إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

طبيعة تطابق السماوات السبع إنطلاقا من الآية والرواية والعقل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طبيعة تطابق السماوات السبع إنطلاقا من الآية والرواية والعقل

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    سوف أورد هنا طبيعة فهمي لتطابق السماوات السبع والأرضين السبع منطلقا من حقيقة أن القرآن يفسر بعضه البعض الآخر ويفسره كذلك أهل البيت عليهم السلام .. ومن إيماني أن القرآن بين مبين وأياته واضحات مبينات غير مبهمات وما علينا لفهمه كما هو إلا أن نصدقه بدون تردد وأن نعتمد في فهمه على كلمات أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين فيه .. وعلى نفس كلماته كذلك

    الموضوع كما سيتضح يرتبط بشكل ما بالموضوع المعنون "حوار بين عقل كلي وعقل جزئي" والموجود في المنتدى تحت هذا الرابط

    http://www.alhaydari.com/vb/showthread.php?133

    من حيث أن تفسير تطابق تلك السماوات يعتمد في الأساس على الإعتقاد بأن الوجود بأكمله هو وجود

    عقلي وأن تعريف المادة به هو قدر المشيئة وقضاء المشيئة وإمضاء المشيئة يعطي للفعل المعبر عن تلك

    المشيئة صفة نطلق عليها إسم مادة ذات صفات كذائية وباختلاف الأفعال ستختلف أنواع المواد وستختلف

    صورها كذلك .. وجميعها هي عقلية لا تشغل حيز ولا تحتاج إلى الحيز أو إلى المكان أصلا .. وبرغم

    انطلاقي من هذه النظرة للمادة عموما فإن بحثي سينطلق أساسا من الآيات والروايات وبعض

    الإستنتاجات العقلية .. بالإضافة طبعا إلى محاولة ضرب بعض الأمثلة لتوضيح الصورة بشكل أقرب

    للتصور الذي عندي

    طبعا ولتوضيح الهدف النهائي أو الصورة النهائية للسماوات والأرض والتي سأسعى لإثباتها معتمدا على

    القرآن والسنة سأبتدئ بضرب مثل توضيحي يقرب بصورة كبيرة الصورة النهائية لتطابق السماوات السبعة في عقلي وعقيدتي .. وسأعتمد هنا كذلك أسلوب الحوار بين اثنين الثاني منهما هو أنا وهو المعاند أمّا الاول فهو من سيحاول أن يفهمني فكرته

    الأول : سأحاول أن أبين لك نظرتي للسماوات السبع

    الثاني : لو كنت أستطيع الفرار من هذه الورقة لفررت منها ولكن أين المفر

    الأول : ولماذا؟

    الثاني : لأنك تتكلم بطريقة وبأفكار غريبة من الصعب علي أن أقبلها ناهيك عن أن أهضمها

    الأول : أأسف لكوني مضطر للحديث معك ولكوني لا أعرف أحدا غيرك من الممكن له أن يسمع كلامي ذلك مع علمي أنك لن تقبله لأنك متعلق بدينك الذي ورثته عن آبائك وأجدادك

    الثاني : هو خير لي من معادلاتك الصعبة التي لا يقبلها عقل ولا دين

    الأول : حسنا .. لن أعتبر نفسي أستاذا لك .. بل سأعتبرك معارضا لي وناقضا لما سأقوله لك .. ولكن أرجوك حاول أن تنقضه بدليل قرآني أو روائي أو عقلائي ولا تعترض علي بثوابت اكتسبتها من دينك الوراثي أو من عدم استحساناتك الكثيرة

    الثاني : لك ذلك وما أظنك ستنفذ من ديني الذي تقول عنه وراثي وأدلته .. فهات ما عندك ولا تستثني

    الأول : إتفقنا إذن .. سأبدء من حيث أريد أن أنتهي وذلك بضرب مثل من عندي لما أريد أن أثبته بالآية والرواية والعقل .... لكي تكون متابعا لي لما أريد أن أصل له أخيرا،

    تعرف أن كل شيئ قد خلق من نور ذلك الذي ضـُرب له مثل بالقرآن الكريم حين قال عز من قال


    ((
    اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
    )) طبعا أنت تدرك أن هذا النور ليس كذلك النور الذي نراه يسقط علينا من الشمس
    الثاني : أسمعهم يقولون ذلك ولكن لا فهم لي .. أكمل


    الأول : رغم ذلك سأستعمل نفس نور الشمس لتوضيح ما يدور بخلدي ... فأنت ترى أشعة الشمس الساقطة من السماء علينا

    الثاني مقاطعا : نور الشمس لا يـُرى بنفسه ولكننا نرى ما يرتد منه من فوق الأسطح المادية التي تحيط بنا

    الأول : أحسنت وهذا ما كنت أريد قوله ولكنك قاطعتني .. فأنت ترى أشعة الشمس الساقطة من السماء علينا حين يرتد بعضها من على الأسطح المختلفة من حولنا .. هذا الذي يرتد هو بعض ما كان منطوي ومختفي في نور الشمس الساقط منها علينا

    الثاني : تريد أن تشير إلى أن نور الشمس يحوي داخله أحزمة ضوئية ستة وهي التي يمكننا أن نراها أذا حللنا نور الشمس بالمنشور؟

    الأول : نعم هو ذاك .. فهي ستة حزم ضوئية بستة ألوان تكون بمجموعها نور الشمس .. أو أن نور الشمس هو من يحوي تلك الحزم الضوئية بداخله .. فهي ستة وهو مجموعهم جميعا وهو سابعهم .. الآن ما أريد أن أصل إليه هو أن تلك السماوات السبع هي عبارة عن ستة سماوات مطويات بسماء هي بمجموعهم سابعتها تماما كانطواء حزم النور الستة في نور الشمس الذي هو سابعهم وجامعهم


    الثاني : ستة عوالم تجتمع في عالم واحد هو سابعهم؟

    الأول : نعم هو كذلك تماما وحجم كل عالم منها يعادل حجم السابع أي أنها جميعها متساوية بالحجم

    الثاني : وهل لديك من القرآن الكريم دليل يؤيد مدّعاك هذا؟

    الأول : بالتأكيد عندي فخذ قوله تعالى :


    بسم الله الرحمن الرحيم

    هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ






    فالأية تقول لك أن السابق من المخلوقات في الوجود على أي شيئ هو السَّمَاء التي استوى إليها بعد أن خلق بها الأرض وجميع ما فيها لنا فجعل تلك السماء الواحدة سبعة سماوات فيكون ترتيب الخلق حسب هذه الآية الكريمة أنّه:
    أولا : خلق المكان أو أين الأين فقبلها لم يكن هناك من كان أو مكان ولا زمان .. وهي تلك السماء الأولى الفارغة من كل شيئ


    ثانيا : ثم خلق فيها الأرض بزمان يطول أو يقصر والآية هذه ساكتة عن بقية الكواكب والنجوم فهل كانت حينها موجودة أو خلقت بعدها .. فالآية الكريمة بدأت بتبيان أنه تبارك وتعالى خلق لنا جميع ما في الأرض


    ثالثا : وبعد ذلك قال "ثم" التي تدل على الترتيب فقال ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ أي أنه استوى إلى تلك السماء الواحده بعد أن انتهى من خلقه لنا جميع ما في الأرض

    رابعا : فسواها سبعة سماوات أي أن السماء الواحدة صارت سبعة .. وهذا ما أشرت له بالمثل الذي ضربته لك قبل قليل .. أقصد مثل نور الشمس وألوان الطيف المنطوية به

    الثاني : ولكن الأية لا تثبت أن تلك السماوات السبعة جميعها متساوية في الحجم ومتداخلة في ما بينها كتداخل ألوان الطيف في نور الشمس وانتشاره في جميع جنباته وحدوده بشكل متساوي ومنتظم .. فلماذا لا يكون تطابقها هو كما أعتقد بها في أنها متطابقة واحدة فوق أخرى .. تكون بها الثانية تفصل بين الأولى والثالثة .. والثالثة تفصل بين الرابعة والثانية .. والرابعة تفصل بين الخامسة والثالثة .. والسادسة تفصل بين السابعة والخامسة؟ .. فلماذا لا يكون التقسيم على هذا المنوال وليس كما تدّعي؟

    الأول : أنت بالتأكيد لا تريد من آية كريمة واحدة أن تصف كل مراحل خلق السماوات والكيفية التي بها خلقت طبعا ما ذلك على الله بعزيز ولكن القابل وهم نحن ليست لدينا القدرة على فهم الفكرة وحتى لو فهمناها بالشكل الذي أصفه لك .. فسيكون من الصعب علينا أن نقبل هذا التصور لأن القبول به يعني أننا قبلنا أننا شبه أعدام وأننا مجرد نور ينبع من مصباح ..


    ومتى ما انطفاء المصباح لأي سبب كان سننطفئ نحن بدورنا ونختفي وننعدم ونتلاشى .. وأن وجودنا مرتبط بوجود موجود آخر مخلوق مثلنا .. فالإنسان خلق وشعور الإستقلال والحرية يلازمه منذ أول ابتدائه لرحلته في الوجود ..

    وبسبب ذلك الشعور القريب جدا من الإعتقاد الراسخ يكره أن يؤمن بأي فكرة تقول له أن وجودك ومشيئتك وبقائك موجود ومرتبط بوجود مخلوق آخر مثلك ..

