إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لا اريد ، ان تُمزق ..... امام عيني ....

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا اريد ، ان تُمزق ..... امام عيني ....

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نفضت عنهُ غُبار العولمة والتحرر ، ولمّعت صورته بمناديل كلماته ، ووضعتها في أطار الالتزام والتدّين .
    كيف لا افعل ذلك !؟ وعباراته آسرتنا ، أخذت بمجامع قلوبنا ، فهي كالربيع في جمالها ، وكالسماء في صفائها ، وكجناح فراشة في رقتها .
    قال لنا ذات مرة : ينحدر دمعي كحبات من نور على خدي ، عندما تتراءى لي صعوبة الموقف الذي أصبحت فيه مريم ،وإنا أتلو آيات حكايتها في القرآن ...وسقطت من عينه دمعه...
    وإذا ما خيّمت السكينة على القاعة ، مزّقتها صوت حبات مسبحته ، وتمتمته ـ استغفر الله ـ سبحان الله .
    لا زلت اذكر حديثه مع صديقه ـ وهو أستاذ جامعي مثله ـ عن توزيع قصاصات الوعظ والإرشاد على مختلف الطلبة ، والأقراص التي تُبين حقيقة الحجاب وأحكامه ، وكيف يجب أن يكون فضفاضا ، لا يشف ولا يحف ، حتى أصبحنا نبجلهُ مرتين ، مرة لأنها معلمنا ومرشدنا ، ومرة ، لأنه يذكرنا بالله في زمنٍ الكل عنه لاهياً ساه ، ونتفائل بوجوده كما يتفائل الوجود بموعد شروق الشمس ، وندور كزهرة عباد الشمس حول نور أفكاره . ومرت فترة ليست بقصيرة حتى رأيت منه ما جعل الكلمات تختنق على شفتي وعصارة الألم تنزف من قلبي ، وشخصيته الجميلة يصيبها الكسوف في ذهني ، تلك الصورة التي جعلتها من القوة بحيث لا تنكسر ، فإذا بها لم تصمد أمام ماء الحقيقة ، حتى ابتلت وتمزقت ، حاولت عبثا أن أرمم تصدعات ـ صورته ـ لتبقى جميلة ، وأغمض عيني بقوة حتى لا يسقط منها ، وأغض البصر عن ما رأيته ، ولكن لا فائدة !،
    حدث هذا عندما رأيت خطيبته ؟! التي تمنيت لو انه اهرق دموعه بكأس غيرته عليها قبل أن يهرقها على طهر مريم ، وبدلا أن تمزق صوت مسبحته ، سكينتنا ، تمزّق ،غفلتها عن الدين وتهاونها ، وبدلا أن يبدأ بالأباعد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، يبدأ بالاقربون ـ بها ـ
    أستاذي ،
    اعذرني لأني قصدك من دون كل المدّعين ، لأنك كنت مثلنا الأعلى ...لأنك كنت قدوتنا ،
    لأن( مثلك ) الكثيرين ممن شوهوا وجه الدين ،وحزني بالأكثر( وقد يكون فرحي ) على ما أحدثته من تغيير في نفوسنا ، لأنه بفعلك هذا ، جعلتنا ندرك سهولة علك كلمات الوعظ وصعوبة هضمها ، جعلتنا لا نثق بكل من يظهر التدّين ، حتى ترفع يد الزمان ـ لا نحن ـ الستار عن نافذة شخصيته ،
    أستاذي ،
    إذا ما أردت أن تطلق لحريتك العنان ، لا مانع لدينا ولكن قبل ذلك ، اخلع عنك جلباب التدين حتى بك لا يُهان ، وتصبح كلمات ( انظروا إلى المتدين ، التدّين الكلاسيكي ، ساعة للدين وساعة لك، متدين آخر زمان) متداولة على كل لسان .
    فما ... (( ما فسدت لغة الدين ، إلا عندما تناقلتها ألسنة المدعّين )).
    نتمنى التفاعل في الموضوع لأهميته .

