إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

فتنة الدجال ...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فتنة الدجال ...

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل محمد وال محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الغريب في أمر الدجال هو أنّ الشيعة ((بشكل عام )) لا يعتقدون بطول عمره بل بطول عمر الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، والسنة لا يعتقدون بطول عمر الإمام المهدي ولكن يعتقدون بطول عمر الدجال، فهم يرفضون عقليا أن يطوّل الله عمر المصلح في الأرض ويقبلون عقليا أن يطوّل الله عمر المفسد فيها، ولا أعرف يا طويلين العمر ما الذي يمنع أن يكونا كلاهما طويلا العمر؟

    خصوصا أن ذلك من لوازم إتمام مهمة إبليس وأحد أهم أدواته لبلوغ الكمال بها، فهو يحتاج إلى شخص يكون مواكبا للأحداث الطويلة وملما بالتاريخ الحقيقي للحوادث ويعلم بخفايا تفاصيل الخطط ويشاركه خططه الخبيثة في إفساد الناس،
    يعني إبليس يحتاج إلى رجل يقوم بتدريبه مرة واحدة ليكون ذراعه الأيمن حتى انتهاء المرحلة الأخيرة من الخطة ويكون حلقة الوصل بينه وبين أعوانه من شياطين الإنس وشياطين الجن،
    تماما كما أن الخضر عليه السلام يقوم بهذه المهمة مع الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف فهو حلقة الوصل بينه وبين الأبدال، وكلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا

    توجد هناك حرب خفية للسيطرة والخلافة على الأرض، بين الخليفة الفعلي لها وبين من ينازعه ايّاها برخصة تكوينية إلهية حين قال له واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا

    فعلى هذا الفرض قد يكون الدجال هو أحد رجال إبليس في الأرض ومن أقوى المتنفذين ماليا وسياسيا فيها، ويشارك بأمواله الكثيرة الناس ليستدرجهم ويضمن وقوفهم بصفه حين تحين المعركة النهائية،
    فالدجال بحسب هذا الفرض موجود بين الناس بشخصه غائب عنهم بصفته رغم طول عمره، كثير الأموال وله شبكة عنكبوتية من المعارف والإتصالات التجارية والسياسية يستطيع بها أن يعد الناس بوعود وتسهيلات مادية ومستقبلية ويحقق لهم بعضها أيضا

    وقد يسأل أحد الإخوة من أين لك هذا القول أنه (أي الدجال) طويل العمر، فأقول أنه يوجد بالقرآن الكريم ما يدل على أنه يوجد أكثر من شخص قد أطال الله بعمره لحكمة معيّنة ولهدف معيّن مرسوم ضمن الخطة الإلهية لإدارة حركة الصراع بين الخير والشر على وجه الأرض

    فعندما عصى إبليس الأمر الإلهي بالسجود وجرت الأحداث التي نعرفها وما بها من حوار قال له رب العالمين قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ وهذا المعنى جاء ثلاث مرّات في الكتاب الكريم، مرة بهذه الصيغة ومرتان بصيغة قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ
    وأعتقد ولا أجزم كوني لست من الضليعين باللغة أنّ لفظ "من"جاء هنا للتبعيض فيكون المعنى إنك يا إبليس واحد من أولآئك المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم
    فــ من المنظرين تدل إذن على وجود أكثر من منظر إلى يوم الوقت المعلوم، فلماذا لا يكون الدجال إذن هو أحد هؤلاء المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم؟

    هل توجد في القرآن إشارة أخرى لوجود شخص شرير ومعيّن ورغم معرفته من قبل الأنبياء ولكنه منظر إلى أجل معين؟

    توجد هذه الإشارة، بل هي صورة كاملة وواضحة نجد تفاصيلها في الآيات الكريمات من سورة طه من الآية الخامسة والثمانون حتى الآية السابعة والتسعون

    85. قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ
    86. فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي
    87. قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ
    88. فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ
    89. أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا
    90. وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي
    91. قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى
    92. قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا
    93. أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي
    94. قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي
    95. قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ
    96. قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي
    97. قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا


    فرب العالمين قال لنبي الله إنّا قد فتنا قومك فنسب الفتنة حينها لنفسه وحدد مصدرها بالسامري، فعاد موسى غضبان أسفا
    ومن شدة غضبه ألقى الألواح على الأرض وأمسك أخيه هارون من رأسه يجره إليه حتى استحلفه هارون بأمه إلاّ أن يهدء،
    وموسى الذي كان الجميع يهابه لقوة بدنه بحيث أن وكزة واحدة منه كانت تكفي لقتل أي خصم قباله لم تحرك تلك القوة شعرة في السامري،
    بل إن موسى على نبينا وآله وعليه السلام عندما توجه لخطاب السامري ترقق معه بالحديث، فكما قال للمرأتان عند البئر مترققا ما خطبكما قال كذلك بلهجة مترققة للسامري : فما خطبك يا سامري،
    والعجيب أن السامري لم يخف من قوة موسى وفورة غضبه وقال له بهدوء عجيب : رأيت جبرائيل ((ومن يستطيع أن يرى جبرائيل سوى من سمح الله له بذلك)) فأخذت من أثره قبضة ورميتها وكذلك سولت لي نفسي، يعني بمزاجي أعجبني أن أفعل ما فعلت،

    هدوء عجيب، والأعجب منه هو هدوء موسى عليه السلام حين قال له : إذهب،

    فهو من باب يلقي الألواح ويكسرها ويأخذ رأس أخيه يجره إليه من الغضب ويموت الآلآف من اصحابه قتلا بسيوف وخناجر بعضهم البعض على أثر هذه الفتنة ومن باب آخر يقول للسامري بكل هدوء : فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا
    فموسى عليه السلام قال له أنا أعرف أن لك موعدا محددا لك وأنك منظر لذلك الموعد ((إِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ)) فلذلك لا سلطان لي عليك الآن، ولكن إذا جاء الموعد ((وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ )) سنحرّق ((بصيغة الجمع)) إلهك ثم لننسفنه في اليم نسفا.

    من هذه القصة القرآنية أقول أن السامري ربما يكون هو أحد أولائك المنظرين وأنه من أعوان إبليس وأنه ليس للأنبياء والأولياء عليه من سلطان لأنه منظر من رب العالمين، وأنه كان متخفّي بين قوم موسى بل وكان من أصحابه
    وربما كان من أكثرهم مالا و أشدهم نفاقا مما جعل أصحاب موسى يلتفتون لكلامه، وربما كان أيضا قريبا من موسى على نبينا وآله وعليه السلام فصدّقه بني إسرائيل في دعواه فأضلهم وساقهم إلى المجزرة التي كتبها الله عليهم ليعلنوا توبتهم بها من خطيئة الإرتداد عن الدين الحق.

    من هذه الآيات الكريمة يجب على المسلم أن يمحصّ دينه جيدا لأن رب العالمين يريد أن يفتنه، يريد أن يختبره، يريد أن يميز بفتنته الخبيث منا من الطيب،
    وعليه فالسامري قد يكون موجودا بيننا الآن، ربما هو رجل سياسة معروف، أو ربما هو رجل إعلام، أو ربما يكون رجل مال أو ربما يكون جميع ذلك أو غير ذلك، فجميع الاحتمالات مفتوحة
    فالمُنظَــــــرُون أعوان إبليس قد يندسون في كل مكان من أجل إضلال الناس وفتنهم وحرفهم عن دين التوحيد كما فعل السامري، وهذا طبعا لا يتعارض مع إرادة الله بل يتماشى معها، فقد جاء في سورة العنكبوت الشريفة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الم
    أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ
    وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ
    أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ


    وكما قال لموسى إِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ قال فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ

    فالفتنة إذن هي مقصودة من الله ومخططة منه تبارك وتعالى ومدعومة منه جل جلاله إلى يوم الوقت المعلوم

