في اسباب إعراض البخاري عن الأحاديث المروية عن أئمة بعض الناس يقولون:
إن إغفال البخاري لهذه الأحاديث كان بدافع الخوف او عدم التوثيق!!!
ويقولون:
1- إن أعراضه عن الأحاديث المروية عن الأئمة كان آتيا بدافع عدم التوثيق الاسناد و الرجال
2-أنه امتنع عن روايتها خوفا وفرقا من حكام العباسيين الذين كانوا يناصبون آل محمد العداء وهو يعلم أنه لو روى عنهم لأهمل كتابه في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لقضي عليه وقبر وهو في مهده
لكن نريد ان نسئلهم لماذا نشاهد .إعراض البخاري عن الأحاديث المروية عن أئمة في الموضوع الايمان مثل الحديث الامام الصادق الذي يثبت ان الايمان مبثوت لجوارح البدن كلها
ونعلم ان مثل هذه الموضوع كان من المواضيع الاخلاقي و غير السياسي في احاديث الامام الصادق عليه السلام و لا يحتاج للخوف او التوثيق الاسناد و الرجال لان التعريف الايمان في هذه الحديث الرائع يشتمل علي مفاهيم القران و السنه و العقل و الوحي فقط و نقله في كتاب البخاري لا يشكل خطرا علي نفس البخاري و اعوانه ابدا!
في نفس الموضوع يكتب البخاري في صحيحه كتابا يسميه كتاب الإيمان » باب من قال إن الإيمان هو العمل!
و نجد فقط حديث واحد في هذه الكتاب و منقول عن أبي هريرة !
باب من قال إن الإيمان هو العمل لقول الله تعالى وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون وقال عدة من أهل العلم في قوله تعالى فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون عن قول لا إله إلا الله وقال لمثل هذا فليعمل العاملون
26 حدثنا أحمد بن يونس وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا إبراهيم بن سعد قال حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أفضل فقال إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا قال حج مبرور!
تخيلوا لو كان البخاري عالما مسلما حنيفاماذا يمنعه ان يكتب هذه الحديث الجميل عن الامام الصادق عليه السلام في كتاب صحيح البخاري - كتاب الإيمان » باب من قال إن الإيمان هو العمل؟؟
هل هذا الحديث الشريف ايضا يشكل خطرا علي نفسه او ماله او دينه او علم الرجال ؟؟؟
حديث أن الايمان مبثوت لجوارح البدن كلها
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكربن صالح، عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبوعمرو الزبيري، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: أيها العالم أخبرني أي الاعمال أفضل عند الله؟ قال: مالا يقبل الله شيئا إلا به، قلت: وما هو؟ قال:
الايمان بالله الذي لا إله إلاهو، أعلى الاعمال درجة وأشرفها منزلة وأسناها حظا، قال: قلت ألاتخبرني عن الايمان، أقول هو وعمل أم قول بلا عمل؟ فقال: الايمان عمل كله والقول بعض ذلك العمل، بفرض من الله بين في كتابه، واضح نوره،(1) ثابتة حجته، يشهد له به الكتاب(2) ويدعوه إليه، قال: قلت: صفه لي جعلت فداك حتى أفهمه، قال: الايمان(3) حالات ودرجات وطبقات ومنازل، فمنه التام المنتهى تمامه ومنه الناقص البين نقصانه ومنه الراحج الزائد رجحانه، قلت: إن الايمان ليتم وينقص ويزيد؟ قال: نعم، قلت: كيف ذلك؟ قال: لان الله تبارك و تعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها فليس من جوارحه جارحة إلا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به ا ختها، فمنها قلبه الذي به يعقل ويفقه ويفهم وهو أمير بدنه الذي لا ترد الجوارح ولا تصدر إلا عن رأيه وأمره و منها عيناه اللتان يبصر بهما واذناه اللتان يسمع بهما ويداه اللتان يبطش بهما ورجلاه اللتان يمشي بهما وفرجه الذي الباه من قبله ; ولسانه الذي ينطق به ورأسه الذي فيه وجهه، فليس من هذه جارحة إلا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به اختها بفرض من الله تبارك اسمه، ينطق به الكتاب لها ويشهد به عليها.
