
حزب الله يعتبر الوجود السوري في لبنان واجبا قوميا
لبنانيون شيعة خلال مسيرة في بيروت بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين
اعتبر الأمين العام لحزب الله في لبنان حسن نصر الله أن الوجود السوري في لبنان هو "أكثر من حاجة إقليمية وداخلية للبنان". وقال في كلمة أمام أكثر من 300 ألف شيعي تجمعوا في الضاحية الجنوبية لبيروت لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين إن وجود القوات السورية في لبنان هو "واجب قومي على سوريا أن تؤديه وأن تقوم به كما فعلت في الماضي".
وقال نصر الله إنه "إذا أرادت القيادة السورية أن تخرج قواتها وجيشها من لبنان نحن كلبنانيين سنقف ونقول لهم أنتم مخطئون، أنتم تقومون بعمل ليس من مصلحة لبنان لا بالاعتبار المحلي ولا بالاعتبار الإقليمي، أنتم تتخلفون عن أداء واجب قومي وستتحملون مسؤولية هذا التخلف".
حسن نصر الله
واعتبر نصر الله أن ما يقوله هو باسم كل الذين احتشدوا في مناطق وجود الشيعة في لبنان وهم بمئات الآلاف في شرق لبنان وجنوبه وفي بيروت.
وقال نصر الله "أقول للبنانيين جميعا وللمسيحيين خصوصا نحن حريصون على عيشنا المشترك ومتمسكون به، لا أحد يريد أن يطفش أحد من هذا البلد، هذا البلد لنا جميعا وسيبقى لنا جميعا ونريد أن نعمل سويا وأن نبحث سويا عن طريق خلاصنا الوطني، ولكن تعالوا نستفد من كل تجاربنا السابقة ومن كل رهاناتنا السابقة".
وأضاف "وأقول لكم جميعا بصراحة.. كل الذين راهنوا على إسرائيل خسروا ولا يحتاج الأمر إلى استدلال، فواقع الحال والوجدان يشهد بذلك، واليوم أي رهان على أميركا وعلى الغرب هو رهان خاسر أيضا لأن هؤلاء لا يرون المنطقة إلا إسرائيل ومصالح إسرائيل".
وكانت الميليشيات المسيحية قد تحالفت مع إسرائيل في غزوها للبنان في العام 1982 بينما قاد حزب الله حرب عصابات بدعم من إيران وسوريا أدت إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان.
نصر الله بطرس صفير
من ناحية أخرى أكد مجلس المطارنة الموارنة, الذي يمثل أكبر طوائف لبنان المسيحية أن انقسام اللبنانيين حول مسألة الوجود العسكري السوري هو "غير صحيح". وأوضح بيان صدر عن المجتمعين برئاسة البطريرك نصر الله صفير "أن المناخ الطائفي المصطنع الذي يصور اللبنانيين وكأنهم منقسمون على ذواتهم، يطالب قسم منهم بعكس ما يطالب به الآخر لا يترجم حقيقة الوضع".
واعتبر البيان أنه "إذا كان الواقع غير ذلك فهو يستدعي حوارا صريحا بين جميع الفئات اللبنانية". وربط البيان تحسن المناخ الاستثماري في لبنان والوضع الاقتصادي المتأزم بتصحيح الأوضاع السياسية في إشارة غير مباشرة إلى أنه يتم عبر انسحاب القوات السورية.
وأكد المطارنة الموارنة "أن الحال لا يستقيم إلا بمعالجة الوضع السياسي بحيث يكون لبنان مسؤولا عن نفسه في جو من السيادة غير المنقوصة".
وجاء البيان إثر أول اجتماع للمجلس بعد عودة البطريرك صفير من جولة رعوية إلى الولايات المتحدة وكندا طالب في جميع محطاتها بانسحاب القوات السورية من لبنان أو بإعادة انتشارها.
بري يحذر المعارضين
نبيه بري
وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد دعا الثلاثاء إلى إنهاء الجدل حول الوجود العسكري السوري في لبنان لأنه وصل إلى "وضع خطير" وبدأ "يهدد النظام العام" مؤكدا ضرورة سحبه من التداول "لأنه ممنوع من الصرف".
وقد انتقد موقف بري كل من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يترأسه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والنائب المسيحي المعتدل نسيب لحود.
وقال بيان للحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه جنبلاط إن كلام بري "لا هدف منه سوى قمع الحريات في كل ميدان والتهويل على الناس وتهديدهم تحت مظلة الادعاء بالخوف عليهم لا بالخوف منهم كما يقول رئيس السلطة التشريعية الذي يتجاهل أن الدستور في لبنان يكفل الحريات".
ومن جهته قال لحود في تصريح بثته الإذاعات اللبنانية "إن الاختلاف بشأن الوجود العسكري السوري في لبنان يحتم فتح الحوار وليس إقفاله". وأشار إلى "أن عددا كبيرا من اللبنانيين ونحن منهم فوجئوا بما نقل عن الرئيس بري من دعوة إلى سحب هذا الموضوع من التداول".
يشار إلى أن حدة الجدل حول الوجود السوري في لبنان ارتفعت بعد انتقادات زعماء سياسيين مسلمين من أبرزهم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط لـ"تصرفات" سوريا في لبنان، خاصة تدخلها في الشؤون الداخلية عبر أجهزة الاستخبارات اللبنانية والسورية.
لكن الجانب المسيحي, الذي يعتبر أنه وافق على إنهاء هيمنته السياسية بقبوله تقاسم السلطة مناصفة مع المسلمين وفق اتفاق الطائف للوفاق الوطني (1989), يطالب بتطبيق سائر البنود وأبرزها إعادة الانتشار السوري. ولسوريا نحو 35 ألف جندي في الأراضي اللبنانية قالوا إنهم دخلوها للمساعدة على وقف الحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد على مدى 15 عاما وانتهت في العام 1990.
منقول من جريدة الوطن العربي
تعليق