    ولكن ما هو هذا اليوم المعلوم؟ وهل هو نفسه يوم البعث؟

    إن إبليس طلب المهلة إلى يوم البعث ولكن الله قال له بل إلى يوم الوقت المعلوم، ويوم البعث يختلف عن يوم الوقت المعلوم، وتوجد روايات تؤكد لنا أن الرسول صلى الله عليه وآله وبعضها أن الإمام المنتظر هو من سيقوم بقتل ابليس في معركة فاصلة يكون بها ابليس وجنده مسيطرين على أجواء المعركة الدائرة بينهم وبين حزب الله حتى سيظنون حينها أنهم هم المنتصرون
    ففي مختصر بصائر الدرجات ص27 عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ان ابليس قال انظرني إلى يوم يبعثون فأبى الله ذلك عليه فقال انك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم فإذا كان يوم الوقت المعلوم ظهر إبليس لعنة الله في جميع اشياعة منذ خلق الله آدم إلى يوم الوقت المعلوم وهي آخر كرة يكرها أمير المؤمنين عليه السلام فقلت وأنها لكرات قال نعم انها لكرات وكرات ما من امام في قرن الا ويكر البر والفاجر في دهره حتى يديل الله المؤمن من الكافر فإذا كان يوم الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين (عليه السلام) في أصحابه وجاء إبليس في أصحابه ويكون ميقاتهم في ارض من اراضي الفرات يقال لها الروحا قريب من كوفتكم فيقتلون قتلاً لم يقتتل مثله منذ خلق الله عز وجل العالمين فكأني انظر إلى أصحاب علي أمير المؤمنين قد رجعوا إلى خلفهم القهقرى مائة قدم وكأني انظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفرات فعند ذلك يهبط الجبار عز وجل في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر، رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيده حربة من نور فإذا انظر إليه إبليس رجع القهقرى ناكصا على عقبيه فيقولون له أصحابه اين تريد وقد ظفرت؟ فيقول: (( إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَونَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ العِقَابِ )) (لأنفال:48),فيلحقه النبي (صلى الله عليه وآله) فيطعنه طعنة بين كتفيه فيكون هلاكه وهلاك جميع اشياعه فعند ذلك يعبد الله عز وجل ولا يشرك به شيئاً......

    الرواية تقول أن إبليس في ذلك اليوم سيجيئ في أصحابه يكلمهم ويكلمونه ويحاربون المؤمنين سوية،

    وهنا قد يسأل سائل : لم زمن موسى عليه السلام بالذات ليظهر به الدجّال؟؟ فإن كان الشيطان بحاجة إلى شخص مواكب للأحداث فلم إختار زمن النبي موسى ؟

    والجواب هنا هو أن المسألة ليست مقتصرة على زمن موسى على نبينا وآله وعليه السلام، ولم تبتدء أصلا في ذلك الزمن ولم ولن تنتهي عنده،

    خذ هذه الرواية مثلا

    علي بن إبراهيم بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ما بعث الله رسولا إلا و في وقته شيطانان يؤذيانه و يفتنانه و يضلان الناس بعده فأما الخمسة أولو العزم من الرسل نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) و أما صاحبا نوح (عليه السلام) ففبطقوس و حزام و أما صاحبا إبراهيم فمكيل و زدام و أما صاحبا موسى فالسامري و مرعقيبا و أما صاحبا عيسى فمولس و مريسان و أما صاحبا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فحبتر و زريق .

    فوجود الشياطين في زمن الأنبياء والرسل معهم وبعدهم سنة شيطانية ثابتة رافقتهم جميعهم ورافقت أتباعهم من بعدهم،
    كما أن الروايات الكثيرة تقول لنا بوضوح على قدرة ابليس على التجسّد بالهيئة البشرية وبأشكال مختلفة، ولولا الاطالة لجئت بالكثير منها والتي توضح كيف أنه حرف نسل آدم حتى صنعوا الأوثان وعبدوها
    وكيف استدرج قوم لوط بتجسده لهم حتى اكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، فابحث في قول الباقر عليه السلام: كان قوم لوط عليه السلام من أفضل قوم خلقهم الله، فطلبهم إبليس الطلب الشديد، حتى اكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء

    فإبليس ورجله وشياطينه لا يفارقوننا أبدا ويتلونون بكل الألوان والأشكال التي يتصورون أنهم ينفذون بها إلينا فيحرفوننا عن الصراط المستقيم بها،

    حزب الشيطان يشعر في هذه الأيام بالزهو والإنتصار فأخذ يعبر عن نفسه ويكشف عن وجهه حتى صار من الوضوح لدرجة كافية لفتت إليه أنظار بعض الشباب فقاموا بجمع معلومات كافية عنه وعملوا بعض البرامج الوثائقية في محاولة بسيطة لفضح هذا الحزب الشيطاني مثل سلسلة القادمون وسلسلة الدجال للأستاذ الإعلامي كريم بدر والذي برنامجه كما برنامج القادمون يدور في فلك نفس الفكرة التي تقول انه توجد حرب خفية من الشيطان وحزبه على خليفة الله وحزبه من أجل السيطرة على الأرض وفرض خلافة الشيطان عليها،

