بسم الله الرحمن الرحيم
الإفتراء على الشيعة بأن الرسالة كانت لعلي
توجد تهمة رائجة على الشيعة بأنهم يعتقدون بأن النبوة كانت لعلي عليه السلام ـ معاذ الله ـ لكن جبرئيل عليه السلام أعطاها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ! ويفترون عليهم بأنهم يقولون بعد صلاتهم: خان الأمين، ثلاث مرات، ويرفعون أيديهم استنكاراً.
الجواب
هذا بهتان عظيم على الشيعة، وإهانة لأمين وحي الله تعالى، مكذوبة على لسان الشيعة، ولا يمكن أن ينطق بها، فلعلها صدرت من بعض الغلاة الذين حكم الشيعة بكفرهم. والشيعة يكـبِّرون الله تعالى بعد صلواتهم ويقولون ثلاث مرات
(الله اكبر) ويرفعون أيديهم للتكبير، وهذا ثابت في كتب فقههم وسيرتهم، لأن أفضل التعقيب بعد الصلاة عندهم: تكبير الله ثلاثاً، ثم تسبيح الزهراء عليها السلام، وهو ذكر الله تعالى مئة مرة أربعاً وثلاثين تكبيرة، وثلاثاً وثلاثاً تسبيحة، وثلاثاً وثلاثاً تحميدة.
حول عصمة الأئمة من أهل البيت
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يعتقدون بعصمة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.
الجواب
يعتقد الشيعة الامامية باشتراط العصمة في الامام المنصوب من الله تعالى، ومما يدل عليه قوله تعالى في إبراهيم (إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)
البقرة ـ 124. وقال تعالى (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) الطلاق ـ 1. وقال تعالى (ومن يتعدحدود الله فأولئك هم الظالمون) البقرة ـ 229.
فالعصمة شرط في الإمامة الآلهية، وقد انحصرت العصمة في الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، للاجماع على عدم عصمة غيرهم، ودلالة آية التطهير على عصمة علي والحسن والحسين عليهم السلام، ودلالة النصوص المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عصمة جميع الائمة الاثني عشر عليهم السلام.
قال الله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) الاحزاب ـ 33 وقد دلت الآية الشريفة على عصمة أهل البيت عليهم السلام، فإن إرادة تطهيرهم إرادة تكوينية لا محالة، إذ الارادة التشريعية بالطهارة عن الرجس بمعنى التكليف بالطهارة لا يختص بأهل البيت، بل يعم جميع المكلفين. مضافاً إلى أن الإرادة التشريعية تتعلق بفعل المكلف، وقد تعلقت الارادة في الآية بفعل الله سبحانه وتعالى وهو إذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم منه. وإراداته تعالى التكوينية لا تتخلف عن المراد، فقد قال عز من قائل (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) يس ـ 82.
ومن البديهي أيضا أنه ليس المراد من الرجس الرجس البدني الظاهري، بل الرجس الباطني من الشرك والكفر والشك ودنس الذنوب والمعاصي وكل ما يعد رجساً.
فإن قلت: يحتمل أن يراد من التطهير أنه تعالى غفر ذنوبهم.
قلت: إن المغفرة لا تطهر الدنس الحادث في نفس العاصي، بل توجب رفع العقوبة عنه، ضرورة أن مغفرة المعصية لا توجب انقلابها عما وقعت عليه. هذا مضافا إلى أن مغفرة الذنب لا تكون إلا بعد تحققه، فالمذنب عند صدور الذنب منه غير مطهر، والآية دلت على التطهير الشامل
حول التسمية بـ (عبد النبي) وأمثاله
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يسمون أولادهم (عبد النبي، وعبدالرسول، وعبد علي، وعبدالحسين...) وهي تسميات لا تجوز، لأن العبودية لغير الله شرك بالله تعالى.
الجواب
الشرك: هو عبادة غير الله تعالى، إما وحده وإما بإشراكه مع الله تعالى. والعبادة: هي الخضوع للمعبود بقصد ألوهيته وربوبيته، أما مجرد استعمال لفظة عبد في قبال مخلوق فلا يدل على أنه عابد له، بل ورد في القرآن والسنة ما يدل على صدقه لبعض الناس بالنسبة إلى بعض، قال الله تعالى (وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم) النور ـ 32، فهل يعني ذلك أن المملوك يعبد سيده، وكذلك عبد النبي وعبدالحسين معناه أنه كالمملوك للنبي والحسين صلوات الله على نبينا وآله الطاهرين. ومن العجيب أن الذين يشكلون على الشيعة وغيرهم من المسلمين بسبب تسميتهم (عبد النبي) يقولون لبعضهم ولرؤسائهم (سيدي أو مولاي) ولا يرون فيها بأساً
حول تهمة الشيعة بالغلو
يتهم بعضهم الشيعة بالغلو في أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبأنهم ينقصون من مقام الصحابة، لأنهم يفضلون علياً وأهل بيته على كل الصحابة.
