بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع مفيد يجول في خواطر العديد من المؤمنين و أفكار لاشك بأنها مرت على عقول الكثير ...
منقول من الأخ المنار
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
في سكرة التأملات العميقة ، حاولت أن أتعمّق في مفهوم المعجزة ، عسى أن بنشرح قلبي.
كلنا بحاجة إلى تعمّق وقناعة في هذا المفهوم. صغيرنا و كبيرنا.
لماذا؟
لأنه احد أسس ديننا الحنيف لكونه مرتكز التصديق بالنبوة والرسالة، و بدونه تخرب الديانة من ناحية عقلية وشرعية.
رهيب ...
هذا موضوع مخيف للغاية ونحن نغفل عنه؟
لماذا نغفل ؟
لا اعرف سرا لغفلتنا عنه إلا لأننا أمنا فطريا بالله ورسوله، ولم نحتج إلى المعجز ليثبت لنا صدق الرسالة. هذه نظرة ابتدائية قد تكتنز معرفة حقة.
ولكن هل يكفي الإيمان الفطري ؟
العلماء يقولون: لا يكفي ؟ فإن دعوى النبوة غير كافية ما لم يصاحبها معجز يثبتها.
فماذا نفعل ؟
يجيبني عقلي الداخلي: لم أنت منزعج ، فقد حدثت المعجزة أمام أسلافنا وأقنعتهم ونحن نروي قناعتهم لقناعتنا بهم وبما شاهدوه.
هذا كلام سليم.
ولكنه لا يرضي علماءَ الكلام ولا المحققين الذي يقولون أن العقيدة أمر شخصي وجداني، يجب أن يعتقدها الشخص بالدليل.
واختلفوا في حجم الدليل بين الإجمال وبين التفصيل . ولكن للأسف كلها تبتني على أساس مهم، وهو صدق الرسالة ، وهذه مبنية على إدّعاء الرسالة والمعجز المساند لها فتثبت الرسالة. فرجعنا من حيث ابتدئنا.
قلت في نفسي يجب أن نقوم ببحثين منفصلين لا علاقة لأحدها بالأخر حتى نخلص من هذه الدوامة.
البحث الأول : ما مدى تأثير المعجزة على إسلام المسلمين الأوائل؟
الثاني : كيف نصوّر المعجزة في هذا الوقت بعيدا عن مشاهدة المعجزة التي حصلت في ذلك الوقت؟
إذن لا نبحث فيما يبحث به الناس عن المعجزة وطبيعتها الذاتية وهل هي خرق العادة أم المفاجئة أم بحصر المصدر بالغيب ؟
وهل المعجزة في العلم أم في الكلام أم في الأفعال ؟
وهل المعجزة في تحريك الشجرة أم المعجزة في القران؟
وما هي طبيعة إعجاز القرآن؟ هل هو الصرفة أم النظم أم المعنى أم السر الحرفي أم الأعداد والقيم الحسابية المعقدة؟
هذه بحوث جليلة وعظيمة ولكن يشوبها شائبة التعقيد وهي لا تناسب المسلم العادي .
فهل المعجز وجد للعلماء فقط أم للجميع؟
لهذا نحاول أن نفهم القضية بأسلوب آخر.
نأتي إلى البحث الأول : ما مدى تأثير المعجزة على إسلام المسلمين الأوائل؟
سيرعب الإنسان حين يكتشف بأن الإسلام لم يبنى على المعجزة وإنما بني على القناعة القلبية التي تفوق المعجزة ,
وسأبيّن الحال باختصار :
لو جردنا السيرة النبوية لوجدنا أن اغلب من طلب المعجز من رسول الله ص لم يؤمن به .. ولكن من آمن به لم يطلب المعجز .
فعلي بن أبي طالب آمن بالإسلام وكذا خديجة لمجرد أن سمعوا من الرسول النبوءة ، والسبب واضح هو شخصية الرسول النزيهة التي يعرفونها حق المعرفة. وهذا حدث مع كل الصحابة الأجلاء المقداد وأبي ذر وزيد وعمار وحمزة وأبي طالب وووووو الخ.
وأبو جهل وأبو سفيان وغيره من زبانية جهنم ، طلبوا المعجز مرارا ، فعمل لهم الرسول المعجز فيقولون ساحر وكبير السحرة. !!! ومن ادعى منهم الإيمان فهو نتيجة الهزيمة العسكرية وليس للإيمان نفسه.
إذن المعجزة لم تكن -بحدود ما درسنا من واقع- هي السبب في إيمان أعظم المسلمين، ولم تكن لتغيّر كفر الكافرين.
