منع الزيارة وهدم مرقد الامام الحسين (ع) .
بقلم|مجاهد منعثر منشد
قال تعالى : (( يريدون ليطفؤ نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )) (1).صدق الله العلي العظيم.
يقول الشاعر
تـاللهِ إن كانتْ أمـيّةُ قـد أتَتْ***قَتْلَ ابنِ بنتِ نبيِّهـا مظـلومـا
فلقد أتاه بنـو أبـيـه بـمـِثْلِهِ***هـذا لَعَـمْرُك قبرُه مهـدومـا
أسِفُوا على أن لا يكونوا شاركوا***فـي قتله، فـتتبّعوهُ رميما(2).
بعد استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) في عهد الامويين(لعائن الله عليهم )كانت مسالحهم (بمثابة مخافر الشرطة ) تحيط حول كربلاء ,والهدف من هذه المسالح لمنع الزوار من زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) .
ففي العهد الأموي كان بجانب قبر الإمام الحسين مسجد شيده المختار إبن أبي عبيدة الثقفي أيام إمرته على الكوفة سنة 66هـ ,وكانت على مقربة منه شجرة السدرة التي كان المسلمون يتظلّلون بها عند زيارتهم القبر الشريف(3).
واستمر المنع وخضع الرقابة على الزوار الي عهد هارون الرشيد حيث قطعوا السدرة التي يستظل به زواره(4).
وفي حكم المنصور العباسي ما بين 136 - 158 هـ صب اجرامه ضد العلويين وتطاول على القبر الشريف .
ولما كانت سنة 193 هـ الارشيد قطع السدرة وهدم بناء القبّة. لقد ضيّق هارون الخناق على زائري القبر ,فقطع شجرة السدرة (5) وكرب موضع القبر (6). و أمر هارون والي الكوفة بهدم قبر الحسين بن علي. فشيّدوا في تلك البقعة بعض البنايات وزرعوا سائر الأراضي(7).
وفي حكم المتوكل العباسي سنة 232هـ الذين كان شديد البغض لامير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) (8), فقد جاء في مقاتل الطالبيين ان المتوكل الهاشمي كان شديد الوطأة على آل ابي طالب غليظاً على جماعتهم وشديد الحقد والغيظ عليهم وكان وزيره عبيد الله بن يحيى بن خاقان يشاركه في سوء الرأي بهم فحسن له القبيح في معاملتهم وبلغ فيهم ما لم يبلغه احد من بني العباس قبله (9).
فعمد إلى هدم قبر أبي عبدالله الحسين (عليه السّلام) أربع مرات. الأولى: عام 232 هـ ,و المرّة الثانية: سنة 236. وأوعز مهمّةَ الهدم لرجل يهودّي اسمه إبراهيم الديزج.و المرّة الثالثة: سنة 237 هـ,و المرّة الرابعة: سنة 247 هـ. إبراهيم الديزج.(10).
يقول الطبري أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي، وهدم ما حوله من المنازل والدور، وأن يُحرث، ويُبذر، ويُسقى موضع قبره، وأن يُمنع الناس من إتيانه، فذكر أن عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية: (من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى المطبق)،. (11).
وقال الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام في حوادث سنة 237هـ: وفيها أمر المتوكل بهدم قبر السيد الحسين بن علي رضي الله عنهما، وهدم ما حوله من الدور، وأن تعمل مزارع، ومنع الناس من زيارته، وحُرث، وبقي صحراء، وكان معروفاً بالنصب (12).. وقطعوا الماء وأرادوا حراثة الأرض لكن الأبقار التي تجر المحراث وقفت عن المسير(13).
ومن فترة عام ( 236 ـ 247 هـ ) اقام المتوكل في المسالح اناساً يترصدون لمن يأتي لزيارة قبر الحسين او يهتدي إلى موضع قبره . (14).
ولقد أراد المتوكل محو ذكر الإمام الحسين (عليه السلام) ولكنه قُتِلَ عام 247ه وعلى فراشه وذلك من قواده الأتراك بإشارة من ابنه المنتصر ولم يتم له ما قدره (15).
وفي عام 369 هـ أغار أمير عين التمر ضَبّة بن محمد الأسديّ على مدينة كربلاء وقتل أهلها ونهب أموالهم وسرق ما في خزانة الحرم المطهر من نفائس وذخائر وتحف وهدايا، وهدم ما أمكنه هدمه .,وكان ذلك في عهد الخلفية العباسي الطائع .(16).