الجواب
يدل على أفضلية علي عليه السلام على سائر الصحابة الأحاديث المتواترة من طرق السنة، كقوله صلى الله عليه وآله
من كنت مولاه فعلي مولاه) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) وحديث الطير الدال على أن علياً أحب الخلق إلى الله بعد رسوله، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (أنا مدينة العلم وعلي بابها) وأمره صلى الله عليه وآله بسد أبواب الصحابة إلى المسجد إلا باب علي، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (أنا وعلي أبوا هذه الأمة) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (الناس من شجر شتى وأنا وعلي من شجرة واحدة) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم
الصديقون ثلاثة وعلي بن أبي طالب أفضلهم) إلى غير ذلك من الاحاديث الواردة في مصادر السنة والشيعة.
وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما روي في كتب السنة بين الصحابة وقال لعلي (أنت أخي ) رواه من الصحابة ابن عباس، وسعيد بن المسيب، وابن عمر، وزيد بن أبي أوفى، وأنس، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن اليمان، ومخدوج بن زيد، وأبو أمامة، وجميع بن عمير، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد، وعبدالرحمان بن عويم، وأبو هريرة.
وقد أخرج أحمد بن حنبل في كتاب (فضائل الصحابة) بسنده عن عكرمة، عن ابن عباس، قال سمعته يقول (يس من آية في القرآن يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي رأسها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد في القرآن وما ذكر علياً إلا بخير).
ونقله عنه في (ذخائر العقبى) ص 89 ط مصر.
وأخرجه الطبراني، وابن أبي حاتم، كما في الصواعق المحرقة ـ ص 125 طبع مصر و (تاريخ الخلفاء) ص 116 طبع لاهور.
وروى أبو نعيم في (حلية الأولياء) ج 1 ص 64 ط مصر بسنده عن ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ا أنزل الله آية فيها يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي رأسها وأميرها).
وكفى في أفضليته ما قاله أحمد بن حنبل (ا جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب) روى ذلك عنه المستدرك، والاستيعاب، وكامل ابن الأثير، وكفاية الطالب، والرياض النضرة، وتهذيب التهذيب، وفتح الباري في شرح البخاري، وتاريخ الخلفاء، والسيرة الحلبية، والروض الأزهر، وإسعاف الراغبين، وغيرها.
ويدل على أفضلية فاطمة سلام الله عليها الحديث المتفق عليه عند أهل السنة (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة) رواه جماعة من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، ومنهم حذيفة كما في صحيح الترمذي ج 13 ص 197، ومنهم عائشة كما في صحيح البخاري ج 4 ص 203، ومنهم أم سلمة كما في صحيح الترمذي ج 13 ص 250.
ويدل على أفضلية الحسن والحسين عليهما السلام الحديث المتفق عليه أهل السنة (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) رواه جماعة من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، منهم أبوسعيد الخدري، كما في صحيح الترمذي ج 13 ص 190، ومسند أحمد بن حنبل ج 3 ص 3، ومنهم حذيفة كما في صحيح الترمذي ج 13 ص 197، ومنهم عبد الله بن عمر كما في سنن ابن ماجة ج 1 ص 56.
