السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتقدم ببالغ الحزن والأسى إلى مقام بقية الله الأعظم و الموعود المؤمل والعدل المنتظر مولاي الحجة ابن الحسن (اللهم عجل فرجه الشريف ) بذكرى استشهاد عمة سيدي ومولاي الإمام المظلوم المسموم الحسن المجتبى (عليه السلام)
وإلى مقام ولكافة مرجعنا العظام وكافة المؤمنين والمؤمنات بذكرى هذه الفاجعة العظمى وما نسأل من العلي القدير هو أن يرزقنا وإياكم طلب ثاره مع إمام منصور من أهل بيت محمد صل الله عليه وآله ..
في استشهاد الإمام الحسن سلام الله عليه
اعلم انّه وقع الخلاف في يوم استشهاد هذا الإمام المظلوم، قيل في الشهر السابع من شهر صفر سنة خمسين للهجرة، وقيل في الثامن والعشرين من ذلك الشهر، ووقع الخلاف أيضاً في مدّة عمره الشريف، والمشهور هو (47) سنة كما روى صاحب كشف الغمّة عن ابن الخشاب عن الإمام الباقر والصادق سلام الله عليهما انّه:
«مضى أبو محمد الحسن بن عليّ سلام الله عليه وهو ابن سبع وأربعين سنة، وكان بينه وبين أخيه الحسين مدّة الحمل وكان حمل أبي عبدالله ستّة أشهر، فأقام أبو محمد مع جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله سبع سنين، وأقام مع أبيه بعد وفاة جدّه ثلاثين سنة، وأقام بعد وفاة أمير المؤمنين سلام الله عليه عشر سنين».
وروى القطب الراوندي عن الإمام الصادق سلام الله عليه انّه قال: قال الحسن لأهل بيته: انّي أموت بالسم كما مات رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالوا: ومن يفعل ذلك؟ قال: امرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيس فانّ معاوية يدسّ إليها ويأمرها بذلك.
قالوا: أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك، قال: كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئاً ولو أخرجتها ما قتلني غيرها وكان لها عذر عند الناس، فما ذهبت الأيام حتى بعث إليها معاوية مالاً جسيماً وجعل يمنّيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضاً ويزوجها من يزيد وحمل إليها شربة سمّ لتسقيها الحسن.
فانصرف سلام الله عليه إلى منزله وهو صائم فأخرجت له وقت الافطار ـ وكان يوماً حارّاً ـ شربة لبن وقد ألقت فيها ذلك السمّ، فشربها وقال: ياعدّوة الله قتلتيني قتلك الله والله لا تصيبين منّي خلفاً، ولقد غرّك وسخر منك والله يخزيك ويخزيه.
(فاسترجع الإمام سلام الله عليه وحمد الله على نقله له من هذه الدنيا إلى تلك الدنيا الباقية ولقائه جدّه وأباه وعمّاه حمزة وجعفر) فمكث يومين ثم مضى، فغدر معاوية بها ولم يفِ لها بما عاهد عليه).
وصيته للحسين سلام الله عليهما
ووفقاً لرواية الشيخ الطوسي وغيره انّه: دخل الحسين بن عليّ على أخيه الحسن بن عليّ سلام الله عليهما في مرضه الذي توفّي فيه، فقال له: كيف تجدك ياأخي؟
قال: أجدني في أوّل يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيّام الدنيا، واعلم انّي لا أسبق أجلي وانّي وارد على أبي وجدّي على كره منّي لفراقك وفراق اخوتك وفراق الأحبّة، واستغفر الله من مقالتي هذه وأتوب إليه بل على محبة منّي للقاء رسول الله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأمي فاطمة وحمزة وجعفر وفي الله عزّوجلّ خلف من كلّ هالك، وعزاء من كلّ مصيبة ودرك من كلّ ما فات.
رأيت ياأخي كبدي في الطست، ولقد عرفت من دها بي ومن أين أُتيت فما أنت صانع به ياأخي: فقال الحسين سلام الله عليه: أقتله والله، فقال: فلا أخبرك به أبداً حتى نلقى رسول الله صلّى الله عليه وآله ولكن اكتب ياأخي: «هذا ما أوصى به الحسن بن علي إلى أخيه الحسين بن عليّ:
أوصى انه يشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وانّه يعبده حقّ عبادته لا شريك له في الملك ولا ولي له من الذلّ وانّه خلق كل شيء فقدّره تقديراً وانّه أولى من عُبد وأحق من حُمد، من أطاعه رشد، ومن عصاه غوى، ومن تاب إليه اهتدى.
