انتفاضة الشعوب العربية .. الى اين ..؟ الرسالة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم .. والحمد لله رب العالمين .. وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطاهرين .
وبعد
لما كان لكل مقامٍ مقال ، فان هذه النافذة ستكون المنظار الليلي لمن يريد أن يرى في ظلمات هذا الليل الذي يغشى الناس ، حقيقة ما يجري وما يدور في العالم ، ليس بالسطحية الشائعة ، وإنما بالغوص إلى أعماق القضايا وخلفياتها ومآلها الذي ستؤول إليه ، وذلك من خلال القرآن الكريم والحديث النبوي والرواية الصادرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ .
وسنبدأ هذه السلسلة من المقالات المختلفة ، في المقامات المختلفة ، بما يعد اليوم هو الشغل الشاغل لشعوب العرب و شعوب العالم ، وذلك ما يسمى في الإعلام ( الربيع العربي ) و ( انتفاضة الشعوب العربية ) وشبيهها من التسميات .
بعد دهر من النومقضته الشعوب العربية كأنها قطعان الأغنام ، بين مهموم بمعتلفه ، أو منقاد لجازره ، أو مستسلم لحالبه ، أو منتظر لذئب ينهي حياته الفاقدة للمعنى و الهدف . فجأة تتحول الأغنام إلى ثيران هائجة ، وذئاب مفترسة ، وتتدفق قرائح المحللين الأدعياء ، والمفكرين الأغبياء ، والسياسيين المنافقين :
( انه الانفجار الذي يولده الضغط ) ، ( إنها جيوش الانترنيت ) ، ( انه الوعي التراكمي ) ، ( إنها تجارب الديمقراطية ) ... إنها .. إنها .
أيها الشعوب .. تعالوا معي أخبركم ليس بما أرى من الرأي و التحليل العقلي ، بل بما اخبر به نبيكم خاتم الأنبياء و أهل بيته ( صلوات الله عليهم أجمعين ) عن ثوراتكم و انتفاضاتكم في هذا الوقت بالتحديد .
من الذي رفع عنكم الوهن و التخاذل ؟
ما علاقة ذلك بالحول والقوة ؟ إذ لا حول ولا قوة إلا بالله .
من الذي يرد الكرة لكم .. وعلى من ؟
ما علاقة الصبيان من ( شباب الفيس بوك و اليوتيوب و التويتر وغيرها بما قدره الله من المقادير ؟
هل ستستقيم أموركم و تتحقق تطلعاتكم ؟
لقد خلعتم أعنتكم و كسرتم القيود كما تخلع الخيول أعنتها ، افتعلمون من سيتولاكم و يتأمّر عليكم ؟
كل هذه الأسئلة يجيب عنها أئمة أهل البيت عليهم السلام ، والى أي أمر ستؤول بإذن الله .
خلع العرب أعنّتها :
* بسنده عن يعقوب السراج ، قال : " قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : متى فرج شيعتكم ؟ قال : إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم ، وطمع فيهم من لم يكن يطمع ، وخلعت العرب أعنتها ، ورفع كل ذى صيصية صيصيته ، وظهر السفياني ، وأقبل اليماني ، وتحرك الحسني ، خرج صاحب هذا الامر من المدينة إى مكة بتراث رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) ، قلت : وما تراث رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) ؟ فقال : سيفه ، ودرعه ، وعمامته ، وبرده ، ورايته ، وقضيبه ، وفرسه ، ولامته وسرجه ". ([1])
* وبسنده عن ابي جعفر محمد بن معروف الهلالي الخزاز في حديث عن الإمام الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ، وكان مما قاله :
( فقال : يا غلام ، البحر لا جار له ، والملك لا صديق له ، والعافية لا ثمن لها ، كم من ناعم ولا يعلم ، ثم قال : تمسكوا بالخمس وقدموا الاستخارة وتبركوا بالسهولة وتزينوا بالحلم واجتنبوا الكذب وأوفوا المكيال والميزان، ثم قال : الهرب الهرب إذا خلعت العرب أعنتها ، ومنع البر جانبه ، وانقطع الحج ، ثم قال : حجوا قبل أن لا تحجوا واومى بيده إلى القبلة بإبهامه وقال يقتل في هذا الوجه سبعون ألفا أو يزيدون .) ([2])
* وفي تاج المواليد للطبرسي ، في علائم ظهور الإمام القائم المهدى عجل الله فرجه عن الإمام علي الرضا (ع) : ( ... وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد ، و خروجها عن سلطان العجم ، وقتل أهل مصر أميرهم وخراب الشام ، ودخول رايات قيس إلى مصر ، ورايات كندة الى خراسان . وورود خيل من المغرب حتى تربط بفناء الحيرة . واقبال رايات سود من المشرق نحوها ، وشق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة ، وخروج ستين كذابا كلهم يدعى النبوة ، وخوف اهل العراق ، وموت ذريع فيه ، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، وجراد يظهر في أوانه وفى غير اوانه حتى يأتي على الزرع والغلات ، وقلة ريع لما يزرعه الناس واختلاف صنفين من العجم ، وسفك دماء كثيرة فيما بينهم ، وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم وقتلهم مواليهم ).([3])
شروح بسيطة :
قول الإمام الصادق (ع) :
إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم ، وطمع فيهم من لم يكن يطمع : هو أن جميع الملوك و الرؤساء والأمراء العرب هم ( الطبعة الثانية ) أو الراية الثانية للدولة العباسية ، وهم جميعا أولاد عبد الله بن عباس ، سواء علموا بذلك أو لم يعلموا ، ولكنهم ملعونون على لسان رسول الله (ص) وهم في صلب ابن عباس ( راجع كتاب عولمتنا .. دولة الإمام المهدي "ع" ) .
