إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

جولة في قلوب الشيعة في تونس

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جولة في قلوب الشيعة في تونس

    بسمه تعالت قدرته
    أخرجت الثورة شيعة تونس من السرية ليتركو اليوم-ربما- و الى غير رجعة مبدأ التقية و الاختفاء و ليحتفلوا و بكل حرية في القاعات العامة بعيد الغدير و ليحيوا في عاشوراء ذكرى استشهاد الحسين باللطميات( ضرب الصدور) و ليهللوا فرحا بميلاد فاطمة الزهراء البتول و بقية اسباط الرسول.
    على نغمات دعاء الكميل الحزين المشهور عند الشيعة زارت «حقائق» بعضا من مجالسهم فكان هذا التحقيق الذي يكشف عن طائفة تريد الحق في ممارسة و نشر عقائدها بكل حرية في واقع تونسي ديني ما بعد الثورة مازال يرفضها و ينبذها بل و يكفرها و يطالبها بان تغيب واقعيا و رمزيا في سراديب المدن كما اختفى و غاب في مدينة سامراء امام الزمان المهدي-عجل الله فرجه-كما يقول الشيعة في دعائهم و صلواتهم- منتظرين عودته من غيبته ليخلصهم من واقع الحيف و الاضطهاد.
    «تريد ان تعلم لماذا تشيعت؟ تعال معي.. » بعد بضع خطوات في مكتب وسط العاصمة سحب لطفي الورهاني( في الخمسينات من عمره) كتاب « صحيح البخاري » وورق المجلد ووقف عند الحديث رقم 6982 من فصل التعبير ! قال لي مخاطبي الذي تشيع منذ سنة 1987 قائلا :« كتاب صحيح البخاري هذا الذي هو أصح الكتب بالنسبة لاهل السنة بع القرآن الكريم هو الذي قادني الى التشيع» . و يضيف محدثي«الحيث المذكور يتحدث عن محاولة الرسول(ص) الانتحار من اعالي جبال مكة بعد فتور الوحي عليه!» .
    و تساءل محدثي : « كيف يحاول الرسول الانتحار و نجد هذا الكلام في معظم كتب أهل السنة من الصحاح؟! كيف نعثر على احاديث أخرى تتحدث عن عورات الانبياء متل حادثة الحجر الذي يجري وراء النبي موسى عليه السلام؟! كيف تحتوي الصحاح على مثل هذه الاحاديث الغريبة؟!».
    بالنسبة للطفي الورهاني فان تشيعه بدأ بطرح أسئلة حول هذه الاحاديث و غيرها التي وردت في الصحاح التي يعتمدها أهل السنة و الجماعة فمن الواضح ان هذه الصحاح جمعت بالنسبة اليه الغث و السمين و هو ما دعاه الى البحث ليعثر في لحظة ما من حياته على ما يعتبره الحقيقة.
    رحلة قارب ايطاليا
    البدايات كانت بالنسبة للطفي و عمره 25 سنة في رحلة باخرة أقلته من ايطاليا الى ميناء حلق الواد في تونس عندما سمع محاورة بين جماعة من أهل الدعوة و التبليغ و ايطاليين مسيحيين ، يومها خاطب شاب ايطالي جماعة الدعوة و التبليغ قائلا لهم : « رسولنا (عيسى) أفضل من رسولكم لأنه يحيي الموتى و يبرئ الأبرص و يبعث النور في عيني الاعمي ».
    هذه الحادثة , يقول لطفي :« دفعتني و أنا شاب ضائع لمعرفة ديني أكثر و من ثم الالتزام و الصلاة وهو ما قمت به فعلا بحفظي لـ50 حزبا من القراءن وبدأت و أطالع أمهات الكتب المتعلقة بالتفسير و الأحاديث حتى اكتشفت بعض التناقضات وخاصة في الصحاح في علاقة بعصمة النبي و صحابته.
    حبي للنبي و إيماني بعصمته و عصمة صحابته منعني في البداية في أن اشك في عدالتهم وطهرهم و عصمتهم لذلك لم افهم كيف حوصرت المدينة المنورة و قتل عامة أهلها و سبيت نساؤها في عهد يزيد بن معاوية بعد سنوات قليلة من موت الرسول.
