X
-
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء الجزء الاول
الإمام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيعسنة النشر: -
رقم الطبعة: ---
عدد الأجزاء: عشرة أجزاء
نبذه عن ما جاء في حليه الاولياء للعلامه السني ابونعيم الاصفهاني عن الامام امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام :
وسيد القوم ، محب المشهود ، ومحبوب المعبود ، باب مدينة العلم والعلوم ورأس المخاطبات ، ومستنبط الإشارات ، راية المهتدين ، ونور المطيعين ، وولي المتقين ، وإمام العادلين ، أقدمهم إجابة وإيمانا ، وأقومهم قضية وإيقانا ، وأعظمهم حلما ، وأوقرهم علما ، علي بن أبي طالب كرم الله وجهه . قدوة المتقين ، [ ص: 62 ] وزينة العارفين ، المنبئ عن حقائق التوحيد ، المشير إلى لوامع علم التفريد ، صاحب القلب العقول ، واللسان السؤول ، والأذن الواعي ، والعهد الوافي ، فقاء عيون الفتن ، ووقي من فنون المحن ، فدفع الناكثين ، ووضع القاسطين ، ودمغ المارقين ، الأخيشن في دين الله ، الممسوس في ذات الله .
حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان المعدل ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا إبراهيم بن إسحاق الضبي ، ثنا قيس بن الربيع ، عن ليث بن أبي سليم ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحسن بن علي ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه واله- : " ادعوا لي سيد العرب " . يعني علي بن أبي طالب ، فقالت عائشة : ألست سيد العرب ؟ فقال : " أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب " . فلما جاء أرسل إلى الأنصار فأتوه . فقال لهم : " يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " هذا علي فأحبوه بحبي ، وأكرموه بكرامتي ، فإن جبريل أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل " .
رواه أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن نحوه في السؤدد مختصرا .
حدثنا محمد بن أحمد بن علي ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ، ثنا علي بن عياش ، عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن جندب ، عن أنس ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه واله: " يا أنس اسكب لي وضوءا " . ثم قام فصلى ركعتين . ثم قال : " يا أنس من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين " قال أنس : قلت : اللهم اجعله رجلا من الأنصار وكتمته ، إذ جاء علي فقال : " من هنا يا أنس ؟ " فقلت : علي ، فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ، ويمسح عرق علي بوجهه . قال علي : يا رسول الله ، لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل ؟ قال : " وما يمنعني وأنت [ ص: 64 ] تؤدي عني ، وتسمعهم صوتي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي " .
رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس نحوه .
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا عبد الحميد بن بحر ، ثنا شريك ، عن سلمة بن كهيل ، عن الصنابحي ، عن علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه واله- : " أنا دار الحكمة وعلي بابها " . رواه الأصبغ بن نباتة والحارث عن علي نحوه . ومجاهد عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله .
حدثنا جعفر بن محمد بن عمر ، ثنا أبو حصين الوادعي ، ثنا يحيى بن عبد الحميد ، ثنا شريك ، عن أبي اليقظان ، عن أبي وائل ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : قالوا : يا رسول الله ، ألا تستخلف عليا ؟ قال : " إن تولوا عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم " .
حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عبد الله بن وهيب الغزي ، ثنا ابن أبي السري ، ثنا عبد الرزاق ، ثنا النعمان بن أبي شيبة الجندي ، عن سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن يثيع ، عن حذيفة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه واله- : " إن تستخلفوا عليا - وما أراكم فاعلين - تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء " .
رواه إبراهيم بن هراسة ، عن الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن يثيع ، عن علي - رضي الله تعالى عنه - .
حدثنا أبو أحمد الغطريفي ، ثنا أبو الحسن بن أبي مقاتل ، ثنا محمد بن عبيد بن عتبة ، ثنا محمد بن علي الوهبي الكوفي ، ثنا أحمد [ ص: 65 ] بن عمران بن سلمة ، وكان ثقة عدلا مرضيا ، ثنا سفيان الثوري ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فسئل عن علي ، فقال : قسمت الحكم عشرة أجزاء ، فأعطي علي تسعة أجزاء ، والناس جزءا واحدا .
حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا محمد بن يونس الكديمي ، ثنا عبد الله بن داود الخريبي ، حدثني هرمز بن حوران ، عن أبي عون ، عن أبي صالح الحنفي ، عن علي - رضي الله تعالى عنه - قال : قلت : يا رسول الله أوصني ، قال : قل ربي الله ثم استقم . قال : قلت : الله ربي ، وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب ، فقال : ليهنك العلم أبا الحسن ، لقد شربت العلم شربا ، ونهلته نهلا .
حدثنا أبو القاسم نذير بن جناح القاضي ، ثنا إسحاق بن محمد بن مروان ، ثنا أبي ، ثنا عباس بن عبيد الله ، ثنا غالب بن عثمان الهمداني أبو مالك ، عن عبيدة ، عن شقيق ، عن عبد الله بن مسعود قال : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ، ما منها حرف إلا له ظهر وبطن ، وإن علي بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن .
- اقتباس
- تعليق
-
حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ، ثنا محمد بن سليمان بن الحارث ، ثنا عبيد الله بن موسى ، ثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، أن الحسن بن علي -رضي الله تعالى عنهما- قام وخطب الناس ، وقال : لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون بعلم ، كان رسول الله صلى الله عليه واله يبعثه فيعطيه الراية ، فلا يرتد حتى يفتح الله عز وجل عليه ، جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما .
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ، ثنا جعفر بن محمد الصايغ ، ثنا قبيصة بن عقبة ، ثنا سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال عمر : علي أقضانا ، وأبي أقرؤنا .
حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا خلف بن خالد العبدي البصري ، ثنا بشر بن إبراهيم الأنصاري ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن معاذ بن جبل قال : قال النبي صلى الله عليه واله: يا علي ، أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي ، وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك فيها [ ص: 66 ] أحد من قريش ، أنت أولهم إيمانا بالله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم بأمر الله ، وأقسمهم بالسوية ، وأعدلهم في الرعية ، وأبصرهم بالقضية ، وأعظمهم عند الله مزية .
حدثنا محمد بن المظفر ، ثنا عبد الله بن إسحاق ، ثنا إبراهيم الأنماطي ، ثنا القاسم بن معاوية الأنصاري ، حدثني عصمة بن محمد ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله لعلي - وضرب بين كتفيه - : يا علي لك سبع خصال لا يحاجك فيهن أحد يوم القيامة : أنت أول المؤمنين بالله إيمانا ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم بأمر الله ، وأرأفهم بالرعية ، وأقسمهم بالسوية ، وأعلمهم بالقضية ، وأعظمهم مزية يوم القيامة .
حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي القصباني ، ثنا علي بن العباس البجلي ، ثنا أحمد بن يحيى ، ثنا الحسن بن الحسين ، ثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن الشعبي قال : قال علي : قال لي رسول الله صلى الله عليه واله: مرحبا بسيد المسلمين وإمام المتقين . فقيل لعلي : فأي شيء من شكرك ؟ قال : حمدت الله تعالى على ما آتاني ، وسألته الشكر على ما أولاني ، وأن يزيدني مما أعطاني .
حدثنا محمد بن حميد ، ثنا علي بن سراج المصري ، ثنا محمد بن فيروز ، ثنا أبو عمرو لاهز بن عبد الله ، ثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : ثنا أنس بن مالك قال : بعثني النبي صلى الله عليه واله إلى أبي برزة الأسلمي ، فقال له -وأنا أسمع- : يا أبا برزة ، إن رب العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب ، فقال : إنه راية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام أوليائي ، ونور جميع من أطاعني ، يا أبا برزة ، علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة ، وصاحب رايتي في القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربي .
حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا محمد بن علي بن دحيم ، ثنا عباد بن سعيد بن عباد الجعفي ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي البهلول ، حدثني صالح بن أبي الأسود ، عن أبي المطهر الرازي ، عن الأعشى الثقفي ، عن سلام الجعفي ، عن أبي برزة قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله: إن الله تعالى عهد إلي [ ص: 67 ] عهدا في علي ، فقلت : يا رب بينه لي ، فقال : اسمع ، فقلت : سمعت ، فقال : إن عليا راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبه أحبني ، ومن أبغضه أبغضني ، فبشره بذلك . فجاء علي فبشرته ، فقال : يا رسول الله ، أنا عبد الله وفي قبضته ، فإن يعذبني فبذنبي ، وإن يتم لي الذي بشرتني به فالله أولى بي . قال : قلت : اللهم اجل قلبه ، واجعل ربيعه الإيمان ، فقال الله : قد فعلت به ذلك . ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي ، فقلت : يا رب أخي وصاحبي ، فقال : إن هذا شيء قد سبق ، إنه مبتلى ومبتلى به .
