تمر بحياة الانسان حوادث شبيهة بالخيال واحيانا تكون بسبب اخطاء اقترفها الغير، اخطاء لاتصحح يدفع الانسان ثمنها غال جدا جزاء خطأ لم يرتكبه.. بدأت تشعر بشيء في عنقها يعيق التنفس مع اعراض اختناق مما يسبب لها عصبية لا ارادية ولاحظت انها كتلة في الجانب الايمن من العنق تكبر يوما بعد يوم
وبعد صور الاشعة والفحوصات والتحاليل المخبرية أكد الطبيب بأنه لابد من استئصال هذا الورم وتحليله واجمع الكثيرون على اسم طبيب مشهور ناجح باستئصال الاورام
دخلت المشفى بعد تهيئة مرعبة جدا للجراحة صحت من جراح العملية تصرخ ألما والشريط اللاصق
يخنقها والقثطرة المتدلية من عنقها بحبل من دماء لاتترك لها مجالا للتنفس وبعد مرور ساعات وضعت يدها مكان الورم فوجدته بمكانه كيف؟ يا إلهي مازالت الكتلة بارزة كالسابق.. نادت امها بصعوبة واخبرتها فقالت الام: ربما هي وزمة بسبب القطع والاستئصال ستزول لاحقا بعد شفاء الجرح
انه تفسير مقنع
قضت ثلاثة أيام بالمشفى وبعد ظهور النتيجة بأن التحليل كان سليما غادرت لبيتها ومضت الايام ومازالت الاعراض موجودة لديها والورم ظاهر في عنقها ومن الألم الذي ذاقت مرار طعمه سابقا خشيت العودة للفحوصات من جديد ومضت الاشهر والاختناق يزداد فاضطرت العودة لنفس الطبيب الجراح وكان الطبيب قد نسيها فهو يرى عشرات المرضى كل يوم فمن سيذكر منهم..
اخبرته بأن في عنقها ورم يضايقها واخبرته بالاعراض التي تنتابها من اختناق وصعوبة في البلع وبحة في الصوت.. فقال يجب استئصال هذا الورم لم تركتيه؟
ساعتها طلبت منه ان يرى مكان جرحها الذي جرحه بيده واعادت له احداث قصتها واظهرت له التحاليل القديمة كإثبات وكانت كالصاعقة بالنسبة للطبيب..
لم تقبل محاسبته قانونيا فالذي ذهب لن يعود بمحاسبته وجل من لايخطأ ولهذا لم تقبل ان تضيع مستقبل طبيب تعب جدا الى ان وصل لما وصل اليه وخوفه وحده من هذا الموقف سيمنعه من الخطأ ثانية حيث تبين بأن الطبيب الماهر! كان قد استئصل الغدة الدرقية بدل الورم والغدة سليمة لاعلاقة لها بالموضوع اساسا مما توجب على المريضة الالتزام بتناول دواء معين يوميا لبقية حياتها بديلا عن الغدة التي
خسرتها من خطأ طبيب رائع! ومع هذا الدواء منعت الطفلة من حليب امها فالدواء مضر لها
دخلت المشفى من جديد لاستئصال الورم وبهذه الاثناء كان مكان الغدة قد اصبح متوزما للغاية وولد منه عقد مهاجرة كثيرة حيث انه لم يكن الاستئصال كاملا في البداية وكان ماتبقى من حجم الغدة هو 10 مل فقط ولايجب استئصالها بالكامل وعيار التروكسين الذي تناولته غير مناسب لها تحتاج لكمية اكبر واساسا لم يكن هناك داع للاقتراب من غدة سليمة وترك الورم بمكانه! اجرت العملية مرة اخرى اضافة
لمعاناة لاتوصف.. جرح يفتح للمرة الثانية وتعاد الآلام من جديد ولكن هذه المرة بعد ان فتح الطبيب الجرح ما استطاع استئصال الورم الموجود بالطرف الايمن من العنق من نفس مكان الجرح القديم لكون الورم كان كبيرا مما اضطره لفتح جرح اخر ليستطيع القطع فاصبح في العنق جرحان معا..كما ان الغدة الكلسية تأذت سابقا بعد الجراحة..وطبعا يجب عليها تناول حبوب تعوض الكلس باستمرار.. كم تحتاج هذه الانسانة لتشفى من جراحها؟ ذاقت الأمرين وساءت حالتها.. مما جعلها بلحظة ضعف تنتقم من الطبيب بصحتها حيث تركت الدواء الجبري وانقطعت عن تناوله.. كيف تتناول الدواء بقية
