خاص عربي برس - باريس
فتحي بلحاج ناشر صحيفة " المسيرة " التونسية و ناشط في مجال حقوق الإنسان ورئيس " الملتقى الأدبي العربي الأوروبي" وعضو " اللجنة العربية لحقوق الإنسان "، شارك مؤخراً في لجنة المراقبين العرب الذين أرسلتهم الجامعة العربية إلى سورية ولكنه إستقال من تلك اللجنة قبل إنتهاء مهمتها، ووصف عمل المراقبين العرب بأنه كان مطلوباً أن يكون جزءاً من مسرحيةٍ دوليةٍ خططت لها جهات خارجية، وسهرت على تنفيذها دول مجلس التعاون الخليجي، وأما الهدف فهو جلب التدخل الخارجي إلى سورية مثلما حدث في العراق وفي ليبيا.
الناشط التونسي المعروف بدعمه الكامل لنضال الشعب السوري السلمي من أجل الحرية والديمقراطية، لم يكن في أي يوم من الأيام من المعجبين بالنظام السوري، وهو عضو في اللجنة العربية لحقوق الإنسان المعروفة بإنتقاداتها الشديدة لممارسات النظام في سورية قبل الثورة وبعدها، ومن قادة تلك اللجنة الحقوقية المعارض المعروف هيثم المناع وهو زميل لفتحي بلحاج في العمل الحقوقي .
إثر عودته من دمشق إلى تونس عقد بلحاج مؤتمرا صحافيا عرض فيه النقاط التي وردت في تقرير فريق الدابي عن الأوضاع في سورية، فسارعت الجماعات العنفية والمتطرفة في تونس إلى تهديد السيد فتحي بلحاج بالقتل لأنه كلامه عن وجود مسلحين وإرهابيين في سورية لم يعجب التكفيريين.
لبقايا المجرمين نقول تهديداتكم لا تخيفنا ’’نقول قول الحق غير خائفين ولا مترددين كنا ولازلنا مع ثورة شعبنا في سوريا، كنا لا زلنا ضد جماعات التطرف من أي جهة كانت... مصلحة أمتنا العربية أولاً... وحقوق الإنسان وخاصة حقه في الحياة قاعدة تفكيرنا”.
عربي برس طرحت بعض الأسئلة على الأستاذ بلحاج الموجود حالياً في باريس، وحصلت منه على الأجوبة التالية:
س: رغم الإنتقادات العنيفة التي وجهتها للجامعة العربية بشكل عام ولدول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص إلا أن وسائل الإعلام العربية لم تتابع ما ذكرته عن الوضع في سورية، فهل لك أن تعيد ما قلته علينا؟
بلحاج : لقد تحدثت مع وسائل الإعلام التونسية وبعض الفرنسية والعربية عما رأيته في سورية، وقلت أن نفي وجود مسلحين يمارسن العنف ضد المدنيين وضد العسكريين السوريين يعتبر ضرباً من الجنون، لأن وجود المسلحين كثيف لدرجة لا يمكن إخفائه وأسلحتهم أكثر فعالية ضد المواطنين السوريين وضد العسكريين مما يَعتقده البعض، وقلت أن الوجود المسلح لفصائل معارضة في سورية ليس وجوداً عارضاً ولا عفوياً، بل هو عمل إرهابي منظم له حيثياته وتشكيلاته، وما يقال عن الجيش الحر وعن إنشقاق عناصره عن الجيش السوري النظام لا يطابق الواقع لأن الثورة السورية الشعبية السلمية شيء والإرهاب شيء آخر، ونحن إن كنا مع الثورة السلمية ومع المطالب المحقة والطبيعية للشعب السوري إلا أن إستغلال الإرهابيين لثورة الشعب السوري من أجل السيطرة على البلاد وإستجلاب التدخل والإحتلال الأجنبي لن يكون أمراً مقبولاً من قبل أي عربيٍ شريف، و لن يكون مقبولاً خاصة من قبل سوريين يسعون لنيل الحرية لا لتخريب بلادهم ووضعها تحت الإحتلال.
س: ما الذي رأيته في سورية ؟
ج: رأيت شعباً يسعى إلى الحرية ولكني رأيت أيضاً مسلحين تابعين لمنظماتٍ إرهابية يسيطرون على أحياء، ويمارسون التعسف والقتل والقنص والإرهاب ضد المواطنين.
