الجزء العاشر
كتاب الاحتجاج والمناظرة
باب احتجاجات الصادق (ع) على الزنادقة والمخالفين
من سؤال الزنديق الذي سأل الصادق (ع) عن مسائل كثيرة أن قال : ألست تقول : يقول الله : { ادعوني أستجب لكم } وقد نرى المضطرّ يدعوه فلا يُستجاب له ، والمظلوم يستنصره على عدوه فلا ينصره ؟.. قال الصادق (ع) : ويحك !.. ما يدعوه أحد إلا استجاب له ، أما الظالم فدعاؤه مردودٌ إلى أن يتوب إليه ، وأما المحقّ فإنه إذا دعاه استجاب له ، وصرف عنه البلاء من حيث لا يعلمه ، وادّخر له ثوابا جزيلا ليوم حاجته إليه ، وإن لم يكن الأمر الذي سأل العبد خيرة له إن أعطاه أمسك عنه .
والمؤمن العارف بالله ربما عزّ عليه أن يدعوه فيما لا يدري أَصوابٌ ذلك أم خطأ وقد يسأل العبد ربه إهلاك من لم ينقطع مدّته ، ويسأل المطر وقتاً ولعله أوان لا يصلح فيه المطر ، لأنه أعرف بتدبير ما خلق من خلقه ، وأشباه ذلك كثيرة ، فافهم هذا .ص174
المصدر: الاحتجاج
قال الصادق (ع) : سل إن شئت ، فقال ابن أبي العوجاء : إلى كم تدوسون هذا البيدر ، وتلوذون بهذا الحجر ، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر ، وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر ؟.. مَن فكّر في هذا وقدّر، علم أنه فعلٌ غير حكيم ولا ذي نظر ، فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه ، وأبوك أُسّه ونظامه ، فقال له الصادق (ع) :
إنّ مَن أضلّه الله وأعمى قلبه استوخم الحقّ ولم يستعذبْه ، وصار الشيطان وليّه وربّه ، ويورده موارد الهلكة ولا يصدره ، وهذا بيتٌ استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه ، فحثّهم على تعظيمه وزيارته ، وجعله قبلةً للمصلّين له ، فهو شعبةٌ من رضوانه ، وطريقٌ يؤدي إلى غفرانه ، منصوبٌ على استواء الكمال ، ومجمع العظمة والجلال ، خلقه الله تعالى قبل دحو الأرض بألفي عام ، فأحقّ من أُطيع فيما أمر وانتهى عمّا زجر الله المنشئ للأرواح والصور .
فقال له ابن أبي العوجاء : ذكرت أبا عبد الله فأحلت على غائب ، فقال الصادق (ع) :
كيف يكون يا ويلك غائبا ؟!.. مَن هو مع خلقه شاهد ، وإليهم أقرب من حبل الوريد ، يسمع كلامهم ، ويعلم أسرارهم ، لا يخلو منه مكان ، ولا يشغل به مكان ، ولا يكون من مكان أقرب من مكان ، يشهد له بذلك آثاره ، ويدلّ عليه أفعاله ، والذي بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة محمد (ص) ، جاءنا بهذه العبادة فإن شككت في شيء من أمره ، فسل عنه أوضّحه لك ، فأبلس ابن أبي العوجاء ولم يدرِ ما يقول ، وانصرف من بين يديه .
فقال لأصحابه : سألتكم أن تلتمسوا لي جمرة فألقيتموني على جمرة ، فقالوا له : اسكت فو الله لقد فضحتنا بحيرتك وانقطاعك ، وما رأينا أحقر منك اليوم في مجلسه ، فقال : أبي تقولون هذا ؟.. إنه ابن مَن حلق رؤوس مَن ترون ، وأومأ بيده إلى أهل الموسم.ص210
المصدر: الإرشاد ص300
ذكروا أنّ أبا حنيفة أكل طعاما مع الإمام الصادق (ع) ، فلما رفع الصادق (ع) يده من أكله قال : الحمد لله رب العالمين ، اللهم !.. هذا منك ومن رسولك (ص) ، فقال أبو حنيفة :
يا أبا عبد الله أجعلت مع الله شريكا ؟!.. فقال (ع) له : ويلك إنّ الله تبارك يقول في كتابه :
{ وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله } ، ويقول عزّ وجلّ في موضع آخر : { ولو أنهم رضوا ما آتهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله }.