حياتها نتيجة خطأ طبيب؟ و ياله من خطأ.. حتى بحق اولادها الذين حرموا من الرضاعة الطبيعية بسبب دواء تتناوله الأم مدى الحياة.. والنتيجة الطبيعية بعد فترات من تركها الدواء ان يتضخم موقع الغدة من بقايا العشرة ميل الموجودة فتصبح كتلة مرعبة، وبهذه المرة لم يقبل اي طبيب اجراء العملية واجمعوا القول على ان الاستئصال خطر جدا بسبب ان التضخم شديد وملتصق بقوة فوق الحبال الصوتية وان اجري الاستئصال فستصبح المريضة خرساء وتفقد صوتها.. لكن ايهما اخطر ان يبقى التضخم وتختنق؟ ام تستأصله وتصبح خرساء؟ توكلت على الله وعلى خبرة طبيب مميز افضل من سابقه
واستعدت لدخول غرفة الجراحة التي اورثتها الآلام الكبيرة واصبحت جزء منها وصار الطبيب يكلمها وعلامات الحزن والشفقة بادية على وجهه وتأخر في تخديرها لتقول كل ماعندها قبل ان تفقد صوتها.. كيف يكون شعور انسانة تعرف انها بعد لحظات ستنام لتستيقظ خرساء؟ لايشعر بمثل هذا الا من ذاق طعم الألم.. وبعدها تم التخدير واجريت الجراحة للمرة الثالثة واستيقظت هي بنفسها على صوتها! تقول للطبيب: اطال الله بعمرك يادكتور وتردد السلام عليك يا ابا عبد الله انا اشعر بجرحك ياسيدي انا مذبوحة
يامولاي والطبيب يصرخ ! انها تتكلم! والاهل يبكون وحين سؤل الطبيب قال: من كثرة كبر الورم والتضخم على الحبال الصوتية شعرت بنفسي جزارا اقطع هنا وهناك لا على التعيين ويأست من ان تتكلم هذه المريضة بعد الجراحة لكن قدرة الله فوق كل شيء
ياسبحان الله ما اعظمه وما أكرمه لكنها مجددا تعبت نفسيا جدا بسبب بعض الظروف الحياتية وماعادت تهتم بشراء الادوية وتجد ماهو اهم بكثير من ثمن الدواء فأحيانا تكون الكلمة الطيبة مؤثرة بشفاء الانسان اكثر من اي دواء طبي و ايضا قد تكون الكلمة لمن يحتاجها اغلى من الصحة والحياة
ومن اشهر عادت تعاني من جديد! ظهر الورم القديم بنفس المكان وايضا بمنطقة اخرى بالجهة المقابلة وبمثل لمح البصر صار يكبر وكأن هذا الورم اقسم باصرار بألا يفارقها ابدا وكانت حالتها المادية سيئة وليست كالسابق فقررت العلاج بمشفى حكومي فطلب الطبيب اجراء خزعة للتحليل قبل الجراحة وبعد ظهور النتيجة تبين من خلال التحليل انه للاسف (سرطان) أبعد
كل هذا العذاب يكون ورما خبيثا؟ ما أبشع الموت بهذه الطريقة.. قال الطبيب يجب اجراء العملية ان كان الورم حميدا او خبيثا فكبره يورث الاختناق وقررت بنفسها بألا يعلم احد بهذا ابدا لاقريب ولاغريب فهي ونفسها.. فقط من يعلمن بالمرض .. وهذه رابع مرة فكيف يتحمل هذا الجسد؟ انسان يذبح اربع مرات فهل تبقى به روح؟ ورغما عنها اجرت الجراحة بمشفى حكومي ليس به اي اهتمام من اي نوع واقتلعوا الورم وخرجت لتعيش اسابيع عصيبة ورفضت تناول الجرعات الكيماوية المفترض متابعتها لتخفيف الآلام بسبب تعب نفسي شديد اصابها اشد من المرض ولانها ترفض ان تدفع نتيجة اخطاء لم ترتكبها فإن
