذلك كانت مدارسه تعلّم - بالإضافة إلى جانب الدين و الشريعة الإسلامية السمحة - مختلف العلوم العصرية ، و اللغات الأجنبية ، لحاجة أبناء عصره لها ، تطبيقاً لفهمه العميق لكلمة جدِّه الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : (نَشِّئوا أبناءَكُم على غَيرِ مَا نَشأتُم ، فإِنَّهُم مَولودُون لِزَمنٍ غَير زمانِكُم) .
            موقفه من الاستعمار الفرنسي :

            ما أن وضعت الحرب العالمية الأُولى أوزارها ، و أصبحت دمشق تحت الانتداب الفرنسي ، حتّى بدأت معركته الأُولى ، و جهاده الأكبر مع حكومات الاحتلال الفرنسي ، التي كانت تدعوه إلى قبول مبدأ الطائفية في سوريا ، و شقِّ عصا المسلمين إلى شطرين ، مهدِّدَة تارة ، و ملوِّحة بالمال والمناصب الرفيعة تارة أُخرى .
            فلم تلن له قناة ، و لن يُغري المال تلك النفس الكبيرة ، التي عرفت أنّ سرَّ العظمة في العطاء لا في الأخذ ، و كيف يستطيع المنصب الديني الكبير ، الذي لوَّح به المفوِّض السامي الفرنسي أن يثنيه عن هدفه ، الذي نشأ و ترعرع عليه ، فكانت كلمته في جميع مواقفه : (إنّما المؤمنون أخوة) .
            إضافة إلى الاستنكار و الرفض ، لأنّه يؤمن بأنّه موظّف عند ربّه ، يؤدّي رسالته كما أمر بها لوجهه تعالى ، فلا يقبل أن يكون موظّفاً عند المفوِّض الفرنسي ، يأتمر بأمره ، و يتحرّك بإشارته .
            مؤلفاته :

            نذكر منها ما يلي :
            1ـ نقض الوشيعة في الرد على كتاب الوشيعة لموسى جار الله .
            2ـ الدرّة البهية في تطبيق الموازين الشرعية على العرفية .
            3ـ المجالس السنية في مناقب ومصائب العترة النبوية .
            4ـ كشف الارتياب في أتباع محمّد بن عبد الوهّاب .
            5ـ البحر الزخّار في شرح أحاديث الأئمّة الأطهار .
            6ـ الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد .
            7ـ أصدق الأخبار في قصّة الأخذ بالثأر .
            8ـ عين اليقين في التأليف بين المسلمين .
            9ـ كشف الغامض في أحكام الفرائض .
            10ـ الدر المنظّم في مسألة تقليد الأعلم .
            11ـ لواعج الأشجان في مقتل الحسين .
            12ـ جناح الناهض إلى تعلّم الفرائض .
            13ـ القول السديد في الاجتهاد والتقليد .
            14ـ حذف الفضول عن علم الأُصول .
            15ـ عجائب أحكام أمير المؤمنين .
            16ـ إقناع اللائم على إقامة المآتم .
            17ـ المنيف في علم التصريف .
            18ـ تاريخ جبل عامل .
            19ـ صفوة الصفوة .
            20ـ أعيان الشيعة .
            وفاته :

            توفّي السيّد الأمين (قدس سره) في الرابع من رجب 1371 هـ بالعاصمة بيروت ، و دفن بجوار مرقد السيّدة زينب (عليها السلام) في دمشق .

            المصدر

            تعليق


            • #7
              وقد اضاف الشيخ محمد امين نجف الى جملة اساتذته المرجع الكبير الشيخ محمد طه نجف
              راجع ترجمة الامين في موقع آل البيت التابع لآية الله العظمى السيد السيستاني (اضغط هنا)

              وفي موضوع متصل يبين مدى فضل السيد المرحوم ننقل هذا الموضوع:

              السيد محسن الامين العاملي قدس سره من اكابر علماء الامة الاسلامية وذاع صيته مجتهدا ومصنفا واستاذا كبيرا في بلاد الشام والعراق من بلاد العرب وفي ايران وما يليها من بلاد العجم .. ولعل اشهر كتابا له هو اعيان الشيعة.