ففرض على القلب غير ما فرض على السمع وفرض على السمع وغير ما فرض على العينين وفرض على العينين غير ما فرض على اللسان وفرض على اللسان غير ما فرض على اليدين وفرض على اليدين غير ما فرض على الرجلين وفرض على الرجلين غير ما فرض على الفرج وفرض على الفرج غير ما فرض على الوجه، فأما ما فرض على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا و التسليم بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلها واحدا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمدا عبده ورسوله صلواله الله عليه وآله والاقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب، فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو قول الله عزوجل: " إلامن اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا(1) " وقال: " ألا بذكر الله تطمئن القلوب(2) " وقال: " الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم(3) " وقال: " إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء(4) " فذلك ما فرض الله عزوجل على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو رأس الايمان وفرض الله على اللسان القول التعبير عن القلب بما عقد عليه وأقر به قال الله تبارك وتعالى " وقولوا للناس حسنا(5) " وقال: " قولوا آمنا بالله وما انزل إلينا وما انزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون(6) " فهذا ما فرض الله على اللسان وهوعمله وفرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله وأن يعرض عما لايحل له مما نهى الله عزوجل عنه والاصغاء إلى ما أسخط الله عزوجل فقال في ذلك: " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره(7) " ثم استثنى الله عزوجل موضع النسيان فقال: " وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعدالذكرى مع القوم الظالمين(8) وقال: " فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اولئك الذين هديهم الله واولئك هم اولوا الالباب(9) " وقال عزو جل: " قد أفلح المؤمنون * الذينهم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون * والذين هم للزكاة فاعلون(10) " وقال: إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم(11) " وقال: " وإذا مروا باللغو مرواكراما(12) " فهذا ما فرض الله على السمع من الايمان أن لا يصغي إلى مالا يحل له وهو عمله وهو من الايمان وفرض على البصر أن لاينظر إلى ما حرم الله عليه وأن يعرض عما نهى الله عنه، مما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان، فقال تبارك وتعالى: " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم(13) " فنها هم أن ينظروا إلى عوراتهم وأن ينظر المرء إلى فرج أخيه ويحفظ فرجه أن ينظر إليه وقال: " وقل للمؤمنات
يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن(1) " من أن تنظر إحدا هن إلى فرج اختها وتحفظ فرجها من أن ينظر إليها وقال: كل شئ في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا إلا هذه الآية فإنها من النظر(2) ثم نظم ما فرض على القلب واللسان والسمع والبصر في آية اخرى فقال: " وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلود كم(3) " يعني بالجلود: الفروج والافخاذ وقال: " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا(4) " فهذا ما فرض الله على العينين من غض البصر عما حرم الله عزوجل وهو عملهما هو من الايمان وفرض الله على اليدين أن لا يبطش بهما إلى ما حرم الله وأن يبطش بهما إلى ما أمر الله عزوجل وفرض عليهما من الصدقة وصلة الرحم والجهاد في سبيل الله والطهور للصلاة، فقال: " يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلو وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين(5) " وقال: " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فذاء حتى تضع الحرب أوزارها(6) " فهذاما فرض الله على اليدين لان الضرب من علاجهما(7) وفرض على الرجلين أن لا يمشي بهما إلى شئ من معاصي الله وفرض عليهما المشي إلى ما يرضي الله عزوجل فقال: " ولا تمش في الارض مرحا إنك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا "(8) وقال: " واقصد في مشيك و اغضض من صوتك إن أنكر الاصوات لصوت الحمير "(9) وقال فيما شهدت الايدي والارجل على أنفسهما وعلى أربابهما من تضييعهما لما أمر الله عزوجل به وفرضه عليهما: " اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون(10) " فهذا أيضا مما فرض الله على اليدين وعلى الرجلين وهو عملهما وهو من الايمان وفرض على الوجه السجود له بالليل والنهار في مواقيت الصلاة فقال: " يا أيها الذين آمنوااركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون(1) " فهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين وقال: في موضع آخر: " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا(2) " وقال فيما فرض على الجوارح من الطهور والصلاة بها وذلك أن الله عزوجل لما صرف نبيه صلى الله عليه وآله إلى الكعبة عن البيت المقدس فأنزل الله عزوجل " وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم(3) " فسمى الصلاة إيمانا فمن لقي الله عزوجل حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عزوجل عليها لقي الله عزوجل مستكملا لايمانه وهو من أهل الجنة ومن خان في شئ منها أو تعدى ما أمرالله عزوجل فيها لقي الله عزوجل ناقص الايمان، قلت: قد فهمت نقصان الايمان وتمامه، فمن أين جاءت زيادته؟ فقال: قول الله عزوجل: " وإذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون * وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم(4) " وقال: " نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى(5) " ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لاحد منهم فضل على الآخر ولا ستوت النعم فيه ولا ستوى الناس وبطل التفضيل ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله وبالنقصان دخل المفرطون النار.
إن إغفال البخاري لهذه الأحاديث كان بدافع الخوف او عدم التوثيق!!!
ويقولون:
1- إن أعراضه عن الأحاديث المروية عن الأئمة كان آتيا بدافع عدم التوثيق الاسناد و الرجال
2-أنه امتنع عن روايتها خوفا وفرقا من حكام العباسيين الذين كانوا يناصبون آل محمد العداء وهو يعلم أنه لو روى عنهم لأهمل كتابه في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لقضي عليه وقبر وهو في مهده
لكن نريد ان نسئلهم لماذا نشاهد .إعراض البخاري عن الأحاديث المروية عن أئمة في الموضوع الايمان مثل الحديث الامام الصادق الذي يثبت ان الايمان مبثوت لجوارح البدن كلها
ونعلم ان مثل هذه الموضوع كان من المواضيع الاخلاقي و غير السياسي في احاديث الامام الصادق عليه السلام و لا يحتاج للخوف او التوثيق الاسناد و الرجال لان التعريف الايمان في هذه الحديث الرائع يشتمل علي مفاهيم القران و السنه و العقل و الوحي فقط و نقله في كتاب البخاري لا يشكل خطرا علي نفس البخاري و اعوانه ابدا!
في نفس الموضوع يكتب البخاري في صحيحه كتابا يسميه كتاب الإيمان » باب من قال إن الإيمان هو العمل!
و نجد فقط حديث واحد في هذه الكتاب و منقول عن أبي هريرة !
باب من قال إن الإيمان هو العمل لقول الله تعالى وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون وقال عدة من أهل العلم في قوله تعالى فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون عن قول لا إله إلا الله وقال لمثل هذا فليعمل العاملون
26 حدثنا أحمد بن يونس وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا إبراهيم بن سعد قال حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أفضل فقال إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا قال حج مبرور!
تخيلوا لو كان البخاري عالما مسلما حنيفاماذا يمنعه ان يكتب هذه الحديث الجميل عن الامام الصادق عليه السلام في كتاب صحيح البخاري - كتاب الإيمان » باب من قال إن الإيمان هو العمل؟؟
هل هذا الحديث الشريف ايضا يشكل خطرا علي نفسه او ماله او دينه او علم الرجال ؟؟؟
حديث أن الايمان مبثوت لجوارح البدن كلها
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكربن صالح، عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبوعمرو الزبيري، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: أيها العالم أخبرني أي الاعمال أفضل عند الله؟ قال: مالا يقبل الله شيئا إلا به، قلت: وما هو؟ قال:
الايمان بالله الذي لا إله إلاهو، أعلى الاعمال درجة وأشرفها منزلة وأسناها حظا، قال: قلت ألاتخبرني عن الايمان، أقول هو وعمل أم قول بلا عمل؟ فقال: الايمان عمل كله والقول بعض ذلك العمل، بفرض من الله بين في كتابه، واضح نوره،(1) ثابتة حجته، يشهد له به الكتاب(2) ويدعوه إليه، قال: قلت: صفه لي جعلت فداك حتى أفهمه، قال: الايمان(3) حالات ودرجات وطبقات ومنازل، فمنه التام المنتهى تمامه ومنه الناقص البين نقصانه ومنه الراحج الزائد رجحانه، قلت: إن الايمان ليتم وينقص ويزيد؟ قال: نعم، قلت: كيف ذلك؟ قال: لان الله تبارك و تعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها فليس من جوارحه جارحة إلا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به ا ختها، فمنها قلبه الذي به يعقل ويفقه ويفهم وهو أمير بدنه الذي لا ترد الجوارح ولا تصدر إلا عن رأيه وأمره و منها عيناه اللتان يبصر بهما واذناه اللتان يسمع بهما ويداه اللتان يبطش بهما ورجلاه اللتان يمشي بهما وفرجه الذي الباه من قبله ; ولسانه الذي ينطق به ورأسه الذي فيه وجهه، فليس من هذه جارحة إلا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به اختها بفرض من الله تبارك اسمه، ينطق به الكتاب لها ويشهد به عليها.
