إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ملامح التوحيد في مدرسة ابن تيمية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ملامح التوحيد في مدرسة ابن تيمية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
    كتبت سابقا بحثا وهو ملامح التوحيد عند الشيخ ابن تيمية وهنا اجمع شتاته في موضوع واحد:
    ملامح التوحيد في مدرسة الشيخ بن تيمية الحلقة الاولى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
    ان من اهم المسائل التي نختلف بها نحن اتباع اهل البيت عليهم السلام مع الفرقة الوهابية هي مسائل التوحيد ونحن سنحاول ان شاء الله في الابحاث التي ستاتي تباعا بيان معالم عقيدة التوحيد عندهمالتي هي في الحقيقة تنص تصريحا لا تلويحا على تجسيمهم للباري عزوجل واذا عرفوا بين الطوائف والمذاهب بالمجسمة .
    ويمكن بيان الاركان والمفاصل الاساسية لاتجاه التجسيم والتشبيه الذي يعتبروه توحيدا باركان اربعة:
    1-
    ان الله محدودوليس مطلق بل متناهي ومحدود.
    2-
    ان هذا المحدود والذي له حد جسم ولكن لا كالاجسام وسيتضح انه جسم يشبه الاجسام لاكن تختلف بعض خصوصياته وكيفياته ؛يعني الاختلاف في الكيفية لا في اصل الجسمية.
    3-
    هذا الجسم له صورة وشكل.
    4-
    ان صورة هذا الجسم هي صورة ادمي .
    الكلام في الركن الاول وهو انهم اثبتوا الحد لله سبحانه وتعالى:
    قبل بيان معنى الحد لابد ان نوضح ان توصيف الله بالحد لم يرد في كتاب ولا في سنة ولا يدخل في اي قسم من اقسام التوحيد عند القائلين بالحد فانهم قد قسموا التوحيد الى ثلاثة اقسام هي:
    1-
    توحيد الالوهية
    2-
    توحيد الربوبية
    3-
    توحيد الاسماء والصفات
    وممن صرحوا بذلك اي ان -صفة الحد لم ترد في كتاب ولاسنة-ولا يدخل في اي قسم من اقسام التوحيد الشيخ ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ج3ص42فيقول[ان هذا الكلام الذي ذكره المستشكل انما يتوجه لو قالوا ان له صفة هي الحد كما توهمه وهذا لم يقله احد ولا يقوله عاقل فان هذا الكلام لاحقيقة لهاذ ليس في الصفات صفة يقال له الحد].
    معنى الحد:
    الحد لغة هو ان الشئ له نهاية؛وهذا المعنى وارد في كتاب النهاية في غريب الحديث والاثر ص193 ؛مادة حددلابن الاثير محمد بن الجزري يقول [ومنه الحديث في وصف القران لكل حرف حد اي نهاية ومنتهى كل شئ حده]هذا اولا؛ا
    :
    لثاني :ما ورد في معجم المقاييس في اللغة مادة حد لابن فارس ابو زكريا يقول.[الحاء والدال اصلان الاول المنع والثاني طرف الشئ].
    الثالث:ما ورد في تاج العروس ج8 ص6 للزبيري يقول[والحد منتهى الشئ ]وفي ص8[وحد كل شئ منتهاه لانه يرده ويمنعه عن التمادي ]اي الامتداد.
    واما اصطلاحا
    1-
    فقد بينه الشيخ ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ج1 ص287 يقول:[واما وصفه بالحد والنهلية ]ففسر الحد بالنهاية اي منتهى الشئ.
    2-
    وكذا ما ذكره الزاغوني في الايضاح في اصول الدين ص325 تحقيق عصام السيد محمود يقول:[وهذا بعينه الحد والنهاية]وفي عبارة اخرى يقول [واضافة الحد والغاية والنهاية اليه تعالى ]وفي عبارة اخرى يقول :[وهذا بعينه يعطي الحد والنهاية لما ينتهي اليه].
    3-
    وكذا ما ذكره صاحب حاشية بيان تلبيس الجهمية في تعليقته على عبارة بن تيمية المتقدمة في ج1 ص287 عندما قال:[واما وصفه بالحد والنهاية]يقول المحقق يحيى بن محمد الهنيدي في الحاشية [حد الشئ منتهى الشئ].-
    الاقوال في المسالة:
    1-
    وهو القول الذي يعتقد باصرار بان لله حد ولو لم يكن له حد لم يكن موجودا وهو قول الشيخ بن تيمية ومجموعة من السلفية .
    2-
    وهو القول الذي يعتقد باصرار ايضا بان الله ليس له حد وينفي كل لوازم المحدودية وهو قول جمهور المسلمين بمختلف مذاهبهم.
    3-
    وهو قول بالتوقف فلا نقول بان لله حد او ليس له حد .
    وممن ذكر الاقوال السابقة في المسالة:
    1-
    الشيخ بن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ج1ص287 بتحقيق الدكتور يحيى بن محمد الهنيدي قال:[واما وصفه بالحد والنهاية الذي تقول انت معنى الجسم فهم فيه كسائر اهل الاثبات على ثلاثة اقوال منهم من يثبت ذلك كمكا هو المنقول عن السلف والائمة ومنهم من نفى ذلك ومنهم من لا يتعرض بنفي ولا اثبات.]
    2-
    وممن ذكر الاقوال والتزم بالقول الثالث وهو التوقف الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرح العقيدة السفارينية ؛سلسلة مؤلفات فضيلة الشيخ رقم 17 ص237 طبع باشراف مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية ؛المدار الوطني للنشر يقول:[ولذلك اختلف كلام من تكلم به من السلف فيه هل الله يحد او لا يحد فمنهم من انكر الحد وقال انه لا يجوز ان نقول ان الله محدود بل يستحيل ان نقول ان الله محدود ومنهم من قال يجب ان نقول ان الله محدود وان له حدا ولكن يجب ان نعلم ان الخلاف يكون لفظيا فالواجب السكوت عن ذلك فلا يقال انه يحد ولا انه لا يحد وليس هناك ضرورة ان نقول انه يحد او لا يحد.]
    3-
    ايضا ممن ذكر الاقوال من المعاصرين الزاغوني في الايضاح في اصول الدين ص325 دراسة وتحقيق عصام السيد محمود يقول :[اختلف المتكلمون في نسبة الحد لله تعالى فنفاه الاشاعرة والمعتزلة وغيرهم ممن نفوا علو الله تعالى واستوائه على العرش وائمة السلف على اثباته وهو قول احمد واسحاق بن ابراهيم والدارمي وابن المبارك وغيرهم.]
    في ان مسالة الحد لم ترد في كتاب ولا سنة وان ابن المبارك هو اول قائل بها:
    ذكرنا سابقا كلاما لبن تيمية يذكر فيه لان مسالة الحد لم ترد في كتاب ولا سنة وهنا نؤكد هذا المعنى نؤكد انها ليست مسالة اصيلة من مسائل العقيدة بل ان الصحابة وغيرهم من العلماء لم يذكرها وان اول من ذكرها هو ابن المبارك:
    1-
    فقد ذكر الدشتي في كتابه {اثبات الحد لله وانه قاعد وجالس على عرشه ص31}قال:[وساذكر في هذا المبحث بعض من وقفت على تصريحه باثبات الحد لله تعالى واولهم عبد الله بن المبارك المتوفي سنة 181ه].
    اذن قبل عبد الله بن المبارك لم تذكر هذه المسالة لا في كلام الصحابة ولا في كلام العلماء وان كنا نخالفه في هذا فنحن نعتقد بان امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام صرح كثيرا بنفي الحد عن الله تعالى وسنذكر ذلك لاحقا:
    2-
    ومن العلماء المعاصرين الذين صرحوا بان هذه المسالة لم تذكر لا في الكتاب والا في السنة الشيخ صالح العثيمين في كتابه شرح العقيدة السفاريتية ص236 يقول:[وكلمة الحد من الالفاظ التي لم ترد في الكتاب ولا في السنة فليس في الكتاب ان الله يحد ولا انه لا يحد ولا في السنة ان الله يحد ولا انه لا يحد].
    3-
    ومن اؤلائك الذين صرحوا بهذه المسالة ما ورد في كتاب [رد الامام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد ص23 في الحاشية تحقيق محمد الفقي يقول :[كلمة الحد لم ترد في الكتاب ولا في السنة ونحن لا ننسب الى الله صفة ولا لفظ الا ما ورد نصا عن الله ورسوله مع انا لا نقول بها بالرائ].
    وهنا سؤال:اذا كانت مسالة الحد لم ترد في كتاب ولا في سنة ولم ترد في كلمات كبار الصحابة بل في اعتقادنا ورد ما ينفيها في كلمات امير المؤمنين عليه السلام فلماذا هذا الاصرار من اصحاب هذا الاتجاه وهذه الضرورة ان الله له حد وانهم رتبوا عليه نمتائج خطيرة جدا وصلت الى مرحلة التكفير للقائل بعدم الحد كما اشار الى ذلك الامام الدارمي في رده على بشر المريسي ص24:قال:[فهذا كله وما اشبهه شواهد ودلائل على الحد ومن لم يعترف به فقد كفر بتنزيل الله وجحد ايات الله سبحانه وتعالى].
    كذلك ما اشار اليه الدشتي في كتابه اثبات الحد لله ص1221 :[ومن خالف شيئا من هذه المذاهب فهو مخالف مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق].
    ملاحظة :بناء على ما توصل اليه الدارمي والدشتي يكون اغلب المسلمين كفارا بل حتى بن عثيمين يكون كافرا لانه توقف في المسالة كما تقدم.
    وللكلام بقية في الحلقات القادمة ان شاء الله تعالى.
    ملامح التوحيد في مدرسة الشيخ بن تيمية -الحلقة الثانية
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
    في ذكر القائلين بالحد:
    صرح مجموعة من علماء الخط السلفي بان لله حد وهذه مجموعة من اقوالهم:
    النص الاول :مسائل الامام احمد بن محمد بن حنبل واسحاق بن راهويه ص359:روايةحرب بن اسماعيل والكرماني اعتنى باخراجه ناصر بن سعود بن عبد الله السلامة ؛مكتبة الراشد قال:[خلق الله سبع سموات بعضها فوق بعض وسبع ارضين بعضها اسفل من بعض وبين الارض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام والماء فوق السماء السابعة وعرش الرحمن فوق الماء والله تبارك وتعالى على العرش والكرسي موضع قدميه فان احتج مبتدع او مخالف او زنديق ونحن اقرب اليه من حبل الوريد {وهو معكم اينما كنتم }{ما يكون من نجوى ثلاثة الا وهو رابعهم }ونحو ذلك من متشابه القرانفقل انما يعني بذلك العلم لان الله تبارك وتعالى على العرش ----------وهو بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان ولله عرش وللعرش حملة يحملونه وله حد].
    النص الثاني :ما ورد في كتاب الرد على الجهمية ص98 للامام ابي سعيد الدارمي المتوفي سنة 280ه قال:[لان الكلمة قد اتفقت من الخلق كلهم ان الشئ لا يكون الا بحد وصفه وان لا شئ ليس له حد ولا صفة ------قال ابو سعيد والحجة لقول ابن المبارك قول الله تبارك وتعالى {وترى الملائكة حافين من حول العرش }فلماذا يحفون من حول العرش الا لان الله عز وجل فوقه والا كان في كل مكان لحفوا بالامكنه كلها لا بالعرش دونها ففي هذا بيان بين للحد .]
    النص الثالث:ما ورد في كتاب الابانة عن شريعة الفرقة الناجية ص161ج3 للعكبري الحنبلي المتوفي 387ه قال:[قال حرب قلت لاسحاق بن راهوية العرش بحد؟قال نعم وذكر عن ابن المبارك قال هو على عرشه بائن من خلقه بحد].
    النص الرابع:ما ورد في كتاب السنة ج1 ص176 للامام ابي عبد الرحمن عبد الله بن امام اهل السنة احمد بن حنبل المتوفي 290ه تحقيق ورواية الدكتور محمد بن سعيد القحطاني قال:[سمعت عبد الله –اي بن المبارك-يقول نعرف ربنا فوق سبع سموات على العرش بائن من خلقه بحد].
    النص الخامس:ما ورد في كتاب درء تعارض العقل والنقل او موافقة صحيح المعقول لصريح المنقول ج1ص386 لابن تيمية قال:[قلت لاحمد بن حنبل يحكى عن بن المبارك وقيل له كيف نعرف ربنا قال في السمواء السابعة على عرشه بحد فقال احمد هكذا هو عندنا].
    النص السادس:ما ورد في كتاب اثبات الحد لله عز وجل وبانه قاعد وجالس على عرشه ص31-36 للدشتي قال:المبحث الخامس من صرح من اهل العلم باثبات الحد لله :عبد الله بن المبارك؛ الحميري بن عبد اللعه بن الزبير؛سعيد بن منصور ؛احمد بن حنبل ؛اسحاق بن راهويه؛حرب بن اسماعيل الكرماني ؛الاثرم احمد بن محمد بن هانئ ؛عثمان بن سعيد الدارمي ؛عبد الله بن احمد بن حنبل :ابو عبد الله بن بطة العكبري ؛يحيى بن عمار السجستاني ؛ابو القاسم بن منده؛ ابو اسماعيل الانصاري الهروي صاحب كتاب الاربعين في التوحيد ؛ابو الحسن الجزري ؛القاضي ابو يعلى ؛ابو العلاء الهمداني صاحب الرد على التاويلات ؛ابو القاسم التيمي ابن الزاغوني؛الدشتي؛شيخ الاسلام بن تيمية ؛ابن القيم بن ابي الضر الحنفي ؛يوسف بن عبد الهادي.
    النص السابع:ابن تيمية في تلبيس الجهمية ج3 ص737 قال:[واما ما ذكره القاضي ابو يعلى الفراء- من اثبات الحد لله من ناحية العرش فقط فهذا قد اختلف فيه كلامه وهو قول طائفة من اهل السنة والجمهور على خلافه وهو الصواب]
    فالشيخ بن تيمية لا يرتضي ان الله سبحانه وتعالى محدود من جهة واحدة وهي جهة العرش فقط بل يدعي انه محدود من الجهات الست جميعا.
    في بيان لوازم القول بالحد
    ان القول بان لله حد يلزمة مجموعة من اللوازم لعل اهمها ضرورة القول بان لله حيز وجهة وباقي لوازم الجسمية وهذا ما قام به الشيخ بن تيمية فهو بعد ان اثبت الحد لله تعالى الله عنه علوا كبيرا صار يثبت بقية لوازمه فقال انه اذا كان محدودا من الجهات السته فلابد ان يكون له حيز اي حجم ويجب ان يكون في جهه وان له مكان وهي الجنة وانه مستوي على عرشه والاستواء بمعنى الاستقرار الى ان ينتهي الى التصريح بالتجسيم والحقيقة ان هذا الموقف ليس مقصورا على الشيخ بن تيمية بل هناك العديد من مسلكه وهم ما يحبون ان يسموا انفسهم السلف الصالح وفي الحقيقة هم الحشوية المجسمة وامتدادهم ولك عزيزي القارئ بعض نصوصهم الدالة صراحة على ما نقول:
    اما بيان قول الشيخ بن تيمية بالتحيز فقد ذكر ذلك في كتاب بيان تلبيس الجهمية ج3 ص796 قال:[اتعني بالحيز ماهو من لوازم المتحيز وهي نهايته وحده الداخل في مسماه ----الى ان قال في ص797 فيقال له بل يجب في سائر الذوات المتحيزة ان يكون لكل منها تحيز يخصه وهو قدره ونهايته التي تحيط به ويلزمه الحيز الذي هو تقدير المكان ولا نسلم انه ممتنع والقدر والحيز الداخل في مسمى المتحيز الذي هو من لوازمه ابلغ من صفاته الذاتية فان كل موجود متحيز والله موجود فهو متحيز].
    معنى التحيز :وان كان واضحا من العبارة السابقة لاكن هناك عبارة اوضح للشيخ بن تيمية توضح مراده منها فقال في بيان تلبيس الجهمية ج3ص15:[التحيز هو الحصول في الحيز والحيز عند المتكلمين هو الفراغ المتوهم الذي يشغله شئ ممتد كالجسم].
    اذن الحيز هو مكان وضرف الاجسام والله متحيز فهو في مكان وضرف الاجسام فماذا يكون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    اما ما قاله في خصوص الجهه والمراد منها وجوده في الاعلى او في اليمين او الشمال وهكذا فقال في بيان تلبيس الجهمية ج3ص14 [الجهه في الاصل هي الجانب والناصية والموضع الذي تتوجه اليه وتقصده والجهه والحيز متلازمان في الوجود لان كلا منهما مقصد للمتحرك الايني والمراد من الاين ما يسأل به عن المكان]اذن اذا اثبتنا الحيز لله يثبت الجهه لانهما متلازمان في الوجود .
    وقال في بيان تلبيس الجهمية ج3 ص20-21[واحتج بن منده على اثبات الجهه بانه لما نطق القران بان الله تعالى على العرش وانه في السماء-------الخ]
    اذن بن مندة ايضا من القائلين بالجهة فيكون من القائلين بالتحيز لانهما متلازمان.
    وقال الشيخ البراك في شرح ارسالة التدمرية لابن تيمية شرح فضيلة الشيخ عبد ارحمن بن ناصر البراك اعداد سليمان بن صالح الغضصن ص207[وكذلك يقال لمن قال ان الله في جهه اتريد بذلك ان الله فوق العالم او تريد به ان الله داخل في شئ من الخلوقات فان اردت الاول فهو حق].
    وهذا ما اكده الشيخ العثيمين في مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ج1 فتاوى العقيدة ص130[واما قولهم ان الله تعالى عن الجهات الست خال فهذا القول على عمومه باطل لانه يقتضي ابطال ما اثبته الله تعالى لنفسه واثبته له اعلم خلقه به واشدهم تعظيما له وهو رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من انه تعالى في السماء التي هي في جهة العلو بل ان ذلك يقتضي وصف الله تعالى بالعدم لان الجهات الست هي الفوق والتحت واليمين والشمال والخلف والامام وما من شئ موجود الا تتعلق به نسبة احدى هذه الجهات وهذا امر معلوم ببداهة العقول فاذا نفيت هذه الجهات عن الله لزم ان يكون معدوما].
    سؤال:ذكرنا سابقا ان الشيخ العثيمين قد توقف في اثبات الحد لله لاكننا نجده هنا قد صرح بكل وضوح ومن دون لبس ان الله في جهة ومكان دون باقي الجهات وهي العلو طبعا فلنا ان نسأل كيف يكون في جهة دون غيرها ولا يكون محدودا؟؟فهو اذا كان في جهة العلو فهو غير موجود في التحت وعليه يكون متناهي من جهة التحت!!!!!!!!
    بعد ان ثبت من خلال الابحاث السابقة ان الشيخ بن تيمية من المؤسيسين الكبار لنظرية اثبات الحد لله سبحانه وتعالى وان الله تعالى محدود من الجهات الست وان هذة النظرية لم تتوقف عند الشيخ بن تيمية وانا استمرت الى زماننا الفعلي حيث تبناها امثال الشيخ محمد بن عبد الوهاب وثيتت هذه النظرية عند اتباعه ومقلديه وكذلك اتضح لنا ان هناك تلازما عقليا بين المحدودية والتحيز والجهه وهنا ك اثار اخرى للقول بالحد سنذكرها في الحلقة اللاحقة ان شاء الله تعالى.
    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين.