حدثنا سعد بن محمد الصيرفي ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ، ثنا الحكم بن ظهير ، عن السدي ، عن عبد خير ، عن علي قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه واله، أقسمت - أو حلفت - أن لا أضع ردائي عن ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين ، فما وضعت ردائي عن ظهري حتى جمعت القرآن .
حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا محمد بن يونس السامي ، ثنا أبو بكر الحنفي ، ثنا فطر بن خليفة ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري قال : كنا نمشي مع النبي صلى الله عليه واله، فانقطع شسع نعله ، فتناولها علي يصلحها ، ثم مشى فقال : يا أيها الناس ، إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله . قال أبو سعيد : فخرجت فبشرته بما قال رسول الله عليه وسلم ، فلم يكترث به فرحا ، كأنه قد سمعه .
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
حدثنا محمد بن عمر بن سلم ، حدثني أبو محمد القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، حدثني أبي ، عن أبيه جعفر ، عن أبيه محمد بن عبد الله ، عن أبيه محمد ، عن أبيه عمر ، عن أبيه علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا علي ، إن الله أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي ، وأنزلت هذه الآية ( وتعيها أذن واعية ) فأنت أذن واعية لعلمي .
حدثنا الحسن بن علي بن الخطاب ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا أبو بكر بن عياش ، عن نصير ، عن سليمان الأحمسي ، عن أبيه ، عن علي قال : والله ما نزلت آية إلا وقد علمت [ ص: 68 ] فيم أنزلت ، وأين أنزلت ، إن ربي وهب لي قلبا عقولا ، ولسانا سئولا .
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا خلاد ، ثنا مسعر ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري قال : سئل علي عن نفسه ، فقال : كنت إذا سئلت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت .
حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان المعدل ، ثنا محمد بن الحسين بن حميد ، ثنا محمد بن تسنيم ، ثنا علي بن الحسين بن عيسى بن زيد ، عن جده عيسى بن زيد ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عمرو بن قيس ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر ، عن علي قال : أنا فقأت عين الفتنة ، ولو لم أكن فيكم ما قوتل فلان وفلان .
عن أبي سعيد الخدري قال : شكى الناس عليا ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال : يا أيها الناس ، لا تشكوا عليا ، فوالله إنه لأخيشن في ذات الله عز وجل .
حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا هارون بن سليمان المصري ، ثنا سعد بن بشر الكوفي ، ثنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن إسحاق بن كعب بن عجرة ، عن أبيه قال : قال رسول صلى الله عليه واله: لا تسبوا عليا ، فإنه ممسوس في ذات الله تعالى .
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أحمد بن محمد الحمال ، ثنا أبو مسعود ، ثنا سهل بن عبد ربه ، ثنا عمرو بن أبي قيس ، عن مطرف ، عن المنهال بن عمرو ، عن التميمي ، عن ابن عباس ، قال : كنا نتحدث أن النبي صلى الله عليه واله عهد إلى علي سبعين عهدا ، ولم يعهد إلى غيره .
عن الأصبغ بن نباتة ، قال : سمعت عمار بن ياسر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا علي ، إن الله تعالى قد زينك بزينة لم تزين العباد بزينة أحب إلى الله تعالى منها ، هي زينة الأبرار عند الله عز وجل ، الزهد في الدنيا ، فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا ولا تزرأ الدنيا منك شيئا ، ووهب لك حب المساكين ، فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما .
حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا أبو حصين القاضي ، ثنا أبو الطاهر أحمد بن عيسى بن عبد الله العكبري ، ثنا ابن أبي فديك ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن علي بن الحسين ، قال : قال علي بن أبي طالب عليه [ ص: 72 ] السلام : إذا كان يوم القيامة أتت الدنيا بأحسن زينتها ، ثم قالت : يا رب هبني لبعض أوليائك ، فيقول الله تعالى : اذهبي فأنت لا شيء ، أنت أهون علي أن أهبك لبعض أوليائي ، فتطوى كما يطوى الثوب الخلق فتلقى في النار .
عن الحسين بن علي ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من زهد في الدنيا علمه الله تعالى بلا تعلم ، وهداه بلا هداية ، وجعله بصيرا وكشف عنه العمى .
وكان بذات الله عليما ، وعرفان الله في صدره عظيما .
وقد قيل : إن التصوف البروز من الحجاب إلى رفع الحجاب .
حدثنا أحمد بن إبراهيم بن جعفر ، ثنا محمد بن يونس السامي ، ثنا أبو نعيم ، ثنا حبان بن علي ، عن مجاهد ، عن الشعبي ، عن ابن عباس : أن علي بن أبي طالب أرسله إلى زيد بن صوحان ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إني ما علمتك لبذات الله عليم ، وإن الله لفي صدرك عظيم .
عن أبي رجاء قال : رأيت علي بن أبي طالب خرج بسيف يبيعه ، فقال : من يشتري مني هذا ؟ لو كان عندي [ ص: 84 ] ثمن إزار لم أبعه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، أنا أبيعك وأنسئك إلى العطاء - زاد أبو أسامة - فلما خرج عطاؤه أعطاني .
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
عن سفيان الثوري ، عن عمرو بن قيس قال : قيل لعلي : يا أمير المؤمنين ، لم ترقع قميصك ؟ قال : يخشع القلب ، ويقتدي به المؤمن .
حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن مطيع ، ثنا هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن أبي سعيد الأزدي - وكان إماما من أئمة الأزد - قال : رأيت عليا أتى السوق وقال : من عنده قميص صالح بثلاثة دراهم ؟ فقال رجل : عندي ، فجاء به فأعجبه ، قال : لعله خير من ذلك ، قال : لا ، ذاك ثمنه ، قال : فرأيت عليا يقرض رباط الدراهم من ثوبه ، فأعطاه فلبسه ، فإذا هو يفضل عن أطراف أصابعه ، فأمر به فقطع ما فضل عن أطراف أصابعه .
حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا [ ص: 81 ] وهب بن إسماعيل ، ثنا محمد بن قيس ، عن علي بن ربيعة الوالبي ، عن علي بن أبي طالب قال : جاءه ابن النباج فقال : يا أمير المؤمنين ، امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء ، فقال : الله أكبر ، فقام متوكئا على ابن النباج حتى قام على بيت مال المسلمين فقال :
هذا جناي وخياره فيه وكل جان يده إلى فيه
يا ابن النباج : علي بأشياع الكوفة ، قال : فنودي في الناس ، فأعطى جميع ما في بيت مال المسلمين ، وهو يقول : يا صفراء ويا بيضاء غري غيري ، ها وها . حتى ما بقي منه دينار ولا درهم ، ثم أمره بنضحه وصلى فيه ركعتين .
حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن عمر ، ثنا ابن نمير ، ثنا أبو حيان التيمي ، عن مجمع التيمي قال : كان علي يكنس بيت المال ويصلي فيه ، يتخذه مسجدا رجاء أن يشهد له يوم القيامة .
حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ، ثنا مسدد . وثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة ، قالا : ثنا عبد الوارث بن سعيد ، عن أبي عمرو بن العلاء ، عن أبيه : أن علي بن أبي طالب خطب الناس فقال : والله الذي لا إله إلا هو ما رزأت من فيئكم إلا هذه ، وأخرج قارورة من كم قميصه فقال : أهداها إلي مولاي دهقان .
حدثنا محمد بن الحسن اليقطيني ، ثنا الحسين بن عبد الله الراقي ، ثنا محمد بن عوف ، ثنا محمد بن خالد البصري ، ثنا الحسن بن زكرياء الثقفي ، عن عنبسة النحوي ، قال : شهدت الحسن بن أبي الحسن ، وأتاه رجل من بني ناجية ، قال : يا أبا سعيد ، بلغنا أنك تقول : لو كان علي يأكل من حشف المدينة لكان خيرا له مما صنع . فقال الحسن : يا ابن أخي ، كلمة باطل حقنت بها دما ، والله لقد فقدوه سهما من مرامز طيب ، والله ليس بسروقة لمال الله ، ولا بنؤمة عن أمر الله ، أعطى القرآن عزائمه فيما عليه وله ، أحل حلاله وحرم حرامه ، حتى أورده ذلك على حياض غدقة ، ورياض مونقة ، ذلك علي بن أبي طالب يا لكع .
