بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
إشكالية تستحق المراجعة
يجوز أن يرتد فيسقط إسلامه ولا يجوز أن يفسق فتسقط عدالته!
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
إشكالية تستحق المراجعة
يجوز أن يرتد فيسقط إسلامه ولا يجوز أن يفسق فتسقط عدالته!
فتحت هذا الموضوع لأتحدث عن هذه المعضلة الفكرية التي اقتنع بها وارتكز عليها الفكر السني، وألقى واضحات العقل وراء ظهره..
نقول لهم: هل يجوز أن يرتكب الصحابي ما يوجب سقوط عدالته؟
يجيبون: لا.
ونقول لهم: هل يجوز أن يرتكب الصحابي ما يوجب ارتداده وسقوط إسلامه؟
يجيبون: نعم.
كيف يمكن أن يتقبل العاقل أن يجوز الارتداد ولا يجوز الفسق؟
أي أن تكون هناك حصانة قطعية عن الفسق، ولا تكون حصانة كذلك عن الارتداد؟
هذا يشبه أن يقول قائل: فلانٌ يمكن أن يرتكب ذنب الزنا، ولكنه محصن ضد ذنب التقبيل المحرّم بسبب صلاحه ودينه..!
يا لها من حصانة غير متقبلة عند العقلاء..! ويا له من صلاح وتدين زائف..!
ولتوضيح الإشكالية نضرب مثالاً آخر، فنقول:
كم يكون المرء سخيفاً عقلاً إذا قال يمتدح بيته: إن من مزايا بيتي أنه لا تنفذ فيه الفأرة فتدخله؛ بسبب إتقان بنائه وإحكام إغلاقه، إلا أنه يمكن أن ينفذ فيه الجمل..
في الحقيقة: هذا المسكين لم يدلنا على فضل بيته، بدل دلنا على سُخف عقله..! ولعل بيته يكون سخيفاً أو أسخف..! الله أعلم..
ولعل أحداً يخطر بباله أن يدافع قائلاً:
إن ثناء القرآن الكريم عليهم، وتربية النبي - صلى الله عليه وآله - لهم، هو ما يجعلنا نقول بانتفاء الفسق عنهم. وأما الذي يرتد من ذلك المجتمع فإن ارتداده يكشف عن أنه لم يكن من الأول داخلاً تحت الثناء القرآني، ولا أهلاً وقابلاً للتربية النبوية.
فنجيب:
كما أن الارتداد يصلح أن يكون كاشفاً عن أنه لم يكن من الأول صالحاً، فقل بالأمر نفسه بالنسبة إلى الفسق؛ فإن ارتكابه ما يسقط عدالته يصلح أن يكون كاشفاً على عدم دخوله من الأول تحت الثناء القرآني وعدم أهليته وقابليته للتربية الشريفة.
وإلا فإنه يلزم من قولكم بالفرق بين الارتداد والفسق: أن الثناء القرآني والتربية النبوية الشريفة يوجبان الصيانة من الخلل الأصغر وهو الفسق، ولا يوجبان الصيانة من الخطر الوخيم الأكبر وهو الارتداد، فيرجع الذم - والعياذ بالله - إلى القرآن والسنة، وحاشاهما.
فإن قلتَ: إنما لا نجيز الفسق؛ لأنه إن أذنب رجع وتاب، فلا يثبت في حقه الفسق.
أجبتك: إنما تقول ذلك استناداً إلى الثناء والتربية المشار إليهما، فقل بالأمر نفسه بالنسبة إلى الارتداد، أي بأن تقول: لا يضره الارتداد لأنه سرعان ما يعود إلى الإسلام.. وهذا ما لا تقول به.
فإن قلتَ: هو حين يرتد يكشف عن أنه لم يكن صحابياً من الأول؛ وأما ما لم يرتد فهو منفي عنه الفسق لدخوله تحت الثناء القرآني وكونه نتاج التربية.
أجبتك: فقل أيضاً: هو حين يرتكب موجب الفسق يكشف عن أنه لم يكن صحابياً من الأول، فالذي يجيز الارتداد يجيز بنحو أولى ارتكاب موجب الفسق، وكما أن الارتداد يكشف عن خروجه من الثناء والتربية، فكذا الفسق.. فلا موجب للتفريق بينهما.
وبذلك يكون الصحابة الذين أثنى عليهم القرآن الكريم، وأثمرت في سلوكهم التربية النبوية، هم أصحاب الاستقامة والعدالة، وهذه الاستقامة نعرفها بالمشاهدة، أو عن طريق إخبار المعصوم بالاستقامة في شخص أحد الصحابة على وجه التعيين، كالذي ورد في حق عمار بن ياسر أنه تشتاق إليه الجنة..
وأما من لم يتبيّن لنا حاله عن طريق المشاهدة أو إخبار المعصوم، فنحسن الظن به، ما لم يتبين ارتكابه لموجب الفسق.
فالخلاصة: أنّ الثناء والتربية لا يصلحان دليلاً، وإنما يستدل لهما ولا يستدل بهما، فنقول بالعكس: إذا لم يرتد ولم يرتكب ما يوجب سقوط العدالة، فهذا إنسان فاضل، فيدل فضله الذي نشاهده على أنه ممن استفاد من تربية النبي صلى الله عليه وآله، ومن باب حسن الظن بباطنه نقول: هو ممن تشمله آيات الثناء على الصحابة الكرام في القرآن الكريم.