              ولد في قرية شقراء من بلاد جبل عامل سنة 1284 هـ

              كان لأبويه الفضل الأكبر في تربيته وتفريغه لطلب العلم ، وحثّه على ذلك ، ومراقبته في سـنّ الطفولة ، فقد بدأ بدراسة القرآن وهو في سـنّ السابعة ، أي في سنة 1291 هـ ، فقد تولّت والدته تعليمه ، وتعلّم كذلك الكتابة من بعض شيوخ العائلة .
              وبعد أن ختم القرآن تعلّم علمي النحو والصرف على يد السـيّد محمّـد حسين عبـد الله وغيره ، ثمّ هاجر مع عائلته إلى كربلاء فالنجف حيث استقرّ هناك .

              درس في النجف على يد :

              1 ـ السـيّد علي بن محمود ، وهو ابن عمّه ، قرأ عليه شرح اللمعة .
              2 ـ الشيخ محمّـد باقر النجم آبادي ، قرأ عليه القوانين والرسائل .
              3 ـ الشيخ ملاّ فتح الله الأصفهاني المعروف بـ : « شيخ الشريعة » ، قرأ عليه أكثر الرسائل في مرحلة السطوح .
              4 ـ الشيخ ملاّ كاظم الخراساني صاحب الكفاية في الأُصول وحاشية الرسائل ، قرأ عليه دورة الأُصول خارجاً .
              5 ـ الشيخ آقا رضا الهمذاني ، قرأ عليه في الفقه خارجاً في كتابه مصباح الفقـيه .
              6 ـ الشيخ محمّـد طه نجف ، قرأ عليه في الفقه خارجاً .
              7 ـ السـيّد أحمد الكربلائي .

              كذلك حضر دروس الأخلاق عند الشيخ الملاّ حسين قلي الهمذاني ، وقد ترك هذه الدروس وعكف على دروس الأُصول والفقه ، وقد ندم بعد وفاة الشيخ الهمذاني ندماً كبيراً لعدم استمراره الحضور في دروسه الأخلاقية
              قال ذلك وهو يترجم هذا الشيخ الاخلاقي الكبير في كتابه اعيان الشيعة وضمنها اسباب اسفه وندمه فيقول قدس سره بما نصه :

              الملا حسين قلي الهمذاني الدرجزيني النجفي الأخلاقي توفي زائرا بكربلاء سنة ١٣١١ ودفن في الحجرة الرابعة من الصحن الشريف على يسار الداخل من باب الزينبية وقلي بالفارسية بمعنى الغلام اي عبد الحسين كان فقيها أصوليا متكلما أخلاقيا إلهيا من الحكماء العرفاء السالكين مراقبا محاسبا لنفسه بعيدا عن الدنيا وأسبابها والرياسات

              لم يتعرض للفتوى ولم يتصد للزعامة اقرأ في الفقه والأصول ما سمعه من أستاذه الشيخ مرتضى الأنصاري وما استخرجه بنفسه وعرف بعلم الأخلاق وكان يدرس فيه كل يوم صباحا في داره ويدرس بعده في الفقه والأصول وكتب بعض تلاميذه ثلاث مجلدات من تقرير بحثه في الفقه ١ صلاة المسافر ٢ الخلل ٣ القضاء والشهادات. ولم يكن في زمانه ولا قبله بسنين ولا بعده كذلك من يماثله في علم الأخلاق وتهذيب النفوس.

              وكان جارنا أول ورودنا إلى النجف سنة ١٣٠٨ وحضرنا درسه في الأخلاق أياما قليلة وصدنا عن المداومة عليه اشتغالنا بما هو أهم ومع ذلك فقد أسفنا على عدم المداومة عليه باي نحو كان وانتفع بدرسه الأخلاقي خلق كثير من فضلاء العرب والعجم ممن أراد الله بهم الخير رأينا جملة منهم ووجدنا أثر ذلك فيهم كما أننا رأينا بعض من حضر عليه ولم ينتفع بذلك بل كان على العكس ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وصقال السيوف الهندية يجعلها صالحة للضراب أما صقل الأخشاب فلا يجعلها سيوفا وكان يصلي جماعة في داره ببعض خاصته وحضر مرة إلى مسجد السهلة فأقام أياما ونحن هناك فكان أصحابنا يذهبون ويصلون خلفه.

