بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ
ما هي تلك الشجرة؟
وما هو معنى الأكل منها؟
وما هي خصوصية أن يكون آدم وحواء ملكين أو أن يكونا من الخالدين؟
إبليس كان يعلم أن آدم وحواء يبحثان عن شيئ معين ويريدان الوصول إليه فلذلك جاء لهما بهذه الدعوة وليس غيرها،
يا آدم ويا حواء: إن أكلتما من هذه الشجرة ستصلان لهدفكما لا محالة، فإمّا أن تصبحا ملكين إن أكلتما من هذه الشجرة وهذا هو أفضل الإحتمالين، أو أن تصبحا من الخالدين، وهذا يوصلكما أيضا للهدف الذي تريدانه ولكن ليس بنفس سرعة الإحتمال الأول، ولكنكما وبكل تأكيدستحصلان على إحدى تلك الصورتين على بغيتكما حين تأكلان من هذه الشجرة
فما هي تلك الرغبة الجامحة التي كان آدم وحواء يتوقان إليها؟
آدم وحواء لم يمضيا في الجنة حتى نهار كامل قبل أن يأكلا من تلك الشجرة
فــــ
في تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان ، قال : سئل أبو عبد الله ( عليه السلام ) وأنا حاضر : كم لبث آدم وزوجته في الجنة حتى أخرجهما منها خطيئة ؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى نفخ في آدم روحه بعد زوال الشمس من يوم الجمعة ثم برء زوجته من أسفل أضلاعه ثم أسجد له ملائكته وأسكنه جنته من يومه ذلك ، فوالله ما إستقر فيها إلا ست ساعات من يومه ذلك حتى عصى الله تعالى ، فأخرجهما الله منها بعد غروب الشمس وصيرا بفناء الجنة حتى اصبحا فبدت لهما سوآتهما وناداهما ربهما : الم انهكما عن تلكما الشجرة فاستحيى آدم فخضع وقال : ربنا ظلمنا أنفسنا وإعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا ، قال الله لهما إهبطا من سمواتي إلى الارض ، فانه لا يجاورني في جنتي عاص ولا في سمواتي.انتهى
لقد زهد آدم بالجنة وهو لم يمضي بعد فيها ستة ساعات وصار يبحث عن طريقة لكي يخرج بها من الجنة أو أن يستغني بها عن جميع ما بالجنة من متع مادية، وهذه هي فحوى دعوى إبليس لآدم وحواء، كُلا من هذه الشجرة وستخرجان بهذا الأكل من هذه النعم لتدخلا في عالم الملائكة، عالم العبادة المطلقة، أو على أضعف التقادير ستستغنيان بالخلود عن الأكل والشرب والإحتياجات البدنية فتنقطعان لما تريدانه من العبادة لله
مشكلة آدم وحواء أنهما أُبتليا بما لم يُبتلى به أحد من الأنبياء أو البشر من قبلهما، آدم قبل نزوله في بدنه كان أحد تلك الأرواح المائة والأربعة والعشرون ألف روح التي التفت حول روح ونفس محمد صلى الله عليه وآله في عالم الأرواح أو عالم الذر، تطوف حوله وتسبح وتحمد الله بتسبيحه وتحميده له، وهذا المعنى نستفيده من الرواية التي بعض ما جاء فيها ما يلي:
فقطرت منه قطرات كان عددها مائة ألف وأربعة وعشرين ألف قطرة، فخلق الله تعالى من كل قطرة من نوره نبيا من الانبياء فلما تكاملت الانوار صارت تطوف حول نور محمد صلى الله عليه وآله كما تطوف الحجاج حول بيت الله الحرام، وهم يسبحون الله ويحمدونه ويقولون: سبحان من هو عالم لا يجهل، سبحان من هو عليم لا يعجل، سبحان من هو غني لا يفتقر. فناداهم الله تعالى: تعرفون من أنا ؟ فسبق نور محمد صلى الله عليه وآله قبل الانوار ونادى: أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، رب الارباب، وملك الملوك. فإذا بالنداء من قبل الحق: أنت صفيي، وأنت حبيبي، وأنت خير خلقي، امتك خير امة اخرجت للناس. ثم خلق من نور محمد صلى الله عليه وآله جوهرة وقسمها قسمين،،،، الرواية
