إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التجسيم في عقيدة ابن تيمية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التجسيم في عقيدة ابن تيمية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

    النص الأوّل: يقول في تفسير قوله سبحانه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ)(1)، و تفسير قوله: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً)(2)، ما هذا نصّه:

    «فإنّه لا يدلّ على نفي الصفات بوجه من الوجوه، بل ولا على نفي ما يسمّيه أهل الاصطلاح جسماً بوجه من الوجوه».(3)

    ومراده من الصفات في قوله: نفي الصفات، الصفات الخبرية التي أخبر عنها سبحانه، كاليد والوجه وغيرهما، فهو يعتقد أنّ الجميع يوصف به سبحانه من غير تأويل ولا تعطيل، بل بنفس المعنى اللغوي.

    النص الثاني: وقال أيضاً:

    «وأمّا ذكر التجسيم وذمّ المجسّمة، فهذا لا يعرف في كلام أحد من السلف والأئمّة، كما لا يعرف في كلامهم أيضاً القول بأنّ الله جسم أو ليس بجسم».(4)

    النص الثالث: ويقول في كتاب آخر له:

    «وأمّا ما ذكره ]العلاّمة الحلّي[ من لفظ الجسم وما يتبع ذلك، فإنّ هذا اللفظ لم ينطق به في صفات الله تعالى لا كتاب ولا سنّة، لا نفياً ولا إثباتاً، ولا تكلّم به أحد من الصحابة والتابعين وتابعيهم، لا أهل البيت ولا غيرهم».(5)

    إلى هنا يتّضح أنّه أخفى التصريح بأنّه تعالى جسمٌ، ونفى أن يكون ذلك القول، يعني أنّ الله جسم أو ليس بجسم، قد ورد في كلام السلف، ولكنّه أظهر عقيدته في مواضع من كتبه، وهذا ما نلاحظه في النصّين التاليين:

    النص الرابع: «وقد يراد بالجسم ما يشار إليه، أو ما يرى، أو ما تقوم به الصفات، والله تعالى يُرى في الآخرة وتقوم به الصفات ويشير إليه الناس عند الدعاء بأيديهم وقلوبهم ووجوههم وأعينهم.

    فإن أراد بقوله: «ليس بجسم» هذا المعنى قيل له: هذا المعنى ـ الذي قصدت نفيه بهذا اللفظ ـ معنى ثابت بصحيح المنقول وصريح المعقول وأنت لم تقم دليلاً على نفيه.

    وأمّا اللفظ فبدعة نفياً وإثباتاً، فليس في الكتاب ولا السنّة، ولا قول أحد من سلف الأُمّة وأئمتها إطلاق لفظ «الجسم» في صفات الله تعالى، لا نفياً ولا إثباتاً».(6)

    فقد عرّف إلهه الذي يعبده بالأُمور التالية:

    1. أنّه يُشار إليه.

    2. أنّه يُرى.
    3. أنّه تقوم به الصفات فيكون مركّباً.

    4. أنّ له مكاناً وجهة، بدليل رفع الناس أيديهم عند الدعاء إلى الأعلى.

    فالإله بهذا المعنى عنده ثابت بصحيح المنقول وصريح المعقول.

    النص الخامس: «فمن قال إنّ الله جسم، وأراد بالجسم هذا المركّب فهو مخطئ، ومن قصد نفي هذا التركيب عن الله فقد أصاب في نفيه».(7)

    وهذا إقرار منه بأنّ الله تعالى جسم، ولكنّه ـ كما يعتقد ـ لا يماثل سائر الأجسام، من حيث إنّ تركيبها حادث. فهو لا ينفي الجسمية عن الله تعالى، وإنّما ينفي عنه هذا التركيب الحادث، ويدلّ على ذلك قوله ومن قصد نفي هذا التركيب عن الله، فقد أصاب في نفيه) لهذا التركيب، وحسْب!!

