بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آلهالطيبين الطاهرين
مأساة كربلاء انتهت بسفك أزكى الدماء، وسبي أطهر النساء، وفاجعة لم يسبق لها مثيلعبر التاريخ، وابتدأ من بعد ذلك اليوم مسيرة جديدة، لان هذه المأساة تحولت معالزمن الى مسيرة، وهذا المسيرة تحولت الى حقائق راسخة توغلت في عمق الانسان حتىاصبحت جزءاً منه وكأنها من سنن الكون.
ولكن من الذي قاد هذه المسيرة؟
قبل أن نجيب على هذا السؤال لابد أن نلفت أنظاركم الى دور الثقافة في الثورة.
كلّنا يعرف ان الثقافة هي عصب الثورة، وعلى قاعدة التوحيد والايديولوجية تبنىالثورات، ومن هذه القاعدة تنطلق.
ولولا ايمان الثائرين الذي يدفعهم الى التضحية من أجلها ووجود فلسفة الشهادة فيالامة الاسلامية، إذن لما كانت الثورات ممكنة الحدوث عبر التاريخ، خصوصاً الثوراتالاسلامية، بما كانت تملك من بطولات، ومن شجاعة.
إلا أن دور الثقافة لا ينتهي عند هذا الحد، لان الدور الاعظم للثقافة يبدأ بعدالثورات، وسواءاً انتهت الثورات بانتصار أو بنكسة مؤقتة، فان للثقافة دوراًأساسياً لها.
ان الاسلام منذ البداية قام على أساس التضحية والفداء، والتعبير الذي يقول:
((ان الدم ينتصر على سيف)) هو التعبير الموجز المستلهم من الآيات القرآنية وخصوصاًمن قوله سبحانه وتعالى على لسان أحد الانبياء:
((ربي اني مغلوب فأنتصر)).
وهو تعبير يلخص تاريخاً حافلاً بالدماء والدموع يلخصه هذا التعبير البسيط الذييقول:
((الدم ينتصر على السيف)).
ولا ريب ان الثورة الاسلامية حتى في بداية انطلاقها في عهد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) كانت تعتمد على دماء الشهداء الذين يقتلون فيسبيل الله، ولكن ان لم يكن هناك لسان ناطق باسم هذا الدم، ولم تكن هناك فكرة معبرةعن تلك الشهادة فأن الدم سيذهب هدراً، وان القتل سينسي، وبذلك لا يحققان أهدافهماالمقدسة.