فانّي أوصيك ياحسين بمن خلّفت من أهلي وولدي وأهل بيتك أن تصفح عن مسيئهم وتقبل من محسنهم، وتكون لهم خلفاً والداً وأن تدفنني مع رسول الله صلّى الله عليه وآله فاني أحقّ به وببيته ممن أدخل بيته بغير أذنه، ولا كتاب جاءهم من بعده.
قال الله تعالى فيما أنزله على نبيّه صلّى الله عليه وآله في كتابه:
(ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يُؤذن لكم...) سورة الأحزاب، الآية 53.
فوالله ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير أذنه ولا جاءهم الاذن في ذلك من بعد وفاته ونحن مأذون لنا في التصرف فيما ورثناه من بعده.
فان أبت عليك الامرأة فأنشدك الله بالقرابة التي قرّب الله عزّوجلّ منك والرحم الماسّة من رسول الله صلّى الله عليه وآله أن تهريق فيّ محجمة من دم، حتى نلقى رسول الله صلّى الله عليه وآله فنختصم إليه ونخبره بما كان من الناس إلينا بعده.
(ووفقاً لرواية الكافي وغيره قال: احملوا جنازتي وادفنوني هناك جنب أمّي فاطمة، ثم قبض بعد اتمام وصاياه وذهب إلى رضوان الله ونعيمه).
قال ابن عباس: فدعاني الحسين بن عليّ وعبد الله بن جعفر وعليّ بن عبد الله بن العباس فقال: اغسلوا ابن عمكم فغسّلناه وألبسناه أكفانه، ثم خرجنا به حتى صلّينا عليه في المسجد، وانّ الحسين أمر أن يفتح البيت، فحال دون ذلك مروان بن الحكم وآل أبي سفيان ومن حضر هناك من ولد عثمان بن عفان وقالوا:
«يدفن أمير المؤمنين (عثمان) الشهيد القتيل ظلماً بالبقيع بشرّ مكان ويُدفن الحسن مع رسول الله؟ لا يكون ذلك أبداً حتى تكسر السيوف بيننا وتنقصف الرماح وينفد النبل».
فقال الحسين سلام الله عليه: «أما والله الذي حرّم مكة، للحسين بن علي وابن فاطمة أحقّ برسول الله صلّى الله عليه وآله وبيته ممّن أدخل بيته بغير أذنه، وهو والله أحق به من حمّال الخطايا مسيّر أبي ذر رحمه الله، الفاعل بعمّار ما فعل وبعبدالله ما صنع، الحامي الحمى، المؤوي لطريد رسول الله صلّى الله عليه وآله لكنّكم صرتم بعد الأمراء وتابعكم على ذلك الأعداء وأبناء الأعداء».
عائشة تحول دون دفن الإمام مع رسول الله
وفي رواية أخرى انّ مروان بن الحكم ركب بغلة وأتى عائشة، فقال لها: ياأمّ المؤمنين انّ الحسين يريد أن يدفن أخاه مع رسول الله فالحقي به وامنعيه من أن يدفن معه، قالت: وكيف ألحقه؟ قال: اركبي بغلتي هذه، فنزل عن بغلته وركبتها وكانت تؤزُّ الناس وبني أميّة على الحسين سلام الله عليه وتحرّضهم على منعه ممّا همّ به.
قال ابن عباس: وكنت أوّل من انصرف، فسمعت اللّغط وخفت أن يعجّل الحسين على من قد أقبل ورأيت شخصاً علمت الشرّفيه، فأقبلت مبادراً فإذا أنا بعائشة في أربعين راكباً على بغل مرحّل تقدمهم وتأمرهم بالقتال، فلمّا رأتني قالت: إليّ إليّ يابن عباس، لقد اجترأتم عليّ في الدنيا تؤذونني مرّة بعد أخرى، تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أهوى ولا أحبّ.
فقلت: واسوأتاه، يوم على بغل ويوم على جمل، تريدين أن تُطفئي نور الله وتقاتلي أولياء الله وتحولي بين رسول الله وبين حبيبه أن يدفن معه، فجاءت إلى قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله فرمت بنفسها عن البغلة وقالت: والله لا يدفن الحسن ههنا أبداً أو تجزّ هذه، وأومت بيدها إلى شعرها.
