الشيخ عقيل الحمداني
بحمد الله تعالى لازال الشيخ عقيل الحمداني يرفع بعض الحيف الذي لحق بال محمد ص ويصحح عددا من مفردات التاريخ ويكشف المزور منها مباشر من منبر ق كربلاء الفضائية
ومن المحاور التي تناولها الشيخ في حلقة ليلة ولادة النبي صلى الله عليه واله
هل ان حليمه رفضته
يقول العلامة المحقق السيد مهدي الروحاني : إن قولهم : إنها رفضته في أول الأمر ليتمه إنما يصح بالنسبة ليتيم ضائع ، لا أهمية له . وأما بالنسبة لمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإن كافله عبد المطلب سيد هذا الوادي . وأمه آمنة بنت وهب ، من أشراف مكة . بل ثمة من يقول : إنه لم يكن حينئذ يتيما ، وإن أباه قد توفي بعد ولادته بعدة أشهر ، قيل : ثمانية وعشرين شهرا . وقيل : سبعة أشهر
صفة الصفوة ج 1 ص 51 وكشف الغمة للأربلي - ج 1 ص 16 .
وروى أبو الحسن البكري في كتابه الأنوار ، قال : حدثنا أشياخنا ، وأسلافنا الرواة : أنه كان من عادة أهل مكة ، إذا تم للمولود سبعة أيام ، التمسوا له مرضعة ترضعه . . إلى أن قال : فتطاولت النساء لرضاعته وتربيته . . ثم يذكر : أن الهاتف أخبر آمنة : بأن مرضعته في بني سعد ، واسمها حليمة ، فظلت تتوقع مجيئها ، حتى جاءت ، فأعطتها إياه. وذلك واضح الدلالة على عدم صحة ما يقال : من أن النساء المرضعات قد زهدن فيه ليتمه ، وأن حليمة ، إنما قبلت به ، لأنها لم تجد سواه ، ولم تحب أن ترجع رفيقاتها برضيع ، وترجع هي خالية . ومما يدل على عدم صحة ذلك أيضا : أن عبد المطلب قد قال لحليمة : ( أنا جده ، أقوم مقام أبيه ، فإن أردت أن ترضعيه دفعته إليك ، وأعطيتك كفايتك
خرافة حديث شق الصدر : صحيح مسلم ج 1 ص 101 - 102: ( عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاه جبرئيل ، وهو يلعب مع الغلمان ، فاخذه وصرعه ، فشق عن قلبه ، فاستخرج القلب ، فاستخرج منه علقة ، فقال : هذا حظ الشيطان منك ، ثم . غسله في طست من ذهب ، بماء زمزم ، ثم لامه ، ثم أعاده في مكانه . وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا : إن محمدا قد قتل . فاستقبلوه ، وهو منتقع اللون . قال أنس : ( وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره ). وكان ذلك هو سبب إرجاعه صلى الله عليه وآله إلى أمه.. ولنا نا نتسائل
- هل صحيح أن مصدر الشر هو غدة ، أو علقة في القلب ، يحتاج التخلص منها إلى عملية جراحية ؟ ! . وهل يعني ذلك أن باستطاعة كل أحد - فيما لو أجريت له عملية جراحية لاستئصال تلك الغدة - أن يصبح تقيا ورعا ، خيرا ؟ ! . أم أن هذه الغدة أو العلقة قد اختص الله بها الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،
- لماذا تكررت هذه العملية أربع ، أو خمس مرات ، في أوقات متباعدة ؟ حتى بعد بعثته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعدة سنين ، وحين الاسراء والمعراج بالذات ؟ ! فهل كانت تلك العلقة السوداء ،
5 - وهل إذا كان الله يريد أن لا يكون عبده شريرا يحتاج لأعمال قدرته إلى عمليات جراحية كهذه ، على مرأى من الناس ومسمع ؟ ! . وتعجبني هذه البراعة النادرة لجبرئيل في إجراء العمليات الجراحية لخصوص نبينا الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وألا تعني هذه الرواية : أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان مجبرا على عمل الخير ، وليس لإرادته فيه أي أثر أو فعالية ، أو دور ؟ : ! ، لان حظ الشيطان قد أبعد عنه بشكل قطعي وقهري ، وبعملية جراحية ، كان أنس بن مالك يرى أثر المخيط في صدره الشريف ! ! . 