أولئك هم مصاصي الدماء
إن كنت لم تطرق باب التأمل بعد ولم تلتقط مفاتيحك قط لتفتح بابه وتدخل محرابه وتنعم بصمت عقلك واختفاء سؤاله وجوابه، فربما لازلت من الناس التي غالباً ما تستفزّها أناس فتتوقف لتسأل نفسك: "هل قالَت أو هل قال لي هذا فعلاً؟... هل فعلَت أو هل فعل بي هذا فعلاً؟"... وبعد السؤال تنتبه لنفسك تحاكمهم وتحكم عليهم بالحماقة والجهل وسوء التصرف.
حين يزدريك شخص، أو يوجه لك الإهانة أو يطعنك في الظهر ويبادرك بالخيانة، أنت تشعُر بالسوء... وكأنّ قدماك قد زلَّت بك فأخذتكَ لمنحدر ووادٍ مظلم سحيق تكتئب فيه نفسك وتنتحب لما أصابك. وأنت مكتئب وأنت تنتحب، تراك تشعر بطاقتك، طاقة حياتك تهبط تتلاشى تتهالك وتكاد تكون ترمي السلام عليك مودّعةً إياك، تاركةً جسدك وعقلك وإحساسك دون حياة. أنت تشعر فجأة بأنك كالعدم فلا تجد لنفسك وحالك شرحاً أو تفسيراً.
حين يحدث هذا، فلتعلم أن أحدهم قد سرق منك جزءاً كبيراً من طاقة حياتك، من الكونداليني الخاصة بك القائمة حول مقام السرة فيك. وإن تكرر حدوث هذا فمع مرور الأيام ستصبح جسداً لا حياة فيه، لا فرحة ولا احتفال، لا نشوة ولا إحساس يحملك ويقف بك أعلى التلال. قريباً ستتهالك وتتعب وتُكثِر من الأكل والنوم والنمّ واللّوم.
ولعلّك تفهم أن أولئك الناس هُم أنفسهم من يحبس أنفاس كلمة حق رغِبْتَ في قولها يوماً، أو إحساس حرية أحبَبْتَ أن تُعبِّر عنه دوماً. أولئك الناس يقودونك بسلاسل نقاشاتهم ومنطقهم وقوانينهم وشرائعهم وتحليلاتهم للجنون، وأنت تعلم في قرارة نفسك أنهم يهينون ذكائك وإحساسك وحدسك.
أولئك هم مصاصي الدماء من خلال العواطف، حول العالم.
إنهم في كل مكان.
تراهم يمتصون طاقتك الحية الحيوية دون أن تدري وقبل أن تعي ما الذي يحدث، فيجف نهر طاقتك بداخلك وتغلق مقاماتك السبعة أبوابها. وتراهم بسبب امتصاص طاقتك يبددون ثقتك بنفسك، فتهتز آرائك والعلوم التي ظننت نفسك فهمتها والأبواب التي ظننتَ نفسك طرقتها، في حضرتهم... تراهم يهدرون إيمانك بحالك فيكسرون مرآةٍ ترى فيها حقيقة حالك فتشعر بالتوتر وهم من حولك.
لكن حين تتعلم وتعرف كيف تتعامل مع مصاصي الدماء من خلال العواطف، فسوف يتحسن حالك وتعود لك صحتك وتتسلق من جديد قمم جبالك.
إليك ما عليك عمله وأنت في حضرة مصاصي الدماء هؤلاء.
الخطوة الأولى: توقف عن لعب لعبتهم.
بدلاً من تركهم يقحمونك في دوائر المناقشات وسجنك في إطار المهاترات حيث أنها مكان لعبتهم ومسرح خدعتهم الذي يجسدون عليه دراما يجيدونها، فلتقم أنت بالحديث عن ما يجول في خاطرك والبوح بمكنونات نفسك وتجربتك وفهمك بعفوية تتخيل معها نهراً جارياً ينساب منك دون توقف فيكون لسانك رسول قلبك، وتلك لغة هم لا يفقهونها.
لنفترض أن لك زملاء في العمل حالهم يقلقك ويرعبك إلى حد أنك ترتعش إن اقتربوا منك. فهُم دائماً ما يحاولوا إيجاد الثغرات في عملك والعثرات في فكرك حتى ترتبك وتبدو في حال مُهلِك.