  • #2
    ملامح التوحيد في مدرسة الشيخ بن تيمية الحلقةالثالثة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
    الاثار المترتبة على القول بالحد:
    اولا:ان هناك تلازما عقليا بين المحدودية والمعدودية يعني اذا كان الشئ محدودا فلابد ان يكون معدودا فيمكن عده وحسابه .
    مقدمة:من التقسيمات التي يذكرونها للوحدة تقسيمها للوحدة الحقة والوحدة العددية وميزة الوحدة العددية هي ما يتصف بها الشئ المتناهي بخلاف الوحدة الحقة فانها وصف للواحد غير المتناهي وبما ان الشيخ بن تيمية قد اثبت ان الله محدود فتكون وحدته عددية.

    فاذا ثبت ان وحدة الله عددية كما يدعية الشيخ بن تيمية واتباعه فسوف تترتب مجموعة من الاثار منها:
    1-
    ان الواحد بالوحدة العددية وحدته مغلوبة مقهورة فاذا جاء الثاني انتهى الاول .
    2-
    ان الواحد بالوحدة العددية اذا كان اولا فلا يمكن ان يكون اخرا واذا كان اخرا فلا يمكن ان يكون اولا فنحن اذا لاحظنا خطا مستقيما فنجد ان السانتيمتر الاول منه لايمكن ان يكون هو السانتيمتر الاخير ولا الاخير يكون اولا .
    3-
    ان الواحد بالوحدة العددية اذا كان ظاهرا لا يمكن ان يكون باطنا لانه محدود فالظاهر حده الظاهر فلا يمكن ان يكون باطنا وكذا الباطن لان حده البطون فلا يمكن ان يكون ظاهرا ومثاله الواضح الانسان فان له بعدان بعد ظاهر وهو جسمه وبدنه وبعد باطن وهو روحه فنجد ان الجسم حده الظهور ولا يمكن ان يكون باطنا ولا الروح يمكن ان تكون ظاهره لان حدها البطون .
    4-
    ان من اهم خصائص الواحد بالوحدة العددية امكان حصول الثاني فمثلا هذا الكتاب واحد بالوحدة العددية فان وجوده ووحدته لا يمنعان من وجود كتاب ثان فيمكن ان يكون له شريك فالاول لا يستطيع ان يمنع الثاني.
    اذا اتضحت هذه اللوازم والاثار للوحدة العددية المترتبه على اثباات الحد فلنأتي ونرى النصوص الموجوده بايدينا وهي القران والروايات الصادرة عن اهل البيت عليهم السلام وخصوصا الامام امير المؤمنين عليه السلام لنرى هل ان هذه النصوص توافق على الوحدة العددية؟
    1-
    فاذا جأنا الى امام التوحيد بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الامام امير المؤمنين عليه السلام نجده يقول في نهج البلاغة ص102 الخطبة 65 [كل مسمى بالوحده غيره قليل ]يعني الا هو سبحانه فهو ليس قليل فالامام عليه السلام لا يريد ان يقول ان الله ليس بواحد لاكنه قال كل واحد غير الله فهو قليل اي ان كل واحد غير الله فهو محدود {قليل}ما عدا الله فهو ليس بمحدود لانه غير متناهي.فالواحد العددي قليل لانه اقل من الاثنين اي انه داخل في باب الاعداد والله سبحانه وتعاى لا يدخل في باب الاعداد لان هذه الوحدة من صفات المخلوقين والله تبارك وتعالى لا يتصف بصفات المخلوقين.
    2-
    ذكرنا سابقا ان الوحدة العددية تتصف بالمقهورية ونجد ان القرانم الكريم ينفي هذه الوحدة المقهوره عنه تعالى فيقول في سورة الرعد اية 16 [قل من رب السموات والارض قل الله قل افتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الاعمى والبصير ام هل تستوي الضلمات والنور ام جعلوا لله شركاء خاقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار]
    فاذا كانت وحدته عددية فتكون مقهورة للحد بينما نجد القران صريحا يوصف وحدة الله بالقاهرية وكذا ما ورد في سورة يوسف عليه السلام اية 31[يا صاحبي السجن اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار].
    وكذا ما ورد في سورة الزمر اية 4[لو اراد الله ان يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار].
    3-
    وكذلك ذكرنا ان من خصائص الواحد بالوحدة العددية انه اذا كان اولا لا يكون اخرا ولا بالعكس ولكننا نجد القران يصرح بانه تعالى[هو الاول والاخر والظاهر والباطن].
    وايضا ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قال :[التوحيد ظاهره في باطنه وباطنه في ظاهره ؛ظاهره موصوف لا يرى وباطنه موجود لا يخفى يطلب بكل مكان ولم يخلو عنه مكان طرفة عين حاضر غير محدود وغائب غير مفقود]الميزان ج6 ذيل الاية 68 من سورة المائدة ص13.
    ثانيا:ان القول بالمحدودية جر القوم للقول بان الله في جهة وهي العلو وانه مستقر على العرش وفسروا قوله تعالى {الرحمن على العرش استوى}بانه تعالى مستقر وجالس وقاعد عليه .
    ولنذكر اولا الاقوال في معنى الاستواء على العرش:
    1-
    الاستواء بمعنى العلو فاستوى على العرش اي علا عليه.
    2-
    الاستواء بمعنى الارتفاع.
    3-
    الاستواء بمعنى الصعود.
    4-
    الاستواء بمعنى الاستقرار.
    واختار اصحاب نظرية الحد القول الرابع وهو الاستقرار وقبل ذكر النصوص نبين ما هو معنى الاستقرار لغة قال في النهاية في غريب الحديث والاثر –مادة قرر لابن الاثير الجزري قال:[افضل الايام يوم النحر ثم يوم القر والغد من يوم النحر وهو حادي عشر من ذي الحجة لان الناس يقرون فيه بمنى اي يسكنون ويقيمون]
    اذن معنى الاستقرار هو السكون والاقامة في قبال الحركة ثم قال[ومنه حديث بن مسعود قار الصلاة اي اسكنوا فيها ولا تتحركوا].
    واما الاقوال فهي:
    1-
    قال بن تيمية في كتاب مجموعة الفتاوي ج3 ص309[وقال اهل السنة في قوله {الرحمن على العرش استوى}الاستواء من الله على عرشه المجيد على الحقيقة لا على المجاز واستدلوا بقول الله {فاذا استويت انت ومن معك على الفلك}وبقوله{لتستووا على ظهوره}وبقوله {واستوت على الجودي}وقال عبد الله بن المبارك ومن تابعه من اهل العلم وهم كثير ان معنى استوى على العرش استقر].
    ملاحظة:لكننا نجد ان الشيخ الالباني يخالف شيخه بن تيميه في هذا بل نجده يدعي بان بن تيمية لم يقل ذلك فقال في كتاب مختصر العلو للعلي العظيم ص40 تاليف الحافظ شمس الدين الذهبي تحقيق ناصر الدين الالباني اشرف عليه زهير الشاويش في رده على الامام محمد ابي زهرة عندما نسب القول بالاستقرار للشيخ بن تيمية يقول:[فاين رايت بن تيمية يقول بالاستقرار على العرش علما بانه امر زائد على العلو وهو مما لم يرد به الشرع].
    وفي كتاب سلسلة الاحاديث الضعيفة والموضوعة واثرها السئ في الامة ج11 ص506[مقتضى راي السلف ان نحذف الاستقرار من العلو فهلا قلتم كما قال السلف استوى استعلى ثم جردتم الاستعلاء من كل ما لا يليق بالله تعالى كالمكان والاستقرار ونحو ذلك ولا سيما وذلك غير لازم من الاستعلاء حتى في المخلوق فالسماء فوق الارض ومستعلية عليها ومع ذلك هي غير مستقرة عليها ولا هي بحاجة اليها فالله تعالى اولى بان لا يلزم من استعلائه على المخلوقات كلها استقراره عليها او حاجته تعالى اليها].
    ولنا ان نسل ما وجه مخالفة الالباني لشيخه بن تيمية؟
    الجواب:للزوم الاستقرار عدم النزول وقد ثبت نزوله عند الشيخ الالباني ليلة الجمعة الى السماء الدنيا.
    ثم بعد ان اثبت الشيخ بن تيمية بانه تعالى مستقر على عرشه لم يكتف بذلك بل اصر على بيان كيفية استقراره تعالى فذكر انه تعالى جالس وقاعد على العرش ففرق بين الاستقرار والجلوس والقعود فمثلا انت تعلم بان فلان مستقر وموجود في البيت لكن لا تعلم كيفية وجوده هل هو قائم او قاعد او نائم فاذاً الجلوس والقعود هما كيفية استوائه تعالى على العرش يقول الدشتي في اثبات الحد لله وبانه جالس وقاعد على عرشه ص63 [ومن معاني الاستواء الجلوس والقعود ]. ويقول الشيخ بن تيمية في كتاب شرح حديث النزول ص400تحقيق وتعليق محمد بن عبد الرحمن الخميس يقول:[واذا كان قعود الميت في قبره ليس هو مثل قعود البدن فما جائت به الاثار عن النبي صلى الله عليه وسلم من لفظ القعود والجلوس في حق الله تعالى كحيث جعفر بن ابي طالب وحديث عمر بن الخطاب وغيرهما اولى ان لا يماثل صفات اجسام العباد].
    وكذلك يقول الشيخ البراك في شرح الرسالة التدمرية ص238 لابن تيمية شرحها فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك [وقد فسر الاستواء عند السلف بالعلو والارتفاع والاستقرار والصعود اما لفظ القعود فلم يذكر في الاثار المروية في تفسير الاستواء واما لفظ الجلوس فقد ورد في بعض الاثار وربما اطلق بعض الائمة هذا اللفظ ايضا وسياق كلام الشيخ يشعر بان الاستواء يتضمن القعود ولكن الاولى التوقف في اطلاق هذا اللفظ الا ان يثبت].
    ومن الروايات التي اثبتوا فيها لفظ القعود ما ذكره صاحب كتاب اثبات الحد لله ص149[عن عمر قالاتت امرأة النبي فقالت ادعو الله ان يدخلني الجنة فعظم الرب وقال ان كرسيه