أليست هذه معضلة؟
ما الحقيقة إذن؟
يا إلهي أنر قلبي بشمس الحقيقة ( هذا هو دعاء كل مخلص حين يرى هذه المشكلة ، حيث لا يدي هل كلام أهل العقيدة صحيح أم هذا الواقع هو الصحيح) .
جوابي الجازم هو : أن كُلَ الرسولِ (ص) معجزٌ. فلهذا تاه علينا المعجز.
هذا فتحٌ قلبيٌ يجب أن نوضحه.
دعونا نتسائل : حين آمن علي (ع) بالرسول هل قال له كيف تثبت هذا؟
لا أبدا
وكذا جميع من عرفناهم من مخلصي صحابة رسول الله
لماذا كان منهم هذا التصرف؟
لأن نفس الرسول كان اشراقة نورانية على قلوبهم فلم يحتاجوا لمثل هذا السؤال.
إذن هنا فاعل عظيم وقابل كريم
والبحث في الفاعل وفي القابل .
ولكنه بحث يطول نتركه لتأملات المشاركين .
فأين أهل النظر بعين الله التي لا تنام ليدلونا الطريق
فأجيبوا داعي الله
وحاولوا أن تفكروا في الجواب الذي يحاول معرفة سر عدم إيمان من طلب المعجز. ومن آمن لم يطلبه ؟؟؟؟؟
وهلموا إلى أسرار أخرى
حلوة وعذبة وسلسة .
وهنا نأتي إلى البحث الثاني : كيف نصوّر المعجزة في هذا الوقت بعيدا عن مشاهدة المعجزة التي حصلت في ذلك الوقت؟
من خلال ما تقدم ننتقل من الماضي إلى الحاضر .
يقول النصارى أنكم تدعون إن القرآن معجزة ، فنقول لو سلمنا انه معجز لأهل العربية فكيف يكون معجزا لغيرهم حين لا يرون فيه أي ميزة وقد ترجم إلى عدة لغات فلم يكن ذا شأن أدبي عند الشعوب حتى المسلمين منهم.
يقول اليهود والنصارى إنكم تقولون بنفي ديانتنا لأن ديانتكم معجزتها متجددة و معجزتنا قد انتهت . فما تجيبون لو قيل لكم أن معجزتكم القرآن أصبحت محدودة بكم ومع ظهور تيارات الحداثوية أصبح القرآن متناقضا وليس بمعجز.
هل عندكم جواب يا أحبابي أم توافقون اليهود والنصارى على ما يقولون .
اليوم علينا تكّوين منظور فكري لدراسة طبيعة ما نراه فعلا من معجزة.
و الإضاءة الحقيقية جاءت من حياة الرسول ص حيث لم يحتج المؤمن إلى معجز ولم ينتفع الكافر والمنافق بالمعجز .
لنأتي ونفكر من جهة القابل أولا :
الفاعل الفياض بأي صورة كان فيضه سواء (علما أو بهجة أو وجودا) يعرفه كل من كبرت قابليته على اختزان فيضه.
فكما يقال كلما كبر الماعون زادت سعة الخزين من فيض الرحمة والمطر.
فالقابل له دخل كبير.. فسليم القلب يستوعب الفيض {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} ومن شدة استغراقه بالنور يتحول هو إلى نور {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (12) سورة الحديد
ومظلم القلب لا ينتفع من النور كما تشير الآيات الكريم {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ} (17) سورة البقرة
وهنا سؤال مهم.
كيف نقتنع برسالة السماء؟
هل نقتنع فقط بالمعجز الآني ؟
حسب تأملي بما حدث مع الرسول الجواب : لا.
القناعة نتيجة شبكة مترابطة من المعلومات، ولكنها ترتبط بالشخص المنتج للمعلومات ارتباطا وثيقا نتيجة سلوكه وفكره.
علينا أن ندرس جوانب المعجزة في شخص الرسول قبل أن ندرسها في القرآن الكريم وغيره. نعم ندرس معجزة الرسول في ما نقل أو فيما أنتج .
الإنسان ابن محيطه في كل شيء ، في الثقافة وفي الحياة وفي القيم وفي الأحكام وفي المظهر ... الخ
فإذا وجدنا أن إنسانا فاق محيطه وزمانه بشكل خارق كان هو المعجزة بحد ذاته ، وإذا بقي التفوق له إلى الزمن الذي نحن فيه فهو معجزة حقيقة لحد الآن.
وهكذا وجدنا الرسول صلى الله عليه وآله.