وفي سنة 857هـ قام علي بن محمد بن فلاح الملقب بـ(المشعشعي) الذي كان حاكماً على البصرة والأهواز والجزر القريبة منهما ، بنهب المشهدين المقدسين في كربلاء والنجف ، وقتل بعـض أهلهمـا وأخذ بعـض الأسـرى إلـى البصرة(17) .
وسنة 1216هـ في يوم كان يصادف 18 ذي الحجة عيد الغدير الاغر هجم الوهابيون على الزائرين المتجهين صوب زيارة الامام علي (عليه السلام) للمبايعة وتجديد الولاء , فتربص الوهابيين وارسلوا قواتهم في نفس اليوم وهجموا على مدينة كربلاء شاهرين سيوفهم ويذبحون كل من يلقونه امامهم ولم يستثنوا من ذلك لا طفل ولا أمراة ولاشيخ . فهدموا المساجد والأسواق، والكثير من البيوت التراثية المحيطة بالمرقدين وعبثوا بالمراقد المقدسة وهدموا سور المدينة وكان ذلك أيام علي باشا، وكان حاكم كربلاء عمر آغا، حيث قتلوا كل من كان لائذاً بالحرم الشريف ودامت هذه الحملة ست ساعات. (18).
. يقول احد الباحثين الروس واصفاالأحداث الدموية قائلا:فقد هجم 12 ألف وهابي فجأة على ضريح الإمام الحسين وبعد أن استولوا على الغنائم الهائلة التي لم تحمل لهم مثلها أكبر الانتصارات تركوا ما تبقى للنار والسيف. ويضيف: هلك العجزة والأطفال والنساء جميعا بسيوف هؤلاء البرابرة، وكانت قسوتهم لا تشبع ولا ترتوي فلم يتوقفوا عن القتل حتى سالت الدماء أنهارا، وبنتيجة هذه الكارثة الدموية هلك أكثر من أربعة آلاف شخص، ونقل الوهابيون ما نهبوه على أكثر من أربعة آلاف جمل. وبعد النهب والقتل دمروا كذلك ضريح الإمام وحولوه إلى كومة من الأقذار والدماء.
وحطموا خصوصا المنابر والقباب لأنهم يعتقدون بأن الطابوق الذي بنيت منه مصبوب من ذهب.
فيما يصف محمد حامد الفقي، وهو من المتحمسين للوهابية، مجزرة كربلاء مشيدا بدور "جند الإسلام" الوهابي فيقول: توجه سعود في ذي القعدة من سنة 1216هـ / 1801م بجموع كثيرة وقوة عظيمة إلى العراق والتقى في كربلاء بجموع كثيفة من الأعاجم ورجال الشيعة (وهم الزوار العزل طبعا) الذين استماتوا في الدفاع عن معاقل عزهم ومحط آمالهم، قبة الإمام الشهيد الحسين وغيرها من القباب والمشاهد.
ويروي ما حدث: كانت موقعة هائلة وكانت مذبحة عظيمة سالت فيها الدماء أنهاراً، خرج منها سعود وجيشه ظافرين ودخل كربلاء وهدم القبة العظيمة بل الوثن الأكبر المنصوب على ما يزعمون من قبر الحسين بن علي.(19), فلم يسلم من في المدينة من وحشيتهم . ولقد قدر بعضهم عدد القتلى بألف نسمة وقدرهم الأخرون بخمسة ألاف (20).
وتواصلت غاراتهم لمدّة عشر سنوات، نهبوا خلالها المدينة، وقتلوا الناس، وهدموا القبر.
وفي عام 1225 هـ سار الأمير سعود على رأس جيش عداده 20 ألف مقاتل وهابي، وهجم على النجف ومن هناك على كربلاء(21).
وسنة 1258ه يوم عيد الأضحى كانت حملة نجيب باشا: حيث استباح هذا الوالي مدينة كربلاء استباحة كاملة ولمدة ثلاثة أيام قتلاً وسلباً ونهباً حتى وصل عدد القتلى اكثر من عشرين ألفاً من رجل وامرأة وصبي وكان يوضع في القبر (وذلك بعد الحادثة) الأربعة والخمسة إلى العشرة، فيهال عليهم التراب بلا غسل ولا كفن، ووجِدَ بالسرداب الذي تحت رواق مقام أبي الفضل العباس (عليه السلام) اكثر من ثلاثمائة من القتلى. (22).
