نموذج ثالث من نماذج خرافات الكشف عند العرفاء
إيمان فرعون مقبول وهو من العرفاء الشامخين!!
لا ريب أن الله سبحانه وتعالى لم يقبل إيمان فرعون لأنه كان عند اليأس واليقين بالهلاك فأنكره عز و جل عليه و قال : {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} (91) سورة يونس
وروي في الصّافي عن الرّضا عليه السّلام أنّه سُئل لأيّ علّة أغرق اللّه فرعون وقد آمن به و أقرّ بتوحيده ؟
قال عليه السّلام : لأنّه آمن عند رؤية البأس ، و الإيمان عند رؤية البأس غير مقبول ، وذلك حكم اللّه تعالى ذكره في السّلف و الخلف.
قال اللّه تعالى : {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (*) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}
وفي علل الشرائع للشيخ الصدوق رضوان الله عليه ج1 ص68:
عن محمد بن أبي عمير قال قلت لموسى بن جعفر عليه السلام أخبرني عن قول الله عز و جل لموسى و هارون {اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى}
فقال أما قوله {فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً} أي كنياه و قولا له يا أبا مصعب و كان اسم فرعون أبا مصعب الوليد بن مصعب.
وأما قوله {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى} فإنما قال ليكون أحرص لموسى على الذهاب وقد علم الله عز و جل أن فرعون لا يتذكر و لا يخشى إلا عند رؤية البأس ألا تسمع الله عز و جل يقول {حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} فلم يقبل الله إيمانه و قال {آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}
فرعون مقبول الإيمان عند العرفاء
إن العرفاء لا يتورعون عن مخالفة كتاب الله عزّ وجّل وعترة نبيه صلى الله عليه وآله وقد صرحت الآيات القرآنية والنصوص الدينية عن أهل البيت عليهم السلام بأن فرعون غير مقبول الإيمان وقد نقلنا بعض النماذج منهاومع ذلك تجد العرفاء يخالفون النص الصريح ويتمحّلون ويتأولون و يلوون عنق النصوص ويقولون بقبول إيمانه!!!
يقول كبيرهم ابن عربي :: «فقالت (أي زوجة فرعون) لفرعون في حق موسى: إنه «قرة عين لي ولك»، فبه قرت عينها بالكمال الذي حصل لها كما قلنا.
وكان قرة عين لفرعون بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق،فقبضه طاهراً مطهراً، ليس فيه شيء من الخبث، لأنه قبضه عند إيمانه، قبل أن يكتسب شيئاً من الآثام، والإسلام يجب ما قبله...وجعله آية على عنايته سبحانه من شاء، حتى لا ييأس أحد من رحمة الله، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون...فلو كان فرعون ممن يئس ما بادر إلى الإيمان، فكان موسى كما قالت امرأة فرعون فيه: إنه قرة عين لي ولك، عسى أن ينفعنا، وكذلك وقع، فإن الله نفعهما به عليه السلام»
المصدر : فصوص الحكم, ابن عربي, ص201.
وقد رد جعفر مرتضى العاملي على ابن عربي هذا التصريح بقوله : إن هذا يخالف ما دل على أن الإسلام حين رؤية البأس لا ينفع، مع أن الله قد أنكر عليه إيمانه حال غرقه، فقال: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}.
وقال تعالى أيضاً: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ، فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}.
ورواياتنا عن أئمتنا عليهم السلام قد دلت على ذلك أيضاً.
وفي الآيات تصريح بأن فرعون ومن معه أئمة يدعون إلى النار، وأنه تعالى قد اتبعهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين.. فما معنى الحكم بإيمانه، وأنه طاهر مطهر؟!
المصدر : ابن عربي سنّيٌ متعصّب, جعفر مرتضى, ص173-174.
ورغم مخالفة ابن عربي للقرآن والسنة المطهرة يأتي الملا صدرا ويؤيد كلام ابن عربي فيقول في تفسيره تحت عنوان (إيمان فرعون مقبول، أم لا):
و اعلم إنّه للعلماء خلاف في أنّ إيمان فرعون حين موته مقبول أم لا؟ فذهب بعض المحقّقين (أي ابن عربي ومن تبعه) على الأوّل، و الأكثر على الثاني- كما هو المشهور.