معجزة متحركة
ابن صحراء قاحلة .. لا علم فيها .. لا تقدم حضاري.. لا قيم أخلاقية.. لا اقتصاد ... لا إدارة ....إلخ
نراقبه .. نراقب كلماته .. نراقب إنتاجه.. نجده متفوقا في كل شيء
ما من علم إلا وله فيه كلمة صحيحة لم يبطلها علم
ما من فن إلا وله فيه كلمة صحيحة تهدي مسراه
القانون كله قد انبثق منه فجأة
الشريعة المعقدة سالت من بين أصابعه الشريفة
الحكمة تعدت حدود البشرية حيث عجز الناقلون عن نقل جميع حكمته
الإيمان ومراتبه فقد أعجز من جاء بعده في بلوغه
الصفات النفسية العظيمة لا مثيل لها فهي من أقصى الكرم والرأفة إلى أقصى الشدة في ذات الله .
إن من يدرس ما أثر عن الرسول ليدهش من اختراقه لحواجز الزمان والمكان.
إنها الرؤية الثاقبة لما وراء الحجب ، حيث يرى المستقبل كما يرى الحاضر، ويرى الباطن كما يرى الظاهر . ويرى الخفي كما يرى الجلي ، فلا علم يعتب عليه بعدم المرور ، ولا فن من فنون الرقي هرب من لمساته الشريفة.
عجيب .. عجيب هذا الرجل العجيب.
إنه اغرب من الخيال .
لا يستطيع أن يفلت منه شيء !!!
والأعجب من هذا انه علّم بعض صحبه منطق العقل ومساره الصحيح.
وورثناه.
وعرفنا بهذا المنطق العظيم كيف نميّز بين الحق والباطل فطريا . ولولا هذه الوراثة العظيمة لكنا الآن وهابية مجسمة نشرك الله ونصيح نحن أهل السنة بينما أهل السنة موحدون، وهؤلاء مشركون ، ولكن لأن خللا بالمنطق حاق بهم فجعلهم يرون الشرك إسلاما والإسلام شركا.
سبحانك اللهم ما أعظمك وأعظم صنعك بهذا المخلوق المقدس .
لقد تعلمنا منه أن نميّز بين الصادق في دعواه والكاذب .
ولهذا لم يحتج أبونا أمير المؤمنين عليه السلام للمعجز لأنه يعيش مع المعجزة المتحركة التي تطوي الأشياء كطي السجل .
فلا تخونه معرفة ولا تفوته حادثة ، ولو استشرف على التاريخ من طرفيه لحصل على ما يريد
فمن كان مع المعجز وهو يرى ويفهم المعجز فلا يطلب المعجز ، ومن كان أعمى لا يرى المعجز وهو معه وهو يطلب المعجز دائما، فلا ينفعه إعجاز .
مفارقة جميلة
حين اقرأ القرآن الكريم ينتابني شعور مزدوج.
اشعر بأنني أمام كلام عظيم
اشعر بأنني أمام رسول معجزة أوصل لنا هذا الكلام المعجز.
إن إيماني بتنوع القرآن وعظيم صنعته يربطني بالنبي محمد ص بعكس الكثير من المسلمين. الذين يخافون الربط بين القرآن والنبي محمد . لأنهم يعتقدون بأن الربط قد يوحي باختلاق النبي للقرآن .
رباه ما هذا الجهل ؟
أ يعقل أن كتابا يعجز عنه البشر من حيث التنوع يمكن أن ينتحله شخص إنساني؟
فإذا كان نفس الشخص معجزة فيستحيل أن يكون الكتاب منه لأن كونه معجزة فهو مرتبط بمن أعطى المعجزة وبالتالي فالقرآن معجزة وهو معجزة خارج قدرات البشر . فهما من سنخ واحد ، فكيف يمكن القول بأنه مخلوق له .
هذا جهل فضيع.
القرآن يهديني للرسول لأن كل حرف فيه هو الرسول .
الرسول يهديني للقرآن لأنني كلما أردت الرسول أجده في القرآن. وهو مفتاح أقفال القرآن والقرآن وجه من وجوهه النبرة.
هذه معادلات سهلة
ولكن هل القرآن يفقد معجزته بتغيير اللغة كما يقولون .
لو كانت المعجزة لغوية لقلنا لهم معكم الحق.
ولكن المعجزة هي المعرفة المترامية الأطراف التي تقنع كل عاقل به بدون أن يطلب معجزة . فضلا عن أن القران لسان وليس لغة.
القرآن مثل الرسول والرسول مثل القرآن
طريقتهما إقناع القلوب المشرقة وتحريك الأجسام الخامدة.
من دون التفكير بالمعجز
وهذه هي المعجزة بحد ذاتها
حين تقرأ القرآن يقنعك بوحدانية الله وبعلم الله ويوم الحساب وبأمور كثيرة هي جوهر دين الإسلام ببراهين تدخل القلب .
تنطبع في قلبك كل الحجج حتى لو كنت كافرا به .
إنها لغة تسيطر على العقل لتعطي أربعة جمل أو خمسة أساسية.. منها: (الله واحد) (الرسول حقيقية) (الإيمان طريق النجاة في الآخرة) وهكذا.