وان اختلافهم فيما بينهم و تآمر بعضهم على بعض هو من علامات زوال دولتهم و ظهور السفياني الملعون من الشام على اثر اختلاف أهل الشام واقتتالهم فيما بينهم ، ابتداءً مما يحدث في سوريا ، وتآمر أمراء دول الخليج ( أهل الحجاز ) عليهم ، بعد نزع ملك ( الصادم بالنار.. صدام ) و( القاذف بالكلام .. القذافي ) و ( المتبرك .. حسني مبارك ) و ( المتيمن .. علي عبد الله صالح ) وأمير تونس ، والباقي في الطابور ينتظرون ما وعدهم الله وما توعدهم به .
قوله عليه السلام : ( ورفع كل ذى صيصية صيصيته ) : أي أن الغالبية الساحقة ترى أنها مؤهلة للملك ، ولا يرى احد انه دون الآخرين وكلها تريد أن تصبح رؤساء ووزراء وأمراء ومدراء .
قوله عليه السلام : (البحر لا جار له ، والملك لا صديق له ، والعافية لا ثمن لها ، كم من ناعم ولا يعلم ) :أي : لا تجاوروا الشواطيء البحرية بسبب الزلازل البحرية ( تسونامي ) وكل من يجاور البحر يهلك . والملك ينتقل بسرعة من جهة إلى جهة ( يذهب حكم السنين والأعوام و يأتي حكم الشهور والأيام ) فالملك لا صديق له . والعافية لا ثمن لها ، قد يرى المسلم انه مهمش و مقصي و محروم ، ولكنه في عافية من الاستهداف و القتل ، ويداه نظيفتان من المال الحرام ، وله العاقبة الحسنة فليصبر ، فانه في نعمة لا يعلمها ولا يقدرها حق قدرها فليحمد الله على ذلك ، لأنه قليل الذنب ، وأمر الله وحكم الله قاب قوسين أو أدنى .
لـعـب الصـبـيان :
أما كيف تبدأ الفتنة ؟ ومن يوقد حطبها ؟ وهل ستستقيم الأمور بعدها ؟ أم إنها مستمرة هكذا إلى ظهور الإمام المهدي (عج) ؟ فهذا ما وردت فيه الروايات المرفوعة عن رسول الله صلى الله عليه وآله .
* حدثنا ابن المبارك وعبد الرزاق عن معمر عن رجل عن سعيد بن المسيب قال : " تكون فتنة كأن أولها لعب الصبيان كلما سكنت من جانب طمت من جانب فلا تتناهى حتى ينادي مناد من السماء ألا أن الأمير فلان " ، وفتل ابن المسيب يديه حتى أنهما لينفضان فقال : ذلكم الأمير حقا ثلاث مرات .([4])
* حدثنا ابن وهب عن إسحق بن يحيى عن محمد بن بشر بن هشام عن ابن المسيب قال : " تكون فتنة بالشام كأن أولها لعب الصبيان ثم لا يستقيم أمر الناس على شئ ولا يكون لهم جماعة حتى ينادي مناد من السماء عليكم بفلان وتطلع كف تشير ." ([5])
شرح مبسط لما تشير إليه الروايات :
من المعلوم أن ما يذهب إليه المحللون و المفكرون اليوم لتفسير انتفاضة الشعوب العربية ، هو أن ( جيوش الانترنيت ) مما يسمى ( شباب الفيس بوك ، واليوتيب ، والانترنيت ) وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي ، كانت هي الفارس المغوار والقائد الكرار غير الفرار لتثوير الديناميت الفاسد و الألغام المعطوبة في نفوس الجماهير والشعوب لتحدث هذه الثورة الطوفانية .
