إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الاسلام عقيدة وقول وعمل : للشيخ علي يحيى معمر -رحمه الله-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاسلام عقيدة وقول وعمل : للشيخ علي يحيى معمر -رحمه الله-

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...


    الإسلام عقيدة وقول وعمل


    من المسائل التي يكاد ينفرد بها الإباضية: هذه القاعدة الهامة التي لا يمكن أن تكون للإسلام ثمرة بدونها، هذه القاعدة هي اشتراطهم العمل لتمام الإسلام.
    )إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ )(آل عمران: من الآية19)

    والإسلام لايتم إلا بقول وعمل، فالقول: النطق بكلمة الشهادة، والعمل الإتيان بجميع الفرائض، واجتناب جميع المحرمات، والوقوف عند جميع الشبهات.
    النطق بالشهادة يدخل الشخص في المخطط الجغرافي للمسلمين، فيحرم دمه، وماله، وتحفظ كرامة نسائه وأطفاله، لقوله عليه السلام :[أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لاإله إلا الله، فإذا قالوها فقد حقنوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها]، قيل وما حقها يا رسول الله؟ قال :[كفر بعد إيمان، وزنى بعد إحصان، وقتل النفس]1 أما أن يكتفي المرء بالنطق بهذه الكلمة، ويهمل العمل بما فرضه الله، فهذا إيمان غير تام، وعمل غير صالح، إن طبيعة الإسلام تقتضي من الشخص أن يؤمن بالله ورسالته، وأن يصرح بهذا الإيمان، وأن يندفع للعمل بما جاءت به هذه الرسالة، التي آمن بها.
    ولو ألقيت نظرة إلىالعالم الإسلامي اليوم، الذي يموج بملايين من البشر، يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويفخرون بأنهم مسلمون، اختارهم الله لأن يكونوا في الأمة التي أراد الله أن يختم بها الأمم المؤمنة، وينسخ بشريعتها شرائع السماء. إنك لو ألقيت نظرة إلى هؤلاء المسلمين وإلى أعمالهم، لأذهلتك النتيجة، وساءتك المقارنة.
    إن الله حين أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم بشريعة الإسلام، أراد أن يكون المسلم كله لله، وأن لايكون لله في المؤمن شريك، فإن الله أغنى الشركاء، فإما أن يتوجه المؤمن إلى الله بقلبه ولسانه وجوارحه وإلا فإن الله غني عنه.

    وما جدوى أن يلوك اللسان كلمة التوحيد، ويمتليء القلب بحب غير الله، وتتسابق الجوارح إلى كل ما نهى الله عنه، تاركة لما فرضه الله عليها.
    ما وزن هذا المسلم الذي لا يقرب الصلاة؟ أو لا يعترف بالزكاة؟ أو لا يحج إلا للمباهاة؟
    وما وزن هذا المسلم الذي يدخل الحانة فيشرب حتى يفقد عقله؟ والمقمرة حتى يفقد ماله؟ والماخور حتى ينهك صحته ويهتك ستره؟
    ما وزن هذا المسلم عند الله؟
    وما وزن هذا المسلم الذي ينطلق في الشوارع تحمل أصابعه المسبحة ليراه الناس، وتتمتم شفتاه بلا إله إلا الله، وتجول عيناه بين المفاتن التي حرم الله، حتى يجد من أعين الناس غرة، فيرتكب الفاحشة، ويبتز المال الحرام، ثم يخرج فيضفي على المدخل الفاسق ثوباً من الوقار الخارجي ليظن الناس أنه مؤمن؟
    وما وزن هذا المسلم؟ الذي يحتج بقول الفيلسوف على قول الله، ويرد بنظرية فرويد على سنة رسول الله، ويعتز بفلسفة ماركس دون فلسفة الإسلام، ويعطل أحكام الكتاب بالدساتير التي وضعها جان بول سارتر1، أو جون ديوي، أو كارل ماركس؟
    ما وزن هذا المسلم عند الله؟