هذه العناوين يقتنع بها كل من يقرأ القرآن بقلب سليم .
ومن لا يؤمن بها ........فهذا لو نزل عليه جبريل عليه السلام وأجرى له المعجزة لقال أنها سحر ويخاف من الدخول في الإيمان لأنه يعتقده سحرا.
أليس معجزا أن تكون القناعة عن طريق القلب وليس عن طريق المعجز، وهي متعلقة بأمر خطير يحتاج إلى معجز لإثبات صدق الدعوى.
إن إثبات صدق الرسول والرسالة يحتاج إلى معجز وإلى آيات ولكن من يقرأ القرآن لا يحتاج للقناعة إلى معجز, أنه كتاب يدخل الجوانب الخفية من العقل ليبرم بإحكام كل عرى الإيمان ويجعلها في نقطة مضيئة ودائمة في عقل الإنسان . ولهذا دائما نفكر بأن دليل إعجاز القرآن نفسه هو قوته في الإقناع وقبوله عن قارئ سليم القلب والسريرة.
فالقرآن يفعل بنا نفس فعل الرسول بعلي بن أبي طالب وأبي ذر وسلمان وحذيفة وكل المؤمنين الذين لم يطلبوا برهانا لأنهم حصلوا على البرهان قبل النطق بالقضية. وهكذا القرآن يحمل صدقه معه ويحمل قدرته معه .
إن متشابهات القرآن مصدر تخريب للقرآن بيد المخربين، ولكن القرآن نفسه حمى نفسه بنفسه من هذا المعول . حيث لا يصح الجمع بين المتشابهات (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) هذه حصانة اسقطت كل التلاعب بالقرآن
إن من يفهم هذه الآية المباركة يدرك أن جميع من يريد تخريب القرآن إنما يقوم بالجمع بين المتشابهات والقرآن قد شخص هذه الحالة. وقال إن استخدامها لا ينفع. وهو زيغ وفتنة وتأويل الكتاب بالباطل . وليس لهم القيامة به ، فتأويله عند أولي الرسوخ الذين يفهمون التشابه.
هذه عصمة للقرآن بحيث أنه يستبطن رد كل ما قالوه عنه بجملة واحدة .
فلا راد للقرآن مطلقا.
وكل من يدعي الرد فهو قد جمع المتشابهات وهذه محسومة مسبقا.
والنتيجة السقوط .
ولا يوجد أبدا غير ذلك.
وهذا هو ما أجاب به مولانا الحسن العسكري ع للفيلسوف الكندي الذي مزق كتابه من كلمة صغيره قالها الإمام له مفادها : إن من يجمع بين المتشابهات ليس بناقض وهو ليس بعالم.
وهذا الجواب من القرآن نفسه.
إنها حصانة عجيبة تحمي الكتاب بكامله.
هل هناك كتاب يحمي نفسه بهذا المستوى؟
إذن المعجز اليوم هو نفسه المعجز في زمن الرسول ص .
لأنه نفس الطبيعة ونفس المسلك.
هو السيطرة على العقل الواعي لإنتاج قضايا دينية تسيطر علينا.
ومن هنا كانت خطورة القرآن.
إن التلاعب بالمتشابهات هو أعظم عدو لكتاب الله وهو التحريف الحقيقي الذي يقوم به المجرمون من سلفية وغيرهم .
ولهذا علينا أن نصادق القرآن الكريم ، ونشرب من منهله العذب لأنه هو نفس رسول الله ص في الطبيعية العقلية التي جعلت علياً يؤمن إلى درجة ما بعد اليقين فعلينا أن نستنطقه ليجعلنا نصل إلى رتبة اليقين. وعلينا أن نخضع له لا أن نطوّعه حسب أهوائنا باستخدام ما تشابه منه.
هذه تأملات بسيطة وغير مرتبة ولكنها ضرورية في بابها . ولا تقف التأملات عند هذا الحد ولكننا نقف عند حد الممل للقارئ الكريم .
أتمنى على الأحبة الكرام من أحباب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يفكروا و يستنتجوا و يبدعوا الأفكار ، من اجل الربط بين حقيقة المعجزة في حياة الرسول ص وبين إيماننا بمعجزة الإسلام الخالدة
وبقية البحث على أحباب الرسول صلى الله عليه وأله وسلم .
-----------------------
مصادر قد تٌعين مَن يريد التفكر في الرسول ص وفي سلوكه وفي كونه معجزا بجوانب كثيرة :
كتاب الله الكريم ، ادعوا لقراءته كأنه رسول الله ص حين يقنعنا .