وقد نزل في علي وفاطمة والحسن والحسين سورة هل أتى، واختصت بهم آية التطهير (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فقد روي اختصاصها بعلي وفاطمة والحسن والحسين عن جماعة من الصحابة، منهم واثلة بن الاصقع، وعمرو بن أبي سلمة، وعائشة، وأم سلمة، وسعد بن أبي وقاص، وأبو سعيد، وعلي عليه السلام، وجعفر بن أبي طالب، وأبو برزة، وصبيح، وابن عباس، وأنس، وأبو الحمراء، وعطية، وسهل بن سعد، وأبوهريرة، وبريدة، وعبد الله بن عمر، وعمران بن الحصين، وسلمة بن الاكوع، ومعقل بن يسار. وقد تقدم ذلك. ومنهم عبد الله بن الزبير، روى عنه الهيثمي في مجمع الزوائد، والسيوطي في الجامع الصغير من طريق البزاز. وكذا في سائر كتب أهل السنة مثل إحياء الميت للسيوطي ص 113 والصواعق المحرقة لابن حجر ص 184 ومفتاح النجا ص 9 وينابيع المودة ص 187 والفتح الكبير ص 133 وأرجح المطالب ص 330 والسيف اليماني المسلول ص 9. ومنهم عامر بن واثلة، روى عنه الحافظ الدولابي في الكني والأسماء ج 1 ص 76 بسنده إليه. ومنهم سلمة بن الاكوع روى عنه ابن المغازلي والشافعي في المناقب بسنده إليه، وروى عنه في غيره من كتب أهل السنة منها (رجح المطالب) ص 330 وينابيع المودة ص 28. ومنهم على بن ابيطالب عليه السلام روى عنه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى ـ ص 20 من طريق ابن السري.
حول الجمع بين الصلاتين
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يجمعون الصلوات الخمس في ثلاثة أوقات، فيجمعون بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، مع أن سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها الخمسة.
الجواب
ثبت عند الجميع أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد جمع بين صلاتي الظهر والعصر من غير خوف ولا سفر، ففي جامع الأصول ج 6 ص 459 نقلاً عن صحيح مسلم قال (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعاً من غير خوف ولا سفر) زاد في رواية وقال أبو الزبير (ت سعيداً لم فعل ذلك ؟ فقال: سألت ابن عباس عما سألتني فقال: أراد أن لا يحرج أمته) وفي أخرى نحوه وقال (في غير خوف ولا مطر)
وقد ثبت عندنا من أحاديث أهل البيت عليهم السلام أنه إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الفريضتين معاً إلا أن هذه قبل هذه، وإذا دخل المغرب فقد دخل وقت الفريضتين معاً إلا أن هذه قبل هذه.
وإذا كان الله تعالى قد أجاز الجمع وأن رسوله قد جمع بغير عذر ليخفف على أمته، فهل يجب على المسلمين أن يشددوا على أنفسهم ويوجبوا التفريق حتى تفوتهم صلاة العصر والعشاء، كما يتفق ذلك لبعض عوام السنة بل وبعض علمائهم!
الإفتراء على الشيعة بأن الرسالة كانت لعلي
توجد تهمة رائجة على الشيعة بأنهم يعتقدون بأن النبوة كانت لعلي عليه السلام ـ معاذ الله ـ لكن جبرئيل عليه السلام أعطاها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ! ويفترون عليهم بأنهم يقولون بعد صلاتهم: خان الأمين، ثلاث مرات، ويرفعون أيديهم استنكاراً.
الجواب
هذا بهتان عظيم على الشيعة، وإهانة لأمين وحي الله تعالى، مكذوبة على لسان الشيعة، ولا يمكن أن ينطق بها، فلعلها صدرت من بعض الغلاة الذين حكم الشيعة بكفرهم. والشيعة يكـبِّرون الله تعالى بعد صلواتهم ويقولون ثلاث مرات
(الله اكبر) ويرفعون أيديهم للتكبير، وهذا ثابت في كتب فقههم وسيرتهم، لأن أفضل التعقيب بعد الصلاة عندهم: تكبير الله ثلاثاً، ثم تسبيح الزهراء عليها السلام، وهو ذكر الله تعالى مئة مرة أربعاً وثلاثين تكبيرة، وثلاثاً وثلاثاً تسبيحة، وثلاثاً وثلاثاً تحميدة.
حول عصمة الأئمة من أهل البيت
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يعتقدون بعصمة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.
الجواب
يعتقد الشيعة الامامية باشتراط العصمة في الامام المنصوب من الله تعالى، ومما يدل عليه قوله تعالى في إبراهيم (إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)
البقرة ـ 124. وقال تعالى (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) الطلاق ـ 1. وقال تعالى (ومن يتعدحدود الله فأولئك هم الظالمون) البقرة ـ 229.
فالعصمة شرط في الإمامة الآلهية، وقد انحصرت العصمة في الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، للاجماع على عدم عصمة غيرهم، ودلالة آية التطهير على عصمة علي والحسن والحسين عليهم السلام، ودلالة النصوص المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عصمة جميع الائمة الاثني عشر عليهم السلام.
