بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا الزهراء محمد وعلى آله الغر الميامين المعصومين وعلى من وآلاهم وأحبهم إلى يوم الدين وبعد:
الناس ثلاثة اصناف كما ورد في المرويات عن أهل البيت (عليهم السلام) فمن كلام لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) لكميل بن زياد النخعي . قال كميل بن زياد :
((أخذ بيدي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فأخرجني إلى الجبّان ،فلمّا أصحر تنفّس الصّعداء ، ثمّ قال :يَا كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ ؟ إِنَّ هَذِهِ اَلْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا فَاحْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ اَلنَّاسُ ثَلاَثَةٌ فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ وَ مُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ وَ هَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ اَلْعِلْمِ وَ لَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ))
وعن النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) : « لا خير في العيش إلا لرجلين : عالم مطاع ، أو مستمع واع » .
و عن الصادق (عليه السلام) قال لأبي حمزة : (أُغد عالما أو متعلّما أو أحبّ أهل العلم ، و لا تكن رابعا فتهلك ببغضهم ) .
و عنه عليه السلام : ((العلم خزائن و المفاتيح السؤال ، فاسألوا يرحمكم اللّه فانه يؤجر في العلم أربعة : السائل ، و المتكلّم ، و المستمع ، و المحبّ لهم.))
عن الصادق عليه السلام قال: ((ان الناس آلوا بعد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى ثلاثة : آلوا إلى عالم على هدى من اللّه قد أغناه اللّه بما علم عن علم غيره ، و جاهل مدّع للعلم لا علم له معجب بما عنده قد فتنته الدنيا و فتن غيره ، و متعلّم من عالم على سبيل هدى من اللّه و نجاة ثمّ هلك من ادّعى و خاب من افترى )).
و عنه عليه السلام : ((يغدو الناس على ثلاثة أصناف : عالم و متعلّم و غثاء ، فنحن العلماء ، و شيعتنا المتعلّمون ، و سائر الناس غثاء)) .
قال تعالى : }مَا كَانَ لِبَشَرٍ أنْ يؤتِيَهُ اللَّهُ الكتابَ و الحكمَ و النبوّةَ ثمَّ يقول للناسِ كُونُوا عباداً لي من دون اللَّه و لكنْ كُونُوا ربّانيّين بما كُنتم تُعلِّمون الكتابَ وَ بِمَا كُنتم تَدْرُسُون{ آل عمران : 79 .
صور من جهل الناس :
قال الجاحظ : سمعت رجلا من العامة و هو حاجّ و قد ذكر له البيت يقول : إذا أتيته من يكلّمني منه ؟!
و أخبرني صديق لي قال : سمعني رجل من العامّة اصلّي على محمّد (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ، فقال : ما تقول في محمد هذا ، أربّنا هو ؟
و ذكر ثمامة بن اشرس قال : كنت مارّا في السوق ببغداد ، فإذا أنا برجل اجتمع عليه الناس ، فنزلت عن بغلتي و قلت : ما هذا الاجتماع و دخلت بينهم ، و إذا برجل يصف كحلا معه انّه ينجح من كل داء يصيب العين ، فنظرت إليه فإذا عينه الواحدة برشاء و الاخرى مأسوكة ، فقلت له : يا هذا لو كان كحلك كما تقول نفع عينيك فقال لي : يا جاهل أهاهنا اشتكت عيناي ؟ انما اشتكتا بمصر ،فقال كلّهم صدق ، و ما انفلتّ من نعالهم إلاّ بعد كدّ.
و ذكر لي بعض اخواني : أنّ رجلا من مدينة السلام رفع إلى بعض الولاة الطالبين لأصحاب الكلام على جار له انّه تزندق ، فسأله عن مذهبه فقال:انّه مرجئ قدري ناصبي رافضي ، فلما قصّه عن ذلك قال : انّه يبغض معاوية ابن الخطاب الذي قاتل علي بن العاص . فقال له الوالي : ما أدري على أي شي ء أحسدك : على علمك بالمقالات أو بصرك بالأنساب ؟
وللكلام بقية سوف نذكرها في المشاركة الثانية في الموضوع نفسه إن شاء الله تعالى .
والحمد لله ربِّ العالمين
والسلام عليكم.