علي الاكبر طبيعة المردود .وأثر المفقود –
بقلم| مجاهد منعثر منشد
قال تعالى :ـ {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }1.
بقول الامام المهدي (عليه السلام) :ـ أشهد انك من الفرحين بما أتاهم الله منفضله وهذه منزلة كل شهيد فكيف منزلة الحبيب
الى الله القريب الى رسول الله زادك الله من فضلة في كل لفظةولحظة وسكون وحركة مزيداً يغبطه به أهل عليين يا كريم الجد يا كريم الأب يا كريمالنفس2.
العنوان غريب بعض الشيء لكن عشاق الحسين (عليه السلام) يفهمونه .وحب الحسين (عليه السلام )الى علي الاكبر كحب يعقوب ليوسف (عليهما السلام).
وخير دليل قول الامام الحسين (عليه السلام) عندما استشهد علي الاكبر:ـ ((والله لا طاقة على حمله)) 3.
لم تَرَ عينٌ نَظَــــرتْ مِثلَهُ ...مِنمُحتَفٍ يمشي ومن ناعـِلِ
كان إذا شُبَّت له نـــــارُهُ... أوقدَهابالشـــرفِ القابـلِ
كيما يراها بائسٌ مُرْمــــِلٌ.. أو فردُ حــيٍّ ليسبـالآهلِ
لا يُؤْثرُ الدنيا عــــلى دينهِ... ولا يبيعُ الحــــقَّبالباطلِ
أعني ابن ليلى ذا النَّدى والسُّدى .. أعني ابنَ بنتِ الحسَبِالفاضلِ
ذكر الشيخ المفيد (قدس سره) في الإرشاد كانت ولادته بعد خلافة جدهامير المؤمنين الامام علي ( عليه السلام ) بسنتين.وولادته في المدينة المنورة . فيالحادي عشر من شهر شعبان, فيكون له يوم الطف ما يقارب سبعاً وعشرين سنة.
والده السبط سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) .ووالدتهالرشيدة الجليلة ذات القدرالسامي والمنزلة العاليةالمكانة تسمى ليلى الثقفية .ونسبها إلى بني ثقيف العرب الاصلاء. بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي.
وجدّته لأبيه سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السّلام.( وأمّاجدّه الأعلى أشرف الخلائق أجمعين سيّد الأنبياء والمرسلين ابو القاسم محمّد المصطفىالأمين صلوات الله عليه وعلى آله الطيّبين الطاهرين .
كان سيد الثقات مؤرخالرسالة الاسلامية بدمه الامام المعصوم سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (عليهالسلام) يرى في ولده عليٍّ صورةَ جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإذابرز للقتال ظهيرة عاشوراء.. لم يكن من أبيه الحسين إلاّ أن يرفع شيبتَه المقدّسةنحو السماء، ثمّ يقول مخاطباً ربَّه جلّ وعلا:
((اللهمّ اشهدْ على هؤلاءالقوم، فقد بَرَز إليهم غلامٌ أشبَهُ الناس خَلْقاً وخُلُقاً ومنطِقاً برسولك محمّدصلّى الله عليه وآله وسلّم، وكنّا إذا اشتَقنا إلى وجهِ رسولك نَظَرنا إلىوجهه)).ذلك أنّ مُحيّا عليّ الأكبر كان يحكي مُحيّا جدّه المصطفى صلّى الله عليهوآله وسلّم.. وكان (علي الأكبر) من أصبح الناس وجهاً، وأحسنهم خلقاً). 4.
واول من بين لنا المنزلة العظيمة في قدر علي الاكبر عن طريق الثأر له هوسيف الله تعالى المختار (رضوان الله عليه )الذي ارضى الله تعالى ورسوله بعملهالمبارك .و كان سيفا بتارا لقتل قتلة الحسين وال الحسين (عليهم السلام) .
ذلك هو العبد الصالح المختار بن يوسف الثقفي .ويتضح ذلك في قتله لعمر بنسعد .