              ومن ثم يستمر بترجمة الشيخ الهمذاني قائلا
              كانت عمدة قراءته اي( الهمداني ) على الشيخ مرتضى الأنصاري وكان يدرس في الأصول في كتابه الذي كتبه من تقرير بحث أستاذه المذكور.

              تلاميذه منهم من تتلمذ عليه في الأخلاق وفي الأصول والفقه

              - الشيخ محمد بن محمد البهاري نسبة إلى بهار من قرى همذان المتوفي سنة ١٣٢٥ وأوصى إليه أستاذه المذكور عند وفاته
              - السيد أحمد ابن السيد إبراهيم الطهراني المعروف بالكربلائي لتولده في كربلاء المارة ترجمته في بابه المتوفي سنة ١٣٣٢ شيخنا واستاذنا
              - الآقا رضا التبريزي المتوفي سنة ١٣٢١
              - السيد كمال المشهور بميرزا آقا الدولة آبادي المتوفي سنة ١٣٢٨
              - السيد محمد سعيد الحبوبي النجفي الشاعر المشهور المتوفي سنة ١٣٣٣
              - الشيخ موسى شرارة العاملي المتوفي ١٣٠٤
              - السيد حسن صدر الدين العاملي الكاظمي المتوفي ١٣٥٤
              - السيد مهدي الحكيم النجفي المتوفى ١٣١٢
              - الشيخ باقر القاموسي النجفي المتوفى ١٣٥٣
              - السيد عبد الغفار المازندراني واخرين



              فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ

              نستغفر الله من سيئات اعمالنا
              ومن شرور انفسنا واهوائنا

              وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ

              تعليق


              • #8
                أنت طرحت إسم السيد محسن الأمين العاملي

                إعرف ماذا تطرح قبل أن تطرح

                العلامة السيد محسن الأمين العاملي له رؤيته الخاصة وليس التشكيك


                اما أنت ومرجعك فغرضكم التشكيك ونسف المذهب

                انا اتفق مع السيد محسن الأمين العاملي في كثير من النقاط لا بأس بها ولكن مع فضل الله فإن الهدف مستحيل

                ثم ما هذا الأسلوب الذي تتبعونه

                تجمعون كل الآراء الشاذة من العلماء وتقدمونها على أساس أن هذا هو الرأي الأوحد

                تارة جواد مغنية وتارة الشيخ شمس الدين وتار الشيخ كاشف الغطاء وتماديتم إلى السيد الخوئي وأدعيتم أن فضل الله نفس السيد رحمه الله والأن السيد محسن الأمين العاملي

