الفناء في مقام الولاية العلاّمة الطهرانيّ
يقول العلاّمة الطهرانيّ
انّ الشخصَ القادرَ على قيادة البشر وهدايتهم إلى الحقائق المنطوية في باطن الإمام عليه السلام وسرّه, وإيصالهم إلى باطن الإمام وحقيقته, هوَ منْ كانَ قد اندكّ وجوده في مقام الولاية, وفَنِيَ في الذات الأحديّة وانمحى بتمامِ معنى الكلمة وعلى الإطلاق. وإلا فمادام هناك شائبةٌ من شوائب إنّيته وتعيّنه, فأبداً وأبداً.. لنْ يعرفَ الإمامَ واقعاً وبشكل كلّي؛ وكلّ ما يتفوّه به من أوصافه وكمالاته فهو مجرّدُ كلامٍ نابعٍ عن محدوديّة سعته الوجوديّة, لا يتجاوز دائرة مدركاته, وكلّ ما يخالُ له أنّه الإمام غيرُ منطبقٍ عليه, وإنّما هو مرتبة من مراتبه, ومنزلة من منازله اللامتناهية.
نستنتج ممّا سبق, أنّ منْ شرطِ الأستاذِ أنْ يكونَ قدْ عَبَرَ من مقامِ الجزئيّة بشكلٍ تامّ وتحقّق بالكليّة, وخرجَ من شوائبِ النفس ـ بجميع مراتبها ـ وانكشفتْ أمامه جميعُ الحجب, فلا كدورةَ ولا ظلمةَ من الظلمات المبعّدة, ولا ستارَ أمامه ولا حجاب, سَواءً الحجب الظلمانيّة أمْ النورانيّة, بلْ نفسُهُ متّصلةٌ بنفس الإمام, بلْ مندكّة وفانية فيها. بناءً على ذلك, فأيّ شيءٍ يقومُ به ويفعلُه, فكأنّ الإمام قامَ بهِ بنفسه, وأيّ حديثٍ يُدلي به, فهو عنْ لسانِ الإمامِ عليه السلام, يظهرُ من خلاله بعنوانه أحد مظاهرِ الإمام, وإحدى بروزاته, وكلّ ما يخطرُ في ضميره النيّر, فهو رشحةٌ من نفس الإمام دون أيّ شائبة!
لا بدّ للمرشد والهادي في طريق السير والسلوك أنْ يكون قد فنيَ في مقام الولاية
وبعبارة أخرى, هما حقيقةٌ واحدةٌ (والتي هي عينُ مقام ولاية الإمام عليه السلام وإحاطته الكليّة والنورانيّة) قد تجلّت وبرزتْ في ظهورَين وتجلّيَين, فتجارب الوليّ وبياناته هي من تلك العين الزلال, ومن معيِن مشرعته النضرة. بَلَى! حينئذٍ يستطيعُ الأستاذُ أنْ يهدي إلى الذات الأحديّة, وإلى حقيقة مقام الولاية المطلقة, فهنا لا يبقى بين الولاية والتوحيد أيّ مائزٍ أو فارق, خلافاً لما تدعيه الشيخيّة من وجودِ التمايز والافتراق بين مفهوميهما ومعنييهما, حيثُ يقولون بالاختلاف الماهويّ بينهما, وأنّ كلاً منهما من رتبة خاصّة, وأنّ التوحيدَ أعلى وأشرف من الولاية. فكلّ هذه المسائلِ شركٌ وكفرٌ وإِلحاد, وابتعاد عن المباني الأصيلةِ والحقيقيّة للتوحيدِ الإسلامي, ومخالفة للتشيُّع.
فعلى هذا الأصل, لا فرقَ بين كلامِ الأستاذ والإمام, بلْ لا معنى له أبداً, لأنّ كلّ ما يقولُه الأستاذُ الواصل, والعارفُ الكامل والوليُّ المندكّ والفاني في ولاية الإمام هو عن الإمام, وكلّ ما يقومُ به فهو من الرشحات الوجوديّة للإمام عليه السلام, فكلام الأستاذ هو كلام الإمام, وفعلُه فعلُ الإمام, وضميره وسرّه وسويداؤه سوف تكون ضميرَ الإمام, فهنا مقام تجلّي الحقّ في مرآتين؛ فهو ظهورٌ لا شائبة فيه, نور للوجود قد تجلّى في موجودين, فاختلاف الأستاذ مع الإمام لا يعدو كونه اختلافاً في الشكل فحسب؛ اختلافٌ في الصورة والعرض, اختلافٌ في المظاهر المُلكيّة والناسوتيّة, فهذه الجهة الشكليّة المُمَيِّزَةِ لِكلٍّ منهما لا تقبلُ التغيير والتبديل أبداً, إلاّ أنّها لا توجبُ الافتراقَ والتباين.
من هذا المنظار, يمكنُنا إدراكُ حقيقة ما كانَ يذكُرُه المرحومُ العلاّمة الطهرانيّ مراراً, حيثُ كانَ يقول:
كنت أنظر إلى أستاذي وكأنّه النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم أو الإمام عليه السلام, لذلك كان يرى أنّ المرحوم آية الله العظمى الحاج الشيخ محمّد جواد الأنصاريّ كالنبيّ الأكرم ـ بالطبع مع حذف الخصوصيّات الفرديّة ـ
أيّ كلامٍ عرشيٍّ عظيم هذا الكلام؟! إنّه لعميقٌ جداً, وبيانٌ واقعيّ جداً! ينبئُ عن سرّ السلوك, وحقيقة العرفان والتوحيد, والمعرفة الواقعيّة للإمام عليه السلام, ويكشفُ عن الوصول إلى أعلى مرتبة من المعرفة والدراية.
