الحجة الكبرى استشهاد عبد الله الرضيع (عليه السلام) في كربلاء
بقلم |مجاهد منعثر منشد
مـاذا يُـهيجُك إن صبرتَ لـوقعة الـطف لفضيعه
أتــرى تـجئفـجيعةٌ بـأمضَّ من تلكالفجيعه
حيث الحسينُ على الثرى خيلُ العدى طحنت ضلوعه
قـتـلـته آلُأمــيـة ظـام إلى جنبالشريعة
ورضـيعُهُ بـدم الـوريد مـخضبٌ فاطلبرضيعه
يقول الإمام بقية الله (عاية السلام) في زيارة الناحية المقدسة :
السلام على عبد الله بن الحسين ، الطفل الرضيع ، المرمي الصريع ، المتشحط دما ، المصعد دمه في السماء ، المذبوح في حجر أبيه ، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الأسدي وذويه.
وسيخاطب الإمام بقية الله (علية السلام ) أهل العالم عند قيامه وظهوره ويقول : يا أهل العالم ما ذنب هذا الرضيع أن يذبح في حجر أبيه .
قال الشاعر:
لا ضـيـر فــي قـتل الـرجال وإنما قتل الرضيع به الضمير يضام
طـلب الـحسين الماء يسقي طفله فـإستقبلته مـن الـعداةسـهام
فعبد الله (الرضيع) بن الامام الحسين (عليه السلام) ،وأمه هي رباب بنت إمرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر ، وكان امرؤ القيس ( والد الرباب ) قد زوّج ثلاث بناته في المدينة من : أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السّلام، فكانت الربابُ عند الحسين عليه السّلام، فولدَتْ له : سكينة ، وعبدَالله .
وقال الامام الحسين (عليه السلام) بحقها (الرباب:(
لـعمرك أنـي لأحـبداراً تـحل بـها سـكينةوالربابُ
أحـبهما وأبـذل جُـلَّمالي وليس لعاتبٍ عندي عتابُ (1(
وكانت مع الامام الحسين (عليه السلام) في واقعة كربلاء ، وبعد إستشهاده جيء بها مع السبايا الى الشام، ثم عادت الى المدينة، فخطبها الأشراف ، فأبت ، وبقيت بعد الحسين سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا ، وكانت شاعرة لها رثاء في الحسين عليه السلام.
كتاب الملهوف على قتلى الطفوف لمؤلفه العلامة المحدث إبن طاووس (قدس) ترجمة مبسطة للرباب بنت إمرىء القيس.
كانت مخلصة و دائمة البكاء على أبي عبدالله عليه السلام ولا تجلس في ظل .
وتوفيت من أثر شدة حزنها وجزعها على الحسين وذلك بعد سنة من إستشهاده (أي في عام 62) و من جملة أشعارها في رثاء الحسين :
إن الـذي كان نورا يُستضاءبه فـي كـربلاء قتيل غيرمدفون
سـبط الـنبي جزاك الله صالحة عَنّا وجنّبت خسران الموازين (2)
وذكر أن الرباب لما وضع رأس الحسين (عليه السلام) في مجلس عبيد الله بن زياد ، لم تتمالك نفسها أن هجمت على الرأس وإحتضنته وأخذت تقبله وتنعيه ، ومن معالم إخلاصها هنا أن السبايا لما إنصرفن من كربلاء الى المدينة ، أبت هذه الحرة الذهاب معهم ، بل آثرت أن تظل عند قبر زوجها الحسين (عليه السلام) هائمة تبكي عليه وترثيه ، حتى مضت عليها سنة كاملة ، وأبت أن تستظل بظل ، فضربت بذلك لذوات الحجال مثالا من الوفاء والإخلاص أي مثال .
موسوعة كربلاء للدكتور لبيب بيضون
وكانت من خيار النساء وأفضلهن ... أسلم أبوها وكان نصرانيا فولي في زمن عمر على من أسلم بالشام من قضاعة .
