ن أغلب التجارب الإنسانية والاجتماعية والتاريخية أثبتت أن الصدق والأمانة خصلتان جوهريتان في الإنسان بصورة عامة، وهما بلا شك مقياسان مثاليان للرجل الذي ترغبه المرأة كشريك حياة، وسأذكر قصتين أو حادثتين كشاهد على كلامي.
الأولى:
تتناول ولادة أحد أعظم علماء الإمامية وهو السيد (أحمد الأردبيلي)، والملقب بصاحب الجواهر- كما جاء في السيرة والتراجم وعلم الرجال.
تبدأ القصة عندما كان والد الأردبيلي في رحلة لطلب العلم والمعرفة وقد قطع مسافات طويلة مشياً على الأقدام كونه لا يملك مالاً ليشتري فيه فرس أو دابة، وبعد أيام من السير جلس الرجل تحت ظل شجرة بالقرب من أحد البساتين وهو منهك، متعب، جائع، ويدعو ربه أن يمكنه من الوصول إلى مبتغاه، وبينما هو جالس شاهد تفاحة مرمية وسط الطريق فلم يتمالك نفسه فقام إليها ومسحها من الغبار وابتدأ بأكلها، انتبه أن ما فعله منكر لأنه لم يستأذن من صاحب البستان فاستغفر ربه فقرر أن يدخل البستان ليسأل عن صاحبه فوجد بعض الفلاحين وسألهم عن صاحب هذا المكان وذكر لهم أنه أكل التفاحة دون استئذان من صاحب البستان ويريد أن يغفر له، دهش الفلاحين من قوله وظنوا أنه رجل معتوه فقالوا له إذن اذهب لصاحبها فهو على مسيرة شهر من هنا، توكل الرجل على ربه وانحرف عن سيره طالباً مكان صاحب البستان وعرف أنه والي المدينة، دخل إلى القاعة التي يجتمع فيها الناس للشكوى ولطلب الحوائج وعندما أخبر الرجل الوالي بالقصة ضحك الوالي ثم سأله، هل أكلت الثمرة كلها أم نصفها؟ فأجاب السيد بأنه لم يأكلها كلها بل تجاوز النصف بقليل ولكي يتخلص الوالي من الإحراج ويعود إلى العمل قال للسيد: إن الأمر قد خرج من يده وأنه يسامحه في نصف التفاحة أما النصف الآخر فهو ملك لأخيه الذي يشاركه البستان وهو والي على مدينته التي تقع على مسيرة شهر، فشد السيد الرحال وقرر أن ينهي هذا الأمر حتى لو تطلب الأمر حياته وعندما وصل إلى قصر الوالي قص له الحادثة تعجب الوالي من أمانته وأخبره أنه سيسامحه بشرط أن يتزوج ابنته وهي على حد قوله (صمّاء، بكماء، عمياء، عرجاء) تحيّر السيد وقال للوالي بأنه طالب علم ووجود زوجة بهذه المواصفات تعيقه لكن الوالي أصر على شرطه، وافق السيد على تنفيذ شرط الوالي متوكلاً على الله تعالى القدير وأعلن يوم الزفاف، وبعد صلاة العشاء زفّ السيد إلى عروسه فدخل عليها وقد أسدل بينهما ستارة من القماش فسلّم عليها فأومأت برأسها دون أن يرفع الستارة، ثم قام وصلى ركعتين شكر لله على نعمه في السراء والضراء وبعد أن فرغ رفع الستار عن زوجته ويا لهول ما رأى أصابه الذهول وأخذ يرجع إلى الوراء وهو يكبر ويصلي على محمد وآله محمد وخرج يلهث من المفاجأة والوالي كان ينتظره في الرواق وكأنه كان يتوقع ما سوف يحدث فطمأنه وأدخله غرفته منادياً ابنته فقامت على استحياء وسط ذهول السيد، فقال له الوالي (نعم يا بني لقد نذرت على نفسي بأن لا أزوج ابنتي إلا رجل بمثل أمانتك وخوفك من الله، وأما قولي بأنها صماء فهي قد صمت أذنيها عن سماع كل ما حرم الله تعالى، وأما بكماء فهي لا تنطق بكذب وقول الزور، وأما عمياء فهي لا تمد بصرها إلى المحرمات، وأما عرجاء فهي لا تمشي إلا بقضاء حوائج المؤمنين المحتاجين).