                وهم براء من التشكيك بمسلمات وضروريات المذهب حاشاهم


                تعليق


                • #9
                  وأضيف على ما ذكره الأخ مظلومة يا زهراء:
                  ______________________
                  مشايخنا في التدريس
                  أما في جبل عامل
                  1 السيد محمد حسين ابن عمنا السيد عبد الله قرأت عليه شيئاً من شرح القطر في النحو وشيئاً من شرح السعد على متن عزي في التصريف وهو أول مشايخي
                  2 السيد جواد مرتضى قرأنا عليه في قرية عيثا شرح قطر الندى وشرح ألفية ابن مالك لابن الناظم وشيئاً من المغني ومرت ترجمته في بابها
                  3 السيد نجيب الدين فضل الله العاملي العيناثي قرأنا عليه في بنت جبيل المطول وحاشية ملا عبد الله وشرح الشمسية كلاهما في المنطق والمعالم إلى الاستصحاب .
                  أما في النجف فهم
                  4 السيد علي ابن عمنا السيد محمود قرأت عليه شرح اللمعة
                  5 السيد أحمد الكربلائي ومرت ترجمته
                  6 الشيخ محمد باقر النجمابادي قرأت عليهما في القوانين وشرح اللمعة والرسائل
                  7 الشيخ ملا فتح الله الأصفهاني المعروف بالشيخ شريعة قرأت عليه أكثر الرسائل هذا في السطوح
                  8 الشيخ ملا كاظم الخراساني , صاحب الكفاية في الأصول وحاشية الرسائل وشرح التبصرة , مُختصِرُ طريقة التدريس ومربي العلماء قرأت عليه دورة الأصول خارجاً
                  9 الشيخ آقا رضا الهمذاني صاحب مصباح الفقيه وحاشية الرسائل وغيرهما قرأت عليه في الفقه خارجاً في كتابه مصباح الفقيه إلى الزكاة ومرت ترجمته
                  10 الشيخ محمد طه نجف قرأت عليه في الفقه خارجاً .
                  بعض تلاميذنا
                  1 السيد حسن ابن عمنا السيد محمود
                  2 السيد مهدي ابن السيد حسن آل إبراهيم الحسيني العاملي
                  3 الشيخ منير عسيران
                  4 السيد أمين ابن السيد علي أحمد الحسيني العاملي
                  5 الشيخ علي ابن الشيخ محمد مروة العاملي الحداثي
                  6 الشيخ عبد اللطيف شبلي ناصر العاملي الحذاثي
                  7 الأستاذ أديب التقي الدمشقي
                  8 الشيخ مصطفى خليل الصوري توفي في ريعان شبابه
                  9 الشيخ خليل الصوري
                  10 الشيخ علي الصوري
                  11 الشيخ حسين سمرو الحمصي الغوري
                  12 الشيخ علي شميع الحمصي الغوري
                  13 الشيخ علي الجمال الدمشقي وغيرهم .
                  مؤلفاته
                  له مؤلفات كثيرة وبعضها قد طبع مرتين أو مراراً وبعضها قد ترجم إلى غير العربية وطبع , وأكثرها يزيد عن 500 صفحة إلى 800 صفحة.
                  وحسبك أن يكون أعيان الشيعة يبلغ مائة مجلد كبار تقريباً , ولو قسم ما كتبناه تسويداً وتبييضاً ونسخاً وغيرها على عمرنا .. لما نقص كل يوم عن كراس .. مع عدم المساعد والمعين غير الله تعالى ..
                  ولم نزل وقد بلغنا السادسة والثمانية من سني عمرنا , ودق العظم , وخارت القوى , وتوالت الهموم والأمراض , مواظبين على التأليف والتصنيف ليلاً ونهاراً , وعشيةً وإبكاراً , سفراً وحضراً , وقد قيل إن المجلسي لو قسمت مؤلفاته على عمره لكان نصيب كل يوم كراس , وعُدَّ ذلك مبالغةً .. مع أنّه كان له من المساعدين والثروة ما ليس لنا منه شيء .
                  وعند إرادة تصحيح ما يطبع لا نجد غالباً من يقابله معنا , فنتولى ذلك وحدنا , فنحتاج إلى مدة طويلة ..
                  لكننا ألِفنا العزلة والتباعد عن الناس مهما أمكن .. مع اشتغالنا بالمرافعات وفصل النزاعات وتدبير أمر المعاش وغيرها , وهذه أسماء مؤلفاتنا :
                  1-أعيان الشيعة وهو أهمها نجز منه عشرات المجلدات وطبعت وستبلغ مجلداته مائة مجلد أو تزيد وجلها يبلغ خمسمائة صفحة أو قريباً منها أو تزيد إلى ثمانمائة صفحة . ونحن جادون في إكمالها تأليفاً وطبعاً مستمدين منه المعونة على ذلك . وقد أصبح جلّ موادّه جاهزاً إلى حرف الياء لكنّ أكثرها يحتاج إلى بذل جهود عظيمة لإخراجه كاملاً . وفقنا الله لذلك قبل مفاجأة الأجل إنّه سميع مجيب .
                  2-نقض الوشيعة وهو في الرد على كتاب الوشيعة لموسى جار الله مطبوع .
                  التاريخ :
                  3- تاريخ جبل عامل ،
                  4-لواعج الاشجان مطبوع
                  5- أصدق الأخبار في قصة الأخذ بالثار مطبوع .
                  الحديث :
                  6-البحر الزخار في شرح أحاديث الأئمة الأطهار . خرج منه ثلاثة مجلدات وفق الله لإكماله .
                  المنطق
                  7-شرح إيساغوجي .
                  أصول الدين
