بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطريف في أمر الدجال هو أنّ الشيعة ((بشكل عام )) لا يعتقدون بطول عمره بل بطول عمر الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، والسنة لا يعتقدون بطول عمر الإمام المهدي ولكن يعتقدون بطول عمر الدجال، فهم يرفضون عقليا أن يطوّل الله عمر المصلح في الأرض ويقبلون عقليا أن يطوّل الله عمر المفسد فيها، ولا أعرف يا طويلين العمر ما الذي يمنع أن يكونا كلاهما طويلا العمر؟
خصوصا أن ذلك من لوازم إتمام مهمة إبليس وأحد أهم أدواته لبلوغ الكمال بها، فهو يحتاج إلى شخص يكون مواكبا للأحداث الطويلة ملما بالتاريخ الحقيقي للحوادث ويعلم بخفايا تفاصيل الخطط ويشاركه خططه الخبيثة في إفساد الناس، يعني إبليس يحتاج إلى رجل يقوم بتدريبه مرة واحدة ليكون ذراعه الأيمن حتى انتهاء المرحلة الأخيرة من الخطة ويكون حلقة الوصل بينه وبين أعوانه من شياطين الإنس وشياطين الجن، تماما كما أن الخضر عليه السلام يقوم بهذه المهمة مع الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف فهو حلقة الوصل بينه وبين الأبدال، وكلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا
توجد هناك حرب خفية للسيطرة والخلافة على الأرض، بين الخليفة الفعلي لها وبين من ينازعه ايّاها برخصة تكوينية إلهية حين قال له واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا
فعلى هذا يكون الدجال هو أحد رجال إبليس في الأرض ومن أقوى المتنفذين ماليا وسياسيا فيها، ويشارك بأمواله الكثيرة الناس ليستدرجهم ويضمن وقوفهم بصفه حين تحين المعركة النهائية، فالدجال بهذا الوصف موجود بين الناس بشخصه غائب عنهم بصفته رغم طول عمره، كثير الأموال له شبكة عنكبوتية من المعارف والإتصالات التجارية والسياسية ويستطيع بها أن يعد الناس بوعود وتسهيلات مادية ومستقبلية ويحقق لهم بعضها أيضا
وقد يسأل أحد الإخوة من أين لك هذا القول أنه (أي الدجال) طويل العمر فأقول أنه يوجد بالقرآن الكريم ما يدل على أنه يوجد أكثر من شخص قد أطال الله بعمره لحكمة معيّنة ولهدف معيّن مرسوم ضمن الخطة الإلهية لإدارة حركة الصراع بين الخير والشر على وجه الأرض
فعندما عصى إبليس الأمر الإلهي بالسجود وجرت الأحداث التي نعرفها وما بها من حوار قال له رب العالمين قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ وهذا المعنى جاء ثلاث مرّات في الكتاب الكريم، مرة بهذه الصيغة ومرتان بصيغة قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ وأعتقد ولا أجزم كوني لست من الضليعين باللغة أنّ لفظ "من"جاء هنا للتبعيض فيكون المعنى أنك يا إبليس واحد من أولآئك المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم فــ من المنظرين تدل إذن على وجود أكثر من واحد منظر إلى يوم الوقت المعلوم، فلماذا لا يكون الدجال إذن هو أحد هؤلاء المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم؟
هل توجد في القرآن إشارة أخرى لوجود شخص شرير ومعيّن ورغم معرفته من قبل الأنبياء ولكنه منظر إلى أجل معين؟
توجد هذه الإشارة، بل هي صورة كاملة وواضحة نجد تفاصيلها في الآيات الكريمات من سورة طه من الآية الخامسة والثمانون حتى الآية السابعة والتسعون
85. قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ
86. فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي
87. قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ
88. فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ
89. أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا
90. وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي
91. قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى
92. قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا
93. أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي
94. قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي
95. قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ
96. قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي
97. قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا
فرب العالمين قال لنبي الله إنّاقد فتنا قومك فنسب الفتنة لنفسه وحدد مصدرها بالسامري، فعاد موسى غضبان أسفا ومن شدة غضبه ألقى الألواح على الأرض وأمسك أخيه هارون من رأسه يجره إليه حتى استحلفه هارون بأمه إلاّ أن يهدء، وموسى الذي كان الجميع يهابه لقوة بدنه بحيث أن وكزة واحدة منه كانت تكفي لقتل أي خصم قباله لم تحرك شعرة في السامري، بل إن موسى على نبينا وآله وعليه السلام عندما توجه لخطاب السامري ترقق معه بالحديث فكما قال للمرأتان عند البئر مترققا ما خطبكما قال كذلك بلهجة مترققة للسامري : فما خطبك يا سامري، والعجيب أن السامري لم يخف من قوة موسى وفورة غضبه وقال له بهدوء عجيب : رأيت جبرائيل ((ومن يستطيع أن يرى جبرائيل سوى من سمح الله له بذلك)) فأخذت من أثره قبضة ورميتها وكذلك سولت لي نفسي، يعني بمزاجي أعجبني أن أفعل ما فعلت،
هدوء عجيب، والأعجب منه هو هدوء موسى عليه السلام حين قال له : إذهب، فهو من باب يلقي الألواح ويكسرها ويأخذ رأس أخيه يجره إليه من الغضب ويموت الآلآف من اصحابه قتلا بسيوف وخناجر بعضهم البعض على أثر هذه الفتنة ثم يقول للسامري بكل هدوء : فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا فموسى عليه السلام قال له أنا أعرف أن لك موعدا محددا لك وأنك منظر لذلك الموعد فلذلك لا سلطان لي عليك الآن، ولكن إذا جاء الموعد سنحرّق ((بصيغة الجمع)) إلهك ثم لننسفنه في اليم نسفا.