    قد يقبل منك أن تقول له وجودك مرتبط بالله لأن الله بالنسبة له شيئ مجهول وهو يرى نفسه معلوم فلا مانع عنده من تعلق المعلوم بالمجهول بكيفية يجهلها .. فهذا الوضع يحافظ له على استقلاليته ووجوده الإلهي المنفصل عن غيره حسب افتراضه المبني على جهله بكيفية ارتباطه بخالقه

    الثاني : مهلا .. مهلا .. إنك تتكلم بكلام كبير وخطير رغم إنك لم تزل في بداية شرحك للفكرة التي لم أقتنع بشيئ مما قلته عنها بعد .. فرويدا رويدا ولا يأخذك الحماس وركز على توضيح الفكرة رجاءا وقل لي أولا هل يوجد عندك من الروايات عن أهل بيت العصمة ما يؤيد هذا المعنى؟

    الأول : بالتأكيد يوجد عندي .. خذ هذه الرواية الشريفة وهي خطبة
    لأمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة يذكر فيها ابتداءَ خلق السماءِ والاَرض:

    أَنْشَأَ الخَلْقَ إنْشَاءً، وَابْتَدَأَهُ ابْتِدَاءً، بِلاَ رَوِيَّةٍ أَجَالَهَا، وَلاَ تَجْرِبَةٍ اسْتَفَادَهَا، وَلاَ حَرَكَةٍ أَحْدَثَهَا، وَلاَهَمَامَةِ نَفْسٍ اظْطَرَبَ فِيهَا. أَحَالَ الْأَشيَاءَ لَأَُوْقَاتِهَا، وَلْأَمَ َيْنَ مُخْتَلِفَاتِهَا، وَغَرَّزَ غَرائِزَهَا، وَأَلزَمَهَا أَشْبَاحَهَا، عَالِماً بِهَا قَبْلَ ابْتِدَائِهَا، مُحِيطاً بِحُدُودِها وَانْتِهَائِهَا، عَارفاً بِقَرَائِنِها وَأَحْنَائِهَا . ثُمَّ أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ فَتْقَ الْأَجْوَاءِ، وَشَقَّ الْأَرْجَاءِ، وَسَكَائِكَ الَهوَاءِ، فأَجْرَي فِيهَا مَاءً مُتَلاطِماً تَيَّارُهُ، مُتَراكِماً زَخَّارُهُ، حَمَلَهُ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ الْعَاصِفَةِ، وَالزَّعْزَعِ الْقَاصِفَةِ، فَأَمَرَهَا بِرَدِّهِ، وَسَلَّطَهَا عَلَى شَدِّهِ، وَقَرنَهَا إِلَى حَدِّهِ، الْهَوَاءُ مِنْ تَحْتِها فَتِيقٌ، وَالمَاءُ مِنْ فَوْقِهَا دَفِيقٌ ثُمَّ أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ رِيحاً اعْتَقَمَ مَهَبَّهَا، وَأَدَامَ مُرَبَّهَا، وَأَعْصَفَ مَجْرَاها، وَأَبْعَدَ مَنْشَاهَا، فَأَمَرَها بِتَصْفِيقِ المَاءِ الزَّخَّارِ، وَإِثَارَةِ مَوْجِ البِحَارِ، فَمَخَضَتْهُ مَخْضَ السِّقَاءِ، وَعَصَفَتْ بهِ عَصْفَهَا بِالفَضَاءِ، تَرُدُّ أَوَّلَهُ عَلَى آخِرِهِ، وَسَاجِيَهُ عَلَى مَائِرِهِ، حَتَّى عَبَّ عُبَابُهُ، وَرَمَى بِالزَّبَدِ رُكَامُهُ، فَرَفَعَهُ فِي هَوَاءٍ مُنْفَتِقٍ، وَجَوٍّ مُنْفَهِقٍ، فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَموَاتٍ، جَعَلَ سُفْلاَهُنَّ مَوْجاً مَكْفُوفاً، وَعُلْيَاهُنَّ سَقْفاً مَحْفُوظاً، وَسَمْكاً مَرْفُوعاً، بِغَيْر عَمَدٍ يَدْعَمُهَا، وَلا دِسَارٍ يَنْظِمُها ثُمَّ زَيَّنَهَا بِزينَةِ الكَوَاكِبِ، وَضِياءِ الثَّوَاقِبِ، وَأَجْرَى فِيها سِرَاجاً مُسْتَطِيراً، وَ قَمَراً مُنِيراً، في فَلَكٍ دَائِرٍ،
    وَسَقْفٍ سَائِرٍ، وَرَقِيمٍ مَائِرٍ.

    في اليوم التالي

    الثاني : لقد أخذت كلماتك معي بالأمس إلى البيت وقمت بمراجعة بسيطة لكلمات بعض المفسرين فلم أجد بينهم من يذهب إلى ما تذهب إليه من طبيعة تطابق السماوات

    الأول : وهل وجدت بينهم اتفاق حول نظرة واحدة للسماوات والأرض تفسر تطابقها؟
    الثاني : كلا لم أجد ذلك الإتفاق ووجدت مكانه اختلاف كبير بالرؤية والتفسير
    الأول : لقد قمت قبلك بهذا البحث ولم أجد عندهم ما يشبع فضولي ورغبتي بفهم كيفية تطابق السماوات والأرض .. ولكن ما لفت نظري أن الروايات الشريفة التي تتحدث عن تلك السماوات وأغلبها من روايات معراج نبينا صلوات الله عليه وآله أجمعين إلى تلك السماوات فلاحظت أن جميع تلك الروايات سواء في روايات المعراج أو في غيرها تتحدث عن أمور نعدّها أو نعتبرها من الغيبيات مثل عالم الجنة والنار وعالم الملائكة وعالم المثال وهناك حيث دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى .. نعم لاحظت أن جميع تلك العوالم هي عوالم غيبية يستحيل تفسيرها بقوانين المادة التي نعرفها ..


    ولكن عندما ذهبت إلى التفاسير وجدتها تحاول أن تفسر طبيعة تلك السماوات بتفسيرات مادية كما تفضلت بالأمس بفهمك لكيفية التطابق فوجّهته توجيه مادي يحتاج إلى حدّ واضح يفصل بين الأشياء .. أقول نفس الإشكال الذي وقعت أنت به وقعوا هم به كذلك ولعل ما وقعت به أنت نابع من نظرتهم للتطابق بالأساس ..

    فالروايات تقول أن تلك السماوات من عالم الغيب والتفسيرات تنطلق من أنها من عالم المادة والحضور من حيث أنها فسّرتها تفسيرات مادية .. وهذا ما دفعني للبحث في اتجاه آخر غير الإتجاه المطروق حتى اليوم .. ينطلق من وجوب أن يكون التفسير لما هو من الغيب يناسب غيبيته وغير ملتفت بالمرة إلى المادة وشئون المادة ..

    ولعل الإشكال الرئيس الذي حدى بالجميع إلى التفسيرات المادية هو محاولة تفسيرهم لمفهوم اليوم بتفسير مادي فأسقطوا مفهوم عقولنا في عالم المادة للفظ "يوم" على لفظ "يوم" الوارد في الآيات التي تتحدث عن السماوات وكيفية خلقها فاختلفت مسالكهم حينئذ

    الثاني : كأنني لاحظت ذلك أيضا في كلماتهم

    الأول : المفروض أنك من يعارضني ويعاندي لا أن تتفق معي طوال الوقت

    الثاني : سأحاول ذلك ولكن كما تعرف أنا وأنت واحد فربما لن أستطيع الإشكال عليك كما تريد وتتمنى .. ولكن ربما يفعل ذلك أحد ممن يقرأون هذه السطور .. والآن قل لي كيف خرجت من هذا الإشكال وبما فسرت لفظ الأيام وعلى أي أساس فسرته؟

    الأول : أهم قاعدة في هذا التفسير هو أن تصدق كلمات الله ولا تشك بها أبدا .. فالإنسان عندما تصعب عليه فكرة ما في القرآن ولا يستطيع أن يفسرها يصعب عليه أن يقول أنني صعب علي فهمها أو أنها لا تطابق ما أعتقده وعليه فأنا مخطئ ويجب أن أذعن لما يقوله القرآن .. فتراه لصعوبة ذلك عليه يحاول أن يلوي معاني القرآن الكريم لتطابق فهمه ومعتقده هو ..

    ولذلك أخذت على نفسي أن أتبع النهج الذي سلكه أهل البيت صلوات الله وسلامه الله عليهم أجمعين وأمرونا أن ننهجه كذلك حينما نتدبر آيات القرآن الكريم .. فالقرآن لا يفسره ويبين معانيه إلا نفس القرآن الكريم وأهل البيت صلوات الله وسلامه الله عليهم أجمعين كذلك ..

    فالقرآن يفسر بعضه وأهل البيت يفسرونه أيضا وبنفس المستوى .. وهنا سأورد لك رواية من كلام أمير المؤمنين سلام الله عليه .. ورواية أخرى من كلام رسولنا صلى الله عليه وآله في تفسير القرآن ..
    أما الرواية عن الرسول فهي :

    جاء في أمالي الشيخ بإسناده عن عبد الله بن عباس و جابر بن عبد الله في حديث طويل عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أيام الله نعماؤه و بلاؤه و هو مثلاته سبحانه

    فالرسول صلى الله علي وآله رد معنى الأيام في الآية إلى حالة أو حالات .. فحالة نعمة وحالة بلاء

    أما الرواية عن أمير المؤمنين سلام الله عليه فتقول:
    قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الدهر يومان: يوم لك ويوم عليك، فان كان لك فلا تبطر، وإن كان عليك فاصبر، فكلاهما عنك سينحسر
    وهذه الرواية تقول كذلك أن الإمام إستعمل كذلك لفظ "اليوم" فيها ويقصد منه معنى الحال ومنه سأعتمد هذا المعنى للفظ "يوم" ومضاعفاته في الآيات التي تتكلم عن السماوات ولنرى ماذا سينكشف لنا من المعاني حينها أو لنقل سنرى حينها أي معاني جديدة يمكننا أن نفترضها في تفسير تلك الآيات الكريمة

    الثاني : مهلا مهلا .. تريد أن تبني كلاما ونظرية على معنى استحضرته من موضعين فقط؟

    الأول : كلا ما أريد قوله أن المعنى الحقيقي لكلمة يوم الوارد في القرآن الكريم في بعض مواضعه لم يكن يوما هو اليوم الزمني المحدود بل إنه منذ البداية كان المقصود به هو معنى الحال .. هذا المعنى الذي لم يلتفت إليه من أراد أن يفسر السماوات والأرض بالتفسير المادي لها كلها فقال أنه يوم له أول وله آخر سواء طال أو قصر هذا اليوم

