في -بحار الأنوار- للعلامة المجلسي(رحمه الله) ج 94 ص 97:
عن معمر بن خلاد قال: كان أبو الحسن الرضا عليه السلام إذا أكل أتى بصحفة فتوضع قرب مائدته، فيعمد إلى أطيب الطعام مما يؤتى به فيأخذ من كل شيء شيئاً، فيوضع في تلك الصحفة، ثم يأمر بها للمساكين، ثم يتلو هذه الآية: (فلا اقتحم العقبة) ثم يقول علم الله عزوجل أن ليس كل إنسان يقدر على عتق رقبة، فجعل لهم السبيل إلى الجنة بإطعام الطعام.
ويمكن أن يفهم من هذه الرواية عدة وجوه:
أولاً: أن المقصود بعتق الرقبة هنا هو العتق المادي، وهو تحرير المملوك وعتقه، فيكون المعنى أن هذا قد يكون متعذراً على الكثيرين فجعل الله سبحانه وتعالى لهم بديلاً عن ذلك وهو إطعام الطعام في سبيله. وكأنه يعدل في الثواب أجر عتق رقبة.
ثانياً: أن يكون المراد من عتق الرقبة أن يعتق الفرد نفسه من الهوى وحب الدنيا وطاعة الشيطان وتمحيض الطاعة لله سبحانه وتعالى، وقد لا يصل إلى هذا الهدف بشكل تام فيمكن أن يتمم أعماله الصالحة باطعام الطعام ليعطيه دفعة قوية لكي يصل إلى مراده.
ثالثاً: أن يكون العتق هو عتق الآخرين من الفقر، ويكون الطعام المقدم لهم هو خطوة نحو الأمام للوصول بهم إلى سد حاجتهم بشكل كامل.
رابعاً: أن يكون المراد من عتق الرقبة هو عتق الآخرين من أهوائهم ودنياهم بإيصال التربية المعنوية لهم، وهو تكليف شرعي في ذمة الفرد مادام قادراً على ذلك بعد أن يكون قد أعتق نفسه هو، ويكون إطعام الطعام سبيلاً إلى الجنة لأنه قد يسد الثغرات التي قد تحصل في عمل الإنسان وأدائه لمسؤولياته.
إلى غير ذلك من الوجوه المحتملة والتي يطول معها الكلام، مع الالتفات إلى أن عتق الرقبة لم يذكر في الآية التي تلاها الإمام(عليه السلام) وإنما هو مذكور في السياق الذي تكون فيه هذه الآية، قال تعالى: "(فلا اقتحم العقبة* وما أدراك ما العقبة* فكُ رقبة* أو إطعامٌ في يوم ذي مسغبة* يتيماً ذا مقربة* أو مسكيناً ذا متربة* البلد 11-16).
الشيخ اسعد الناصري
عن معمر بن خلاد قال: كان أبو الحسن الرضا عليه السلام إذا أكل أتى بصحفة فتوضع قرب مائدته، فيعمد إلى أطيب الطعام مما يؤتى به فيأخذ من كل شيء شيئاً، فيوضع في تلك الصحفة، ثم يأمر بها للمساكين، ثم يتلو هذه الآية: (فلا اقتحم العقبة) ثم يقول علم الله عزوجل أن ليس كل إنسان يقدر على عتق رقبة، فجعل لهم السبيل إلى الجنة بإطعام الطعام.
ويمكن أن يفهم من هذه الرواية عدة وجوه:
أولاً: أن المقصود بعتق الرقبة هنا هو العتق المادي، وهو تحرير المملوك وعتقه، فيكون المعنى أن هذا قد يكون متعذراً على الكثيرين فجعل الله سبحانه وتعالى لهم بديلاً عن ذلك وهو إطعام الطعام في سبيله. وكأنه يعدل في الثواب أجر عتق رقبة.
ثانياً: أن يكون المراد من عتق الرقبة أن يعتق الفرد نفسه من الهوى وحب الدنيا وطاعة الشيطان وتمحيض الطاعة لله سبحانه وتعالى، وقد لا يصل إلى هذا الهدف بشكل تام فيمكن أن يتمم أعماله الصالحة باطعام الطعام ليعطيه دفعة قوية لكي يصل إلى مراده.
ثالثاً: أن يكون العتق هو عتق الآخرين من الفقر، ويكون الطعام المقدم لهم هو خطوة نحو الأمام للوصول بهم إلى سد حاجتهم بشكل كامل.
رابعاً: أن يكون المراد من عتق الرقبة هو عتق الآخرين من أهوائهم ودنياهم بإيصال التربية المعنوية لهم، وهو تكليف شرعي في ذمة الفرد مادام قادراً على ذلك بعد أن يكون قد أعتق نفسه هو، ويكون إطعام الطعام سبيلاً إلى الجنة لأنه قد يسد الثغرات التي قد تحصل في عمل الإنسان وأدائه لمسؤولياته.
إلى غير ذلك من الوجوه المحتملة والتي يطول معها الكلام، مع الالتفات إلى أن عتق الرقبة لم يذكر في الآية التي تلاها الإمام(عليه السلام) وإنما هو مذكور في السياق الذي تكون فيه هذه الآية، قال تعالى: "(فلا اقتحم العقبة* وما أدراك ما العقبة* فكُ رقبة* أو إطعامٌ في يوم ذي مسغبة* يتيماً ذا مقربة* أو مسكيناً ذا متربة* البلد 11-16).
الشيخ اسعد الناصري
تعليق