و قال الشيخ (محيي الدين) ابن عربي في الباب [السابع] و الستّون و مائة من الفتوحات : لمّا حال الغرق بينه و بين أطماعه، لجأ إلى ما كان مستترا في باطنه من الذلّة و الافتقار فقال: آمنت بالّذى آمنت به بنو إسرائيل {و أنا من المسلمين}
كما قالت السحرة {آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ* رَبِّ مُوسى وَ هارُونَ}
وقوله: {وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} خطاب منه للحقّ، لعلمه أنّه تعالى يسمعه و يراه، فخاطبه الحقّ بلسان العتب، و أسمعه آلْآنَ أظهرت ما كنت تعلمه وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ في اتّباعك.
وما قال: و أنت من المفسدين فهي كلمة بشرى له عرّفنا بها لنرجو رحمته مع إسرافنا وإجرامنا، ثمّ قال {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} فبشّره قبل قبض روحه {لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} يعني: لتكون النجاة لمن يأتي بعدك انّه علامة.
وليس في الآية إنّ بأس الآخرة لا يرتفع، و لا انّ إيمانه لم يقبل و إنّما في الآية انّ بأس الدنيا لا يرتفع عمن نزل به إذ آمن في حال رؤيته إلّا قوم يونس. فقوله: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} إذ العذاب لا يتعلّق بظاهرك ، و قد أريت الخلق نجاته من العذاب، فكان ابتداء الغرق عذابا، فصار الموت فيه شهادة خالصة بربّه ، لم تتخلّلها معصية، فقبضت على أفضل عمل، و هو التلّفظ بالايمان- كلّ ذلك- حتّى لا يقنط أحد من رحمة اللّه. و الأعمال بالخواتيم.
فلم يزل الايمان باللّه يجول في باطنه، و قد حال الطابع الإلهي الذاتيّ في الخلق بين الكبرياء و اللطائف الإنسانيّة، فلم يدخلها قطّ كبرياء.
و أمّا قوله تعالى: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا} فكلام محقّق في غاية الوضوح، فإنّ النافع هو اللّه، فما نفعهم إلا اللّه.
و قوله: {سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ} يعني الإيمان عند رؤية البأس الغير المعتاد.
و قد قال تعالى: {وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً} فغاية هذا إيمان أن يكون كرها، و قد أضافه الحقّ إليه.
و الكراهة محلّها القلب، و الإيمان محلّه القلب. و اللّه لا يأخذ العباد بالأعمال الشاقّة عليه من حيث ما يجده من المشقّة فيها، بل يضاعف له فيها الأجر. و أمّا في هذا الموطن، فالمشقّة فيه بعيدة، بل جاء طوعاً في إيمانه، و ما عاش بعد ذلك كما قال في راكب البحر عند ارتجاجه {ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} فنجّاهم، فلو قبضهم عند نجاتهم لماتوا موحّدين و قد حصلت لهم النجاة، فقبض فرعون و لم يؤخّر في أجله في حال إيمانه لئلّا يرجع إلى ما كان عليه من الدعوى.
و أمّا قوله [تعالى]: {فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ} فما فيه نصّ انّه يدخله معهم، بل قال: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ} و لم يقل: «أدخلوا فرعون و آله» و رحمة اللّه أوسع من أن لا يقبل إيمان المضطرّ إذا دعاه. و أيّ اضطرار أعظم من اضطرار فرعون حال الغرق، و اللّه يقول: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ} و هذا آمن باللّه خالصاً، و ما دعاه في البقاء في الحيوة الدنيا خوفاً من العوارض، أو يحال بينه و بين هذا الإخلاص، فرجّح جانب لقاء اللّه على البقاء بالتلفّظ بالإيمان، و جعل ذلك الغرق نكال الآخرة و الأولى فلم يكن عذابه أكثر من غمّ الماء الأجاج و قبضه على أحسن صفة.
بهذا يعطى ظاهر اللفظ. و هذا معنى قوله: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى} يعني في أخذه نكال الآخرة و الأولى.
و قدّم ذكر الآخرة ليعلم إنّ ذلك العذاب- أي- الغرق- نكال الآخرة، و هذا هو الفضل العظيم» انتهى كلامه.
ثم قال الملا صدرا : و يفوح من هذا الكلام رائحة الصدق، و قد صدر من مشكاة التحقيق و موضع القرب و الولاية.
