بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الاعضاء الكرام..
الاخوة الافاضل..
لنقف قليلأ مع كتاب
السير على الاقدام الى كربلاء الحسين (ع)
اهدافه. مشروعيته. ادابه
وقفة مع كتاب .. ( السير على الأقدام إلى كربلاء الحسين عليه السلام .. أهدافه .. مشروعيته .. آدابه )
21\1\2012
صدر لسماحة حجة الاسلام والمسلمين العلامة المحقق السيد محمود المقدس الغريفي (دام عزه) الطبعة الأولى 1432هـ / 2011 م من كتابه الموسوم (السير على الأقدام إلى كربلاء الحسين عليه السلام .. أهدافه .. مشروعيته .. آدابه) ، يقع الكتاب في (112) صفحة من القطع الوسط ، ضمت الصفحات من (1- 2) عنوان الكتاب وهويته وفي الصفحتين من (3-4) تحدث المؤلف في مقدمته مجيبا عن بعض التساؤلات التي تكثر وتتردد عند اقتراب أيام أربعينية الإمام الحسين عليه السلام واخذ الناس بالتجمهر والتجمع للمحافل الحسينية ومواكبها ورفعت الشعارات والرايات بين المؤمنين الموالين وذلك للبدء بالمسير إلى الإمام الحسين عليه السلام ، وبحث أيضا مسالة السير على الأقدام إلى كربلاء وأهداف هذه الشعيرة الإسلامية وغاياتها وما أصلها وحقيقتها وهل ورد في سيرة أئمتنا الهداة عليهم السلام وأخبارهم إشارات أو دلالات عليها وهل تبنىّ علماؤنا الأعلام هذه الشعيرة في مسيرتهم ، وماهي حدود مشروعيتها ومالها من الفضل والمزايا وما يترتب على المؤمن من سلوك آدابها ، وضمت الصفحات من (5-11) موضوع (الإمام الحسين عليه السلام نار على علم) تحدث المؤلف منها وصفه عليه السلام بمصباح الهدى وسفينة النجاة ، فضوء المصباح قائم بنفسه لايحتاج إلى دليل أو إشارة إليه ، كما أن سفينة النجاة شاخصة بارزة في لجج البحر تتقاذفها الأمواج الجارفة ، فيرمقها الغريق والملهوف ببصره من بعد لانقاذه إلى حيث الأمن والأمان ، ثم ساق عددا من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تثبت ماله عليه السلام من مزايا وفضائل معتمدا على ما ذكره أصحاب السنن والمحدثين من إخواننا أهل السنة والجماعة ولم يقتصر على ما ذكره علماء الامامية ومحدثوهم في صحاحهم والمسانيد ، وخلص إلى القول الجازم أن المُعرف لايُعرَّف ، فالحسين هو الحسين عليه السلام ، وفي الصفحات من (13-17) وتحت عنوان (المسير إلى القرى المباركة) فسر المؤلف في موضوعه الآية الكريمة (18) من سورة (سبأ) الشريفة بان القرى المباركة هم آل محمد عليهم السلام اعتمادا على ماورد في تفسير تلك الآية عنهم عليهم السلام ، وفي الصفحات من (19-27) وتحت عنوان (الهدف من المسير إلى الإمام الحسين عليه السلام) بين المؤلف أن الهدف من هذه المسيرات الراجلة إلى كربلاء ، هو تجديد العهد مع الإمام الحسين عليه السلام والالتزام بنهجه وسيرته والتمسك بأهدافه ومبادئه لتتجلى بأصدق المعاني ، وكذلك لما تمثله هذه المسيرات من عرفان بحقه وتأكيدا على حبه واصرارا على نهجه وإجلالا لطريق الشهادة ، وكذا لما تمثله هذه المسيرات من تالف بين أبناء المجتمع الواحد لتوحيد الكلمة والموقف ، ولتقوية تماسكهم واشتداد روابطهم ، فيما ضمت الصفحات من (29-40) موضوعا بعنوان (فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام) ساق المؤلف تحت هذا العنوان عدة أحاديث شريفة لأهل البيت عليهم