    الثاني : أكمل
    الأول : خذ هذه الأية الكريمة وانظر كيف سيتبدل معناها إن قلنا أن المراد باليوم فيها هو الحال

    ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ () فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ

    وحيث أننا كنا قد قلنا أن السماء بمعنى عالم فسيكون معنى الأية بهذا الشكل .. ثم استوى للسماء الأولى الكبيرة وللأرض التي فيها فقضاهن سبعة عوالم في حالين وقضى في كل عالم منها أمره

    الأن أصبح لدينا معنى جديد للأية الكريمة .. سبعة عوالم في حالين .. فهل يوجد في كتاب الله ما يشير لتقسيم الوجود إلى حالتين وله علاقة بهذا المعنى الجديد الذي وصلنا له؟ إستمع لهذه الآيات وقل لي رأيك بها:

    وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
    وقوله تعالى
    قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
    وقوله تعالى
    قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ () سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ () قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ () يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ () سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ () بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ () مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ () عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
    وقوله تعالى
    قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
    وقوله تعالى

    جميع هذه الآيات الكريمة تبين أنه يوجد علاقة بين خلق العوالم بأراضيها وبين علم الغيب والشهادة فما هو وجه الملازمة هنا بينهما ؟ ولقد جاء لفظ عالم الغيب والشهادة في ستة مواضع غير هذه المواضع لو تفكرنا بها قليلا سنجد نفس التلازم بين الخلق وشؤن الخلق وبين العلم بالغيب والشهادة أيضا ... فجميعها تشير إلى أنها سبعة عوالم في حالتين ... حالة غيب وحالة شهادة
    أو يوم غيب ويوم شهادة


    أما بالنسبة للتلازم بين حالة العوالم السبعة وحالة الغيب وحالة الشهادة فلو دققنا النظر سنجد أن تلك العوالم هي بالفعل تتردد فيما بينها بين حالتين وهما حالة الغيب وحالة الشهادة

    فمن يعيش منا اليوم هنا هو يعيش حالة شهادته بينما بقية العوالم التي تحدثت عنها روايات المعراج ستكون بالنسبة له حالة غيب .. أي أن عالم النار غيب وعالم الملائكة كذلك غيب وعالم الجنة أيضا غيب

    ومن يوجد الآن في عالم الجنة سيعيشه بحال الشهادة بينما ستكون له بقية العوالم حالة غيب ومن يعيش الآن بعالم النار هو يعيشه بحالة الشهود وستكون له بقية العوالم حالة غيب

    وهكذا قس علاقة كل عالم ببقية العوالم ستجد أن حالتي الغيب والشهادة تحكم هذه العلاقة .. والله تبارك وتعالى يقول أنني أعلم بحال جميع تلك العوالم سواء ما كان مما تعتبرونه أنتم غيب أم كان مما تعتبرونه شهادة فأنا أعلم به جميعه وبكل تفاصيله فهي ((جميع العوالم)) بالنسبة لي شهادة

    الأن نحاول أن نجد ذكر تقسيم العوالم إلى حالين في القرآن الكريم من خلال هذه الأية الكريمة :

    وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ

    وقوله تعالى

    أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ

    وقوله تعالى

    قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ () سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ () قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

    وقوله تعالى

    أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ () إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ()
    فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَوهنا نرى أيضا ترابط وتلازم بين بين خلق العوالم ووصفها بالملكوت والملك وهما حالتان أيضا

    وسنلاحظ الحالين هنا أيضا

    إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ


    وهما حالة فعل الخلق وحالة فعل الأمر
    يتبع إن شاء الله




  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






    الثاني : لقد استخرجت كل هذه المعاني من افتراض لمعنى اليوم أخذته من آية واحدة ورواية وحدة كذلك؟

    بإمكاني أن أ أتيك بغيرها ولكن قد يتعبك التطويل ولا أريدك أن تتعب مني .. خذه هذه الآية مثلا

    وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ () إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ

    الآية الكريمة تريد أن تقول أن حالات الضيقة والشدة يداولها الله بين الناس فيبتليهم مرة بالشدة ومرة بالرخاء إختبارا لهم لكي يعلم الذين آمنوا منهم وهذا المعنى أقرب للقبول من لو افترضنا أنه يقصد بالأيام ما نعرفه من أيام الأسبوع والشهر والسنة فالآية بمعرض التكلم عن حالة واحدة وهي القرح الذي مس الجميع في وقت واحد وهو وقت المعركة .. .. .. هل اكتفيت أم تريد مثالا آخر؟

    الثاني : لا أعلم .. عليّ أن أراجع التفاسير قبل ذلك .. ولكن استمر في توضيح نظرتك للعوالم وتطابقها.

    الأول : جيد .. بما أنك قلت العوالم فسأورد لك رواية عن أهل بيت العصمة سلام الله عليهم وبعدها سنتحدث قليلا :

    عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال سألته عن السموات السبع فقال : سبع سماوات ليس منها سماء الا وفيها خلق ، وبينها وبين الاخر خلق حتى تنتهي الى السماء السابعة قلت والارض قال سبع منهن خمس فيهن خلق من خلق الله واثنان هواء ليس فيها شيء

    الرواية تقول أن العوالم سبعة وكلها مسكونة بخلق من خلق الله غير أن أرضين منها بحكم الهواء أو هما فعلا هواء رغم أن بها مخلوقاتها تستحق أن يفرد لها عالم منفصل عن غيرها إن كانت بحاجة لها ... الأن إحفظ هذه النتيجة وتعال معي نتدبر هذه الأية الكريمة :

    قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ () وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا
    وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ

    قلنا سابقا أنه جل جلاله قد خلق الأرض في حالين .. حالة غيب وحالة شهادة لسبعة عوالم ... وبالتأكيد يوجد في تلك العوالم السبعة مخلوقات تحتاج لأن يخرج لها من الأرض أقوات أو أن يكون مصدرأقواتها هو الأرض .. فمن تعرف من تلك العوالم الغيبية والشهودية من يحتاج إلى طعام وشراب يخرج من الأرض

    الثاني : أولا نحن الإنس وثانيا سكان عالم البرزخ بشقيه وأقصد اهل روضات الجنان وأهل حفر النيران و .... يبدو أنه لا يحضرني غيرسكان هذه العوالم الثلاث

    الأول : ماذا عن عالم الجن؟ ألا تعتقد أنهم يأكولون مثلنا ويشربون؟
    الثاني : بلى ولكن أليس هم معنا على هذه الأرض يعيشون ولكن لا نراهم؟

    الأول : هذا صحيح .. نحن لا نراهم ولكن هل يعني ذلك أنهم إذا أكلوا من زروعنا لن تظهر هي أيضا؟ أو أنهم إذا حاكوا ملابسهم من زروعنا ستختفي ملابسهم أيضا؟ وهل إذا اتخذوا من أخشابا وحديدنا أسلحة يتحاربون بها ستختفي تلك الأسلحة لأنها صارت لهم؟ أو إذا شربوا مائنا سيختفي لأنه دخل بطونهم؟

    وإذا قبلنا بهذا التعليل فيجب علينا أن نقبل أنهم إذا لمسونا سنختفي نحن أيضا أو إذا لمسوا مقتنياتنا ستختفي هي أيضا .. وهذا ما لا نشاهده من أمورنا وحياتنا .. وعليه يجب أن نسلم أنهم يعيشون بعالم منفصل عنا به يزرعون وبه يبنون وبه يرعون إبلهم وأنعامهم وبه يعيشون كما نعيش نحن هنا .. طبعا يعيشون به بما يناسب قدراتهم وتكوينهم

    الثاني : ماذا تقصد بقدراتهم وتكوينهم؟

    الأول : ألا ترى ان عفريتا واحدا كالذي كان بمحظر سليمان على نبينا وآله وعليه آلآف التحية والسلام يستطيع خلال يوم واحد أو عدة أيام فقط أن يبني له بيت يناهز حجمه حجم الأهرامات في مصر؟

    الثاني : وكيف ذلك؟

    الأول : لقد قال لنبي الله أنني أستطيع أن أحضر لك عرش بلقيس قبل أن تقوم من مقامك هذا .. وهذا الوقت قد يكون خمسة ثواني فقط .. ولا بد أنك تعرف أن عرش بلقيس يبلغ من الحجم والثقل إن لم نقل ضعف فهو لا يقل عن حجم وثقل أكبر أحجار الأهرامات .. وعليه فإن عفريت واحد يستطيع أن يحضر خلال يوم واحد الآلآف من تلك الأحجار ويبني منها لنفسه قصرا وبدون مساعدة أحد له

    الثاني متعجبا : من أين تأتي بهذه الأفكار الغريبة؟

    الأول : ثم ألا نؤمن جميعا أن رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله قد نزل بشريعة واحدة للإنس والجنّ معا؟ هل سمعت أنه نزل بشريعتين مختلفتين واحدة للإنس وأخرى للجنّ؟ وألا نؤمن أن هذا القرآن الذي بين أيدينا قد نزّل للجنّ تماما كما أنه نزّل للإنس

    وعليه فأحكام الجهاد والصوم والصلاة والوضوء والأغسال والخمس والزكاة وغيرها من أحكام العبادات والمعاملات في البيع والشراء تشملهم تماما كما تشملنا

    كل هذه الأمور والشواهد تدلنا على وجوب أن يكون عندهم مثل ما عندنا لينطبق عليهم ما انطبق علينا من أحكام الشريعة .. والروايات تشير إلى أنهم كانوا يرجعون إلى أئمتنا سلام الله عليهم أجمعين ليبينوا لهم أحكام دينهم

    الخلاصة التي أريد الوصول إليها أنه يوجد أربعة عوالم تحتاج إلى أرزاق الأرض وهي عالم الجنّ وعالم الإنس وعالم الجنة وعالم النار .. أما العالم الخامس وهو عالم الملائكة فأرزاقهم ليست من الأرض وإنما التسبيح والتهليل والتكبير ... وهذه خمسة عوالم