                  8-إرشاد الجهال يتضمن أصول الدين بطريق الاستدلال بوجه سهل قريب الإفهام
                  9-الدر الثمين الأول مطبوع عدة مرات
                  10- التقليد آفة العقول .
                  أصول الفقه
                  11-حذف الفضول عن علم الأصول
                  12-حواشي المعالم كتبها أيام قراءته لها
                  13- حاشية القوانين
                  14- الدر المنظم في مسالة تقليد الأعلم .
                  الفقه
                  15-أساس الشريعة خرج منه مجلد واحد
                  16- أرجوزة في النكاح
                  17- تحفة الأحباب في آداب الطعام والشراب مطبوع
                  18-التنزيه لأعمال الشبيه مطبوع
                  19-جوابات المسائل الدمشقية
                  20-جوابات المسائل الصافيتية
                  21-جوابات المسائل العراقية
                  22-جناح الناهض إلى تعلم الفرائض
                  23- أرجوزة أولها : الحمد لله القديم الوارث * المنشئ الخلق المميت الباعث مطبوعة
                  24- كشف الغامض في أحكام الفرائض في مجلدين كبيرين .
                  25-سفينة الخائض في بحر الفرائض مختصر منه بذكر الفروع مجردة عن الدليل .
                  26-حواشي العروة الوثقى لعمل المقلدين .
                  27- الروض الأريض في أحكام تصرفات المريض مطبوع .
                  28-الدروس الدينية تسعة أجزاء مطبوع .
                  29-شرح التبصرة مطبوع .
                  30-درر العقود في حكم زوجة الغائب والمفقود .
                  31- دروس الحيض والاستحاضة والنفاس مطبوع .
                  32-الدر الثمين في أهم ما يجب معرفته على المسلمين في الطهارة والصلاة والزكاة والخمس والصوم وأحكام الأموات لعمل المقلدين مطبوع مراراً .
                  33- الدرة البهية في تطبيق الموازين الشرعية على العرفية مطبوع .
                  34-كاشفة القناع في أحكام الرضاع منظومة مطبوع .
                  النحو
                  35-صفوة الصفو في علم النحو .
                  36- الأجرومية الجديدة مطبوعة مراراً .
                  الصرف
                  37-المنيف في علم التصريف مطبوع مرتين .
                  38- أرجوزة في الصرف يقول في أولها :
                  وبعده فالصرف في الكلام * كالنحو مثل الملح في الطعام
                  تراهما للعلم أماً وأبا * فيا له من ولد قد نجبا
                  الصرف علم بأصول قد علم * بها سوى الإعراب أحوال الكلم
                  وما لحرف أو لشبه الحرف * عندهم من علقة بالصرف
                  البيان
                  39- حاشية المطول كتبها أيام اشتغاله به .
                  40- أرجوزة في علاقات المجاز وشرحها .
                  الردود والنقود
                  41-الرد الأول على صاحب المنار يأتي بعنوان الشيعة والمنار .
                  42-الرد الثاني على صاحب المنار مطبوع في مجلة العرفان .
                  43-الرد الثالث على صاحب المنار يأتي بعنوان الحصون المنيعة .
                  44-الرد الرابع على مجلة المنار جواباً على رده على كشف الارتياب يأتي بعنوان دعاة التفريق وإثارة الفتن والفساد بين المسلمين من هو موقد نارها . وهو رد مطول كثير الفوائد مطبوع في العرفان .
                  45-الرد على ما كتب في جريدة التقدم الحلبية من مراسلها في بغداد , ونقلته جريدة المقتبس الدمشقية والأحوال البيروتية والهدى الأميركية وغيرها .. بشأن كربلاء والعجم والشيعيين مطبوع في مجلة العرفان بعنوان هل كربلاء مدينة الأموات ؟
                  46-الرد على ما جاء في مجلة الشرطة الدمشقية في شأن المتعة نشر في العرفان .
                  47- الرد على ما جاء في جريدة الاتحاد العثماني لأحد علماء حلب من تسمية يوم عاشوراء عيداً .
                  48-الرد على مجلة الحقائق الدمشقية لردها على الحصون المنيعة .
                  49-الرد على ما جاء في مجلة المقتبس بعنوان الدستور ومعاوية من تفسير بعضهم بيت شوقي :
                  أودى معاوية به * وبعثته قبل النشور
                  ففسره ان معاوية هلك بسبب الدستور والحال ان مراده أن الدستور أهلكه معاوية .
                  50-الرد على جولة في ربوع الشرق لمحمد ثابت المصري مطبوع في ج 1 ق 2 من الأعيان .
                  51-الرد على جاهل دمشقي في تفسيره الكر مطبوع في العرفان بعنوان فضائح الجهل .
                  52- الرد على من زعم أن بعض نهج البلاغة منحول مطبوع في العرفان
                  53-ورد آخر مطول مطبوع في ج 3 من الأعيان ، .
                  54-رفع الاشتباه عن أسئلة موسى جار الله .
                  55-الرد على الأستاذ الشيخ عبد القادر المغربي في مقاله المنشور في العرفان ج 3 م 10 ونشر الرد في العرفان أيضاً .