من هذه القصة القرآنية نعرف أن السامري هو أحد أولائك المنظرين وأنه من أعوان إبليس وأنه ليس للأنبياء والأولياء عليه من سلطان لأنه منظر من رب العالمين، وأنه كان متخفّي بين قوم موسى بل وكان من أصحابه وربما كان من أورعهم أو أشدهم نفاقا وألبسهم للباس الدين، وربما قربا من موسى على نبينا وآله وعليه السلام حتى صدّقه بني إسرائيل في دعواه فأضلهم وساقهم إلى المجزرة التي كتبها الله عليهم ليعلنوا توبتهم بها من خطيئة الإرتداد عن الدين.
من هذه الآيات الكريمة يجب على المسلم أن يمحصّ دينه جيدا لأن رب العالمين يريد أن يفتنه، يريد أن يختبره، يريد أن يميز بفتنته الخبيث منا من الطيب، وعليه فالسامري قد يكون موجودا بيننا الآن، وربما هو رجل دين، أو ربما هو رجل سياسة، ,ربما هو رجل إعلام، فالمُنظَــــــرُون أعوان إبليس قد يندسون في كل مكان من أجل إضلال الناس، وهذا لا يتعارض مع إرادة الله، فقد جاء في سورة العنكبوت الشريفة
خصوصا أن ذلك من لوازم إتمام مهمة إبليس وأحد أهم أدواته لبلوغ الكمال بها، فهو يحتاج إلى شخص يكون مواكبا للأحداث الطويلة ملما بالتاريخ الحقيقي للحوادث ويعلم بخفايا تفاصيل الخطط ويشاركه خططه الخبيثة في إفساد الناس، يعني إبليس يحتاج إلى رجل يقوم بتدريبه مرة واحدة ليكون ذراعه الأيمن حتى انتهاء المرحلة الأخيرة من الخطة ويكون حلقة الوصل بينه وبين أعوانه من شياطين الإنس وشياطين الجن، تماما كما أن الخضر عليه السلام يقوم بهذه المهمة مع الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف فهو حلقة الوصل بينه وبين الأبدال، وكلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا
توجد هناك حرب خفية للسيطرة والخلافة على الأرض، بين الخليفة الفعلي لها وبين من ينازعه ايّاها برخصة تكوينية إلهية حين قال له واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا
فعلى هذا يكون الدجال هو أحد رجال إبليس في الأرض ومن أقوى المتنفذين ماليا وسياسيا فيها، ويشارك بأمواله الكثيرة الناس ليستدرجهم ويضمن وقوفهم بصفه حين تحين المعركة النهائية، فالدجال بهذا الوصف موجود بين الناس بشخصه غائب عنهم بصفته رغم طول عمره، كثير الأموال له شبكة عنكبوتية من المعارف والإتصالات التجارية والسياسية ويستطيع بها أن يعد الناس بوعود وتسهيلات مادية ومستقبلية ويحقق لهم بعضها أيضا
وقد يسأل أحد الإخوة من أين لك هذا القول أنه (أي الدجال) طويل العمر فأقول أنه يوجد بالقرآن الكريم ما يدل على أنه يوجد أكثر من شخص قد أطال الله بعمره لحكمة معيّنة ولهدف معيّن مرسوم ضمن الخطة الإلهية لإدارة حركة الصراع بين الخير والشر على وجه الأرض
فعندما عصى إبليس الأمر الإلهي بالسجود وجرت الأحداث التي نعرفها وما بها من حوار قال له رب العالمين قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ وهذا المعنى جاء ثلاث مرّات في الكتاب الكريم، مرة بهذه الصيغة ومرتان بصيغة قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ وأعتقد ولا أجزم كوني لست من الضليعين باللغة أنّ لفظ "من"جاء هنا للتبعيض فيكون المعنى أنك يا إبليس واحد من أولآئك المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم فــ من المنظرين تدل إذن على وجود أكثر من واحد منظر إلى يوم الوقت المعلوم، فلماذا لا يكون الدجال إذن هو أحد هؤلاء المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم؟
هل توجد في القرآن إشارة أخرى لوجود شخص شرير ومعيّن ورغم معرفته من قبل الأنبياء ولكنه منظر إلى أجل معين؟