    الثاني : وماذا عن البقية؟ أقصد بقية السبعة عوالم

    الأول : هما عالم المثال وعالم العرش الذي هو العالم السابع الذي يحوي جميع تلك العوالم الستة وهو نفسه الذي قصدته بنور الشمس الذي يحوي جميع ألوان قوس الله والعرش هو من يحوي تلك العوالم الستة وهذا الإحتواء والهيمنة هو المقصود بالإستواء في هذه الآية الكريمة :

    إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
    يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ

    أمّا عالم المثال وهو عالم تجسد أخلاقنا فمخلوقاته وهي صور أخلاقنا لا تستطيع أن تترك أثرا على الأرض ودورها بالتأثير سيحين فقط بعد الموت .. فعليه فعالم المثال وعالم العرش لا يحتاجان إلى الأرض ولذلك قال عنهما الإمام أنهما هواء وليس فيهما شيئ


    الثاني : لا يمكنني أن أتصور أن ما تقوله حقيقي ، وإلا لكان الرسول والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين قد أوضحوا لنا ذلك بكلمات جلية لا تترك شكا لدى السامع كالشك الذي يعتريني الآن

    الأول : لقد حاول الأئمة فعلا أن يبينوا للناس هذه النظرة ولكن الناس لم تكن مستعدة لتصديق ذلك بعد ، وعندما حاول الإمام علي سلام الله عليه أن يبين لهم بعض من تلك الخفايا حين خطب قائلا : سلوني قبل أن تفقدوني لاني بطرق السماء أعلم من العلماء، وبطرق الارض أعلم من العالم، قابلوه بالسخرية والإستهجان حتى سأله أحدهم كم في رأسي ولحيتي من شعر

    أقول الناس لم تكن مستعدة بعد لفهم هذه الرؤية الكونية ولكنهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أدرجوا إشارات واضحة في كلامهم وسيرتهم تشير إلى هذا المعنى فتشرحه قولا وفعلا كما أن آيات القرأن الكريم تؤيد هذا المعنى أيضا

    الثاني : ولكنني قد قرأت القرآن كثيرا وتأملته وتفكرت به أيضا كثيرا فلم ألحظ شيئا ما تقوله؟

    الأول : بما أنك فهمت إجمالا تلك النظرة التي أريد أن أوصلها لك فسأقوم بعد قليل بتبيان بعض الروايات والآيات الكريمة التي تؤيد هذا المعنى وهذه النظرة لتطابق السماوات والأرضين وبعد ذلك سنشاهد عن أي أسألة صعبة وأي إشكالات قد يـُــشكلها العقل أو قد يـُــشكلها المخالف كذلك وتجيب عنها هذه النظرة للسماوات بكل سهولة ،ولكن قبل ذلك سأوجز الفكرة بكلمات قليلة:

    نحن في هذه الغرفة نجلس ، ونفس هذ الحيز المكاني الذي تشغله هذه الغرفة في الوجود قد يوجد فيه مجموعة من المؤمنين في إحدى روضات الجنان ، يتسامرون مع بعضهم البعض، ويفصل بيننا وبينهم حجاب، فلا نراهم ولا يروننا ، وفي نفس هذا الحيز المكاني من الوجود ، قد يكون فرعون وقومه يعرضون فيه على النار غدوا وعشيا ، ويفصل بيننا وبين أهل روضات الجنان وبينهم حجاب آخر

    وفي نفس هذا الحيز المكاني من الوجود ، قد يكون فيه بيت تسكنه عائلة مؤمنة من الجنّ ، وبيننا وبينهم حجاب يحجبنا عنهم ، ويحجبهم ويحجب أهل الجنة وأهل النار من رؤية بعضهم للبعض الآخر ، ومن نفس هذا الحيز المكاني من الوجود تخرج الملائكة من عالمها وتلج في عالمنا لتقوم بمهامها الموكلة إليها من ربها

    ومنه أصبح أمر عالم المثال واضح ، أمّا عالم العرش فهو عالم تدبير كل ذلك ، فأينما تذهب فالعرش أمامك ، فإن نزلت في باطن الأرض فهناك العرش وإن صعدت في الجو فهناك العرش وأينما تولي وجهك فثمة عرش هناك

    والآن خذ هذه الرواية الشريفة التي حاول الإمام فيها أن يوضح الحقيقة للسائل ولكن السائل لم يحتملها فقربها له بشكل أبسط يقبله عقله فالأئمة سلام الله عليهم يكلمون الناس على قدر عقولهم :

    قيل لابي الحسن الرضا عليه السلام اخبرني عن قول الله عزوجل:{ والسماء ذات الحبك } فقال هي محبوكة الى الارض وشبك بين اصابعه فقلت كيف تكون محبوكة الى الارض ، والله يقول رفع السماء بغير عمد ترونها ، فقال سبحان الله اليس الله يقول بغير عمد ترونها فقلت بلى فقال : ثم عمد ولكن لا ترونها ، قلت كيف ذلك جعلني الله فداك

    قال :
    فبسط كفه اليسرى ثم وضع اليمنى عليها
    فقال : هذه ارض الدنيا والسماء الدنيا عليها ، فوقها قبة و الارض الثانية فوق سماء الدنيا ، والسماء الثانية فوقها قبة والارض الثالثة فوق السماء الثانية والسماء الثالثة فوقها قبة والارض الرابعة فوق السماء الثالثة والسماء الرابعة فوقها قبة والارض الخامسة فوق السماء الرابعة والسماء الخامسة فوقها قبة والارض السادسة فوق السماء الخامسة ، والسماء السادسة فوقها قبة

    والارض السابعة فوق السماء السادسة
    والسماء السابعة فوقها قبة وعرش الرحمن تبارك وتعالى فوق السماء السابعة ، وهو قوله عزوجل : خلق سبع سموات طباقا ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن


    فالسائل لم يستطع هنا أن يقبل أو يتصور كيف أن السماوات محبوكة حبكا عندما شبك الإمام بين أصابعه الشريفة ، وعندما رأى الإمام أن السائل سينكسر قدم تصوير أبسط فبسط كفه اليسرى ثم وضع اليمنى عليها فقبل السائل عندها هذا المعنى والتصوير ولا شك أن التصوير الأول أقرب للمعنى الذي يريده الإمام ولكن السائل لم يتحمله فجاء بالثاني رأفة به

    وأغلب الناس اليوم باقين على المعنى الثاني أو التصوير الثاني لأنهم لا يحتملون المعنى الأول كونه يستبطن عدميتهم ولا شيئيتهم قبال الله وهذا ما لا يمكنهم تحمله


    الثاني : لنقل أنني لم أقتنع من أن هذه الرواية تشير لنظرتك التي تريد توضيحها فهل عندك من آية قرآنية تشير بوضوح للمعنى الذي تريده أنت؟

    الأول : لا توجد آية صريحة بهذا المعنى ولكن توجد آيات كثيرة لو جمعتها مع بعضها البعض ستجد لو تفكّرت بها قليلا أنها لا تشير إلا لهذا المعنى، وكما قلت لك قبل ذلك أنها سترشدك لمعناها وحقيقتها بشرط أن تصدقها على ما هي عليه ولما تشير له نفس الألفاظ لا أن تأوّلها فيضيع المعنى الحقيقي وينصرف للمعنى الذي تريده أنت للآية، خذ هذه الآية الكريمة مثلا وتفكّر بها قليلا:
    الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ () ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ

    فحين يقول لك خالقك إرجع البصر ماذا تفهم منه؟ هل تفهم منه مثلا أنه خلق لك بصرا يعجز عن رؤية تلك الفطور ثم يتحداك برؤيتها إن وجدت؟ أو هل تفهم منه أن بصرك يحتاج إلى آلة قوية لكي يصل بها إلى رؤية الحدود الفاصلة بين السماوات؟ الله تبارك وتعالى يقول لك هذا البصر الذي وهبتك إياه يستطيع أن يميز الأخطاء والهفوات في ما أخلقه إن وجدت، ولكنه يقول انني أخلق بإحكام وبلا هفوات بحيث انك لن تستطيع أن تجد ولو هفوة واحدة في ما وصفه بأنه أصعب وأكبر من خلق جميع الناس ((لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)) ولو انك دققت النظر وأعدته مرة واثنتين وثلاثة وحتى ينتهي عمرك بالمراقبة لن تستطيع أن ترى أي هفوة في خلقي .. الآن حاول أن تنظر لنفس الضوء هل تستطيع أن تراه أو أن ترى الألوان المتداخلة فيه كيف هي فيه متداخلة؟ نعم تستطيع ذلك من حيث وبآلة فقط .. ولو كنت تعتقد ما أعتقده في كيفية تطابق السماوات فهل تعتقد أن الهفوات في خلق السماوات لو كانت موجودة لكان من الصعب عليك رؤيتها؟ بالتأكيد أنك ببصرك المجرد وبدون أي مجهود أو أي آلة سيمكنك أن تميز تلك الهفوات والفطور وسيمكنك رؤية ما بين تلك الفطور من بقية العوالم المحيطة بنا ..... والآن خذ هذه الآية الكريمة الثانية وصدقها كما هي ولا تحاول أن تأوّلها

    أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا () وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ()

    وحاول أن تتخيل السماوات كما وصفتها لك ، عن نفسي سأقول أنّ معنى الآية الكريمة هو أنه تبارك وتعالى قد خلق سبعة عوالم متطابقة على الشكل الذي وصفته لك وجعل فِيهِنَّ ليلا وجعل فِيهِنَّ نهارا .. جميع العوالم فيهن ليل ونهار والروايات الشريفة والقرآن الكريم يؤيد هذ المعنى في وجود الليل والنهار، خذ مثلا هذه الآية التي تصف حال فرعون وقومه الآن : النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ فقوله تبارك وتعالى غُدُوًّا وَعَشِيًّا يدلك على تتابع الليل والنهار على أهل البرزخ، أما وجود الليل والنهار في الجنة سأتر ك هذه الرواية الشريفة تصفه لك :
    فعن ابى رفعه قال سئل الصادق عليه السلام عن جنة آدم أمن جنان الدنيا كانت ام من جنان الآخرة فقال كانت من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر ولو كانت من جنان الآخرة ما اخرج منها أبدا آدم ولم يدخلها إبليس .. الحديث

    وفي تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان ، قال : سئل أبو عبد الله ( عليه السلام ) وأنا حاضر : كم لبث آدم وزوجته في الجنة حتى أخرجهما منها خطيئة ؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى نفخ في آدم روحه
    بعد زوال الشمس من يوم الجمعة ثم برء زوجته من أسفل أضلاعه ثم أسجد له ملائكته وأسكنه جنته من يومه ذلك ، فو الله ما إستقر فيها إلا ست ساعات من يومه ذلك حتى عصى الله تعالى ، فأخرجهما الله منها بعد غروب الشمس وصيرا بفناء الجنة حتى اصبحا
    فبدت لهما سوآتهما وناداهما ربهما : الم انهكما عن تلكما الشجرة فاستحيى آدم فخضع وقال : ربنا ظلمنا أنفسنا وإعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا ، قال الله لهما إهبطا من سمواتي إلى الارض ، فانه لا يجاورني في جنتي عاص ولا في سمواتي.