السلام تؤكد على الحث والترغيب في فضل زيارته ، أما الصفحات من (41-46) فقد تحدث المؤلف فيها عن موضوع (فضل المسير إلى الإمام الحسين عليه السلام) دارجا عدة روايات تثبت الحث على أداء هذه الشعيرة في نصوص شرعية ثابتة والتي يستفاد من مضمونها ، أن السير إلى الإمام الحسين عليه السلام هو من الشعائر الحسينية الاصيلة التي لفت أئمة أهل البيت عليهم السلام أنظار مواليهم إليها ، أما الصفحات من (47- 53) والتي ضمت موضوعا بعنوان (استحباب المسير في كل طاعة لله عز وجل) ساق المؤلف عدة روايات صادرة عن رسول الله (ص) وعن أئمة أهل البيت عليهم السلام تثبت استحباب المشي لكل طاعة إلى الله سبحانه وتعالى كالسير الى حج بيت الله الحرام كما كان يفعل الصحابة موضحا أن المشي إلى الإمام الحسين عليه السلام لقصد زيارته فيه نصرة إلى الله والدين الحنيف والرسول الكريم وأهل بيته ، ثم تحدث في موضوع (استحباب المسير لنصرة المظلوم) والذي ضمته الصفحات من (55-58) بيَّن فيه أن الشارع المقدس قد ندب إلى السير والمشي لنصرة المظلوم والحث على بيان وإبراز مظلوميته وذلك لتثبيت حقه وإظهاره ليفتضح الظالمون وينكشف ظلمهم وضلالهم حتى لاينخدع الآخرون بسلوكهم مبينا ذلك في عدة آيات بينات وروايات مأثورة وأدعية مشهورة ، فيما ضمت الصفحتا (59-60) موضوعا بعنوان (الأصل العملي والمسير إلى كربلاء) اثبت فيه المؤلف من خلال الأدلة المعتبرة استحباب المسير إلى زيارة الإمام الحسين عليه السلام على الأقدام ، وان اصالة البراءة والاباحة في الاشياء جارية , حيث أنها من الشعائر التي ندب أئمة أهل البيت عليهم السلام إليها ، وفي الصفحات من (61-69) تحدث عن موضوع (العرف وسيرة المتشرعة في المسير إلى كربلاء) بين فيه أن السير على درب كربلاء والمشي باتجاه ضريح الإمام الحسين عليه السلام و قصد زيارته ، هو إحياء للنهج الذي رسمه والتمسك بالمبادئ التي أعلنها ، كما أن فيها تعبيدا لطريق الجهاد ، وإعلاء لشان الشهداء ، وتعظيم من قبل الأمة لقادتها العظام ورجالها المضحين وإحياء لأمرهم ، واثبت أيضا في موضوعه هذا أن سيرة المتشرعة جارية على ذلك أيضا بما هم متشرعة وملتزمون بما عليه الشارع المقدس من حث على سلوك فعل معين ، وكذلك فان السيرة العملية لكثير من علمائنا الأعلام جارية على تمسكهم بهذه الشعيرة الإسلامية ومازالوا على ذلك في سلوك هذا النهج والطريق ، فيما ضمت الصفحات من (71 – 73) موضوعا بعنوان (المسير إلى الحسين عليه السلام في زيارة الأربعين) بين فيه المؤلف أن المسير إلى الإمام الحسين عليه السلام في خصوص زيارة الأربعين الموافقة للعشرين من صفر هي من علامات المؤمن التي نص عليها الإمام العسكري عليه السلام في روايته المبثوثة في تهذيب الأحكام لمرجع الطائفة الشيخ الطوسي ، أبو جعفر محمد بن الحسن (385-460هـ) وغيره ، وقد استفاد كثير من العلماء دلالة الرواية على زيارة الحسين (ع) في يوم الاربعين , لذا أضحت هذه الزيارة المباركة من شعار وهوية السير على الأقدام ، وفي الصفحات من (75-88) وتحت موضوع (آداب المسير إلى حرم الحسين عليه السلام) أورد المؤلف جملة من الآداب والسنن والنصائح الإرشادية معتمدا في ذلك على ما ذكره محدثو الامامية في كتبهم الحديثية كمستدرك