كتاب الحق المبين للشيخ الكوراني حفظه الله وفيه لمحات لطيفة
http://www.shiaindex.net/alhag/
منقول من الأخ المنار
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
في سكرة التأملات العميقة ، حاولت أن أتعمّق في مفهوم المعجزة ، عسى أن بنشرح قلبي.
كلنا بحاجة إلى تعمّق وقناعة في هذا المفهوم. صغيرنا و كبيرنا.
لماذا؟
لأنه احد أسس ديننا الحنيف لكونه مرتكز التصديق بالنبوة والرسالة، و بدونه تخرب الديانة من ناحية عقلية وشرعية.
رهيب ...
هذا موضوع مخيف للغاية ونحن نغفل عنه؟
لماذا نغفل ؟
لا اعرف سرا لغفلتنا عنه إلا لأننا أمنا فطريا بالله ورسوله، ولم نحتج إلى المعجز ليثبت لنا صدق الرسالة. هذه نظرة ابتدائية قد تكتنز معرفة حقة.
ولكن هل يكفي الإيمان الفطري ؟
العلماء يقولون: لا يكفي ؟ فإن دعوى النبوة غير كافية ما لم يصاحبها معجز يثبتها.
فماذا نفعل ؟
يجيبني عقلي الداخلي: لم أنت منزعج ، فقد حدثت المعجزة أمام أسلافنا وأقنعتهم ونحن نروي قناعتهم لقناعتنا بهم وبما شاهدوه.
هذا كلام سليم.
ولكنه لا يرضي علماءَ الكلام ولا المحققين الذي يقولون أن العقيدة أمر شخصي وجداني، يجب أن يعتقدها الشخص بالدليل.
واختلفوا في حجم الدليل بين الإجمال وبين التفصيل . ولكن للأسف كلها تبتني على أساس مهم، وهو صدق الرسالة ، وهذه مبنية على إدّعاء الرسالة والمعجز المساند لها فتثبت الرسالة. فرجعنا من حيث ابتدئنا.
قلت في نفسي يجب أن نقوم ببحثين منفصلين لا علاقة لأحدها بالأخر حتى نخلص من هذه الدوامة.
البحث الأول : ما مدى تأثير المعجزة على إسلام المسلمين الأوائل؟
الثاني : كيف نصوّر المعجزة في هذا الوقت بعيدا عن مشاهدة المعجزة التي حصلت في ذلك الوقت؟
إذن لا نبحث فيما يبحث به الناس عن المعجزة وطبيعتها الذاتية وهل هي خرق العادة أم المفاجئة أم بحصر المصدر بالغيب ؟
وهل المعجزة في العلم أم في الكلام أم في الأفعال ؟
وهل المعجزة في تحريك الشجرة أم المعجزة في القران؟
وما هي طبيعة إعجاز القرآن؟ هل هو الصرفة أم النظم أم المعنى أم السر الحرفي أم الأعداد والقيم الحسابية المعقدة؟
هذه بحوث جليلة وعظيمة ولكن يشوبها شائبة التعقيد وهي لا تناسب المسلم العادي .
فهل المعجز وجد للعلماء فقط أم للجميع؟
لهذا نحاول أن نفهم القضية بأسلوب آخر.
نأتي إلى البحث الأول : ما مدى تأثير المعجزة على إسلام المسلمين الأوائل؟
سيرعب الإنسان حين يكتشف بأن الإسلام لم يبنى على المعجزة وإنما بني على القناعة القلبية التي تفوق المعجزة ,
وسأبيّن الحال باختصار :
لو جردنا السيرة النبوية لوجدنا أن اغلب من طلب المعجز من رسول الله ص لم يؤمن به .. ولكن من آمن به لم يطلب المعجز .
فعلي بن أبي طالب آمن بالإسلام وكذا خديجة لمجرد أن سمعوا من الرسول النبوءة ، والسبب واضح هو شخصية الرسول النزيهة التي يعرفونها حق المعرفة. وهذا حدث مع كل الصحابة الأجلاء المقداد وأبي ذر وزيد وعمار وحمزة وأبي طالب وووووو الخ.
وأبو جهل وأبو سفيان وغيره من زبانية جهنم ، طلبوا المعجز مرارا ، فعمل لهم الرسول المعجز فيقولون ساحر وكبير السحرة. !!! ومن ادعى منهم الإيمان فهو نتيجة الهزيمة العسكرية وليس للإيمان نفسه.
إذن المعجزة لم تكن -بحدود ما درسنا من واقع- هي السبب في إيمان أعظم المسلمين، ولم تكن لتغيّر كفر الكافرين.
أليست هذه معضلة؟
ما الحقيقة إذن؟
يا إلهي أنر قلبي بشمس الحقيقة ( هذا هو دعاء كل مخلص حين يرى هذه المشكلة ، حيث لا يدي هل كلام أهل العقيدة صحيح أم هذا الواقع هو الصحيح) .