لقد كانت آية في الجمال والأدب والخلق الرفيع، فهي لا تخرج من غرفتها إلا نادراً وتقضي وقتها في الصلاة والمناجاة ومثل هكذا امرأة لا يستحقها إلا رجل قطع مسافة شهرين مشياً على الأقدام لكي يستسمح صاحب البستان الذي أكل منه هذه التفاحة.
وكان ثمرة زواج هذه المرأة المؤمنة بالرجل الورع الأمين واحد من أعظم علماء الإمامية وهو السيد (أحمد الأردبيلي).
والثانية:
قصة النبي موسى عليه السلام، فالقرآن الكريم يتحدث عن ابنتي شعيب عليه السلام بأنهما كانت ترعيان الغنم وذلك لعدم وجود أخوة لهما بحسب الظاهر وأباهما شيخ كبير لا يستطيع أن يقوم بهذا العمل ولا يوجد من يستأجره ولهذا قام النبي موسى بمساعدتهما وحمل المشقة عنهما، فالبئر الذي كان تستسقيا منه الماء مكتظ بالناس كما قال الله عز وجل (ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمّة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير) القصص : 23
وبعدها دخلت إحداهما على أبيها لتحدثه عن قوة النبي موسى عليه السلام وأمانته، إذ ألفته متحفظاً أميناً معهما حينما طلب منهما وهو يحمل جرة الماء أن تمشيا خلفه حتى لا تقع عيناه على عورتهما، ثم عظمت قوته ومهابته وطاقته على تحمل المشاق، فقالت: (يا أبتِ استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين).
وكثير من المفسرين يستقرأون هذه الآية وفقاً لمعناها الباطن أو التضميني كما جاء على لسان ابنة شعيب حينما طلبت من أبيها أن يستأجره وفي الحقيقة أن تهذيبها وحياءها منعها أن تصارح أبيها برغبتها في الزواج من النبي موسى عليه السلام ففهم الأب مقصد ابنته وعرض على النبي موسى أن يتزوج إحدى ابنتيه على أن يأتيه بثمان حجج.
إذن نستخلص من هاتين القصتين أن الأمانة والقوة في الرجل خاصيتان أساسيتان لاستقرار العلاقة الزوجية ولإضفاء الأمن النفسي في حياة المرأة.
فلماذا الأمانة:؟
الرجل الأمين يحفظ المرأة ويصون كرامتها ويذود عنها في المواقف الصعبة ويحترم مشاعرها ويحتويها بحنانه ورعايته فهو كما يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إذا أحبها أكرمها وإذا لم يحبها فإنه لم يهنها ) فهو يخاف الله فيها، يؤدي حقوقها كاملة، ويقوم بواجباتها دون تقصير، لا يخون العشرة ولا يكسر العهد، يحترم خصوصيتها ويقدر شخصيتها ولهذا تأمنه على مالها وأولادها وعرضها، فالأمان والطمأنينة غاية المرأة.
ولا ننسى كيف أن السيدة خديجة أم المؤمنين عليها السلام اتخذت النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وكيلاً على تجارتها وأموالها بعد أن استخبرت صدقه وأمانته وإشاعة هاتين الميزتين عنه بين الناس ثم تتوجت هذه الثقة بأعظم قصة زواج عرفتها البشرية.