    لم افهم كيف قام الزبير برمي الكعبة الشريفة في مكة المكرمة بالمنجنيق و هدم أجزاء منها ؟! لم افهم كيف يتقاتل المسلمون و صحابة رسول الله في واقعة الجمل ثم في واقعة صفين ثم واقعة النهروين؟ لم افهم كيف قام بعض المسلمين بقتل الحسين سبط رسول الله والتمثيل بجثته بمثل هذه الطريقة الشنيعة ؟!».
    و يضيف لطفي :« من هنا بدأ تشيعي لأنه مكنني من فهم تاريخي الإسلامي فهما صحيحا و نقد ما وقع في مجزرة كربلاء من قبل بعض الصحابة نقدا قادني بفضل صديق لي كان يعمل في السويد أمدني ببعض الكتب من الإطلاع أكثر كما مكنني معرض تونس الدولي للكتاب من انفتح على قراءات أخرى للتاريخ الإسلامي وقع التعتيم عليها و طمسها و تغييبها عنا».
    التيجاني , رائد التشيع التونسي
    في الحقيقة فإن قصة لطفي الورهاني مع التشيع و حادثة الباخرة تشبه الى حد ما طريقة تشيع احد رموز الشيعة في تونس و نعني به التيجاني السماوي الذي يروي كيف أن عراقيا التقاه في باخرة تربط بين الإسكندرية و بيروت في بداية السبعينات قاده الى « الاستبصار» و هو المصطلح الذي يستعمله الشيعة للوافدين الجدد على المذهب الشيعي.
    يروي التيجاني في كتابه « ثم اهتديت » كيف قام العراقي الذي التقاه في الباخرة باستضافته في بغداد و مقابلته بالإمام أبي القاسم الخوئي في النجف و كيف حضر محاورات محمد باقر الصدر في بغداد ليعود الى تونس بعد رحلة في المشرق كأول دعاة الشيعة في تونس و البلاد لم تشهد بعد ميلاد الحركة الإسلامية
    و المعروفة بحركة الاتجاه الإسلامي وقتها (النهضة حاليا).
    فالتيجاني السماوي (69 سنة) أصيل مدينة قفصة بإجماع العديدين هو أول رائد الشيعة في تونس’ فيما يعود البعض الى تاريخ الدولة الفاطمية الشيعة الإسماعيلية التي تأسست بالمهدية لإيجاد جذور تاريخية للتشيع في بلادنا. و بعيدا عن البحث التاريخي عن أصول التشيع في تونس فانه من الواضح أن معظم المتشيعين
    و خاصة في بداية الثمانينات خرجوا من رحم حركة الاتجاه الإسلامي.
    ربما كان مبارك بعداش (77 سنة) احد أبرز رموز التشيع التي خرجت من جبهة الاتجاه الإسلامي. فبعداش الذي ربطته علاقة وثيقة بالشيخ راشد الغنوشي سرعان ما نفض عنه أفكار الإخوان لعدة أسباب من أهمها حسب قوله عدم قدرة قيادات الاتجاه الإسلامي على الإجابة على تساؤلات الشباب في تلك الفترة حول المشاكل و الفتن التي وقعت في التاريخ الإسلامي و التناقضات التي تحويها بعض كتب السنة فضلا عن إهمالهم للجوانب الروحية.
    كل هذا دفع بعداش إلى دعوة الغنوشي لمناظرة فكرية بعدها هجر الاتجاه الإسلامي نحو الحركة الصوفية و منها إلى مذهب أهل البيت.من جيل حركة الاتجاه الإسلامي مثله مثل مبارك بعداش خرج مقداد الرصافي من جبهة الإخوان. فهو مثال لذلك الجيل الذي هجر حركة النهضة مبكرا لان الاتجاه أو الإخوان لم يقدموا له الإجابات الحقيقية تاريخا و مذهبا و تعبئة عقائدية.
    في مقهى بحي لافيات بالعاصمة التقينا الرصافي الذي أصبح اليوم احد أبرز رموز الشيعة في تونس ناشطا وداعية و كاتبا لعدة مؤلفات في التشيع أو مذهب أهل البيت كما يطلق عليهم.
    « كنت ناشطا في الاتجاه الإسلامي’ يقول الرصافي’ منذ سنة 1981 عندما بدأت أطرح بعض الأسئلة التي أقلقتني لأعثر بالصدفة على كتاب المراجعات للشيخ شرف الدين الموسوي و لاكتشف أن معظم أدلة أهل الشيعة حول التناقضات الموجودة عند السنة موجودة أصلا في كتاب الصحاح و كتب التفسير و تاريخ الطبري و غيره من الكتب السنية.