هذا ما عليك فعله...
لا تحاربهم ولا تقاتلهم ولا تتصارع معهم. لا تجادلهم ولا تدافع عن نفسك محاولاً البحث عن مبررات، ولا تتهمهم بأنهم على خطأ وتعيّرهم بأشياء أخطأوا فيها مئات المرات. فحالما تفعل هذا تكون دون وعي منك قد زلَلت وانحدرت وسقطتَ في أوديتهم السحيقة لتشارك تأدية الدراما الخاصة بهم على مسارحهم المظلمة... دراما هم أبرع منك فيها.
والأهم من هذا...
لا تصدق كلمة من التي يقولونها. لتعلم فقط بأنهم تعساء وبؤساء في حالهم الفكري الضيق وفي سجن علبة العقل الماكر، فإشهار تعاستهم واضح لأن من يُمضي أوقاته في مضايقة إنسان والبحث له عن أخطاء وثغرات فيسخر طاقاته في مضايقته، فهذا إنسان بائس لا حياة لديه، وفي المقابل طاقتك ترتقي عن طاقة هكذا إنسان مستمرة في الإنحدار. ولأن طاقتك أعلى فلهذا هم يسلكون هذا الدرب معك، لأجل أن ينزلوا بك لمستوى طاقتهم في الإنهيار.
إستخدم حسّ الدعابة ولتتجاهلهم تماماً. ذكِّر نفسك بأنه وإن خاطبك الجاهل فلتقل له سلاماً.
كُن حاضراً واعتبر حضرتهم كضجيج صادر في مركز تجاري تتسوق فيه.
في الواقع عليك أن تضحك على هذا الغباء.
ليس عليك تعلم كيف تواجه وتعاتب وتجادل وتُقنع فهذه دروب التعساء محبي المظاهر والكلام وتضييع الوقت سدى والعيش في الأحلام.
الخطوة الثانية: ركّز على بذور سوف تزهر في كيانك.
بذورك قد تكون علوم تجذبك لها أو تأمل تسترخي في واحته أو تجارب تختبرها داخل نفسك... بذورك قد تكون لوحات تجيد رسمها، أو موسيقى تهوى عزفها، أو طعام أنت ماهر في طبخه وتحضيره... بذورك هي أي شيء يجعلك تكتشف نفسك وما أنت بارع فيه عاشق له حتى تكون نفسك، حتى تثق في نفسك.
نمّي بذورك واختبر قدراتك الموجودة فيها حتى تختبر عطرها الذي سيلازمك حين تكون موجوداً بينهم. عطرها سيحميك وعنهم يكفيك.
ستصبح أقوى يوماً بعد يوم إن ظللت تروي بذورك وبذورك أعني بها موهبتك وعشقك الذي منحه الله لك، الموهبة الفطرية داخلك... نمّيها لتمدّ لك في الأرض جذور وتفوح منك عطور... هذه العطور ستفرز حقل ذبذبي حولك يكون درعك الحامي فتقوي هالتك وتمنع طاقة من حولك من اختراقها والعبث بها. ستقوى الهالة ودرع الطاقة من حولك كلما اختبرت ووثقت في موهبتك واختبارك خاصة الروحي، إلى أن تصبح جامدة من حولك صعب على أحد اختراقها.
إن ما يحاول مصاصو الدماء الذي يمتصون طاقة الإنسان والدم يحوي طاقة كبيرة من طاقة الإنسان، فعله هو اتهامك بأنك لست واقعي، فاهتماماتك ليست مادية أو لا مكان لها في المجتمع أو غيبية، فيخبرونك بأن كُن واقعي... كُن واقعي هذه، هي محاولة منهم للنزول بك لأودية السلبية والإحباط حتى لا تكون نفسك ولا تروي بذورك فتنفصل عن جذورك وتصبح مشتت كورقة في مهب الريح، رياحهم هم.
لا تسمح بهذا.
تذكر أن مهمتك ليست التخلص منهم أو من بيئتك ومن يسبب المشاكل لك، بل بأن تنظر داخل نفسك وتروي بذورك وتغذي موهبتك وتلوِّن بمجهودك عشقك. حالما تفعل هذا وتقوى جذورك ستنظر لهم ولتهديداتهم وتحذيراتهم فتجدها غبية، وليست دعوة للشعور بعدم الأمان كما كنت تشعر قبل ذلك.