جرعة الكيماوي الخاصة بالغدة ليست حقنا بالوريد انما هي شراب يعطى بمكان ضمن قسم خاص بالطب النووي معزول عن البشر كالسجن ولايجب ان يدخله احد وتبقى اياما بالعزلة وحدها وحين تخرج يجب ان ترمي جميع اغراضها الخاصة التي كانت بحوزتها بسبب آثار الكيماوي خوفا على صحة من يقيمون معها في البيت
اتذهب من سجن الى سجن؟ لم تذهب ابدا وبقيت تنتظر خطوة تخطو منها فتفرج عنها.. وعاشت الموت المبكر وحدها ولكن من سوء حظها ان الاختناق لايفارقها وهذا غير مقدور عليه ماذا تفعل؟ وجدت افضل طبيبة تستطيع تخليصها من معاناتها من غير اي مجال لأي خطأ ومن غير تناول الكيماوي والاعتزال
فقررت ان تسافر لحرم السيدة رقية بنت الحسين ع فلقد سمعت ان ضريح السيدة ع يفتح بكل اسبوع مرة واحدة ويسمح بدخوله لكل صاحب حاجة مستعصية
ذهبت للسيدة ع تحمل كل اليقين بأن رقية ع لن تردها خائبة ابدا ودخلت المقام وشكت همها للسيدة ع وتبركت بالتمسح بالضريح الشريف ثم بقيت سبعة أيام تزورها كل يوم وبعدها عادت لبلد اقامتها والاختناق كحبل مشنقة لاينفك عنها
سمعت بوصول طبيب من بلد عربي لحضور مؤتمر طبي بمكان تواجدها وهو مختص بهذا الاختصاص تحديدا.. وبعد جهد جهيد استطاعت مقابلته وقصت عليه احداث قصة عمرها وكيف قضتها سنوات بالجراحة من أول عملية فأثبت الطبيب بعد الفحص والتحاليل والاشعة بأن هذه الانسانة لم يكن لديها اي ورم خبيث ابدا وقال لها لو ان الورم كان خبيثا وانت امتنعت عن تناول الجرعات الكيماوية كل هذا الوقت لكنت الان بآخر مرحلة من المرض تعيشين
على التنفس الاصطناعي انما هو ورم حميد ليس بالسرطان.. ومازال موجودا! او انه عاد من جديد وأكد هذا بعد الفحص الدقيق وقال ان الحالة النفسية تلعب دورا كبيرا بالشعور بالاختناق وبالتضخم ايضا.. الدهشة اسكتتها.. هل هذا خيال؟ ثم استجمعت قواها من شدة المفاجأة ومشاعر مختلطة تعتريها فرح هذا ام حزن؟ ام انها دهشة او يكون حلم.. كيف؟ واجابت نفسها بنفسها بأن السيدة ع شعرت بجراحها المتكررة.. شعرت بآلام الذبح وصعوبته شعرت بجرح ابيها الحسين ع وبرأسه الشريف بين يديها الى ان ماتت حزنا لمصيبته شعرت بجراح عمها العباس ع تنزف ولهذا لم تردها خائبة..والسيدة ع
لاترد احد عن بابها حتى المسيحي وهل هذا غريب على أهل بيت النبوة؟ ان كرامات اهل البيت ع لاتحصى.. لكن السؤال المهم اهكذا اصبحت حياة الانسان رخيصة؟ انها اخطاء فادحة.. ولانستبعد ان يكون التحليل سليما من البداية فان كان طبيبا كبيرا اخطئ بعملية باستئصال عضو سليم فهل نلوم المخبري؟ ماذا لو تناولت انسانة سليمة جرعات كيماوية؟ وماذا لو بقيت انسانة مريضة في بيتها تعتقد بأنها سليمة لاتعلم بمرضها الى ان يداهمها الموت؟ ماذا لو كان الاستئصال هو استئصال كلية سليمة لانسان وليس غدة درقية فكيف سيعيدون لانسان كليته؟ كانت حياة تلك المرأة كلها
معاناة بكل الاشكال وبكل الوان العذاب بسبب الغير.. لاوجود مطلقا لسرطان بجسدها كما اثبت الطبيب وربما يكون هناك سرطان نفسي لاعلاج له اخطر بكثير من سرطان الجسد الذي اصبح يعالج اليوم بالادوية
لهذا فإنها لم تجد اختلافا بعد هذه النتيجة كله عندها واحد
تلك المرأة اتخذت في بيتها ركنا خاصا بها وحدها
تقضي به اوقاتها
تعاني وحدها من نتيجة اخطاء الأخرين
لااحد يشعر بها لاعلاقة لها بالبشر ومناسباتهم ومايدور بالدنيا من احداث
ركنا خاصا بها وحدها تقضي به ألمها و غربتها الى ان تنقضي سنوات سجنها وتغادر روحها عالم الملكوت وتبدأ حياة جديدة أبدية دائمة
وبعد صور الاشعة والفحوصات والتحاليل المخبرية أكد الطبيب بأنه لابد من استئصال هذا الورم وتحليله واجمع الكثيرون على اسم طبيب مشهور ناجح باستئصال الاورام
دخلت المشفى بعد تهيئة مرعبة جدا للجراحة صحت من جراح العملية تصرخ ألما والشريط اللاصق
يخنقها والقثطرة المتدلية من عنقها بحبل من دماء لاتترك لها مجالا للتنفس وبعد مرور ساعات وضعت يدها مكان الورم فوجدته بمكانه كيف؟ يا إلهي مازالت الكتلة بارزة كالسابق.. نادت امها بصعوبة واخبرتها فقالت الام: ربما هي وزمة بسبب القطع والاستئصال ستزول لاحقا بعد شفاء الجرح
انه تفسير مقنع
قضت ثلاثة أيام بالمشفى وبعد ظهور النتيجة بأن التحليل كان سليما غادرت لبيتها ومضت الايام ومازالت الاعراض موجودة لديها والورم ظاهر في عنقها ومن الألم الذي ذاقت مرار طعمه سابقا خشيت العودة للفحوصات من جديد ومضت الاشهر والاختناق يزداد فاضطرت العودة لنفس الطبيب الجراح وكان الطبيب قد نسيها فهو يرى عشرات المرضى كل يوم فمن سيذكر منهم..
اخبرته بأن في عنقها ورم يضايقها واخبرته بالاعراض التي تنتابها من اختناق وصعوبة في البلع وبحة في الصوت.. فقال يجب استئصال هذا الورم لم تركتيه؟
ساعتها طلبت منه ان يرى مكان جرحها الذي جرحه بيده واعادت له احداث قصتها واظهرت له التحاليل القديمة كإثبات وكانت كالصاعقة بالنسبة للطبيب..
لم تقبل محاسبته قانونيا فالذي ذهب لن يعود بمحاسبته وجل من لايخطأ ولهذا لم تقبل ان تضيع مستقبل طبيب تعب جدا الى ان وصل لما وصل اليه وخوفه وحده من هذا الموقف سيمنعه من الخطأ ثانية حيث تبين بأن الطبيب الماهر! كان قد استئصل الغدة الدرقية بدل الورم والغدة سليمة لاعلاقة لها بالموضوع اساسا مما توجب على المريضة الالتزام بتناول دواء معين يوميا لبقية حياتها بديلا عن الغدة التي
خسرتها من خطأ طبيب رائع! ومع هذا الدواء منعت الطفلة من حليب امها فالدواء مضر لها
دخلت المشفى من جديد لاستئصال الورم وبهذه الاثناء كان مكان الغدة قد اصبح متوزما للغاية وولد منه عقد مهاجرة كثيرة حيث انه لم يكن الاستئصال كاملا في البداية وكان ماتبقى من حجم الغدة هو 10 مل فقط ولايجب استئصالها بالكامل وعيار التروكسين الذي تناولته غير مناسب لها تحتاج لكمية اكبر واساسا لم يكن هناك داع للاقتراب من غدة سليمة وترك الورم بمكانه! اجرت العملية مرة اخرى اضافة
لمعاناة لاتوصف.. جرح يفتح للمرة الثانية وتعاد الآلام من جديد ولكن هذه المرة بعد ان فتح الطبيب الجرح ما استطاع استئصال الورم الموجود بالطرف الايمن من العنق من نفس مكان الجرح القديم لكون الورم كان كبيرا مما اضطره لفتح جرح اخر ليستطيع القطع فاصبح في العنق جرحان معا..كما ان الغدة الكلسية تأذت سابقا بعد الجراحة..وطبعا يجب عليها تناول حبوب تعوض الكلس باستمرار.. كم تحتاج هذه الانسانة لتشفى من جراحها؟ ذاقت الأمرين وساءت حالتها.. مما جعلها بلحظة ضعف تنتقم من الطبيب بصحتها حيث تركت الدواء الجبري وانقطعت عن تناوله.. كيف تتناول الدواء بقية