قال الله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) الاحزاب ـ 33 وقد دلت الآية الشريفة على عصمة أهل البيت عليهم السلام، فإن إرادة تطهيرهم إرادة تكوينية لا محالة، إذ الارادة التشريعية بالطهارة عن الرجس بمعنى التكليف بالطهارة لا يختص بأهل البيت، بل يعم جميع المكلفين. مضافاً إلى أن الإرادة التشريعية تتعلق بفعل المكلف، وقد تعلقت الارادة في الآية بفعل الله سبحانه وتعالى وهو إذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم منه. وإراداته تعالى التكوينية لا تتخلف عن المراد، فقد قال عز من قائل (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) يس ـ 82.
ومن البديهي أيضا أنه ليس المراد من الرجس الرجس البدني الظاهري، بل الرجس الباطني من الشرك والكفر والشك ودنس الذنوب والمعاصي وكل ما يعد رجساً.
فإن قلت: يحتمل أن يراد من التطهير أنه تعالى غفر ذنوبهم.
قلت: إن المغفرة لا تطهر الدنس الحادث في نفس العاصي، بل توجب رفع العقوبة عنه، ضرورة أن مغفرة المعصية لا توجب انقلابها عما وقعت عليه. هذا مضافا إلى أن مغفرة الذنب لا تكون إلا بعد تحققه، فالمذنب عند صدور الذنب منه غير مطهر، والآية دلت على التطهير الشامل
حول التسمية بـ (عبد النبي) وأمثاله
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يسمون أولادهم (عبد النبي، وعبدالرسول، وعبد علي، وعبدالحسين...) وهي تسميات لا تجوز، لأن العبودية لغير الله شرك بالله تعالى.
الجواب
الشرك: هو عبادة غير الله تعالى، إما وحده وإما بإشراكه مع الله تعالى. والعبادة: هي الخضوع للمعبود بقصد ألوهيته وربوبيته، أما مجرد استعمال لفظة عبد في قبال مخلوق فلا يدل على أنه عابد له، بل ورد في القرآن والسنة ما يدل على صدقه لبعض الناس بالنسبة إلى بعض، قال الله تعالى (وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم) النور ـ 32، فهل يعني ذلك أن المملوك يعبد سيده، وكذلك عبد النبي وعبدالحسين معناه أنه كالمملوك للنبي والحسين صلوات الله على نبينا وآله الطاهرين. ومن العجيب أن الذين يشكلون على الشيعة وغيرهم من المسلمين بسبب تسميتهم (عبد النبي) يقولون لبعضهم ولرؤسائهم (سيدي أو مولاي) ولا يرون فيها بأساً
حول تهمة الشيعة بالغلو
يتهم بعضهم الشيعة بالغلو في أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبأنهم ينقصون من مقام الصحابة، لأنهم يفضلون علياً وأهل بيته على كل الصحابة.
الجواب
يدل على أفضلية علي عليه السلام على سائر الصحابة الأحاديث المتواترة من طرق السنة، كقوله صلى الله عليه وآله
من كنت مولاه فعلي مولاه) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) وحديث الطير الدال على أن علياً أحب الخلق إلى الله بعد رسوله، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (أنا مدينة العلم وعلي بابها) وأمره صلى الله عليه وآله بسد أبواب الصحابة إلى المسجد إلا باب علي، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (أنا وعلي أبوا هذه الأمة) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (الناس من شجر شتى وأنا وعلي من شجرة واحدة) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم
الصديقون ثلاثة وعلي بن أبي طالب أفضلهم) إلى غير ذلك من الاحاديث الواردة في مصادر السنة والشيعة.
وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما روي في كتب السنة بين الصحابة وقال لعلي (أنت أخي ) رواه من الصحابة ابن عباس، وسعيد بن المسيب، وابن عمر، وزيد بن أبي أوفى، وأنس، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن اليمان، ومخدوج بن زيد، وأبو أمامة، وجميع بن عمير، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد، وعبدالرحمان بن عويم، وأبو هريرة.
وقد أخرج أحمد بن حنبل في كتاب (فضائل الصحابة) بسنده عن عكرمة، عن ابن عباس، قال سمعته يقول (يس من آية في القرآن يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي رأسها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد في القرآن وما ذكر علياً إلا بخير).
ونقله عنه في (ذخائر العقبى) ص 89 ط مصر.
وأخرجه الطبراني، وابن أبي حاتم، كما في الصواعق المحرقة ـ ص 125 طبع مصر و (تاريخ الخلفاء) ص 116 طبع لاهور.