و سنة 1411هـ انعدلت الانتفاضة الشعبانية المباركة ضد حكم المقبور صدام وحكومته الدموية وحزبه (البعث)المنحرف الكافر ,فقدم الثوار اروع صور البطولة والفداء ضد الطاغية المخلوع الذي استباح دماء الابرياء من علماء الاسلام ,وارواح المؤمنين الذين يسيرون على نهج أهل البيت (عليهم السلام) .
ونتيجة للأوضاع المتردية وما تراكم من أستياء شعبي لسياسة الحكومة البعثية على الظلم والقهر والإضطهاد والتعصب الطائفي ، أنتفض الشعب العراقي في آذار 1991م في محافظته الجنوبية والوسطية ,ومن هذه المحافظات محافظة كربلاء المقدسة التي سيطر عليها الثوار .ولكن البعث البغيض شن حملة اجرامية يوم النصف من شعبان من العام المذكور بقيادة صهر الطاغية المدعو المجرم حسين كامل مع الآلاف من الحرس الخاص والجمهوري والاستخبارات العسكرية وعدد من المرتزقة الحزبيين مع الاجهزة الامنية المدعومة بالدبابات والمدافع ,فوجه المجرم فوهات الاسلحة الثقيلة باتجاه مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) ويصرخ باعلى صوته (أنا حسين وهذا حسين ولنرى من سينتصر في النهاية) .
ونتيجة اوامر المجرم بقصف مدينة كربلاء أضطر الاهالي إلى الأعتصام داخل مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام).
فامربتوجيه مدافع الدبابات والقاذفات إلى المرقدين الشريفين ، وهدمت المباني الواقعة بينهما وما حولهما على من فيها وبقيت الجثث اياماً طويلة تحت الأنقاض.
وبعد اللقاء القبض على مجماميع من الشباب المؤمن الذين تم تسليمهم للمجرم حسين كامل كان يسالهم من منكم معي ,ومن يريد الامام الحسين (ع) !
فاذا قال الثار معك عفى عنه ,واذا قال مع الامام (عليه السلام) قتله رميا بالرصاص على الفور .
بقلم|مجاهد منعثر منشد
قال تعالى : (( يريدون ليطفؤ نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )) (1).صدق الله العلي العظيم.
يقول الشاعر
تـاللهِ إن كانتْ أمـيّةُ قـد أتَتْ***قَتْلَ ابنِ بنتِ نبيِّهـا مظـلومـا
فلقد أتاه بنـو أبـيـه بـمـِثْلِهِ***هـذا لَعَـمْرُك قبرُه مهـدومـا
أسِفُوا على أن لا يكونوا شاركوا***فـي قتله، فـتتبّعوهُ رميما(2).
بعد استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) في عهد الامويين(لعائن الله عليهم )كانت مسالحهم (بمثابة مخافر الشرطة ) تحيط حول كربلاء ,والهدف من هذه المسالح لمنع الزوار من زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) .
ففي العهد الأموي كان بجانب قبر الإمام الحسين مسجد شيده المختار إبن أبي عبيدة الثقفي أيام إمرته على الكوفة سنة 66هـ ,وكانت على مقربة منه شجرة السدرة التي كان المسلمون يتظلّلون بها عند زيارتهم القبر الشريف(3).
واستمر المنع وخضع الرقابة على الزوار الي عهد هارون الرشيد حيث قطعوا السدرة التي يستظل به زواره(4).
وفي حكم المنصور العباسي ما بين 136 - 158 هـ صب اجرامه ضد العلويين وتطاول على القبر الشريف .
ولما كانت سنة 193 هـ الارشيد قطع السدرة وهدم بناء القبّة. لقد ضيّق هارون الخناق على زائري القبر ,فقطع شجرة السدرة (5) وكرب موضع القبر (6). و أمر هارون والي الكوفة بهدم قبر الحسين بن علي. فشيّدوا في تلك البقعة بعض البنايات وزرعوا سائر الأراضي(7).
وفي حكم المتوكل العباسي سنة 232هـ الذين كان شديد البغض لامير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) (8), فقد جاء في مقاتل الطالبيين ان المتوكل الهاشمي كان شديد الوطأة على آل ابي طالب غليظاً على جماعتهم وشديد الحقد والغيظ عليهم وكان وزيره عبيد الله بن يحيى بن خاقان يشاركه في سوء الرأي بهم فحسن له القبيح في معاملتهم وبلغ فيهم ما لم يبلغه احد من بني العباس قبله (9).