كان المختار قد سئل في أمان عمر بن سعد ، فآمنه على شرط ألاّ يخرج منالكوفة ، فإن خرج منها هدر دمه .
فقال رجل لعمر بن سعد : إنّي سمعت المختاريحلف ليقتلنّ رجلاً ،والله ما أحسبه غيرك ! فلمّا سمع ذلك خرج عمر حتّى أتى الحمّامـ الذي سمّي فيما بعد بحمّام عمر ـ فقيل له : أترى هذا يخفى على المختار ! فرجعليلاً ، ثمّ أرسل ولده حفصاً إلى المختار الذي دعا أبا عمرة وبعث معه رجلين ،فجاءوا برأس عمر بن سعد فتأسّف حفص وتمنّى أن يكون مكان أبيه ،فصاح المختار يا أباعمرة ، ألحقه به ، فقتله .
فقال المختار بعد ذلك : عمر بالحسين ، وحفص بعلي بنالحسين ـ أي علي الأكبر ـ ولا سواء !
وقول المختار (رحمة الله عليه ) دلالةواضحة على منزلة وقدر علي الاكبر بعد ابيه الحسين (عليه السلام) اذ جعل ثأر عليالاكبر له خصوصية خاصة .
لقد شهد اعداء الامام الحسين (عليهم السلام) بشجاعة علي الاكبر ,فذاك معاوية لعائن الله عليه يعترف بحق الخلافة ويقول :ـ ((.. لا .. ان أولى الناس بهذا الأمر: علي بن الحسين بن علي (عليه السلام)، جده رسولالله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفيه شجاعة بني هاشم )) 5.
ويقول الشاعر :ـ
في بأس (حمزة) في شجاعة (حيدر).. بإبا (الحسين) وفي مهابة (أحمد)
وتراه فـي خلـق وطـيب خلائـق ..وبليـغ نطـق كالنبـي (محمـد)
و جاءفي حديث مأثور عن الإمام الباقـر(عليه السلام) أن علي الأكبر كان أول شهيد من بنيهاشـم يوم عاشوراء 6.
وكذلك قال المؤرخيين أبو الفرج الاصفهاني وغيره:ـكان أول من قتل بالطف من بني هاشم بعد أنصار الحسين ( عليه السلام ) علي بن الحسين ( عليهما السلام ) .
في فجر العاشر من محرم صلّى الحسين (عليه السّلام) بأصحابه صلاة الصبح ، ثمّ خطبهم قائلاً : (( إنّ الله قد أذن في قتلكم فعليكمبالصبر ))7.
وبعد استشهاد انصار الحسين (عليه السلام) وتقدّم الهاشميّونيودّع بعضهم البعض ، وأوّل مَنْ تقدّم منهم للحرب أبو الحسن علي الأكبر (عليهالسّلام) ، فلمّا رآه الحسين (عليه السّلام) رفع شيبته نحو السماء وقال : (( اللّهمّ اشهد على هؤلاء القوم ، فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خَلقاً وخُلقاًومنطقاً برسولك محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، وكنّا إذا اشتقنا إلى وجه رسولكنظرنا إلى وجهه . اللّهمّ فامنعهم بركات الأرض ، وإن متّعتهم ففرّقهم تفريقاً ،ومزّقهم تمزيقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا ترضِ الولاة عنهم أبداً ؛ فأنّهمدعونا لينصرونا ثمّ عدوا علينا يُقاتلونا ويقتلونا )) .
ثمّ صاح الحسين (عليه السّلام) بعمر بن سعد : (( ما لك ؟! قطع الله رحمك , ولا بارك لك في أمرك ،وسلّط عليك مَنْ يذبحك على فراشك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله (صلّىالله عليه وآله) )) .ثمّ رفع صوته وقرأ : إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاًوَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَامِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 8.
ثمّ حمل علي بن الحسين (عليهالسّلام) وهو يقول :ـ
أنا علي بن الحسين بن علي
نحن ورب البيتأولى بالنبي
تا لله لا يحكم فينا ابن الدعي
يتبع رجاءا
بقلم| مجاهد منعثر منشد
قال تعالى :ـ {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }1.