                  56-الرد على ما جاء في العرفان في شأن الحصون المنيعة وتفسير بيت الحبوبي .
                  57-الرد على المحاضرة التي ألقاها الأستاذ محمد كرد علي في المجمع العلمي بدمشق نشر في العرفان .
                  58-الرد على الأستاذ محمد كرد علي فيما كتبه في مجلة المجمع العلمي عن كتاب عصر المأمون نشر أكثره في العرفان ج 10 م 15 .
                  59-الرد على جميل الزهاوي في استهزائه بالشرع الشريف نشر بعضه في جريدة أبابيل .
                  60-الرد على مروان بن أبي حفصة في تفضيله العباسيين على العلويين في قصيدة أولها :
                  سلام على جمل وهيهات من جمل ويا حبذذا جمل وان صرمت حبلي
                  قصيدة مثلها وزناً وقافيةً مطبوعة في القسم الثاني من الرحيق المختوم .
                  61-الرد على الوهابية بقصيدة تبلع 406 بيتاً تأتي باسم العقود الدرية مطبوعة .
                  62-الرد على الأخرس البغدادي في أبيات له بأبيات على وزنها وقافيتها .
                  63-الرد على الحكيم بن العباس الكلبي في بيتين له بقصيدة على وزنها وقافيتها مطبوعة في القسم الأول من الرحيق .
                  الرحلات
                  64-الرحلة الحمصية منظومة مطبوعة ضمن الرحيق المختوم .
                  65-الرحلة العراقية منظومة مطبوعة ضمن الرحيق المختوم .
                  66-الرحلة الحجازية الأولى مطبوعة ضمن الجزء الثاني من معادن الجواهر .
                  67- الرحلة الحجازية الثانية مطبوعة ضمن الثاني منه .
                  68-الرحلة العراقية الإيرانية .
                  مؤلفات شتى
                  69-كشف الارتياب في اتباع محمد بن عبد الوهاب مطبوع ،
                  70-أبو تمام الطائي مطبوع
                  71- أبو فراس الحمداني مطبوع
                  72- أبو نواس مطبوع
                  73- حق اليقين في التأليف بين المسلمين رسالة مطبوعة
                  74- حاشية الغرر والدرر
                  75-حاشية مفتاح الفلاح
                  76-حاشية الصحيفة الثانية السجادية مطبوعة
                  77- معادن الجواهر ثلاثة اجزاء مطبوع
                  78- مفتاح الجنات ثلاثة اجزاء مطبوع
                  79- العلويات العشرون مطبوع
                  80- عجائب أحكام أمير المؤمنين
                  81-في المفاخرة بين الراحة والتعب
                  82- الأمالي
                  83- الصحيفة الخامسة السجادية مطبوعة
                  84- القول السديد في الاجتهاد والتقليد
                  85- حواشي أمالي المرتضى
                  86- الحصون المنيعة في رد ما أورده صاحب المنار في حق الشيعة مطبوع
                  87- الشيعة والمنار مطبوع
                  88- إقناع اللائم على إقامة المآتم مطبوع
                  89- الدرر المنتقاة لأجل المحفوظات ستة أجزاء مطبوع
                  90- دعبل الخزاعي مطبوع
                  91- الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد مطبوع
                  92- شرح غريب الصحيفة الثانية السجادية
                  93- فوائد في مسائل متفرقة
                  94- المجالس السنية في مناقب ومصائب العترة النبوية خمسة أجزاء مطبوع
                  95- ملحق الدر النضيد مطبوع
                  96- العقود الدرية قصيدة 400 بيت مطبوعة مع كشف الارتياب
                  97- مناسك الحج مطبوع
                  98- المسائل الدمشقية في الفروع الفقهية
                  99- المولد النبوي الشريف مطبوع .
                  المفاخرات
                  100-المفاخرة بين الغني والفقر
                  101-المفاخرة بين السيف والقلم
                  102- المفاخرة بين العلم والمال
                  103- المفاخرة بين الراحة والتعب مرت باسم أعجب العجب .
                  القصص
                  104-ثلاث روايات تمثيلية مثلها طلاب المدرسة العلوية على مسرح المدرسة .
                  من شعره :
                  أبعد الله أناساً * قولهم كذب ومين
                  ألصقوا بالدين مما * قد أتوه كل شين
                  أظهروا للدين حباً * وهو حب الدرهمين
                  قط ما سالت عليه * منهم دمعة عين
                  قد أعادوا عصر عمرو * يوم نصب الحكمين
                  ولكن سب علي الـ*ـمرتضى في الخافقين
                  أسد الله ببدر * وبأحد وحنين
                  بعلي لبنيه * شبه في الحالتين
                  ولعثمان قميص * لم يزل في الزمنين
                  أنا لا أطلب فيهم * أثراً من بعد عين
                  كل عصرٍ في الورى * فيه يزيد والحسين
                  http://www.alamin-sy.com/sayed/?p=99