جوابي الجازم هو : أن كُلَ الرسولِ (ص) معجزٌ. فلهذا تاه علينا المعجز.
هذا فتحٌ قلبيٌ يجب أن نوضحه.
دعونا نتسائل : حين آمن علي (ع) بالرسول هل قال له كيف تثبت هذا؟
لا أبدا
وكذا جميع من عرفناهم من مخلصي صحابة رسول الله
لماذا كان منهم هذا التصرف؟
لأن نفس الرسول كان اشراقة نورانية على قلوبهم فلم يحتاجوا لمثل هذا السؤال.
إذن هنا فاعل عظيم وقابل كريم
والبحث في الفاعل وفي القابل .
ولكنه بحث يطول نتركه لتأملات المشاركين .
فأين أهل النظر بعين الله التي لا تنام ليدلونا الطريق
فأجيبوا داعي الله
وحاولوا أن تفكروا في الجواب الذي يحاول معرفة سر عدم إيمان من طلب المعجز. ومن آمن لم يطلبه ؟؟؟؟؟
وهلموا إلى أسرار أخرى
حلوة وعذبة وسلسة .
وهنا نأتي إلى البحث الثاني : كيف نصوّر المعجزة في هذا الوقت بعيدا عن مشاهدة المعجزة التي حصلت في ذلك الوقت؟
من خلال ما تقدم ننتقل من الماضي إلى الحاضر .
يقول النصارى أنكم تدعون إن القرآن معجزة ، فنقول لو سلمنا انه معجز لأهل العربية فكيف يكون معجزا لغيرهم حين لا يرون فيه أي ميزة وقد ترجم إلى عدة لغات فلم يكن ذا شأن أدبي عند الشعوب حتى المسلمين منهم.
يقول اليهود والنصارى إنكم تقولون بنفي ديانتنا لأن ديانتكم معجزتها متجددة و معجزتنا قد انتهت . فما تجيبون لو قيل لكم أن معجزتكم القرآن أصبحت محدودة بكم ومع ظهور تيارات الحداثوية أصبح القرآن متناقضا وليس بمعجز.
هل عندكم جواب يا أحبابي أم توافقون اليهود والنصارى على ما يقولون .
اليوم علينا تكّوين منظور فكري لدراسة طبيعة ما نراه فعلا من معجزة.
و الإضاءة الحقيقية جاءت من حياة الرسول ص حيث لم يحتج المؤمن إلى معجز ولم ينتفع الكافر والمنافق بالمعجز .
لنأتي ونفكر من جهة القابل أولا :
الفاعل الفياض بأي صورة كان فيضه سواء (علما أو بهجة أو وجودا) يعرفه كل من كبرت قابليته على اختزان فيضه.
فكما يقال كلما كبر الماعون زادت سعة الخزين من فيض الرحمة والمطر.
فالقابل له دخل كبير.. فسليم القلب يستوعب الفيض {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} ومن شدة استغراقه بالنور يتحول هو إلى نور {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (12) سورة الحديد
ومظلم القلب لا ينتفع من النور كما تشير الآيات الكريم {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ} (17) سورة البقرة
وهنا سؤال مهم.
كيف نقتنع برسالة السماء؟
هل نقتنع فقط بالمعجز الآني ؟
حسب تأملي بما حدث مع الرسول الجواب : لا.
القناعة نتيجة شبكة مترابطة من المعلومات، ولكنها ترتبط بالشخص المنتج للمعلومات ارتباطا وثيقا نتيجة سلوكه وفكره.
علينا أن ندرس جوانب المعجزة في شخص الرسول قبل أن ندرسها في القرآن الكريم وغيره. نعم ندرس معجزة الرسول في ما نقل أو فيما أنتج .
الإنسان ابن محيطه في كل شيء ، في الثقافة وفي الحياة وفي القيم وفي الأحكام وفي المظهر ... الخ
فإذا وجدنا أن إنسانا فاق محيطه وزمانه بشكل خارق كان هو المعجزة بحد ذاته ، وإذا بقي التفوق له إلى الزمن الذي نحن فيه فهو معجزة حقيقة لحد الآن.
وهكذا وجدنا الرسول صلى الله عليه وآله.