فعمد إلى هدم قبر أبي عبدالله الحسين (عليه السّلام) أربع مرات. الأولى: عام 232 هـ ,و المرّة الثانية: سنة 236. وأوعز مهمّةَ الهدم لرجل يهودّي اسمه إبراهيم الديزج.و المرّة الثالثة: سنة 237 هـ,و المرّة الرابعة: سنة 247 هـ. إبراهيم الديزج.(10).
يقول الطبري أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي، وهدم ما حوله من المنازل والدور، وأن يُحرث، ويُبذر، ويُسقى موضع قبره، وأن يُمنع الناس من إتيانه، فذكر أن عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية: (من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى المطبق)،. (11).
وقال الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام في حوادث سنة 237هـ: وفيها أمر المتوكل بهدم قبر السيد الحسين بن علي رضي الله عنهما، وهدم ما حوله من الدور، وأن تعمل مزارع، ومنع الناس من زيارته، وحُرث، وبقي صحراء، وكان معروفاً بالنصب (12).. وقطعوا الماء وأرادوا حراثة الأرض لكن الأبقار التي تجر المحراث وقفت عن المسير(13).
ومن فترة عام ( 236 ـ 247 هـ ) اقام المتوكل في المسالح اناساً يترصدون لمن يأتي لزيارة قبر الحسين او يهتدي إلى موضع قبره . (14).
ولقد أراد المتوكل محو ذكر الإمام الحسين (عليه السلام) ولكنه قُتِلَ عام 247ه وعلى فراشه وذلك من قواده الأتراك بإشارة من ابنه المنتصر ولم يتم له ما قدره (15).
وفي عام 369 هـ أغار أمير عين التمر ضَبّة بن محمد الأسديّ على مدينة كربلاء وقتل أهلها ونهب أموالهم وسرق ما في خزانة الحرم المطهر من نفائس وذخائر وتحف وهدايا، وهدم ما أمكنه هدمه .,وكان ذلك في عهد الخلفية العباسي الطائع .(16).
وفي سنة 857هـ قام علي بن محمد بن فلاح الملقب بـ(المشعشعي) الذي كان حاكماً على البصرة والأهواز والجزر القريبة منهما ، بنهب المشهدين المقدسين في كربلاء والنجف ، وقتل بعـض أهلهمـا وأخذ بعـض الأسـرى إلـى البصرة(17) .
وسنة 1216هـ في يوم كان يصادف 18 ذي الحجة عيد الغدير الاغر هجم الوهابيون على الزائرين المتجهين صوب زيارة الامام علي (عليه السلام) للمبايعة وتجديد الولاء , فتربص الوهابيين وارسلوا قواتهم في نفس اليوم وهجموا على مدينة كربلاء شاهرين سيوفهم ويذبحون كل من يلقونه امامهم ولم يستثنوا من ذلك لا طفل ولا أمراة ولاشيخ . فهدموا المساجد والأسواق، والكثير من البيوت التراثية المحيطة بالمرقدين وعبثوا بالمراقد المقدسة وهدموا سور المدينة وكان ذلك أيام علي باشا، وكان حاكم كربلاء عمر آغا، حيث قتلوا كل من كان لائذاً بالحرم الشريف ودامت هذه الحملة ست ساعات. (18).
. يقول احد الباحثين الروس واصفاالأحداث الدموية قائلا:فقد هجم 12 ألف وهابي فجأة على ضريح الإمام الحسين وبعد أن استولوا على الغنائم الهائلة التي لم تحمل لهم مثلها أكبر الانتصارات تركوا ما تبقى للنار والسيف. ويضيف: هلك العجزة والأطفال والنساء جميعا بسيوف هؤلاء البرابرة، وكانت قسوتهم لا تشبع ولا ترتوي فلم يتوقفوا عن القتل حتى سالت الدماء أنهارا، وبنتيجة هذه الكارثة الدموية هلك أكثر من أربعة آلاف شخص، ونقل الوهابيون ما نهبوه على أكثر من أربعة آلاف جمل. وبعد النهب والقتل دمروا كذلك ضريح الإمام وحولوه إلى كومة من الأقذار والدماء.
