بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الصلاة وازكا التسليم على خير خلق الله وآله الطاهرين.
قال الشيخ (رحمه الله ) في تفسير البيان في قوله تعالى: " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا " روى ابو سعيد الخدري وانس بن مالك وعائشة وأم سلمة وواثلة بن الاسقع أن الآية نزلت في النبي صلى الله عليه واله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام واهل البيت نصب على النداء او على المدح، فروي عن أم سلمة انها قالت إن النبي صلى الله عليه واله كان في بيتي فاستدعا عليا وفاطمة والحسن والحسين، وجللهم بعباء خيبرية، ثم قال: اللهم هؤلاء اهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فأنزل الله تعالى قوله " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا " فقالت أم مسلمة قلت: يا رسول الله هل انا من اهل بيتك؟ فقال: لا، ولكنك إلى خير.
واستدل أصحابنا بهذه الآية على ان في جملة اهل البيت معصوما لا يجوز عليه الغلط وان اجماعهم لا يكون إلا صوابا بأن قالوا ليس يخلو إرادة الله لاذهاب الرجس عن اهل البيت من ان يكون هو ما اراد منهم من فعل الطاعات واجتناب المعاصي، او يكون عبارة عن انه اذهب عنهم الرجس بأن فعل لهم لطفا اختاروا عنده الامتناع من القبائح.
والاول لا يجوز ان يكون مرادا، لان هذه الارادة حاصلة مع جميع المكلفين، فلا اختصاص لاهل البيت في ذلك ولا خلاف أن الله تعالى خص بهذه الآية اهل البيت بأمر لم يشركهم فيه غيرهم فكيف يحمل على ما يبطل هذا التخصيص ويخرج الآية من أن يكون لهم فيها فضيلة ومزية على غيرهم؟ ! على ان لفظة (إنما) تجري مجرى ليس، وقد دللنا على ذلك في ما تقدم وحكيناه عن جماعة من اهل اللغة، كالزجاج وغيره، فيكون تلخيص الكلام: ليس يريد الله إلا إذهاب الرجس على هذا الحد عن أهل البيت، فدل ذلك على ان إذهاب الرجس قد حصل فيهم. وذلك يدل على عصمتهم، وإذا ثبث عصمتهم ثبت ما اردناه.
وقال عكرمة هي في ازواج النبي خاصة. وهذا غلط، لانه لو كانت الآية فيهن خاصة لكنى عنهن بكناية المؤنث، كما فعل في جميع ما تقدم من الآيات نحو قوله " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن، واطعن الله واقمن الصلاة وآتين الزكاة " فذكر جميع ذلك بكناية المؤنث، فكان يجب أن يقول إنما يريد الله ليذهب عنكن الرجس اهل البيت ويطهركن، فلما كنا بكناية المذكر دل على ان النساء لا مدخل لهن فيها. وفي الناس من حمل الآية على النساء ومن ذكرناه من اهل البيت هربا مما قلناه.
وقال: إذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر، فكنى عنهم بكناية المذكر. وهذا يبطل بما بيناه من الرواية عن أم سلمة وما يقتضيه من كون من تناولته معصوما. والنساء خارجات عن ذلك.
بعد الصلاة وازكا التسليم على خير خلق الله وآله الطاهرين.
قال الشيخ (رحمه الله ) في تفسير البيان في قوله تعالى: " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا " روى ابو سعيد الخدري وانس بن مالك وعائشة وأم سلمة وواثلة بن الاسقع أن الآية نزلت في النبي صلى الله عليه واله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام واهل البيت نصب على النداء او على المدح، فروي عن أم سلمة انها قالت إن النبي صلى الله عليه واله كان في بيتي فاستدعا عليا وفاطمة والحسن والحسين، وجللهم بعباء خيبرية، ثم قال: اللهم هؤلاء اهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فأنزل الله تعالى قوله " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا " فقالت أم مسلمة قلت: يا رسول الله هل انا من اهل بيتك؟ فقال: لا، ولكنك إلى خير.
واستدل أصحابنا بهذه الآية على ان في جملة اهل البيت معصوما لا يجوز عليه الغلط وان اجماعهم لا يكون إلا صوابا بأن قالوا ليس يخلو إرادة الله لاذهاب الرجس عن اهل البيت من ان يكون هو ما اراد منهم من فعل الطاعات واجتناب المعاصي، او يكون عبارة عن انه اذهب عنهم الرجس بأن فعل لهم لطفا اختاروا عنده الامتناع من القبائح.
والاول لا يجوز ان يكون مرادا، لان هذه الارادة حاصلة مع جميع المكلفين، فلا اختصاص لاهل البيت في ذلك ولا خلاف أن الله تعالى خص بهذه الآية اهل البيت بأمر لم يشركهم فيه غيرهم فكيف يحمل على ما يبطل هذا التخصيص ويخرج الآية من أن يكون لهم فيها فضيلة ومزية على غيرهم؟ ! على ان لفظة (إنما) تجري مجرى ليس، وقد دللنا على ذلك في ما تقدم وحكيناه عن جماعة من اهل اللغة، كالزجاج وغيره، فيكون تلخيص الكلام: ليس يريد الله إلا إذهاب الرجس على هذا الحد عن أهل البيت، فدل ذلك على ان إذهاب الرجس قد حصل فيهم. وذلك يدل على عصمتهم، وإذا ثبث عصمتهم ثبت ما اردناه.
وقال عكرمة هي في ازواج النبي خاصة. وهذا غلط، لانه لو كانت الآية فيهن خاصة لكنى عنهن بكناية المؤنث، كما فعل في جميع ما تقدم من الآيات نحو قوله " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن، واطعن الله واقمن الصلاة وآتين الزكاة " فذكر جميع ذلك بكناية المؤنث، فكان يجب أن يقول إنما يريد الله ليذهب عنكن الرجس اهل البيت ويطهركن، فلما كنا بكناية المذكر دل على ان النساء لا مدخل لهن فيها. وفي الناس من حمل الآية على النساء ومن ذكرناه من اهل البيت هربا مما قلناه.
وقال: إذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر، فكنى عنهم بكناية المذكر. وهذا يبطل بما بيناه من الرواية عن أم سلمة وما يقتضيه من كون من تناولته معصوما. والنساء خارجات عن ذلك.