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ؛
    على الجَرح, موضوع في غايةِ الأهمية !
    لِي عودة بحول الله وقوتهِ ..
    متألّقةً دُمتِ.

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم..اختي الفاضلة,راهبة الدير.
      احسنت وبارك الله فيك.موضوع جميل ورائع وكلام بديع,
      وفق الله تعالى لمرضاته,,,

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        والصلاة والسلام على اشرف الخلق واعز المرسلين سيدنا وحبيبنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        أختي الكريمة راهبة الدير

        حقا انه موضوع مهم جدا وبالغ الأهمية والدقة

        فكم نعاني هذه الايام من الكلمات التي ذكرتيها عن الدين والمتديني
        وما ذلك الا بسبب هذه النماذج السيئة التي تشوه سمعة الدين والتدين

        ومن هنا اصبحت المشكلة الإجتاعية العامة التي تنظر بنظرة سيئة بعض الأحيان للمتدينين
        فكما ذكرتي في الموضوع انهم هم القدوة امام الناس لمن يرى فيهم الصلاح
        وعندما تكون القدوة تعاني من مشاكل فاضحة فإن ذلك سينعكس على المجتمع

        ولو نظرنا الى هذا الموضوع واخذنا له ابعاد اكثر من مجتمعنا
        لوجدنا انه ينطبق في كل زمان ومكان
        فكل قدوة كان تابعوه مثله في كثير من الامور
        ولا يسمح له بالخطأ في الامور الهامة والمصيرية

        ونحن كشيعة لآل بيت محمد (ص) نحمد الله ونشكره عليهم دائما وأبدا
        لأنهم قدوتنا التي لا تخطئ والسراج الذي ينير طريقنا في درب الحق والهداية
        ولولا انهم كذلك لأصابنا الإحباط عندما نرى القوة تزل قدمه

        ولكن في حياتنا الطبيعية يجب ان نتوخى الحذر هذه الأيام
        لأن هذه النماذج المتقمصة للدين والتدين بالالسنة والشعارات اصبحت كثيرة
        واصبحت موجودة مع كل مجموعة وفي كل طائفة

        فما علينا الا ان نخلص لله ان يبين لنا اهل الحق من اهل الباطل
        وان يجعلنا ممكن يكون قدوة حسنة لغيره عبر تمسكنا بمنهج اهل البيت (ع)
        وأن نبقى على حذر متيقظين كي لا نهلك انفسنا ونصيب غيرنا بنوبات احباط جراء أفعالنا

        آجركم الله أختي الكريمة
        موفقين جميعا اخوتي الكرام

        لاتنسونا من الدعاء

        أبد والله .. يا زهراء .. ما ننسى حسيناه

        استغفر الله لي ولكم
        و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        تعليق


        • #5
          اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
          وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
          ؛:.:؛
          :.:
          .
          كُنت أظن أنني وحدي من يُلاحِظ ذلِك!
          إلا أنه ُ تبين أن المرَض تَفشّى , الدين لعقٌ على الألسِنة وللأسف لا يُلتمسُ ذلِكَ إلا عند المُعاملة والتَعايش . هل تنتبه يوماً أمةُ الزهراء لنفسها عند التحدّث عند الطلب عند النُصح عِند السؤال ؛لطالما أبحث عن إجابة حين أُشاهِد تلكَ النماذِج .أحياناً أشعر أنني منهم وأحياناً أُخرى أستعيذ بالله من ذلِك .أشعُر بالحيرة , لا يوجد من نثقُ بهِ لا في دين ولا في نصح ولا حتى في حفظ الأمانة .. ينبع حديثي عن مصاديق فلا أفتري ذلك لكن العالم يتبدل والخوف الأكبر ممن يرتدي الدين ثَوباً على أسلاكاً شائكة ..
          فما الحَلّ مع أنفسنا ومعهم ؟
          دُمتِ بأتمّها خير.