نتقدم ببالغ الحزن والأسى إلى مقام بقية الله الأعظم و الموعود المؤمل والعدل المنتظر مولاي الحجة ابن الحسن (اللهم عجل فرجه الشريف ) بذكرى استشهاد عمة سيدي ومولاي الإمام المظلوم المسموم الحسن المجتبى (عليه السلام)
وإلى مقام ولكافة مرجعنا العظام وكافة المؤمنين والمؤمنات بذكرى هذه الفاجعة العظمى وما نسأل من العلي القدير هو أن يرزقنا وإياكم طلب ثاره مع إمام منصور من أهل بيت محمد صل الله عليه وآله ..
في استشهاد الإمام الحسن سلام الله عليه
اعلم انّه وقع الخلاف في يوم استشهاد هذا الإمام المظلوم، قيل في الشهر السابع من شهر صفر سنة خمسين للهجرة، وقيل في الثامن والعشرين من ذلك الشهر، ووقع الخلاف أيضاً في مدّة عمره الشريف، والمشهور هو (47) سنة كما روى صاحب كشف الغمّة عن ابن الخشاب عن الإمام الباقر والصادق سلام الله عليهما انّه:
«مضى أبو محمد الحسن بن عليّ سلام الله عليه وهو ابن سبع وأربعين سنة، وكان بينه وبين أخيه الحسين مدّة الحمل وكان حمل أبي عبدالله ستّة أشهر، فأقام أبو محمد مع جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله سبع سنين، وأقام مع أبيه بعد وفاة جدّه ثلاثين سنة، وأقام بعد وفاة أمير المؤمنين سلام الله عليه عشر سنين».
وروى القطب الراوندي عن الإمام الصادق سلام الله عليه انّه قال: قال الحسن لأهل بيته: انّي أموت بالسم كما مات رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالوا: ومن يفعل ذلك؟ قال: امرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيس فانّ معاوية يدسّ إليها ويأمرها بذلك.
قالوا: أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك، قال: كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئاً ولو أخرجتها ما قتلني غيرها وكان لها عذر عند الناس، فما ذهبت الأيام حتى بعث إليها معاوية مالاً جسيماً وجعل يمنّيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضاً ويزوجها من يزيد وحمل إليها شربة سمّ لتسقيها الحسن.
فانصرف سلام الله عليه إلى منزله وهو صائم فأخرجت له وقت الافطار ـ وكان يوماً حارّاً ـ شربة لبن وقد ألقت فيها ذلك السمّ، فشربها وقال: ياعدّوة الله قتلتيني قتلك الله والله لا تصيبين منّي خلفاً، ولقد غرّك وسخر منك والله يخزيك ويخزيه.
(فاسترجع الإمام سلام الله عليه وحمد الله على نقله له من هذه الدنيا إلى تلك الدنيا الباقية ولقائه جدّه وأباه وعمّاه حمزة وجعفر) فمكث يومين ثم مضى، فغدر معاوية بها ولم يفِ لها بما عاهد عليه).
وصيته للحسين سلام الله عليهما
ووفقاً لرواية الشيخ الطوسي وغيره انّه: دخل الحسين بن عليّ على أخيه الحسن بن عليّ سلام الله عليهما في مرضه الذي توفّي فيه، فقال له: كيف تجدك ياأخي؟
قال: أجدني في أوّل يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيّام الدنيا، واعلم انّي لا أسبق أجلي وانّي وارد على أبي وجدّي على كره منّي لفراقك وفراق اخوتك وفراق الأحبّة، واستغفر الله من مقالتي هذه وأتوب إليه بل على محبة منّي للقاء رسول الله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأمي فاطمة وحمزة وجعفر وفي الله عزّوجلّ خلف من كلّ هالك، وعزاء من كلّ مصيبة ودرك من كلّ ما فات.
رأيت ياأخي كبدي في الطست، ولقد عرفت من دها بي ومن أين أُتيت فما أنت صانع به ياأخي: فقال الحسين سلام الله عليه: أقتله والله، فقال: فلا أخبرك به أبداً حتى نلقى رسول الله صلّى الله عليه وآله ولكن اكتب ياأخي: «هذا ما أوصى به الحسن بن علي إلى أخيه الحسين بن عليّ:
أوصى انه يشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وانّه يعبده حقّ عبادته لا شريك له في الملك ولا ولي له من الذلّ وانّه خلق كل شيء فقدّره تقديراً وانّه أولى من عُبد وأحق من حُمد، من أطاعه رشد، ومن عصاه غوى، ومن تاب إليه اهتدى.