والحمد لله أولاً وأخراً.
نقول لهم: هل يجوز أن يرتكب الصحابي ما يوجب سقوط عدالته؟
يجيبون: لا.
ونقول لهم: هل يجوز أن يرتكب الصحابي ما يوجب ارتداده وسقوط إسلامه؟
يجيبون: نعم.
كيف يمكن أن يتقبل العاقل أن يجوز الارتداد ولا يجوز الفسق؟
أي أن تكون هناك حصانة قطعية عن الفسق، ولا تكون حصانة كذلك عن الارتداد؟
هذا يشبه أن يقول قائل: فلانٌ يمكن أن يرتكب ذنب الزنا، ولكنه محصن ضد ذنب التقبيل المحرّم بسبب صلاحه ودينه..!
يا لها من حصانة غير متقبلة عند العقلاء..! ويا له من صلاح وتدين زائف..!
ولتوضيح الإشكالية نضرب مثالاً آخر، فنقول:
كم يكون المرء سخيفاً عقلاً إذا قال يمتدح بيته: إن من مزايا بيتي أنه لا تنفذ فيه الفأرة فتدخله؛ بسبب إتقان بنائه وإحكام إغلاقه، إلا أنه يمكن أن ينفذ فيه الجمل..
في الحقيقة: هذا المسكين لم يدلنا على فضل بيته، بدل دلنا على سُخف عقله..! ولعل بيته يكون سخيفاً أو أسخف..! الله أعلم..
ولعل أحداً يخطر بباله أن يدافع قائلاً:
إن ثناء القرآن الكريم عليهم، وتربية النبي - صلى الله عليه وآله - لهم، هو ما يجعلنا نقول بانتفاء الفسق عنهم. وأما الذي يرتد من ذلك المجتمع فإن ارتداده يكشف عن أنه لم يكن من الأول داخلاً تحت الثناء القرآني، ولا أهلاً وقابلاً للتربية النبوية.
فنجيب:
كما أن الارتداد يصلح أن يكون كاشفاً عن أنه لم يكن من الأول صالحاً، فقل بالأمر نفسه بالنسبة إلى الفسق؛ فإن ارتكابه ما يسقط عدالته يصلح أن يكون كاشفاً على عدم دخوله من الأول تحت الثناء القرآني وعدم أهليته وقابليته للتربية الشريفة.
وإلا فإنه يلزم من قولكم بالفرق بين الارتداد والفسق: أن الثناء القرآني والتربية النبوية الشريفة يوجبان الصيانة من الخلل الأصغر وهو الفسق، ولا يوجبان الصيانة من الخطر الوخيم الأكبر وهو الارتداد، فيرجع الذم - والعياذ بالله - إلى القرآن والسنة، وحاشاهما.
فإن قلتَ: إنما لا نجيز الفسق؛ لأنه إن أذنب رجع وتاب، فلا يثبت في حقه الفسق.
أجبتك: إنما تقول ذلك استناداً إلى الثناء والتربية المشار إليهما، فقل بالأمر نفسه بالنسبة إلى الارتداد، أي بأن تقول: لا يضره الارتداد لأنه سرعان ما يعود إلى الإسلام.. وهذا ما لا تقول به.
فإن قلتَ: هو حين يرتد يكشف عن أنه لم يكن صحابياً من الأول؛ وأما ما لم يرتد فهو منفي عنه الفسق لدخوله تحت الثناء القرآني وكونه نتاج التربية.
أجبتك: فقل أيضاً: هو حين يرتكب موجب الفسق يكشف عن أنه لم يكن صحابياً من الأول، فالذي يجيز الارتداد يجيز بنحو أولى ارتكاب موجب الفسق، وكما أن الارتداد يكشف عن خروجه من الثناء والتربية، فكذا الفسق.. فلا موجب للتفريق بينهما.
وبذلك يكون الصحابة الذين أثنى عليهم القرآن الكريم، وأثمرت في سلوكهم التربية النبوية، هم أصحاب الاستقامة والعدالة، وهذه الاستقامة نعرفها بالمشاهدة، أو عن طريق إخبار المعصوم بالاستقامة في شخص أحد الصحابة على وجه التعيين، كالذي ورد في حق عمار بن ياسر أنه تشتاق إليه الجنة..
وأما من لم يتبيّن لنا حاله عن طريق المشاهدة أو إخبار المعصوم، فنحسن الظن به، ما لم يتبين ارتكابه لموجب الفسق.
فالخلاصة: أنّ الثناء والتربية لا يصلحان دليلاً، وإنما يستدل لهما ولا يستدل بهما، فنقول بالعكس: إذا لم يرتد ولم يرتكب ما يوجب سقوط العدالة، فهذا إنسان فاضل، فيدل فضله الذي نشاهده على أنه ممن استفاد من تربية النبي صلى الله عليه وآله، ومن باب حسن الظن بباطنه نقول: هو ممن تشمله آيات الثناء على الصحابة الكرام في القرآن الكريم.
والحمد لله أولاً وأخراً.
تعليق