س: الم تنقل وجهة نظرك إلى مسؤولي الجامعة العربية ؟
ج: من خلال ما شاهدته من تعامل غير مقبول من قبل الجامعة العربية مع نتائج عملنا في سورية وصلت إلى قناعة أن عمل لجنة المراقبين العرب في سورية لم يكن هدفا حقيقيا للجامعة العربية، بل كنا جزءاً من مسرحية خطط لها الخارج وتبنتها دول الخليج لتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن بهدف تكرار سيناريو ليبيا أو العراق في سورية، وهذا برأيي هو هدف خليجي – أميركي ولا يمكن أن يكون إحتلال بلد عربي مثل سورية في مصلحة شعبها الساعي إلى الحرية والديمقراطية.
س: بماذا تعلق على قرار الرئيس السوري بشار الأسد دعوة الشعب السوري إلى الإستفتاء العام على الدستور ؟
ج: أنا لدي قناعات واحدة عن كل الدول العربية، وأنا مع تحقيق مطالب الشعوب العربية بعيدا عن القمع الرسمي وبعيدا عن التدخل الخارجي، وأنا أتابع الإعلام السوري وأرى بأن تحرير الإعلام أهم من الإستفتاء على الدستور، وأي مقياس يمكن من خلاله فهم التقدم نحو الديقمراطية والحرية والإصلاح في أي بلد عربي لا يمكن لي أن أقتنع به إن لم يكن ظاهراً في وسائل الاعلام. في سورية يتحدثون عن الإصلاح وعن دستورٍ جديد وعن إنتخابات، فأين إنعكاس ذلك الإصلاح في الاعلام السوري الذي لم أرى فيه حتى الساعة رأيا معارضا واحدا ؟ أين المعارضين على الشاشات الرسمية وأين الرأي والرأي الآخر في إعلام سورية الخاصة والحكومي؟ وأين الديمقراطية التي تقدم للناس خيارات أخرى غير الخيار الإعلامي والخطاب الإعلامي الرسمي؟.
أنا أرى أن أي ديمقراطية لا يواكبها تحرير الأعلام وأن أي إصلاح وأي تغيير لا يبدأ أولا في الإعلام فلن يكون له نصيب من النجاح، وحين أرى المعارضين في الإعلام السوري سأقتنع أن الإصلاح بدأ، وحين أرى أن المعارضين الخارجيين للنظام يظهرون في الإعلام السوري حينها فقط سأعطي رأيي الإيجابي عن الإصلاح والتغيير نحو الأفضل في سورية، وأنا أستغرب كيف لا يستضيف الإعلام الرسمي أعداء النظام ليفضح منطقهم إن كان يرى أن منطقه هو الصواب.
س: هل تعتقد أن الأوضاع في سورية تُستغل من قبل الخارج ؟
ج: بالتأكيد هناك أزمة داخلية شديدة القسوة في سورية، وهناك أوضاع غير مقبولة عاش في ظلها الشعب السوري ويحق له تغييرها والمطالبة بنيل حقوقه كاملة، ولكن الأزمة التي ولدَّتها هذه الأسباب الداخلية للثورة سهلت للخارج التدخل في سورية والتآمر على ثورتها الشعبية المحقة، وأنا أرى أن هناك مبالغات إعلامية مقصودة حول الأوضاع في سورية، العنف الذي يتحدثون عنه في الإعلام هو أقل بكثير مما تنقله وسائل الإعلام وهو عنف من طرفين يجب أن يدانا ويجب أن يحاكم وينال عقابه من قام بقتل المدنيين وبالتعدي عليهم ولكن ذلك لم يتم بفعل طرفٍ واحد بل حصل على يد الطرفين.
نعم هناك مؤامرة دولية على الشعب السوري وعلى مستقبله وأدوات تلك المؤامرة هم دول الخليج الذين إستخدموا الجامعة العربية للوصول بالقضية السورية إلى مجلس الأمن.
مفكرة شخصية
فتحي بلحاج يحيى
من مواليد تونس عام 1963 حاصل على دبلوم في الدراسات الأدبية من جامعة تونس، وحاصل على ماجستير في العلوم السياسية والفلسفة من الجامعات الفرنسية. انتخب رئيسا للملتقى العربي الأوروبي عام ,2005مشرف ومحرر موقع"المسيرة العربية"الالكتروني ذي التوجهات القومية التحررية الوحدوية.
