بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
كتبت سابقا بحثا وهو ملامح التوحيد عند الشيخ ابن تيمية وهنا اجمع شتاته في موضوع واحد:
ملامح التوحيد في مدرسة الشيخ بن تيمية الحلقة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
ان من اهم المسائل التي نختلف بها نحن اتباع اهل البيت عليهم السلام مع الفرقة الوهابية هي مسائل التوحيد ونحن سنحاول ان شاء الله في الابحاث التي ستاتي تباعا بيان معالم عقيدة التوحيد عندهمالتي هي في الحقيقة تنص تصريحا لا تلويحا على تجسيمهم للباري عزوجل واذا عرفوا بين الطوائف والمذاهب بالمجسمة .
ويمكن بيان الاركان والمفاصل الاساسية لاتجاه التجسيم والتشبيه الذي يعتبروه توحيدا باركان اربعة:
1-ان الله محدودوليس مطلق بل متناهي ومحدود.
2-ان هذا المحدود والذي له حد جسم ولكن لا كالاجسام وسيتضح انه جسم يشبه الاجسام لاكن تختلف بعض خصوصياته وكيفياته ؛يعني الاختلاف في الكيفية لا في اصل الجسمية.
3- هذا الجسم له صورة وشكل.
4-ان صورة هذا الجسم هي صورة ادمي .
الكلام في الركن الاول وهو انهم اثبتوا الحد لله سبحانه وتعالى:
قبل بيان معنى الحد لابد ان نوضح ان توصيف الله بالحد لم يرد في كتاب ولا في سنة ولا يدخل في اي قسم من اقسام التوحيد عند القائلين بالحد فانهم قد قسموا التوحيد الى ثلاثة اقسام هي:
1-توحيد الالوهية
2-توحيد الربوبية
3-توحيد الاسماء والصفات
وممن صرحوا بذلك اي ان -صفة الحد لم ترد في كتاب ولاسنة-ولا يدخل في اي قسم من اقسام التوحيد الشيخ ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ج3ص42فيقول[ان هذا الكلام الذي ذكره المستشكل انما يتوجه لو قالوا ان له صفة هي الحد كما توهمه وهذا لم يقله احد ولا يقوله عاقل فان هذا الكلام لاحقيقة لهاذ ليس في الصفات صفة يقال له الحد].
معنى الحد:
الحد لغة هو ان الشئ له نهاية؛وهذا المعنى وارد في كتاب النهاية في غريب الحديث والاثر ص193 ؛مادة حددلابن الاثير محمد بن الجزري يقول [ومنه الحديث في وصف القران لكل حرف حد اي نهاية ومنتهى كل شئ حده]هذا اولا؛ا
:لثاني :ما ورد في معجم المقاييس في اللغة مادة حد لابن فارس ابو زكريا يقول.[الحاء والدال اصلان الاول المنع والثاني طرف الشئ].
الثالث:ما ورد في تاج العروس ج8 ص6 للزبيري يقول[والحد منتهى الشئ ]وفي ص8[وحد كل شئ منتهاه لانه يرده ويمنعه عن التمادي ]اي الامتداد.
واما اصطلاحا
1-فقد بينه الشيخ ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ج1 ص287 يقول:[واما وصفه بالحد والنهلية ]ففسر الحد بالنهاية اي منتهى الشئ.
2-وكذا ما ذكره الزاغوني في الايضاح في اصول الدين ص325 تحقيق عصام السيد محمود يقول:[وهذا بعينه الحد والنهاية]وفي عبارة اخرى يقول [واضافة الحد والغاية والنهاية اليه تعالى ]وفي عبارة اخرى يقول :[وهذا بعينه يعطي الحد والنهاية لما ينتهي اليه].
3-وكذا ما ذكره صاحب حاشية بيان تلبيس الجهمية في تعليقته على عبارة بن تيمية المتقدمة في ج1 ص287 عندما قال:[واما وصفه بالحد والنهاية]يقول المحقق يحيى بن محمد الهنيدي في الحاشية [حد الشئ منتهى الشئ].-
الاقوال في المسالة:
1-وهو القول الذي يعتقد باصرار بان لله حد ولو لم يكن له حد لم يكن موجودا وهو قول الشيخ بن تيمية ومجموعة من السلفية .
2-وهو القول الذي يعتقد باصرار ايضا بان الله ليس له حد وينفي كل لوازم المحدودية وهو قول جمهور المسلمين بمختلف مذاهبهم.
3-وهو قول بالتوقف فلا نقول بان لله حد او ليس له حد .
وممن ذكر الاقوال السابقة في المسالة:
1-الشيخ بن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ج1ص287 بتحقيق الدكتور يحيى بن محمد الهنيدي قال:[واما وصفه بالحد والنهاية الذي تقول انت معنى الجسم فهم فيه كسائر اهل الاثبات على ثلاثة اقوال منهم من يثبت ذلك كمكا هو المنقول عن السلف والائمة ومنهم من نفى ذلك ومنهم من لا يتعرض بنفي ولا اثبات.]
2-وممن ذكر الاقوال والتزم بالقول الثالث وهو التوقف الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرح العقيدة السفارينية ؛سلسلة مؤلفات فضيلة الشيخ رقم 17 ص237 طبع باشراف مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية ؛المدار الوطني للنشر يقول:[ولذلك اختلف كلام من تكلم به من السلف فيه هل الله يحد او لا يحد فمنهم من انكر الحد وقال انه لا يجوز ان نقول ان الله محدود بل يستحيل ان نقول ان الله محدود ومنهم من قال يجب ان نقول ان الله محدود وان له حدا ولكن يجب ان نعلم ان الخلاف يكون لفظيا فالواجب السكوت عن ذلك فلا يقال انه يحد ولا انه لا يحد وليس هناك ضرورة ان نقول انه يحد او لا يحد.]
3-ايضا ممن ذكر الاقوال من المعاصرين الزاغوني في الايضاح في اصول الدين ص325 دراسة وتحقيق عصام السيد محمود يقول :[اختلف المتكلمون في نسبة الحد لله تعالى فنفاه الاشاعرة والمعتزلة وغيرهم ممن نفوا علو الله تعالى واستوائه على العرش وائمة السلف على اثباته وهو قول احمد واسحاق بن ابراهيم والدارمي وابن المبارك وغيرهم.]
في ان مسالة الحد لم ترد في كتاب ولا سنة وان ابن المبارك هو اول قائل بها:
ذكرنا سابقا كلاما لبن تيمية يذكر فيه لان مسالة الحد لم ترد في كتاب ولا سنة وهنا نؤكد هذا المعنى نؤكد انها ليست مسالة اصيلة من مسائل العقيدة بل ان الصحابة وغيرهم من العلماء لم يذكرها وان اول من ذكرها هو ابن المبارك:
1-فقد ذكر الدشتي في كتابه {اثبات الحد لله وانه قاعد وجالس على عرشه ص31}قال:[وساذكر في هذا المبحث بعض من وقفت على تصريحه باثبات الحد لله تعالى واولهم عبد الله بن المبارك المتوفي سنة 181ه].
اذن قبل عبد الله بن المبارك لم تذكر هذه المسالة لا في كلام الصحابة ولا في كلام العلماء وان كنا نخالفه في هذا فنحن نعتقد بان امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام صرح كثيرا بنفي الحد عن الله تعالى وسنذكر ذلك لاحقا:
2-ومن العلماء المعاصرين الذين صرحوا بان هذه المسالة لم تذكر لا في الكتاب والا في السنة الشيخ صالح العثيمين في كتابه شرح العقيدة السفاريتية ص236 يقول:[وكلمة الحد من الالفاظ التي لم ترد في الكتاب ولا في السنة فليس في الكتاب ان الله يحد ولا انه لا يحد ولا في السنة ان الله يحد ولا انه لا يحد].
3-ومن اؤلائك الذين صرحوا بهذه المسالة ما ورد في كتاب [رد الامام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد ص23 في الحاشية تحقيق محمد الفقي يقول :[كلمة الحد لم ترد في الكتاب ولا في السنة ونحن لا ننسب الى الله صفة ولا لفظ الا ما ورد نصا عن الله ورسوله مع انا لا نقول بها بالرائ].
وهنا سؤال:اذا كانت مسالة الحد لم ترد في كتاب ولا في سنة ولم ترد في كلمات كبار الصحابة بل في اعتقادنا ورد ما ينفيها في كلمات امير المؤمنين عليه السلام فلماذا هذا الاصرار من اصحاب هذا الاتجاه وهذه الضرورة ان الله له حد وانهم رتبوا عليه نمتائج خطيرة جدا وصلت الى مرحلة التكفير للقائل بعدم الحد كما اشار الى ذلك الامام الدارمي في رده على بشر المريسي ص24:قال:[فهذا كله وما اشبهه شواهد ودلائل على الحد ومن لم يعترف به فقد كفر بتنزيل الله وجحد ايات الله سبحانه وتعالى].
كذلك ما اشار اليه الدشتي في كتابه اثبات الحد لله ص1221 :[ومن خالف شيئا من هذه المذاهب فهو مخالف مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق].
ملاحظة :بناء على ما توصل اليه الدارمي والدشتي يكون اغلب المسلمين كفارا بل حتى بن عثيمين يكون كافرا لانه توقف في المسالة كما تقدم.
وللكلام بقية في الحلقات القادمة ان شاء الله تعالى.
ملامح التوحيد في مدرسة الشيخ بن تيمية -الحلقة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
في ذكر القائلين بالحد:
صرح مجموعة من علماء الخط السلفي بان لله حد وهذه مجموعة من اقوالهم:
النص الاول :مسائل الامام احمد بن محمد بن حنبل واسحاق بن راهويه ص359:روايةحرب بن اسماعيل والكرماني اعتنى باخراجه ناصر بن سعود بن عبد الله السلامة ؛مكتبة الراشد قال:[خلق الله سبع سموات بعضها فوق بعض وسبع ارضين بعضها اسفل من بعض وبين الارض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام والماء فوق السماء السابعة وعرش الرحمن فوق الماء والله تبارك وتعالى على العرش والكرسي موضع قدميه فان احتج مبتدع او مخالف او زنديق ونحن اقرب اليه من حبل الوريد {وهو معكم اينما كنتم }{ما يكون من نجوى ثلاثة الا وهو رابعهم }ونحو ذلك من متشابه القرانفقل انما يعني بذلك العلم لان الله تبارك وتعالى على العرش ----------وهو بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان ولله عرش وللعرش حملة يحملونه وله حد].
النص الثاني :ما ورد في كتاب الرد على الجهمية ص98 للامام ابي سعيد الدارمي المتوفي سنة 280ه قال:[لان الكلمة قد اتفقت من الخلق كلهم ان الشئ لا يكون الا بحد وصفه وان لا شئ ليس له حد ولا صفة ------قال ابو سعيد والحجة لقول ابن المبارك قول الله تبارك وتعالى {وترى الملائكة حافين من حول العرش }فلماذا يحفون من حول العرش الا لان الله عز وجل فوقه والا كان في كل مكان لحفوا بالامكنه كلها لا بالعرش دونها ففي هذا بيان بين للحد .]
النص الثالث:ما ورد في كتاب الابانة عن شريعة الفرقة الناجية ص161ج3 للعكبري الحنبلي المتوفي 387ه قال:[قال حرب قلت لاسحاق بن راهوية العرش بحد؟قال نعم وذكر عن ابن المبارك قال هو على عرشه بائن من خلقه بحد].
النص الرابع:ما ورد في كتاب السنة ج1 ص176 للامام ابي عبد الرحمن عبد الله بن امام اهل السنة احمد بن حنبل المتوفي 290ه تحقيق ورواية الدكتور محمد بن سعيد القحطاني قال:[سمعت عبد الله –اي بن المبارك-يقول نعرف ربنا فوق سبع سموات على العرش بائن من خلقه بحد].
النص الخامس:ما ورد في كتاب درء تعارض العقل والنقل او موافقة صحيح المعقول لصريح المنقول ج1ص386 لابن تيمية قال:[قلت لاحمد بن حنبل يحكى عن بن المبارك وقيل له كيف نعرف ربنا قال في السمواء السابعة على عرشه بحد فقال احمد هكذا هو عندنا].
النص السادس:ما ورد في كتاب اثبات الحد لله عز وجل وبانه قاعد وجالس على عرشه ص31-36 للدشتي قال:المبحث الخامس من صرح من اهل العلم باثبات الحد لله :عبد الله بن المبارك؛ الحميري بن عبد اللعه بن الزبير؛سعيد بن منصور ؛احمد بن حنبل ؛اسحاق بن راهويه؛حرب بن اسماعيل الكرماني ؛الاثرم احمد بن محمد بن هانئ ؛عثمان بن سعيد الدارمي ؛عبد الله بن احمد بن حنبل :ابو عبد الله بن بطة العكبري ؛يحيى بن عمار السجستاني ؛ابو القاسم بن منده؛ ابو اسماعيل الانصاري الهروي صاحب كتاب الاربعين في التوحيد ؛ابو الحسن الجزري ؛القاضي ابو يعلى ؛ابو العلاء الهمداني صاحب الرد على التاويلات ؛ابو القاسم التيمي ابن الزاغوني؛الدشتي؛شيخ الاسلام بن تيمية ؛ابن القيم بن ابي الضر الحنفي ؛يوسف بن عبد الهادي.
النص السابع:ابن تيمية في تلبيس الجهمية ج3 ص737 قال:[واما ما ذكره القاضي –ابو يعلى الفراء- من اثبات الحد لله من ناحية العرش فقط فهذا قد اختلف فيه كلامه وهو قول طائفة من اهل السنة والجمهور على خلافه وهو الصواب]
فالشيخ بن تيمية لا يرتضي ان الله سبحانه وتعالى محدود من جهة واحدة وهي جهة العرش فقط بل يدعي انه محدود من الجهات الست جميعا.
في بيان لوازم القول بالحد
ان القول بان لله حد يلزمة مجموعة من اللوازم لعل اهمها ضرورة القول بان لله حيز وجهة وباقي لوازم الجسمية وهذا ما قام به الشيخ بن تيمية فهو بعد ان اثبت الحد لله تعالى الله عنه علوا كبيرا صار يثبت بقية لوازمه فقال انه اذا كان محدودا من الجهات السته فلابد ان يكون له حيز اي حجم ويجب ان يكون في جهه وان له مكان وهي الجنة وانه مستوي على عرشه والاستواء بمعنى الاستقرار الى ان ينتهي الى التصريح بالتجسيم والحقيقة ان هذا الموقف ليس مقصورا على الشيخ بن تيمية بل هناك العديد من مسلكه وهم ما يحبون ان يسموا انفسهم السلف الصالح وفي الحقيقة هم الحشوية المجسمة وامتدادهم ولك عزيزي القارئ بعض نصوصهم الدالة صراحة على ما نقول:
اما بيان قول الشيخ بن تيمية بالتحيز فقد ذكر ذلك في كتاب بيان تلبيس الجهمية ج3 ص796 قال:[اتعني بالحيز ماهو من لوازم المتحيز وهي نهايته وحده الداخل في مسماه ----الى ان قال في ص797 فيقال له بل يجب في سائر الذوات المتحيزة ان يكون لكل منها تحيز يخصه وهو قدره ونهايته التي تحيط به ويلزمه الحيز الذي هو تقدير المكان ولا نسلم انه ممتنع والقدر والحيز الداخل في مسمى المتحيز الذي هو من لوازمه ابلغ من صفاته الذاتية فان كل موجود متحيز والله موجود فهو متحيز].
معنى التحيز :وان كان واضحا من العبارة السابقة لاكن هناك عبارة اوضح للشيخ بن تيمية توضح مراده منها فقال في بيان تلبيس الجهمية ج3ص15:[التحيز هو الحصول في الحيز والحيز عند المتكلمين هو الفراغ المتوهم الذي يشغله شئ ممتد كالجسم].
اذن الحيز هو مكان وضرف الاجسام والله متحيز فهو في مكان وضرف الاجسام فماذا يكون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اما ما قاله في خصوص الجهه والمراد منها وجوده في الاعلى او في اليمين او الشمال وهكذا فقال في بيان تلبيس الجهمية ج3ص14 [الجهه في الاصل هي الجانب والناصية والموضع الذي تتوجه اليه وتقصده والجهه والحيز متلازمان في الوجود لان كلا منهما مقصد للمتحرك الايني والمراد من الاين ما يسأل به عن المكان]اذن اذا اثبتنا الحيز لله يثبت الجهه لانهما متلازمان في الوجود .
وقال في بيان تلبيس الجهمية ج3 ص20-21[واحتج بن منده على اثبات الجهه بانه لما نطق القران بان الله تعالى على العرش وانه في السماء-------الخ]
اذن بن مندة ايضا من القائلين بالجهة فيكون من القائلين بالتحيز لانهما متلازمان.
وقال الشيخ البراك في شرح ارسالة التدمرية لابن تيمية شرح فضيلة الشيخ عبد ارحمن بن ناصر البراك اعداد سليمان بن صالح الغضصن ص207[وكذلك يقال لمن قال ان الله في جهه اتريد بذلك ان الله فوق العالم او تريد به ان الله داخل في شئ من الخلوقات فان اردت الاول فهو حق].
وهذا ما اكده الشيخ العثيمين في مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ج1 فتاوى العقيدة ص130[واما قولهم ان الله تعالى عن الجهات الست خال فهذا القول على عمومه باطل لانه يقتضي ابطال ما اثبته الله تعالى لنفسه واثبته له اعلم خلقه به واشدهم تعظيما له وهو رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من انه تعالى في السماء التي هي في جهة العلو بل ان ذلك يقتضي وصف الله تعالى بالعدم لان الجهات الست هي الفوق والتحت واليمين والشمال والخلف والامام وما من شئ موجود الا تتعلق به نسبة احدى هذه الجهات وهذا امر معلوم ببداهة العقول فاذا نفيت هذه الجهات عن الله لزم ان يكون معدوما].
سؤال:ذكرنا سابقا ان الشيخ العثيمين قد توقف في اثبات الحد لله لاكننا نجده هنا قد صرح بكل وضوح ومن دون لبس ان الله في جهة ومكان دون باقي الجهات وهي العلو طبعا فلنا ان نسأل كيف يكون في جهة دون غيرها ولا يكون محدودا؟؟فهو اذا كان في جهة العلو فهو غير موجود في التحت وعليه يكون متناهي من جهة التحت!!!!!!!!