قريباً ستنسى أمرهم. سوف تسأل نفسك "آه مصاص الدماء هذا؟ ومن يهتم؟"....
حين تسمح لمصاصي الدماء عبر العواطف بالتحكم بحياتك، بتحريك إنفعالاتك واستفزازك والسيطرة واللعب بعواطفك فسوف تصبح طبيعتك الثانية. ستنزل بك لأرض كئيبة مظلمة مهجورة وسوف تُسجَن هناك. وسوف تجد صعوبة في الإستيقاظ والقيام من السرير حتى وتفضل عدم رؤية أي شخص. ستقول القول الشهير: "أتركوني وحدي، لا أريد أن أرى أحد".
هذا طواف عكس الكون ينحدر بطاقتك ويطوف بها عكساً إلى أسفل وسيقودك هذا لمشاعر أسوء وأسوء. مزيد من الشك في نفسك، من الإحباط والخوف والقلق. سوف يدمرون فرحتك على كل مستوى من مستويات كيانك.
إن كنت محاطاً بمصاصي الدماء هؤلاء لأنهم يحيطونك بآرائهم الحادة وانتقاداتهم اللاذعة، وبدأتَ بتصديق أكاذيبهم وانطلَت عليك ألاعيبهم وأحكامهم السلبية فلا حل لك سوى أن تدخل محرابك فوراً وتبحث عن نفسك... من أنت؟ هؤلاء يحاولون إعطائك نسختهم عن من أنت... نسخة يهوونها ويتحكمون بها ويسيطرون عليها...
أدخل نفسك... إروِ بذورك ففيها مواهبك وما تعشقه وتهواه وتبرع به... وحين تنبُت بذورك وتفوح عطورك وتختبر أسرار روحك ستعلم كم تحوي وكم هي عميقة في الكون جذورك... لست وحدك فالله معك، يغذيك ويرويك ويعيطك، ومن كان الله معه، فمن ذا سيهمّه؟
منقول بيت الصياد
http://www.baytalsayyad.com/Article-1-279.html
إن كنت لم تطرق باب التأمل بعد ولم تلتقط مفاتيحك قط لتفتح بابه وتدخل محرابه وتنعم بصمت عقلك واختفاء سؤاله وجوابه، فربما لازلت من الناس التي غالباً ما تستفزّها أناس فتتوقف لتسأل نفسك: "هل قالَت أو هل قال لي هذا فعلاً؟... هل فعلَت أو هل فعل بي هذا فعلاً؟"... وبعد السؤال تنتبه لنفسك تحاكمهم وتحكم عليهم بالحماقة والجهل وسوء التصرف.
حين يزدريك شخص، أو يوجه لك الإهانة أو يطعنك في الظهر ويبادرك بالخيانة، أنت تشعُر بالسوء... وكأنّ قدماك قد زلَّت بك فأخذتكَ لمنحدر ووادٍ مظلم سحيق تكتئب فيه نفسك وتنتحب لما أصابك. وأنت مكتئب وأنت تنتحب، تراك تشعر بطاقتك، طاقة حياتك تهبط تتلاشى تتهالك وتكاد تكون ترمي السلام عليك مودّعةً إياك، تاركةً جسدك وعقلك وإحساسك دون حياة. أنت تشعر فجأة بأنك كالعدم فلا تجد لنفسك وحالك شرحاً أو تفسيراً.
حين يحدث هذا، فلتعلم أن أحدهم قد سرق منك جزءاً كبيراً من طاقة حياتك، من الكونداليني الخاصة بك القائمة حول مقام السرة فيك. وإن تكرر حدوث هذا فمع مرور الأيام ستصبح جسداً لا حياة فيه، لا فرحة ولا احتفال، لا نشوة ولا إحساس يحملك ويقف بك أعلى التلال. قريباً ستتهالك وتتعب وتُكثِر من الأكل والنوم والنمّ واللّوم.