وأما القوة:
فتلك هي ركيزة الرجولة التي تستهام بها الأنثى سواء القوة الجسدية أو قوة الشخصية أو حتى المقومات النفسية التي تظهر في الرجل مظاهر الجلد والعنفوان، فالمرأة تريد أن تشعر أنها محمية من رجل قوي قادر على الذود عنها في الأزمات والمحن متصدياً من أجلها الأخطار، مدافعاً عنها بكل غالي ونفيس، فهو القوة المعنوية التي تحميها من السقوط العاطفي المتوقع حينما تفقد إحساسها بالحب، ولهذا عندما يكون الرجل ثابت الموقف، جلد، على ثقة واعتداد بالنفس يعكس ظلاله الوارفة على المرأة المضطربة التي ستسكن تحت فيوضات شخصيته المتماسكة.
والقوة الجسدية كما أثبتت الدراسات السيكولوجية أن المرأة تميل إلى الرجل القوي البدن فهو مصدر أمن وأمان لها إذ يشكل هذه القوة متراس نفسي للمخاطر الخارجية التي قد تهددها في بعض الحالات، والرجل القوي أيضاً في قدراته الفكرية والعقلية حيث تجده المرأة قادراً على التفكير لها ومعها أحياناً وبالتالي هو السياج الآمن الذي يسوّر البيت ويثبت دعائمه كي لا تميل به الريح في كل اتجاه فيسقط، فالرجل الضعيف المتقلب المزاج والأهواء المهزوز الشخصية المضطرب النفس لن يستطيع أن يقرر أو يحفظ كيان الأسرة لأنه مهزوم باستمرار أمام ذاته، ضعيف أمام رغباته، يتأرجح في مواقفه وبالتالي لن تحترمه المرأة أو تحبه، وبالتالي تهتز العلاقة الزوجية وتفرز كل صيغ المشاكل والمعاناة، فحتى الأساطير القديمة كانت تصور الرجل الذي ترغبه المرأة بصورة فارس مقدام يخوض من أجلها الحروب ويتحمل الأخطار كي يفوز بها، فالمغامرة والجرأة تستهويان المرأة الشابة وتشعل فتيل شوقها وقد قيل في الأمثال (المرأة جبارة على الرجل الضعيف مطواعة للرجل القوي).
وأعتقد أن القوة والأمانة في الرجل قيمتان مصهورتان في نسيج شخصيته ومواقف الحياة هي التي تستفز المخابئ فتظهر المعادن.
وكما يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
(عند تقلب الأحوال تعرف معادن الرجال).
الأولى:
تتناول ولادة أحد أعظم علماء الإمامية وهو السيد (أحمد الأردبيلي)، والملقب بصاحب الجواهر- كما جاء في السيرة والتراجم وعلم الرجال.
تبدأ القصة عندما كان والد الأردبيلي في رحلة لطلب العلم والمعرفة وقد قطع مسافات طويلة مشياً على الأقدام كونه لا يملك مالاً ليشتري فيه فرس أو دابة، وبعد أيام من السير جلس الرجل تحت ظل شجرة بالقرب من أحد البساتين وهو منهك، متعب، جائع، ويدعو ربه أن يمكنه من الوصول إلى مبتغاه، وبينما هو جالس شاهد تفاحة مرمية وسط الطريق فلم يتمالك نفسه فقام إليها ومسحها من الغبار وابتدأ بأكلها، انتبه أن ما فعله منكر لأنه لم يستأذن من صاحب البستان فاستغفر ربه فقرر أن يدخل البستان ليسأل عن صاحبه فوجد بعض الفلاحين وسألهم عن صاحب هذا المكان وذكر لهم أنه أكل التفاحة دون استئذان من صاحب البستان ويريد أن يغفر له، دهش الفلاحين من قوله وظنوا أنه رجل معتوه فقالوا له إذن اذهب لصاحبها فهو على مسيرة شهر من هنا، توكل الرجل على ربه وانحرف عن سيره طالباً مكان صاحب البستان وعرف أنه والي المدينة، دخل إلى القاعة التي يجتمع فيها الناس للشكوى ولطلب الحوائج وعندما أخبر الرجل الوالي بالقصة ضحك الوالي ثم سأله، هل أكلت الثمرة كلها أم نصفها؟ فأجاب السيد بأنه لم يأكلها كلها بل تجاوز النصف بقليل ولكي يتخلص الوالي من الإحراج ويعود إلى العمل قال للسيد: إن الأمر قد خرج من يده وأنه يسامحه في نصف التفاحة أما النصف الآخر فهو ملك لأخيه الذي يشاركه البستان وهو والي على مدينته التي تقع على مسيرة شهر، فشد السيد الرحال وقرر أن ينهي هذا الأمر حتى لو تطلب الأمر حياته وعندما وصل إلى قصر الوالي قص له الحادثة تعجب الوالي من أمانته وأخبره أنه سيسامحه بشرط أن يتزوج ابنته وهي على حد قوله (صمّاء، بكماء، عمياء، عرجاء) تحيّر السيد وقال للوالي بأنه طالب علم ووجود زوجة بهذه المواصفات تعيقه لكن الوالي أصر على شرطه، وافق السيد على تنفيذ شرط الوالي متوكلاً على الله تعالى القدير وأعلن يوم الزفاف، وبعد صلاة العشاء زفّ السيد إلى عروسه فدخل عليها وقد أسدل بينهما ستارة من القماش فسلّم عليها فأومأت برأسها دون أن يرفع الستارة، ثم قام وصلى ركعتين شكر لله على نعمه في السراء والضراء وبعد أن فرغ رفع الستار عن زوجته ويا لهول ما رأى أصابه الذهول وأخذ يرجع إلى الوراء وهو يكبر ويصلي على محمد وآله محمد وخرج يلهث من المفاجأة والوالي كان ينتظره في الرواق وكأنه كان يتوقع ما سوف يحدث فطمأنه وأدخله غرفته منادياً ابنته فقامت على استحياء وسط ذهول السيد، فقال له الوالي (نعم يا بني لقد نذرت على نفسي بأن لا أزوج ابنتي إلا رجل بمثل أمانتك وخوفك من الله، وأما قولي بأنها صماء فهي قد صمت أذنيها عن سماع كل ما حرم الله تعالى، وأما بكماء فهي لا تنطق بكذب وقول الزور، وأما عمياء فهي لا تمد بصرها إلى المحرمات، وأما عرجاء فهي لا تمشي إلا بقضاء حوائج المؤمنين المحتاجين).
لقد كانت آية في الجمال والأدب والخلق الرفيع، فهي لا تخرج من غرفتها إلا نادراً وتقضي وقتها في الصلاة والمناجاة ومثل هكذا امرأة لا يستحقها إلا رجل قطع مسافة شهرين مشياً على الأقدام لكي يستسمح صاحب البستان الذي أكل منه هذه التفاحة.
وكان ثمرة زواج هذه المرأة المؤمنة بالرجل الورع الأمين واحد من أعظم علماء الإمامية وهو السيد (أحمد الأردبيلي).
والثانية:
قصة النبي موسى عليه السلام، فالقرآن الكريم يتحدث عن ابنتي شعيب عليه السلام بأنهما كانت ترعيان الغنم وذلك لعدم وجود أخوة لهما بحسب الظاهر وأباهما شيخ كبير لا يستطيع أن يقوم بهذا العمل ولا يوجد من يستأجره ولهذا قام النبي موسى بمساعدتهما وحمل المشقة عنهما، فالبئر الذي كان تستسقيا منه الماء مكتظ بالناس كما قال الله عز وجل (ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمّة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير) القصص : 23
وبعدها دخلت إحداهما على أبيها لتحدثه عن قوة النبي موسى عليه السلام وأمانته، إذ ألفته متحفظاً أميناً معهما حينما طلب منهما وهو يحمل جرة الماء أن تمشيا خلفه حتى لا تقع عيناه على عورتهما، ثم عظمت قوته ومهابته وطاقته على تحمل المشاق، فقالت: (يا أبتِ استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين).