بقول الامام المهدي (عليه السلام) :ـ أشهد انك من الفرحين بما أتاهم الله منفضله وهذه منزلة كل شهيد فكيف منزلة الحبيب
الى الله القريب الى رسول الله زادك الله من فضلة في كل لفظةولحظة وسكون وحركة مزيداً يغبطه به أهل عليين يا كريم الجد يا كريم الأب يا كريمالنفس2.
العنوان غريب بعض الشيء لكن عشاق الحسين (عليه السلام) يفهمونه .وحب الحسين (عليه السلام )الى علي الاكبر كحب يعقوب ليوسف (عليهما السلام).
وخير دليل قول الامام الحسين (عليه السلام) عندما استشهد علي الاكبر:ـ ((والله لا طاقة على حمله)) 3.
لم تَرَ عينٌ نَظَــــرتْ مِثلَهُ ...مِنمُحتَفٍ يمشي ومن ناعـِلِ
كان إذا شُبَّت له نـــــارُهُ... أوقدَهابالشـــرفِ القابـلِ
كيما يراها بائسٌ مُرْمــــِلٌ.. أو فردُ حــيٍّ ليسبـالآهلِ
لا يُؤْثرُ الدنيا عــــلى دينهِ... ولا يبيعُ الحــــقَّبالباطلِ
أعني ابن ليلى ذا النَّدى والسُّدى .. أعني ابنَ بنتِ الحسَبِالفاضلِ
ذكر الشيخ المفيد (قدس سره) في الإرشاد كانت ولادته بعد خلافة جدهامير المؤمنين الامام علي ( عليه السلام ) بسنتين.وولادته في المدينة المنورة . فيالحادي عشر من شهر شعبان, فيكون له يوم الطف ما يقارب سبعاً وعشرين سنة.
والده السبط سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) .ووالدتهالرشيدة الجليلة ذات القدرالسامي والمنزلة العاليةالمكانة تسمى ليلى الثقفية .ونسبها إلى بني ثقيف العرب الاصلاء. بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي.
وجدّته لأبيه سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السّلام.( وأمّاجدّه الأعلى أشرف الخلائق أجمعين سيّد الأنبياء والمرسلين ابو القاسم محمّد المصطفىالأمين صلوات الله عليه وعلى آله الطيّبين الطاهرين .
كان سيد الثقات مؤرخالرسالة الاسلامية بدمه الامام المعصوم سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (عليهالسلام) يرى في ولده عليٍّ صورةَ جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإذابرز للقتال ظهيرة عاشوراء.. لم يكن من أبيه الحسين إلاّ أن يرفع شيبتَه المقدّسةنحو السماء، ثمّ يقول مخاطباً ربَّه جلّ وعلا:
((اللهمّ اشهدْ على هؤلاءالقوم، فقد بَرَز إليهم غلامٌ أشبَهُ الناس خَلْقاً وخُلُقاً ومنطِقاً برسولك محمّدصلّى الله عليه وآله وسلّم، وكنّا إذا اشتَقنا إلى وجهِ رسولك نَظَرنا إلىوجهه)).ذلك أنّ مُحيّا عليّ الأكبر كان يحكي مُحيّا جدّه المصطفى صلّى الله عليهوآله وسلّم.. وكان (علي الأكبر) من أصبح الناس وجهاً، وأحسنهم خلقاً). 4.
واول من بين لنا المنزلة العظيمة في قدر علي الاكبر عن طريق الثأر له هوسيف الله تعالى المختار (رضوان الله عليه )الذي ارضى الله تعالى ورسوله بعملهالمبارك .و كان سيفا بتارا لقتل قتلة الحسين وال الحسين (عليهم السلام) .
ذلك هو العبد الصالح المختار بن يوسف الثقفي .ويتضح ذلك في قتله لعمر بنسعد .