    فوق السموات والارض وانه يقعد عليه فما يفضل منه مقدار اربع اصابع ثم قال باصابعه يجمعها وان له اطيطا كاطيط الرحل الجديد اذا ركب.ثم قال هذا حديث صحيح رواته على شرط البخاري ومسلم.
    وايضا روى هذه الرواية الذهبي في كتابه العرش ج2 ص 116 دراسة وتحقيق الدكتور محمد بن خليفة التميمي.
    ملامح التوحيد في مدرسة الشيخ بن تيمية الحلقة الرابعة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
    مازال الكلام اخواني في بيان الاثار المترتبة على القول بالحد وقد ذكرنا سابقا بان القول بالحد يلزمه القول بالجهة وان الله تعالى موجود في جهة دون غيرها ويلزمه ايضا القول بان هذه الجهة هي العلو وانه مستقر على عرشه وبينا كيفية استقراره على العرش وبانه جالس او قاعد اذن لازم الحد هو الجهه ولازم الجهه وجوده في مكان وهو العرش وانه قاعد عليه ولم يكتفوا باثبات هذه اللوازم له تعالى التي هي لوازم الجسم في الحقيقة كما سنبين ذلك لاحقا بل اثبتوا له الثقل والعياذ بالله وهذا هو اللازم الثالث الذي سنتكلم عنه في هذه الحلقة:
    ثالثا :ان لله ثقل:
    1-
    فيقول الدشتي في اثبات الحد لله ص162 [ان الرحمن عز وجل سبحانه ليثقل على حملة العرش من اول النهار اذا قام المشركون حتى اذا قام المسبحون خفف عن حملة العرش]
    2-
    ايضا في اثبات الحد لله ص164 قدم له وعلق عليه ابو معاذ مسلط بن بندر العتيبي وعادل بن عبد الله ال حمدان يقول المعلق والمحقق :[قلت اذا كان مراده انكار ما دل عليه هذا الاثر من نسبة الثقل لله تعالى فهو كلام مردودمخالف لماعليه السلف الصالح -----الى ان يقول :واما ما دل عليه هذا الاثر من نسبة الثقل لله تعالى فقد شهدت به النصوص وتواردت عليه كلمات السلف واهل العلم من غير نكير من ذلك ومنهم بن تيمية في بيان تلبيس الجهمية].
    3-
    قال الشيخ بن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ج3ص266-268[اتى رجل كعبا وهو في نفر فقال يا ابا اسحاق حدثني عن الجبار فأعظم القوم قوله فقال كعب دعو الرجل فان كان جاهلا تعلم وان كان عالما ازداد علما ثم قال كعب :اخبر كان الله خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن ثم جعل ما بين كل سمائين كما بين السماء الدنيا والارض وكثفهن مثل ذلك وجعل ما بين كل ارضين كما في السماء الدنيا والارض-----ثم رفع العرش فاستوى عليه فما في السموات سماء الا لها اطيط كاطيط الرحل العلاني اول ما يرتحل من ثقل الجبار فوقهن وهذا الاثر وان كان رواية كعب فيحتمل ان يكون من علوم اهل الكتاب ويحتمل ان يكون مما تلقاه عن الصحابة ورواية اهل الكتاب التي ليس عندنا شاهد هو لا يدفعها ولا يصدقها ولا يكذبها فهؤلاء الائمة المذكورة في الاسناد هم من اجل الائمة وقد حدثوا به هم وغيرهم ولم ينكروا ما فيه من قوله من ثقل الجبار فوقهن فلو كان هذا القول منكرا في دين الاسلام عندهم لم يحثوا به على هذا الوجه].
    اقول :من الواضح جدا قبول الشيخ بن تيمية لقول كعب الاحبار بان الله يتصف بالثقل.
    واذا علمنا ما تقدم من ثبوت الجهة والاستقرار والثقل التي هي لوازم الجسم يتضح قولهم بالجسمية وهنا ندخل في الركن الثاني من اركان مدرسة الشيخ بن تيمية في التوحيد:
    وقد انتبه بعض علماهم الى هذا التلازم بين القول بما سبق والجسمية:
    1-
    فقال الشيخمحمد بن صالح العثيمين في كتاب شرح العقيدة الواسطية ص144 اعداد فهد بن ناصر ابراهيم السلمان [قولكم اثبات الجهه يستلزم التجسيم نحن نناقشكم في كلمة الجسم وماهية الجسم التي تنفرون الناس عن اثبات صفات الله من اجله اتريدون بالجسم الشئ المكون من اشياء مفتقرة بعضها الى بعض لا يمكن ان يقوم الا باجتماع هذه الاجزاء فان اردتم هذا فنحن لا نقره ونقول ان الله ليس جسم بهذا المعنى ومن قال ان اثبات علوه يستلزم هذا الجسم فقوله مجرد دعوى ويكفينا ان نقول لا قبول اما اذا ارتم بالجسم الذات القائمة فنحن نقبل بذلك].
    وقال في ص385[واما ادلة نفاة الرؤية العقلية فقالوا لو كان الله يُرى لزم ان يكون جسما والجسم ممتنع عن الله تعالى لانه يستلزم التشبيه والتمثيل والرد عليهم انه ان كان يلزم من رؤية الله تعالى ان يكون جسما فليكن ذلك]
    2-
    قال بن القيم الجوزية في العقيدة النونية المسماة الكافية الشافية في الانصتر للفرقة الناجية ةشرح محمد خليل هراس [ان استوائه تعالى على العرش ليس كاستواء المخلوق على المخلوق فلا يلزمه ما يلزمها على ان ما ذكروه من اللوازم ليس كله فاسداً كالحد والتحيز والصورة والاشارة الحسية]
    ملاحظة قوله يقبل الاشارة الحسية دليل واضح على الجسمية لان الجسم وحده يقبل الاشارة الحسية.
    4-
    بيان تلبيس الجهمية ج3ص44 لابن تيمية[فنفبتم عن الله تعالى اشياء لم ينطق بها كتاب ولا سنة ولا امام من ائمة المسلمين بل والعقل لا يقضي بذلك عند التحقيق وقلتم ان العقل نفاها فخالفتم الشريعة بالبدعة وخالفتم العقول الصريحة وقلتم ليس هو بجسم ولا جوهر ]
    ملاحظة :يقول محقق الكتاب وهو الدكتور احمد معاذ حقي في ص15 من الكتاب يعرف الجسم [ الجسم هو كل جوهر مادي قابل للابعاد الثلاثةوهي الطول والعرض والعمق ويتميز بالثقل والامتداد ]كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي والتعريف للجرجاني.
    5-
    الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ج3ص934 لابن القيم الجوزية قال:[فهذا توحيدهم وهذا ايمانهم بالرسل ويقولوون نحن ننزهه عن الاعراض وعن الابعاض وعن الحدود والجهات وحلول الحوادث وسيسمع الغر المخدوع هذه الالفاظ فيتوهم منها انهم ينزهون الله عما يفهم من معانيها عند الاطلاق من العيوب والنقائص والحاجة فلا يشك انهم يمجدونه ويعظمونه ويكشف الناقد البصير ان هؤلاء تحت كلامهم الالحاد وتكذيب الرسل وتعطيل الرب تعالى عما يستحق من كماله فتنزيهه عن الاعراض جحد صفاته كسمعه وبصره وحياته].
    ومن اقوالهم الصريحة بالجسمية والتشبيه:
    1-
    منهاج السنة ج1ص428 لابن تيمية تحقيق محمد رشاد سالم :[وقد يراد بالجسم ما يشار اليه او ما يُرى او ما تقوم به الصفات والله تعالى يُرى في الاخره وتقوم به الصفات ويشير اليه الناس عند الدعاء بايديهم فان اراد القائل انه ليس بجسم بهذا المعنى قيل له هذا المعنى الذي قصدت نفيه بهذا اللفظ معنى ثابت بصحيح المنقول وانت لم تقم دليلا على نفي هذا المعنى من الجسم].
    2-
    شرح حديث النزول ص237 لابن تيمية تحقيق وتعليق محمد بن عبد الرحمن الخميس دار العاصمة للنشر والتوزيع الطبعة الثانية 1418ه المملكة العربية السعودية[فمن قال ان الله جسم واراد بالجسم هذا المركب فهو مخطأومن قصد نفي هذا التركيب من الله فقد اصاب في نفيه].
    3-
    بيان تلبيس الجهمية في تاسيس بدعهم الكلامية ج1ص372[ان لفظ الجسم والعرض والمتحيز ونحو ذلك الفاظ اصطلاحية وقد قدمنا غير مرة ان السلف والائمة لم يتكلموا في ذلك في حق الله لابنفي ولا باثبات بل بدعوا اهل الكلام بذلك وذموهم غاية الذم ولم يذم احد من السلف بانه مجسم ولا ذموا المجسمة وانما ذموا النفاة لذلك] وفي ص373 يقول: [وقالوا ايضا-اي بعض العلماء-ان اليد والوجه لا تكون الا جسما فيد الله وجهه كذلك والموصوف بهذه الصفات لا يكون الا جسما؟اي محذور في ذلك وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول احد من السلف والامة وائمتها انه ليس بجسم وان صفاته ليست احساما فنفي المعاني الثابته بالشرع والعقل بنفي الفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل جهل وضلال ]اقول:ان بن تيمية يقول ان هذه المعاني ثابته شرعا وعقلا وان كانت الفاظها لم تثبت شرعا.
    4-
    بيان تلبيس الجهمية ج1ص351[وان اردت انهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد وذلك يقتضي التجزئه والتبعيض او انهم وصفوه بما يقتضي ان يكون جسما والجسم متبعض ومتجزئ وان لم يقولوا هو جسم فيقال لهم لا اختصاص للحنابلة بذلك بل هو مذهب جماهير الاسلام وسائر اهل الملل وسلف الامة وائمتها ].
    5-
    درئ تعارض العقل والنقل او موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول ج1ص248 لابن تيميةتحقيق الدكتور محمد رشاد سالم دار الفضيلة الرياض السعودية يقول :[وقال لكم فليكن هذه لازما للرؤية وليكنهو جسمااو قاللكم انا اقول انه جسم لم يكن لكم ان تقولوا له انت مبتدع في اثبات الجسم فانه يقول لكم وانتم مبتدعون في نفي الجسمية عنه فالبدعة في نفيه كالبدعة في اثباته ان لم يكن اعظم بل النافية-للجسم-احق بالبدعة من المثبت لان المثبت اثبت ما اثبتته النصوص وذكر هذا معاضدة للنقول وتأييدا لها وموافقة لها فان قدر انه ابتدع في ذلك كانت بدعته اخف من بدعة من نفى ذلك نفيا عارض به النصوص قال الشافعي البدعة بدعتان بدعة خالفت كتابا او سنة او اجماعا او اثر عن بعض اصحاب رسول الله صلى الله عله وسلم فهذه بدعة ضلالة وبدعة لم تخالف شيئا من ذلك فهذه تكون حسنة لقول عمر نعمت البدعة هذه.ومن المعلوم ان نفاة الرؤية والصفات والعلو على العرش والقائلين بان الله لم يتكلم ونفيهم ذلك لان اثبات ذلك تجسيم هو الى مخالفة الكتاب والسنة واجماع السلف والاثار اقرب من قول من اثبت ذلك وقال مع ذلك الفاظ يقول انها توافق معنى الكتاب والسنة ولا سيما والنفاة متفقون على ان ظواهر النصوص تجسيم عندهم وليس عندهم في النفي نص فهم معترفون بان قولهم هو البدعة وقول منازعيهم اقرب الى السنة].
    6-
    بيان تلبيس الجهمية ج1ص401حققه الدكتور يحيى بن محمد الهنيدي قال الشيخ بن تيمية:[فاقو لاذا كانت هذه الحجة التي عارضتموني بها مستلزمة لكون بعض الاجسام قديمة من غير ان تعيين جسما امكن ان يكون ذلك الذي يعنون بانه الجسم القديم هو الله سبحانه وبهذا نحن نلتزم بان الله سبحانه وتعالى اذا ثبت ان له جهه فله جسم واذا ثبت ان له جسما فله جهه فالجهه والجسمية متلازمتان عقلا].
    7-
    بيان تلبيس الجهمية ج1ص402[في الوجه العاشر اذا كانت احدى هاتين المقدمتين الضرورتين تستلزم انه جسم فقد ثبت بموجب هاتين المقدمتين صحة قول القائلين بالجهه وقول القائلين بالجهه وقول القائلين بانه جسم وكونه جسما يستلزم القول بالجهه وقول القائلين بالجهه يستلزم ايضا القول بالجسم].
    8-
    ولعل من اهم النصوص في المقام قول بن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ج1ص359 حققه يحيى بن محمد الهنيدي [ومعلوم ان كون الباري ليس جسما ليس هو مما تعرفه الفطرة بالبديهة ولا بمقدملت قريبة من الفطرة ولا بمقدمات بينة
    ولا متفق على قبولها بين العقلاء وان الموجود القائم بنفسه لا يكون الا جسما وما لا يكون جسما لا يكون الا معدوما ومعلوم ان هذا اقرب الى الفطرة والعقول من الاول].
    9-
    الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ج1ص263 تصنيف ابن القيم الجوزية حققه وخرج احاديثه وعلق عليه الكتور علي بن محمد الدخيل الله بعد ان ينقل نظرية القائلين بالتجسيم والنفاة له يقول:[حتى لو سلمنا وقبلنا ان التزامنا بهذه الصفات على ظاهرها يؤدي الى الجسمية والتشبيه والتمثيل فلو كانوا خصومكم كما زعمتم وحاشاهمة كانوا مشبهه ممثلة مجسمة لكانوا اقل تنقصا لرب العالمين وكتابه واسمائه وصفاته منكم بكثير كثير لو كان قولهم يقتضي التنقص].
    وللكلام بقية تاتي في الحلقة القادمة ان شاء الله
    والحمد لله رب العالمين