وحطموا خصوصا المنابر والقباب لأنهم يعتقدون بأن الطابوق الذي بنيت منه مصبوب من ذهب.
فيما يصف محمد حامد الفقي، وهو من المتحمسين للوهابية، مجزرة كربلاء مشيدا بدور "جند الإسلام" الوهابي فيقول: توجه سعود في ذي القعدة من سنة 1216هـ / 1801م بجموع كثيرة وقوة عظيمة إلى العراق والتقى في كربلاء بجموع كثيفة من الأعاجم ورجال الشيعة (وهم الزوار العزل طبعا) الذين استماتوا في الدفاع عن معاقل عزهم ومحط آمالهم، قبة الإمام الشهيد الحسين وغيرها من القباب والمشاهد.
ويروي ما حدث: كانت موقعة هائلة وكانت مذبحة عظيمة سالت فيها الدماء أنهاراً، خرج منها سعود وجيشه ظافرين ودخل كربلاء وهدم القبة العظيمة بل الوثن الأكبر المنصوب على ما يزعمون من قبر الحسين بن علي.(19), فلم يسلم من في المدينة من وحشيتهم . ولقد قدر بعضهم عدد القتلى بألف نسمة وقدرهم الأخرون بخمسة ألاف (20).
وتواصلت غاراتهم لمدّة عشر سنوات، نهبوا خلالها المدينة، وقتلوا الناس، وهدموا القبر.
وفي عام 1225 هـ سار الأمير سعود على رأس جيش عداده 20 ألف مقاتل وهابي، وهجم على النجف ومن هناك على كربلاء(21).
وسنة 1258ه يوم عيد الأضحى كانت حملة نجيب باشا: حيث استباح هذا الوالي مدينة كربلاء استباحة كاملة ولمدة ثلاثة أيام قتلاً وسلباً ونهباً حتى وصل عدد القتلى اكثر من عشرين ألفاً من رجل وامرأة وصبي وكان يوضع في القبر (وذلك بعد الحادثة) الأربعة والخمسة إلى العشرة، فيهال عليهم التراب بلا غسل ولا كفن، ووجِدَ بالسرداب الذي تحت رواق مقام أبي الفضل العباس (عليه السلام) اكثر من ثلاثمائة من القتلى. (22).
و سنة 1411هـ انعدلت الانتفاضة الشعبانية المباركة ضد حكم المقبور صدام وحكومته الدموية وحزبه (البعث)المنحرف الكافر ,فقدم الثوار اروع صور البطولة والفداء ضد الطاغية المخلوع الذي استباح دماء الابرياء من علماء الاسلام ,وارواح المؤمنين الذين يسيرون على نهج أهل البيت (عليهم السلام) .
ونتيجة للأوضاع المتردية وما تراكم من أستياء شعبي لسياسة الحكومة البعثية على الظلم والقهر والإضطهاد والتعصب الطائفي ، أنتفض الشعب العراقي في آذار 1991م في محافظته الجنوبية والوسطية ,ومن هذه المحافظات محافظة كربلاء المقدسة التي سيطر عليها الثوار .ولكن البعث البغيض شن حملة اجرامية يوم النصف من شعبان من العام المذكور بقيادة صهر الطاغية المدعو المجرم حسين كامل مع الآلاف من الحرس الخاص والجمهوري والاستخبارات العسكرية وعدد من المرتزقة الحزبيين مع الاجهزة الامنية المدعومة بالدبابات والمدافع ,فوجه المجرم فوهات الاسلحة الثقيلة باتجاه مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) ويصرخ باعلى صوته (أنا حسين وهذا حسين ولنرى من سينتصر في النهاية) .
ونتيجة اوامر المجرم بقصف مدينة كربلاء أضطر الاهالي إلى الأعتصام داخل مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام).
فامربتوجيه مدافع الدبابات والقاذفات إلى المرقدين الشريفين ، وهدمت المباني الواقعة بينهما وما حولهما على من فيها وبقيت الجثث اياماً طويلة تحت الأنقاض.
وبعد اللقاء القبض على مجماميع من الشباب المؤمن الذين تم تسليمهم للمجرم حسين كامل كان يسالهم من منكم معي ,ومن يريد الامام الحسين (ع) !
فاذا قال الثار معك عفى عنه ,واذا قال مع الامام (عليه السلام) قتله رميا بالرصاص على الفور .
تعليق