إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الأيام في القرآن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأيام في القرآن

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أعتقد والله العالم أن البحث في معنى الأيام في القرآن الكريم يحتاج إلى ترتيب تسلسل أحداث الخلق بشكل يوافق الأيات القرآنية والروايات عن أهل بيت العصمة سلام الله عليهم أجمعين، فترتيب الأحداث سيظهر لنا علل خلق السماوات على هيئتها التي جائت تفاصيلها في أخبار المعراج والتي وصفت عدد تلك السماوات وطبيعة الموجودات التي عاينها الرسول صلى الله عليه وآله في كل منها

    وأحد أهم الأحداث في قصة الخلق هي أحداث عالم الذر، فهل جرت أحداث عالم الذر قبل خلق السماوات السبع أم جرت في إحدى تلك السماوات السبع؟
    فالإجابة عن تلك الأسألة وغيرها وترتيب الأحداث بشكل صحيح سيظهر لنا علة كل سماء منها وعلة كون السماوات سبعة وليست خمسة أو عشرة أو أقل أو أكثر من ذلك

    فسلسلة الأسباب والمسببات تحكم عملية الخلق من أوله حتى آخره،

    فالسبب الأول كان هو الحب النابع من الذات الإلهية وهو سبب الأسباب وعلة العلل، وكل معلول في سلسلة الخلق كان علة للحلقة التالية له في السلسل، و هذه السلسة تبدء بالحب الذي هو الباطن أو العلة الأولى لكل ما ظهر أو لكل معلول في سلسلة الخلق

    الحب أو العلة الأولى كانت سبب ظهور المشيئة والتي هي المعلول الأول، فالله إذا أحب شيئا شاءه، والمشيئة كانت العلة للإرادة، فالله إذا شاء شيئا أراده، وإرادته كانت علة لخلقه المخلوقات، فالله إذا أراد شيئا خلقه
    الإرادة والمشيئة والحب كلها تخدم الذات العالمة القديرة الحية، فالذات أحبت ظهور شيئ تعلمه، فشاءت بقدرتها ظهوره، فأحيته بإرادتها له،
    الإرادة كانت علة للوح والقلم، القلم كان العلة لكل ما كتب باللوح، ما كتب باللوح كان العلة لخلق العقل الأول ملك له رؤوس بعدد الخلائق ما كان وما يكون منها حتى انقضاء الساعة، في هذا الملك جرت أحداث عالم الذر،



    أحداث عالم الذر كانت العلة لخلق السماوات السبعة ولكون السماوات كانت سبعة فقط لا أكثر ولا أقل، وتتابع أحداث القصة سيكون وسيستمر على نظام العلة والمعلول، فكل حدث بها سيكون علة لما سيحدث بعدها، وما بعدها سيكون علة لما بعدها، وهكذا تستمر الأحداث cause and effect حتى انقضاء الساعة،

    حين تنقضي الساعة ستطوى السماوات والأرض كطي السجل للكتب وسيعود كل شيئ لما كان، فلقد كنّا في علم الله قبل أن يحب ويشاء ويريد خلقنا وسنعود إليه، ولكن الخلق لن يتوقف بهذا الطي ، فسيكتب القلم قصة جديدة بقادة وأبطال وكومبارس جدد، لا يعرف قادتها وأبطالها وكومبارسها بها إن كان إبليس قد خُلق أم لم يُخلق وستبدل الأرض غير الأرض والسماوات غير السماوات بما يتناسب مع أحداث ومقادير القصة الجديدة

    فالقلم لا يعيد القصة نفسها مرتين، فلو أن ما في الأرض أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله، فكلمات الله لا تنفد وعلمه لن ينضب مهما كتب القلم، وقلمه يغرف من بحر علمه الذي لا ينضب فلماذا سيعيد القلم كتابة نفس القصة مرتين؟
    قصتنا هذه تحتاج لسبعة سماوات، وهذا ما تقوله روايات المعراج، فجميعها تدور في فلك أدم وذريته واحتياجاتهم ومصائرهم، فكل ما رآه صلى الله عليه وآله في معراجه بتلك السماوات يدور في هذا الفلك،
    فلك آدم وذريته واحتياجاتهم ومصائرهم

    كما قلنا تحديد تسلسل الأحداث يلعب دورا كبيرا في فهم معنى الأيام وعللها وطبيعتها ويمنع من التيه في مسالكها

