بسم الله الرحمن الرحيم

وصل اللهم على محمد واله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله



وعظم الله أجورنا وأجوركم بوفاة الطاهر الأمين المكنى بالصادق الأمين رسول رب العالمين المبعوث رحمة للعالمين



وسيد المرسلين المحمود الأحمد المصطفى الأمجد آبا القاسم محمد صلى الله عليه واله وسلم



في ذكرى وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم نتعرض اليوم لرزية الخميس لما لها من أهمية

ونتطرق لها بالشكل التالي

1_ معنى كلمة يهجر

2_ العصيان من قبل الصحابة وقولهم انه يهجر

3_ موقف القران الكريم على من رد قول النبي صلى الله عليه واله وسلم



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



اولاً

معنى كلمة يهجر

نتطرق إلى الحديث

صحيح مسلم - الوصية - ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه - رقم الحديث : ( 3090 )

‏- حدثنا ‏ ‏إسحق بن إبراهيم ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏وكيع ‏ ‏عن ‏ ‏مالك بن مغول ‏ ‏عن ‏ ‏طلحة بن مصرف ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏عن ‏ ‏إبن عباس ‏ ‏أنه قال : يوم الخميس وما يوم الخميس ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ قال قال رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏ائتوني بالكتف ‏ ‏والدواة ‏ ‏أو اللوح ‏ ‏والدواة ‏ ‏أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقالوا إن رسول الله ‏ (ص) ‏يهجر . ‏





ما معنى يهجر

وفي المعجم معنى هجر :هَجَرَ يَـهْجُرُهَجراً وهِجِّيري وإهجِيري في نومه أو مرضه: خلط وهذى وتكلم بغير معقول.



ما توضح لنا في الرواية وبيان معنى الهجر يتضح الأتي

1_ أن الرسول يتكلم بغير عقل وان الذي في رأسه لم يخرج وهو على رشده وهذا ما كان للصحابة أن يقولوه للنبي قبل رحيله



2_ أن الذي يريد عصمة الأمة من الضلالة ويكتب لهم الكتاب بعدم فرقتهم ونجاتهم من الغي وشبائك الشيطان يكون مخلط ويتكلم من دون وعي وهذا يهدي ولا يجب أن نسمع قوله بل كلامه ليس معقول

فيسمع ويطيع الصحابة لقول عمر ابن الخطاب



ويجعلون كلام الرسول وراء ظهورهم بل ويجرحونه بأشد التعابير وهو الهجر مع أن الله سبحانه وتعالى يقول ما ضل صاحبكم وما غوى

لكن أي معنى لقول الله وأي معنى لقول الرسول القول قول عمر خلاص يا ناس النبي يهجر

فالله سبحانه وتعالى يقول أن الرسول لم يضل ولا يغوي احد

وعمر يقول خلاف قول الله سبحانه وتعالى

لتحذيره للصحابة من هذا الكتاب الذي فيه عصمتهم ونازعو في ما بينهم ولا ينبغي عند النبي التنازع



3_ لقد علم النبي صلى الله عليه واله وسلم من قولهم أنهم استجابوا لقول عمر وان الصحابة قد صدقوا قول عمر بهجره

فما كان ألا أن يسخط عليهم ويخرجهم من داره بقوله قوموا عني فما ينبغي عند النبي التنازع

وكان ابن عباس يبكي كلما يتذكر هذه الحادثة حتى سميت برزية الخميس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

في ما يخص العصيان من قبل الصحابة وقولهم انه يهجر





حينما اشتد برسول الله صلى الله عليه واله وسلم الوجع أمر الصحابة بان يأتوه بكتاب ليكتب لهم كتاب فيه عصمتهم من الضلالة



لكن المتمردين منهم وخصوصاً عمر علم أن في قول النبي هو أجماع الصحابة من بعده لأمير المؤمنين عليه السلام



والا ما كان سبب ردع النبي من كتابة الكتاب الذي فيه عصمة الأمة ولماذا عمر يرفض



فتترتب على اثر هذه الحادثة ما يلي



1_ معصيتهم لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم لكتابة الكتاب الذي فيه عصمتهم



2_ تنازعهم عند الرسول وفي محضره صلى الله عليه واله وسلم وهم يعلمون أن في نزاعهم ونشقاقهم في اقوالهم هو معصية لله وللرسول والله سبحانه وتعالى قد أنبئهم في كتابه العزيز بعدم رفع الأصوات في محضر الرسول الأعظم وهذا وحده يحبط أعمالهم وكما أنهم خسروا عصمتهم من الضلالة



3_ اعتراضهم لرسول الله بعدم كتابة الكتاب ورميهم أليه بكلام جارح لكونهم رموه بالهجر وهذا ما سيتضح معناه

ولو أن الفاعل عمر لكن مسلم جعل الصحابة مشمولين باللفظة



4_ لم يكن عصيانهم لرسول الله فقط بعدم جلب الكتاب للتدوين بل كان من قولهم ظاهراً هو رد سنة المصطفى على الإطلاق

لقول عمر حسبنا كتاب الله

ولا يعلم عمر الخليفة المبجل بقوله حسبنا كتاب الله هو رداً لكتاب الله

ألا تعلم يا أبا حفصة أن الله سبحانه وتعالى قد أمرك أن تأخذ بحديث الرسول ( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فنتهوا) فاين انت من كتاب الله





المهم انتهت الحادثة بعراكهم ورفع صوتهم وردهم لما آمرهم الله به بالطاعة وردهم لكتاب الرسول وسنته بل وجرحه بكلام نابي لا يصدر من أعرابي



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ



موقف القران الكريم على من رد قول النبي صلى الله عليه واله وسلم





بعد أن اشرنا إلى بعض النقاط من رزية يوم الخميس وبيان معنى كلمة يهجر وما ترتب من فهم الصحابة لقول عمر وردهم لقول الرسول .....الخ وما فعل بهم الرسول وسخطه عليهم



نأتي إلى بيان موقف القران الكريم ممن يرد كلام الرسول

لقد حذر المولى سبحانه وتعالى من رد قول الرسول في عدت مواطن في كتابه وسواء كان الموقف والحكم الشرعي خاص او عام فهو يحمل على تحذير الله سبحانه وتعالى لمن يعصي الرسول



ولعلننا سوف نقف على ابرز آيات الذكر الحكيم في ما يخص الموضوع



اولا قال تعالى

وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216)الشعراء



مما يتضح من هذه الآية الشريفة أن الرسول مأمور بالبراءة من أعمال كل من عصاه وهذا يترتب على أصحاب كلمت يهجر ممن تلفظ بها بمحضر النبي صلى الله عليه واله وسلم



ثانياً قال تعالى

يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً [النساء : 42]



ثالثاً قال تعالى

وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ [هود : 59]

وهذه الآية الشريفة تشير إلى أن معصية الرسل هو أتباع الجبابرة وهذا ما لمسناه من رزية الخميس من قول عمر

لكون الصحابة اتبعوا قول عمر وصدقوا أن الرسول يهجر بمعنى ذهب عقله وتكلم بما لم يعقل

وتركو قول الرسول ص واله وتبعو جبارهم





نكتفي بهذه التوضيحات البسيطة مخافة الإطالة



وألان ما هو موقف أهل العامة من قول عمر أو جمهور الصحابة القائل بقول عمر



فالله سبحانه وتعالى يقول

مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [2]وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى [3]إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم : 4]



مع أن عمر كان يرى في كتاب النبي الضلالة والا ما هو الهدف من منعه لكتابة الكتاب