فتحي بلحاج متحدثا بالصوت والصورة
http://www.youtube.com/watch?v=YcZ_eW1TzT0
تقرير من قناة الوطنية التونسية عن رفض فتحي بلحاج
http://www.youtube.com/watch?v=_F23E...eature=related
فتحي بلحاج ناشر صحيفة " المسيرة " التونسية و ناشط في مجال حقوق الإنسان ورئيس " الملتقى الأدبي العربي الأوروبي" وعضو " اللجنة العربية لحقوق الإنسان "، شارك مؤخراً في لجنة المراقبين العرب الذين أرسلتهم الجامعة العربية إلى سورية ولكنه إستقال من تلك اللجنة قبل إنتهاء مهمتها، ووصف عمل المراقبين العرب بأنه كان مطلوباً أن يكون جزءاً من مسرحيةٍ دوليةٍ خططت لها جهات خارجية، وسهرت على تنفيذها دول مجلس التعاون الخليجي، وأما الهدف فهو جلب التدخل الخارجي إلى سورية مثلما حدث في العراق وفي ليبيا.
الناشط التونسي المعروف بدعمه الكامل لنضال الشعب السوري السلمي من أجل الحرية والديمقراطية، لم يكن في أي يوم من الأيام من المعجبين بالنظام السوري، وهو عضو في اللجنة العربية لحقوق الإنسان المعروفة بإنتقاداتها الشديدة لممارسات النظام في سورية قبل الثورة وبعدها، ومن قادة تلك اللجنة الحقوقية المعارض المعروف هيثم المناع وهو زميل لفتحي بلحاج في العمل الحقوقي .
إثر عودته من دمشق إلى تونس عقد بلحاج مؤتمرا صحافيا عرض فيه النقاط التي وردت في تقرير فريق الدابي عن الأوضاع في سورية، فسارعت الجماعات العنفية والمتطرفة في تونس إلى تهديد السيد فتحي بلحاج بالقتل لأنه كلامه عن وجود مسلحين وإرهابيين في سورية لم يعجب التكفيريين.
لبقايا المجرمين نقول تهديداتكم لا تخيفنا ’’نقول قول الحق غير خائفين ولا مترددين كنا ولازلنا مع ثورة شعبنا في سوريا، كنا لا زلنا ضد جماعات التطرف من أي جهة كانت... مصلحة أمتنا العربية أولاً... وحقوق الإنسان وخاصة حقه في الحياة قاعدة تفكيرنا”.
عربي برس طرحت بعض الأسئلة على الأستاذ بلحاج الموجود حالياً في باريس، وحصلت منه على الأجوبة التالية:
س: رغم الإنتقادات العنيفة التي وجهتها للجامعة العربية بشكل عام ولدول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص إلا أن وسائل الإعلام العربية لم تتابع ما ذكرته عن الوضع في سورية، فهل لك أن تعيد ما قلته علينا؟
بلحاج : لقد تحدثت مع وسائل الإعلام التونسية وبعض الفرنسية والعربية عما رأيته في سورية، وقلت أن نفي وجود مسلحين يمارسن العنف ضد المدنيين وضد العسكريين السوريين يعتبر ضرباً من الجنون، لأن وجود المسلحين كثيف لدرجة لا يمكن إخفائه وأسلحتهم أكثر فعالية ضد المواطنين السوريين وضد العسكريين مما يَعتقده البعض، وقلت أن الوجود المسلح لفصائل معارضة في سورية ليس وجوداً عارضاً ولا عفوياً، بل هو عمل إرهابي منظم له حيثياته وتشكيلاته، وما يقال عن الجيش الحر وعن إنشقاق عناصره عن الجيش السوري النظام لا يطابق الواقع لأن الثورة السورية الشعبية السلمية شيء والإرهاب شيء آخر، ونحن إن كنا مع الثورة السلمية ومع المطالب المحقة والطبيعية للشعب السوري إلا أن إستغلال الإرهابيين لثورة الشعب السوري من أجل السيطرة على البلاد وإستجلاب التدخل والإحتلال الأجنبي لن يكون أمراً مقبولاً من قبل أي عربيٍ شريف، و لن يكون مقبولاً خاصة من قبل سوريين يسعون لنيل الحرية لا لتخريب بلادهم ووضعها تحت الإحتلال.
س: ما الذي رأيته في سورية ؟
ج: رأيت شعباً يسعى إلى الحرية ولكني رأيت أيضاً مسلحين تابعين لمنظماتٍ إرهابية يسيطرون على أحياء، ويمارسون التعسف والقتل والقنص والإرهاب ضد المواطنين.