    تعليق


    • #3

      تعليق


      • #4

        تعليق


        • #5
          ·ملامح التوحيد في مدرسة الشيخ بن تيمية الحلقة الخامسة
          بسم الله الرحمن الرحيم
          والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
          قدمنا في الحلقة السابقة نصوص عديدة للشيخ بن تيمية وغيره من قدماء السلفية تشير بكل وضوح ومن غير لبس الى التزامه بالجسمية لله تعالى وهنا نسأل هل الامر مقتصر على علماء السلفية القدماء ام ان الامر مستمر الى يومنا هذا؟
          الجواب:ان اتباع ابن تيمية وبن عبد الوهاب التزموا بمقالة مشايخ اسلامهم وهذه نصوصهم تصرح بالتزامهم بالجسمية بل اكثر من ذلك انهم التزموا بان لله كحال بقية الاجسام اعضاء من يد ورجل ووجه--الخ.واليك بعض نصوصهم:
          -(
          شرح العقيدة الواسطية، ص317) شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان، دار الثريا للنشر، ، قال: (قوله: استوى على العرش، قوله استوى بمعنى علا والدليل على ذلك كلمة على لأن على لا تستعمل في استوى إلا في إثبات العلو المادي وهو ذلك السقف المحيط بالمخلوقات ولا نعلم مادة هذا العرش وأصل العرش في اللغةالسرير الذي يختص به الملك، ومعلوم أن السرير الذي يختص به الملك سيكون سريراً عظيماً ضخماً لا مثيل له فإن سألت ما معنى الاستواء عندهم فمعناه العلو والاستقرار)و في (ص320) من الكتاب يقول: (فعندنا في هذا جواب آخر، أن نقول: أن العلو نوعان: علو حسي كاستوائنا على السرير وعلو معنوي بمعنى السيطرة والغلبة)(أما قولكم أنه يلزم من تفسير الاستواء بالعلو الجسم فجوابه كل شيء يلزم من كتاب الله وسنة رسوله فهو حق ويجب علينا أن نلتزم به ... فإذا ثبت أنه لازم فليكن ولا حرج علينا إذا قلنا به إن أردتم بالجسم الذي قلتم يمتنع أن يكون الله جسماً الجسم المركب من العظام واللحم والدم وما أشبه ذلك فهذا ممتنع على الله)
          إلى أن يأتي العلامة العثيمين في (ص389) يقول: (وأما أدلة نفاة الرؤية العقلية) هذه العقلية ليست وصف الرؤية بل وصف للأدلة، يعني الأدلة العقلية لنفاة الرؤية (فقالوا لو كان الله يرى لزم أن يكون جسماً والجسم ممتنع على الله لأنه يلزم التشبيه والتمثيل ؟
          والرد عليهم: إنه إن كان يلزم من رؤية الله أن يكون جسماً فليكن ذلك لكننا نعلم علم اليقين أنه لا يماثل أجسام المخلوقين) .
          2-
          ثم يقول في (ص321) من الكتاب،يقول: (إن أردتم بأنه ليس لله ذات تتصف بالصفات اللازمة واللائقة بها فقولكم باطل وإن أردتم بالجسم الذي قلتم يمتنع أن يكون الله جسماً الجسم المركب من العظام واللحم والدم وما أشبه ذلك فهذا ممتنع على الله.
          اذن هو جسم لا كاجسام المخلوقين لكننا نجدهم اثبتوا لله تبارك وتعالى جميع الاعضاء التي في اجسام المخلوقين فكيف يكون جسم لا كالاجسام؟واليك اقوالهم:
          1-(
          شرح العقيدة الطحاوية، ص141) تأليف فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك، إعداد عبد الرحمن بن صالح السديس، دار التدمرية، الطبعة الثانية، سنة 1429هـ، الرياض، يقول الإمام الطحاوي: (وتعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات).الى هنا قول الامام الطحاوي وهذه عقيدة اغلب المسلمين لا كن شارح الكتاب الذي هو من اتباع الشيخ بن تيمية يرفض ذلك ويقول: {وقوله والأركان والأعضاء الأدوات ... لا حول ولا قوة إلا بالله عفا الله عن المؤلف وغفر الله لنا وله كيف ينفي الأعضاء عن الله سبحانه وتعالى}.
          2-
          ومن ثم نجد عالما من علماء الحنابلة يثور على قومه ويصرح بانهم التزموا بان لله اعضاء حسيةففي -كتاب (دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه) تأليف الإمام الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي المتوفى سنة 597هـ، هناك بعد أن نقل كلامهم في (ص99 و 100) قال: (فصنفوا كتباً) هؤلاء الذين ذهبوا الى ظواهر الآيات المتشابهة من غير أن يرجعوها الى محكمات القرآن (فصنفوا كتباً شانوا بها المذهب) يقصد به المذهب الحنبلي (ورأيتهم قد نزلوا الى مرتبة العوام فحملوا الصفات على مقتضى الحس فسمعوا أن الله تعالى خلق آدم على صورته فأثبتوا له صورة ووجهاً زائداً على الذات وعينين وفماً ولهوات وأضراس وأضواء لوجهه هي السبحات ويدين وأصابع وكفاً وخنصراً وإبهاماً وصدراً وفخذاً وساقين ورجلين ثم يرضون العوام بقولهم لا كما يعقل) يقول عندما اكتشف العوام لعبتهم أن هؤلاء حقيقة من المجسمة ومن المشبهة ضللوا العوام، دلسوا وغرروا العوام وقالوا لهم جسم لا كالأجسام، يد لا كالأيادي، وجه لا كالوجوه...
          3-(
          الفواكه العذاب في معتقدات الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الصفات، ص50 و 51) تأليف الشيخ حمد بن ناصر بن عثمان آل معمر، تحقيق عبد الرحمن بن عبد الله التركي، وتقديم معالي الدكتور عبد الله بن محسن التركي، {فأما اثبات يد ليست كالأيدي ووجهاً ليس كالوجوه فهو كإثبات لذات ليست كالذوات وحياة ليست كغيرها من الحياة، وسمع وبصر ليس كالأسماع والأبصار}.
          فان قلت اليس هذا تشبيه صريح اجابوك بما يسهل تمريره على سذج العوام انه جسم لا كالاجسام وله وجه لا كالوجوه ويد لا كالايدي ---الخوهذا ما صرح به علما من علمائهم في النص السابق عن الإمام الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي يقول:{ ثم يرضون العوام بقولهم لا كما يعقل}فالتفت اخي القارئ لهذا النص عن بن عثيمين:
          4-
          مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، ج1، ص177) يقول: (أليس للآدمي وجه وللبعير وجه، اتفقنا في الاسم لكن لم يتفقا في الحقيقة) مقصوده من الحقيقة يعني الشكل والتخطيط والحجم، وإلا كما أن الآدمي له وجه البعير له وجه، ولكن بماذا يختلفان، بماذا يختلف وجه الآدمي عن وجه البعير؟ يختلف لا في أصل الوجهية، هذا له وجه وهذا له وجه، ولكن يختلفان في الطول وفي القصر وفي الجمال وفي الحجم، هو يقول بيننا وبين الله أيضاً كذلك فأصل الوجهية أيضاً موجودة. يقول: (إذن لماذا لا تقول لله وجه ولا يماثل أوجه المخلوقين ولله يد ولا تماثل أيدي المخلوقين).
          لا حول ولا قوة الا بالله لاكن هذه الاجابة المخادعة لا تنطلي على العلماء فهذا عالم من علماء الازهر يكشف زيغ هذه المقالة على مباني القوم انفسهم وهي حمل الالفاظ على المعاني الحقيقية وعدم جواز حملها على المجاز:
          5-
          وهو الإمام محمد أبو زهرة في كتابه (ابن تيمية حياته وعصره آراءه وفقهه، ص223) وهو من مدرسة الأزهر، .: (ونننتهي من هذا إلى أن ابن تيمية يرى الألفاظ في اليد والنزول والقدم والوجه والاستواء على ظاهرها ولكن بمعانٍ تليق بذاته الكريمة). وهنا يعلق الشيخ محمد أبو زهرة قائلاً: (وهنا نقف وقفة إن هذه الألفاظ وضعت في أصل معناها لهذه المعاني الحسية ولا تطلق على وجه الحقيقة على سواها وإذا أطلقت هذه الألفاظ على غيرها سواء أكان معلوماً أم مجهولاً فإنها قد استعملت في غير معناها ولا تكون بحال من الأحوال مستعملة في ظواهرها بل تكون مؤولة وعلى ذلك يكون ابن تيمية قد فر من التأويل ليقع في تأويل آخر وفر من التفسير المجازي ليقع في تفسير مجازي آخر}.
          ومن النصوص التي صرحو بانهم لا جيزون حمل هذة الالفاظ على المعاني المجازية:
          6--(
          فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ج3، العقيدة) جمع وترتيب أحمد بن عبد الرزاق الدويش، دار المؤيد، بعد أن يشير إلى الصفات الخبرية يقول: (ولا شك أن الحق مع السلف ومن تبعهم في إثبات معاني النصوص حقيقة) .
          وبعد هذا كله هل يحق للمسلمين بمختلف مذاهبهم ان يصفوا اتباع بن تيمية بالمجسمة ام لا؟
          اترك الجواب لكم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين.

          ملامح التوحيد في مدرسة الشيخ بن تيمية الحلقةالسادسة
          بسم الله الرحمن الرحيم
          والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
          نذكر في هذه الحلقة خلاصة نظرية الشيخ بن تيمية في التجسيم:

          1-
          النقطة الاولى:ابن تيمية يعتقد أن كل موجود إذا كان قائماً بنفسه فهو جسم، وإن لم يكن جسماً فإنه يكون معدوماً، يعني بعبارة واضحة كل موجود فهو جسم، وما لم يكن جسماً فهو ليس بموجود. هذا الكلام يقوله بشكل واضح وصريح في (بيان تلبيس الجهمية، ج1، ص359) حققه يحيى بن محمد الهنيدي، المملكة العربية السعودية، وزارة الشؤون والأوقاف، 1426هـ، يقول: (ومعلوم أن كون البارئ ليس جسماً ليس هو مما تعرفه الفطرة بالبديهة ولا بمقدمات قريبة من الفطرة) يعني نفي الجسمية ليس قريب من الفطرة (ولا بمقدمات بينة في الفطرة بل بمقدمات فيها خفاء وطول وليست مقدمات بينة ولا متفق على قبولها بين العقلاء) هذه كلها يريد أن يرد نظرية نفي الجسمية. . لا عقلاً ولا فطرةً يثبت لنا أن الله ليس بجسم.
          يقول: (وإن الموجود القائم بنفسه) ولا إشكال مصداق هذا الموجود هو الله { لا يكون إلا جسماً}. قصر وحصر. (وما لا يكون جسماً لا يكون إلا معدوماً). يعني إذا قلتم أن الله ليس بجسم فهو معدوم. (وما لا يكون جسماً لا يكون إلا معدوماً، ومن المعلوم أن هذا) يعني أن الله جسم، الضمير يعود على الجسمية (ومعلوم أن هذا أقرب إلى الفطرة والعقول من الأول) الأول نفي الجسمية، إذن إثبات الجسمية أقرب إلى الفطرة والعقول.
          يعني إذا سألنا الفطرة والعقل أيهما أقرب إليك هذا أو ذاك؟ يقول نفي الجسمية لا هو فطري ولا هو عقلي وإثبات الجسيمة لله فطري وعقلي.
          ولذا تجدونه في (ص251) من الكتاب يقول: (وإن أردت أنهم وصفوه) يعني وصفوا الحق (بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد وذلك يقتضي التجزئة والتبعيض أو أنهم وصفوه بما يقتضي أن يكون جسماً) يعني أنتم وصفتم الله بأمور تستلزم ا لجسمية (فيقال له) لمن اتهمنا بهذا، (فيقال له لا اختصاص للحنابلة بذلك بل مذهب جماهير أهل الإسلام، بل وسائر أهل الملل وسلف الأمة وأئمتها) يقول كل المسلمين يقولون بالتجسيم. ولهذا نجده في (ص373) يقول بشكل واضح وصريح، وبلا مؤاربة، يقول: (وقالوا أن اليد والوجه لا تكون إلا جسماً هذه هي النقطة الأولى.
          2-
          النقطة الثانية إن قال قائل للشيخ ابن تيمية ماذا أنت قائل، أليس ثبت أن كل جاسم فهو حادث، فإذا ثبت أن الله جسم يلزم أن يكون حادثاً وإذا كان حادثاً لا يكون قديماً وإذا بطل قدمه ثبت حدوثه وبطلت أزليته ودوامه. فكيف تحل هذه المشكلة؟
          وممن التفت لهذا اللازم:الإمام البيهقي في كتاب (أسماء الله وصفاته، ج3، ص1044) المتوفى 458هـ، يقول: (وما تفرد به الكلبي وأمثاله يوجب الحد والحد يوجب الحدث لحاجة الحد الى حاد خصه به).
          وكذلك في كتاب الأمالي، المجلس الثلاثون للشيخ المفيد المتوفى 413هـ، قال: {لشهادة العقول أن كل محدود مخلوق وشهادة كل مخلوق أن له خالقاً ليس بمخلوق}.

          التفتوا جيداً إلى جواب الشيخ ابن تيمية، يقول نحن لا نقبل نظرية أن كل جسم حادث بل الأجسام تنقسم إلى قسمين أجسام حادثة وهي السماوات والأرض وغيرها وجسم قديم وهو الله سبحانه وتعالى، وهذا تأكيد آخر للجسمية، . ذكر هذا المعنى بشكل واضح وصريح في كتاب (بيان تلبيس الجهمية، ج1، ص399) قال: (وإنما دلت إن دلت على قدم ما هو جسم أو مستلزم لجسم وهذا مما يمكننا التزامه فإن من المعلوم أن طوائف كثيرة من المسلمين لا يقولون بحدوث كل جسم فإن طوائف كثيرة من المسلمين وسائر أهل الملل لا يقولون بحدوث كل جسم) إلى أن يأتي في (ص401) يقول: (فأقول) إذن هذا كلام ابن تيمية، فهو ليس نقلاً عن الآخرين وإنما هو كلامه، (فأقول إذا كانت هذه الحجة التي عارضتمونا بها مستلزمة لكون بعض الأجسام قديمة من غير أن تعين جسماً أمكن أن يكون ذلك الذي يعنونه بأنه الجسم القديم هو الله سبحانه) يقول إذا ألزمنا أحد أنه يوجد جسم قديم نقول نعم هناك جسم قديم هو الله سبحانه وتعالى (كما يقوله المثبتون) للجسمية، لا النافون للجسمية. هذه هي النقطة الثانية.