توجد هذه الإشارة، بل هي صورة كاملة وواضحة نجد تفاصيلها في الآيات الكريمات من سورة طه من الآية الخامسة والثمانون حتى الآية السابعة والتسعون
85. قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ
86. فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي
87. قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ
88. فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ
89. أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا
90. وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي
91. قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى
92. قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا
93. أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي
94. قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي
95. قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ
96. قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي
97. قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا
فرب العالمين قال لنبي الله إنّاقد فتنا قومك فنسب الفتنة لنفسه وحدد مصدرها بالسامري، فعاد موسى غضبان أسفا ومن شدة غضبه ألقى الألواح على الأرض وأمسك أخيه هارون من رأسه يجره إليه حتى استحلفه هارون بأمه إلاّ أن يهدء، وموسى الذي كان الجميع يهابه لقوة بدنه بحيث أن وكزة واحدة منه كانت تكفي لقتل أي خصم قباله لم تحرك شعرة في السامري، بل إن موسى على نبينا وآله وعليه السلام عندما توجه لخطاب السامري ترقق معه بالحديث فكما قال للمرأتان عند البئر مترققا ما خطبكما قال كذلك بلهجة مترققة للسامري : فما خطبك يا سامري، والعجيب أن السامري لم يخف من قوة موسى وفورة غضبه وقال له بهدوء عجيب : رأيت جبرائيل ((ومن يستطيع أن يرى جبرائيل سوى من سمح الله له بذلك)) فأخذت من أثره قبضة ورميتها وكذلك سولت لي نفسي، يعني بمزاجي أعجبني أن أفعل ما فعلت،
هدوء عجيب، والأعجب منه هو هدوء موسى عليه السلام حين قال له : إذهب، فهو من باب يلقي الألواح ويكسرها ويأخذ رأس أخيه يجره إليه من الغضب ويموت الآلآف من اصحابه قتلا بسيوف وخناجر بعضهم البعض على أثر هذه الفتنة ثم يقول للسامري بكل هدوء : فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا فموسى عليه السلام قال له أنا أعرف أن لك موعدا محددا لك وأنك منظر لذلك الموعد فلذلك لا سلطان لي عليك الآن، ولكن إذا جاء الموعد سنحرّق ((بصيغة الجمع)) إلهك ثم لننسفنه في اليم نسفا.
من هذه القصة القرآنية نعرف أن السامري هو أحد أولائك المنظرين وأنه من أعوان إبليس وأنه ليس للأنبياء والأولياء عليه من سلطان لأنه منظر من رب العالمين، وأنه كان متخفّي بين قوم موسى بل وكان من أصحابه وربما كان من أورعهم أو أشدهم نفاقا وألبسهم للباس الدين، وربما قربا من موسى على نبينا وآله وعليه السلام حتى صدّقه بني إسرائيل في دعواه فأضلهم وساقهم إلى المجزرة التي كتبها الله عليهم ليعلنوا توبتهم بها من خطيئة الإرتداد عن الدين.
من هذه الآيات الكريمة يجب على المسلم أن يمحصّ دينه جيدا لأن رب العالمين يريد أن يفتنه، يريد أن يختبره، يريد أن يميز بفتنته الخبيث منا من الطيب، وعليه فالسامري قد يكون موجودا بيننا الآن، وربما هو رجل دين، أو ربما هو رجل سياسة، ,ربما هو رجل إعلام، فالمُنظَــــــرُون أعوان إبليس قد يندسون في كل مكان من أجل إضلال الناس، وهذا لا يتعارض مع إرادة الله، فقد جاء في سورة العنكبوت الشريفة
بسم الله الرحمن الرحيم
الم
أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق