بغض أهل البيت عليهم السلام

قبل سنوات كنت في المسجد الكبير في دولة الكويت لحضور دورة في مسند الدارمي وكنت الشيعي الوحيد الذي حصل على اجازة الرواية لهذا المسند في تلك الدورة وكان وقتها من بعد صلاة العصر الى ما بعد صلاة العشاء , وفي يوم من الأيام وجدت شخصا ناصبيا قذرا وجهه كالقردة يقول : لا حول ولاقوة الا بالله أشهد أن عليا ولي الله ! وهذا بعد أن سمعها من أذان مسجد من مساجد الشيعة القريبة من المنطقة (لاحظ كيف أن الشهادة الثالثة تثيرهم بينما يقوم الضال المضل بالغاء الشهادة الثالثة من اذاعته في بيروت) فالبعض مازال يتساءل هل يوجد من يبغض آل محمد عليهم السلام ؟ الإجابة نعم لكن طرقهم تختلف الا أن المنهج واحد , وقبل ان نتطرق إلى شاهد تاريخي نذكر الروايات الواردة في خطورة بغض أهل البيت عليهم السلام روى السمهودي باسناده عن أبي سعيد الخدري قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يبغضنا أهل البيت رجلٌ الاّ أدخله الله النار» وروى باسناده عن أنس رفعه: «أحبّوا أهلي وأحبوا علياً، من أبغض أحداً من أهل بيتي فقد حرم شفاعتي» وروى باسناده عن جابر أنه صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «من أبغضنا أهل البيت حشره الله تعالى يوم القيامة يهودياً، وان شهد أن لا اله الاّ الله» وروى باسناده عن علي أنه قال: نحن النجباء، وافراط الأنبياء، وحزبنا حزب الله، وحزب الفئة الباغية حزب الشيطان، ومن سوى بيننا وبين عدونا فليس منا, وروى باسناده عن إبراهيم بن عبد الله بن حسن عن أمّه فاطمة الصغرى، عن أبيها الحسين عليه السّلام ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، من سب أهل بيتي فأنا بريء منه والإسلام» روى الحضرمي باسناده عن «سيدنا علي كرم الله وجهه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ان الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي، أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم» روى الحاكم النيسابوري باسناده قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد الاّ أدخله الله النار» روى ابن عساكر باسناده عن أبي أمامة الباهلي، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لق الله الأنبياء من أشجار شتى، وخلقني وعلياً من شجرة واحدة، فأنا أصلها وعلي فرعها وفاطمة لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجى، ومن زاغ هوى، ولو ان عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام، ثم ألف عام، ثم ألف عام ثم لم يدرك محبتنا لأكبه الله على منخريه في النار، ثم تلا (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) روى أحمد باسناده عن عطية العوفي قال: «حدثنا أبو سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من أبغضنا أهل البيت فهو منافق) روى الهيثمي عن الحسن بن علي، انه قال: «يا معاوية بن خديج، اياك وبغضنا، فان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: لا يبغضنا ولا يحسدنا أحدٌ الا ذيد عن الحوض يوم القيامة بسياط من نار» روى السمهودي عن ذرة بنت أبي لهب قالت: «خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مغضباً حتى استوى على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما بال رجال يؤذوني في أهل بيتي، والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحبني، ولا يحبني حتى يحب ذوي» والروايات في بغض أهل البيت عليهم السلام في مصادرنا ومصادرهم كثيرة ولا تعد ومانقلناه نقطة من بحر الروايات وسوف ننقل عينة من المصادر التاريخية , فيذكر أحمد بن أبي يعقووب بن جعفر بن وهب ابن واضح الكاتب العباسي المعروف باليعقوبي في تاريخه , دار صادر , بيروت , الطبعة السادسة 1995 , ص261 : وتحامل عبدالله بن الزبير على بني هاشم تحاملا شديدا وأظهر لهم العداوة والبغضاء حتى بلغ ذلك منه أن ترك الصلاة على محمد في خطبته , فقيل له : لم تركت الصلاة على النبي ؟ فقال : إن له أهل سوء يشرئبون لذكره ويرفعون رؤوسهم إذا سمعوا به !!! فانظر إلى هذا التطرف في بغض آل البيت حتى وصل الأمر به وبأتباعه إلى إلغاء الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله فهل قبلت صلاة ابن الزبير ؟ ثم يشير اليعقوبي ايضا الى حبس ابن الزبير لبعض بني هاشم ومنهم محمد بن الحنفية وهدد بإحراقهم بالنار !!! والقوم أبناء القوم وهذا هو منهجهم وديدنهم لكن طرقهم تختلف وتتشكل مع الزمن والوسائل الإعلامية لكن قلوبهم كقلوب آبائهم وأجدادهم , فيجب علينا أن نعلم مقدار بغض هؤلاء لأهل البيت عليهم السلام وخطورة هذا الأمر ففي الزيارة الجامعة التي هي دستور لنا نقول : من والاكم فقد والى الله، ومن عاداكم فقد عادى الله، ومن أحبّكم فقد أحبّ الله - ومن أبغضكم فقد أبغض الله - ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله , ونقول أيضا : سعد من والاكم، وهلك من عاداكم، وخاب من جحدكم، وضلّ من فارقكم، وفاز من تمسّك بكم، وأمن من لجأ إليكم، وسلم من صدّقكم، وهدي من اعتصم بكم من اتّبعكم فالجنّة مأواه، ومن خالفكم فالنّار مثواه، ومن جحدكم كافر، ومن حاربكم مشرك، ومن ردّ عليكم في أسفل دركٍ من الجحيم . فيجب علينا أن لا نقدم التنازلات لكل من في قلبه مقدار ذرة من حب للشخصيات المبغضة لأهل البيت وعلينا أن نطالب الحكومات بالغاء تسميات الشوارع والمدارس بأسماء هؤلاء وعلينا أن ننبش الكتب ونفتشها لنميز الخبيث من الطيب ونقوم بتوعية الناس من هؤلاء الذين وصفتهم الروايات والزيارة الجامعة بما وصفتهم به , لو ان شخصا مبغضا لأباك أو اخوانك فانك قد تتعايش معه اذا اضطررت لذلك لكنك لن تقدم له تنازلا ولن تحبه فهل أمك أهم أم أم الحسنين صلوات الله وسلامه عليها هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها

بقلم

أحمد مصطفى يعقوب

كاتب كويتي

الكويت في 8 مارس 2012

مدونة تنوير الكويت http://tanwerq8.blogspot.com/

تويتر @bomariam111

البريد الإلكتروني ahmadmustafay@hotmail.com

ولا تحرمونا الدعاء بحق ضلعها المكسور صلوات ربي وسلامه عليها