س: الم تنقل وجهة نظرك إلى مسؤولي الجامعة العربية ؟
ج: من خلال ما شاهدته من تعامل غير مقبول من قبل الجامعة العربية مع نتائج عملنا في سورية وصلت إلى قناعة أن عمل لجنة المراقبين العرب في سورية لم يكن هدفا حقيقيا للجامعة العربية، بل كنا جزءاً من مسرحية خطط لها الخارج وتبنتها دول الخليج لتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن بهدف تكرار سيناريو ليبيا أو العراق في سورية، وهذا برأيي هو هدف خليجي – أميركي ولا يمكن أن يكون إحتلال بلد عربي مثل سورية في مصلحة شعبها الساعي إلى الحرية والديمقراطية.
س: بماذا تعلق على قرار الرئيس السوري بشار الأسد دعوة الشعب السوري إلى الإستفتاء العام على الدستور ؟
ج: أنا لدي قناعات واحدة عن كل الدول العربية، وأنا مع تحقيق مطالب الشعوب العربية بعيدا عن القمع الرسمي وبعيدا عن التدخل الخارجي، وأنا أتابع الإعلام السوري وأرى بأن تحرير الإعلام أهم من الإستفتاء على الدستور، وأي مقياس يمكن من خلاله فهم التقدم نحو الديقمراطية والحرية والإصلاح في أي بلد عربي لا يمكن لي أن أقتنع به إن لم يكن ظاهراً في وسائل الاعلام. في سورية يتحدثون عن الإصلاح وعن دستورٍ جديد وعن إنتخابات، فأين إنعكاس ذلك الإصلاح في الاعلام السوري الذي لم أرى فيه حتى الساعة رأيا معارضا واحدا ؟ أين المعارضين على الشاشات الرسمية وأين الرأي والرأي الآخر في إعلام سورية الخاصة والحكومي؟ وأين الديمقراطية التي تقدم للناس خيارات أخرى غير الخيار الإعلامي والخطاب الإعلامي الرسمي؟.
أنا أرى أن أي ديمقراطية لا يواكبها تحرير الأعلام وأن أي إصلاح وأي تغيير لا يبدأ أولا في الإعلام فلن يكون له نصيب من النجاح، وحين أرى المعارضين في الإعلام السوري سأقتنع أن الإصلاح بدأ، وحين أرى أن المعارضين الخارجيين للنظام يظهرون في الإعلام السوري حينها فقط سأعطي رأيي الإيجابي عن الإصلاح والتغيير نحو الأفضل في سورية، وأنا أستغرب كيف لا يستضيف الإعلام الرسمي أعداء النظام ليفضح منطقهم إن كان يرى أن منطقه هو الصواب.
س: هل تعتقد أن الأوضاع في سورية تُستغل من قبل الخارج ؟
ج: بالتأكيد هناك أزمة داخلية شديدة القسوة في سورية، وهناك أوضاع غير مقبولة عاش في ظلها الشعب السوري ويحق له تغييرها والمطالبة بنيل حقوقه كاملة، ولكن الأزمة التي ولدَّتها هذه الأسباب الداخلية للثورة سهلت للخارج التدخل في سورية والتآمر على ثورتها الشعبية المحقة، وأنا أرى أن هناك مبالغات إعلامية مقصودة حول الأوضاع في سورية، العنف الذي يتحدثون عنه في الإعلام هو أقل بكثير مما تنقله وسائل الإعلام وهو عنف من طرفين يجب أن يدانا ويجب أن يحاكم وينال عقابه من قام بقتل المدنيين وبالتعدي عليهم ولكن ذلك لم يتم بفعل طرفٍ واحد بل حصل على يد الطرفين.
نعم هناك مؤامرة دولية على الشعب السوري وعلى مستقبله وأدوات تلك المؤامرة هم دول الخليج الذين إستخدموا الجامعة العربية للوصول بالقضية السورية إلى مجلس الأمن.
مفكرة شخصية
فتحي بلحاج يحيى
من مواليد تونس عام 1963 حاصل على دبلوم في الدراسات الأدبية من جامعة تونس، وحاصل على ماجستير في العلوم السياسية والفلسفة من الجامعات الفرنسية. انتخب رئيسا للملتقى العربي الأوروبي عام ,2005مشرف ومحرر موقع"المسيرة العربية"الالكتروني ذي التوجهات القومية التحررية الوحدوية.
فتحي بلحاج متحدثا بالصوت والصورة
http://www.youtube.com/watch?v=YcZ_eW1TzT0
تقرير من قناة الوطنية التونسية عن رفض فتحي بلحاج
http://www.youtube.com/watch?v=_F23E...eature=related
تعليق