وهؤلاء هم الذين تشير إليهم الروايات بـ ( الصبيان ) ، و بعملهم على انه ( لعب ) أو .. كأنه لعب ، ثم ينهار السد ولا احد يستطيع إيقافه , ثم تكون عاقبة الأمر هي انه ( لا يستقيم أمر الناس ) .
التحليل :
بغض النظر عن رأينا الشخصي لما يحدث من ثورات وانتفاضات في الشعوب العربية ـ حيث أننا ننظر إليها على أنها حق تأخرت المطالبة به كثيرا ، وعلى انه ( عودة الروح ) إلى جسد ميت ، وعلى انه لابد للأعضاء المصابة بالغنغرينا أما أن تقضي على حياة المرء أو يستأصلها قبل فوات الأوان ، وان جميع الأنظمة العربية بلا استثناء ، هي أعضاء مصابة بالغنغرينا ، سواء كانت في المشرق أو المغرب أو في الخليج أو في الشام ، وان عملية استئصالها بعملية جراحية نظيفة و معقمة ، أو بواسطة معول صدئ ، باتت خيارا لابد منه ، إذا كانت الشعوب العربية تنوي أن لا يكون مصيرها في متحف الحيوانات المنقرضة ، وعليه فإننا نستبشر خيرا بهذه الثورات والانتفاضات ـ وهذا رأي شخصي .
ولكن .. ما تخبر به الروايات الواردة عمن يخبره العليم الخبير( فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) ، فانه صلى الله عليه وآله اخبرنا بالأسباب والعواقب و النتائج الأخرى وأبعادها ، وهي علوم تفوق رؤية المحللين و المفكرين و المفسرين ، وهي التالي : .
لمّـا انعم الله على هذه الأمة بنعمة لا تجزى ، وذلك برسوله الكريم صلى الله عليه وآله إليهم لهدايتهم ، يعلمهم الكتاب والحكمة و يزكيهم و يعلمهم ما لم يكونون يعلمون ، وأمره الله أن يحدث بهذه النعمة (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ، ثم اتمّ الله هذه النعمة بجعل خلفاء وأوصياء لرسوله الكريم من أهل بيته (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ، ولمّـا كفرت الأمة بهذه النعمة ـ كما اخبر بها القرآن قبل وقوعها ـ ( أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ) وذلك بقتل أهل بيته واستباحة حرماتهم ، وتولية من لم ينزل الله بهم سلطانا ، فقد جاءهم ما كانوا يوعدون ، وكان مما توعدهم به أن يظهر دينه الذي ارتضى ، ولو كانوا كارهين ، يظهره على كل الاديان والعقائد والنظريات و الاطروحات شرقية كانت ام غربية ، يسبق ذلك أنواع من العذاب الأدنى يذيقهم إياه (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ، وهذا العذاب يسبق عذاب الاستئصال ، وهذا العذاب الأدنى فصلته الآيات القرآنية ، وأوضحته الروايات والأحاديث النبوية الشريفة ،
الآيات القرآنية الكريمة :
* ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ) ([6]) .
وفي الروايات أن رسول الله (ص) استعاذ بالله من الأولى الثانية فأعاذه الله وأخرها إلى ظهور الإمام المهدي (عج ) واستعاذ من الثالثة فأبى الله ذلك ، وهو أن يجعلهم فرق مختلفة متقاتلة يقتل بعضهم بعضا و يبغي بعضهم على بعض ، فيحق عليهم القول ( بنزول عذاب الاستئصال للكافرين منهم ) .
* ( فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ * أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنْ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )([7])
وفي الروايات إن هذه الآية هي خاصة باختلاف أهل الشام فيما بينهم ، وهي علامة جيدة وبشارة باقتراب الموعود ، وسنفصل في محله .
* (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ) ([8]).
* (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ) ([9]) ،
وهذه الآية الكريمة بالتحديد تصف حالة الفوضى و الاقتتال و التمرد و والجيشان ، كأنهم أمواج البحر يضرب بعضهم بعضا ، ولا يستقرون إلى قرار ، وذلك بأنهم (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) ([10])
والذي كرهوه مما انزله الله ، هو ولاية أهل بيت النبوية ، ولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ولده المعصومين عليهم السلام .