المصدر : تفسير القران الكريم, الملا صدرا, ج4 ص376-378.
أقول : ويقصد بمشكاة التحقيق ابن عربي وهو صاحب القرب والولاية على حد زعمه!!
ورغم أن التّصريح مخالف للقرآن والسنّة المطهرة إلا أنّ الملا صدرا آثر الأخذ برأي شيخه الأكبر ابن عربي ضارباً بالقرآن والسنّة عرض الحائط!!
ويأتي الخميني بعدها ويؤكد بأن أقوال الملا صدرا صحيحة ومن يخالفه هو المخطأ!!!
يقول في كتابه كشف الأسرار : قد وجدنا وبعد تحقيق كامل أنّ من قال عنه(أي الملا صدرا) شيئاً فهو من قصوره وعدم وصوله إلى مطالبه الرفيعة!!
المصدر : كشف الأسرار , الخميني, ص62.
وكان الخميني يغضب غضباً شديداً ممن يذكر الملا صدرا بسوء وكان يقول :وما أدراك ما ملا صدرا؟ وذات مرة غضب حتى قال معها: الأسفار، وما أدراك ما الأسفار ؟! هل تعرف ما يضمه هذا الكتاب ؟وهل تعرف من هو مؤلفه ؟!).
المصدر : قبسات من سيرة الإمام الخميني , قسم ميدان التعليم الحوزوي والمرجعية , ص18-19.
بذلك القدر من التبجيل والاجلال والاحترام كان الخميني يخص ابن عربي والملا صدرا!!
قال محقق كتابه (التعليقة على الفوائد الرضوية) : يقول أحد تلامذة الإمام (الخميني) إنه كان يعبر عن احترام خاص لمحيي الدين (ابن عربي) في المدرسة السنية , ولصدر المتألهين والقاضي سعيد القمي في مدرسة أهل البيت ...)
المصدر : التعليقة على الفوائد الرضوية , الخميني , ص12, طبعة مؤسسة البلاغ بيروت , الطبعة الأولى سنة 1425 هـ.
يقول الشيخ المحمدي الجيلاني: أعتقد أن الثورة التي فجرها الإمام(الخميني) في دفاعه عن هؤلاء الحجج الإلهية (أي ابن عربي وملا صدرا) أعظم من هذه الثورة الإسلامية!!
المصدر : قبسات من سيرة الإمام الخميني , قسم ميدان التعليم الحوزوي والمرجعية , ص18-19.
أقول : لولا اعتقاد الخميني بما يعتقده ابن عربي والملا صدرا لم يدافع عنهما بهذه القوة والحماسة رغم كونها قد أنكرا المسلمات وخالفا الأحاديث والآيات في كفر فرعون وعدم قبول إيمانه!!
ومن يخالف صريح كتاب الله وعترة نبيه يجب علينا أن نبغضه ونرميه بالمروق عن الدين لا أن نحبه وندافع عنه ونرفع شأنه!
قال تعالى {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}
وقد ثبت لدينا بالدليل أن ابن عربي والملا صدرا ممن حادّ الله ورسوله وقد خالفا صريح نص الكتاب والسنة.
فكيف يدافع عنهما الخميني بهذه الشراسة ويعبر عن احترام خاص لهما إذا لم يكن منهما واليهما؟؟
جاء في الحديث الشريف أيضاً : لا يجد أحدكم طعم الإيمان حتى يحب في الله ويغضب في الله.
المصدر: التفسير الأصفى, الكاشاني,ج1 ص458, تفسير الصافي, الكاشاني, ج2 ص329.
وقال الإمام الصادق عليه السلام : كل من لم يحب على الدين ويبغض على الدين فلا دين له.
المصدر : تفسير نور الثقلين, الشيخ الحويزي, ج5 ص302.
وعن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إذا أردت أن تعلم أن فيك خيراً فانظر إلى قلبك ، فإن كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته ففيك خير والله يحبك وإن كان يبغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصيته فليس فيك خير والله يبغضك ، والمرء مع من أحب .
المصدر : الكافي , الشيخ الكليني , ج 2ص 126 – 127.
فيجب أن يكون دفاعنا عن الدين لا عن الشخصيات
يجب أن نضع نصب اعيننا دائما أنّ حفظ دين الله أولى من حفظ كرامة الرجال..