بعد ان ثبت من خلال الابحاث السابقة ان الشيخ بن تيمية من المؤسيسين الكبار لنظرية اثبات الحد لله سبحانه وتعالى وان الله تعالى محدود من الجهات الست وان هذة النظرية لم تتوقف عند الشيخ بن تيمية وانا استمرت الى زماننا الفعلي حيث تبناها امثال الشيخ محمد بن عبد الوهاب وثيتت هذه النظرية عند اتباعه ومقلديه وكذلك اتضح لنا ان هناك تلازما عقليا بين المحدودية والتحيز والجهه وهنا ك اثار اخرى للقول بالحد سنذكرها في الحلقة اللاحقة ان شاء الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
كتبت سابقا بحثا وهو ملامح التوحيد عند الشيخ ابن تيمية وهنا اجمع شتاته في موضوع واحد:
ملامح التوحيد في مدرسة الشيخ بن تيمية الحلقة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
ان من اهم المسائل التي نختلف بها نحن اتباع اهل البيت عليهم السلام مع الفرقة الوهابية هي مسائل التوحيد ونحن سنحاول ان شاء الله في الابحاث التي ستاتي تباعا بيان معالم عقيدة التوحيد عندهمالتي هي في الحقيقة تنص تصريحا لا تلويحا على تجسيمهم للباري عزوجل واذا عرفوا بين الطوائف والمذاهب بالمجسمة .
ويمكن بيان الاركان والمفاصل الاساسية لاتجاه التجسيم والتشبيه الذي يعتبروه توحيدا باركان اربعة:
1-ان الله محدودوليس مطلق بل متناهي ومحدود.
2-ان هذا المحدود والذي له حد جسم ولكن لا كالاجسام وسيتضح انه جسم يشبه الاجسام لاكن تختلف بعض خصوصياته وكيفياته ؛يعني الاختلاف في الكيفية لا في اصل الجسمية.
3- هذا الجسم له صورة وشكل.
4-ان صورة هذا الجسم هي صورة ادمي .
الكلام في الركن الاول وهو انهم اثبتوا الحد لله سبحانه وتعالى:
قبل بيان معنى الحد لابد ان نوضح ان توصيف الله بالحد لم يرد في كتاب ولا في سنة ولا يدخل في اي قسم من اقسام التوحيد عند القائلين بالحد فانهم قد قسموا التوحيد الى ثلاثة اقسام هي:
1-توحيد الالوهية
2-توحيد الربوبية
3-توحيد الاسماء والصفات
وممن صرحوا بذلك اي ان -صفة الحد لم ترد في كتاب ولاسنة-ولا يدخل في اي قسم من اقسام التوحيد الشيخ ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ج3ص42فيقول[ان هذا الكلام الذي ذكره المستشكل انما يتوجه لو قالوا ان له صفة هي الحد كما توهمه وهذا لم يقله احد ولا يقوله عاقل فان هذا الكلام لاحقيقة لهاذ ليس في الصفات صفة يقال له الحد].
معنى الحد:
الحد لغة هو ان الشئ له نهاية؛وهذا المعنى وارد في كتاب النهاية في غريب الحديث والاثر ص193 ؛مادة حددلابن الاثير محمد بن الجزري يقول [ومنه الحديث في وصف القران لكل حرف حد اي نهاية ومنتهى كل شئ حده]هذا اولا؛ا
:لثاني :ما ورد في معجم المقاييس في اللغة مادة حد لابن فارس ابو زكريا يقول.[الحاء والدال اصلان الاول المنع والثاني طرف الشئ].
الثالث:ما ورد في تاج العروس ج8 ص6 للزبيري يقول[والحد منتهى الشئ ]وفي ص8[وحد كل شئ منتهاه لانه يرده ويمنعه عن التمادي ]اي الامتداد.
واما اصطلاحا
1-فقد بينه الشيخ ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ج1 ص287 يقول:[واما وصفه بالحد والنهلية ]ففسر الحد بالنهاية اي منتهى الشئ.
2-وكذا ما ذكره الزاغوني في الايضاح في اصول الدين ص325 تحقيق عصام السيد محمود يقول:[وهذا بعينه الحد والنهاية]وفي عبارة اخرى يقول [واضافة الحد والغاية والنهاية اليه تعالى ]وفي عبارة اخرى يقول :[وهذا بعينه يعطي الحد والنهاية لما ينتهي اليه].
3-وكذا ما ذكره صاحب حاشية بيان تلبيس الجهمية في تعليقته على عبارة بن تيمية المتقدمة في ج1 ص287 عندما قال:[واما وصفه بالحد والنهاية]يقول المحقق يحيى بن محمد الهنيدي في الحاشية [حد الشئ منتهى الشئ].-
الاقوال في المسالة:
1-وهو القول الذي يعتقد باصرار بان لله حد ولو لم يكن له حد لم يكن موجودا وهو قول الشيخ بن تيمية ومجموعة من السلفية .
2-وهو القول الذي يعتقد باصرار ايضا بان الله ليس له حد وينفي كل لوازم المحدودية وهو قول جمهور المسلمين بمختلف مذاهبهم.
3-وهو قول بالتوقف فلا نقول بان لله حد او ليس له حد .
وممن ذكر الاقوال السابقة في المسالة:
1-الشيخ بن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ج1ص287 بتحقيق الدكتور يحيى بن محمد الهنيدي قال:[واما وصفه بالحد والنهاية الذي تقول انت معنى الجسم فهم فيه كسائر اهل الاثبات على ثلاثة اقوال منهم من يثبت ذلك كمكا هو المنقول عن السلف والائمة ومنهم من نفى ذلك ومنهم من لا يتعرض بنفي ولا اثبات.]