6 - لماذا اختص نبينا بعملية كهذه ولم تحصل لأي من الأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام ؟ أم يعقل أم محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أفضل الأنبياء وأكملهم ، كان فقط بحاجة إلى هذه العملية ؟ ! الجراحية ؟ ! وإذن ، فكيف يكون أفضل وأكمل منهم ؟ أم أنه قد كان فيهم أيضا للشيطان حظ ونصيب لم يخرج منهم بعملية جراحية ؟ لان الملائكة لم يكونوا قد تعلموا الجراحة بعد ؟ ، وقارن . المسيحيون وحديث شق الصدر : وقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله : ( ما من أحد من الناس إلا وقد أخطأ ، أو هم بخطيئة ، ليس يحيى بن زكريا ). ويذكر أبو رية ( رحمه الله ) : أن حديث شق الصدر يأتي مؤيدا للحديث الاخر ، الذي ورد في البخاري ، ومسلم وفتح الباري وغيرها ، وهو - والنص للبخاري - : ( كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى بن مريم ، ذهب يطعن ، فطعن في الحجاب: وفي رواية : ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد ، فيستهل صارخا من مس الشيطان غير مريم وابنها. .
رعيه ( ص ) الغنم : ويذكر المؤرخون : أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد رعى الغنم في بني سعد ، وأنه رعاها لأهله ، بل ويقولون : رعاها لأهل مكة أيضا ، حتى ليذكرون والبخاري منهم في كتاب الإجارة وغيره أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم . فقال أصحابه : وأنت ؟ . قال : نعم ، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة ) (البخاري هامش فتح الباري ج 4 ص 363 ، والسيرة النبوية لدحلان ج 1 ص 51 ، والسيرة الحلبية ج 1 ص 125 . ‹ 4 ) وفسرت القراريط بأنها : أجزاء الدراهم والدنانير يشترى بها الحوائج الحقيرة . (ولكننا نشك كثيرا في أن يكون ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد رعى لغير أهله بأجر كهذا ، تزهد به حتى العجائز ، ولا يصح مقابلته بذلك الوقت والجهد الذي يبذله في رعي الغنم ، نعم ، نشك في ذلك ، . وكل ذلك وسواه من الاحتمالات لا شاهد له ، وإنما يلجأ إليه لو كانت الرواية صحيحة السند عن معصوم ، وليست كذلك ، بل هي عن أبي هريرة ، وغيره ممن لا يمكن الاعتماد عليهم . ملاحظة : لقد حاول البعض التفلسف هنا ، فذكر : أن رعي الغنم صعب ، لأنها أصعب البهائم وهو يوجب أن يستشعر القلب رأفة ولطفا ، فإذا انتقل إلى رعاية البشر كان قد هذب أولا من الحدة الطبيعية ، والظلم الغريزي ، فيكون في اعدل الأحوال . ولكن ، حتى لو لم نقل : إنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان نبيا منذ صغره ، ، فإننا نطرح الأسئلة التالية : هل يمكن أن يصدق أحد : أن النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يحتاج إلى التهذيب من الحدة الطبيعية ، والظلم الغريزي ؟ ! . وهل في النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ظلم وحدة غريزيتان يحتاجان إلى التهذيب والحد منهما حقا ؟ ! ولو سلم ذلك ، ألا يوجد مدرسة أفضل من هذه المدرسة ؟ ! ثم أفلا ينافي ذلك قضية شق الصدر
. ثم أوليس كان له ملك يسدده ، ويرشده منذ صغره ، حسبما نطقت به الروايات نهج البلاغة ، الخطبة القاصعة رقم 192 ص 300
. يمكن تعليل ذلك كما يقول البعض : بأن رعي الغنم يعطي فرصة للابتعاد عن الناس ، والانصراف للتفكير السليم ، بعيدا عن مشاكل الناس ، وهمومهم ، ويؤيد ذلك : أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يذهب إلى غار حراء طلبا للانفراد عن الناس ، من أجل التفكير والتأمل في ملكوت الله ، والعبادة وتزكية النفس . وليس بحاجة الى رعي