ولعلّك تفهم أن أولئك الناس هُم أنفسهم من يحبس أنفاس كلمة حق رغِبْتَ في قولها يوماً، أو إحساس حرية أحبَبْتَ أن تُعبِّر عنه دوماً. أولئك الناس يقودونك بسلاسل نقاشاتهم ومنطقهم وقوانينهم وشرائعهم وتحليلاتهم للجنون، وأنت تعلم في قرارة نفسك أنهم يهينون ذكائك وإحساسك وحدسك.
أولئك هم مصاصي الدماء من خلال العواطف، حول العالم.
إنهم في كل مكان.
تراهم يمتصون طاقتك الحية الحيوية دون أن تدري وقبل أن تعي ما الذي يحدث، فيجف نهر طاقتك بداخلك وتغلق مقاماتك السبعة أبوابها. وتراهم بسبب امتصاص طاقتك يبددون ثقتك بنفسك، فتهتز آرائك والعلوم التي ظننت نفسك فهمتها والأبواب التي ظننتَ نفسك طرقتها، في حضرتهم... تراهم يهدرون إيمانك بحالك فيكسرون مرآةٍ ترى فيها حقيقة حالك فتشعر بالتوتر وهم من حولك.
لكن حين تتعلم وتعرف كيف تتعامل مع مصاصي الدماء من خلال العواطف، فسوف يتحسن حالك وتعود لك صحتك وتتسلق من جديد قمم جبالك.
إليك ما عليك عمله وأنت في حضرة مصاصي الدماء هؤلاء.
الخطوة الأولى: توقف عن لعب لعبتهم.
بدلاً من تركهم يقحمونك في دوائر المناقشات وسجنك في إطار المهاترات حيث أنها مكان لعبتهم ومسرح خدعتهم الذي يجسدون عليه دراما يجيدونها، فلتقم أنت بالحديث عن ما يجول في خاطرك والبوح بمكنونات نفسك وتجربتك وفهمك بعفوية تتخيل معها نهراً جارياً ينساب منك دون توقف فيكون لسانك رسول قلبك، وتلك لغة هم لا يفقهونها.
لنفترض أن لك زملاء في العمل حالهم يقلقك ويرعبك إلى حد أنك ترتعش إن اقتربوا منك. فهُم دائماً ما يحاولوا إيجاد الثغرات في عملك والعثرات في فكرك حتى ترتبك وتبدو في حال مُهلِك.
هذا ما عليك فعله...
لا تحاربهم ولا تقاتلهم ولا تتصارع معهم. لا تجادلهم ولا تدافع عن نفسك محاولاً البحث عن مبررات، ولا تتهمهم بأنهم على خطأ وتعيّرهم بأشياء أخطأوا فيها مئات المرات. فحالما تفعل هذا تكون دون وعي منك قد زلَلت وانحدرت وسقطتَ في أوديتهم السحيقة لتشارك تأدية الدراما الخاصة بهم على مسارحهم المظلمة... دراما هم أبرع منك فيها.
والأهم من هذا...
لا تصدق كلمة من التي يقولونها. لتعلم فقط بأنهم تعساء وبؤساء في حالهم الفكري الضيق وفي سجن علبة العقل الماكر، فإشهار تعاستهم واضح لأن من يُمضي أوقاته في مضايقة إنسان والبحث له عن أخطاء وثغرات فيسخر طاقاته في مضايقته، فهذا إنسان بائس لا حياة لديه، وفي المقابل طاقتك ترتقي عن طاقة هكذا إنسان مستمرة في الإنحدار. ولأن طاقتك أعلى فلهذا هم يسلكون هذا الدرب معك، لأجل أن ينزلوا بك لمستوى طاقتهم في الإنهيار.
إستخدم حسّ الدعابة ولتتجاهلهم تماماً. ذكِّر نفسك بأنه وإن خاطبك الجاهل فلتقل له سلاماً.
كُن حاضراً واعتبر حضرتهم كضجيج صادر في مركز تجاري تتسوق فيه.
في الواقع عليك أن تضحك على هذا الغباء.
ليس عليك تعلم كيف تواجه وتعاتب وتجادل وتُقنع فهذه دروب التعساء محبي المظاهر والكلام وتضييع الوقت سدى والعيش في الأحلام.
الخطوة الثانية: ركّز على بذور سوف تزهر في كيانك.