الروايات :
وأما الروايات فإنها فصلت لكل بلد وكل شعب وكل مدينة ما سيحل بها ، ومن الذي سيظهر على أهلها ، وحرصا منا على أن نبين للناس والشعوب العربية حقيقة ما هم فيه من الفتنة ، ولكي يكونوا على بينة من الأمر ليختاروا موقفهم المناسب ، فسوف نفصل لكل بلد حقيقة الفرق المختلفة و المتقاتلة على الملك ، وأصولهم التي يرجعون إليها من الآباء والأسلاف ، وماذا قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله :
ونبدأ بالتعريف عنهم نصا عن أمير المؤمنين علي عليه السلام في الجفر الأعظم :
( يسيرون وراء إسرائيل ، ويكون منهم أئمة الضلالة والدعاة إلى جهنم ، يركب مركبهم ملوك وأمراء جعلوهم حكاما على رقاب الناس فأكلوا بهم الدنيا ، والله لو شئت لسميتهم بأسمائهم ، وآل فلان ، وآل النون ، وآل العود ، والمتبرك، والمتعرف ، و المتيمن ، والمتمصر، والقاذف بالكلام ، والصادم بالنار، والفاتن بالفتن ، ومنهم الملك ، والقيل ، والأمير، والرأس ، والوالي ، والزعيم ، في زمنهم يضيع المسجد الأقصى ) .
ولما كانت هذه المعلومات مفصلة في كتابنا ( عولمتنا .. دولة الإمام المهدي "ع" ) ويمكنكم مراجعتها وهو منشور على الانترنيت ، فسوف نتجنب الخوض في الأسباب والخلفيات ، ونمر مرورا سريعا بما سيحدث في كل دولة :
أهل المغرب العربي :
بعد سقوط أمير تونس ( زين العابدين بن علي ) ، ومقتل القاذف بالكلام ( القذافي ) سوف يمتد الأمر إلى كل بلدان المغرب العربي ( الجزائر و المغرب وموريتانيا ) وسيكون ظهور دولة المروانيين من هناك ، وقائدهم ( عبد الله عبد الرحمن ) .
توضيح : إننا نعيش فترة ردّ الكرّة (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ) ، و رد الكرة شامل لكل شيء ، فكل من نزع الملك من جهة ما ، فان السابق تكون له الكرة على اللاحق فينزع الملك منه ، وآخر الكرات تكون لآل محمد صلوات الله عليهم ، فينزعون الملك من ( السفياني ) ، وأما بني مروان فإنهم ينزعون الملك من بني العباس ( الملوك و الرؤساء والأمراء العرب الحاليين ) وآخرهم ( عبد الله ـ ملك الحجاز ) .
إذن فما يسمى بـ ( تنظيم القاعدة في بلاد المغرب ) ستكون لهم الصولة في بلاد المغرب العربي ، وأما اتجاههم السياسي فهو إقامة دولة المروانيين ، يتحالف معهم البربر ، وبعد حصول هؤلاء القوم على أسلحة الجيش الليبي السابق ، فسيكون هدفهم الأول في مرحلته الأولى هو مصر ، فيتوجهون إليها ويخربونها وسيكون لأهل مصر منهم أيام سوداء مظلمة ، فالويل لأهل مصر منهم ، ثم يتوجهون إلى الشام ، ويكون هناك موعدهم ويومهم العسير مع ( السفياني ) الذي نزع بني مروان ملك أسلافه في الدولة الأموية ، فيقتلهم شرّ قتل وتفر منهم فرقة إلى الحجاز فالويل لأهل الحجاز منهم ، ثم يكون مصيرهم الأخير في معركة قرقيسيا ، وفيها الرواية المشهورة ( ويل يومئذ لعبد الله من عبد الله ) حيث يكون اسم كل منهما ـ المرواني ، وقائد جيش السفياني ـ اسمه عبد الله ، وسنتابع شأنهم في الحديث عن ( أهل الشام ) ، والحديث عن ( أهل مصر ) .
وذلك في المقالة الثانية ، وعنوانها ( الهبوط من ارض مصر ) إذا شاء الله ذلك
ونسألكم الدعاء
([1]) كتاب الغيبة- محمد بن إبراهيم النعماني ص 270 :
([2]) الأصول الستة عشر- عدة محدثين ص 131 : وفي بحار الأنوار ج 47 ص 93
([3]) تاج المواليد (المجموعة)- الشيخ الطبرسي ص 69 :
([4]) كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي ص 208 :
([5]) كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي ص 209 :
([6]) ـ الأنعام 65
([7]) ـ مريم 37، 38
([8]) ـ الحج 47
([9]) ـ الكهف 99
([10]) ـ سورة محمد 9
مقام و مقال
بسم الله الرحمن الرحيم .. والحمد لله رب العالمين .. وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطاهرين .
وبعد
لما كان لكل مقامٍ مقال ، فان هذه النافذة ستكون المنظار الليلي لمن يريد أن يرى في ظلمات هذا الليل الذي يغشى الناس ، حقيقة ما يجري وما يدور في العالم ، ليس بالسطحية الشائعة ، وإنما بالغوص إلى أعماق القضايا وخلفياتها ومآلها الذي ستؤول إليه ، وذلك من خلال القرآن الكريم والحديث النبوي والرواية الصادرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ .
وسنبدأ هذه السلسلة من المقالات المختلفة ، في المقامات المختلفة ، بما يعد اليوم هو الشغل الشاغل لشعوب العرب و شعوب العالم ، وذلك ما يسمى في الإعلام ( الربيع العربي ) و ( انتفاضة الشعوب العربية ) وشبيهها من التسميات .
انتفاضة الشعوب العربية ... إلى أين ؟
بعد دهر من النومقضته الشعوب العربية كأنها قطعان الأغنام ، بين مهموم بمعتلفه ، أو منقاد لجازره ، أو مستسلم لحالبه ، أو منتظر لذئب ينهي حياته الفاقدة للمعنى و الهدف . فجأة تتحول الأغنام إلى ثيران هائجة ، وذئاب مفترسة ، وتتدفق قرائح المحللين الأدعياء ، والمفكرين الأغبياء ، والسياسيين المنافقين :
( انه الانفجار الذي يولده الضغط ) ، ( إنها جيوش الانترنيت ) ، ( انه الوعي التراكمي ) ، ( إنها تجارب الديمقراطية ) ... إنها .. إنها .
أيها الشعوب .. تعالوا معي أخبركم ليس بما أرى من الرأي و التحليل العقلي ، بل بما اخبر به نبيكم خاتم الأنبياء و أهل بيته ( صلوات الله عليهم أجمعين ) عن ثوراتكم و انتفاضاتكم في هذا الوقت بالتحديد .
من الذي رفع عنكم الوهن و التخاذل ؟
ما علاقة ذلك بالحول والقوة ؟ إذ لا حول ولا قوة إلا بالله .
من الذي يرد الكرة لكم .. وعلى من ؟
ما علاقة الصبيان من ( شباب الفيس بوك و اليوتيوب و التويتر وغيرها بما قدره الله من المقادير ؟
هل ستستقيم أموركم و تتحقق تطلعاتكم ؟
لقد خلعتم أعنتكم و كسرتم القيود كما تخلع الخيول أعنتها ، افتعلمون من سيتولاكم و يتأمّر عليكم ؟
كل هذه الأسئلة يجيب عنها أئمة أهل البيت عليهم السلام ، والى أي أمر ستؤول بإذن الله .
خلع العرب أعنّتها :
* بسنده عن يعقوب السراج ، قال : " قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : متى فرج شيعتكم ؟ قال : إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم ، وطمع فيهم من لم يكن يطمع ، وخلعت العرب أعنتها ، ورفع كل ذى صيصية صيصيته ، وظهر السفياني ، وأقبل اليماني ، وتحرك الحسني ، خرج صاحب هذا الامر من المدينة إى مكة بتراث رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) ، قلت : وما تراث رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) ؟ فقال : سيفه ، ودرعه ، وعمامته ، وبرده ، ورايته ، وقضيبه ، وفرسه ، ولامته وسرجه ". ([1])
* وبسنده عن ابي جعفر محمد بن معروف الهلالي الخزاز في حديث عن الإمام الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ، وكان مما قاله :
( فقال : يا غلام ، البحر لا جار له ، والملك لا صديق له ، والعافية لا ثمن لها ، كم من ناعم ولا يعلم ، ثم قال : تمسكوا بالخمس وقدموا الاستخارة وتبركوا بالسهولة وتزينوا بالحلم واجتنبوا الكذب وأوفوا المكيال والميزان، ثم قال : الهرب الهرب إذا خلعت العرب أعنتها ، ومنع البر جانبه ، وانقطع الحج ، ثم قال : حجوا قبل أن لا تحجوا واومى بيده إلى القبلة بإبهامه وقال يقتل في هذا الوجه سبعون ألفا أو يزيدون .) ([2])
* وفي تاج المواليد للطبرسي ، في علائم ظهور الإمام القائم المهدى عجل الله فرجه عن الإمام علي الرضا (ع) : ( ... وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد ، و خروجها عن سلطان العجم ، وقتل أهل مصر أميرهم وخراب الشام ، ودخول رايات قيس إلى مصر ، ورايات كندة الى خراسان . وورود خيل من المغرب حتى تربط بفناء الحيرة . واقبال رايات سود من المشرق نحوها ، وشق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة ، وخروج ستين كذابا كلهم يدعى النبوة ، وخوف اهل العراق ، وموت ذريع فيه ، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، وجراد يظهر في أوانه وفى غير اوانه حتى يأتي على الزرع والغلات ، وقلة ريع لما يزرعه الناس واختلاف صنفين من العجم ، وسفك دماء كثيرة فيما بينهم ، وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم وقتلهم مواليهم ).([3])
شروح بسيطة :
قول الإمام الصادق (ع) :
إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم ، وطمع فيهم من لم يكن يطمع : هو أن جميع الملوك و الرؤساء والأمراء العرب هم ( الطبعة الثانية ) أو الراية الثانية للدولة العباسية ، وهم جميعا أولاد عبد الله بن عباس ، سواء علموا بذلك أو لم يعلموا ، ولكنهم ملعونون على لسان رسول الله (ص) وهم في صلب ابن عباس ( راجع كتاب عولمتنا .. دولة الإمام المهدي "ع" ) .