إذا أحببنا يجب أن نحب من يكون ملتزماً بهذا الدين لا أن نحفظ اعتبار وكرامة الرجال على حساب الدين حتى لو خالفوه وحرّفوه , وأنكروا الضروريات والمسلّمات وجحدوا الأحاديث والآيات!
فالواجب علينا ان نبغض هؤلاء وأن نرفضهم ونحاربهم لا أن ندافع عنهم ونصفهم بأحسن الأوصاف وأرقى العبارات كما فعل الخميني!!
هذا يُحدث عند العوام خلطاً في المفاهيم!
ابن عربي ليس شخصية أدبية أو فيزيائية مثلاً ليُقال المدح متوجه اليه في جنبة التفوق في مجال بعيد عن الدين!
ابن عربي شخصية دينية فامتداحه وابداء الرضا عنه والثناء عليه يُزين باطله ويضفي عليه هالة من القداسة التي نزعها الشرع عنه !
عن الرضا عليه السلام: ”إن ممن يتخذ مودتنا أهل البيت لمن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال“! فقيل له: يابن رسول الله.. بماذا؟ فأجاب عليه السلام: ”بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا، إنه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل، واشتبه الأمر، فلم يُعرَف مؤمن من منافق“! .
لا شك أنّ ابن عربي صوفي عدو لمحمد وآله الأطهار مبتدع في الدين وموالاته بإبداء المودة له وهي أحد مصاديق الموالاة, والانكار على من تعرض له من أتباع محمد وآله الأطهار هو مصداق لمولاة أعداء آل محمد و معاداة أوليائهم!
وبالفعل الخميني وزمرته كانوا هم سبب ما وقع فيه العوام إلى اليوم من خلط فكثير من هؤلاء المساكين يتصورون انّ ابن عربي لا شيعي فحسب بل ولي من الأولياء ويسمونه الشيخ الأكبر!
وقد مدح العرفاء ابن عربي بأقوال عديدة منها : محيي الحق والدين , ومربي العارفين , وروح التنزلات والإمداد , وألف الوجود , وعين الشهود وهاء المشهود , وصاحب الولاية العظمى والصديقية الكبرى , وإمام التحقيق , والعارف الكبير ومجدد الملة الحنفية , وقطب الوجود , والكبريت الأحمر , والشيخ الكامل المكمّل , وسلطان العارفين ونادرة الدهر والرجل العظيم والمتعاطف الحسن والمؤنس الجميل وعين المتابعة , والصدّيق المقرّب, والولي والعارف الحقاني , وأكابر العرفاء , وقدوة العارفين وشيخ الشيوخ , وبحر المعارف الإلهية , وترجمان العلوم الربانية , والشيخ الأكبر والقطب الأفخر , وخاتم الولاية , وعنقاء مغرب , وإمام العارفين , وقطب الموحدين, والخاتم الأصغر , والاسم الأعظم , وأوحد الموحدين , وجمال العارفين , ومحيي الملة والدين , والعارف المحقق وقدوة المكاشفين...)
المصدر : محيي الدين بن عربي الشخصية البارزة في العرفان الإسلامي , الدكتور محسن جهانكيري أستاذ الفلسفة في جامعة طهران, ص 14- 15 .
فما تفسيركم لكل هذه الأوصاف العظيمة التي يصفونه بها رغم اعترافهم بأنه يخطّئ الأنبياء ويصحّح كفر الكفار!!
فقد قال ابن عربي عن قول فرعون : (أنا ربكم الأعلى) بأنه سليم وصحيح!!
جاء في كتابه فصوص الحكم قوله : فصح قوله «أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى». و إن كان عين الحق فالصورة لفرعون!!
المصدر : فصوص الحكم , ابن عربي , ص211.
ويعترف الخميني أيضاً بأن ابن عربي يخطّئ الأنبياء عليهم السلام ومع ذلك يقدّسه ويعظّمه!!
قال في تعليقه على الفصوص : إنّ كشف الشيخ (ابن عربي) يقتضي أن يكون داود بل الأنبياء المرسلون مخطئين في أحكامهم وقوم نوح وسائر الكفّار كفرعون عرفاء شامخين.