آدم كان أحد تلك الأرواح التي اكتملت فيهم جنود العقل من بدء تكوينهم وإدراكهم لنفسهم، وفي عالم الذر وجد آدم عليه السلام كماله بالتسبيح والحمد والطواف حول روح رسول الله صلى الله عليه وآله، وعندما استُـلّت روحه الطاهرة من حول نور رسول الله في ذلك العالم ووضعت في الجسد الطيني في الجنة، أصبح حاله كمن أُخرج من الجنة وأُدخل في النار، فآدم كان في جنة القرب من نور الله وأُخرج منها وأُدخل في جنة المادة، والفرق بينهما كالفرق بين الجنة والنار،
إبليس أدرك الحالة التي أصبح عليها آدم وحواء من الشوق للقرب من النور ثانية، فقال لهما ستعودان بالأكل من هذه الشجرة للقرب ثانية من النور بان تصبحا ملكين، ولا هم ولا عمل للملائكة إلا العبادة، أو على أضعف التقادير أن تصبحا من الخالدين فتستغنيان بالخلود عن كل شيئ فلا أكل ولا شرب ولا نوم أو راحة يلهيانكما، فتتفرغا حينها للعبادة من جديد كما كنتما حين كنتما تطوفان حول نور الله، تسبحان وتحمدان وتكبران وتهللان فلا تفكران بطعام ولا بشراب
الشوق للإنقطاع لله من جديد جعلهما ينسيان ما حذرهما الله من شأن إبليس،
الشوق لله ليس أجمل منه من شوق،
الشوق لله جعل من كلمات إبليس تصبح كالمزمار الذي يأسر سامعيه فيتبعونه،
الشوق لله جعلهم يعتقدون أن ابليس هو رسول الله إليهم يدعوهم إلى الرجوع إلى الله ويرسم لهم طريق الرجوع،
الشوق لله جعلهم ينسون،
الشوق لله جعلهم ينظرون للشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها بالسماء،
الشوق جعلهم ينظرون لهذه الشجرة الطيبة نظرة الحسد،
لماذا لم نصبح نحن تلك الشجرة، لماذا اختارهم ولم يختارنا نحن، وجميعنا اكتملت بنا جنود العقل بتمامها كما اكتملت بهم،
هذه النظرة وهذا الإعتقاد وهذا التفكير هو الطريقة التي أكل فيها آدم وحواء من تلك الشجرة الفاطمية المحمدية العلوية، وجميع ابتلآت الأنبياء كانت بسبب نظرتهم بنوع من الغيرة لهذه الشجرة
ستة ساعات فقط قضاها آدم في الجنة، بها أذنب ذنب واحد، وهذا هو ذنبه الذي أذنبه فيها، نظر للشجرة نظرة فيها غيرة وحسد لها، وإنما أذنب ذنبه هذا لفرط شوقه لله وللطواف من جديد حول نوره،
هذا الشوق أذهب عزمه،
وبالتأكيد لو كانت روح غيره من الأنبياء هي من اختارها الله لتنزل في بدن آدم لكانت فقدت عزمها أيضا بسبب هذا الشوق،
ولنست بسبب الشوق،
ولأذنبت بالأكل من الشجرة بسبب الشوق،
ولو استطاع إبليس أن يوصل هذا المعنى بأقل من ستة ساعات لأي روح نزلت ببدن آدم، لما كان يوجد شك أنها كانت ستفقد عزمها وستنسى وتذنب وتأكل بأقل من ستة ساعات
ولكن إبليس استغرقته كل هذه المدة حتى وصل لآدم في الجنة وأوحى له بها بهذه المعاني وأقنعه بها
.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ
ما هي تلك الشجرة؟
وما هو معنى الأكل منها؟
وما هي خصوصية أن يكون آدم وحواء ملكين أو أن يكونا من الخالدين؟
إبليس كان يعلم أن آدم وحواء يبحثان عن شيئ معين ويريدان الوصول إليه فلذلك جاء لهما بهذه الدعوة وليس غيرها،
يا آدم ويا حواء: إن أكلتما من هذه الشجرة ستصلان لهدفكما لا محالة، فإمّا أن تصبحا ملكين إن أكلتما من هذه الشجرة وهذا هو أفضل الإحتمالين، أو أن تصبحا من الخالدين، وهذا يوصلكما أيضا للهدف الذي تريدانه ولكن ليس بنفس سرعة الإحتمال الأول، ولكنكما وبكل تأكيدستحصلان على إحدى تلك الصورتين على بغيتكما حين تأكلان من هذه الشجرة
فما هي تلك الرغبة الجامحة التي كان آدم وحواء يتوقان إليها؟
آدم وحواء لم يمضيا في الجنة حتى نهار كامل قبل أن يأكلا من تلك الشجرة
فــــ
في تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان ، قال : سئل أبو عبد الله ( عليه السلام ) وأنا حاضر : كم لبث آدم وزوجته في الجنة حتى أخرجهما منها خطيئة ؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى نفخ في آدم روحه بعد زوال الشمس من يوم الجمعة ثم برء زوجته من أسفل أضلاعه ثم أسجد له ملائكته وأسكنه جنته من يومه ذلك ، فوالله ما إستقر فيها إلا ست ساعات من يومه ذلك حتى عصى الله تعالى ، فأخرجهما الله منها بعد غروب الشمس وصيرا بفناء الجنة حتى اصبحا فبدت لهما سوآتهما وناداهما ربهما : الم انهكما عن تلكما الشجرة فاستحيى آدم فخضع وقال : ربنا ظلمنا أنفسنا وإعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا ، قال الله لهما إهبطا من سمواتي إلى الارض ، فانه لا يجاورني في جنتي عاص ولا في سمواتي.انتهى
لقد زهد آدم بالجنة وهو لم يمضي بعد فيها ستة ساعات وصار يبحث عن طريقة لكي يخرج بها من الجنة أو أن يستغني بها عن جميع ما بالجنة من متع مادية، وهذه هي فحوى دعوى إبليس لآدم وحواء، كُلا من هذه الشجرة وستخرجان بهذا الأكل من هذه النعم لتدخلا في عالم الملائكة، عالم العبادة المطلقة، أو على أضعف التقادير ستستغنيان بالخلود عن الأكل والشرب والإحتياجات البدنية فتنقطعان لما تريدانه من العبادة لله
مشكلة آدم وحواء أنهما أُبتليا بما لم يُبتلى به أحد من الأنبياء أو البشر من قبلهما، آدم قبل نزوله في بدنه كان أحد تلك الأرواح المائة والأربعة والعشرون ألف روح التي التفت حول روح ونفس محمد صلى الله عليه وآله في عالم الأرواح أو عالم الذر، تطوف حوله وتسبح وتحمد الله بتسبيحه وتحميده له، وهذا المعنى نستفيده من الرواية التي بعض ما جاء فيها ما يلي:
فقطرت منه قطرات كان عددها مائة ألف وأربعة وعشرين ألف قطرة، فخلق الله تعالى من كل قطرة من نوره نبيا من الانبياء فلما تكاملت الانوار صارت تطوف حول نور محمد صلى الله عليه وآله كما تطوف الحجاج حول بيت الله الحرام، وهم يسبحون الله ويحمدونه ويقولون: سبحان من هو عالم لا يجهل، سبحان من هو عليم لا يعجل، سبحان من هو غني لا يفتقر. فناداهم الله تعالى: تعرفون من أنا ؟ فسبق نور محمد صلى الله عليه وآله قبل الانوار ونادى: أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، رب الارباب، وملك الملوك. فإذا بالنداء من قبل الحق: أنت صفيي، وأنت حبيبي، وأنت خير خلقي، امتك خير امة اخرجت للناس. ثم خلق من نور محمد صلى الله عليه وآله جوهرة وقسمها قسمين،،،، الرواية