حياتها نتيجة خطأ طبيب؟ و ياله من خطأ.. حتى بحق اولادها الذين حرموا من الرضاعة الطبيعية بسبب دواء تتناوله الأم مدى الحياة.. والنتيجة الطبيعية بعد فترات من تركها الدواء ان يتضخم موقع الغدة من بقايا العشرة ميل الموجودة فتصبح كتلة مرعبة، وبهذه المرة لم يقبل اي طبيب اجراء العملية واجمعوا القول على ان الاستئصال خطر جدا بسبب ان التضخم شديد وملتصق بقوة فوق الحبال الصوتية وان اجري الاستئصال فستصبح المريضة خرساء وتفقد صوتها.. لكن ايهما اخطر ان يبقى التضخم وتختنق؟ ام تستأصله وتصبح خرساء؟ توكلت على الله وعلى خبرة طبيب مميز افضل من سابقه
واستعدت لدخول غرفة الجراحة التي اورثتها الآلام الكبيرة واصبحت جزء منها وصار الطبيب يكلمها وعلامات الحزن والشفقة بادية على وجهه وتأخر في تخديرها لتقول كل ماعندها قبل ان تفقد صوتها.. كيف يكون شعور انسانة تعرف انها بعد لحظات ستنام لتستيقظ خرساء؟ لايشعر بمثل هذا الا من ذاق طعم الألم.. وبعدها تم التخدير واجريت الجراحة للمرة الثالثة واستيقظت هي بنفسها على صوتها! تقول للطبيب: اطال الله بعمرك يادكتور وتردد السلام عليك يا ابا عبد الله انا اشعر بجرحك ياسيدي انا مذبوحة
يامولاي والطبيب يصرخ ! انها تتكلم! والاهل يبكون وحين سؤل الطبيب قال: من كثرة كبر الورم والتضخم على الحبال الصوتية شعرت بنفسي جزارا اقطع هنا وهناك لا على التعيين ويأست من ان تتكلم هذه المريضة بعد الجراحة لكن قدرة الله فوق كل شيء
ياسبحان الله ما اعظمه وما أكرمه لكنها مجددا تعبت نفسيا جدا بسبب بعض الظروف الحياتية وماعادت تهتم بشراء الادوية وتجد ماهو اهم بكثير من ثمن الدواء فأحيانا تكون الكلمة الطيبة مؤثرة بشفاء الانسان اكثر من اي دواء طبي و ايضا قد تكون الكلمة لمن يحتاجها اغلى من الصحة والحياة
ومن اشهر عادت تعاني من جديد! ظهر الورم القديم بنفس المكان وايضا بمنطقة اخرى بالجهة المقابلة وبمثل لمح البصر صار يكبر وكأن هذا الورم اقسم باصرار بألا يفارقها ابدا وكانت حالتها المادية سيئة وليست كالسابق فقررت العلاج بمشفى حكومي فطلب الطبيب اجراء خزعة للتحليل قبل الجراحة وبعد ظهور النتيجة تبين من خلال التحليل انه للاسف (سرطان) أبعد
كل هذا العذاب يكون ورما خبيثا؟ ما أبشع الموت بهذه الطريقة.. قال الطبيب يجب اجراء العملية ان كان الورم حميدا او خبيثا فكبره يورث الاختناق وقررت بنفسها بألا يعلم احد بهذا ابدا لاقريب ولاغريب فهي ونفسها.. فقط من يعلمن بالمرض .. وهذه رابع مرة فكيف يتحمل هذا الجسد؟ انسان يذبح اربع مرات فهل تبقى به روح؟ ورغما عنها اجرت الجراحة بمشفى حكومي ليس به اي اهتمام من اي نوع واقتلعوا الورم وخرجت لتعيش اسابيع عصيبة ورفضت تناول الجرعات الكيماوية المفترض متابعتها لتخفيف الآلام بسبب تعب نفسي شديد اصابها اشد من المرض ولانها ترفض ان تدفع نتيجة اخطاء لم ترتكبها فإن
جرعة الكيماوي الخاصة بالغدة ليست حقنا بالوريد انما هي شراب يعطى بمكان ضمن قسم خاص بالطب النووي معزول عن البشر كالسجن ولايجب ان يدخله احد وتبقى اياما بالعزلة وحدها وحين تخرج يجب ان ترمي جميع اغراضها الخاصة التي كانت بحوزتها بسبب آثار الكيماوي خوفا على صحة من يقيمون معها في البيت