          النقطة الثالثة وهي نقطة أساسية ، فإن قلتم أليس أن الشيخ ابن تيمية صرح في مواضع متعددة وقال نحن نرى أن نفي الجسمية بدعة، وإثبات الجسمية أيضاً بدعة، إذن لماذا هنا خرج عن طوره وأثبت الجسمية. هذه بدعة، لأنه لم ترد الجسمية لا في الكتاب ولا في السنة ولا في كلمات السلف كما ادعى، إذن لماذا أوقع نفسه في مثل هذه البدعة، فيقول في(بيان تلبيس الجهمية، ج1، ص372) قال: (إن لفظ الجسم والعرض ونحو ذلك ألفاظ اصطلاحية وقد قدمنا غير مرة أن السلف والأئمة لم يتكلموا في ذلك في حق الله لا بنفي ولا إثبات بل بدعوا أهل الكلام بذلك وذموهم غاية الذم) يعني لا ينبغي أن نتكلم لا في إثبات الجسمية ولا في نفي الجسمية وهذا خلاف ما أثبته، لانه أثبت أن الله له جسم وأنه جسم قديم، إذن وقع في البدعة؟
          الجواب:
          أن الشيخ ابن تيمية التفت إلى هذه الإشكالية فحاول في كتابه (درء تعارض العقل والنقل) أن يجيب عن هذه الإشكالية، قال: ليست كل بدعة ضلالة فإن البدعة على قسمين على صنفين ونحوين بدعة ضلالة وبدعة حسنة، وإثبات الجسمية ليست من بدعة الضلالة بل من البدعة الحسنة.
          يقول في كتابه (درء تعارض العقل والنقل أو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول، ج1، ص249) الطبعة الأولى، سنة 1429هـ، دار الفضيلة، تحقيق محمد رشاد سالم. وفي طبعة أخرى في (ج1، ص150) يقول: (قال الشافعي البدعة بدعتان بدعة خالفت كتاباً أو سنة أو إجماعاً أو أثراً فهذه بدعة ضلالة، وبدعة لم تخالف شيئاًَ من ذلك فهذه قد تكون حسنة لقول عمر: نعمت البدعة هذه، هذا الكلام أو نحوه رواه البيهقي بإسناده الصحيح في المدخل، ومن المعلوم أن قول نفاة الرؤية والصفات والعلو على العرش والقائلين بأن الله ... لأن إثبات ذلك تجسيم هو إلى مخالفة الكتاب والسنة والإجماع والآثار اقرب من قول من أثبت ذلك). إذن هذه تدخل في الحسنة ونفي الجسمية تدخل في الضلالة. (فهم معترفون أن قولهم) يعني نفاة الجسمية (معترفون بأن قولهم هو البدعة وقول منازعيهم) يعني مثبتي الجسمية (أقرب إلى السنة). فتكون داخلة في البدعة الحسنة.
          أقول:هذه خلاصة نظرية الشيخ بن تيمية في التجسيم والمصيبة العظمى ان هذه العقيدة مما يلتزم بها اتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول صاحب كتاب كتاب (السبائك الذهبية بشرح العقيدة الواسطية، ص39) لعبد الله بن محمد الغنيمان، دار ابن الجوزي، يقول: (والواقع أن دعوة الشيخ محمد امتداد لدعوة الشيخ ابن تيمية وأثره من آثارها ... لا نزال نميز بين أهل التوحيد والسنة في محبة ابن تيمية، فمن كان يبغضه عرفنا أنه ليس من أهل التوحيد ولا من أهل السنة ومن كان يحبه عرفنا أنه من أهل التوحيد والسنة) يعني من اعتقد التجسيم فهو من أهل السنة ومن نفى التجسيم فهو ليس من أهل السنة. هذا هو منطق الوهابية. فيا أيها المسلمون في العالم تعتقدون بالتجسيم أو لا، هذا تساؤل أساسي مرتبط بأصل الدين، ليس مرتبط بالامور الثانوية والجانبية والفرعية، أصل الدين، أصل كل المعارف قائم عند هذه النقطة، أجيبونا جزاكم الله خيراً.

          تعليق


          • #6
            ·ملامح التوحيد في مدرسة الشيخ بن تيمية الحلقة السابعة
            بسم الله الرحمن الرحيم
            والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
            وددت ان اذكر في هذه الحلقة استدلالا اراه جيدا يتضح فيه التزام الشيخ بن تيميةبالتجسيم:
            ساذكر لكم تعريف الجسم من كتاب (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، ج3) تأليف ابن تيمية، حققه الدكتور أحمد معاذ حقي، هذه الامور التي أنقلها أنقلها من الحاشية التي ذكرها الدكتور في ذيل هذا الكتاب، انظروا ماذا يقول في الجسم. يقول:{الجسم هو كل جوهر مادي قابل للأبعاد الثلاثة وهي الطول والعرض والعمق ويتميز بالثقل والامتداد}.

            اذن للجسم عدة خصائص هي:
            1-
            قابل للابعاد الثلاثة الطول والعرض والعمق.
            2-
            يتميز بالثقل والامتداد.
            والان لنرى هل اثبت اتباع الشيخ بن تيمية هذه اللوازم لله ام لا؟فان اثبتوها فيلزمهم القول بالجسمية!!
            اما كونه قابلا للابعاد الثلاثة فهذا ما اثبتوه عندما اثبتوا له الحد من الجهات الست فهو محدود من الفوق والتحت واليمين والشمال والقدام والخلف لاحظ ما قاله الشيخ بن تيمية في كتاب بيان تلبيس الجهمية ج3 ص373[واما ما ذكره القاضي-ابو يعلى الفراء-من اثبات الحد من ناحية العرش فقط فهذا قد اختلف فيه كلامه وهو قول طائفة من اهل السنة والجمهور على خلافه وهو الصواب].
            فيذكر الشيخ بن تيمية ان اهل السنة-ويقصدالمثبتين للحد-افترقوا في مسألة الحد الى فرقتين الاولى اثبتت الحد لله من جهة واحدة وهي العرش اي جهة التحت لان الله جالس وقاعد على العرش حسب اعتقادهم وكما اننا اذا جلسنا على كرسي ما فانه يحدنا من جهة التحت فكذلك الله والعياذ بالله -اليس هذا بتشبيه صريح-وهذه الفرقة اتبعها القاضي ابو يعلى الفراء الحنبلي؛والثانية اثبتت الحد لله من جميع الجهات الست فهو محدود من اليمين والشمال---الخ ؛والشيخ بن تيمية التزم بالقول الثاني وهو قول الجمهور اي الاكثر ولذل قال وهو الصواب.ونحن نكتفي بهذا النص لاننا ذكرنا نصوص الحد سابقا فراجع.
            وهنا نذكر دليلين لبطلان الحد:

            1-
            الحد والجهه قديمان او حادثان؟ ان قلتم انهما قديمان لزم تعدد القدماء وان قلتم انهما حادثان لزم ان يكونا مخلوقين لان كل حادث مخلوق فمن خلقهما؟
            ان قلتم غير الله لزم ان يكون الله مخلوق والعياذ بالله وان قلتم الله خلقهما فهذا محال لان فاقد الشئ لا يعطيه؟
            2-
            انكم قلتم اذا لم يكن الله في جهه لزم ان يكون لا داخل العالم ولا خارجهه ومن كانت هذه صفته فهو معدوم؟
            نقول لكم من اين علمتم ان كل مالم يكن داخلا او خارجا فهو معدوم ؟فاما ان يكون ذلك قد ثبت بالاستقراء او القياس الخالي من الاستثناء فان قلتم بالاستقراء نسال هل استقراتم كل الموجودات او بعضها فاستقراء الكل متعذر والاستقراء الناقص لايفيد الا الظن وان قلتم بالقياس : وهو الله موجود وكل موجود فهو في جهه اذن الله في جهه نقول هذه الكبرى كاذبه لصدق نقيضها وهو السالبة الجزئية فمثلا:الحب والبغض موجودان وليس لهما جهه الايمان والكفر موجودان وليسا في جهه العلم موجود وليس في جهه الاعداد موجوده وليست في جهه.
            المهم عندنا ان القوم اثبتوا ان الله تعالى ممتد في الابعاد الثلاثة وهذة هي الخصيصة الاولى للجسم.
            واما كونه تعالى متصف بالثقل فنقرأ:
            1-
            تفسير الطبري (جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ج4، في ذيل آية الكرسي) لأبي جعفر الطبري، تحقيق الدكتور عبد الله بن المحسن التركي، دار عالم الكتب، يقول: (ما هو المراد من الكرسي، وسع كرسيه السموات والأرض فقال بعضهم وسع كرسيه يعني علم الله وقال آخرون الكرسي موضع القدمين -اي قدمي الرحمن- وقال آخرون الكرسي العرشي نفسه قال أبو جعفر- الطبري - لكل قول من هذه الأقوال وجه ومذهب غير أن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله وهو ما حدثني به عبد الله بن أبي زياد القطواني قال: قال عن عبد الله بن خليفة قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وآله فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة فعظم الرب عز وجل ثم قال: إن كرسيه وسع السموات والأرض وإنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع ثم قال بأصابعه فجمعها وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله).
            2-
            ما ذكره المروذي، المروذي بودي أن أشير إليه من هو المروذي، هذا في كتاب (سير أعلام النبلاء، ج13، ترجمة المروذي) تصنيف الإمام الذهبي، : (المروذي الإمام القدوة الفقيه المحدث شيخ الإسلام أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي نزيل بغداد وصاحب الإمام أحمد وكان والده خارزمياً وأمه مروذية. إلى أن يقول: (قال الخلال: سمعت المروذي يقول: كان أبو عبد الله يعني الإمام أحمد بن حنبل (يبعث بي في الحاجة فيقول قل ما قلت فهو على لساني فأنا قلت) . (وقال الخطيب في المروذي هو المقدم من أصحاب أحمد لورعه وفضله وكان أحمد يأنس به وينبسط إليه وهو الذي تولى إغماضه لما مات وغسله وروى عنه مسائل كثيرة) إلى أن يقول: (قال الخلال المروذي أول أصحاب ابي عبد الله وأورعهم روى عن أبي عبد الله مسائل مشبعة كثيرة وأغرق على أصحابه في دقاق المسائل وفي الورع وهو الذي ... ولم يكن أبو عبد الله) أي الإمام أحمد (يقدم عليه أحداً). هذه قيمة الإمام المروذي. الآن انظروا ماذا يقول هنا.
            في كتاب (طبقات الحنابلة، ج3، ص125) للقاضي أبو الحسين محمد بن أبي يعلى الفراء البغدادي الحنبلي المتوفى 526هـ، حققه وقدم له وعلق عليه الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، مكة المكرمة، جامعة أم القرى، مكتبة العبيكان، قال: (عن عبد الله بن خليفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ، (الكرسي الذي يجلس عليه الرب عز وجل ما يفضل منه إلا قدر أربعة اصابع وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد، قال أبو بكر المروذي قال لي علي بن شبيب قال لي ... حين قدمنا إلى بغداد أخرج ذلك الحديث ... إن الموضع الذي يفضل) هذا ما يقوله أبو بكر المروذي، هذا الموضع الأربع أصابع لمن؟ قال: (إن الموضع الذي يفضل لمحمد صلى الله عليه وآله ليجلسه عليه ، قال أبو بكر الصيدلاني من رد هذا فإنما أراد الطعن على أبي بكر المروذي) .
            3-
            ومن الموارد التي ورد فيها هذا الحديث، ما ورد في كتاب (المستخرج الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما، ج1، ص263، رقم الحديث 151) اذن الحديث هذا على شرط الصحيحين البخاري ومسلم، تصنيف الشيخ الإمام العلامة ضياء الدين عبد الرحمن الحنبلي المقدسي المتوفى سنة 642هـ، دراسة وتحقيق معالي الأستاذ الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، الطبعة الخامسة، طبعة منقحة ومزيدة، مكتبة الأسدي، مكة المكرمة،الرواية عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر، قال: (أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالت ادع الله أن يدخلني الجنة، قال: فعظم الرب تبارك وتعالى وقال أن كرسيه وسع السموات والأرض وأن له أطيط كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله) يقول المحقق إسناده حسن. وهكذا رقم الحديث 152 أيضاً بعد أن يخرج الحديث يقول: (أن عرشه فوق سبع سموات وإن له لأطيط كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله) رقم الحديث 152 يقول: (إسناده حسن). وكذلك رقم الحديث 153 الرواية عن عمر قال: (أتت امرأة النبي فقالت أدع ... وإنه يقعد عليه ما يفضل منه مقدار أربع أصابع ثم قال يعني رسول الله بأصابعه فجمعها وإن له أطيط كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله) رقم الحديث 153 أيضاً يقول: (إسناده حسن). وهكذا عن النبي في قوله على العرش استوى قال: (قال حتى يسمع أطيط كأطيط الرحل).

            4-
            كتاب (التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته على الاتفاق والتفرد، ج3، ص188) تأليف الإمام الحافظ ابن مندة المتوفى 395هـ، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه الدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، الأستاذ المشارك في قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، مكتبة العلوم والحكم، الطبعة الأولى سنة 1423هـ، قال: (بيان آخر يدل على أن العرش فوق السموات) رقم الرواية 643. الرواية تقول (أتى أعرابي فقال يا رسول الله جهدت الأنفس وضاعت العيال وهلكت الأنعام فأشفع لنا إلى ربك فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ويحك أتدري ما تقول وسبح رسول الله فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجهه أصحابه، ثم قال: ويحك أنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه شأنه الله أعظم، ويحك أتدري ما لله؟ إن عرشه على سماوات وأرضيه هكذا بأصابعه مثل القبة عليها وإنه ليأط أطيط الرحل بالراكب).

            5-
            كتاب (إثبات الحد لله عز وجل وبأنه قاعد وجالس على عرشه(ص146)للدشتي في ذيل قوله (الرحمن على العرش استوى) قال: (حتى يسمع أطيط كأطيط الرحل) يقول: (الدشتي حديث صحيح رواته على شرط البخاري ومسلم.

            الرواية الثانية (أتت امرأة النبي فقالت ادع الله ... ثم قال بأصابعه فجمعها وأن له أطيط كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله) يقول: (هذا حديث صحيح رواته على شرط البخاري ومسلم).