    طبعا الشيطان لا يتحرك في معركته هذه ضد خليفة الله في الأرض ضد الإرادة الإلهية، فمن الواضح من تدبر الآيات الكريمة للقرآن الكريم أن الله قد سمح بهذه المعركة وموّل أطرافها بما تحتاج إليه في معركتها من قوى غيبية وقوى إنسانية أو شيطانية كذلك،
    بمعنى آخر أنّ رب العالمين أمد إبليس بالقوة الغيبية الإلهية فأصبح إبليس بفعلها يجري فينا كما يجري الدم بالعروق،
    وأمده كذلك بالقوة الرجلية المساعدة له والمتغلغلة بيننا والمختلطة معنا، فقال له أجلب عليهم بخيلك ورجلك وقال له أيضا شاركهم بالأموال والأولاد وعِدهم،
    ولا يخفى أن هذه الألفاظ القرانية تدل على مخالطة إبليس ورجله لنا في هذه الدنيا مخالطة مادية فعلية وليست مجرد مخالطة وهمية أو غيبية
    الفكرة ببساطة تقول أن إبليس كان يطمع بخلافة الأرض وما كانت عبادته لله بين الملائكة والتي لم تفرض أصلا عليه لآلآف السنوات إلا من أجل هذه الخلافة،
    وعندما فقد أمله بهذه الخلافة حين أسندت لغيره حسد إبليس حينها ذلك الخليفة، أي تمنى أن تزول الخلافة من عند الخليفة المختار ليحوز هو لتلك الخلافة، وهذ هو ما نفهمه من الحسد،
    حينها سقط قناع النفاق من على وجه ابليس فأظهر ما كان يخفيه بذلك النفاق ما كان يخفيه من قبيح أخلاقه، وقال لربه مخاطبا إيّاه أرأيت هذا الذي كرمت عليّ (وأعطيته الخلافة) لأن أخّرتني لأحتنكنه وذريته وسأظهر لك فشله في هذه المهمة وكيف أنني أنا أفضل منه لها،
    فقال له ربه: وأنا موافق على هذا التحدي وسأعطيك ما تحتاج له من قوة،
    سأجريك فيهم مجرى الدم في العروق، وسأنظِرك من ضمن مجموعة واحدة فاعلة هي حزبك أنت إلى يوم الوقت المعلوم، فأنت الشيطان وهم حزبك
    والماسونية التي يتكلم عنها السيد كريم بدر وكذلك مؤلفي سلسلة القادمون يعود تاريخ تأسيسها على أقل التقادير إلى أكثر من ألفين سنة كما أن تعريفهم على الويكيبيديا يقول أن هذا الحزب تأسس منذ نزول آدم إلى الأرض، أي منذ نزول إبليس عليها أيضا، وأهداف الماسونية المنشورة لا تختلف عن أهداف ابليس

    فحاليا يدعوا الماسونيون لدولة واحدة يحكمها رجل واحد، وهذا هو النظام العالمي الجديد الذي تروج له أمريكا الماسونية حتى النخاع على لسان رئيسها الماسوني بوش،
    ولا أحد يعرف من هو هذا الرئيس الذي يريدونه أن يكون حاكما أوحدا على الأرض، ولكن من المرجح أن يكون هو كبيرهم الذي لا يلتقي به إلا النخبة من الماسونيين الأوفي والأقوى في هذا العالم من الذين يسيطرون على جميع مفاصل الحياة على كوكب الأرض في الوقت الحاضر

    إنهم خط واحد وحزب واحد تأسس على الأرض بنفس الوقت الذي نزل به آدم على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام والذي هو أول أعضاء حزب خليفة الله على هذه الأرض، والدجال والماسونيين هم بعض رجال حزب الشيطان الذين رافقوهم وحاربوهم منذ النزول وحتى اليوم

    حسب هذا الفرض تكون فتنة الدجال من العلامات الحتمية قبل الظهور بمدة طويلة، وتستمر في عصر الظهور وتنتهي أخيرا في عصر الظهور، وقد ورد في الروايات أن قتله سيكون على يد إمامنا المهدي عجل الله فرجه الشريف

    روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في حديث الدجال: " يقتله الله عز وجل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق... على يد من يصلّي المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام خلفه...