2-وممن ذكر الاقوال والتزم بالقول الثالث وهو التوقف الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرح العقيدة السفارينية ؛سلسلة مؤلفات فضيلة الشيخ رقم 17 ص237 طبع باشراف مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية ؛المدار الوطني للنشر يقول:[ولذلك اختلف كلام من تكلم به من السلف فيه هل الله يحد او لا يحد فمنهم من انكر الحد وقال انه لا يجوز ان نقول ان الله محدود بل يستحيل ان نقول ان الله محدود ومنهم من قال يجب ان نقول ان الله محدود وان له حدا ولكن يجب ان نعلم ان الخلاف يكون لفظيا فالواجب السكوت عن ذلك فلا يقال انه يحد ولا انه لا يحد وليس هناك ضرورة ان نقول انه يحد او لا يحد.]
3-ايضا ممن ذكر الاقوال من المعاصرين الزاغوني في الايضاح في اصول الدين ص325 دراسة وتحقيق عصام السيد محمود يقول :[اختلف المتكلمون في نسبة الحد لله تعالى فنفاه الاشاعرة والمعتزلة وغيرهم ممن نفوا علو الله تعالى واستوائه على العرش وائمة السلف على اثباته وهو قول احمد واسحاق بن ابراهيم والدارمي وابن المبارك وغيرهم.]
في ان مسالة الحد لم ترد في كتاب ولا سنة وان ابن المبارك هو اول قائل بها:
ذكرنا سابقا كلاما لبن تيمية يذكر فيه لان مسالة الحد لم ترد في كتاب ولا سنة وهنا نؤكد هذا المعنى نؤكد انها ليست مسالة اصيلة من مسائل العقيدة بل ان الصحابة وغيرهم من العلماء لم يذكرها وان اول من ذكرها هو ابن المبارك:
1-فقد ذكر الدشتي في كتابه {اثبات الحد لله وانه قاعد وجالس على عرشه ص31}قال:[وساذكر في هذا المبحث بعض من وقفت على تصريحه باثبات الحد لله تعالى واولهم عبد الله بن المبارك المتوفي سنة 181ه].
اذن قبل عبد الله بن المبارك لم تذكر هذه المسالة لا في كلام الصحابة ولا في كلام العلماء وان كنا نخالفه في هذا فنحن نعتقد بان امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام صرح كثيرا بنفي الحد عن الله تعالى وسنذكر ذلك لاحقا:
2-ومن العلماء المعاصرين الذين صرحوا بان هذه المسالة لم تذكر لا في الكتاب والا في السنة الشيخ صالح العثيمين في كتابه شرح العقيدة السفاريتية ص236 يقول:[وكلمة الحد من الالفاظ التي لم ترد في الكتاب ولا في السنة فليس في الكتاب ان الله يحد ولا انه لا يحد ولا في السنة ان الله يحد ولا انه لا يحد].
3-ومن اؤلائك الذين صرحوا بهذه المسالة ما ورد في كتاب [رد الامام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد ص23 في الحاشية تحقيق محمد الفقي يقول :[كلمة الحد لم ترد في الكتاب ولا في السنة ونحن لا ننسب الى الله صفة ولا لفظ الا ما ورد نصا عن الله ورسوله مع انا لا نقول بها بالرائ].
وهنا سؤال:اذا كانت مسالة الحد لم ترد في كتاب ولا في سنة ولم ترد في كلمات كبار الصحابة بل في اعتقادنا ورد ما ينفيها في كلمات امير المؤمنين عليه السلام فلماذا هذا الاصرار من اصحاب هذا الاتجاه وهذه الضرورة ان الله له حد وانهم رتبوا عليه نمتائج خطيرة جدا وصلت الى مرحلة التكفير للقائل بعدم الحد كما اشار الى ذلك الامام الدارمي في رده على بشر المريسي ص24:قال:[فهذا كله وما اشبهه شواهد ودلائل على الحد ومن لم يعترف به فقد كفر بتنزيل الله وجحد ايات الله سبحانه وتعالى].
كذلك ما اشار اليه الدشتي في كتابه اثبات الحد لله ص1221 :[ومن خالف شيئا من هذه المذاهب فهو مخالف مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق].
ملاحظة :بناء على ما توصل اليه الدارمي والدشتي يكون اغلب المسلمين كفارا بل حتى بن عثيمين يكون كافرا لانه توقف في المسالة كما تقدم.
وللكلام بقية في الحلقات القادمة ان شاء الله تعالى.