            رواية ثالثة في (ص149، الرواية رقم 36) من الكتاب يقول: (إن كرسيه فوق السموات والأرض وأنه يقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع ثم قال بأصابعه يجمعها وأن له أطيط كأطيط الرحل الجديد إذا ركب، هذا حديث صحيح رواته على شرط البخاري ومسلم). ثم يقول: (فهو كما قال رسول الله ومعناه على ما يليق به لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا) ومن شاء مراجعة السند فليراجع حاشية كتاب إثبات الحد، قدم له وعلق عليه أبو معاذ مسلط بن بندر العتيبي وأبو عبد الله عادل بن عبد الله آل حمدان، لأنه بحث مفصل يبدأ من من صفحة 133 إلى صفحة 166.
            ولتاكيد تصحيحهم لحديث الاطيط والتزامهم به انظرماذا يقول محقق كتاب (إثبات الحد لله وبأنه قاعد):{الحكم على حديث الأطيط، احتج أهل السنة بحديث الأطيط وساقوه في مصنفاتهم في السنة والاعتقاد مساق القبول والاحتجاج، وممن احتج بهذا الحديث وقبله أو صرح بصحته من أهل العلم محمد بن إسماعيل البخاري في كتاب خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل للإمام محمد بن إسماعيل البخاري،} المتوفى 256هـ دراسة وتحقيق فهد بن سليمان الفهيد، طبعة جديدة ومنقحة، الجزء الثاني، دار أطلس الخضراء للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية سنة 1430هـ المملكة العربية السعودية، الرياض في (ج1، ص56) يقول: {وقال جبير بن مطعم عن النبي إن الله على عرشه فوق سمواته وسمواته فوق أرضه مثل القبة }يقول المحقق (أخرجه البخاري في التأريخ الكبير وأخرجه أبو داود في السنة وأبن خزيمة في التوحيد وعثمان بن سعيد الدارمي ...)
            وممن صرح وقبل مضمونه على ما هو علي هو عثمان بن سعيد الدارمي في (رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد، ص74) تحقيق محمد حامد الفقي، مكتبة ابن تيمية، يقول: (ومد أصابعه وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركبه من يثقله فهاك أيها المريسي خذها مشهورة مأثورة) ويثبت أنه يقبل صحة السند ويحتج بذلك.

            المستفاد من الاحاديث السابق
            الأمر الأول: أن لله تعالى ثقلاً. ظاهر الرواية واضح أنه أثبتت أن الجالس والقاعد إنما يأط الكرسي لثقله، كما هي صريح الرواية.
            الأمر الثاني: أن له حجماً يشغله لأنه يقول عندما جلس على الكرسي أو جلس على العرش لم يبقَ له إلا مقدار أربع اصابع، هذا معناه أن له مكان وأنه يشغل حيزاً وله طول وعرض وعمق، وأن هناك مكان يمتلأ به. سؤال: هذه الخصائص التي أشرنا إليها وهي الثقل والحجم خصائص أي شيء، هل هي خصائص الجسمية أو ليست خصائص الجسمية؟
            اعيد تعريف الجسم بيان تلبيس الجهمية، للشيخ ابن تيمية، حققه الدكتور أحمد معاذ حقي، الجزء الثالث، ص15، قال: (الجسم هو كل جوهر مادي قابل للأبعاد الثلاثة وهي الطول والعرض والعمق ويتميز بالثقل والامتداد). إذن أهم خصوصية للجسم أنه يتميز بالثقل أولاً، ويتميز بالأبعاد والامتداد ثانياً.
            يقول الشيخ بن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ج3ص796[وتعني بالحيز ما هو من لوازم المتحيز وهي نهايته وحده الداخل في مسماه ---الى ان يقول في ص 797فيقال له بل يجب في سائر الذوات المتحيزة ان يكون لكل منها تحيز يخصه وهو قدره ونهايته التي تحيط به ويلزمه الحيز الذي هو تقدير المكان ولا نسلم انه ممتنع والقدر والحيز الداخل في مسمى المتحيز الذي هو من لوازمه ابلغ من صفاته الذاتية فان كل موجود متحيز والله موجود فهو متحيز].ويقول في معنى التحيز في نفس الكتاب ج3 ص15[التحيز هو الحصول في الحيز والحيز عند المتكلمين هو الفراغ المتوهم الذي يشغله شئ ممتد كالجسم].
            اذن كل متحيز فهو جسم والله متحيز فهو جسم.
            ومن هنا نجد أن الإمام الزاغوني في كتابه (الإيضاح أصول الدين، ص307) ، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، تأليف أبي الحسين الزاغوني، المتوفى 527هـ دراسة وتحقيق عصام السيد محمود، قال: (قالوا قد رويتم في الاستواء على العرش أخباراً تدل على التشبيه والتجسيم فرويت عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: استوى على العرش فما يفضل منه إلا مقدار أربعة أصابع وهذا يوهم دخول الكمية والتقدير على ذاته تعالى) ولذا نجد الزاغوني يحاول أن يوجه هذه الروايات يقول لا يمكن أن نبقيها على ظاهرها لأنها لو بقيت على ظاهرها لأوهمت الجسمية والتشبيه، لذا يقول في (ص308): (لأن الذاتين إنما يتساويان في مساحة العظم وتزيد أحدهما على الاخرى لتساويهما في الجسمية وأنفراد أحدهما بزيادة كمية وأجزاء ...) إذن من القضايا الواضحة بأنه إذا صار للشيء حجم فلابد أن يكون جسم، إذا كان للشيء ثقل فلابد أن يكون له جسم.
            وبهذا ننهي الكلام عن الركن الثاني من اركان وملامح التوحيد في مدرسة الشيخ بن تيمية.
            والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين.

            ملامح التوحيد في مدرسة الشيخ بن تيمية الحلقة الثامنة-تصريحه بالتشبيه
            بسم الله الرحمن الرحيم
            والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
            انتهينا في الحقات السابقة من بيان ركنين واساسين من اركان واسس مدرسة الشيخ ابن تيمية في التوحيد وهي ان الله له حد وانه جسم والعياذ بالله ومن هنا نشرع ان شاء الله في بيان الركن الثالث وهو ان لهذا الجسم صورة وشكل معين وهذا ما يرتبط بمبحث التشبيه .
            قد يقول قائل :اليس كل من قال بان الله جسم يلزمه التشبيه؟
            ويجيب الشيخ ابن تيمية عن ذلك فيقول في كتاب (درء تعارض العقل والنقل أو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول، ج2، ص405) دار الفضيلة، الرياض السعودية، الطبعة المؤلفة من أربعة مجلدات، والطبعات الأخرى يقع في (ج4، ص145 أو ج4، ص123) يقول: (وفي الجملة الكلام في التمثيل والتشبيه ونفيه عن الله مقام والكلام في التجسيم ونفيه مقام آخر فإن الأول دل على نفيه الكتاب والسنة وإجماع السلف والأئمة واستفاض عنهم الإنكار على المشبهة) ثم يأتي في (ص406) يقول: (وأما الكلام في الجسم والجوهر ونفيهما أو إثباتهما فبدعة ليس لها أصل .
            اذن الكلام في التجسيم غيره في التشبيه وقد التزم الشيخ ابن تيمية بالتشبيه بالاضافة الى التجسيم وهذا ما صرح به العديد من علماء السنة كالشيخ ابو هاشم الشريف في (سلسلة التوحيد، ابن تيمية ذلك الوهم الكبير، مخالفاته لأهل السنة يقول (مخالفاته لأهل السنة في التوحيد، رسول الله وآل البيت) المؤلف هو أبو هاشم الشريف، مكتبة الرحمة المهداة، عنوان الناشر المنصورة، شارع الهادي، الطبعة الثانية سنة 1409هـ، في هذا الكراس في (ص23) يقول (لا تنزعج فلست أبالغ ولست من أعداء ابن تيمية لكني أكشف الواقع من أقواله والتي جهلناها نحن شباب الأمة ومثقفوها ولم يستطع جماهير العلماء أن يكشفوها لنا لعدة أسباب يشير الى الأسباب) .... وفي (ص24) يقول: (هل كان ابن تيمية مشبهاً وإن ادعى التنزيه ومجسماً وإن ادعى التقديس للأسف هذا ما يصل إليه الباحث بعد دراسة أقوال الشيخ ابن تيمية .
            بل اكثر من ذلك فان الشيخ ابن تيمية يصرح بنفسه بضرورة الالتزام بالتشبيه ومن لا يشبه فهو معطل جهمي فابن تيمية ينفي التمثيل ويوجب التشبيه ولكن ماهو الفرق بين التشبيه والتمثيل؟
            قالوا ان التمثيل هو المشابهه والمطابقة التامة في كل شئ واما المشابهه فهي وجود شبه بين شيئين من وجه فالتمثيل هو التشبيه والتطابق التامين والتشبيه هو وجود شبه من وجه مثلا اذا كان عندك قلمان متشابهان تماما ومتطابقا في كل شئ فهما مثلان اما اذا اختلفا من بعض الوجوه كان يكون احدهما اطول من الاخر وتشابها من بعض الوجوه فهما متشابهان.
            واما نصوص ابن تيمية الصريحه بجواز التشبيه:
            1-(
            بيان تلبيس الجهمية، ج6، ص484 يقول في (ص484 (وإذا كان الأمر كذلك عُلِم أن نفي التشبيه من كل وجه هو التعطيل والجحود لرب العالمين) ولذا المحقق في الحاشية يقول: (نفي التشبيه من كل وجه هو الجحود والتعطيل لرب العالمين المسلمون متفقون لكن من الناس من لا يفهم هذا ولا يعتقد أن لفظ التشبيه يدل على التمثيل المنفي عن الله إذ لفظ التشبيه فيه عموم وخصوص كما سنبينه ومن هنا ضل فيه أكثر الناس إذ ليس له حد محدود وما هو منتفٍ بالاتفاق بين المسلمين بل بين أهل الملل كلهم بل بين جميع العقلاء المقرين بالله معلوم بضرورة العقل الذي هو متفق فلما كان لفظ التشبيه يقال على ما يجب انتفاءه وعلى ما يجب إثباته لم يرد الكتاب والسنة به مطلقاً ليس كمثله شيء) وهذا ينفي المثلية ولا ينفي التشبيه ولكن جاءت النصوص في النفي بلفظ المثل والكفء والند والسمي وجاء لفظ الشبه في الإثبات
            الى أن يأتي في (ص487) من نفس الكتاب يقول: (وقد بسطنا الكلام على هذا في الأجوبة المصرية وبينا أن الله ليس كمثله شيء بوجه من الوجوه فيجب أن ينفى عنه المثل مطلقاً ومقيداً وكذلك الند والكفء والشريك ونحو ذلك من الأسماء التي جاء القرآن بنفيها
            سؤال: الشبيه ماذا هل ينفى عنه مطلقاً أم ينفى عنه مقيداً؟
            يقول: لا ينفى التشبيه عنه مطلقاً وإنما ينفى عنه التشبيه بقيد أن يكون مثله من كل جهة، أما إذا صار شبيه له ومثله من بعض الجهات يجب ذلك. هذه النقطة المركزية في عقيدة هذا الرجل، يقول في (ص488): (فلا يخلو إما أن يكون النفي من ذلك مختصاً بالمماثل له من كل وجه وهو المكافئ له من كل وجه فقط والمساوي والمعادل له والمكافئ له من كل وجه أو يكون النفي عاماً في المماثل ولو من بعض الوجوه ... ولا يجوز أن يكون النفي مختصاً بالقسم الأول لأن هذا لم يعتقده أحد من البشر وهو سبحانه ذم ونهى عما هو موجود في البشر).
            و يقول في (ص490): (والمنفي عنه لابد أن يستلزم وصفاً ثبوتياً كما قررنا هذا في غير هذا الموضع ومنافاته ... وهذا بخلاف لفظ التشبيه فإنه يقال على ما يشبه غيره ولو من بعض الوجوه البعيدة وهذا مما يجب القول به شرعاً وعقلاً وهذا مما يجب القول به شرعاً وعقلاً ولهذا لما عرف الأئمة ذلك وعرفوا حقيقة قول الجهمية وأن نفيهم لذلك من كل وجه مستلزم لتعطيل الصانع ... كانوا يبينون ما في كلامهم من النفاق
            في (ج6، ص525 (كذلك ثبوت ذات) يعني الله (لا تشبه الموجودات بوجه من الوجوه ممتنع في العقل كذلك ثبوت ذات لا تشبه الموجودات بوجه من الوجوه ممتنع في العقل وثبوت المشابهة من بعض الوجوه في الأمور الكمالية معلوم بالشرع والعقل) (أن الأدلة الشرعية والعقلية التي تثبت بها تلك الصفات تثبت بنظيرها هذه الصورة فأن وجود ذات ليس لها صفات ممتنع في الحق وثبوت الصفات الكمالية معلوم بالشرع ... كذلك ثبوت ذات الله تشبه الموجودات ... مثل كما أنه لابد لكل موجود من صفات تقوم به فلابد لكل صفات قائم بنفسه من صورة يكون عليها) إذن الله بلا صورة ولا شكل خارجي موجود أو معدوم؟ (ويمتنع في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يقوم عليها). هل يوجد تصريح أكثر من هذا.

            (
            بيان تلبيس الجهمية، ج1، 387) تحقيق يحيى بن محمد الهنيدي، انظروا الى عباراته ما هي، يقول: (وإذا كان كذلك فاسم المشبهة ليس له ذكر بذم في الكتاب والسنة ولا كلام أحد من الصحابة والتابعين ولكن تكلم طائفة من السلف مثل عبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن هارون وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ونعيم بن حداد وغيرهم بذم المشبهة، وبينّوا المشبهة الذين ذموهم أنهم الذين يمثلون صفات الله بصفات خلقه فكان ذمهم لما في قولهم من مخالفة الكتاب والسنة
            إذ دخلوا في التمثيل إذ لفظ التشبيه فيه إجمال واشتراك وإيهام بخلاف لفظ التمثيل الذي دل عليه القرآن ونفى موجبه عن الله عز وجل .

            وممن اشار الى معنى التمثيل الممتنع على الله تعالى من المعاصرين الشيخ العثيمين في
            (
            شرح الأربعين النووية، ص45) لفضيلة العلامة العثيمين، قال: (لأنك لو قلت أنها صورة الرب عز وجل لمثلت الله بخلقه لأن صورة الشيء مطابقة له وهذا تمثيل (ليس كمثله شيء) (وجوابنا على هذا أن نقول: لو أعطيت النصوص حقها لقلت خلق الله آدم على صورة الله لكن كمثل الله شيء).