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            والصلاة والسلام على اشرف الخلق واعز المرسلين سيدنا وحبيبنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            أختي الكريمة راهبة الدير

            في ردي الأول نظرت نظرة عادية للأستاذ
            أما هنا فلننظر له نظرة حسنة
            احمل اخيك المؤمن على سبعين محمل حسن

            خطرت ببالي فكرة لا بأس بها وانا فكر البارحة في هذا الموضوع
            ما قولنا او اننا نظرنا الى هذا الاستاذ وكان متدينا حقا ولكن زوجته ليست كذلك
            وماذا نقول ان كانت زوجته خارجة عن طاعته ومعاندة له

            والنماذج من مثل هؤلاء النساء مع الناس الطاهرين كثيرة في التاريخ
            وأوضحها عائشة وعحفصة من النبي محمد (ص) وامرأة لوط وو
            فلربما حاول ان يفهمها ويوعيها كما كان النبي يفعل مع قليلي الفهم

            نظرة إيجابية خطرت ببالي فأحببت ذكرها
            والله الموفق


            آجركم الله
            موفقين جميعا اخوتي الكرام

            لاتنسونا من الدعاء

            أبد والله .. يا زهراء .. ما ننسى حسيناه

            استغفر الله لي ولكم
            و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            تعليق


            • #7
              ولا يسمح له بالخطأ في الامور الهامة والمصيرية
              الاخ الفاضل فارس حيدر
              عندما يظهر على الانسان سيماء الصلاح ، او سيماء العلم ، وغيرها من الوجوه ، يجب ان يكون على قدر مسؤولية ما يظهر ، ويتحمل تبعات هذه الامانة . لأن الناس بجلته ، واعطته قلب تقدريهم من اجل ما قًرن به .
              فيجب ان يكون حذرا ( ولا نقول لا يخطأ ) لأن كل ابناء ادم خطاؤن .
              والامر لا يتعلق فقط بسقوطه من اعينهم عندما يُظهر خلاف ما يبطن، بل ايضا خلق ظاهرة جديدة في المجتمع وهو زرع عدم الثقة والتشكك في كل صالح ( وهذه لها تبعات خطرة على مستوى المجتمع ) ، وهذا الامر ليس هين بسيط .
              بالامس كنا عندما نرى مثلا : شابا يمسك كتابا دينيا ، بسرعة نحكم بألتزامه وحقا يكون كما ظنناه ولكن اليوم وبسبب المدعين اصبحنا نتريث !

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة فارس حيدر
                بسم الله الرحمن الرحيم
                والصلاة والسلام على اشرف الخلق واعز المرسلين سيدنا وحبيبنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                أختي الكريمة راهبة الدير

                في ردي الأول نظرت نظرة عادية للأستاذ
                أما هنا فلننظر له نظرة حسنة
                احمل اخيك المؤمن على سبعين محمل حسن

                خطرت ببالي فكرة لا بأس بها وانا فكر البارحة في هذا الموضوع
                ما قولنا او اننا نظرنا الى هذا الاستاذ وكان متدينا حقا ولكن زوجته ليست كذلك
                وماذا نقول ان كانت زوجته خارجة عن طاعته ومعاندة له

                والنماذج من مثل هؤلاء النساء مع الناس الطاهرين كثيرة في التاريخ
                وأوضحها عائشة وعحفصة من النبي محمد (ص) وامرأة لوط وو
                فلربما حاول ان يفهمها ويوعيها كما كان النبي يفعل مع قليلي الفهم

                نظرة إيجابية خطرت ببالي فأحببت ذكرها
                والله الموفق




                وعليكم السلام والرحمة
                الاخ الفاضل حاولنا ذلك ولكن لا فائدة ، اتعرف لماذا ؟ هي خطيبته ، يعني اختارها بأرادته ! ما الذي يجبره على ذلك ؟[ثم اذا كانت زوجته ، في مدعي آخر ،الاولى ان لا يتكلم بالدين الى ان يبدأ بعائلته واهل بيته وهذا ديدن الامرين بالمعروف ، الناهين عن المنكر.
                اذكر قصة احد الشيوخ جاء له شخص وقال له: تكلم اليوم عن عدم لياقة ما يرتديه الشباب مع اعرافنا وديننا فقال له الشيخ : حسنا ومر ما يقارب الشهر حتى تكلم الشيخ بالموضوع فسأله ذلك الشخص عن سبب التأخيرفقال له : لدي ابن يرتدي ذلك فبدأت به وعالجت الامر معه وعندما سويت الامر معه طرحت الموضوع عليكم حتى لا اكون مصداق : أتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم !

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة غيوم
                  السلام عليكم..اختي الفاضلة,راهبة الدير.
                  احسنت وبارك الله فيك.موضوع جميل ورائع وكلام بديع,
                  وفق الله تعالى لمرضاته,,,

                  وعليكم السلام والرحمة الاخ الفاضل غيوم
                  شكرا على كلماتكم الطيبة ولمروركم الاطيب .

                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    والصلاة والسلام على اشرف الخلق واعز المرسلين سيدنا وحبيبنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    كلام سليم أختي الكريمة راهبة الدير

                    وأما كلامي فقد حمل الوجهين على السواء
                    ولكن بما انها خطيبته كما تقولين فالأمر الثاني يلغى تقريبا
                    واما كلامي فيه فقد كان ظني بانه متزوج
                    وربما الزوجة تقهر زوجها في بعض الأمور وتتكابر عليه
                    وحينها يكون ألم الزوج اكثر من ألم الناس من هذه الرؤية

                    وكلنا متفقون ان النماذج المتظاهرة بالإيمان أعدمت الثقة تقريبا
                    واصبح الناس يخافون من رجل الدين والمتدين اكثر من غيره
                    مع ان الحديث يقول المؤمن من امن شره

                    جعلنا الله واياكم من المؤمنين حقا
                    آجركم الله
                    موفقين جميعا اخوتي الكرام

                    لاتنسونا من الدعاء

                    أبد والله .. يا زهراء .. ما ننسى حسيناه

                    استغفر الله لي ولكم
                    و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة -أمةُ الزهراء-
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      ؛
                      على الجَرح, موضوع في غايةِ الأهمية !
                      لِي عودة بحول الله وقوتهِ ..
                      متألّقةً دُمتِ.
                      وعليكم السلام والرحمة اختي الغالية امة الزهراء
                      ؛
                      لأن على الجرح ، موضوع في غاية الاهمية
                      لي عودة على مشاركتك

                      لأني لا اريد ان ابخس حق ما تفضلتي به في ردك الثاني خاصة سؤالك في الخاتمه .
                      لوجود خلل فني في النت ، يقلل تواجدي ومشاركاتي .

                      تعليق


                      • #12
                        خطرت ببالي فكرة لا بأس بها وانا فكر البارحة في هذا الموضوع
                        ما قولنا او اننا نظرنا الى هذا الاستاذ وكان متدينا حقا ولكن زوجته ليست كذلك

                        وماذا نقول ان كانت زوجته خارجة عن طاعته ومعاندة له

                        والنماذج من مثل هؤلاء النساء مع الناس الطاهرين كثيرة في التاريخ
                        وأوضحها عائشة وعحفصة من النبي محمد (ص) وامرأة لوط وو
                        فلربما حاول ان يفهمها ويوعيها كما كان النبي يفعل مع قليلي الفهم


                        للتوضيح : لأن البعض يقع في شبه وهي
                        1ـ اخترتها لأني اريد الاصلاح
                        2ـ قد يكون للمؤمن زوجة سيئة

                        بالنسبة الى الامر الاول : وسوف اتركه سؤالا في الاذهان
                        هل رأيت نبيا او اماما اختار امرأة سيئة بقصد الاصلاح ؟ فكر واجب نفسك ، قبل ان تجيبني .
                        بالنسبة الى الامر الثاني : عليه اصلاحها بكل الوشائل الممكنة لأنه مسؤول عنها ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) والاصلاح يجب ان يبدأ من بداية زواجه قبل ان يصبح لديه اولاد فيكون معالجة الامر بالطلاق وهو آخر الحلول امر صعب مستصعب .