ملامح التوحيد في مدرسة الشيخ بن تيمية -الحلقة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
في ذكر القائلين بالحد:
صرح مجموعة من علماء الخط السلفي بان لله حد وهذه مجموعة من اقوالهم:
النص الاول :مسائل الامام احمد بن محمد بن حنبل واسحاق بن راهويه ص359:روايةحرب بن اسماعيل والكرماني اعتنى باخراجه ناصر بن سعود بن عبد الله السلامة ؛مكتبة الراشد قال:[خلق الله سبع سموات بعضها فوق بعض وسبع ارضين بعضها اسفل من بعض وبين الارض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام والماء فوق السماء السابعة وعرش الرحمن فوق الماء والله تبارك وتعالى على العرش والكرسي موضع قدميه فان احتج مبتدع او مخالف او زنديق ونحن اقرب اليه من حبل الوريد {وهو معكم اينما كنتم }{ما يكون من نجوى ثلاثة الا وهو رابعهم }ونحو ذلك من متشابه القرانفقل انما يعني بذلك العلم لان الله تبارك وتعالى على العرش ----------وهو بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان ولله عرش وللعرش حملة يحملونه وله حد].
النص الثاني :ما ورد في كتاب الرد على الجهمية ص98 للامام ابي سعيد الدارمي المتوفي سنة 280ه قال:[لان الكلمة قد اتفقت من الخلق كلهم ان الشئ لا يكون الا بحد وصفه وان لا شئ ليس له حد ولا صفة ------قال ابو سعيد والحجة لقول ابن المبارك قول الله تبارك وتعالى {وترى الملائكة حافين من حول العرش }فلماذا يحفون من حول العرش الا لان الله عز وجل فوقه والا كان في كل مكان لحفوا بالامكنه كلها لا بالعرش دونها ففي هذا بيان بين للحد .]
النص الثالث:ما ورد في كتاب الابانة عن شريعة الفرقة الناجية ص161ج3 للعكبري الحنبلي المتوفي 387ه قال:[قال حرب قلت لاسحاق بن راهوية العرش بحد؟قال نعم وذكر عن ابن المبارك قال هو على عرشه بائن من خلقه بحد].
النص الرابع:ما ورد في كتاب السنة ج1 ص176 للامام ابي عبد الرحمن عبد الله بن امام اهل السنة احمد بن حنبل المتوفي 290ه تحقيق ورواية الدكتور محمد بن سعيد القحطاني قال:[سمعت عبد الله –اي بن المبارك-يقول نعرف ربنا فوق سبع سموات على العرش بائن من خلقه بحد].
النص الخامس:ما ورد في كتاب درء تعارض العقل والنقل او موافقة صحيح المعقول لصريح المنقول ج1ص386 لابن تيمية قال:[قلت لاحمد بن حنبل يحكى عن بن المبارك وقيل له كيف نعرف ربنا قال في السمواء السابعة على عرشه بحد فقال احمد هكذا هو عندنا].
النص السادس:ما ورد في كتاب اثبات الحد لله عز وجل وبانه قاعد وجالس على عرشه ص31-36 للدشتي قال:المبحث الخامس من صرح من اهل العلم باثبات الحد لله :عبد الله بن المبارك؛ الحميري بن عبد اللعه بن الزبير؛سعيد بن منصور ؛احمد بن حنبل ؛اسحاق بن راهويه؛حرب بن اسماعيل الكرماني ؛الاثرم احمد بن محمد بن هانئ ؛عثمان بن سعيد الدارمي ؛عبد الله بن احمد بن حنبل :ابو عبد الله بن بطة العكبري ؛يحيى بن عمار السجستاني ؛ابو القاسم بن منده؛ ابو اسماعيل الانصاري الهروي صاحب كتاب الاربعين في التوحيد ؛ابو الحسن الجزري ؛القاضي ابو يعلى ؛ابو العلاء الهمداني صاحب الرد على التاويلات ؛ابو القاسم التيمي ابن الزاغوني؛الدشتي؛شيخ الاسلام بن تيمية ؛ابن القيم بن ابي الضر الحنفي ؛يوسف بن عبد الهادي.
النص السابع:ابن تيمية في تلبيس الجهمية ج3 ص737 قال:[واما ما ذكره القاضي –ابو يعلى الفراء- من اثبات الحد لله من ناحية العرش فقط فهذا قد اختلف فيه كلامه وهو قول طائفة من اهل السنة والجمهور على خلافه وهو الصواب]
فالشيخ بن تيمية لا يرتضي ان الله سبحانه وتعالى محدود من جهة واحدة وهي جهة العرش فقط بل يدعي انه محدود من الجهات الست جميعا.