وان اختلافهم فيما بينهم و تآمر بعضهم على بعض هو من علامات زوال دولتهم و ظهور السفياني الملعون من الشام على اثر اختلاف أهل الشام واقتتالهم فيما بينهم ، ابتداءً مما يحدث في سوريا ، وتآمر أمراء دول الخليج ( أهل الحجاز ) عليهم ، بعد نزع ملك ( الصادم بالنار.. صدام ) و( القاذف بالكلام .. القذافي ) و ( المتبرك .. حسني مبارك ) و ( المتيمن .. علي عبد الله صالح ) وأمير تونس ، والباقي في الطابور ينتظرون ما وعدهم الله وما توعدهم به .
قوله عليه السلام : ( ورفع كل ذى صيصية صيصيته ) : أي أن الغالبية الساحقة ترى أنها مؤهلة للملك ، ولا يرى احد انه دون الآخرين وكلها تريد أن تصبح رؤساء ووزراء وأمراء ومدراء .
قوله عليه السلام : (البحر لا جار له ، والملك لا صديق له ، والعافية لا ثمن لها ، كم من ناعم ولا يعلم ) :أي : لا تجاوروا الشواطيء البحرية بسبب الزلازل البحرية ( تسونامي ) وكل من يجاور البحر يهلك . والملك ينتقل بسرعة من جهة إلى جهة ( يذهب حكم السنين والأعوام و يأتي حكم الشهور والأيام ) فالملك لا صديق له . والعافية لا ثمن لها ، قد يرى المسلم انه مهمش و مقصي و محروم ، ولكنه في عافية من الاستهداف و القتل ، ويداه نظيفتان من المال الحرام ، وله العاقبة الحسنة فليصبر ، فانه في نعمة لا يعلمها ولا يقدرها حق قدرها فليحمد الله على ذلك ، لأنه قليل الذنب ، وأمر الله وحكم الله قاب قوسين أو أدنى .
لـعـب الصـبـيان :
أما كيف تبدأ الفتنة ؟ ومن يوقد حطبها ؟ وهل ستستقيم الأمور بعدها ؟ أم إنها مستمرة هكذا إلى ظهور الإمام المهدي (عج) ؟ فهذا ما وردت فيه الروايات المرفوعة عن رسول الله صلى الله عليه وآله .
* حدثنا ابن المبارك وعبد الرزاق عن معمر عن رجل عن سعيد بن المسيب قال : " تكون فتنة كأن أولها لعب الصبيان كلما سكنت من جانب طمت من جانب فلا تتناهى حتى ينادي مناد من السماء ألا أن الأمير فلان " ، وفتل ابن المسيب يديه حتى أنهما لينفضان فقال : ذلكم الأمير حقا ثلاث مرات .([4])
* حدثنا ابن وهب عن إسحق بن يحيى عن محمد بن بشر بن هشام عن ابن المسيب قال : " تكون فتنة بالشام كأن أولها لعب الصبيان ثم لا يستقيم أمر الناس على شئ ولا يكون لهم جماعة حتى ينادي مناد من السماء عليكم بفلان وتطلع كف تشير ." ([5])
شرح مبسط لما تشير إليه الروايات :
من المعلوم أن ما يذهب إليه المحللون و المفكرون اليوم لتفسير انتفاضة الشعوب العربية ، هو أن ( جيوش الانترنيت ) مما يسمى ( شباب الفيس بوك ، واليوتيب ، والانترنيت ) وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي ، كانت هي الفارس المغوار والقائد الكرار غير الفرار لتثوير الديناميت الفاسد و الألغام المعطوبة في نفوس الجماهير والشعوب لتحدث هذه الثورة الطوفانية .