معجزة متحركة
ابن صحراء قاحلة .. لا علم فيها .. لا تقدم حضاري.. لا قيم أخلاقية.. لا اقتصاد ... لا إدارة ....إلخ
نراقبه .. نراقب كلماته .. نراقب إنتاجه.. نجده متفوقا في كل شيء
ما من علم إلا وله فيه كلمة صحيحة لم يبطلها علم
ما من فن إلا وله فيه كلمة صحيحة تهدي مسراه
القانون كله قد انبثق منه فجأة
الشريعة المعقدة سالت من بين أصابعه الشريفة
الحكمة تعدت حدود البشرية حيث عجز الناقلون عن نقل جميع حكمته
الإيمان ومراتبه فقد أعجز من جاء بعده في بلوغه
الصفات النفسية العظيمة لا مثيل لها فهي من أقصى الكرم والرأفة إلى أقصى الشدة في ذات الله .
إن من يدرس ما أثر عن الرسول ليدهش من اختراقه لحواجز الزمان والمكان.
إنها الرؤية الثاقبة لما وراء الحجب ، حيث يرى المستقبل كما يرى الحاضر، ويرى الباطن كما يرى الظاهر . ويرى الخفي كما يرى الجلي ، فلا علم يعتب عليه بعدم المرور ، ولا فن من فنون الرقي هرب من لمساته الشريفة.
عجيب .. عجيب هذا الرجل العجيب.
إنه اغرب من الخيال .
لا يستطيع أن يفلت منه شيء !!!
والأعجب من هذا انه علّم بعض صحبه منطق العقل ومساره الصحيح.
وورثناه.
وعرفنا بهذا المنطق العظيم كيف نميّز بين الحق والباطل فطريا . ولولا هذه الوراثة العظيمة لكنا الآن وهابية مجسمة نشرك الله ونصيح نحن أهل السنة بينما أهل السنة موحدون، وهؤلاء مشركون ، ولكن لأن خللا بالمنطق حاق بهم فجعلهم يرون الشرك إسلاما والإسلام شركا.
سبحانك اللهم ما أعظمك وأعظم صنعك بهذا المخلوق المقدس .
لقد تعلمنا منه أن نميّز بين الصادق في دعواه والكاذب .
ولهذا لم يحتج أبونا أمير المؤمنين عليه السلام للمعجز لأنه يعيش مع المعجزة المتحركة التي تطوي الأشياء كطي السجل .
فلا تخونه معرفة ولا تفوته حادثة ، ولو استشرف على التاريخ من طرفيه لحصل على ما يريد
فمن كان مع المعجز وهو يرى ويفهم المعجز فلا يطلب المعجز ، ومن كان أعمى لا يرى المعجز وهو معه وهو يطلب المعجز دائما، فلا ينفعه إعجاز .
مفارقة جميلة
حين اقرأ القرآن الكريم ينتابني شعور مزدوج.
اشعر بأنني أمام كلام عظيم
اشعر بأنني أمام رسول معجزة أوصل لنا هذا الكلام المعجز.
إن إيماني بتنوع القرآن وعظيم صنعته يربطني بالنبي محمد ص بعكس الكثير من المسلمين. الذين يخافون الربط بين القرآن والنبي محمد . لأنهم يعتقدون بأن الربط قد يوحي باختلاق النبي للقرآن .
رباه ما هذا الجهل ؟
أ يعقل أن كتابا يعجز عنه البشر من حيث التنوع يمكن أن ينتحله شخص إنساني؟
فإذا كان نفس الشخص معجزة فيستحيل أن يكون الكتاب منه لأن كونه معجزة فهو مرتبط بمن أعطى المعجزة وبالتالي فالقرآن معجزة وهو معجزة خارج قدرات البشر . فهما من سنخ واحد ، فكيف يمكن القول بأنه مخلوق له .
هذا جهل فضيع.
القرآن يهديني للرسول لأن كل حرف فيه هو الرسول .
الرسول يهديني للقرآن لأنني كلما أردت الرسول أجده في القرآن. وهو مفتاح أقفال القرآن والقرآن وجه من وجوهه النبرة.
هذه معادلات سهلة
ولكن هل القرآن يفقد معجزته بتغيير اللغة كما يقولون .
لو كانت المعجزة لغوية لقلنا لهم معكم الحق.
ولكن المعجزة هي المعرفة المترامية الأطراف التي تقنع كل عاقل به بدون أن يطلب معجزة . فضلا عن أن القران لسان وليس لغة.
القرآن مثل الرسول والرسول مثل القرآن
طريقتهما إقناع القلوب المشرقة وتحريك الأجسام الخامدة.
من دون التفكير بالمعجز
وهذه هي المعجزة بحد ذاتها
حين تقرأ القرآن يقنعك بوحدانية الله وبعلم الله ويوم الحساب وبأمور كثيرة هي جوهر دين الإسلام ببراهين تدخل القلب .
تنطبع في قلبك كل الحجج حتى لو كنت كافرا به .
إنها لغة تسيطر على العقل لتعطي أربعة جمل أو خمسة أساسية.. منها: (الله واحد) (الرسول حقيقية) (الإيمان طريق النجاة في الآخرة) وهكذا.
