
الشبكة العربية العالمية - لم يتبقى امام النظام السوري سوى التشدق بنظرية المؤامرة وان ما يحدث هو مجرد مخطط صهيوني وان اطرافا خارجية تتربص بسوريا على اعتبار انها سوريا دولة الصمود والممانعة في المنطقة ،
ولم يدرك النظام السوري ان تلك الثورات فاجات العالم بل انها اسقطت الانظمة الحليفة للقوى الكبرى ولكن عادة القوى الكبرى تتعامل مع الواقع ولا يمكن ان تنكر حق الشعوب في استعادة حريتها لان شعوب العالم لا تقبل ان تغلب دولها المصالح على حق الشعوب .
ويتساءل كل من يتابع المشهد القمعي في سوريا لماذا تدخل المجتمع الدولي وانقذ بنغازي من هجوم القذافي المباغت والسريع في اللحظات الاخيرة بينما يقف المجتمع الدولي اليوم متفرجا على الشعب السوري وهو يقتل ؟ اسئلة مستحقة واجاباتها بان المجتمع الدولي غير جاهز اليوم للتدخل بسبب موقع سوريا الاستراتيجي بين تركيا واسرائيل ولبنان والعراق وهناك طوائف واديان واعراق لابد ان تتفق على مستقبل الحكم بعد بشار الاسد .
ولكن للاسف يراهن المجتمع الدولي على زيادة الانشقاقات بين الجيش السوري والانضمام الى الجيش الحر ويراهن على انهيار النظام بينما النظام السوري يضع مراقبة شديدة على المنشقين ،وفي المقابل قام وزير خارجية تركيا بزيارة الى لبنان وطالب اللبنانيين بعدم حماية ظهر النظام وتسليم حزب الله للمنشقين الى النظام .
كما يراهن المجتمع الدولي على العقوبات التي رفعت من اسعار الوقود والتدفئة في فصل الشتاء مما يضع النظام ضمن دائرة حرجة وهو ما اعترف به بشار الاسد في خطابه الاخير حينما قال ان سورية تواجه حربا نفسية اقتصادية .
فالى متى يخشى السوريون الصامتون او الخائفون من النظام ؟ فسياتي وقت وسينضم بقية السوريين الصامتون الى اخوانهم في الثورة وتعتبر هذه حرب اقتصادية استنزافية تمس الشعب السوري باكمله ولكن ستضع نهاية للنظام لانه لم يتمكن من معالجة الازمة بوسائل سلمية ويعترف بتداول السلطة وان زمن النظام الشمولي او نظام الفرد قد ولى .
ولم يعد ينفع اسلوب اشغال الشعب السوري بالاخطار الخارجية التي كانت تتبعها الانظمة الاستبدادية في الماضي في حين يرفض النظام السوري الاعتراف بالمشكلات الداخلية فهو يزيد من حدة الداء باتباع سلوك الاستمرار في الحل الامني والقمعي .
واقتراح ارسال قوات عربية اقتراح يزيد من ترقيع الازمة ولا يحلها بل لابد من التحرك تحت مظلة مجلس الامن تبدا مثلما بدات في ليبيا باعلان منطقة عازلة لتامين حياة المنشقين وتعطي فرصة لانشاقات اكبر تنضم الى الجيش الحر من اجل ان تصبح فعالة التي يمكن ان تغير المعادلة وتؤدي الى تهاوي النظام بشكل سريع وهذا الامر يتطلب جهدا دوليا بغطاء عربي .
فلا يمكن ان يترك الشعب السوري تحت رحمة نظام مصمم على الاستمرار في الحل الامني ويرفض اية استجابة للرضوخ الى الحل السياسي الذي يعتبره انتحار سياسي للنظام بينما هو انقاذ للنظام وانقاذ لسوريا وانقاذ للمنطقة باسرها يجب ان يتوقف المجتمع الدولي على المراهنات التي تزيد من الام المجتمع السوري نتيجة استمرار القتل .
الشبكة العربية العالمية
تعليق