    فقتل الدجال الذي حذر جميع الأنبياء أقوامهم منه وتخليص البشرية من شره بصورة نهائية هي واحدة من مهام الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف،
    وأعتقد والله العالم أن مضمون روايات تحذير الأنبياء لأقوامهم من الدجال تريد أن تقول أن الدجال معاصر لجميع الأنبياء،
    فالنبي يبشر قومه بما سيستحصلون عليه في المستقبل من خيرات وينبئهم بما سيحصل في المستقبل من أحداث وفتن،
    ويحذرهم من الأخطار التي تحدق بهم فعليا،
    وعليه فلا معنى لأن يحذر الأنبياء أقوامهم من فتن لن تصيبهم ولا ذرياتهم ولا ذرية ذرياتهم إلا بعد آلآف السنين، وإلا لوجب أن تأتي ألفاظ الروايات بصيغة الإنباء لا بصيغة التحذير مثل هذه الرواية الشريفة:

    روي في تفسير علي بن ابراهيم عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال في الذي في الآية الشريفة: { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم }:" هو الدجال والصيحة ".

    وفي البحار من رواية عن طريق أهل السنة من ما جاء فيها:

    فقال النبي صلى الله عليه وآله : إخسأ فإنك لن تعدو أجلك ، ولن تبلغ أملك ولن تنال إلا ما قدر لك . ثم قال لأصحابه: أيها الناس ما بعث الله عز وجل نبياً إلا وقد أنذر قومه الدجال وإن الله عز وجل قد أخره إلى يومكم هذا فمهما تشابه عليكم من أمره فإن ربكم ليس بأعور. الرواية

    وبهذا المعنى فغضب موسى على قومه له ما يبرره، فهو قد حذّرهم وأنذرهم فعلا بخطر فتنة الدجال وفحواها من قبل أن تحصل كما تقول الرواية الشريفة ولكنهم رغم ذلك انساقوا خلف السامري (الدجال كما يفترض البعض) بدعواه أن العجل هو إلههم وإله موسى فأخرجهم من التنزيه للتجسيم بتلك الدعوة

    وفتنة الدجّال في آخر الزمان تشبه فتنة السامري في زمن موسى عليه السلام من حيث أنها تطال العقيدة أيضا،

    فناره جنة وجنته نار، وهذا هو مضمون رواية تصف إرهاصات ظهوره الأخير، الرواية تريد أن تقول أنه سيأتي بدعوة دينية مشوهة، فهو يقول بوجود الجنة والنار، وبوجود الله وبوجوب عبادته كذلك، وبالتبع بوجوب عمل الصالحات الموصلة للجنة التي يدعوا لها،
    فظاهر دعوته يحمل غلاف ديني تماما كدعوة السامري (هذا إلهكم وإله موسى) غير أن عبادة العجل لن توصل إلاّ إلى النار ولو دامت لطول العمر بين الركن والمقام مع صيام كل الدهر وقيام كل ليل

    وربما نوع ومذهب من سيتبعونه وينصرونه ويحاربون معه بجيشه ينبئنا عن صورة ونوع تلك الجنة أو العقيدة المزيفة التي ستتمحور فتنته حولها في آخر الزمان

    فأتباعه من المسلمين والذين سيحاربون ضمن جيش الدجال ضد الإمام هم من النواصب والشاذين جنسيا من الرجال والنساء من حول العالم،

    وهذا يدلنا على موافقة عقيدة النواصب للعقيدة التي سيدعوا الدجال لها ويصورها على أنها الجنة، وطبعا كونه يدعوا لها لا يعني بالضرورة أنه من يحمل لوائها بل ربما يكون هو من يحركها ويدعمها ويروج لها من وراء الكواليس بدعمها ماديا وسياسيا وعسكريا وإعلاميا،
    فالطرف الآخر الذي وقع بفتنته ويمثل الوجه الآخر منها هم الشواذ من الرجال والنساء، ففتنته لها وجه دنيوي ووجه أخروي وكلاهما يؤديان لدخول النار بالنهاية،