ففرض على القلب غير ما فرض على السمع وفرض على السمع وغير ما فرض على العينين وفرض على العينين غير ما فرض على اللسان وفرض على اللسان غير ما فرض على اليدين وفرض على اليدين غير ما فرض على الرجلين وفرض على الرجلين غير ما فرض على الفرج وفرض على الفرج غير ما فرض على الوجه، فأما ما فرض على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا و التسليم بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلها واحدا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمدا عبده ورسوله صلواله الله عليه وآله والاقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب، فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو قول الله عزوجل: " إلامن اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا(1) " وقال: " ألا بذكر الله تطمئن القلوب(2) " وقال: " الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم(3) " وقال: " إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء(4) " فذلك ما فرض الله عزوجل على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو رأس الايمان وفرض الله على اللسان القول التعبير عن القلب بما عقد عليه وأقر به قال الله تبارك وتعالى " وقولوا للناس حسنا(5) " وقال: " قولوا آمنا بالله وما انزل إلينا وما انزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون(6) " فهذا ما فرض الله على اللسان وهوعمله وفرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله وأن يعرض عما لايحل له مما نهى الله عزوجل عنه والاصغاء إلى ما أسخط الله عزوجل فقال في ذلك: " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره(7) " ثم استثنى الله عزوجل موضع النسيان فقال: " وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعدالذكرى مع القوم الظالمين(8) وقال: " فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اولئك الذين هديهم الله واولئك هم اولوا الالباب(9) " وقال عزو جل: " قد أفلح المؤمنون * الذينهم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون * والذين هم للزكاة فاعلون(10) " وقال: إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم(11) " وقال: " وإذا مروا باللغو مرواكراما(12) " فهذا ما فرض الله على السمع من الايمان أن لا يصغي إلى مالا يحل له وهو عمله وهو من الايمان وفرض على البصر أن لاينظر إلى ما حرم الله عليه وأن يعرض عما نهى الله عنه، مما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان، فقال تبارك وتعالى: " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم(13) " فنها هم أن ينظروا إلى عوراتهم وأن ينظر المرء إلى فرج أخيه ويحفظ فرجه أن ينظر إليه وقال: " وقل للمؤمنات
يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن(1) " من أن تنظر إحدا هن إلى فرج اختها وتحفظ فرجها من أن ينظر إليها وقال: كل شئ في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا إلا هذه الآية فإنها من النظر(2) ثم نظم ما فرض على القلب واللسان والسمع والبصر في آية اخرى فقال: " وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلود كم(3) " يعني بالجلود: الفروج والافخاذ وقال: " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا(4) " فهذا ما فرض الله على العينين من غض البصر عما حرم الله عزوجل وهو عملهما هو من الايمان وفرض الله على اليدين أن لا يبطش بهما إلى ما حرم الله وأن يبطش بهما إلى ما أمر الله عزوجل وفرض عليهما من الصدقة وصلة الرحم والجهاد في سبيل الله والطهور للصلاة، فقال: " يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلو وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين(5) " وقال: " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فذاء حتى تضع الحرب أوزارها(6) " فهذاما فرض الله على اليدين لان الضرب من علاجهما(7) وفرض على الرجلين أن لا يمشي بهما إلى شئ من معاصي الله وفرض عليهما المشي إلى ما يرضي الله عزوجل فقال: " ولا تمش في الارض مرحا إنك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا "(8) وقال: " واقصد في مشيك و اغضض من صوتك إن أنكر الاصوات لصوت الحمير "(9) وقال فيما شهدت الايدي والارجل على أنفسهما وعلى أربابهما من تضييعهما لما أمر الله عزوجل به وفرضه عليهما: " اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون(10) " فهذا أيضا مما فرض الله على اليدين وعلى الرجلين وهو عملهما وهو من الايمان وفرض على الوجه السجود له بالليل والنهار في مواقيت الصلاة فقال: " يا أيها الذين آمنوااركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون(1) " فهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين وقال: في موضع آخر: " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا(2) " وقال فيما فرض على الجوارح من الطهور والصلاة بها وذلك أن الله عزوجل لما صرف نبيه صلى الله عليه وآله إلى الكعبة عن البيت المقدس فأنزل الله عزوجل " وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم(3) " فسمى الصلاة إيمانا فمن لقي الله عزوجل حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عزوجل عليها لقي الله عزوجل مستكملا لايمانه وهو من أهل الجنة ومن خان في شئ منها أو تعدى ما أمرالله عزوجل فيها لقي الله عزوجل ناقص الايمان، قلت: قد فهمت نقصان الايمان وتمامه، فمن أين جاءت زيادته؟ فقال: قول الله عزوجل: " وإذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون * وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم(4) " وقال: " نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى(5) " ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لاحد منهم فضل على الآخر ولا ستوت النعم فيه ولا ستوى الناس وبطل التفضيل ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله وبالنقصان دخل المفرطون النار.