هذه العناوين يقتنع بها كل من يقرأ القرآن بقلب سليم .
ومن لا يؤمن بها ........فهذا لو نزل عليه جبريل عليه السلام وأجرى له المعجزة لقال أنها سحر ويخاف من الدخول في الإيمان لأنه يعتقده سحرا.
أليس معجزا أن تكون القناعة عن طريق القلب وليس عن طريق المعجز، وهي متعلقة بأمر خطير يحتاج إلى معجز لإثبات صدق الدعوى.
إن إثبات صدق الرسول والرسالة يحتاج إلى معجز وإلى آيات ولكن من يقرأ القرآن لا يحتاج للقناعة إلى معجز, أنه كتاب يدخل الجوانب الخفية من العقل ليبرم بإحكام كل عرى الإيمان ويجعلها في نقطة مضيئة ودائمة في عقل الإنسان . ولهذا دائما نفكر بأن دليل إعجاز القرآن نفسه هو قوته في الإقناع وقبوله عن قارئ سليم القلب والسريرة.
فالقرآن يفعل بنا نفس فعل الرسول بعلي بن أبي طالب وأبي ذر وسلمان وحذيفة وكل المؤمنين الذين لم يطلبوا برهانا لأنهم حصلوا على البرهان قبل النطق بالقضية. وهكذا القرآن يحمل صدقه معه ويحمل قدرته معه .
إن متشابهات القرآن مصدر تخريب للقرآن بيد المخربين، ولكن القرآن نفسه حمى نفسه بنفسه من هذا المعول . حيث لا يصح الجمع بين المتشابهات (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) هذه حصانة اسقطت كل التلاعب بالقرآن
إن من يفهم هذه الآية المباركة يدرك أن جميع من يريد تخريب القرآن إنما يقوم بالجمع بين المتشابهات والقرآن قد شخص هذه الحالة. وقال إن استخدامها لا ينفع. وهو زيغ وفتنة وتأويل الكتاب بالباطل . وليس لهم القيامة به ، فتأويله عند أولي الرسوخ الذين يفهمون التشابه.
هذه عصمة للقرآن بحيث أنه يستبطن رد كل ما قالوه عنه بجملة واحدة .
فلا راد للقرآن مطلقا.
وكل من يدعي الرد فهو قد جمع المتشابهات وهذه محسومة مسبقا.
والنتيجة السقوط .
ولا يوجد أبدا غير ذلك.
وهذا هو ما أجاب به مولانا الحسن العسكري ع للفيلسوف الكندي الذي مزق كتابه من كلمة صغيره قالها الإمام له مفادها : إن من يجمع بين المتشابهات ليس بناقض وهو ليس بعالم.
وهذا الجواب من القرآن نفسه.
إنها حصانة عجيبة تحمي الكتاب بكامله.
هل هناك كتاب يحمي نفسه بهذا المستوى؟
إذن المعجز اليوم هو نفسه المعجز في زمن الرسول ص .
لأنه نفس الطبيعة ونفس المسلك.
هو السيطرة على العقل الواعي لإنتاج قضايا دينية تسيطر علينا.
ومن هنا كانت خطورة القرآن.
إن التلاعب بالمتشابهات هو أعظم عدو لكتاب الله وهو التحريف الحقيقي الذي يقوم به المجرمون من سلفية وغيرهم .
ولهذا علينا أن نصادق القرآن الكريم ، ونشرب من منهله العذب لأنه هو نفس رسول الله ص في الطبيعية العقلية التي جعلت علياً يؤمن إلى درجة ما بعد اليقين فعلينا أن نستنطقه ليجعلنا نصل إلى رتبة اليقين. وعلينا أن نخضع له لا أن نطوّعه حسب أهوائنا باستخدام ما تشابه منه.
هذه تأملات بسيطة وغير مرتبة ولكنها ضرورية في بابها . ولا تقف التأملات عند هذا الحد ولكننا نقف عند حد الممل للقارئ الكريم .
أتمنى على الأحبة الكرام من أحباب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يفكروا و يستنتجوا و يبدعوا الأفكار ، من اجل الربط بين حقيقة المعجزة في حياة الرسول ص وبين إيماننا بمعجزة الإسلام الخالدة
وبقية البحث على أحباب الرسول صلى الله عليه وأله وسلم .
-----------------------
مصادر قد تٌعين مَن يريد التفكر في الرسول ص وفي سلوكه وفي كونه معجزا بجوانب كثيرة :
كتاب الله الكريم ، ادعوا لقراءته كأنه رسول الله ص حين يقنعنا .
كتاب الحق المبين للشيخ الكوراني حفظه الله وفيه لمحات لطيفة
http://www.shiaindex.net/alhag/
تعليق