    وكما تلاحظ أن جنة آدم الأرضية بها يوم جمعة وتطلع بها الشمس وتزول وتغرب وعلة صلاة الغفيلة أالتي نصليها عند الغروب انه تاب بها آدم عليه السلام


    وسأروي لك بعض الروايات الأخرى وأترك لك تصور المشهد الذي يرسمه لك عقلك من تلك الروايات لو فسرتها حسب رؤيتي لتطابق السماوات ، الرواية الأولى تقول :

    سأل ابن الكوا أمير المؤمنين عليه السلام عن البيت المعمور والسقف المرفوع قال عليه السلام: ويلك ذلك
    الضراح بيت في السماء الرابعة حيال الكعبة من لؤلؤة واحدة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة، فيه كتاب أهل الجنة عن يمين الباب يكتبون أعمال أهل الجنة، وفيه كتاب أهل النار، عن يسار الباب يكتبون أعمال أهل النار بأقلام سود، فإذا كان مقدار العشاء
    ارتفع الملكان فيسمعون منهما ما عمل الرجل فذلك قول تعالى :{هذا كتبنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون}. انتهى

    وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال : لو القي حجر
    من العرش لوقع على ظهر بيت المعمور ولو القي من البيت المعمور لسقط على ظهر البيت الحرام

    وهذا بعض من حديث المعراج وهو ما فيه الحاجة إليه في هذا الموضع :

    ثم قيل لي : ارفع رأسك يا محمد ، فرفعت رأسي فإذا أطباق السماء قد خرقت ، والحجب قد رفعت ، ثم قال لي : طأطىء رأسك انظر ما ترى ؛ فطأطأت رأسي ، فنطرت إلى بيت مثل بيتكم هذا ، وحرم مثل حرم هذا البيت ،
    لو ألقيت شيئاً من يدي لم يقع إلا عليه ، فقيل لي : يا محمد إن هذا الحرم وأنت الحرام ولكل مثل مثال .. انتهى

    في ما مضى واعتمادا على التفسيرات المادية للسماوات السبع وكونها منفصلة عن بعضها البعض بمسافات شاسعة من الفراغ الكوني كنت أتعجب وأتحير وانكر كذلك هذا الحديث فكيف لحجر صغير أن يلقى من تلك السماوات كيف له أن يعبر الفضاء الشاسع متحديا جميع القوى الطبيعية ليصل للسماء الدنيا التي كنت أعتقد أننا فيها ثم يتوجه نحو كوكب الأرض من تلقائه وأخيرا يخترق الغلاف الجوي وبدون أن يحترق ثم وبدون أجهزة توجيه أو إشارة بأن الملائكة هي من تحمله أو توجهه وبدون أي تدخل إلهي يجتاز ذلك الحجر جميع تلك المعوقات ليصادف زمانا ومكانا الكعبة ويقع عليها تأكيدا لتأكيد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله حين قال: لو ألقيت شيئاً من يدي لم يقع إلا عليه، أما الآن وبهذه النظرة الجديدة للسماوات فوقوع ذلك الحجر أو الشيئ لو ألقي من البيت المعمور فوق الكعبة هو أمر بديهي وتحصيل حاصل، فالبيت المعمور هو فعلا وحقيقة فوق الكعبة المشرفة ولكننا لا نراه لأنه ليس من عالمنا أو ليس من سمائنا بل من عالم آخر

    ومن هذه الرواية وبهذه النظرة الجديدة للسماوات ستجد كذلك أنه من الطبيعي أن لا يبرد فراش النبي صلى الله عليه وآله حين عرج به للسماوات وعاد، فهو رغم أنه عــُـرج به لسبع سماوات ولكنه لا يزال في حدود مكة لم يخرج منها بعد ولا يزال فيها، فبما أن البيت المعمور هو فوق الكعبة المشرفة فكلاهما إذن في مكة، وعليه فالعروج بين السماوات لا يحتاج للحركة عكس الإسراء فالإسراء يجب أن يكون بين نقطتين ولهذا قال البيت الحرام والمسجد الأقصى عندما تحدث عن الإسراء، أما العروج للسماوات فلا يحتاج للحركة أساسا حسب هذه النظرة وإنما يحتاج إلى إذن تكويني إلهي.


    الأول : قبل أن تسأل أريد أن أقول موجزا مرة أخرى أنه حيز مكاني واحد هو حيز هذه الأرض، ولكن تتشارك به سبعة عوالم، ولكل عالم منها أرض منفصلة عن غيرها ومعالمها تختلف عن الأخريات بما يناسب الغرض من إنشائها، فإن كانت للنعيم فروح وريحان وإن كانت للوعيد فويل للمكذبين مما فيها، وإن كانت للإختبار فبها من كل ما سئلنا، وإن كانت للملائكة فبما يناسبها نجد فيها

    وهذا الحيز المكاني الواحد كما أوضحت لك قبل قليل يستمد إضائته نهارا من هذه الشمس وليلا من هذا القمر
    أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا () وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا

    إنتبه لقوله تعالى فِيهِنَّ، فهما أي الشمس والقمر في جميع تلك السماوات السبعة الطباقا نورا وسراجا، وكون القمر تحديدا لا ينير إلا من جهة واحدة وهي المقابلة للأرض، فوجب حينها أن تتشارك جميع تلك السماوات على أقل تقدير بهذا الحيز المكاني الذي تشغله الأرض

    وقد يقول قائل أن قوله تعالى وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ لا يعني فقط هذا القمر أو هذه الشمس بل عموم الأقمار في الفضاء وعموم الشموس فيها كذلك، فنقول لهم أن منهجنا هو أن القرآن يفسر بعضه البعض الآخر وقد قال تعالى في مكان آخر
    هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
    أن القمر المنير والشمس المضيئة إنما هما اللذان نراهما من فوقنا وبهما نعلم عدد السنين والحساب ومنهما نعلم مواقيتنا وحجنا كذلك
    يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

    وكما ترى فالأحاديث والآيات توافق ما ذهبنا إليه من المعنى .. ولكن المطلوب منك أن تصدق أن هذا القرآن لا يتحدث بطلاسم وأنه مبين يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ
    وَكِتَابٌ مُّبِينٌ

    وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ
    آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ

    نعم هذا الكتاب مبين وواضح بحيث لا يحتاج من أحد أن يبينه ويوضحه أكثر .. ولكن بشرط أن يكون مصدقا أنه لا باطل يأتيه منه لا من خلفه ولا من أمامه .. ولو أن جميع الناس صدقوا به بهذا الشكل لما أحتاج الله لقرآن ناطق يشرحه
    ولكنه تبارك وتعالى علم أن أغلب الناس للحق كارهون
    فأنزل مع كتابه نور يكشف به الجهل والشك من عقول الذين يساورهم الشك في أن هذا الكتاب مبين وأن آياته واضحات لا يشك بها إلا من سفه نفسه

    إذن المسألة في السماوات السبعة واضحة ولكن بشرط أن تصدق بكلام الله وأهل بيته سلام الله عليهم أجمعين وسوف أكمل معك موردا لك أيات وروايات كنت تعدها في ما سبق من الطلاسم ولكن مع هذه النظرة الجديدة للسماوات السبع وتطابقها ستجدها إن شاء الله من الواضحات اليسيرات والبديهيات البسيطات كذلك

    الثاني :
    هل يمكنني أن أسأل شيئا قبل أن تكمل التوضيح؟

    الأول : بالتأكيد، تفضل

    الثاني :
    لماذا جعل التطابق على هذا النحو الذي تصفه ولم يجعله بالنحو الذي نتصوره نحن أي طبقات بعضها فوق بعض تفصل الثانية بها بين الأولى والثالثة والثالثة بين الثانية والرابعة وهكذا دواليك؟

    الأول : توجد عدة إجابات لهذا السؤال ولكن أبسطها وأكتفي به أنه وحيث أن الله جل جلاله له الأسماء الحسنى كلها فوصفنا للخلق على هذه الصورة الثانية أنسب له تبارك وتعالى من الصورة الأولى

    الثاني : ولماذا؟

    الأول : لنفترض أنه يوجد خالقين اثنين، أولهما جعل التطابق على الصورة الأولى ((طبقات بعضها فوق بعض)) والثاني جعل التطابق على الصورة الثانية ونريد أن نعقد مقارنة بينهما فنسئل :

    س 1- هل من جعل التطابق على الصورة الإولى أقدر على الخلق أم من جعله على الصورة الثانية هو أقدر؟
    ج - لا شك أن من جعله على الصورة الثانية أقدر من الأول

    س 2- هل من جعل التطابق على الصورة الإولى مستغنى عن المكان أم من جعل التطابق على الصورة الثانية هو المستغني؟

    ج- لا بد أن الثاني هو المستغني .. فالثاني يستطيع أن يجعل ملايين العوالم فوق بعضها البعض بل وبعدد أنفاس الخلائق كذلك وجميعها يجعلها في نفس الحيز ((جميعها في المشكاة)) فلا حاجة له لحيز آخر.

    س 3- هل من جعل التطابق على الصورة الإولى أعلم أم من جعله على الصورة الثانية؟
    ج- بالتأكيد هو الثاني

    س4- هل من جعل التطابق على الصورة الإولى ...