    و ما وزن هذا المسلم الذي ينفق الأموال في كل سبيل إلا سبيل الله والخير، ويشترك في كل مشروع إلا مشروع المعروف، وينهى عن كل مجلس إلا مجلس المنكر؟!!
    ما وزن هذا المسلم عند الله؟
    و ما وزن هذا المسلم الذي يستغفل الناس بالدين، ويختلهم عن أموالهم باظهار التقوى، فيسرقها باستحقاق الصدقة؟
    ما وزن هذا المسلم عند الله؟
    و ما وزن هذا المسلم الذي يستعبدالناس وأموالهم بحرية التملك، ويسخرهم تسخير العبيد بدعوى ولاية الأمر، ويحكم عليهم بالتجهيل، والتفقير والإذلال؟
    ما وزن هذا المسلم عند الله؟
    وما وزن ذلك المسلم الذي سمع بهذا العصر فتعصر، وقيل له عن الإشتراكية فتشرك، ثم دعي إلى الشيوعية فتشيع؟
    ما وزن هذا المسلم عند الله؟
    وليست هذه الصور مقصورة علىالأفراد، و إنما هي تنطبق على الدول. إنها تنطبق كل الإنطباق على هذه الطوائف الحائرة من بلاد الإسلام، التي تدعي كل واحدة منها أنها دولة، تستعصم بالعروبة وتترك الإسلام، وتعتز بالعنصر، وتتناسى الدين. وتقلد أعداء الدين وأعدائها في طرق الحكم، وتنبذ طرق الحكم التي وضعها الله لها، تستمد منهم الرأي والخبرة، والسلاح والذخيرة والحيلة والكيد.
    ما وزن هذه الدول عند الله؟
    إنك تستطيع أن تجد ملايين من الصور لملايين من البشر، تنطلق ألسنتهم بكلمة التوحيد، ولكنهم في غير ذلك ليسوا مسلمين، فهل يتم إيمان كل أولئك، ويحسبون على الإسلام؟ لو كان هذالإيمان كاملاً كما أراده الله، وكان إيمان هؤلاء الغثاء كإيمان أولئك الصناديد الذين يرون أن العمل هو شريطة كمال الإيمان لكان العالم كله يسير اليوم على شريعة الله. فإن عشرة ألآف من المسلمين- عندما كان الإسلام إيماناً وقولا وعملا- استطاعوا أن يهدوا الملايين إلى دين الله بسلوكهم، قبل أن يهدوهم بأقوالهم وأسيافهم، واستطاع أولئك الآلاف القليلة أن يثبتوا حكم الله قويا مزدهراً في بلادالله، وإن كان أهلها على غير الإسلام، لأن أولئك القلة كانوا مسلمين حقا بقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم. إنني أزعم- وقد أكون مخطئاً في هذاالزعم- أنه لم يضر الإسلام، ويهونه في نظر أتباعه، ويجريء المسلمين على ترك فرائضه، وانتهاك حرماته، وعدم التقيد بشرعه- شيء مثل ما أضر به هذا القول الذي يضفي الإسلام الكامل على رجل ليس له من الإسلام إلا قولة لاإله إلا الله، وتشدق بعض المتفقهين، الذين يستغلون ماحفظوا دون فهم، ويجتهدون لإرضاء العامة والجهلة من الناس بتهوين أسباب المعصية لهم، ويدجلون بإسم بعض المذاهب، قائلين: إن جهنم لم تخلق لمن يوحد الله، ولو لم يعمل، وأن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، وإن زنى وإن سرق، غير فاهم معنى الجملة الأخيرة. في أمثال هذه الأساليب التي يقتطعونها عن معانيها، ويخدعون بها الناس عن أنفسهم وعن دينهم وعن ربهم، يضفون عليهم لقب الإسلام، ويسلبونهم العمل الصالح، الذي اشترطه الكتاب الكريم لمن آمن بالله، فلم يرد فيه إيمان غير مقرون بالعمل الصالح والإحسان.
    هذه قضية ثالثة من القضايا التي يكاد ينفرد بها الإباضية منذ أول الإسلام، وساروا فيها على المنهج الذي كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم، وسار عليه أصحابه رضوان الله عليهم فلم يفرقوا بين القول والعمل، ولم يجزئوا دين الله، ولم يطمعوا العصاة المصرّين غير التائبين، كانت معصيتهم بالفعل أو الترك، في رحمة الله.




    منقول : زوارة نت
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X