السلام عليكم أحبتي
في مقتطف من خطبة لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
و تكون لأهل وجوه ذلك الزمان لهم وجوه جملية و ضمائر ردية من رآهم أعجبوه ، و من عامهم ظلموه وجوهم وجوه الآدميين ، و قلوبهم قلوب الشياطين فهم أمر من الصبر ، و أنتن من الجيفة , و أنجس من الكلب ، و أروغ من الثعلب ، و أطمع من الأشعب ، و ألزق من الجرب ، و لا ينتاهون عن منكر فعلوه إن حدثتهم كذبوك ، و إن آمنتهم خانوك ، و إن وليت عنهم اغتابوك ، و إن كان لك مال حسدوك ، و إن بخلت عنهم بغضوك ، و إن وضمتهم شتموك سماعون للكذب أكالون للسحت يستحلون الزنا ، و الخمر ، و الملاطات ، و الطرب ، و الغناء الفقير بينهم ذليل حقير المؤمن ضعيف صغير ، و العلم عندهم وضيع ، والفاسق عندهم مكرم ، و الظالم عندهم معظم ، و الضعيف عندهم هالك ، و القوي عندهم مالك لا يأمرون بالمعروف ، و لا ينهون عن المنكر الغني عندهم دولة ، و الأمانة مغنمة ، و الزكاة عندهم مغرما ، و يطيع الرجل زوجته ، و يعصي والديه و يجفوهما ، و يسعى في هلاك أخيه ، و ترفع أصوات الفجار يحبون الفساد و الغناء و الزنا ، يتعاملون بالسحت و الرياء
وفي إحدى المقتطفات من الخطبة
و من أساءهم يعظمون ،و تكاثر أولاد الزنا ، و لأباه فرحين بما يروا من أولاد القبيح فلا ينهاها و لا يردها عنه و يأخذ ما تأتي به من كد فرجها ، و من مفسد خدرها حتى لو نكحت طولا وعرضاً لم تهمه و لا يسمع ما قبل فيها من الكلام الردى فذاك هو الديوث الذي لا يقبل الله له قولا ولا عدلا حذاراً فأكله حرام و منكحه حرام فالواجب قتله في شرع الإسلام وفضيحته بين الأنام وصلى سعيراً في يوم القيام
والذي جعلني أكتب هذا الموضوع هو رؤيتي لصديق وللأسف من السادة متزوج وقد وضع صور لزوجته وهي من دون حجاب وهي شبه عارية وصدرها مكشوف وفستانها قصير يكاد يوضح كل عوراتها وهو متباهٍ بها وقد أخذوا صورا في ليلة رأس السنة وأنزل صورهما وصور صديقه وزوجته واللذان كانا في تلك السهرة أيضاً وهو يتباهى بزوجته وكل واحد يتباهى ان زوجته كانت أجمل وهي الأكثر إغراءاً في تلك الليلة فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم عندما رأيت وقرأت هذه الكلمات وشاهدت تلك الصور .
فأنا أعلم بأن زوجته غير محجبة ولكن لم أتوقع ان تلبس لباس عاري يكشف كل جسدها الا العورتين فقط وباقي اجزاء الصدر وزوجة صديقه كذلك وشاهدت الصور وكنت أنوي أن أتصل به في مكان إقامته بمدينة لندن ولكن علمت بأنني قد أواجه توبيخا منه فرأيت أن أتوقف فقط عند الإستنكار الصامت بعد هول المفاجأة فهل أصبحنا نتسابق على قلة الشرف وعلى الرذيلة ؟
وهل أصبحنا في آخر الزمان بحيث يصبح المرء لا يخاف على عرضه وشرفه بل قد يصبح كما قال أمير المؤمنين عليه السلام :
فلا ينهاها و لا يردها عنه و يأخذ ما تأتي به من كد فرجها ، و من مفسد خدرها حتى لو نكحت طولا وعرضاً لم تهمه و لا يسمع ما قبل فيها من الكلام الردى فذاك هو الديوث
بل وجدت أحد الأباء والذي كان لا يترك صلاة جماعة في المسجد يسمح لبناته بخلع الحجاب ويا ليتهن إكتفين بذلك بل أصبحن يعرضن أجسادهن بلبسهن ثياب شبه عارية .
فأي سباق يتسابقه هؤلاء في قلة الشرف
فهل سنشهد سقوط الكثير من الأقنعة ؟
وهل سنشهد أقنعة جديدة للوجوه ؟
تعليق