فقال أبو حنيفة : والله لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ، ولا سمعتهما إلا في هذا الوقت ، فقال الصادق (ع) : بلى قد قرأتهما وسمعتهما ، ولكن الله تعالى أنزل فيك وفي أشباهك : { أم على قلوب أقفالها } ، وقال تعالى :
{ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } .ص216
المصدر: كنز الكراجكي ص196
قال أبو حنيفة النعمان بن ثابت جئت إلى حجّام بمنى ليحلق رأسي ، فقال : ادن ميامنك ، واستقبل القبلة ، وسمّ الله ، فتعلّمت منه ثلاث خصال لم تكن عندي ، فقلت له : مملوكٌ أنت أم حرّ ؟.. فقال : مملوك ، قلت : لمن ؟. قال : لجعفر بن محمد العلوي (ع) ، قلت : أشاهدٌ هو أم غائب ؟.. قال : شاهد .
فصرت إلى بابه واستأذنت عليه فحجبني ، وجاء قومٌ من أهل الكوفة فاستأذنوا فأذن لهم ، فدخلت معهم ، فلما صرت عنده قلت له :
يا بن رسول الله !.. لو أرسلت إلى أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب محمد (ص) فإني تركت بها أكثر من عشرة آلاف يشتمونهم ، فقال :
لا يقبلون مني ، فقلت : ومَن لا يقبل منك وأنت ابن رسول الله (ص) ؟.. فقال : أنت ممن لم تقبل مني ، دخلت داري بغير إذني ، وجلست بغير أمري ، وتكلّمت بغير رأيي ، وقد بلغني أنك تقول بالقياس ، قلت :
نعم ، به أقول ، قال :
ويحك يا نعمان !.. أول من قاس الله تعالى إبليس حين أمره بالسجود لآدم (ع) وقال : خلقتني من نار وخلقته من طين ، أيما أكبر يا نعمان القتل أو الزنا ؟.. قلت : القتل ، قال :
فلِمَ جعل الله في القتل شاهدين ، وفي الزنا أربعة ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
فأيما أكبر البول أو المني ؟.. قلت : البول ، قال :
فلم أمر الله في البول بالوضوء ، وفي المني بالغسل ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
فأيما أكبر الصلاة أو الصيام ؟.. قلت : الصلاة ، قال :
فلِمَ وجب على الحائض أن تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
فأيما أضعف المرأة أم الرجل ؟.. قلت : المرأة ، قال :
فلِمَ جعل الله تعالى في الميراث للرجل سهمين ، وللمرأة سهما ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
فلِمَ حكم الله تعالى فيمن سرق عشرة دراهم بالقطع ، وإذا قطع رجل يد رجل فعليه ديتها خمسة آلاف درهم ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
وقد بلغني أنك تفسّر آية في كتاب الله وهي :
{ ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم } أنه الطعام الطيب والماء البارد في اليوم الصائف ، قلت : نعم ، قال له :
دعاك رجل وأطعمك طعاما طيبا ، وأسقاك ماء باردا ، ثم امتنّ عليك به ، ما كنت تنسبه إليه ؟.. قلت : إلى البخل ، قال :
أفيبخل الله تعالى ؟!.. قلت : فما هو ؟.. قال : حبنا أهل البيت.ص221
المصدر: خط الشهيد
قال أبو حنيفة النعمان بن ثابت جئت إلى حجّام بمنى ليحلق رأسي ، فقال : ادن ميامنك ، واستقبل القبلة ، وسمّ الله ، فتعلّمت منه ثلاث خصال لم تكن عندي ، فقلت له : مملوكٌ أنت أم حرّ ؟.. فقال : مملوك ، قلت : لمن ؟. قال : لجعفر بن محمد العلوي (ع) ، قلت : أشاهدٌ هو أم غائب ؟.. قال : شاهد .