يقول العلاّمة الطهرانيّ
انّ الشخصَ القادرَ على قيادة البشر وهدايتهم إلى الحقائق المنطوية في باطن الإمام عليه السلام وسرّه, وإيصالهم إلى باطن الإمام وحقيقته, هوَ منْ كانَ قد اندكّ وجوده في مقام الولاية, وفَنِيَ في الذات الأحديّة وانمحى بتمامِ معنى الكلمة وعلى الإطلاق. وإلا فمادام هناك شائبةٌ من شوائب إنّيته وتعيّنه, فأبداً وأبداً.. لنْ يعرفَ الإمامَ واقعاً وبشكل كلّي؛ وكلّ ما يتفوّه به من أوصافه وكمالاته فهو مجرّدُ كلامٍ نابعٍ عن محدوديّة سعته الوجوديّة, لا يتجاوز دائرة مدركاته, وكلّ ما يخالُ له أنّه الإمام غيرُ منطبقٍ عليه, وإنّما هو مرتبة من مراتبه, ومنزلة من منازله اللامتناهية.
نستنتج ممّا سبق, أنّ منْ شرطِ الأستاذِ أنْ يكونَ قدْ عَبَرَ من مقامِ الجزئيّة بشكلٍ تامّ وتحقّق بالكليّة, وخرجَ من شوائبِ النفس ـ بجميع مراتبها ـ وانكشفتْ أمامه جميعُ الحجب, فلا كدورةَ ولا ظلمةَ من الظلمات المبعّدة, ولا ستارَ أمامه ولا حجاب, سَواءً الحجب الظلمانيّة أمْ النورانيّة, بلْ نفسُهُ متّصلةٌ بنفس الإمام, بلْ مندكّة وفانية فيها. بناءً على ذلك, فأيّ شيءٍ يقومُ به ويفعلُه, فكأنّ الإمام قامَ بهِ بنفسه, وأيّ حديثٍ يُدلي به, فهو عنْ لسانِ الإمامِ عليه السلام, يظهرُ من خلاله بعنوانه أحد مظاهرِ الإمام, وإحدى بروزاته, وكلّ ما يخطرُ في ضميره النيّر, فهو رشحةٌ من نفس الإمام دون أيّ شائبة!
لا بدّ للمرشد والهادي في طريق السير والسلوك أنْ يكون قد فنيَ في مقام الولاية
وبعبارة أخرى, هما حقيقةٌ واحدةٌ (والتي هي عينُ مقام ولاية الإمام عليه السلام وإحاطته الكليّة والنورانيّة) قد تجلّت وبرزتْ في ظهورَين وتجلّيَين, فتجارب الوليّ وبياناته هي من تلك العين الزلال, ومن معيِن مشرعته النضرة. بَلَى! حينئذٍ يستطيعُ الأستاذُ أنْ يهدي إلى الذات الأحديّة, وإلى حقيقة مقام الولاية المطلقة, فهنا لا يبقى بين الولاية والتوحيد أيّ مائزٍ أو فارق, خلافاً لما تدعيه الشيخيّة من وجودِ التمايز والافتراق بين مفهوميهما ومعنييهما, حيثُ يقولون بالاختلاف الماهويّ بينهما, وأنّ كلاً منهما من رتبة خاصّة, وأنّ التوحيدَ أعلى وأشرف من الولاية. فكلّ هذه المسائلِ شركٌ وكفرٌ وإِلحاد, وابتعاد عن المباني الأصيلةِ والحقيقيّة للتوحيدِ الإسلامي, ومخالفة للتشيُّع.
فعلى هذا الأصل, لا فرقَ بين كلامِ الأستاذ والإمام, بلْ لا معنى له أبداً, لأنّ كلّ ما يقولُه الأستاذُ الواصل, والعارفُ الكامل والوليُّ المندكّ والفاني في ولاية الإمام هو عن الإمام, وكلّ ما يقومُ به فهو من الرشحات الوجوديّة للإمام عليه السلام, فكلام الأستاذ هو كلام الإمام, وفعلُه فعلُ الإمام, وضميره وسرّه وسويداؤه سوف تكون ضميرَ الإمام, فهنا مقام تجلّي الحقّ في مرآتين؛ فهو ظهورٌ لا شائبة فيه, نور للوجود قد تجلّى في موجودين, فاختلاف الأستاذ مع الإمام لا يعدو كونه اختلافاً في الشكل فحسب؛ اختلافٌ في الصورة والعرض, اختلافٌ في المظاهر المُلكيّة والناسوتيّة, فهذه الجهة الشكليّة المُمَيِّزَةِ لِكلٍّ منهما لا تقبلُ التغيير والتبديل أبداً, إلاّ أنّها لا توجبُ الافتراقَ والتباين.
من هذا المنظار, يمكنُنا إدراكُ حقيقة ما كانَ يذكُرُه المرحومُ العلاّمة الطهرانيّ مراراً, حيثُ كانَ يقول:
كنت أنظر إلى أستاذي وكأنّه النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم أو الإمام عليه السلام, لذلك كان يرى أنّ المرحوم آية الله العظمى الحاج الشيخ محمّد جواد الأنصاريّ كالنبيّ الأكرم ـ بالطبع مع حذف الخصوصيّات الفرديّة ـ
أيّ كلامٍ عرشيٍّ عظيم هذا الكلام؟! إنّه لعميقٌ جداً, وبيانٌ واقعيّ جداً! ينبئُ عن سرّ السلوك, وحقيقة العرفان والتوحيد, والمعرفة الواقعيّة للإمام عليه السلام, ويكشفُ عن الوصول إلى أعلى مرتبة من المعرفة والدراية.