عن محمد بن سوقة ، عن عبد الواحد الدمشقي قال : نادى حوشب الخيري عليا يوم صفين ، فقال : انصرف عنا يا ابن أبي طالب ، فإنا ننشدك الله في دمائنا ودمك ، نخلي بينك وبين عراقك ، وتخلي بيننا وبين شامنا ، وتحقن دماء المسلمين . فقال علي : هيهات يا ابن أم ظليم ، والله لو علمت أن المداهنة تسعني في دين الله لفعلت ، ولكان أهون علي في المؤونة ، ولكن الله لم يرض من أهل القرآن بالإدهان والسكوت والله يعصى .
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ، ثنا شريك ، عن عاصم بن كليب ، عن محمد بن كعب قال : سمعت عليا يقول : لقد [ ص: 86 ] رأيتني أربط الحجر على بطني من شدة الجوع على عهد رسول الله صلى الله عليه واله، وإن صدقتي اليوم لأربعون ألف دينار .
حدثنا أحمد بن علي بن محمد المرهبي ، ثنا سلمة بن إبراهيم ، ثنا إسماعيل الحضرمي الكهيلي ، ثنا أبي علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن سلمة بن كهيل ، عن مجاهد قال : شيعة علي الحلماء العلماء ، الذبل الشفاه الأخيار ، الذين يعرفون بالرهبانية من أثر العبادة .
حدثنا محمد بن عمرو بن سلم ، ثنا علي بن العباس البجلي ، ثنا بكار بن أحمد ، عن حسن بن الحسين ، عن محمد بن عيسى بن زيد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن الحسين قال : شيعتنا الذبل الشفاه ، والإمام منا من دعا إلى طاعة الله .
حدثنا فهد بن إبراهيم بن فهد ، ثنا محمد بن زكريا الغلابي ، ثنا بشر بن مهران ، ثنا شريك ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سره أن يحيا حياتي ، ويموت ميتتي ، ويتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله بيده ثم قال لها كوني فكانت - فليتول علي بن أبي طالب من بعدي . رواه شريك أيضا عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم . ورواه السدي عن زيد بن أرقم ، ورواه ابن عباس ، وهو غريب .
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
حدثنا محمد بن المظفر ، ثنا محمد بن جعفر بن عبد الرحيم ، ثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم ، ثنا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى - أخو محمد بن عمران - ثنا يعقوب بن موسى الهاشمي ، عن ابن أبي رواد ، عن إسماعيل بن أمية ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سره أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي - فليوال عليا من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بالأئمة من بعدي ، فإنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، رزقوا فهما وعلما ، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي للقاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي .
قال أبو نعيم : فالمحققون بموالاة العترة الطيبة هم الذبل الشفاه ، المفترشو [ ص: 87 ] الجباه ، الأذلاء في نفوسهم الفناة ، المفارقون لمؤثري الدنيا من الطغاة ، هم الذين خلعوا الراحات ، وزهدوا في لذيذ الشهوات ، وأنواع الأطعمة ، وألوان الأشربة ، فدرجوا على منهاج المرسلين ، والأولياء من الصديقين ، ورفضوا الزائل الفاني ، ورغبوا في الزائد الباقي ، في جوار المنعم المفضال ، ومولى الأيادي والنوال .
حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم خيبر : " لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله " . قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ، فقال : " أين علي بن أبي طالب ؟ " . فقالوا : يا رسول الله يشتكي عينه ، قال : " فأرسلوا إليه " ، قال : فأتي به ، قال : فبصق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، وأعطاه الراية . فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ، قال : " انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم " .
رابط الكتاب
الكتب - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - المهاجرون من الصحابة - علي بن أبي طالب - علي بن أبي طالب
رحم الله من نشر الموضوع
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.
تعليق