    الثاني مقاطعا : أعتقد أن من خلقها على الصورة الثانية سيكون دائما أفضل من خلقها على الصورة الأولى

    الأول : وهذا هو المطلوب، فنحن إذن ننسب الأكمل للأكمل، والأجمل للأجمل، والأقوى للأقوى، والأعلم للأعلم وهلم جره ... ولن نرضى عن ذلك لمن نعبده بديلا، ومن يريد أن يعبد إلاها لا يخلق الأجمل والأكمل فهو وشأنه

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






      الثاني : ولكنك لم تأتني بشيئ حتى الآن عن عالم المثال الذي تقول أنه أحد تلك العوالم، فهل عندك شيئ عنه؟

      الأول : بالتأكيد، هذه الرواية مثلا :

      وعن أبي سليمان داود بن عبدالله ، عن سهل بن زياد ، عن عثمان بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصـير ، قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : أنا مولاك ومن شيعتك ، ضعيف ضرير ، فاضمن لي الجنة ، قال : « أولا اُعطيك علامة الأئمّة أو غيرهم ؟ » قلت : وما عليك أن تجمـعهما لي ، قال : « وتحبّ ذلك ؟ » قلت : وكيف لا اُحبّ ، فما زاد أن مسح على بصري فأبصرت جميع ( الأئمّة عنده ، ثمّ ما في السقيفة التي كان فيها جالساً.

      ثمّ قال : « يا أبا محمّد مدّ بصرك فانظر ماذا ترى بعينك ؟ » قال : فوالله ما أبصرت إلاّ كلباً أو خنزيراً أو قرداً ، قلت : ما هذا الخلق الممسوخ ؟ قال : « هذا الذي ترى هو السواد الأعظم ، ولو كشف الغطاء للناس ما نظر الشيعة إلى من خالفهم إلاّ في هذه الصورة ».

      ثمّ قال : « يا أبا محمّد إن أحببت تركتك على حالك هذا وحسابك على الله ، وإن أحببت ضمنت لك على الله الجنّة ، ورددتك إلى حالك الأول » قلت : لا حاجة لي في النظر إلى هذا الخلق المنكوس ، ردّني ردّني إلى حالتي ، فما للجنة عوض ، فمسح يده على عينيّ فرجعت كما كنت .

      طبعا الإمام سلام الله عليه لم يسحر عين ابو بصير فأراه ما لم يكن موجود، بل إنه رفع عن عينيه حجاب فمكنه بذلك من رؤية صورهم المثالية الموجودة معهم في كل حين، ليس وهم حول الكعبة المشرفة فقط، بل كذلك وهم في أي مكان وفي أي زمان، نفس هذه الصورة ذكرها النبي صلى الله عليه وآله في هذه الرواية :

      عن قيس بن عاصم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: يا قيس "إن مع العز ذلاً، ومع الحياة موتاً، ومع الدنيا آخرة، وإن لكل شيء رقيباً وعلى كل شيء حسيباً، وإن لكل أجل كتاباً، وانه لابد لك من قرين يدفن معك وهو حي وتدفن معه وأنت ميت، فان كان كريماً أكرمك، وإن كان لئيماً ألأمك، ثم لا يحشر إلا معك ولا تحشر إلا معه ولا تسأل إلا عنه، فلا تجعله إلا صالحاً، فانه إن صلح أنست به وإن فسد لا تستوحش إلا منه وهو فعلك ".

      وليس نحن فقط من لنا تلك الصور، وليس جميع البشر وحدهم من لهم تلك الصور، بل حتى الجنّ لهم كذلك تلك الصور، وهذه الصور تتحرك معنا، تتطور وتتشكل تبعا لأعمالنا في عالم منفصل، فهذا العالم تتشكل به صور أعمالنا وأخلاقنا، ونحن من يرسمها ويشكلها بإرادتنا وفعلنا، ولعلك سمعت عن بعض العلماء الأفاضل ممن ابتلاهم الله بالإطلاع على صور ذلك العالم وبرؤية الناس على تلك الصور الممسوخة ولكنهم كانوا مضطرين رغم ذلك لأن يتعاملوا مع ظواهر الناس وكأنهم لا يعلمون بحقيقتهم ولا يرون حقيقة عملهم وأخلاقهم

      وفي هذا العالم يتبين لنا كيف أن الله هو أسرع الحاسبين، فثوابه به وعقابه هو كلمح بالبصر أو هو أقرب، فما تكاد تفعل الفعل حتى يكتب لك به جزائك عقابا أو ثوابا، فتتبدل به صورتك حسنا أو قبحا حسب طبيعة الفعل، وحين الموت حين تنفصل علائق نفسي مع بدني الطيني هذا وترتبط بهذا الجسد البرزخي الذي رسمته لنفسي خلال حياتي، لن تحتاج الملائكة حين تتوفاني لكثير مجهود لتعرف كيف يجب عليها أن تستقبلني، فإن رأتني على صورة الوحوش ستسوقني ضربا على وجهي الحيواني ودبري الوحشي
      فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ فالملائكة في نفس لحظة التوفي يضربون من سوّل لهم الشيطان وأملى لهم، أما الذين تتوفاهم الملائكة وصورهم البرزخية طيبة جميلة سيستقبلونهم أجمل استقبال ويتوفونهم بأجمل ترحيب الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ




      المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يا علي
      طالب التوحيد متألق أدمنت قراءة مواضيعك بارك الله بك



      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






      أخي الكريم "يا علي": أشكر لك حسن ظنك بي واستقبالك لما اكتب استقبال حسن ولكنه كما ترى مجهود متواضع لفكرة كبيرة أتمنى أن يتبناها من له المقدرة العلمية وعنده الوقت الكافي لكي يشبع هذه الفكرة بحثا واستدلالا وإن ثبتت لديه يشبعها إثباتا لغيره، من قرائتي أعرف أن فكرة وجود الجنة والنار على أرضنا هذه وكونهما الآن موجودتان ليست بالفكرة الجديدة وآخر من قرآت لهم كان سماحة‌ العلاّمة‌ آية‌ الله‌ الحاجّ السيّد محمّد الحسين‌الحسيني‌ّ الطهراني‌ّ في كتابه معرفة المعاد الذي قضيت مساء الأمس كله أحاول أن أنسخه لنسخة خطية بنظام word وحين وصلت لنسخ المجلد التاسع وجدت أنه يتبنى فيه فكرة وجود الجنة والنار الآن على هذه الأرض ولكن بشكل طولي لا يتعارض مع وجود عالمنا هذا، وقدم لذلك الكثير من ألايات والأحاديث المثبتة أو المشيرة لهذا المعنى، فأصل إمكانية الفكرة إذن موجودة ومطروحة ولا تحتاج إلى اقناع، ولكن توسيعها وتكبيرها بحيث تشمل العوالم كلها هو ما يحتاج إلى بحث ومجهود واثبات، لأنه إذا أثبتت هذه القضية بشكل مقنع وكامل ستنكشف معاني جديدة لآيات القرآن الكريم وسيفسر القرآن حينها بتفسير مغاير لما نعرفه اليوم ويطابق في نفس الوقت لما يقوله أهل البيت كذلك ، خذ مثلا هذه الآيات الكريمة :

      وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (45) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ (46) وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (47) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (48) وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (49) أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (50) وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (51) الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (52) وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (53) هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (54) إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ


      هذه الآيات الكريمة تصف لنا كيف أن الجميع يرى الجميع في يوم القيامة فأهل الجنة يرون أهل النار ويعيّرونهم بحالهم ويوّبخونهم ويكلّمونهم بلسان النبي صلى الله عليه وآله الذي كلم به كفار قريش في قليب بدر، فقد فتحت لهم نافذة يطلعون منها على أهل النار بل ويحدثونهم منها كذلك، تماما كتلك النافذة التي أكد النبي صلى الله عليه وآله حين عاد من معراجه إلى السماوات أنه لو ألقى حجرا منها لما سقط إلا على الكعبة الشريفة، تلك النافذة التي فتحت للرسول صلى الله عليه وآله تشبه هذه النافذة التي فتحت لأهل الجنة والتي هي كذلك من قربها وواقعيتها سيجزم الكفار أن لو أهل الجنة ألقوا إليهم ببعض الماء منها فإنه لن يسقط إلا عليهم، وفي هذا اليوم ستفتح نوافذ متعددة بين أهل الموقف وأهل الجنة واهل النار، وسيرى أهل الموقف من خلالها حال من في الجنة وسيلقون إليهم بالسلام ويتمنون أن يكونوا معهم، وسيطلعون على أهل النار ويتعوذون من أن يصبح مصيرهم كمصير أهل النار، كل هذا والجميع يسمع ويرى الجميع، وهذا يدل على القرب فيما بينهم بحيث يسمعون كلام بعضهم، فالجنة والموقف والنار هنا لا تفصلها مسافات وأزمنة عن بعضها البعض بل هي حـُــجب باطنها فيها الرحمة وظاهرها من قبلها العذاب

      وانظر لهذه الآية الكريمة

      يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ (14) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى
      وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ

      عجيب هو هذا المنظر سيقول المؤمن به للكافر (( حبيبي تريد شويه من نوري؟ تتدلل إن شاء الله ، بس بلا زحمه ارجع شوية لِـوره خاطر أكدر أطّيك شويه منه )) في هذا المنظر يقول أنه من قرب المؤمن والكافر به من بعضهما البعض سيطلب المؤمن من الكافر أن يرجع للخلف قليلا حتى يستطيع أن يعطيه بعض النور ثم يغلق الباب بوجهه، كما لو أن أحدهم يقف بباب خصمه وعلى عتبة الدار، ونصفه بالخارج والنصف الآخر بداخل البيت، فيدفعه صاحب البيت للخارج دفعة بسيطة ثم يغلق الباب بوجهه بقوة لكي يهينه أكثر

      والأن سوف لن نتعجب من مناسبة قوله تعالى في سورة الأعراف بعد أن بين تفاصيل الحديث الذي دار بين أهل الموقف ومن على الأعراف وأهل الجنة وأهل النار .. أقول الأن لن نتعجب من ختمه للمنظر بقوله تعالى:

      إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ

      فالموقف والجنة والنار إنما هي بعض تلك العوالم وختمه تعالى الحديث عنها بكيفية خلقها لها وسيطرته عليها من عالم العرش وإحاطته لما يجري فيها وفيما بينها أنما يدل على الترابط في ما بين أول الحديث وآخره



      يتبع إن شاء الله


      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد وآل محمد
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        اليوم وبعد أن أوردنا فيما سبق بعض تطبيقات ومشاهد تطابق السماوات المتداخلة كتداخل مكونات ضوء الشمس سنقرأ الآيات التالية ونحاول أن نتصور أحداثها وفق التصور الجديد:

        بسم الله الرحمن الرحيم



        أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا () وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا () وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا () وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا () وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا () وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا () وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا () وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا () وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا () لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا () وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا () إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا () يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا () وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا () وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا




        تأمل هذه الآيات الكريمات ستجد انها تصف مرحلتين والفاصلة بينهما أي البداية والنهاية والفاصلة بينهما فيبدء بقوله تعالى: أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا () وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا () ويصل لقوله تعالى إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ثم لقوله تعالى وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا .. أي أن ما كنت تحسبه شيئا وأعظمه الأرض والجبال سيتضح لك أنهما لم يكونا شيئا وأنهما كانتا سرابا يحسبه الضمئان ماء يروي وأنهما حقيقة كانتا مجرد وهم كان علينا لزاما أن نعيشه بجوارحنا ونهجره بعقولنا.

        وما يتصل ببحثنا بشكل مباشر سنجده في قوله تعالى
        وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا .... وكيف أن هذه السماء المفصـّـلة أو المقـّـسمة لسبع سماوات ستفتح منها أبواب بعد النفخ على ساحة المحشر وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا ((هذه الأبواب هي مثل تلك الفطور التي تحدانا أن نراها ولكنها في هذا اليوم ستعتبر فطور منظمة تدل على القدرة والعظمة لا على الضعف في الخلق، وسندرك يومها أننا كنا نستطيع رؤية تلك السماوات لو كان فيها فطور مثل هذه، فيمكننا أن نطلع منها على شؤن العوالم الأخرى من حولنا، وأن تحديه حينها لنا برؤية الفطور كان يشير بإمكانية الرؤية بالعين المجردة تماما كما أننا سنراها يومها))، المهم ستفتح السماء أبوابها ويبدء عمـّـار كل سماء منها بالخروج من تلك الأبواب تباعا ليجتمعوا جميعهم في ساحة الموقف، جميع أهل الأرض من الإنس والجنّ من كان منهم ومن يكون حتى يوم النفخ في الصور، أكانو من أهل روضات الجنان من الإنس والجنّ، أو كانوا من أهل حفر النيران من الإنس والجن .. أما الملائكة فسيخرجون بدورهم من عالمهم صفا صفا بمنظر رهيب يفوق ما يرهبنا به اليوم حكام هذه الأرض باستعراضاتهم العسكرية، في ذلك اليوم سيفتح لسكان تلك العوالم أبواب من حيث هم للموقف فيدركون أنها دعوة للخروج منها، فيخرجون منها على صورهم البرزخية، و صور أكثرهم حينها ستكون كصور الوحوش
        وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ فيتوجهون للموقف ويحشرون به جميعا جنبا إلى جنب، ليبدء يوم طويل هو يوم الحساب

        اليوم سوف أحدثك عن آيتين كريمتين إستعملها ويستعملها الكفار والمنافقون كذلك ليقولوا أن القرآن الكريم فيه تناقض، ورغم أن الرسول الكريم صلوات الله عليه وآله أعطى إشارات واضحة بوجوب إرجاع معناها ووجودها للمعايير الغيبية، لكنني وجدت أن أغلب من قرئت لهم من المفسرين حينما مروا على هذه الآيات حاولوا أن يفسروها تفسير علمي طبيعي يعتمد على المفهوم العامـّي للمادة، وذلك رغم أن عقول أغلب المفسرين على ما هو مشهور ليست عقول علمية مختبرية قدر ما هي عقول غيبية ملكوتية تعتمد على النص والتفكر

        الآن أنظر لقوله تعالى:

        سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ

        وإلى قوله تعالى:

        وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ

        وإلى ملخص إشكال المستشكلين

        روي في حديث: أن المشركين سألوه صلى الله عليه وآله عن مكان
        هذه الجنة إذا كانت عرضها كعرض السماوات والأرض، فأنزل الله
        تعالى: (أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن
        يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم)


        يعنون بكلامهم إذا كان عرض الجنة كعرض السماوات والأرض فأين نحن منها ولماذا لا نراها؟
        ألسنا نحن كذلك في إحدى تلك السماوات؟

        معنى لسانهم فسر لنا هذا التناقض في قرآنكم الذي تدعون أنه منزل من السماء

        و روي أن رسولا لهرقل عظيم الروم سأل النبي صلى الله عليه
        وآله، فقال: سمعناك تدعو إلى جنة عرضها السماوات والأرض،
        فأين النار إذن!، فقال صلوات الله عليه وآله : سبحان الله، إذا جاء النهار فأين
        الليل

        وهنا اتفق هدف المستشكل النصراني مع هدف المشركين، فأورد نفس الإشكال ولكنه افترض أن ذلك يحدث بعد فناء عالم الدنيا وانتهائه، فكونه رسول هرقل يعني أن له اعتقاد بالجنة والنار ولا يريد أن يـُـفهم من كلامه أنه ينكر وجود النار

        ولكنه أراد كما المشركين أن يشكك بصدقية القرآن الكريم ويلمح إلى تناقضه وهنا كانت طريقة رسول الله صلى الله عليه وآله في إسكاتهم وإفحامهم طريقة إلهية قرآنية فضرب لهم ألليل والنهار مثلا، وفي هذا إشارة لقوله تعالى:

        أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ

        والذي جاء تكملة وتوضيحا لما ورد من كلامه قبل آيتين حين قال:

        وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (26) لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ

        وقوله تعالى:
        إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الأَلْبَابِ

        وقوله تعالى:
        خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ




        ومعنى هذا المثل أن من يكونون في الليل لا يدركون من هم في النهار وجميعهم على هذه الأرض، ومن في النهار كذلك لا يدركون من في الليل رغم أنهم كذلك يعيشون على نفس الأرض، فالله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وآله قربا للمشركين فهم مسألة غيبية ببيان واقع مادي محسوس

        أما اليوم إذا أشكل عليك أحدهم بهذا الإشكال أو حدثتك نفسك الأمارة بالسؤ بهذا، كما يحدث لكثير من المؤمنين، فجوابه عندك سهل يسير فهما متطابقتان بإذن الله تطابق حبكٍ وتطابق طبق عن طبق وتطابق حيز فوق نفس الحيز، ولا تفصلهما المسافات والأزمنة بل حجب باطنها فيه الرحمة وظاهرها من قبلها العذاب.


        يتبع إن شاء الله

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وآل محمد
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          إخوتي الكرام : الإنترنت فعلا نعمة عظيمة جعلت الكرة الأرضية كقرية صغيرة، فما يكاد يظهر فيها فكر في الشمال حتى يتعرّف عليه جميع سكانها

          خلال تجولي في عوالم الدنيا اكتشفت وجود نظرية جديد تدعى "نظرية الأوتار الفائقة"، وهذه النظرية تحاول أن تفسر الكون بنظرة واحدة، وإحدى نتائج ثبوتها إذا ثبتت، هو اثبات وجود العوالم المتوازية، وهو ما يدور عليه هذا الموضوع، أي السماوات السبع المحبوكة حبكا، وما لفت نظري أن المنظّر لهذه النظرية اختار إسم الأوتار الفائقة، والذي حركة الوتر فيه عند إثارته قد يكون قريبا في صفته من حركة الأعرج أي التردد من مستوى إلى آخر إلى نفس المستوى، والذي أعتقد أنه يشبه شكل الحركة في لفظ "عرج" الذي استعمله القرآن الكريم عند وصفه لحركة مخلوقاته بين السماوات


          كمثل قوله تعالى :

          وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ

          وكقوله تعالى :

          يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ

          وكقوله تعالى :

          يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ

          وكقوله تعالى :

          هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ

          وكقوله تعالى :

          تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ

          إذا أحببتم يمكنكم الإطلاع على هذه النظرية إن شاء الله من خلال هذه الأفلام

          الكون البديع حلقة أولي 1من6
          http://www.youtube.com/watch?v=4ThzuQx4TiA
          الكون البديع حلقة أولي 2من6
          http://www.youtube.com/watch?v=HEoevS5o ... re=related
          الكون البديع حلقة أولي 3من6
          http://www.youtube.com/watch?NR=1&v=kvU8eoW_rrM
          الكون البديع حلقة أولي 4من6
          http://www.youtube.com/watch?NR=1&v=3MLS8UQhiQ0
          الكون البديع حلقة أولى 5من6
          http://www.youtube.com/watch?v=Il4ZZz1XRxA
          الكون البديع حلقة أولي 6من6
          http://www.youtube.com/watch?NR=1&v=E_cGeb6DC9o
          الكون البديع حلقة ثانية 1من6
          http://www.youtube.com/watch?v=sqN4sOykU7o
          الكون البديع حلقة ثانية 2من6
          http://www.youtube.com/watch?v=_UQqshWevcA
          الكون البديع حلقة ثانية 3من6
          http://www.youtube.com/watch?v=XE3XYW6yCHU
          الكون البديع حلقة ثانية 4من6
          http://www.youtube.com/watch?v=NafsGg-b ... re=related
          الكون البديع حلقة ثانية 5من6
          http://www.youtube.com/watch?v=93CJxpAG ... re=related
          الكون البديع حلقة ثانية 6من6
          http://www.youtube.com/watch?v=6jCYAaznDN4
          الكون البديع حلقة ثالثة 1من6
          http://www.youtube.com/watch?v=K4hnHRdGMKM
          الكون البديع حلقة ثالثة 2من6
          http://www.youtube.com/watch?v=HWRw5XtmVzw
          الكون البديع حلقة ثالثة 3من6
          http://www.youtube.com/watch?v=iVlW7xgJ ... re=related
          الكون البديع حلقة ثالثة 4من6
          http://www.youtube.com/watch?v=LvwjQbHZdd0
          الكون البديع حلقة ثالثة 5من6
          http://www.youtube.com/watch?v=opV28m69eqE
          الكون البديع حلقة ثالثة 6من6
          http://www.youtube.com/watch?v=4t1OeZ6C5sA