المصدر : فصوص الحكم لابن عربي بتعليق الخميني , ص241.
الخلاصة : إذا كان كشف العرفاء واولهم شيخ العرفاء ابن عربي يخالف القرآن الكريم والسنّة المطهرة بحيث جعل من الكافر الطاغية فرعون رجلاً مقبول الإيمان و جعل الأنبياء العظام عليهم السلام مخطئون وأقوال الكفار مقبولة صحيحة...
فما قيمة هذا الكشف؟؟
يتبع..</B></I>
إيمان فرعون مقبول وهو من العرفاء الشامخين!!
لا ريب أن الله سبحانه وتعالى لم يقبل إيمان فرعون لأنه كان عند اليأس واليقين بالهلاك فأنكره عز و جل عليه و قال : {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} (91) سورة يونس
وروي في الصّافي عن الرّضا عليه السّلام أنّه سُئل لأيّ علّة أغرق اللّه فرعون وقد آمن به و أقرّ بتوحيده ؟
قال عليه السّلام : لأنّه آمن عند رؤية البأس ، و الإيمان عند رؤية البأس غير مقبول ، وذلك حكم اللّه تعالى ذكره في السّلف و الخلف.
قال اللّه تعالى : {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (*) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}
وفي علل الشرائع للشيخ الصدوق رضوان الله عليه ج1 ص68:
عن محمد بن أبي عمير قال قلت لموسى بن جعفر عليه السلام أخبرني عن قول الله عز و جل لموسى و هارون {اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى}
فقال أما قوله {فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً} أي كنياه و قولا له يا أبا مصعب و كان اسم فرعون أبا مصعب الوليد بن مصعب.
وأما قوله {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى} فإنما قال ليكون أحرص لموسى على الذهاب وقد علم الله عز و جل أن فرعون لا يتذكر و لا يخشى إلا عند رؤية البأس ألا تسمع الله عز و جل يقول {حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} فلم يقبل الله إيمانه و قال {آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}
فرعون مقبول الإيمان عند العرفاء
إن العرفاء لا يتورعون عن مخالفة كتاب الله عزّ وجّل وعترة نبيه صلى الله عليه وآله وقد صرحت الآيات القرآنية والنصوص الدينية عن أهل البيت عليهم السلام بأن فرعون غير مقبول الإيمان وقد نقلنا بعض النماذج منهاومع ذلك تجد العرفاء يخالفون النص الصريح ويتمحّلون ويتأولون و يلوون عنق النصوص ويقولون بقبول إيمانه!!!
يقول كبيرهم ابن عربي :: «فقالت (أي زوجة فرعون) لفرعون في حق موسى: إنه «قرة عين لي ولك»، فبه قرت عينها بالكمال الذي حصل لها كما قلنا.
وكان قرة عين لفرعون بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق،فقبضه طاهراً مطهراً، ليس فيه شيء من الخبث، لأنه قبضه عند إيمانه، قبل أن يكتسب شيئاً من الآثام، والإسلام يجب ما قبله...وجعله آية على عنايته سبحانه من شاء، حتى لا ييأس أحد من رحمة الله، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون...فلو كان فرعون ممن يئس ما بادر إلى الإيمان، فكان موسى كما قالت امرأة فرعون فيه: إنه قرة عين لي ولك، عسى أن ينفعنا، وكذلك وقع، فإن الله نفعهما به عليه السلام»
المصدر : فصوص الحكم, ابن عربي, ص201.
وقد رد جعفر مرتضى العاملي على ابن عربي هذا التصريح بقوله : إن هذا يخالف ما دل على أن الإسلام حين رؤية البأس لا ينفع، مع أن الله قد أنكر عليه إيمانه حال غرقه، فقال: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}.
وقال تعالى أيضاً: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ، فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}.
ورواياتنا عن أئمتنا عليهم السلام قد دلت على ذلك أيضاً.
وفي الآيات تصريح بأن فرعون ومن معه أئمة يدعون إلى النار، وأنه تعالى قد اتبعهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين.. فما معنى الحكم بإيمانه، وأنه طاهر مطهر؟!
المصدر : ابن عربي سنّيٌ متعصّب, جعفر مرتضى, ص173-174.