بذورك قد تكون علوم تجذبك لها أو تأمل تسترخي في واحته أو تجارب تختبرها داخل نفسك... بذورك قد تكون لوحات تجيد رسمها، أو موسيقى تهوى عزفها، أو طعام أنت ماهر في طبخه وتحضيره... بذورك هي أي شيء يجعلك تكتشف نفسك وما أنت بارع فيه عاشق له حتى تكون نفسك، حتى تثق في نفسك.
نمّي بذورك واختبر قدراتك الموجودة فيها حتى تختبر عطرها الذي سيلازمك حين تكون موجوداً بينهم. عطرها سيحميك وعنهم يكفيك.
ستصبح أقوى يوماً بعد يوم إن ظللت تروي بذورك وبذورك أعني بها موهبتك وعشقك الذي منحه الله لك، الموهبة الفطرية داخلك... نمّيها لتمدّ لك في الأرض جذور وتفوح منك عطور... هذه العطور ستفرز حقل ذبذبي حولك يكون درعك الحامي فتقوي هالتك وتمنع طاقة من حولك من اختراقها والعبث بها. ستقوى الهالة ودرع الطاقة من حولك كلما اختبرت ووثقت في موهبتك واختبارك خاصة الروحي، إلى أن تصبح جامدة من حولك صعب على أحد اختراقها.
إن ما يحاول مصاصو الدماء الذي يمتصون طاقة الإنسان والدم يحوي طاقة كبيرة من طاقة الإنسان، فعله هو اتهامك بأنك لست واقعي، فاهتماماتك ليست مادية أو لا مكان لها في المجتمع أو غيبية، فيخبرونك بأن كُن واقعي... كُن واقعي هذه، هي محاولة منهم للنزول بك لأودية السلبية والإحباط حتى لا تكون نفسك ولا تروي بذورك فتنفصل عن جذورك وتصبح مشتت كورقة في مهب الريح، رياحهم هم.
لا تسمح بهذا.
تذكر أن مهمتك ليست التخلص منهم أو من بيئتك ومن يسبب المشاكل لك، بل بأن تنظر داخل نفسك وتروي بذورك وتغذي موهبتك وتلوِّن بمجهودك عشقك. حالما تفعل هذا وتقوى جذورك ستنظر لهم ولتهديداتهم وتحذيراتهم فتجدها غبية، وليست دعوة للشعور بعدم الأمان كما كنت تشعر قبل ذلك.
قريباً ستنسى أمرهم. سوف تسأل نفسك "آه مصاص الدماء هذا؟ ومن يهتم؟"....
حين تسمح لمصاصي الدماء عبر العواطف بالتحكم بحياتك، بتحريك إنفعالاتك واستفزازك والسيطرة واللعب بعواطفك فسوف تصبح طبيعتك الثانية. ستنزل بك لأرض كئيبة مظلمة مهجورة وسوف تُسجَن هناك. وسوف تجد صعوبة في الإستيقاظ والقيام من السرير حتى وتفضل عدم رؤية أي شخص. ستقول القول الشهير: "أتركوني وحدي، لا أريد أن أرى أحد".
هذا طواف عكس الكون ينحدر بطاقتك ويطوف بها عكساً إلى أسفل وسيقودك هذا لمشاعر أسوء وأسوء. مزيد من الشك في نفسك، من الإحباط والخوف والقلق. سوف يدمرون فرحتك على كل مستوى من مستويات كيانك.
إن كنت محاطاً بمصاصي الدماء هؤلاء لأنهم يحيطونك بآرائهم الحادة وانتقاداتهم اللاذعة، وبدأتَ بتصديق أكاذيبهم وانطلَت عليك ألاعيبهم وأحكامهم السلبية فلا حل لك سوى أن تدخل محرابك فوراً وتبحث عن نفسك... من أنت؟ هؤلاء يحاولون إعطائك نسختهم عن من أنت... نسخة يهوونها ويتحكمون بها ويسيطرون عليها...
أدخل نفسك... إروِ بذورك ففيها مواهبك وما تعشقه وتهواه وتبرع به... وحين تنبُت بذورك وتفوح عطورك وتختبر أسرار روحك ستعلم كم تحوي وكم هي عميقة في الكون جذورك... لست وحدك فالله معك، يغذيك ويرويك ويعيطك، ومن كان الله معه، فمن ذا سيهمّه؟
منقول بيت الصياد
http://www.baytalsayyad.com/Article-1-279.html