اتذهب من سجن الى سجن؟ لم تذهب ابدا وبقيت تنتظر خطوة تخطو منها فتفرج عنها.. وعاشت الموت المبكر وحدها ولكن من سوء حظها ان الاختناق لايفارقها وهذا غير مقدور عليه ماذا تفعل؟ وجدت افضل طبيبة تستطيع تخليصها من معاناتها من غير اي مجال لأي خطأ ومن غير تناول الكيماوي والاعتزال
فقررت ان تسافر لحرم السيدة رقية بنت الحسين ع فلقد سمعت ان ضريح السيدة ع يفتح بكل اسبوع مرة واحدة ويسمح بدخوله لكل صاحب حاجة مستعصية
ذهبت للسيدة ع تحمل كل اليقين بأن رقية ع لن تردها خائبة ابدا ودخلت المقام وشكت همها للسيدة ع وتبركت بالتمسح بالضريح الشريف ثم بقيت سبعة أيام تزورها كل يوم وبعدها عادت لبلد اقامتها والاختناق كحبل مشنقة لاينفك عنها
سمعت بوصول طبيب من بلد عربي لحضور مؤتمر طبي بمكان تواجدها وهو مختص بهذا الاختصاص تحديدا.. وبعد جهد جهيد استطاعت مقابلته وقصت عليه احداث قصة عمرها وكيف قضتها سنوات بالجراحة من أول عملية فأثبت الطبيب بعد الفحص والتحاليل والاشعة بأن هذه الانسانة لم يكن لديها اي ورم خبيث ابدا وقال لها لو ان الورم كان خبيثا وانت امتنعت عن تناول الجرعات الكيماوية كل هذا الوقت لكنت الان بآخر مرحلة من المرض تعيشين
على التنفس الاصطناعي انما هو ورم حميد ليس بالسرطان.. ومازال موجودا! او انه عاد من جديد وأكد هذا بعد الفحص الدقيق وقال ان الحالة النفسية تلعب دورا كبيرا بالشعور بالاختناق وبالتضخم ايضا.. الدهشة اسكتتها.. هل هذا خيال؟ ثم استجمعت قواها من شدة المفاجأة ومشاعر مختلطة تعتريها فرح هذا ام حزن؟ ام انها دهشة او يكون حلم.. كيف؟ واجابت نفسها بنفسها بأن السيدة ع شعرت بجراحها المتكررة.. شعرت بآلام الذبح وصعوبته شعرت بجرح ابيها الحسين ع وبرأسه الشريف بين يديها الى ان ماتت حزنا لمصيبته شعرت بجراح عمها العباس ع تنزف ولهذا لم تردها خائبة..والسيدة ع
لاترد احد عن بابها حتى المسيحي وهل هذا غريب على أهل بيت النبوة؟ ان كرامات اهل البيت ع لاتحصى.. لكن السؤال المهم اهكذا اصبحت حياة الانسان رخيصة؟ انها اخطاء فادحة.. ولانستبعد ان يكون التحليل سليما من البداية فان كان طبيبا كبيرا اخطئ بعملية باستئصال عضو سليم فهل نلوم المخبري؟ ماذا لو تناولت انسانة سليمة جرعات كيماوية؟ وماذا لو بقيت انسانة مريضة في بيتها تعتقد بأنها سليمة لاتعلم بمرضها الى ان يداهمها الموت؟ ماذا لو كان الاستئصال هو استئصال كلية سليمة لانسان وليس غدة درقية فكيف سيعيدون لانسان كليته؟ كانت حياة تلك المرأة كلها
معاناة بكل الاشكال وبكل الوان العذاب بسبب الغير.. لاوجود مطلقا لسرطان بجسدها كما اثبت الطبيب وربما يكون هناك سرطان نفسي لاعلاج له اخطر بكثير من سرطان الجسد الذي اصبح يعالج اليوم بالادوية
لهذا فإنها لم تجد اختلافا بعد هذه النتيجة كله عندها واحد
تلك المرأة اتخذت في بيتها ركنا خاصا بها وحدها
تقضي به اوقاتها
تعاني وحدها من نتيجة اخطاء الأخرين
لااحد يشعر بها لاعلاقة لها بالبشر ومناسباتهم ومايدور بالدنيا من احداث
ركنا خاصا بها وحدها تقضي به ألمها و غربتها الى ان تنقضي سنوات سجنها وتغادر روحها عالم الملكوت وتبدأ حياة جديدة أبدية دائمة