كان المختار قد سئل في أمان عمر بن سعد ، فآمنه على شرط ألاّ يخرج منالكوفة ، فإن خرج منها هدر دمه .
فقال رجل لعمر بن سعد : إنّي سمعت المختاريحلف ليقتلنّ رجلاً ،والله ما أحسبه غيرك ! فلمّا سمع ذلك خرج عمر حتّى أتى الحمّامـ الذي سمّي فيما بعد بحمّام عمر ـ فقيل له : أترى هذا يخفى على المختار ! فرجعليلاً ، ثمّ أرسل ولده حفصاً إلى المختار الذي دعا أبا عمرة وبعث معه رجلين ،فجاءوا برأس عمر بن سعد فتأسّف حفص وتمنّى أن يكون مكان أبيه ،فصاح المختار يا أباعمرة ، ألحقه به ، فقتله .
فقال المختار بعد ذلك : عمر بالحسين ، وحفص بعلي بنالحسين ـ أي علي الأكبر ـ ولا سواء !
وقول المختار (رحمة الله عليه ) دلالةواضحة على منزلة وقدر علي الاكبر بعد ابيه الحسين (عليه السلام) اذ جعل ثأر عليالاكبر له خصوصية خاصة .
لقد شهد اعداء الامام الحسين (عليهم السلام) بشجاعة علي الاكبر ,فذاك معاوية لعائن الله عليه يعترف بحق الخلافة ويقول :ـ ((.. لا .. ان أولى الناس بهذا الأمر: علي بن الحسين بن علي (عليه السلام)، جده رسولالله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفيه شجاعة بني هاشم )) 5.
ويقول الشاعر :ـ
في بأس (حمزة) في شجاعة (حيدر).. بإبا (الحسين) وفي مهابة (أحمد)
وتراه فـي خلـق وطـيب خلائـق ..وبليـغ نطـق كالنبـي (محمـد)
و جاءفي حديث مأثور عن الإمام الباقـر(عليه السلام) أن علي الأكبر كان أول شهيد من بنيهاشـم يوم عاشوراء 6.
وكذلك قال المؤرخيين أبو الفرج الاصفهاني وغيره:ـكان أول من قتل بالطف من بني هاشم بعد أنصار الحسين ( عليه السلام ) علي بن الحسين ( عليهما السلام ) .
في فجر العاشر من محرم صلّى الحسين (عليه السّلام) بأصحابه صلاة الصبح ، ثمّ خطبهم قائلاً : (( إنّ الله قد أذن في قتلكم فعليكمبالصبر ))7.
وبعد استشهاد انصار الحسين (عليه السلام) وتقدّم الهاشميّونيودّع بعضهم البعض ، وأوّل مَنْ تقدّم منهم للحرب أبو الحسن علي الأكبر (عليهالسّلام) ، فلمّا رآه الحسين (عليه السّلام) رفع شيبته نحو السماء وقال : (( اللّهمّ اشهد على هؤلاء القوم ، فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خَلقاً وخُلقاًومنطقاً برسولك محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، وكنّا إذا اشتقنا إلى وجه رسولكنظرنا إلى وجهه . اللّهمّ فامنعهم بركات الأرض ، وإن متّعتهم ففرّقهم تفريقاً ،ومزّقهم تمزيقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا ترضِ الولاة عنهم أبداً ؛ فأنّهمدعونا لينصرونا ثمّ عدوا علينا يُقاتلونا ويقتلونا )) .
ثمّ صاح الحسين (عليه السّلام) بعمر بن سعد : (( ما لك ؟! قطع الله رحمك , ولا بارك لك في أمرك ،وسلّط عليك مَنْ يذبحك على فراشك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله (صلّىالله عليه وآله) )) .ثمّ رفع صوته وقرأ : إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاًوَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَامِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 8.
ثمّ حمل علي بن الحسين (عليهالسّلام) وهو يقول :ـ
أنا علي بن الحسين بن علي
نحن ورب البيتأولى بالنبي
تا لله لا يحكم فينا ابن الدعي
يتبع رجاءا
تعليق