إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

باب ما تفضّل صلوات الله عليه به على الناس بقوله : سلوني قبل أن تفقدوني ،

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • باب ما تفضّل صلوات الله عليه به على الناس بقوله : سلوني قبل أن تفقدوني ،

    الجزء العاشر
    كتاب الاحتجاج والمناظرة
    باب ما تفضّل صلوات الله عليه به على الناس بقوله : سلوني قبل أن تفقدوني ، وفيه بعض جوامع العلوم ونوادرها
    لما جلس علي (ع) في الخلافة وبايعه الناس ، خرج إلى المسجد متعمّماً بعمامة رسول الله (ص) ، لابساً بردة رسول الله ، متنعّلاً نعل رسول الله ، متقلّداً سيف رسول الله ، فصعد المنبر فجلس عليه متمكناً ، ثم شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه ثم قال :
    يا معاشر الناس !.. سلوني قبل أن تفقدوني ، هذا سَفَط العلم ، هذا لعاب رسول الله (ص) ، هذا ما زقّني رسول الله (ص) زقّاً زقّاً ، سلوني فإنّ عندي علم الأولين والآخرين ، أما والله لو ثُنّيت لي وسادة فجلست عليها ، لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول : صدق عليٌّ ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ ، وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الإنجيل فيقول : صدق عليٌّ ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ ، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول :
    صدق علي ّما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ ، وأنتم تتلون القرآن ليلا ونهارا ، فهل فيكم أحدٌ يعلم ما نزل فيه ؟.. ولولا آية في كتاب الله عزّ وجلّ ، لأخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائنٌ إلى يوم القيامة ، وهي هذه الآية : { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} .
    ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني ، فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن أية آية في ليل أُنزلت أوفي نهار أُنزلت ، مكيّها ومدنيها ، سفريها وحضريها ، ناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ، وتأويلها وتنزيلها لأخبرتكم ، فقام إليه رجلٌ يُقال له ذعلب - وكان ذرب اللسان ، بليغا في الخطب ، شجاع القلب - فقال : لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاةً صعبة ، لأخجلنّه اليوم لكم في مسألتي إياه ، فقال : يا أمير المؤمنين !.. هل رأيت ربك ؟.. فقال : ويلك يا ذعلب !..لم أكن بالذي أعبد رباً لم أره ، قال : فكيف رأيته ؟.. صفه لنا .. قال (ع) :
    ويلك !.. لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ، ويلك يا ذغلب !.. إنّ ربي لا يُوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون ، ولا بقيام قيام انتصاب ، ولا بجيئة ولا بذهاب ، لطيفُ اللطافة لا يُوصف باللطف ، عظيمُ العظمة لا يوصف بالعظم ، كبيرُ الكبرياء لا يُوصف بالكبر ، جليلُ الجلالة لا يُوصف بالغلظ ، رؤوفُ الرحمة لا يُوصف بالرقّة ، مؤمنٌ لا بعبادة ، مُدركٌ لا بمجسّة ، قائلٌ لا بلفظ ، هو في الأشياء على غير ممازجة ، خارجٌ منها على غير مباينة ، فوق كل شيء ولا يقال شيء فوقه ، أمام كلّ شيء ولا يقال له أمام ، داخلٌ في الأشياء لا كشيء في شيء داخل ، وخارجٌ منها لا كشيء من شيء خارج ، فخرّ ذعلب مغشياً عليه فقال : تالله ما سمعت بمثل هذا الجواب ، والله لا عدتُ إلى مثلها ....
    ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني ، فقام إليه رجلٌ من أقصى المسجد متوكّياً على عكازة ، فلم يزل يتخطّى الناس حتى دنا منه فقال : يا أمير المؤمنين !.. دلّني على عمل إذا أنا عملته نجّاني الله من النار . فقال له : اسمع يا هذا !.. ثم افهم ثم استيقن ، قامت الدنيا بثلاثة : بعالم ناطق مستعمل لعلمه ، وبغني لا يبخل بماله على أهل دين الله عزّ وجلّ ، و بفقير صابر ، فإذا كتم العالم علمه ، وبخل الغني ، ولم يصبر الفقير ، فعندها الويل والثبور ، وعندها يعرف العارفون بالله ، إنّ الدار قد رجعت إلى بدئها ، أي إلى الكفر بعد الإيمان.
    أيها السائل !.. فلا تغترّن بكثرة المساجد ، وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتّى ، أيها الناس !.. إنما الناس ثلاثة : زاهدٌ ، وراغبٌ ، وصابرٌ ، فأما الزاهد فلا يفرح بشيء من الدنيا أتاه ، ولا يحزن على شيء منها فاته ، وأما الصابر فيتمناها بقلبه ، فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه ، لماَ يعلم من سوء عاقبتها ، وأما الراغب فلا يبالي من حلٍّ أصابها أم من حرام ..
    قال : يا أمير المؤمنين !.. فما علامة المؤمن في ذلك الزمان ؟.. قال : ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حقّ فيتولاّه ، وينظر إلى ما خالفه فيتبرأ منه وإن كان حبيبا قريبا ، قال : صدقت والله يا أمير المؤمنين !.. ثم غاب الرجل فلم نره ، فطلبه الناس فلم يجدوه ، فتبّسم علي (ع) على المنبر ثم قال : ما لكم ؟..هذا أخي الخضر (ع) .... الخبر.ص120
    المصدر: التوحيد 319 ، أمالي الصدوق 205