    خمسون ألف سنة
    كل الخلائق من بدء تكوينها هي برحلة عودة إلى الله، كل الخلائق لسان حالها يقول إنّا لله وإنّا إليه راجعون، يشبّهون حركة نشوئها بالله ورجوعها لله بقوسي صعود ونزول، وهي بحركتها هذه تنتقل من نشأة إلى نشأة إلى نشأة إلى نشأة حتى ترجع أخيرا لله،



    كل الملائكة بجميع مراتبها راجعة لله، وكل الروح بجميع مراتبها راجعة كذلك لله، ومن ضمنهم ملك الموت وجبرائيل عليهما السلام راجعون،
    ليس فقط:
    الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ




    هم من سيرجعون لوحدهم

    ولا :
    الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ



    فقط يقولون أنهم راجعون

    ولا الذين اختلفوا:
    وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ




    فقط هم من يقولون بالرجوع

    ولا:
    وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ



    هم فقط من يقولون ذلك لوحدهم

    فكل ما ومن كان له نصيب بالوجود بالله هو من أول لحظة لوجوده هو في رحلة رجوع لله، علم بذلك أم لم يعلم، نطق بلسانه بهذه الحقيقة أم لم ينطق

    وقوله تعالى:

    تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ


    قد يعني أن عمر قصة آدم الذي نحن ذريته هو هذه المدة التي تستغرقها الملائكة والروح في قوسي عروجها نزولا وصعودا لله، يوم العروج،
    يوم مقداره خمسين ألف سنة

    فالقلم حين كتب في اللوح ما كان وما يكون من مقادير وأقدار جميع الملائكة والروح قد يكون قد قدّر أن مدة بداية القصة حتى نهايتها هي خمسون ألف سنة تنتهي بمطلع الفجر
    خمسون ألف سنة تستغرقها الملائكة والروح للرجوع إلى الله، للرجوع إلى ربها، للرجوع إلى المجموعة الفاعلة،

    وإذا قلنا أن التكرار في القرآن الكريم قصدي يمكننا أن نقول حينها أن الله (إليه) واحد،
    والرب(إلى ربهم) (الحب والمشيئة) اثنين،
    والمجموعة الفاعلة (إلينا) واحدة
    خمسون الف سنة
    لو كانت هذه المدة هي المقررة لبداية ونهاية قصة ادم الذي نعرفه والتي خط القلم مقاديرها في اللوح وكانت الملائكة والروح حينها تستنسخ منه بأمر ربها ما كنا نفعل لتنزل بعد ذلك وكذلك بأمر ربها بما استنسخته منه لتصوره في ليلة القدر تباعا حتى تنتهي القصة أخيرا عند مطلع فجر ليلة القدر تلك
    فماذا سيحصل إذن بعد ان يطلع الفجر؟



    إنه بداية يوم جديد، وبداية قصة جديدة، وآدم جديد قد خط القلم أقداره وأقدار ذريته وتفاصيل صراع جديد مع خصم جديد لا تشبه تفاصيله تفاصيل صراعنا الذي نعيشه اليوم مع خصمنا اللدود ابليس ورجله،

    فجر جديد وقصة جديدة لآدم جديد قد يتمتع بها وذريته بقوى مغايرة لتلك التي نعرفها اليوم ونحوزها، وقد يكون له وذريته بها حواس اكثر من تلك التي هي عندنا، وربما ستكون رسلهم وأنبيائهم الذين سيُرسلون إليهم أقوى جسديا وأجمل صورة من الملائكة، والذين قد تكون أدوارهم ووضائفهم المكلفين بها غير تلك التي يعرفونها ومكلفين بها اليوم، فمقادير ذلك العالم التى سيخطها القلم لهم ولنا ليس بالضرورة ان تشابه المقاديرنا التي خطها اليوم لهم ولنا

    المهم هنا انه مع مطلع الفجر سيبدء يوم جديد قد يكون مقداره مائة الف سنة او اكثر او اقل وستنتهي أيضا مع طلوع الفجر الجديد








    فمع طلوع كل فجر جديد سيبدء يوم جديد وقصة جديدة وآدم جديد وصراع جديد يتجلى الله به بلوحه وقلمه بجزء بسيط من علمه الذي لا ينضب، وقدرته التي لا تحد،وحياته السرمدية



    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    .
     
    التعديل الأخير تم بواسطة طالب التوحيد; الساعة 18-02-2012, 11:14 AM.

  • #2
    احسنت اخينا الكريم

    بارك الله فيك

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
    ردود 2
    12 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X