وهؤلاء هم الذين تشير إليهم الروايات بـ ( الصبيان ) ، و بعملهم على انه ( لعب ) أو .. كأنه لعب ، ثم ينهار السد ولا احد يستطيع إيقافه , ثم تكون عاقبة الأمر هي انه ( لا يستقيم أمر الناس ) .
التحليل :
بغض النظر عن رأينا الشخصي لما يحدث من ثورات وانتفاضات في الشعوب العربية ـ حيث أننا ننظر إليها على أنها حق تأخرت المطالبة به كثيرا ، وعلى انه ( عودة الروح ) إلى جسد ميت ، وعلى انه لابد للأعضاء المصابة بالغنغرينا أما أن تقضي على حياة المرء أو يستأصلها قبل فوات الأوان ، وان جميع الأنظمة العربية بلا استثناء ، هي أعضاء مصابة بالغنغرينا ، سواء كانت في المشرق أو المغرب أو في الخليج أو في الشام ، وان عملية استئصالها بعملية جراحية نظيفة و معقمة ، أو بواسطة معول صدئ ، باتت خيارا لابد منه ، إذا كانت الشعوب العربية تنوي أن لا يكون مصيرها في متحف الحيوانات المنقرضة ، وعليه فإننا نستبشر خيرا بهذه الثورات والانتفاضات ـ وهذا رأي شخصي .
ولكن .. ما تخبر به الروايات الواردة عمن يخبره العليم الخبير( فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) ، فانه صلى الله عليه وآله اخبرنا بالأسباب والعواقب و النتائج الأخرى وأبعادها ، وهي علوم تفوق رؤية المحللين و المفكرين و المفسرين ، وهي التالي : .
لمّـا انعم الله على هذه الأمة بنعمة لا تجزى ، وذلك برسوله الكريم صلى الله عليه وآله إليهم لهدايتهم ، يعلمهم الكتاب والحكمة و يزكيهم و يعلمهم ما لم يكونون يعلمون ، وأمره الله أن يحدث بهذه النعمة (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ، ثم اتمّ الله هذه النعمة بجعل خلفاء وأوصياء لرسوله الكريم من أهل بيته (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ، ولمّـا كفرت الأمة بهذه النعمة ـ كما اخبر بها القرآن قبل وقوعها ـ ( أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ) وذلك بقتل أهل بيته واستباحة حرماتهم ، وتولية من لم ينزل الله بهم سلطانا ، فقد جاءهم ما كانوا يوعدون ، وكان مما توعدهم به أن يظهر دينه الذي ارتضى ، ولو كانوا كارهين ، يظهره على كل الاديان والعقائد والنظريات و الاطروحات شرقية كانت ام غربية ، يسبق ذلك أنواع من العذاب الأدنى يذيقهم إياه (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ، وهذا العذاب يسبق عذاب الاستئصال ، وهذا العذاب الأدنى فصلته الآيات القرآنية ، وأوضحته الروايات والأحاديث النبوية الشريفة ،
الآيات القرآنية الكريمة :
* ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ) ([6]) .
وفي الروايات أن رسول الله (ص) استعاذ بالله من الأولى الثانية فأعاذه الله وأخرها إلى ظهور الإمام المهدي (عج ) واستعاذ من الثالثة فأبى الله ذلك ، وهو أن يجعلهم فرق مختلفة متقاتلة يقتل بعضهم بعضا و يبغي بعضهم على بعض ، فيحق عليهم القول ( بنزول عذاب الاستئصال للكافرين منهم ) .
* ( فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ * أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنْ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )([7])
وفي الروايات إن هذه الآية هي خاصة باختلاف أهل الشام فيما بينهم ، وهي علامة جيدة وبشارة باقتراب الموعود ، وسنفصل في محله .
* (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ) ([8]).
* (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ) ([9]) ،
وهذه الآية الكريمة بالتحديد تصف حالة الفوضى و الاقتتال و التمرد و والجيشان ، كأنهم أمواج البحر يضرب بعضهم بعضا ، ولا يستقرون إلى قرار ، وذلك بأنهم (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) ([10])
والذي كرهوه مما انزله الله ، هو ولاية أهل بيت النبوية ، ولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ولده المعصومين عليهم السلام .