            تعليق


            • #7
              ·ملامح التوحيد في مدرسة الشيخ بن تيمية الحلقةالتاسعة
              بسم الله الرحمن الرحيم
              والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
              بعد ان بينا ان الشيخ ابن تيمية يوجب القول بالتشبيه وان الذي لا يقول به فهو من المعطلة لناتي ونبين التزامه الفعلي بذلك
              وهذا يتوقف على بيان التزام ابن تيمية بحديث خلق الله ادم على صورته بالتفسير الذي يوجب التشبيه وهذا ما سنبينه لاحقا ولاكن قبل ذلك ينبغي ان نبين النصوص التي ذكرت فيها هذه الرواية عند الفريقين فقد وردت هذه الروايه حتى في مصادر الشيعة ولك النصوص:
              1-
              الرواية الأولى وردت في (صحيح ا لبخاري) وهي (الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله وسننه وأيامه) للإمام الحافظ محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، المتوفى سنة 256هـ، أشرف على تحقيقه شعيب الأرنؤوط، عادل مرشد، حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه محمد يوسف الحوراني، محمد أشرف الاتاسي، الجزء الرابع، الرسالة العالمية، الطبعة الأولى سنة ، الإدارة العامة، دمشق. في هذا الكتاب (ج4، ص443) كتاب الاستآذان : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: (خلق الله آدم على صورته) طوله ستون ذراعاً، فلما خلقه قال له اذهب فسلم على أولئك النفر، الرواية تقول فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن، رقم الحديث 6227.
              2-:
              ما ورد في (صحيح مسلم، ج4، ص396) المتوفى 261هـ، دار الخير، في كتاب البر والصلة والآداب : (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وفي حديث ابن حاتم عن النبي قال: إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته الحديث 2612.
              ، في الحاشية المحقق الذي حقق الكتاب وهو الشيخ مسلم بن محمود عثمان السلفي الاثري، انظروا ماذا يقول في الحاشية، يقول: (وأصل الجملة) وهي أن الله خلق آدم على صورته، يعني شبيه بصورته، يقول: (وأصل الجملة من الحديث جاء نصه في التوراة (وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا) هذا فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه وفي هذا الموطن أحب أن أنوه أن بعض المنكرين لهذا الحديث قد يستندون إلى ما نسب إلى مالك ولكنه لا يصح) إذن هو يقبل بأن هذه الرواية تدل على التشبيه التي نقلت إلينا من التوراة من اليهود.
              3-
              مسند الإمام أحمد، ج12، ص275) مؤسسة الرسالة، الرواية عن أبي هريرة عن النبي: (إذا ضرب أحدهم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته) وفي الحاشية يقول بأن هذا الحديث إسناده صحيح على شرط الشيخين
              4-
              ورد في كتاب (المصنف، ج9، ص445) للحافظ الكبير أبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، توزيع المكتب الإسلامي، الطبعة الثانية سنة 1403هـ، الرواية: (إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه ولا يقولن قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته ولا يقولن قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته) في الحاشية يقول: (أخرجه البخاري في الأدب المفرد)
              5-(
              الشريعة، ج3، ص1147، الإيمان بأن الله عز وجل خلق آدم على صورته بلا كيف) للإمام الاجري المتوفى سنة 360هـ، الرواية: (إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته).
              6-
              كتاب (التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته على الاتفاق والتفرد، ج1، ص223) تأليف الإمام ابن مندة المتوفى سنة 395هـ حققه وعلق عليه وخرج أحاديث الدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي الأستاذ المشارك في قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، مكتبة العلوم والحكم، ، قال: (لا يقولن أحدكم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته وهذا إسناد مشهور متصل صحيح ...).
              7-(
              صحيح ابن حبان، ج13، ص18) تحقيق الأرنؤوط، (ولا يقولن أحدكم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته، قال إسناده حسن ونحو ذلك)-
              8-
              وممن أيضاً أخرج ذلك ما ورد في (المنتخب من مسند عبد بن حميد، ج2، ص336) تحقيق وتعليق أبي عبد الله مصطفى بن العدوي، دار بلنسية، أيضاً نص هذا الحديث الذي حذف الصدر والذيل، (عن النبي خلق الله عز وجل آدم على صورته).
              ومن طرق الشيعة:
              1-
              ما ورد في (التوحيد، ص147) للشيخ الصدوق، الحديث العاشر، قال: (سمع النبي ... فقال مه لا تقول هذا فإن الله خلق آدم على صورته)
              2-
              ورد في كتاب (عيون أخبار الرضا، ج1، ص110، الحديث 12) للشيخ الصدوق المتوفى 381هـ، قال: (إن رسول الله مر برجلين يتسابان ثم يقول ... فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته).
              إذن من حيث صدور الحديث واضح بأن الحديث له أصل في كلمات علماء المسلمين.
              ونحن قبل ان ندخل في فقه الحديث نقدم مقدمة وهي المعاني اللغوية للفظة الصورة:
              يذكر استعمالان للفظ الصورة وهما:
              الاستعمال الأول: هو شكل الشيء.
              الاستعمال الثاني: هو صفة الشيء.

              .
              في المورد الأول وهو ما ورد في كتاب (النهاية في غريب الحديث والأثر، ص529، باب الصاد مع الواو) للإمام الجزري ابن الأثير، أشرف عليه وقدم له علي بن حسن الحلبي الأثري، دار ابن الجوزي، قال: (في أسماء الله تعالى المصور وهو الذي صور جميع الموجودات ورتبها فأعطى كل شيء منها صورة خاصة وهيئة منفردة) إذن أطلقت الصورة وأريد منها الهيئة شكل الشيء (وهيئة منفردة يتميز بها على اختلافها وكثرتها وفيه أتاني الليلة ربي في أحسن صورة الصورة ترد في كلام العرب على ظاهرها وعلى ما معنى حقيقة الشيء وهيئته وعلى معنى صفته). إذن الصورة قد تستعمل ويراد بها هيئة الشيء، شكل الشيء وقد تستعمل ويراد بها صفة الشيء. ويؤكد هذا المعنى بشكل واضح وصريح ما ورد في كتاب (مصطلحات في كتاب العقائد، ص85) دراسة وتحليل، تأليف محمد بن إبراهيم الحمد، دار ابن خزيمة، الطبعة الأولى سنة 1427هـ في هذا الكتاب قال: (وقال الكفوي الصورة بالضم الشكل) وهذا هو المعنى الأول أو الاستعمال الأول (وتستعمل بمعنى النوع والصفة) التي هي أمر معنوي وليست أمراً محسوساً. (الصورة ما تنتقش به الأعيان وتميزها عن غيرها) ولعل أوضح من أشار الى هذا ما ورد في قسم الدراسة من كتاب (بيان تلبيس الجهمية قسم الدراسة. في هذا الكتاب في (ص398) يشير الى هذا المعنى بشكل واضح ويقول: (الصورة بالضم الشكل، جمعها صور، وهي ما تنتقش به الأعيان ... والحقيقة والصفة والصورة ضربان أحدهما محسوس يدركه الخاصة والعامة كصورة الإنسان والفرس وغيره يدرك بالمعاينة والرؤية الحسية والثاني معقول يدركه الخاصة دون العامة كالصورة التي اختص الإنسان بها من العقل والرؤية والمعاني التي خص بها شيء بشيء)وكذلك ما ورد في (شرح كتاب التوحيد من صحيح ا لبخاري، ج1) تأليف عبد الله بن محمد الغنيمان، رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، دار العاصمة للنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة سنة يقول: (الفصل الثاني في معنى الصورة في اللغة وهو شكل الشيء وحقيقة الشيء وهيئته، وفي متن اللغة الصورة الشكل، قال في القاموس: الصورة بالضم الشكل جمعها صور، وقال في شرحه الصورة بالضم الشكل) ثم بعد ذلك يقول (والصفة) وهذا إشارة الى المعنى الثاني (وقال الراغب في المفردات: الصورة ما ينتقش وذلك ضربان محسوس ومعقول، وقال ابن الأثير الصورة ترد في كلام العرب على ظاهرها وعلى معنى حقيقة الشيء وهيئته وعلى معنى صفته، وقال ابن فارس: الصورة جمعها صور وهي هيئة خلقته التي يتميز بها عن شيء آخر)
              إذن الصورة بالاستعمال الاول يمكن إدراكها بالحواس الظاهرية و يمكن أن ترى بالعين المجردة. إذن للصورة اصطلاحان، للصورة استعمالان، للصورة معنيان: المعنى الأول وهو أنه تطلق الصورة ويراد به شكل الشيء، وهذا ما يدرك بالعين الباصرة الحسية، المعنى الثاني أو الاستعمال الثاني تطلق ويراد بها أمور معنوية لا يمكن إدراكها بالحواس الظاهرة ويقل في هذا الشيخ ابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية، ج6، ص464) تحقيق الدكتور عبد الرحمن عبد الكريم اليحيى، يقول: (وقال العلماء كابن عباس وعكرمة وأحمد وغيرهم الصورة هي الرأس فإذا قطع الرأس لم تبقى الصورة هذا معناه استعمال للصورة في المعنى المحسوس .
              والان ناتي لنتعرف على الاتجاهات في تفسير هذا الحديث:
              الاتجاه الأول: الاتجاه التشبيهي الذي يحمل الصورة على معناها الحسي وهو الشكل والمقدار الذي يدرك بالحواس وهو الاتجاه الذي يقوم على عنصرين وركنين أساسيين:
              العنصر الأول: يعتقد أن المراد من الصورة الشكل وليس المراد من الصورة الصفة والمعنى والحقيقة . يقول: (إن الله خلق آدم على صورته) يعني على شكله . إذا كان هذا الكتاب له شكل ويُرى إذن الله أيضاً يرى، هذا العنصر الأول. إذن العنصر الأول والركن الأول في هذا الاتجاه يفسر ويقول أن المراد من الصورة هو الشكل والهيئة لا المعنى والحقيقة التي لا تدرك بالعين وإنما تدرك بالعقل والقلب.
              أما العنصر الثاني وهو أن الضمير في قوله صلى الله عليه وآله (إن الله خلق آدم على صورته) يقول هذا الضمير صورته يعود على الله لا على آدم،
              إذن الاتجاه الأول يقوم على أمرين وعنصرين وعلى ركنين: يقول معنى الصورة هو الشكل والضمير في قوله (صورته) يعني صورة الرحمن، يعني صورة الله، لا صورة آدم، إذن هذا معناه أن الله سبحانه وتعالى له شكل ووجه وله صورة وشكل.
              الاتجاه الثاني: يقول بأنه نحن نختلف مع الاتجاه الأول في العنصر الأول وإن كنا نتفق معه في العنصر الثاني، يعني ماذا؟ يقول الصورة ليست الشكل، وإنما المراد من الصورة المعنى والحقيقة، الله خلق آدم على صورته يعني على صفاته، فكيف أن الله عالم فالإنسان أيضاً عالم، كيف أن الله قادر فالإنسان أيضاً قادر، كيف أن الله سبحانه وتعالى مريد ومختار وسميع وبصير ... الخ. هذه كلها الصفات الإلهية لها آيات في وجود الإنسان باعتبار أن الإنسان أكبر آية لله سبحانه وتعالى .
              إذن ما معنى الحديث أن الله خلق آدم على صورته؟ معناه أن الله خلق آدم على صفاته.
              الاتجاه الثالث: يقول: لا. نحن نتفق مع الاتجاه الأول في العنصر الأول ونختلف معه في العنصر الثاني، بخلاف الاتجاه الثاني كان يتفق معه في العنصر الأول ويختلف معه في الثاني.
              الصورة لا تختلف، يعني الشكل، ولكن مرجع الضمير ليس هو الله وإنما مرجع الضمير هو آدم الإنسان، إن الله خلق آدم على صورته، يعني على صورة آدم، لا على صورة الله سبحانه وتعالى.
              السؤال الأساسي الذي يطرح هنا: ما هو الفارق الأساسي بين هذه الاتجاهات؟ ، بناء على الاتجاه الأول يلزم أن يكون لله سبحانه وتعالى صورة وشكل، الجسم موجود لا إشكال، ولكن يلزم التشبيه، يعني آدم خلق صورته على شبه صورة الله سبحانه وتعالى، فنقع في مشكلة التشبيه وهذا ما اشار اليه الدشتي الحديث في (إثبات الحد لله عز وجل وبأنه قاعد وجالس على عرشه، ص167) للدشتي، الرواية هذه، (إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، ولا يقل قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته) يعني على شكل صورته.

              [IMG]file:///C:/Users/HJGHJG%7E1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]
              ملامح التوحيد في مدرسة الشيخ بن تيمية الحلقة العشرة
              بسم الله الرحمن الرحيم
              والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
              وبعد ان عرضنا الاتجاهات في فهم الرواية نسال اي اتجاه التزم به الشيخ ابن تيمية منها؟