ورغم مخالفة ابن عربي للقرآن والسنة المطهرة يأتي الملا صدرا ويؤيد كلام ابن عربي فيقول في تفسيره تحت عنوان (إيمان فرعون مقبول، أم لا):
و اعلم إنّه للعلماء خلاف في أنّ إيمان فرعون حين موته مقبول أم لا؟ فذهب بعض المحقّقين (أي ابن عربي ومن تبعه) على الأوّل، و الأكثر على الثاني- كما هو المشهور.
و قال الشيخ (محيي الدين) ابن عربي في الباب [السابع] و الستّون و مائة من الفتوحات : لمّا حال الغرق بينه و بين أطماعه، لجأ إلى ما كان مستترا في باطنه من الذلّة و الافتقار فقال: آمنت بالّذى آمنت به بنو إسرائيل {و أنا من المسلمين}
كما قالت السحرة {آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ* رَبِّ مُوسى وَ هارُونَ}
وقوله: {وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} خطاب منه للحقّ، لعلمه أنّه تعالى يسمعه و يراه، فخاطبه الحقّ بلسان العتب، و أسمعه آلْآنَ أظهرت ما كنت تعلمه وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ في اتّباعك.
وما قال: و أنت من المفسدين فهي كلمة بشرى له عرّفنا بها لنرجو رحمته مع إسرافنا وإجرامنا، ثمّ قال {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} فبشّره قبل قبض روحه {لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} يعني: لتكون النجاة لمن يأتي بعدك انّه علامة.
وليس في الآية إنّ بأس الآخرة لا يرتفع، و لا انّ إيمانه لم يقبل و إنّما في الآية انّ بأس الدنيا لا يرتفع عمن نزل به إذ آمن في حال رؤيته إلّا قوم يونس. فقوله: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} إذ العذاب لا يتعلّق بظاهرك ، و قد أريت الخلق نجاته من العذاب، فكان ابتداء الغرق عذابا، فصار الموت فيه شهادة خالصة بربّه ، لم تتخلّلها معصية، فقبضت على أفضل عمل، و هو التلّفظ بالايمان- كلّ ذلك- حتّى لا يقنط أحد من رحمة اللّه. و الأعمال بالخواتيم.
فلم يزل الايمان باللّه يجول في باطنه، و قد حال الطابع الإلهي الذاتيّ في الخلق بين الكبرياء و اللطائف الإنسانيّة، فلم يدخلها قطّ كبرياء.
و أمّا قوله تعالى: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا} فكلام محقّق في غاية الوضوح، فإنّ النافع هو اللّه، فما نفعهم إلا اللّه.
و قوله: {سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ} يعني الإيمان عند رؤية البأس الغير المعتاد.
و قد قال تعالى: {وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً} فغاية هذا إيمان أن يكون كرها، و قد أضافه الحقّ إليه.
و الكراهة محلّها القلب، و الإيمان محلّه القلب. و اللّه لا يأخذ العباد بالأعمال الشاقّة عليه من حيث ما يجده من المشقّة فيها، بل يضاعف له فيها الأجر. و أمّا في هذا الموطن، فالمشقّة فيه بعيدة، بل جاء طوعاً في إيمانه، و ما عاش بعد ذلك كما قال في راكب البحر عند ارتجاجه {ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} فنجّاهم، فلو قبضهم عند نجاتهم لماتوا موحّدين و قد حصلت لهم النجاة، فقبض فرعون و لم يؤخّر في أجله في حال إيمانه لئلّا يرجع إلى ما كان عليه من الدعوى.
و أمّا قوله [تعالى]: {فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ} فما فيه نصّ انّه يدخله معهم، بل قال: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ} و لم يقل: «أدخلوا فرعون و آله» و رحمة اللّه أوسع من أن لا يقبل إيمان المضطرّ إذا دعاه. و أيّ اضطرار أعظم من اضطرار فرعون حال الغرق، و اللّه يقول: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ} و هذا آمن باللّه خالصاً، و ما دعاه في البقاء في الحيوة الدنيا خوفاً من العوارض، أو يحال بينه و بين هذا الإخلاص، فرجّح جانب لقاء اللّه على البقاء بالتلفّظ بالإيمان، و جعل ذلك الغرق نكال الآخرة و الأولى فلم يكن عذابه أكثر من غمّ الماء الأجاج و قبضه على أحسن صفة.