فانّي أوصيك ياحسين بمن خلّفت من أهلي وولدي وأهل بيتك أن تصفح عن مسيئهم وتقبل من محسنهم، وتكون لهم خلفاً والداً وأن تدفنني مع رسول الله صلّى الله عليه وآله فاني أحقّ به وببيته ممن أدخل بيته بغير أذنه، ولا كتاب جاءهم من بعده.
قال الله تعالى فيما أنزله على نبيّه صلّى الله عليه وآله في كتابه:
(ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يُؤذن لكم...) سورة الأحزاب، الآية 53.
فوالله ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير أذنه ولا جاءهم الاذن في ذلك من بعد وفاته ونحن مأذون لنا في التصرف فيما ورثناه من بعده.
فان أبت عليك الامرأة فأنشدك الله بالقرابة التي قرّب الله عزّوجلّ منك والرحم الماسّة من رسول الله صلّى الله عليه وآله أن تهريق فيّ محجمة من دم، حتى نلقى رسول الله صلّى الله عليه وآله فنختصم إليه ونخبره بما كان من الناس إلينا بعده.
(ووفقاً لرواية الكافي وغيره قال: احملوا جنازتي وادفنوني هناك جنب أمّي فاطمة، ثم قبض بعد اتمام وصاياه وذهب إلى رضوان الله ونعيمه).
قال ابن عباس: فدعاني الحسين بن عليّ وعبد الله بن جعفر وعليّ بن عبد الله بن العباس فقال: اغسلوا ابن عمكم فغسّلناه وألبسناه أكفانه، ثم خرجنا به حتى صلّينا عليه في المسجد، وانّ الحسين أمر أن يفتح البيت، فحال دون ذلك مروان بن الحكم وآل أبي سفيان ومن حضر هناك من ولد عثمان بن عفان وقالوا:
«يدفن أمير المؤمنين (عثمان) الشهيد القتيل ظلماً بالبقيع بشرّ مكان ويُدفن الحسن مع رسول الله؟ لا يكون ذلك أبداً حتى تكسر السيوف بيننا وتنقصف الرماح وينفد النبل».
فقال الحسين سلام الله عليه: «أما والله الذي حرّم مكة، للحسين بن علي وابن فاطمة أحقّ برسول الله صلّى الله عليه وآله وبيته ممّن أدخل بيته بغير أذنه، وهو والله أحق به من حمّال الخطايا مسيّر أبي ذر رحمه الله، الفاعل بعمّار ما فعل وبعبدالله ما صنع، الحامي الحمى، المؤوي لطريد رسول الله صلّى الله عليه وآله لكنّكم صرتم بعد الأمراء وتابعكم على ذلك الأعداء وأبناء الأعداء».
عائشة تحول دون دفن الإمام مع رسول الله
وفي رواية أخرى انّ مروان بن الحكم ركب بغلة وأتى عائشة، فقال لها: ياأمّ المؤمنين انّ الحسين يريد أن يدفن أخاه مع رسول الله فالحقي به وامنعيه من أن يدفن معه، قالت: وكيف ألحقه؟ قال: اركبي بغلتي هذه، فنزل عن بغلته وركبتها وكانت تؤزُّ الناس وبني أميّة على الحسين سلام الله عليه وتحرّضهم على منعه ممّا همّ به.
قال ابن عباس: وكنت أوّل من انصرف، فسمعت اللّغط وخفت أن يعجّل الحسين على من قد أقبل ورأيت شخصاً علمت الشرّفيه، فأقبلت مبادراً فإذا أنا بعائشة في أربعين راكباً على بغل مرحّل تقدمهم وتأمرهم بالقتال، فلمّا رأتني قالت: إليّ إليّ يابن عباس، لقد اجترأتم عليّ في الدنيا تؤذونني مرّة بعد أخرى، تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أهوى ولا أحبّ.
فقلت: واسوأتاه، يوم على بغل ويوم على جمل، تريدين أن تُطفئي نور الله وتقاتلي أولياء الله وتحولي بين رسول الله وبين حبيبه أن يدفن معه، فجاءت إلى قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله فرمت بنفسها عن البغلة وقالت: والله لا يدفن الحسن ههنا أبداً أو تجزّ هذه، وأومت بيدها إلى شعرها.