وروى أبو نعيم في (حلية الأولياء) ج 1 ص 64 ط مصر بسنده عن ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ا أنزل الله آية فيها يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي رأسها وأميرها).
وكفى في أفضليته ما قاله أحمد بن حنبل (ا جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب) روى ذلك عنه المستدرك، والاستيعاب، وكامل ابن الأثير، وكفاية الطالب، والرياض النضرة، وتهذيب التهذيب، وفتح الباري في شرح البخاري، وتاريخ الخلفاء، والسيرة الحلبية، والروض الأزهر، وإسعاف الراغبين، وغيرها.
ويدل على أفضلية فاطمة سلام الله عليها الحديث المتفق عليه عند أهل السنة (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة) رواه جماعة من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، ومنهم حذيفة كما في صحيح الترمذي ج 13 ص 197، ومنهم عائشة كما في صحيح البخاري ج 4 ص 203، ومنهم أم سلمة كما في صحيح الترمذي ج 13 ص 250.
ويدل على أفضلية الحسن والحسين عليهما السلام الحديث المتفق عليه أهل السنة (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) رواه جماعة من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، منهم أبوسعيد الخدري، كما في صحيح الترمذي ج 13 ص 190، ومسند أحمد بن حنبل ج 3 ص 3، ومنهم حذيفة كما في صحيح الترمذي ج 13 ص 197، ومنهم عبد الله بن عمر كما في سنن ابن ماجة ج 1 ص 56.
وقد نزل في علي وفاطمة والحسن والحسين سورة هل أتى، واختصت بهم آية التطهير (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فقد روي اختصاصها بعلي وفاطمة والحسن والحسين عن جماعة من الصحابة، منهم واثلة بن الاصقع، وعمرو بن أبي سلمة، وعائشة، وأم سلمة، وسعد بن أبي وقاص، وأبو سعيد، وعلي عليه السلام، وجعفر بن أبي طالب، وأبو برزة، وصبيح، وابن عباس، وأنس، وأبو الحمراء، وعطية، وسهل بن سعد، وأبوهريرة، وبريدة، وعبد الله بن عمر، وعمران بن الحصين، وسلمة بن الاكوع، ومعقل بن يسار. وقد تقدم ذلك. ومنهم عبد الله بن الزبير، روى عنه الهيثمي في مجمع الزوائد، والسيوطي في الجامع الصغير من طريق البزاز. وكذا في سائر كتب أهل السنة مثل إحياء الميت للسيوطي ص 113 والصواعق المحرقة لابن حجر ص 184 ومفتاح النجا ص 9 وينابيع المودة ص 187 والفتح الكبير ص 133 وأرجح المطالب ص 330 والسيف اليماني المسلول ص 9. ومنهم عامر بن واثلة، روى عنه الحافظ الدولابي في الكني والأسماء ج 1 ص 76 بسنده إليه. ومنهم سلمة بن الاكوع روى عنه ابن المغازلي والشافعي في المناقب بسنده إليه، وروى عنه في غيره من كتب أهل السنة منها (رجح المطالب) ص 330 وينابيع المودة ص 28. ومنهم على بن ابيطالب عليه السلام روى عنه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى ـ ص 20 من طريق ابن السري.
حول الجمع بين الصلاتين
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يجمعون الصلوات الخمس في ثلاثة أوقات، فيجمعون بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، مع أن سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها الخمسة.
الجواب
ثبت عند الجميع أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد جمع بين صلاتي الظهر والعصر من غير خوف ولا سفر، ففي جامع الأصول ج 6 ص 459 نقلاً عن صحيح مسلم قال (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعاً من غير خوف ولا سفر) زاد في رواية وقال أبو الزبير (ت سعيداً لم فعل ذلك ؟ فقال: سألت ابن عباس عما سألتني فقال: أراد أن لا يحرج أمته) وفي أخرى نحوه وقال (في غير خوف ولا مطر)
وقد ثبت عندنا من أحاديث أهل البيت عليهم السلام أنه إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الفريضتين معاً إلا أن هذه قبل هذه، وإذا دخل المغرب فقد دخل وقت الفريضتين معاً إلا أن هذه قبل هذه.
وإذا كان الله تعالى قد أجاز الجمع وأن رسوله قد جمع بغير عذر ليخفف على أمته، فهل يجب على المسلمين أن يشددوا على أنفسهم ويوجبوا التفريق حتى تفوتهم صلاة العصر والعشاء، كما يتفق ذلك لبعض عوام السنة بل وبعض علمائهم!

تعليق