وكثير من المفسرين يستقرأون هذه الآية وفقاً لمعناها الباطن أو التضميني كما جاء على لسان ابنة شعيب حينما طلبت من أبيها أن يستأجره وفي الحقيقة أن تهذيبها وحياءها منعها أن تصارح أبيها برغبتها في الزواج من النبي موسى عليه السلام ففهم الأب مقصد ابنته وعرض على النبي موسى أن يتزوج إحدى ابنتيه على أن يأتيه بثمان حجج.
إذن نستخلص من هاتين القصتين أن الأمانة والقوة في الرجل خاصيتان أساسيتان لاستقرار العلاقة الزوجية ولإضفاء الأمن النفسي في حياة المرأة.
فلماذا الأمانة:؟
الرجل الأمين يحفظ المرأة ويصون كرامتها ويذود عنها في المواقف الصعبة ويحترم مشاعرها ويحتويها بحنانه ورعايته فهو كما يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إذا أحبها أكرمها وإذا لم يحبها فإنه لم يهنها ) فهو يخاف الله فيها، يؤدي حقوقها كاملة، ويقوم بواجباتها دون تقصير، لا يخون العشرة ولا يكسر العهد، يحترم خصوصيتها ويقدر شخصيتها ولهذا تأمنه على مالها وأولادها وعرضها، فالأمان والطمأنينة غاية المرأة.
ولا ننسى كيف أن السيدة خديجة أم المؤمنين عليها السلام اتخذت النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وكيلاً على تجارتها وأموالها بعد أن استخبرت صدقه وأمانته وإشاعة هاتين الميزتين عنه بين الناس ثم تتوجت هذه الثقة بأعظم قصة زواج عرفتها البشرية.
وأما القوة:
فتلك هي ركيزة الرجولة التي تستهام بها الأنثى سواء القوة الجسدية أو قوة الشخصية أو حتى المقومات النفسية التي تظهر في الرجل مظاهر الجلد والعنفوان، فالمرأة تريد أن تشعر أنها محمية من رجل قوي قادر على الذود عنها في الأزمات والمحن متصدياً من أجلها الأخطار، مدافعاً عنها بكل غالي ونفيس، فهو القوة المعنوية التي تحميها من السقوط العاطفي المتوقع حينما تفقد إحساسها بالحب، ولهذا عندما يكون الرجل ثابت الموقف، جلد، على ثقة واعتداد بالنفس يعكس ظلاله الوارفة على المرأة المضطربة التي ستسكن تحت فيوضات شخصيته المتماسكة.
والقوة الجسدية كما أثبتت الدراسات السيكولوجية أن المرأة تميل إلى الرجل القوي البدن فهو مصدر أمن وأمان لها إذ يشكل هذه القوة متراس نفسي للمخاطر الخارجية التي قد تهددها في بعض الحالات، والرجل القوي أيضاً في قدراته الفكرية والعقلية حيث تجده المرأة قادراً على التفكير لها ومعها أحياناً وبالتالي هو السياج الآمن الذي يسوّر البيت ويثبت دعائمه كي لا تميل به الريح في كل اتجاه فيسقط، فالرجل الضعيف المتقلب المزاج والأهواء المهزوز الشخصية المضطرب النفس لن يستطيع أن يقرر أو يحفظ كيان الأسرة لأنه مهزوم باستمرار أمام ذاته، ضعيف أمام رغباته، يتأرجح في مواقفه وبالتالي لن تحترمه المرأة أو تحبه، وبالتالي تهتز العلاقة الزوجية وتفرز كل صيغ المشاكل والمعاناة، فحتى الأساطير القديمة كانت تصور الرجل الذي ترغبه المرأة بصورة فارس مقدام يخوض من أجلها الحروب ويتحمل الأخطار كي يفوز بها، فالمغامرة والجرأة تستهويان المرأة الشابة وتشعل فتيل شوقها وقد قيل في الأمثال (المرأة جبارة على الرجل الضعيف مطواعة للرجل القوي).
وأعتقد أن القوة والأمانة في الرجل قيمتان مصهورتان في نسيج شخصيته ومواقف الحياة هي التي تستفز المخابئ فتظهر المعادن.
وكما يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
(عند تقلب الأحوال تعرف معادن الرجال).