في بيان لوازم القول بالحد
ان القول بان لله حد يلزمة مجموعة من اللوازم لعل اهمها ضرورة القول بان لله حيز وجهة وباقي لوازم الجسمية وهذا ما قام به الشيخ بن تيمية فهو بعد ان اثبت الحد لله تعالى الله عنه علوا كبيرا صار يثبت بقية لوازمه فقال انه اذا كان محدودا من الجهات السته فلابد ان يكون له حيز اي حجم ويجب ان يكون في جهه وان له مكان وهي الجنة وانه مستوي على عرشه والاستواء بمعنى الاستقرار الى ان ينتهي الى التصريح بالتجسيم والحقيقة ان هذا الموقف ليس مقصورا على الشيخ بن تيمية بل هناك العديد من مسلكه وهم ما يحبون ان يسموا انفسهم السلف الصالح وفي الحقيقة هم الحشوية المجسمة وامتدادهم ولك عزيزي القارئ بعض نصوصهم الدالة صراحة على ما نقول:
اما بيان قول الشيخ بن تيمية بالتحيز فقد ذكر ذلك في كتاب بيان تلبيس الجهمية ج3 ص796 قال:[اتعني بالحيز ماهو من لوازم المتحيز وهي نهايته وحده الداخل في مسماه ----الى ان قال في ص797 فيقال له بل يجب في سائر الذوات المتحيزة ان يكون لكل منها تحيز يخصه وهو قدره ونهايته التي تحيط به ويلزمه الحيز الذي هو تقدير المكان ولا نسلم انه ممتنع والقدر والحيز الداخل في مسمى المتحيز الذي هو من لوازمه ابلغ من صفاته الذاتية فان كل موجود متحيز والله موجود فهو متحيز].
معنى التحيز :وان كان واضحا من العبارة السابقة لاكن هناك عبارة اوضح للشيخ بن تيمية توضح مراده منها فقال في بيان تلبيس الجهمية ج3ص15:[التحيز هو الحصول في الحيز والحيز عند المتكلمين هو الفراغ المتوهم الذي يشغله شئ ممتد كالجسم].
اذن الحيز هو مكان وضرف الاجسام والله متحيز فهو في مكان وضرف الاجسام فماذا يكون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اما ما قاله في خصوص الجهه والمراد منها وجوده في الاعلى او في اليمين او الشمال وهكذا فقال في بيان تلبيس الجهمية ج3ص14 [الجهه في الاصل هي الجانب والناصية والموضع الذي تتوجه اليه وتقصده والجهه والحيز متلازمان في الوجود لان كلا منهما مقصد للمتحرك الايني والمراد من الاين ما يسأل به عن المكان]اذن اذا اثبتنا الحيز لله يثبت الجهه لانهما متلازمان في الوجود .
وقال في بيان تلبيس الجهمية ج3 ص20-21[واحتج بن منده على اثبات الجهه بانه لما نطق القران بان الله تعالى على العرش وانه في السماء-------الخ]
اذن بن مندة ايضا من القائلين بالجهة فيكون من القائلين بالتحيز لانهما متلازمان.
وقال الشيخ البراك في شرح ارسالة التدمرية لابن تيمية شرح فضيلة الشيخ عبد ارحمن بن ناصر البراك اعداد سليمان بن صالح الغضصن ص207[وكذلك يقال لمن قال ان الله في جهه اتريد بذلك ان الله فوق العالم او تريد به ان الله داخل في شئ من الخلوقات فان اردت الاول فهو حق].
وهذا ما اكده الشيخ العثيمين في مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ج1 فتاوى العقيدة ص130[واما قولهم ان الله تعالى عن الجهات الست خال فهذا القول على عمومه باطل لانه يقتضي ابطال ما اثبته الله تعالى لنفسه واثبته له اعلم خلقه به واشدهم تعظيما له وهو رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من انه تعالى في السماء التي هي في جهة العلو بل ان ذلك يقتضي وصف الله تعالى بالعدم لان الجهات الست هي الفوق والتحت واليمين والشمال والخلف والامام وما من شئ موجود الا تتعلق به نسبة احدى هذه الجهات وهذا امر معلوم ببداهة العقول فاذا نفيت هذه الجهات عن الله لزم ان يكون معدوما].
سؤال:ذكرنا سابقا ان الشيخ العثيمين قد توقف في اثبات الحد لله لاكننا نجده هنا قد صرح بكل وضوح ومن دون لبس ان الله في جهة ومكان دون باقي الجهات وهي العلو طبعا فلنا ان نسأل كيف يكون في جهة دون غيرها ولا يكون محدودا؟؟فهو اذا كان في جهة العلو فهو غير موجود في التحت وعليه يكون متناهي من جهة التحت!!!!!!!!
بعد ان ثبت من خلال الابحاث السابقة ان الشيخ بن تيمية من المؤسيسين الكبار لنظرية اثبات الحد لله سبحانه وتعالى وان الله تعالى محدود من الجهات الست وان هذة النظرية لم تتوقف عند الشيخ بن تيمية وانا استمرت الى زماننا الفعلي حيث تبناها امثال الشيخ محمد بن عبد الوهاب وثيتت هذه النظرية عند اتباعه ومقلديه وكذلك اتضح لنا ان هناك تلازما عقليا بين المحدودية والتحيز والجهه وهنا ك اثار اخرى للقول بالحد سنذكرها في الحلقة اللاحقة ان شاء الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين.
تعليق