          من ينتبه لهذه الحلقات وكلمات علماء الفيزياء بها ومحاولتهم لشرح نظريتهم ووصفها سيكتشف أنهم يقتربون بشكل كبير جدا من وصف القرآن الكريم لطبيعة تلك السماوات وكيف تنفصل عن بعضها البعض،

          فعندما حاولوا أن يتخيلوا تلك العوالم الستة المتداخلة والمفترضة بالنظرية نجدهم يصورونها كأنها كرة من الدخان لتتذكر حينها قوله تعالى : ثُمَّ اِسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَان"

          وعندما حاولوا تفسير وتخيلوا الإنفجار الكبير نراهم يتخيلون قوتين عظيمتين ويصورونهما كأنهما بحرين عظيمين يقتربان من بعضهما ولحظة إلتقائهما ستكون لحظة نشوء الإنفجار العظيم لتتذكر حينها قوله تعالى : مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ () بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لّا يَبْغِيَانِ () فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ () يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ



          وعندما يصورون تلك العوالم بجانب بعضها البعض يقولون أن ما يفصلها عن بعضها البعض هي حواجز سمّوها BRAIN وهي تشابه في وصفها لكلمة حجاب أو حُــجُــب كالتي استعملها القرآن الكريم

          نظريتهم قائمة على وجود أربعة قوى عظيمة تتفاعل في ما بينها بشكل متناغم ينتج عنها أجلّ وأجمل سيمفونية هي هذا الوجود بكل أبعاده، ولكنهم يقولون أن هذه القوى الأربعة إنما نتجت بعد الإنفجار الكبير ولو عادوا بها لم قبل لحظة الإنفجار الكبير فسيكون أصلها قوة واحدة كبيرة هي الأعظم ولا أعظم منها، وسنتذكر حينها الإسم الأعظم

          هل يصل العلم أخيرا لحل أُحجية الوجود ليجد أن كلمات أهل البيت والقرآن العظيم كانت هناك منذ زمن بعيد، ويجد أن ما اكتشفوه ويريدون الوصول إليه كان أهل البيت سلام الله عليهم يتحدثون عنه بين أقوام فيقولون لهم إسألونا قبل أن تفقدونا، فيستهزؤون بهم ويقولون لهم كم شعرة بلحيتي ورأسي؟


          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صل على محمد وآل محمد
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


            للرفع والمطالعة

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم
              اللهم صل على محمد وآل محمد
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


              للرفع والمطالعة

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم
                اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم
                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                الموضوع جداً طويل لكني أستمتعت بالقراءة واستفتدت كثيراً !
                بارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك على الطرح المميز مولانا بحق محمد وآل محمد

                هل هذه السموات السبع الذي ذكرتها من ضمنها العوالم الخمس: اللاهوت, الجبروت, الملكوت, الملك والناسوت أم هذا بحث آخر؟
                وهل هي ايضاً متداخلة ؟
                وكيف شرح العرفانيين في السماوات السبع والارضين السبع أم هذا خارج الموضوع ؟
                *************

                قبل 6 اشهر تقريباً في الاستراحة في الكلية كنت اناقش زملائي الملحدين عن بعض العلوم وقالوا ان علماء الغرب اكتشفوا سبع سماوات/عوالم/أكوان... فقلت لهم نحن نعلم هذا لانها مذكورة في القرآن... أصابتهم الدهشة وسألني أحدهم ومتى كُتب القرآن عندكم اذن ؟ قُلت قبل أكثر من 1400 عام... ثم قال يعني تعلمون هذا قبلنا ! ثم طلبت منه ان يعطيني بعض المصادر عن هذه النظرية ويسمونها نظرية " الاكوان/السماوات/العوالم المتعددة " "Multiverse Theory"
                وهذه بعض الروابط:
                http://www.youtube.com/watch?v=nZiROWO6iVs
                http://en.wikipedia.org/wiki/Multiverse
                وأحد النظريات هي ان كل سماء على شكل " فقاعة " وفي هذه الرسمة كل حجم دائري " فقاعة " هي السماء ويتضح في الصورة انهم السموات السبع.


                يعني نظرية " السماوات المتعددة " قريبة من الوصف الثاني في روياة ابي الحسن الرضا عليه الصلاة والسلام
                ونظرية " الأوتار الفائقة " قريبة من الوصف الأول ( محبوكة ).

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  اللهم صل على محمد وآل محمد

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                  نظرية الأوتار الفائقة تقول أن ما يربط ما بين تلك العوالم من بين القوى الأربعة المعروفة هي قوة الجاذبية، فهم يقولون أننا نستطيع أن نستشعر تلك العوالم و كان ذلك ممكنا عن طريق الجاذبية فقط، كون قوة الجاذبية تستطيع الدخول والخروج في وبين تلك العوالم، وبما أنها وسيلة الربط بينها وبين بعضها فيمكنها أن تكون وسيلة الإتصال فيما بين بعضها والبعض الآخر

                  أخي الكريم بالنسبة لعوالم اللاهوت والجبروت والناسوت فلا أدّعي أنني أفهمها أو لا أفهمها، فتصورها بالنسبة لي وتصديق وجودها بعد أن آمنت أن الوجود والعوالم هي وجودات وعوالم عقلية تتشارك في المكان الذي لا مكان له وأن العوالم اليوم هي فعلا بعدد أنفاس الخلائق، اقول تصديقي بذلك وقبولي له سيكون تحصيل حاصل، فالجنة فردية وكل منا جنته عرضها عرض السماوات والأرض بدون أن تنقص من جنة غيره التي عرضها كذلك عرض السماوات والأرضفكل منّا يعيش حينها في عالمه الخاص به وبه وحد

                  فنعم أخي الكريم لتلك العوالم حديث آخر لا أدعي أنني أجيده وإن كنت أفهم منه بعض ما يتحدث عنه وحوله العرفاء

                  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله ..........................هل تقصد اخ طالب التوحيد هناك عوالم متوازيه لكن ليس بالمعنى الذي يفهمه الفيزياء المعاصرين

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ثابت على اليقين
                      بسم الله ..........................هل تقصد اخ طالب التوحيد هناك عوالم متوازيه لكن ليس بالمعنى الذي يفهمه الفيزياء المعاصرين


                      كل شيء كان ويكون وسيكون موجود هنا والأن ،، كل العوالم بكل ما بها موجودة هنا والان ، فالعلم نقطة كثّرها الجاهلون وإذا أردنا أن نخرج من إطار الجاهلين فيجب أن نسعى أولا وقبل كل شيء لفهم النقطة ،، والنقطة هي المشيئة التي خلقها بنفسها وخلق الأشياء بها ،، النقطة هو الإسم المكنون ، هو القرآن الكريم في الكتاب المكنون

                      هذا البحث كتبته لنفسي في سنة 2001 وانتهيت منه سنة 2003 او 2004 ونشرته في عدة منتديات ابتداءا من سنة 2010 او 2009 لا اتذكر الان

                      ومنذ ذلك التاريخ تغير في الفكر ما تغير

                      في عالم الرؤيا أنت قد تذهب للكثير من العوالم وتشاهد بها الكثير من التفاصيل المختلفة ، واقعا أنت لم تذهب لمكان ولم تتحرك من مكانك ، وكل ما حصل هو أن نقطة الوعي تناهت في الصغر حتى قربت من التلاشي وغاصت في علم النقطة أو المشيئة أكثر وأكثر وبدأت تطلع على المزيد والمزيد من تفاصيلها وعلومها

                      12 الف الف عالم كلها محوية في النقطة

                      والذين سيورثونهم الكتاب سيمكنهم ان ينتقلوا بين تلك العوالم وموجوداتها بسرعة الفكرة لا بسرعة الضوء ولا بأي سرعة مادية يمكنك ان تتصورها مهما كانت السرعة

                      لانهم يعلمون انهم انهم في النقطة وكل تلك العوالم موجودة معهم في النقطة

                      ارسم نقطة وركز وعيك عليها وكبّرها حتى تجعلها دائرة وداخل هذه الدائرة ركز وعيك اكثر وارسم فيها 12 الف الف عالم بكل ما فيها من موجودات وحينها لن تحتاج لأن تغير نقطة تركيزك على أي شيء داخل هذه الدائرة والتي هي بالاصل نقطة سوى أن تشاء ان تنتقل بوعيك من صورة رسمتها داخلها لصورة اخرى رسمتها أنت ايضا داخل هذه النقطة

                      ونحن كنفوس جزيئة وعينا ايضا جزئي ورحلة تطور وعيها تقاس بمدى قدرتها على الاحاطة بما تعلمه وتحويه هذه النقطة من العلم

                      عندما ترث الكتاب سيمكنك ان تنتقل بوعيك داخل هذا الكتاب ، فوراثتك للكتاب تعني ان النقطة نفسه سينطق من على لسان وعيك وأمر النقطة هو كن فيكون ،، يعني أمرك سيكون بفضل نطق الاسم المكنون من على لسانك كن فيكون ، يعني بسرعة الفكرة

                      وحتى ذلك الوقت الذي سيورثونا به الكتاب سنبقى تائهين بالزمان والمكان عن فهم العالم العقلي ومعنى كن فيكون ومعنى انه خلق الكان والمكان وأنه الان كما كان

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      x

                      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                      صورة التسجيل تحديث الصورة

                      اقرأ في منتديات يا حسين

                      تقليص

                      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                      ردود 2
                      9 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                      بواسطة ibrahim aly awaly
                       
                      يعمل...
                      X