الروايات :
وأما الروايات فإنها فصلت لكل بلد وكل شعب وكل مدينة ما سيحل بها ، ومن الذي سيظهر على أهلها ، وحرصا منا على أن نبين للناس والشعوب العربية حقيقة ما هم فيه من الفتنة ، ولكي يكونوا على بينة من الأمر ليختاروا موقفهم المناسب ، فسوف نفصل لكل بلد حقيقة الفرق المختلفة و المتقاتلة على الملك ، وأصولهم التي يرجعون إليها من الآباء والأسلاف ، وماذا قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله :
ونبدأ بالتعريف عنهم نصا عن أمير المؤمنين علي عليه السلام في الجفر الأعظم :
( يسيرون وراء إسرائيل ، ويكون منهم أئمة الضلالة والدعاة إلى جهنم ، يركب مركبهم ملوك وأمراء جعلوهم حكاما على رقاب الناس فأكلوا بهم الدنيا ، والله لو شئت لسميتهم بأسمائهم ، وآل فلان ، وآل النون ، وآل العود ، والمتبرك، والمتعرف ، و المتيمن ، والمتمصر، والقاذف بالكلام ، والصادم بالنار، والفاتن بالفتن ، ومنهم الملك ، والقيل ، والأمير، والرأس ، والوالي ، والزعيم ، في زمنهم يضيع المسجد الأقصى ) .
ولما كانت هذه المعلومات مفصلة في كتابنا ( عولمتنا .. دولة الإمام المهدي "ع" ) ويمكنكم مراجعتها وهو منشور على الانترنيت ، فسوف نتجنب الخوض في الأسباب والخلفيات ، ونمر مرورا سريعا بما سيحدث في كل دولة :
أهل المغرب العربي :
بعد سقوط أمير تونس ( زين العابدين بن علي ) ، ومقتل القاذف بالكلام ( القذافي ) سوف يمتد الأمر إلى كل بلدان المغرب العربي ( الجزائر و المغرب وموريتانيا ) وسيكون ظهور دولة المروانيين من هناك ، وقائدهم ( عبد الله عبد الرحمن ) .
توضيح : إننا نعيش فترة ردّ الكرّة (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ) ، و رد الكرة شامل لكل شيء ، فكل من نزع الملك من جهة ما ، فان السابق تكون له الكرة على اللاحق فينزع الملك منه ، وآخر الكرات تكون لآل محمد صلوات الله عليهم ، فينزعون الملك من ( السفياني ) ، وأما بني مروان فإنهم ينزعون الملك من بني العباس ( الملوك و الرؤساء والأمراء العرب الحاليين ) وآخرهم ( عبد الله ـ ملك الحجاز ) .
إذن فما يسمى بـ ( تنظيم القاعدة في بلاد المغرب ) ستكون لهم الصولة في بلاد المغرب العربي ، وأما اتجاههم السياسي فهو إقامة دولة المروانيين ، يتحالف معهم البربر ، وبعد حصول هؤلاء القوم على أسلحة الجيش الليبي السابق ، فسيكون هدفهم الأول في مرحلته الأولى هو مصر ، فيتوجهون إليها ويخربونها وسيكون لأهل مصر منهم أيام سوداء مظلمة ، فالويل لأهل مصر منهم ، ثم يتوجهون إلى الشام ، ويكون هناك موعدهم ويومهم العسير مع ( السفياني ) الذي نزع بني مروان ملك أسلافه في الدولة الأموية ، فيقتلهم شرّ قتل وتفر منهم فرقة إلى الحجاز فالويل لأهل الحجاز منهم ، ثم يكون مصيرهم الأخير في معركة قرقيسيا ، وفيها الرواية المشهورة ( ويل يومئذ لعبد الله من عبد الله ) حيث يكون اسم كل منهما ـ المرواني ، وقائد جيش السفياني ـ اسمه عبد الله ، وسنتابع شأنهم في الحديث عن ( أهل الشام ) ، والحديث عن ( أهل مصر ) .
وذلك في المقالة الثانية ، وعنوانها ( الهبوط من ارض مصر ) إذا شاء الله ذلك
ونسألكم الدعاء
([1]) كتاب الغيبة- محمد بن إبراهيم النعماني ص 270 :
([2]) الأصول الستة عشر- عدة محدثين ص 131 : وفي بحار الأنوار ج 47 ص 93
([3]) تاج المواليد (المجموعة)- الشيخ الطبرسي ص 69 :
([4]) كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي ص 208 :
([5]) كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي ص 209 :
([6]) ـ الأنعام 65
([7]) ـ مريم 37، 38
([8]) ـ الحج 47
([9]) ـ الكهف 99
([10]) ـ سورة محمد 9
تعليق