                  تعليق


                  • #10
                    كم نحن بحاجة لللامة السيد محسن الامين لتهذيب الشعائر فان الدين قد عاد غريبا / فلقد تركنا الهدف الرئيس من نهضة الحسين ع وتركنا الدروس والعبر واتجهنا نجو الخزعبلات والخرافات التي ما انزل الله بها من سلطان.
                    الم يكن في معسكر الحسين ع زهير ابن القين الذي كان مخالفا لآل البيت؟ فارسل له الحسين ودعاه لنصرته رغم انه كان اموي الهوى وقدر رفض دعوة الحسين فالبدء ثم الم يكن الحر ابن يزيد الياحي قائدا للجيش الاموي؟ لماذا اتجه الى معسكر الحسين وفاز معه؟ الم يفز وهب وكان نصرانيا فلماذا لم يفز عشرات الالاف من الشيعة الذين كانو يلطمون على الزهراء ع وامير المؤمنين بل بالعكس خذلو سيد الشهداء فخاطبتهم العقيلة بقولها (فكنتم كالتي انقضت غزلهت من بعد قوة انكاثا) لنترك الطائفية ونتمعن بواقعة الطف ونتامل لماذا فاز زهير والحر ووهب وخذل الحسين الكثير من الشيعة؟؟؟؟؟؟؟ وهل ممكن ان يتجدد الحال مع امامنا امهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟؟؟؟
                    لذا فالمسألة هي اكبر من اللطم والبكاء انما هي التوفيق من الله الناشئ عن الاخلاص له.
                    وفقنا الله جميعا لمرضاته
                    اختكم في الله
                    د.هدى / الكاظمية المقدسة

                    تعليق


                    • #11
                      اللهم صل على محمد وآل محمد

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      x

                      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                      صورة التسجيل تحديث الصورة

                      اقرأ في منتديات يا حسين

                      تقليص

                      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                      أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                      استجابة 1
                      102 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة وهج الإيمان
                      بواسطة وهج الإيمان
                       
                      أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                      استجابة 1
                      76 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة وهج الإيمان
                      بواسطة وهج الإيمان
                       
                      أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                      ردود 2
                      156 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة وهج الإيمان
                      بواسطة وهج الإيمان
                       
                      أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 29-06-2022, 06:45 AM
                      استجابة 1
                      111 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة وهج الإيمان
                      بواسطة وهج الإيمان
                       
                      أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-08-2021, 02:31 AM
                      استجابة 1
                      86 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة وهج الإيمان
                      بواسطة وهج الإيمان
                       
                      يعمل...
                      X