بهذا يعطى ظاهر اللفظ. و هذا معنى قوله: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى} يعني في أخذه نكال الآخرة و الأولى.
و قدّم ذكر الآخرة ليعلم إنّ ذلك العذاب- أي- الغرق- نكال الآخرة، و هذا هو الفضل العظيم» انتهى كلامه.
ثم قال الملا صدرا : و يفوح من هذا الكلام رائحة الصدق، و قد صدر من مشكاة التحقيق و موضع القرب و الولاية.
المصدر : تفسير القران الكريم, الملا صدرا, ج4 ص376-378.
أقول : ويقصد بمشكاة التحقيق ابن عربي وهو صاحب القرب والولاية على حد زعمه!!
ورغم أن التّصريح مخالف للقرآن والسنّة المطهرة إلا أنّ الملا صدرا آثر الأخذ برأي شيخه الأكبر ابن عربي ضارباً بالقرآن والسنّة عرض الحائط!!
ويأتي الخميني بعدها ويؤكد بأن أقوال الملا صدرا صحيحة ومن يخالفه هو المخطأ!!!
يقول في كتابه كشف الأسرار : قد وجدنا وبعد تحقيق كامل أنّ من قال عنه(أي الملا صدرا) شيئاً فهو من قصوره وعدم وصوله إلى مطالبه الرفيعة!!
المصدر : كشف الأسرار , الخميني, ص62.
وكان الخميني يغضب غضباً شديداً ممن يذكر الملا صدرا بسوء وكان يقول :وما أدراك ما ملا صدرا؟ وذات مرة غضب حتى قال معها: الأسفار، وما أدراك ما الأسفار ؟! هل تعرف ما يضمه هذا الكتاب ؟وهل تعرف من هو مؤلفه ؟!).
المصدر : قبسات من سيرة الإمام الخميني , قسم ميدان التعليم الحوزوي والمرجعية , ص18-19.
بذلك القدر من التبجيل والاجلال والاحترام كان الخميني يخص ابن عربي والملا صدرا!!
قال محقق كتابه (التعليقة على الفوائد الرضوية) : يقول أحد تلامذة الإمام (الخميني) إنه كان يعبر عن احترام خاص لمحيي الدين (ابن عربي) في المدرسة السنية , ولصدر المتألهين والقاضي سعيد القمي في مدرسة أهل البيت ...)
المصدر : التعليقة على الفوائد الرضوية , الخميني , ص12, طبعة مؤسسة البلاغ بيروت , الطبعة الأولى سنة 1425 هـ.
يقول الشيخ المحمدي الجيلاني: أعتقد أن الثورة التي فجرها الإمام(الخميني) في دفاعه عن هؤلاء الحجج الإلهية (أي ابن عربي وملا صدرا) أعظم من هذه الثورة الإسلامية!!
المصدر : قبسات من سيرة الإمام الخميني , قسم ميدان التعليم الحوزوي والمرجعية , ص18-19.
أقول : لولا اعتقاد الخميني بما يعتقده ابن عربي والملا صدرا لم يدافع عنهما بهذه القوة والحماسة رغم كونها قد أنكرا المسلمات وخالفا الأحاديث والآيات في كفر فرعون وعدم قبول إيمانه!!
ومن يخالف صريح كتاب الله وعترة نبيه يجب علينا أن نبغضه ونرميه بالمروق عن الدين لا أن نحبه وندافع عنه ونرفع شأنه!
قال تعالى {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}
وقد ثبت لدينا بالدليل أن ابن عربي والملا صدرا ممن حادّ الله ورسوله وقد خالفا صريح نص الكتاب والسنة.
فكيف يدافع عنهما الخميني بهذه الشراسة ويعبر عن احترام خاص لهما إذا لم يكن منهما واليهما؟؟
جاء في الحديث الشريف أيضاً : لا يجد أحدكم طعم الإيمان حتى يحب في الله ويغضب في الله.
المصدر: التفسير الأصفى, الكاشاني,ج1 ص458, تفسير الصافي, الكاشاني, ج2 ص329.
وقال الإمام الصادق عليه السلام : كل من لم يحب على الدين ويبغض على الدين فلا دين له.
المصدر : تفسير نور الثقلين, الشيخ الحويزي, ج5 ص302.