وخطب منه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) إبنته الرباب لإبنه الحسين (عليه السلام) ، فولدت له سكينة عقيلة قريش ، وعبد الله بن الحسين (عليه السلام) ، قتل يوم الطف وأمه تنظر إليه.
وقد بقيت الرباب سنة بعد شهادة الحسين (عليه السلام) لم يظلها سقف بيت حزنا على الحسين (عليه السلام) حتى بليت كمدا عليه ، وذلك بعد شهادة الحسين بسنة ، ودفنت بالمدينة. (3)
وقد عدها الامام الحسين (عليه السلام) من الموصى بهن مع السيدة زينب وأم كلثوم وفاطمة ،فقد نقل السيد إبن طاووس: فعزى الحسين أم كلثوم ، وقال لها : يا أختاه! تعزي بعزاء الله فإن سكان السموات يفنون وأهل البيت كلهم يموتون وجميع البرية يهلكون.
ثم قال : يا أختاه، يا أم كلثوم ! وأنت يا زينب ! وأنت يا فاطمة ! وأنت يا رباب ! إذا أنا قتلت فلا تشققن علي جيبا ولا تخمشن علي وجها ولا تقلن هجرا. (4(
ورُبَّ رضـيعٍ أرضـعَتْه قِـسِيُّهم مِـن الـنَّبلِ ثَـدْياً دَرُّهُ الثَّرُّفاطِمُهْ
فـلَهْفي لـه مُذْ طَوَّقَ السَّهْمُجِيدَهُ كـما زَيَّـنَتْه قَـبلَ ذا تَـمائمُه
هـفا لِـعِناقِ الـسِّبطِ مُبتسِمَاللُّمى وَداعاً.. وهل غيرُ العِناقِ يُلائمُه ؟
ولَـهْفي على أمِّ الرضيِع وقددَجا عليها الدُّجى، والدَّوحُ نادَتحَمائمُه
تَـسَلّلُ فـي الـظلماءِ تَرتادُطفلَها وقـد نَجمَتْ بين الضحاياعَلائمُه
فـمُذْ لاحَ سَهْمُ النَّحرِ وَدّتْ لَوَآنّها تُـشاطِرُهُ سـهمَ الـردىوتُساهُمه
أقَـلَّـتْهُ بـالكفَّينِ تَـرشفُ ثَـغرَهُ وتَـلثِمُ نَـحْراً قَـبْلَها السَّهمُ لاثِمُه
بُنيَّ أفِقْ مِن سكرةِ الموتِوارتَضِعْ بـثَدْيَيكَ.. عَـلَّ القلبَ يَهدأ هائمُه
بُـنيّ لـقد كنتَ الأنيسَلوحشتي وسَـلوايَ إذْ يَسطو مِن الهَمّ غاشِمُه
لم يشرب الطفل الرضيع الماء لمدة ثلاثة ايام ، وقد جف لبن أمه الرباب .
وكانت شفاه الرضيع ذابلتان و كبده يتلضى عشطا .
ومن الواجب الشرعي على الامام أن يطلب له شربة ماء .ورغم أن الامام الحسين (عليه السلام) يعلم أن نفوس القوم الظالمه لئيمه لاترحم حتى الطفل الصغير .
لهفَ نفسي على الرضيعِ الظامي فَطَمـتْـه السِّـهامُ قَبـلَ الفِطامِ ولكن مولاي الحسين (عليه السلام) كان يريد تقديم أعز مايملك لله تعالى .وبنفس الوقت مجيء الامام (عليه السلام) بالطفل الرضيع الى ساحة المعركة وأمام معسكر يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لكي يتم الحجة عليهم ولكي يفضحهم أمام العالم بأنهم ليس لهم شرعية ولا منهاج لا في الحكم ولا في إدارة السلطة والدليل على ذلك عدم رحمهم للطفل الصغير في ساحة المعركة .
يتبع
تعليق