              الشيخ ابن تيمية في كتابه المعروف وهو كتاب (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، ج6، ص445) بعد أن ينقل الحديث، (خلق الله آدم على صورة الرحمن)
              يقول: (فاتفاق السلف على رواية هذا الخبر)- مراده من هذا الخبر- (خلق الله آدم على صورة الرحمن)- (ونحوه دليل على أن علماء الأمة لم تنكر إطلاق القول بأن الله خلق آدم على صورة الرحمن ، بل كانوا متفقين على إطلاق مثل هذا ولهذا يجعل الترمذي وغيره الحديث الحسن ما روي من وجهين ولم يكن في طريقه متهماً بالكذب ولا كان مخالفاً للأخبار المشهورة وأدنى أحوال هذا اللفظ أن يكون بهذه المنزلة) اذن هو بهذا الكلام ارجع الضمير الى الله وهو الركن الثاني من اركان الاتجاه التشبيهي.
              وفي (ص367) من الكتاب، قال: (لا تقبحوا الوجه فأن الله خلق آدم على صورة الرحمن يعني على شكله وعلى صورته، وعلى هيئته.وهذا هو الركن الاول من الاتجاه التشبيهي فقد حمل الصورة على الشكل.
              وفي الحاشية يقول: (صح أن الله خلق آدم على صورة الرحمن وقال: سمعت أحمد يقول هو حديث صحيح، ويرى المؤلف أن أدنى أحوال هذا اللفظ حسن
              فقد جمع في هذا الكلام كلا العنصرين عنصر أن المراد من الصورة الشكل، والعنصر الثاني أن الضمير يعود على الله سبحانه وتعالى.
              2-
              هذا المعنى بشكل واضح ورد في كتاب (أحاديث العقيدة، المتوهم إشكالها في الصحيحين جمعاً ودراسة) تأليف الدكتور سليمان بن محمد الدبيخي، مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الثانية سنة 1431هـ يقول: (ومما لا ريب فيه أن الصورة ثابتة لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته وأن الضمير في قوله على صورته عائد الى الله تعالى-هذا هو الركن الثاني- وإضافة الصورة إليه من باب إضافة الصفة الى الموصوف ولا فرق بين إثبات هذه الصفة الصورة لله تعالى وبين إثبات باقي الصفات من قبيل اليدين والوجه والعين وعلى هذا جمهور أهل السنة بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهو ممن انتصر لهذا القول وأطال الكلام جداً على هذا الحديث.)وهذا هو الركن الاول اي حمل الصوره على الشكل : لأن اليدين والوجه والعين ليست أمور معنوية، لم يقل كالعلم والقدرة والسمع والبصر وإنما أشار كاليدين والوجه والعين وغيره.
              إذن يشير الى العنصرين الضمير يعود على الله وأن المراد من الصورة الشكل، يقول: (وهذا هو الذي اختاره الشيخ ابن تيمية قال شيخ الإسلام بن تيمية هذا الحديث لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد على الله، فأنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة وسياق الأحاديث كلها يدل على ذلك ولكن لما انتشرت الجهمية في المئة الثالثة جعلت طائفة الضمير فيه عائد على غير الله
              3-
              كتاب (بيان تلبيس الجهمية، قسم الدراسة، ص398 و 399) يعني قبل الجزء الأول يصرح ويقول: (والصورة ضربان: أحدهما محسوس كصورة الإنسان، والثاني معقول كالصورة التي اختص بها الإنسان من العقل والمعاني التي خص بها)
              سؤال: ما هو المراد من الصورة عند ا لشيخ ابن تيمية في الحديث؟
              في (ص399) يقول: (وعلى هذا يكون معنى الصورة في اللغة هيئة الشيء القائم بنفسه وخلقته وشكله، فكل موجود قائم بنفسه غير مفتقر لغيره تصح رؤيته) أي رؤية؟ الرؤية المحسوسة، يعني له شكل (ومشاهدته وتكون له صورة وحقيقة وشكل يتميز به عن غيره ويعرف به) ثم ينقل (قال شيخ الإسلام ابن تيمية) ينقل عبارة الشيخ ابن تيمية في هذا المجال.
              4-
              ومن الذين اشاروا الى التزام ابن تيمية بهذا المعنى: (سلسلة الرسائل الأنصارية، رسائل في العقيدة، رسالة تعريف أهل الإيمان بصحة حديث أن آدم خلق على صورة الرحمن) تأليف محدث المدينة النبوية أبي عبد اللطيف حماد بن محمد الأنصاري المتوفى سنة 1418هـ مكتبة الفرقان، يقول: (قال رسول الله من قاتل فليجتنب الوجه فأن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن).
              5-
              وممن أشار الى أن الشيخ ابن تيمية ينتخب هذا القول ما ورد في كتاب (إثبات الحد لله عز وجل وبأنه قاعد وجالس على عرشه، ص167) للدشتي، بعد أن ينقل الرواية (فأن الله عز وجل خلق آدم على صورته) الرواية صدرها (إذا ضرب أحدكم فلجتنب الوجه ولا يقل قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك) وفي الحاشية يقول: (تنبيه أهل السنة يحملون هذا الحديث على ظاهره ويثبتون به لله تعالى الصورة ويقولون الضمير في قول رسول الله (خلق الله آدم على صورته) يعود الى الرحمن لأمرين: الأمر الأول الحديث الأول (لا تقبحوا الوجه فأن الله خلق بني آدم على صورة الرحمن. الأمر الثاني: قال ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية) يؤيد هذا الكلام.
              6-
              بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، ج6) تحقيق عبد الرحمن بن عبد الكريم اليحيى، هناك يوجد عنده بحث، يبدأ من (ص355 ، في هذا الكتاب ينقل عبارة الرازي في هذه المسألة وبعد ذلك يشير الى القول الثالث (ص364) . يقول الفخر الرازي (الطريق الثالث أن يكون ذلك الضمير عائداً الى الله تعالى وفيه وجوه) هذا كلام الفخر الرازي. بعد ذلك يأتي في (ص368 حاشية الكتاب (إيراد المؤلف لحديث الصورة كما هو في الصحيحين } يعلق ويناقش الفخر الرازي في (ص373) يقول: (والكلام على ذلك أن يقال هذا الحديث لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد الى الله فأنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة وسياق الأحاديث كلها يدل على ذلك ثم يأتي في (ص376) مباشرة، قال: ولكن ظهر لما انتشرت الجهمية في المئة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائد الى غير الله تعالى حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين .
              7- (
              تأويل مختلف الحديث والرد على من يريب في الأخبار المدعى عليها التناقض، ص415) تأليف خطيب أهل السنة والأثر فقيه الأدباء وأديب الفقهاء الإمام السلفي والعلماء الاثري أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة المتوفى 276هـ، ضبطه أبو أسامة سليم بن عيد الهلالي، دار ابن القيم ودار ابن عفان، الطبعة الثانية سنة 1430هـ قال: (قال أبو محمد: والذي عندي والله أعلم أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين وإنما وقع الالف لتلك لمجيئها في القرآن ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأتِ في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد وإن كان يلزم منهما ما يلزم .
              8-
              الشيخ ابن تيمية يصرح بهذا المعنى في (بيان تلبيس الجهمية) يقول: عندما أقول الصورة ليس مرادي الصفة والمعنى، الصفة المعنوية المعقولة وإنما مرادي الشكل والهيئة الخارجية المحسوسية، وذلك في (بيان تلبيس الجهمية، ج6، ص472) يقول: (فصل، وأما التأويلات الثلاثة التي ذكرها) يعني الرازي (في الطريق الثالث) يقولالرازي: (التأويل الأول أن يراد قوله المراد من الصورة الصفة فيكون المعنى أن آدم امتاز عن سائر الأشخاص والأجسام بكونه عالماً بالمعقولات) إذن عندما يقول خلقه على صورته يعني على معانيه وعلى صفاته، يقول: هذا هو التأويل ونحن لا نقبل التأويل، وإنما نبقي الرواية على ظاهرها، يقول: (وأما التأويلات الثلاثة) إذن هذا الشاهد الأول على أنه لا يقبل أن الصورة بمعنى الصفة المعنوية، وإنما مراده الشكل الخارجي المحسوس بالعين المجردة. هذا الأمر الأول.
              الأمر الثاني أو الشاهد الثاني: ماقاله ابن تيمية في مناقشة الفخر الرازي؟ أنا أتصور أنه لا يوجد تصريح أوضح من هذا، أن مراده من الصورة يعني الشكل والهيئة المحسوسة. (الوجه التاسع أن هذا المعنى) في الحاشية، المحقق يقول (تفسير الصورة بالصفة أو صورته المعنوية أو الروحانية إن هذا المعنى الذي ذكروه وإن كان ثابتاً في نفسه ويمكن أن يكون الحديث دالاً عليه باللزوم والتضمن لكن قصر الحديث عليه باطل قطعاً
              وشاهد ثالث على أن الشيخ ابن تيمية مقصوده من الصورة ليس المعنوية وإنما مقصوده الصورة يعني الشكل الخارجي. رواية البخاري والنص الوارد في البخاري تقول (خلق آدم على صورته ثم قال طول آدم ستون ذراعاً فلفظ الطول وقدره ليس داخلاً في مسمى الصورة) إذن الله ليس طوله ستون ذراعاً، في الصورة فقط يشبه آدم
              يقول: (فلفظ الطول وقدره ليس داخلاً في مسمى الصورة حتى يقال إذا قيل خلق الله آدم على صورته وجب أن يكون على قدره وطوله من المعلوم أن الشيئين المخلوقين قد يكون أحدهما على صورة الآخر مع التفاوت العظيم في جنس ذواتهما

              تعليق


              • #8
                ملامح التوحيد في مدرسة الشيخ بن تيمية الحلقة الحادية عشر
                بسم الله الرحمن الرحيم
                والحمد لله رب العالمين
                نستمر معكم اخوتي في بيان عقيدة الشيخ ابن تيمية في التوحيد وفي هذه الحلقة نسأل:
                قد عرفنا مذهب الشيخ ابن تيمية في التوحيد وما التزم به من تشبيه فهل التزم اتباعه المعاصرون بذلك؟
                الجواب:
                1-(الدرر السنية في الأجوبة النجدية، مجموعة رسائل ومسائل علماء نجد الأعلام من عصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب الى عصرنا هذا، ج3، كتاب الأسماء والصفات، ص260) جمع عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي المتوفى 1392هـ: السؤال هذا (وسُئل الشيخ فلان عن قوله (خلق الله آدم بيده على صورته) هل الكناية في قوله (على صورته) راجعة الى آدم؟ فأجاب: هذا الحديث المسئول ثابت وصحيح ولقد نص الإمام أحمد على صحة الحديث وإبطال هذه التأويلات واللفظ الذي فيه على صورة الرحمن رواه الدارقطني والطبراني عن النبي عن ابن أبي عاصم عن أبي هريرة قال: من قاتل فلجتنب الوجه فأن صورة وجه الإنسان على صورة وجه .
                2-(مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، التوحيد وما يلحق به، ج6، ص353) تأليف ابن باز وهو من أعلامهم المعاصرين، جمع وترتيب وإشراف الدكتور محمد بن سعد الشويعر، دار أصداء المجتمع (السؤال الرابع: أن الله خلق آدم على صورته هل معنى ذلك أن جميع ما لآدم من صفات تكون لله؟ الجواب: هذا ثبت عن رسول الله، وجاء في رواية أحمد وجماعة من أهل الحديث على صورة الرحمن فالضمير في الحديث الأول يعود الى الله ولا يلزم من ذلك أن تكون صورته سبحانه مثل صورة الآدمي كما أنه لا يلزم إثبات الوجه لله سبحانه واليد والأصابع والقدم والرضا والغضب وغير ذلك أن تكون مثل صفات بني آدم
                3-وهذا المعنى أشار إليه ابن باز في (مجموعة فتاوى ومقالات متنوعة، ج25، ص127 يقول: (ما صحة حديث أن الله خلق آدم على صورته، يقول: الجواب هذا هو الصحيح يعني أن الله خلق آدم على صورته سميعاً بصيراً متكلماً له يد وله قدم وليس مثل ابن آدم تعالى الله عن الشبيه والنظير)
                4- ومن أولئك الذين صرحوا بتلك الحقيقة ما ورد في (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ج3، ص505 جمع وترتيب أحمد بن عبد الرزاق الدويش، ج3، دار المؤيد السائل يقول أن هناك فتوى عن أبي هريرة أنه قال خلق الله آدم على صورته فهل هذا الحديث صحيح، يقول: (نص الحديث كذا ... وله معنيان) يأتي الى المعنى الثاني وهو القول الذي يختاره (الثاني أن الضمير في قوله على صورته يعود على الله بدليل ما جاء في رواية أخرى صحيحة على صورة الرحمن، وهو ظاهر السياق ولا يلزم على ذلك التشبيه فإن الله سمى نفسه بأسماء سمى بها خلقه ووصف نفسه بصفات ووصف بها خلقه ولم يلزم من ذلك التشبيه وكذا الصورة ولا يلزم من اتيانها لله تشبيهه بخلقه لأن الاشتراك بالاسم وفي المعنى الكلي (ليس كمثله شيء).
                5-ومن أولئك الذين صرحوا كما أشرنا قبل قليل، هذه رسالة مفصلة وردت في رسائل في العقيدة كما أشرنا إليه للأنصاري الذي هو محدث المدينة النبوية، توجد رسالة الأخوة أهل العلم من يريد المراجعة تبدأ الرسالة من (ص169) وتنتهي في (ص180) وهنا يوجد تصريح جيد، يقول: (وحفاظاً على السنة حفاظاً على السنة النبوية والعقيدة السلفية من التلاعب بهما) ثم ينقل رواية فأن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن، ثم يأتي في (ص180) من الكتاب يقول: (والحق الذي عليه أهل السنة ومن تبعهم ... فيقولون أن لله وجهاً وعينين ويدين وقدمين وأصابع
                كذلك له صورة وعلم وسمع وبصر وغير ذلك وهذا الذي نعتقده وندين به حتى نلقاه الله إن شاء الله) .
                6-وهناك موارد أخرى أشير لها منها (شرح الأربعين النووية، ص45 و 46) للعثيمين وهو من علمائهم الكبار، دار الثريا للنشر، الطبعة الثالثة سنة 1425هـ، يقول: (مسائل الأسماء والصفات التي حصل فيها خلاف معنى حديث أن الله خلق آدم ... فحرفه قوم تحريفاً مشيناً قالوا لأنك لو قلت أنها صورة الرب عز وجل لمثلت الله بخلقه لأن صورة الشيء مطابقة له وهذا تمثيل وجوابنا على هذا أن نقول لو أعطيت النصوص حقها لقلت خلق الله آدم على صورة الله لكن ليس كمثل الله شيء)
                7-ومن الموارد الأساسية المهمة في هذا المجال أيضاً ما ورد في (تعليقات الفتوى الحموية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية) حمد بن عبد المحسن التويجري (ص404) (والرأي الراجح والله أعلم أن الضمير يعود الى الله وهذا ما ذهب إليه الأئمة
                8- (فتح الباري بشرح صحيح البخاري، هذا الذي أشرنا إليه (ج16، ص392) وهي بتحقيق
                إذن أتصور كلمات واضحة التي تشير الى هذه الحقيقة.
                ولهذا نجدهم فرعوا على ذلك جواز رؤيه الله اما في هذه الدنيا او في الاخرة وقبلوا هذه الروايات:
                1- الرواية الأولى وردت في (صحيح البخاري، ج5، ص256، رقم الحديث 7437) الطبعة الحديثة التي هي طبعة الرسالة العالمية بتحقيق شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد، الرواية (عن أبي هريرة أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة، فقال رسول الله: هل تضارون في القمر ليلة البدر، قالوا: لا قالوا: لا يا رسول الله، قال: فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب، قالوا: لا يا رسول الله، قال: فأنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه)
                2-الرواية الثانية وردت في (صحيح مسلم، ص193) دار الخير، تحقيق مسلم بن محمود عثمان السلفي الاثري، باب معرفة طريق الرؤية، كتاب الإيمان، ص193، ج1، رقم الحديث 299، (أن أبا هريرة أخبره أن الناس قالوا لرسول الله يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ... ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول أنا ربك فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيه الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا)
                وانظروا كلام اهل البيت المنزهون لله حقا: (كلما ميزتموه بأوهامكم فهو مخلوق مصنوع مردود إليكم
                هذه الروايات الواردة في أصح كتابين عندهم.
                وبهذا ثبت بيان الركن الثالث من اركان ابن تيمية في التوحيد
                والحمد لله رب العالمين

                تعليق


                • #9
                  احسنتم بحث قيم بارك الله فيكم

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  x

                  رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                  صورة التسجيل تحديث الصورة

                  اقرأ في منتديات يا حسين

                  تقليص

                  لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                  يعمل...
                  X