    كان الأمر بالنسبة لي زلزالا فكريا قادني إلى البحث عما حدث حقيقة في بدايات الدعوة الإسلامية لأعثر اليوم على ما أعتبره حقيقة و استبصارا.
    في كتابه « نعم تشيعت...و هذا هو السبب »(صدر سنة 2010 في الخارج ) كما في كتابه« بينات الهدى » يبين الرصافي الأسباب الفكرية و الفقهية التي جعلته يتشيع غير أن تشيعه لم يمنعه من أن يكون مستهدفا و مراقبا من قبل النظام السابق على حد قوله يقول : « لقد طردت من عملي بسبب التشيع و قضيت عدة اشهر رهن الايقاف و خاصة عندما كنت ناشطا ضمن رهن الايقاف تيار خط الامام في الجامعة في أوخر سنوات الثمانينات ».

    وفي الحقيقة فانه و تنظيميا باستثناء منظمة « خط الامام » التي وجدت في الجامعات التونسية في تلك الفترة لم يوجد موحد يجمع الشيعة في تونس .
    غير أن وبعد انتصار الثورة اعتراف بالعديد من الجمعيات ذات المذهبية من قيبل جمعية أهل البيت الثقافية التي يديرها عماد الدين الحمروني التي كانت تنشط سرا قبيل الثورة . كما تأسست بعد الثورة بضع جمعيات من قبيل جمعية المودة و جمعيات اخرى اتهمت من قبل التيارات السلفية بكونها جمعيات شيعية بغطاء جمعياتي من قبيل الرابطة التونسية للتسامح التي يديرها صلاح المصري الذي نفي في تصريح لـ« حقائق » اي علاقة لنشاط جمعيته باي مذهب مدافع في نفس الوقت عن حرية الاعتقاد و نشر ثقاف التسامح بين جميع التونسيين مهما اختلفتت انتماءاتهم.
    ويقول المصري لـ«حقائق »:« يجب ان يفهم البعض ان عقلية محاكم التفتيش انتهت الي غير رجعة ةان التونسيين من حقهم ان يعبروا و يعتنقوا المذاهب التي يرونها بكل حرية ». في مسالة الحقوق السيايسة يقول محمد مقداد الرصافي :« ان الشيعة في تونس ليس لديهم طموحات سياسية ولا ينوون تأسيس حزب سياسي يعبر عنهم وما يريدونه فقط الحرية لهم ولغيرهم».
    ومن المفارقات يقول الرصافي: « ان بعضا من اتباع النهضة الذين يهاجموننا اليوم تكونوا من كتب مرتضي مطهري و الشهيد الصدروعلي شريعيتي حينما كانت ادبيات الثورة الاسلامية في ايران ملهمة لطلبة الاتجاه الاسلامي في الجامعة و هو الامر الذي اقره الشيخ راشد الغنوشي في اكثر من موضع».
    و يضيف الرصافي :«هم يعلمون ذلك لكنهم و في فترة معينة عادوا الى ادبياتهم الاخوانية والسعودية وهوالامرالذي يفسر قلقهم و تخويفهم منا في الوقت الحالي ». لايعلم تحديدا عدد الشيعة في تونس اليوم لكن بعض الاحصائيات تقول انهم يصلون الي المائة الف شيعي في كامل انحاء الجمهورية و يقول عبد الحفيظ البناني في كتابه مدخل الي تاريخ التشيع في تونس (صدر سنة 2009 في ايران) انه لايعرف عدد الشيعة تحديدا في تونس بسبب حالة الخوف و الاضطهاد التي عاشوها طوال تاريخهم ا فضلا عن اعتمادهم على مبدإ التقية بطريقة مبالغ فيها و التقية في الادبيات الشيعية هي اخفاء المعتقد خشية التعرض للضرر المادي .
    مقداد الرصافي كما لطفي الورهاني و غيرهما من شيعة تونس يقولون انهم اعتمدوا على التقية في عهد الرئيس بن علي كما في الفترات التي سبقت خشية تعرضهم للملاحقة و الاضطهاد غير انهم اليوم بعد الثورة اصبحوا يشعرون بحرية اكثر و حق في التعبير عن انفسهم و ادبياتهم و ما يعتقدون انه صحيح.