                        تعليق


                        • #13
                          مع ان هذا السيناريوا سوداوي ..

                          لكنه افضل من ان يجاهر بعكس ذالك ..

                          تعليق


                          • #14

                            السلام عليكم والرحمة
                            عذرا على الانقطاع ، فالخلل لا زال موجودا في النت .





                            كُنت أظن أنني وحدي من يُلاحِظ ذلِك!
                            إلا أنه ُ تبين أن المرَض تَفشّى , الدين لعقٌ على الألسِنة وللأسف لا يُلتمسُ ذلِكَ إلا عند المُعاملة والتَعايش . هل تنتبه يوماً أمةُ الزهراء لنفسها عند التحدّث عند الطلب عند النُصح عِند السؤال ؛لطالما أبحث عن إجابة حين أُشاهِد تلكَ النماذِج .أحياناً أشعر أنني منهم وأحياناً أُخرى أستعيذ بالله من ذلِك .أشعُر بالحيرة , لا يوجد من نثقُ بهِ لا في دين ولا في نصح ولا حتى في حفظ الأمانة .. ينبع حديثي عن مصاديق فلا أفتري ذلك لكن العالم يتبدل والخوف الأكبر ممن يرتدي الدين ثَوباً على أسلاكاً شائكة ..




                            عبارة بليغة عميقة ، هل نحن منهم ؟ ومن الذي نأخذ بنصيحته وإرشاده في زمن تفشى فيه هذا المرض ؟


                            سأبدأ بالمقطع الثاني لأنه سوف يوصلنا إلى الأول ، تبقى النصيحة نصيحة ، والإرشاد إرشاد ، بغض النظر عن قائلها ،هل هو صادق في دعواه ام لم يصدق ، وان اختلف إيقاعها على النفوس ومدى تأثيرها ، لهذا لم يُنقد المدعين لأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، بل على عدم ائتما رهم بما يأمرون به وانتهائهم عن ما ينهون عنه عن الرسول صلى الله عليه واله ( يؤتى بالرجل يوم القيامة ، فيلقى في النار ، فيجتمع اليه أهل النار فيقولون : يا فلان !مالك ؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول : بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه ، وانهى عن المنكر وآتيه ) . والفاعل للمنكر والمانع لها بالوعظ أو بالقهر أفضل حالا من الذي يفعل المنكر ويشجع الناس عليها فيكون مثله كمثل الشيطان
                            ـ فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ـ مثلا تتبرج وتشجع الفتيات على التبرج وتغريهن بصحة فعلها ، في حين أخرى وان كانت تفعل ذلك لكن لا تشجعهن عليه وتقول لهن ( إنا مذنبة واستفحل فيّ المرض حتى لا أجد عزيمة حقيقة على تركه فمالكن وأنت السليمات تُمرضن أنفسكن بهذا الداء ) عسى ولعل بمنعها في تفشي المنكرات ومعصية الله تنال نظرة رحمة من المولى فيغير حالها ويهديها لطريق الصواب ، ويوجد مصداق لما نقول في قصة المؤمن الذي يأس منه الشياطين في ارتكاب الذنوب حتى اقترح احد الشياطين أن يأتي له عن طريق الدين فتنكر بزي عابد ودخل يتعبد في المسجد بالقرب من المؤمن ، فتعب الأخير من العبادة وأخذ قفوة وعندما استيقظ وجد الشيطان المتنكر بزي العابد لا يزال يتهجد ، فبكى المؤمن وقال له : من اين لك كل هذه الطاقة والعابدة ، فأجابه : ارتكبت ذنب وتبت منه ومنحني الله سبحانه هذه القدرة فقال له المؤمن: دلني على طريقة لأصل الى ما وصلت إليه : فأعطاه دراهم وقال له : أعطها إلى فلانة في المكان الفلاني وهي تعلمك ، حقا ذهب الى فلانة وهي امرأة معروفة بالبغاء ، وظن الناس انه يريد ان يرشدها ، وعندما وصل وطرق الباب ، خرجت له ، فأعطاها الدراهم ، فرفضتها ولم تدخله لبيتها ، لأن على وجهه سيماء الصالحين ، فأخبرها بقصته ، فقالت له ::ما يدريك إذا ما ارتكبت الذنب ، يتوب الله عليك ؟ فرجع منها ,وهي في اليوم الثاني توفيت وكًكتب على باب بيتها أنها من أهل الجنة ، فارتاب الناس كثيرا ولم يبقبل إي شخص بتشيعها الى ان جاء النبي موسى وقصوا عليه الأمر ، فسأل الله عن السبب ، فأجابه : أكرمتها بالحنة إكراما لعبدي المؤمن الذي لم تجعله يعصيني .
                            ويبقى السؤال كيف ننصح ونرشد ونحن لا نبرئ أنفسنا فأن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي
                            ونقول :
                            لننصح ونرشد ونوجه في الأمور التي نحن وبحمد الله غير مبتلين بها او تخلصنا بها بمجاهدة النفس حتى أصبحت سمة من سمات شخصيتنا حتى لا نكون مصداق ( كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلوا )
                            وفي نفس الوقت نجهاد أنفسنا في الأمور التي لا زلنا نعاني من عدم التخلص منها مثلا : اصلي في أوقاتها المحددة ولكن اغتاب !
                            وثالثا : وان لم اصل إلى درجة عالية في ضبط النفس في عدم اخذ الغيبة ، علينا ان لا نشجعهم على أخذ الغيبة بل نبين مساؤها حتى نسعى نحن وإياهم في تركها .