فصرت إلى بابه واستأذنت عليه فحجبني ، وجاء قومٌ من أهل الكوفة فاستأذنوا فأذن لهم ، فدخلت معهم ، فلما صرت عنده قلت له :
يا بن رسول الله !.. لو أرسلت إلى أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب محمد (ص) فإني تركت بها أكثر من عشرة آلاف يشتمونهم ، فقال :
لا يقبلون مني ، فقلت : ومَن لا يقبل منك وأنت ابن رسول الله (ص) ؟.. فقال : أنت ممن لم تقبل مني ، دخلت داري بغير إذني ، وجلست بغير أمري ، وتكلّمت بغير رأيي ، وقد بلغني أنك تقول بالقياس ، قلت :
نعم ، به أقول ، قال :
ويحك يا نعمان !.. أول من قاس الله تعالى إبليس حين أمره بالسجود لآدم (ع) وقال : خلقتني من نار وخلقته من طين ، أيما أكبر يا نعمان القتل أو الزنا ؟.. قلت : القتل ، قال :
فلِمَ جعل الله في القتل شاهدين ، وفي الزنا أربعة ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
فأيما أكبر البول أو المني ؟.. قلت : البول ، قال :
فلم أمر الله في البول بالوضوء ، وفي المني بالغسل ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
فأيما أكبر الصلاة أو الصيام ؟.. قلت : الصلاة ، قال :
فلِمَ وجب على الحائض أن تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
فأيما أضعف المرأة أم الرجل ؟.. قلت : المرأة ، قال :
فلِمَ جعل الله تعالى في الميراث للرجل سهمين ، وللمرأة سهما ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
فلِمَ حكم الله تعالى فيمن سرق عشرة دراهم بالقطع ، وإذا قطع رجل يد رجل فعليه ديتها خمسة آلاف درهم ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
وقد بلغني أنك تفسّر آية في كتاب الله وهي :
{ ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم } أنه الطعام الطيب والماء البارد في اليوم الصائف ، قلت : نعم ، قال له :
دعاك رجل وأطعمك طعاما طيبا ، وأسقاك ماء باردا ، ثم امتنّ عليك به ، ما كنت تنسبه إليه ؟.. قلت : إلى البخل ، قال :
أفيبخل الله تعالى ؟!.. قلت : فما هو ؟.. قال : حبنا أهل البيت.ص221
المصدر: خط الشهيد
دخل طاووس على الصادق (ع) فقال له :
يا طاووس !.. ناشدتك الله هل علمت أحدا أقبل للعذر من الله تعالى ؟.. قال : اللهم لا ، قال :
هل علمت أحداً أصدق ممن قال : لا أقدر وهو لا يقدر ؟.. قال : اللهم لا ، قال : فلِمَ لا يقبل مَن لا أقبل للعذر منه ، ممن لا أصدق في القول منه ؟.. فنفض ثوبه ، فقال : ما بيني وبين الحق عداوة . ص221
المصدر: خط الشهيد
كتاب الاحتجاج والمناظرة
باب احتجاجات الصادق (ع) على الزنادقة والمخالفين
من سؤال الزنديق الذي سأل الصادق (ع) عن مسائل كثيرة أن قال : ألست تقول : يقول الله : { ادعوني أستجب لكم } وقد نرى المضطرّ يدعوه فلا يُستجاب له ، والمظلوم يستنصره على عدوه فلا ينصره ؟.. قال الصادق (ع) : ويحك !.. ما يدعوه أحد إلا استجاب له ، أما الظالم فدعاؤه مردودٌ إلى أن يتوب إليه ، وأما المحقّ فإنه إذا دعاه استجاب له ، وصرف عنه البلاء من حيث لا يعلمه ، وادّخر له ثوابا جزيلا ليوم حاجته إليه ، وإن لم يكن الأمر الذي سأل العبد خيرة له إن أعطاه أمسك عنه .
والمؤمن العارف بالله ربما عزّ عليه أن يدعوه فيما لا يدري أَصوابٌ ذلك أم خطأ وقد يسأل العبد ربه إهلاك من لم ينقطع مدّته ، ويسأل المطر وقتاً ولعله أوان لا يصلح فيه المطر ، لأنه أعرف بتدبير ما خلق من خلقه ، وأشباه ذلك كثيرة ، فافهم هذا .ص174
المصدر: الاحتجاج
قال الصادق (ع) : سل إن شئت ، فقال ابن أبي العوجاء : إلى كم تدوسون هذا البيدر ، وتلوذون بهذا الحجر ، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر ، وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر ؟.. مَن فكّر في هذا وقدّر، علم أنه فعلٌ غير حكيم ولا ذي نظر ، فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه ، وأبوك أُسّه ونظامه ، فقال له الصادق (ع) :
إنّ مَن أضلّه الله وأعمى قلبه استوخم الحقّ ولم يستعذبْه ، وصار الشيطان وليّه وربّه ، ويورده موارد الهلكة ولا يصدره ، وهذا بيتٌ استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه ، فحثّهم على تعظيمه وزيارته ، وجعله قبلةً للمصلّين له ، فهو شعبةٌ من رضوانه ، وطريقٌ يؤدي إلى غفرانه ، منصوبٌ على استواء الكمال ، ومجمع العظمة والجلال ، خلقه الله تعالى قبل دحو الأرض بألفي عام ، فأحقّ من أُطيع فيما أمر وانتهى عمّا زجر الله المنشئ للأرواح والصور .