    يوسف القروي (صاحب مكتبة ) هو احد الشيعة الذين ييدافعون عن حق الشيعة في الظهور و نشر ادبياتهم. فالقروي الذي منذ حوالي عشرين سنة فتح مكتبة «الشاملة» وسط العاصمة و لكنه اصر على التأكيد ان مكتبته مثلما تبيع كتب المذاهب الشيعي فانها تبيع كتب بقية المذاهب فالى جانب رسائل العقيدة لمحمد عبد الوهاب نجد المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين و بجانب تفسير الميزان في تفسير القراءن للسيد حسين الطبطبائي نجد في الرف تفسير القران لابن كثير!
    « الشاملة » ليست مكتبة مذهبية يقول صاحبها لـ«حقائق » و يضيف :«انها مكتبة تريد مقارعة الفكر بالفكر ومن ثقته في معتقداته هشة فهذه مشكلته».
    هل كان المتدينون الذين تجمهروا اواخر شهر جانفي الماضي احتجاجا علي مكتبة «الشاملة»من فئة هؤلاء من ذوي العقائد الهشة ؟!
    لايهم يقول يوسف القروي: « فحينما يهاجم الكتاب و يخاف منه في حضارة ما يجب اطلاق صفارات الانذار على افول الفكر و غياب مبدإ الحوار ».
    من الواضح ان التشيع في تونس ومن خلال العديد من الشهادات يعتمد اساسا على نشر الادبيات و المراجع الشيعية عبر نشر الكتب .مكتبة «الشاملة » تعتمد اساسا دور النشر اللبنانية الشيعية غير ان العديد من الشهادات تقول ان المركز الثقافي الايراني يلعب دورا مهما في نشر ادبيات آل البيت و هو العمل الذي قام به حتي قبل انتصار الثورة و في عز سطوة نظام الرئيس زين العابدين بن علي.
    بن علي و الشيعة و الولاء للوطن
    في علاقة بالنظام السابق ينفي مقداد الرصافي اي علاقة تواطؤ بين الشيعة و بين النظام السابق كما ينفي اي تورط لشيعة تونس في الحملة الامنية على الاسلاميين في اوائل التسعينات و يقول ان كل الاسلاميين و مهما كانت انتماءاتهم و مذاهبهم كانوا ضحية قمع الحريات الدنية في البلاد في السابق.
    هناك اسئلة ربما لا يمكن يجيب عنها الرصافي و لا غيره من شيعة البلاد حول العلاقة الوثيقة بين الرئيس السابق زين العابدين بن علي و بين حزب الله اللبناني و دفاع قناة المنار بشكل سافر احيانا عن نظام زين العابدين بي علي .
    لاشك ان للمصالح السياسية قوة حجتها بالنسبة للبعص مثلما لايمكن بالنسبة لشيعة تونس اليوم لومهم علي اعتماد مرجعيات في العراق و ايران لاسباب عقاءدية بحتة ترتبط بالاسس التي تبني عليها مسالة ولاية الفقيه التي تعد احد مرتكزات الفكر الشيعي .
    «المرجعية الدنية و الساسية لغالبية شيعة تونس الاثني عشرية هي اية الله العظمي السيد خمينائي الزعيم الروحي للجمهورية الاسلامية الايرانية ».
    يقول مقداد الرصافي :« باستثناء فئة قليلة هي من اتباع سماحة اية الله العظمى السيد السيستاني في العراق». في علاقة بالولاء السياسي لاية الله خمينائي ربما يبدو الحرج بالنسبة للكثير من الشيعة التونسيين, فما هي حدود هذا الولاء؟ و ماذا لو تعارضت مصالح ولاية الفققيه مع الولاء لتونس؟ البعض ممن قابلناهم حاولوا التنصل من قضية الولاية للمرجعيات في ايران او في العراق من قبيل لطفي الورهاني الذي يقول انه ليس مقلدا لاللسيستاني ولالخمينائي فهو بالمصطلح الشيعي «محتاط» و هو توجه اخر بين المقلد و المجتهد يلتزم فيه المتشيع بالبحث عن مرجعية تمثله دون ان يتخذ قراره بعد.