    النص السادس: وقال أيضاً: «وأمّا القول الثالث ـ و هو القول الثابت عن أئمة السنّة المحضة كالإمام أحمد وذويه ـ فلا يطلقون لفظ الجسم لا نفياً ولا إثباتاً، لوجهين: أحدهما: أنّه ليس مأثوراً لا في كتاب ولا سنّة، ولا أُثر عن أحد من الصحابة والتابعين ]لهم بإحسان، ولا غيرهم من أئمة المسلمين[، فصار من البدع المذمومة».(8)

    النص السابع: وقال أيضاً: «وليس في كتاب الله، ولا سنّة رسوله، ولا قول أحد من سلف الأُمّة وأئمتها أنّه ليس بجسم، وأنّ صفاته ليست أجساماً وأعراضاً».(9)

    هذه كلماته التي نقلناها بنصّها من بعض كتبه، ودع عنك ما ذكره في الرسائل الكبرى التي سيوافيك شيء منه.

    ولكن ما ندري ما ذا يريد بقوله: ثابت بصحيح المنقول، فهل يعني الذكر الحكيم؟ فما اختاره يضادّه تماماً حيث يقول : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)، فلو كان سبحانه جسماً يلزم أن يكون له طول وعرض وارتفاع، وبالتالي يكون مركّباً من أجزاء محتاجاً في تحقّقه إلى كلّ جزء. هذا ما يقوله صحيح المنقول.

    وأمّا ما نسبه إلى صريح المعقول فهو أيضاً يضادّ ما ذكره تماماً كذلك، إذ لو كان جسماً لاحتاج إلى مكان، فالمكان إمّا أن يكون قديماً فيكون إلهاً ثانياً، وإن كان حادثاً أحدثه سبحانه، فأين كان هو قبل إحداث هذا المكان؟

    وأمّا رفع الناس أيديهم عند الدعاء فلا يعني أنّه سبحانه في السماء وإنّما يريدون إفهام رفعة مقام الله سبحانه برفعهم أيديهم; مضافاً إلى أنّ البركات تنزل من السماء، قال سبحانه: (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُون)(10)، وسيأتي الكلام فيه، فانتظر.

    وأمّا ما نسبه إلى السلف ـ فالسلف بريء منه براءة يوسف ممّا اتّهم به ـ فيكفينا أن نذكر كلام البيهقي في كتابه «الأسماء والصفات»، قال: احتجّ أهل السنّة على أنّه سبحانه ليس في مكان بالحديث النبوي التالي، قال(صلى الله عليه وآله وسلم): «أنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء» فإذا لم يكن فوقه شيء ولا دونه شيء لم يكن في مكان.(11)

    وهناك كلمات كثيرة لأهل الحديث لا يسعها المقام.
    الهوامش
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1 . الشورى:11. 2 . مريم:65.
    3 . موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول أو «درء تعارض العقل والنقل» لابن تيمية:1/100، طبعة دارالكتب العلمية، ط1، بيروت ـ 1405هـ .
    4 . نفس المصدر:1/189.
    5 . منهاج السنّة النبوية: 2/192، تحقيق محمد رشاد سالم، 1406 هـ ، وفي طبعة بولاق: 1 / 197 .
    6 . منهاج السنّة: 1 / 180، طبعة بولاق، وج 2/134ـ 135 الطبعة المحقّقة.
    7 . شرح حديث النزول:237، تحقيق محمد بن عبد الرحمن الخميس، نشر دار العاصمة.
    8 . منهاج السنّة: 2/224 ـ 225، وفي طبعة بولاق: 1 / 204 .
    9 . بيان تلبيس الجهمية:1/101. تحقيق محمد بن عبدالرحمن بن قاسم، مطبعة الحكومة، مكّة المكرّمة، 1392هـ، ط1 .
    10 . الذاريات:22.
    11 . الأسماء و الصفات: 400، باب ما جاء في العرش والكرسي.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X