                            لو كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقتصرا على كل من يطابق فعله قوله ، لكان هذا الأمر خاصا بالمعصومين من الأنبياء والأئمة عليهم السلام .

                            تعليق


                            • #15
                              فما الحَلّ مع أنفسنا ومعهم ؟
                              من اجل أن يتخلص المجتمع من داء هذا المرض أللآخذ بالانتشار ومن اجل التخلص من أعراضه حتى يخيم عليه ظلال الشفاء ونعيم بركاته ، ويتنفس عبير الكلمة الصادقة ، ويصبح الدين مستقرا في الوجدان ، وليس لعقا على اللسان ، لا بد لكل واحد منا ، أن يبدآ بالنفس التي بين جنبيه ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وهو الجهاد الأكبر ، لأن الإنسان المجاهد نفسه تكون له دراية عميقة في كيفية إخضاع الهوى وفي ترويض النفس الإمارة بالسوء ، واعرف بطرق حيلها ، ومكرها ، فيواجهها تارة باللين والرفق ، وتارة بالحزم والقسوة ، ومجاهدة الإنسان نفسه ، لا تعم بركات فعله هذا فقط عليه ، بأن يصبح من أهل المغفرة والسعادة ، بل يضع الله في كلمته ( نصيحته ، إرشاده ، موعظته ) سحرا وقوة ، لها من القدرة ان تحفر نقشا في القلوب وتُخلف أثرا واضحا على جوارحها ، فتعطي( كلمته ) آكلها في كل زمان ومكان . وهذا ما تحقق للشيخ مهدي النراقي صاحب كتاب ( جامع السعادات ) الذي أوصى الإمام الخميني في ان يقتنيه كل شاب وشابة من بين كل الكتب الأخلاقية ، لأن صاحبه وضع روحه في كلماته من خلال التطبيق الفعلي لكل ما أورده ، وهو الكتاب الذي نال إعجاب السيد بحر العلوم أيضا في زمانه فأراد أن يختبر صاحبها ، هل هو ذكر ذلك من باب النظرية أم من باب التجربة ؟ فلم يستقبل الشيخ مهدي عند زيارته للنجف ورده في كل مرة يأتي إليه ، وهذا الأخير لم يتفوه بكلمة ولم تأخذه الأنفة والكبرياء في معاودة زيارته ، حتى إذا جاءت المرة الثالثة خرج له السيد ، وضمه وقّبله وقال له : أنت بحق صاحب جامع السعادات .

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X