فقال له ابن أبي العوجاء : ذكرت أبا عبد الله فأحلت على غائب ، فقال الصادق (ع) :
كيف يكون يا ويلك غائبا ؟!.. مَن هو مع خلقه شاهد ، وإليهم أقرب من حبل الوريد ، يسمع كلامهم ، ويعلم أسرارهم ، لا يخلو منه مكان ، ولا يشغل به مكان ، ولا يكون من مكان أقرب من مكان ، يشهد له بذلك آثاره ، ويدلّ عليه أفعاله ، والذي بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة محمد (ص) ، جاءنا بهذه العبادة فإن شككت في شيء من أمره ، فسل عنه أوضّحه لك ، فأبلس ابن أبي العوجاء ولم يدرِ ما يقول ، وانصرف من بين يديه .
فقال لأصحابه : سألتكم أن تلتمسوا لي جمرة فألقيتموني على جمرة ، فقالوا له : اسكت فو الله لقد فضحتنا بحيرتك وانقطاعك ، وما رأينا أحقر منك اليوم في مجلسه ، فقال : أبي تقولون هذا ؟.. إنه ابن مَن حلق رؤوس مَن ترون ، وأومأ بيده إلى أهل الموسم.ص210
المصدر: الإرشاد ص300
ذكروا أنّ أبا حنيفة أكل طعاما مع الإمام الصادق (ع) ، فلما رفع الصادق (ع) يده من أكله قال : الحمد لله رب العالمين ، اللهم !.. هذا منك ومن رسولك (ص) ، فقال أبو حنيفة :
يا أبا عبد الله أجعلت مع الله شريكا ؟!.. فقال (ع) له : ويلك إنّ الله تبارك يقول في كتابه :
{ وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله } ، ويقول عزّ وجلّ في موضع آخر : { ولو أنهم رضوا ما آتهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله }.
فقال أبو حنيفة : والله لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ، ولا سمعتهما إلا في هذا الوقت ، فقال الصادق (ع) : بلى قد قرأتهما وسمعتهما ، ولكن الله تعالى أنزل فيك وفي أشباهك : { أم على قلوب أقفالها } ، وقال تعالى :
{ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } .ص216
المصدر: كنز الكراجكي ص196
قال أبو حنيفة النعمان بن ثابت جئت إلى حجّام بمنى ليحلق رأسي ، فقال : ادن ميامنك ، واستقبل القبلة ، وسمّ الله ، فتعلّمت منه ثلاث خصال لم تكن عندي ، فقلت له : مملوكٌ أنت أم حرّ ؟.. فقال : مملوك ، قلت : لمن ؟. قال : لجعفر بن محمد العلوي (ع) ، قلت : أشاهدٌ هو أم غائب ؟.. قال : شاهد .
فصرت إلى بابه واستأذنت عليه فحجبني ، وجاء قومٌ من أهل الكوفة فاستأذنوا فأذن لهم ، فدخلت معهم ، فلما صرت عنده قلت له :
يا بن رسول الله !.. لو أرسلت إلى أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب محمد (ص) فإني تركت بها أكثر من عشرة آلاف يشتمونهم ، فقال :
لا يقبلون مني ، فقلت : ومَن لا يقبل منك وأنت ابن رسول الله (ص) ؟.. فقال : أنت ممن لم تقبل مني ، دخلت داري بغير إذني ، وجلست بغير أمري ، وتكلّمت بغير رأيي ، وقد بلغني أنك تقول بالقياس ، قلت :
نعم ، به أقول ، قال :
ويحك يا نعمان !.. أول من قاس الله تعالى إبليس حين أمره بالسجود لآدم (ع) وقال : خلقتني من نار وخلقته من طين ، أيما أكبر يا نعمان القتل أو الزنا ؟.. قلت : القتل ، قال :
فلِمَ جعل الله في القتل شاهدين ، وفي الزنا أربعة ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
فأيما أكبر البول أو المني ؟.. قلت : البول ، قال :
فلم أمر الله في البول بالوضوء ، وفي المني بالغسل ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
فأيما أكبر الصلاة أو الصيام ؟.. قلت : الصلاة ، قال :
فلِمَ وجب على الحائض أن تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
فأيما أضعف المرأة أم الرجل ؟.. قلت : المرأة ، قال :