آدم كان أحد تلك الأرواح التي اكتملت فيهم جنود العقل من بدء تكوينهم وإدراكهم لنفسهم، وفي عالم الذر وجد آدم عليه السلام كماله بالتسبيح والحمد والطواف حول روح رسول الله صلى الله عليه وآله، وعندما استُـلّت روحه الطاهرة من حول نور رسول الله في ذلك العالم ووضعت في الجسد الطيني في الجنة، أصبح حاله كمن أُخرج من الجنة وأُدخل في النار، فآدم كان في جنة القرب من نور الله وأُخرج منها وأُدخل في جنة المادة، والفرق بينهما كالفرق بين الجنة والنار،
إبليس أدرك الحالة التي أصبح عليها آدم وحواء من الشوق للقرب من النور ثانية، فقال لهما ستعودان بالأكل من هذه الشجرة للقرب ثانية من النور بان تصبحا ملكين، ولا هم ولا عمل للملائكة إلا العبادة، أو على أضعف التقادير أن تصبحا من الخالدين فتستغنيان بالخلود عن كل شيئ فلا أكل ولا شرب ولا نوم أو راحة يلهيانكما، فتتفرغا حينها للعبادة من جديد كما كنتما حين كنتما تطوفان حول نور الله، تسبحان وتحمدان وتكبران وتهللان فلا تفكران بطعام ولا بشراب
الشوق للإنقطاع لله من جديد جعلهما ينسيان ما حذرهما الله من شأن إبليس،
الشوق لله ليس أجمل منه من شوق،
الشوق لله جعل من كلمات إبليس تصبح كالمزمار الذي يأسر سامعيه فيتبعونه،
الشوق لله جعلهم يعتقدون أن ابليس هو رسول الله إليهم يدعوهم إلى الرجوع إلى الله ويرسم لهم طريق الرجوع،
الشوق لله جعلهم ينسون،
الشوق لله جعلهم ينظرون للشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها بالسماء،
الشوق جعلهم ينظرون لهذه الشجرة الطيبة نظرة الحسد،
لماذا لم نصبح نحن تلك الشجرة، لماذا اختارهم ولم يختارنا نحن، وجميعنا اكتملت بنا جنود العقل بتمامها كما اكتملت بهم،
هذه النظرة وهذا الإعتقاد وهذا التفكير هو الطريقة التي أكل فيها آدم وحواء من تلك الشجرة الفاطمية المحمدية العلوية، وجميع ابتلآت الأنبياء كانت بسبب نظرتهم بنوع من الغيرة لهذه الشجرة
ستة ساعات فقط قضاها آدم في الجنة، بها أذنب ذنب واحد، وهذا هو ذنبه الذي أذنبه فيها، نظر للشجرة نظرة فيها غيرة وحسد لها، وإنما أذنب ذنبه هذا لفرط شوقه لله وللطواف من جديد حول نوره،
هذا الشوق أذهب عزمه،
وبالتأكيد لو كانت روح غيره من الأنبياء هي من اختارها الله لتنزل في بدن آدم لكانت فقدت عزمها أيضا بسبب هذا الشوق،
ولنست بسبب الشوق،
ولأذنبت بالأكل من الشجرة بسبب الشوق،
ولو استطاع إبليس أن يوصل هذا المعنى بأقل من ستة ساعات لأي روح نزلت ببدن آدم، لما كان يوجد شك أنها كانت ستفقد عزمها وستنسى وتذنب وتأكل بأقل من ستة ساعات
ولكن إبليس استغرقته كل هذه المدة حتى وصل لآدم في الجنة وأوحى له بها بهذه المعاني وأقنعه بها
.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
تعليق