    فنفس الدجال لا يمكن أن يكون ظاهرا لأتباعه فأتباعه على نقيض من بعضهما، فبعضهم يبحث عن ملذات الدنيا والبقية تبحث عن الآخرة وكلاهما سيصبحان حصب جهنم، وعليه فنفس الدجال هو القائد والمحرك الخفي والمخطط الماكر لهذه الفتنة التي فعلا تستحق أن يحذر جميع الأنبياء اقوامهم منها،

    وهذا ما يفسر لنا انجذاب النواصب لليهود ومهادنتهم لهم واقتصارهم بأذاهم على جميع فرق المسلمين وبعض فرق النصارى وبما يحقق مصالح اليهود في العالم فهم صنيعة الدجال


    قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ () قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ

    من هذه الآية الكريمة انطلق هذا البحث حول الدجال وكونه أحد المنظرين من الله مع ابليس إلى يوم الوقت المعلوم، وهذا جزء متأخر من المشهد الذي تصفه الآيات الكريمات، فماذا تصف لنا الآيات السابقة والآحقة لهذه الآيات الكريمات من هذا المشهد؟

    وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ (10) وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ (18)

    في بداية الآيات كان الخطاب موجه إلينا يصف كيف أن رب العالمين مكننا من الأرض وجعل لنا فيها معايش، ثم انتقل لوصف المشهد فقال إننا خلقناكم وصورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم،

    وآدم هذا لا بد أن يكون أفضلنا خلقا وصورة وعلما ومنزلة بحيث أن الله تبارك وتعالى اختاره من بيننا جميعا لنفسه وقرر أن يجعله خليفته بالأرض،
    فاجتباه لنفسه ثم قدمه أمامنا ثم قال للملائكة اسجدوا له إعلانا منه أنه هو هذا هو خليفتي على الأرض، وهو الذي أخبرتكم عنه، فقعوا له من فوركم ساجدين،

    إبليس بسبب حسده لأدم بمعنى رغبته الشديدة بالحصول على ذات ما حصل عليه آدم وليس مثله أو غيره سقط نفاقه وظهر ما كان مخفي منه عن باقي الملائكة وكان الله يعلمه، وهنا بدء الحوار،
    ما منعك من السجود لخليفتي؟
    إبليس: أنا أفضل منه للخلافة
    رب العالمين: أنت مطرود من رحمتي وجنتي
    إبليس: سأثبت لك أنني أفضل منه إن أعطيتني الفرصة
    رب العالمين: سأعطيك ومجموعة تعينك لما تريد هذه الفرصة وهذه المهلة أيضا ولكن فقط ليوم الوقت المعلوم

    فقال إبليس بما أنك أعطيتني الفرصة ومكنتني من القوى والأدوات التي ستعينني على ما أنوي سأخبرك بخطتي
    لأقعدن لهم ((أي لنا نحن)) خليفتك على الأرض والذي هو صراطك المستقيم والذي اخترته بدلا مني، وبما أنني لا سلطان لي على خليفتك وصراطك المستقيم سأقعده وأعطله باستهداف بقية ما خلقت وصورت منهم وجعلته خليفة لك في الأرض عليهم ،

    سألهيهم عنه وسأجعلهم يختارون أي خليفة أزينه أنا لهم، وبعد أن أصرفهم عن خليفتك سألهيهم بشتى الوسائل والأساليب لأبقيهم بعيدا عنه وأنسيهم ايّاه

    فقال له تبارك وتعالى اخرج منها مذؤوما مدحورا ولا يهمني مصيرك ومصير من سيترك اتّباع خليفتي ويتّبعك بدلا منه، وسأدخلنكم جميعا في جهنم، ولأملأنها منكم جميعا ولا أبالي

    هذه الآية لا تقول لنا إن كنا نحن أيضا شهدنا هذا الموقف والتحدي والإمهال للمنظرين، ولكن شخصيا أعتقد أو أرجّح أنني كنت حاضرا في هذا المشهد لأنه لكان أبلغ بالحجة عليّ ولله الحجة البالغة علينا جميعا

    إنّ كل النزاع الذي نعيشه ويدور من حولنا هذه هي قصته،

    فإبليس ليس له عداوة شخصية معنا ولكنه يستهدفنا ورجله ((والدجال هو أحد أهم رجاله وأعوانه)) بكل قواهم من أجل أن يفشلوا عمل خليفة الله ليثبت سيدهم إبليس وجهة نظره بكونه أحق وأجدر بالخلافة من الخليفة الذي اختاره رب العالمين وجعله خليفته في الأرض

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X