فلِمَ جعل الله تعالى في الميراث للرجل سهمين ، وللمرأة سهما ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
فلِمَ حكم الله تعالى فيمن سرق عشرة دراهم بالقطع ، وإذا قطع رجل يد رجل فعليه ديتها خمسة آلاف درهم ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
وقد بلغني أنك تفسّر آية في كتاب الله وهي :
{ ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم } أنه الطعام الطيب والماء البارد في اليوم الصائف ، قلت : نعم ، قال له :
دعاك رجل وأطعمك طعاما طيبا ، وأسقاك ماء باردا ، ثم امتنّ عليك به ، ما كنت تنسبه إليه ؟.. قلت : إلى البخل ، قال :
أفيبخل الله تعالى ؟!.. قلت : فما هو ؟.. قال : حبنا أهل البيت.ص221
المصدر: خط الشهيد
قال أبو حنيفة النعمان بن ثابت جئت إلى حجّام بمنى ليحلق رأسي ، فقال : ادن ميامنك ، واستقبل القبلة ، وسمّ الله ، فتعلّمت منه ثلاث خصال لم تكن عندي ، فقلت له : مملوكٌ أنت أم حرّ ؟.. فقال : مملوك ، قلت : لمن ؟. قال : لجعفر بن محمد العلوي (ع) ، قلت : أشاهدٌ هو أم غائب ؟.. قال : شاهد .
فصرت إلى بابه واستأذنت عليه فحجبني ، وجاء قومٌ من أهل الكوفة فاستأذنوا فأذن لهم ، فدخلت معهم ، فلما صرت عنده قلت له :
يا بن رسول الله !.. لو أرسلت إلى أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب محمد (ص) فإني تركت بها أكثر من عشرة آلاف يشتمونهم ، فقال :
لا يقبلون مني ، فقلت : ومَن لا يقبل منك وأنت ابن رسول الله (ص) ؟.. فقال : أنت ممن لم تقبل مني ، دخلت داري بغير إذني ، وجلست بغير أمري ، وتكلّمت بغير رأيي ، وقد بلغني أنك تقول بالقياس ، قلت :
نعم ، به أقول ، قال :
ويحك يا نعمان !.. أول من قاس الله تعالى إبليس حين أمره بالسجود لآدم (ع) وقال : خلقتني من نار وخلقته من طين ، أيما أكبر يا نعمان القتل أو الزنا ؟.. قلت : القتل ، قال :
فلِمَ جعل الله في القتل شاهدين ، وفي الزنا أربعة ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
فأيما أكبر البول أو المني ؟.. قلت : البول ، قال :
فلم أمر الله في البول بالوضوء ، وفي المني بالغسل ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
فأيما أكبر الصلاة أو الصيام ؟.. قلت : الصلاة ، قال :
فلِمَ وجب على الحائض أن تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
فأيما أضعف المرأة أم الرجل ؟.. قلت : المرأة ، قال :
فلِمَ جعل الله تعالى في الميراث للرجل سهمين ، وللمرأة سهما ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
فلِمَ حكم الله تعالى فيمن سرق عشرة دراهم بالقطع ، وإذا قطع رجل يد رجل فعليه ديتها خمسة آلاف درهم ؟.. أينقاس لك هذا ؟.. قلت : لا .. قال :
وقد بلغني أنك تفسّر آية في كتاب الله وهي :
{ ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم } أنه الطعام الطيب والماء البارد في اليوم الصائف ، قلت : نعم ، قال له :
دعاك رجل وأطعمك طعاما طيبا ، وأسقاك ماء باردا ، ثم امتنّ عليك به ، ما كنت تنسبه إليه ؟.. قلت : إلى البخل ، قال :
أفيبخل الله تعالى ؟!.. قلت : فما هو ؟.. قال : حبنا أهل البيت.ص221
المصدر: خط الشهيد
دخل طاووس على الصادق (ع) فقال له :
يا طاووس !.. ناشدتك الله هل علمت أحدا أقبل للعذر من الله تعالى ؟.. قال : اللهم لا ، قال :
هل علمت أحداً أصدق ممن قال : لا أقدر وهو لا يقدر ؟.. قال : اللهم لا ، قال : فلِمَ لا يقبل مَن لا أقبل للعذر منه ، ممن لا أصدق في القول منه ؟.. فنفض ثوبه ، فقال : ما بيني وبين الحق عداوة . ص221
المصدر: خط الشهيد
تعليق