الوسائل وكامل الزيارات وثواب الأعمال وتحف العقول وغيرها ، فيما ضمت الصفحات من (89-95) موضوعا بعنوان (خاتمة المسير) بيّن المؤلف من خلاله أن السائرين إلى الإمام الحسين عليه السلام سائرون إلى الله سبحانه وتعالى لطلب الأجر والثواب ، لان طريقه عليه السلام ونهجه يمثلان الامتداد الطبيعي لطريق جده صلى الله عليه واله وسلم فقد جسد عليه السلام رسالات السماء على الأرض ، إذ انه وارث الأنبياء والأوصياء ، لان من دواعي المودة والمحبة التي دعا الله سبحانه وتعالى إليها ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم هي زيارة الإمام الحسين عليه السلام والوقوف على ضريحه وإجلاله واحترامه ، والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى والتقرب إليه بمقامه ومنزلته التي أعدها الله سبحانه وتعالى له ، فمن أحب حبيب الله سبحانه وتعالى ووده فهو يحب الله سبحانه وتعالى ويوده ويطيعه استنادا إلى الآية المباركة (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُور ) وما ورد في تفسيرها من أن قرابته صلى الله عليه واله وسلم الذين وجبت على المسلمين مودتهم هم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وفي الصفحات من (97-101) أدرج المؤلف نص زيارة الأربعين التي رواها صفوان بن مهران الجمال عن الإمام الصادق عليه السلام والتي أوردتها جل كتب الأدعية والزيارات ، وفي الصفحات من (103-105) قدم المؤلف مقترحا تحت عنوان (صندوق الإمام الحسين عليه السلام) ووجه بضرورة تأسيس هكذا صندوق لغرض استثمار هذه المسيرات المليونية الراجلة ليتكفل هذا الصندوق والذي هو عبارة عن تبرعات وهبات المؤمنين الموالين لتركيز وتثبيت معالم مدرسة أهل البيت عليهم السلام على ارض الواقع من قبيل ، إقامة الجامعات والمؤسسات والمراكز العلمية وإنشاء الأوقاف الخيرية لمساعدة الفقراء والمعوزين أو لتعبيد الطرق السالكة إلى حرمه عليه السلام وكذا لإنشاء المطابع ودور النشر لطباعة الكتب والدوريات الهادفة إلى نشر علوم أهل البيت عليهم السلام وثقافتهم لتوزيعها على المؤمنين لينتفع منها القاصي والداني ، وغير ذلك مما لاعد له ولاحصر من المشاريع الخيرية ، أما الصفحات من (107-109) فقد ضمت المصادر والمراجع التي اعتمد عليها المؤلف في كتابه هذا والتي بلغت (53) ثلاثاً وخمسين مصدراً ، فيما ضمت الصفحتا (110-111) ملحقا مصورا لبعض علمائنا الأعلام وهم في طريق السير إلى كربلاء ، فيما ضمت الصفحة (112) فهرس الكتاب . لقد قدم سماحة السيد المؤلف (دام عزه) إلى المكتبة العربية والإسلامية بحثا عقائديا مهما لايستغني عنه المؤمن الموالي ، خصوصا من يبتغي الرد علميا على مسيرة مناوئ الإسلام عبر التاريخ من الذين انتحلوا الإسلام كذبا وزورا وخوفا وطمعا واستفادوا من إطلاق صفة المسلمين عليهم ليتخذوها سُلَّماً للسيطرة على منصب الحاكمية والسلطة في الإسلام ، ويعيثوا في الأرض فسادا وكذلك من الطغاة المستبدين الفاسقين الذين ورثوا الإسلام كما ورثوا الملك والسلطان فكان إسلامهم موروثا ومسيسا بما يخدم مصالحهم المنحرفة ، لما يحويه الكتاب من أدلة قرآنية وأحاديث شريفة وأقوال مأثورة .
]علي حسن علوان جاسم الجنابي/باحث ومؤرخ
[al_jaanaabi_ali@yahoo.com
تعليق