  • #2
    باب مناظرات علي بن الحسين (ع) واحتجاجاته

    الجزء العاشر
    كتاب الاحتجاج والمناظرة
    باب مناظرات علي بن الحسين (ع) واحتجاجاته
    روي أن زين العابدين (ع) مرّ على الحسن البصري وهو يعظ الناس بمنى فوقف عليه ثم قال :
    امسك!.. أسألك عن الحال التي أنت عليها مقيم ، أترضاها لنفسك فيما بينك وبين الله للموت إذا نزل بك غدا ؟.. قال : لا ، قال :
    أفتحدّث نفسك بالتحوّل والانتقال عن الحال التي لا ترضاها لنفسك إلى الحال التي ترضاها ؟.. فأطرق ملياً ثم قال :
    إني أقول ذلك بلا حقيقة ، قال :
    أفترجو نبيا بعد محمد يكون لك معه سابقة ؟.. قال : لا ، قال :
    أفترجو دارا غير الدار التي أنت فيها ترد إليها فتعمل فيها ؟.. قال : لا ، قال : أفرأيت أحدا به مسكة عقل رضي لنفسه من نفسه بهذا ؟..
    إنك على حال لا ترضاها ، ولا تحدّث نفسك بالانتقال إلى حال ترضاها على حقيقة ، ولا ترجو نبيا بعد محمد ، ولا دارا غير الدار التي أنت فيها فترد إليها فتعمل فيها ، وأنت تعظ الناس !.. وفي رواية أخرى :
    فلِمَ تُشغل الناس عن الفعل وأنت تعظ الناس ؟..
    فلما ولى (ع) قال الحسن : منَ هذا ؟.. قالوا : علي بن الحسين (ع) ، قال :
    أهلُ بيت علم ، فما رُئي الحسن بعد ذلك يعظ الناس . ص146
    المصدر: الاحتجاج ص171

    سأل رجل السجاد (ع) فقال له : أخبرني يا بن رسول الله !.. بماذا فضلتم الناس جميعا وسُدتموهم ؟.. فقال له :
    أنا أخبرك بذلك ، اعلم أنّ الناس كلهم لا يخلون من أن يكونوا أحد ثلاثة : إما رجل أسلم على يد جدنا رسول الله ، فهو مولانا ونحن ساداته وإلينا يرجع بالولاء .. أو رجل قاتلنا فقتلناه فمضى إلى النار .. أو رجل أخذنا منه الجزية عن يد وهو صاغر ، ولا رابع للقوم ، فأي فضلٍ لم نحزْه ، وشرفٍ لم نحصّله بذلك ؟.. ص146
    المصدر: الفصول المختارة ص6

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X