    من الواضح ان شيعة تونس في هذا الملف المحرج لم ينتجوا مرجعياتهم التونسية بعد و باستثناء التيجاني السماوي الذي يصنف ضمن مرتبة المجتهد و يلبس العمامة السوداء التي تقربه من نسل الرسول فان غالبية شيعة تونس يحاولون الاحتفالات بعاشوراء في مجالسهم بلطميات ( ضرب الصدور) مخففة دون عراء و لااسالة دماء كما هو الشأن في بعض لطميات الشيعة في العراق او ايران او باكستان. و كمثال على ما يطلق عليه بتونسية التشيع و في احتفال بيوم الغدير بمدينة قابس أواخر العام الماضي قامت جمعية آل البيت الثقافية باحتفال بفرقة موسيقية و تعظيم و الصلاة على محمد و ال محمد كما يقولون في دعائهم , و اذا لم تكن ملما بالتفاصيل فانك ستظن انك في حفلة دينية لحركة النهضة او الجمعيات الخيرية الاسلامية في قابس بالذات يتوفر الشعبية علي الحسينية الوحيدة (مكان للمحاضرات و للدعاء) تقريبا في البلاد حيث يعتقد البعض ان قابس اصبحت بمثابة مدينة قم الايرانية في تونس بالنظر الى الاعداد الكبيرة من الشيعة التي تحتويها غير ان الشيعة و من أجل ايجاد ما يشبه الحسينيات في المدن الاخرى يقومون باتخاذ مقرات الجمعيلت الدينية الشعبية و المجالس الخاصة كحسينيات تجمع أنصارهم للقاء و التعارف و الاستقطاب.
    ففي مكان ما يشبه الى حد ما حسينية في العاصمة تقول فاطمة (24 سنة) انها بدات خطواتها الاولى مع التشيع. و تضيف الفتاة التي تشيعت سنة 2008 لــ"حقائق" انها ترددت على مقر جمعية المودة الثقافية الشيعية في العاصمة من أجل التعرف على شيعة جدد مثلها.
    غير ان اكتشاف الشيع بالنسبة الى فاطمة و على خلاف جيل الرواد كالسماوي و بعداش و الرصافي انطلق مع بعض الفضائيات الشيعية مثل الدروس التي استمعت لها في قناة الكوثر وقبلها قناة فدك اين تابعت باعجاب دروس سيد كمال حيدري و المستبصر مرتضى القزويني و غيرهما. بعدها تقول فاطمة "التجات الى الفيسبوك للبحث عن أشخاص في مثل حالتها في تونس " ففاطمة تمثل هذا الجيل الجديد من المتشيعين الذين تاثروا بالفضائيات و الفيسبوك و الذين يرون في تجربة حزب الله البناني مثالا لمعاني جديدة للتشيع غير الخلافات التاريخية حول من هو أحق بالخلافة على أهمية المبحث بالنسبة لها . فاطمة التي تعمل اليوم في محل تجاري بالعاصمة تقول انها احيانا تتفطن الى بعض الشيعة من حرفائها الذين تكاثر عددهم في السنوات الاخيرة. كيف ذالك ؟ ليس هناك بالقطع علامات للتشيع و لا يغلق المتشيع عنوانه العقائدي على جبهته.
    ربما كان فص خاتم اليد اليمنى احد علامات المتشيعيين . خاتم الفص الاسود بلون محنة الحسين في اليد اليمنى مثل في المخيلة الشيعية عبر التاريخ علامة من علامات رحلة طويلة من رحلة السرية و الاضطهاد للشيعة تشبه الى حد كبير رحلة الاضطهاد و التخفي التي عاشها اليهود عبر القرون.
    ربما كان وصع الشيعة في تونس أسوأ من اليهود يقول مقداد الرصافي " فبعض الروايات التاريخية تقول ان محرز بن خلف سلطان المدينة العتيقة بالعاصمة قام بذبح شيعة المدينة العتيقة عن بكرة أبيهم فيما يعرف بمجزرة بركة الدم" و هو المكان الذي تحول اليوم الى سوق البركة للذهب. لم يكتف بن خلف بهذه المجزرة بل أسكن يهود حي الملاسين في منازل شيعة المدينة من الاسماعليين.
    الصحافي:هادي يحمد جريدةحقائق التونسية بتاريخ 10فيفري2012
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X