وعن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إذا أردت أن تعلم أن فيك خيراً فانظر إلى قلبك ، فإن كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته ففيك خير والله يحبك وإن كان يبغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصيته فليس فيك خير والله يبغضك ، والمرء مع من أحب .
المصدر : الكافي , الشيخ الكليني , ج 2ص 126 – 127.
فيجب أن يكون دفاعنا عن الدين لا عن الشخصيات
يجب أن نضع نصب اعيننا دائما أنّ حفظ دين الله أولى من حفظ كرامة الرجال..
إذا أحببنا يجب أن نحب من يكون ملتزماً بهذا الدين لا أن نحفظ اعتبار وكرامة الرجال على حساب الدين حتى لو خالفوه وحرّفوه , وأنكروا الضروريات والمسلّمات وجحدوا الأحاديث والآيات!
فالواجب علينا ان نبغض هؤلاء وأن نرفضهم ونحاربهم لا أن ندافع عنهم ونصفهم بأحسن الأوصاف وأرقى العبارات كما فعل الخميني!!
هذا يُحدث عند العوام خلطاً في المفاهيم!
ابن عربي ليس شخصية أدبية أو فيزيائية مثلاً ليُقال المدح متوجه اليه في جنبة التفوق في مجال بعيد عن الدين!
ابن عربي شخصية دينية فامتداحه وابداء الرضا عنه والثناء عليه يُزين باطله ويضفي عليه هالة من القداسة التي نزعها الشرع عنه !
عن الرضا عليه السلام: ”إن ممن يتخذ مودتنا أهل البيت لمن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال“! فقيل له: يابن رسول الله.. بماذا؟ فأجاب عليه السلام: ”بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا، إنه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل، واشتبه الأمر، فلم يُعرَف مؤمن من منافق“! .
لا شك أنّ ابن عربي صوفي عدو لمحمد وآله الأطهار مبتدع في الدين وموالاته بإبداء المودة له وهي أحد مصاديق الموالاة, والانكار على من تعرض له من أتباع محمد وآله الأطهار هو مصداق لمولاة أعداء آل محمد و معاداة أوليائهم!
وبالفعل الخميني وزمرته كانوا هم سبب ما وقع فيه العوام إلى اليوم من خلط فكثير من هؤلاء المساكين يتصورون انّ ابن عربي لا شيعي فحسب بل ولي من الأولياء ويسمونه الشيخ الأكبر!
وقد مدح العرفاء ابن عربي بأقوال عديدة منها : محيي الحق والدين , ومربي العارفين , وروح التنزلات والإمداد , وألف الوجود , وعين الشهود وهاء المشهود , وصاحب الولاية العظمى والصديقية الكبرى , وإمام التحقيق , والعارف الكبير ومجدد الملة الحنفية , وقطب الوجود , والكبريت الأحمر , والشيخ الكامل المكمّل , وسلطان العارفين ونادرة الدهر والرجل العظيم والمتعاطف الحسن والمؤنس الجميل وعين المتابعة , والصدّيق المقرّب, والولي والعارف الحقاني , وأكابر العرفاء , وقدوة العارفين وشيخ الشيوخ , وبحر المعارف الإلهية , وترجمان العلوم الربانية , والشيخ الأكبر والقطب الأفخر , وخاتم الولاية , وعنقاء مغرب , وإمام العارفين , وقطب الموحدين, والخاتم الأصغر , والاسم الأعظم , وأوحد الموحدين , وجمال العارفين , ومحيي الملة والدين , والعارف المحقق وقدوة المكاشفين...)
المصدر : محيي الدين بن عربي الشخصية البارزة في العرفان الإسلامي , الدكتور محسن جهانكيري أستاذ الفلسفة في جامعة طهران, ص 14- 15 .
فما تفسيركم لكل هذه الأوصاف العظيمة التي يصفونه بها رغم اعترافهم بأنه يخطّئ الأنبياء ويصحّح كفر الكفار!!
فقد قال ابن عربي عن قول فرعون : (أنا ربكم الأعلى) بأنه سليم وصحيح!!
جاء في كتابه فصوص الحكم قوله : فصح قوله «أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى». و إن كان عين الحق فالصورة لفرعون!!
المصدر : فصوص الحكم , ابن عربي , ص211.
ويعترف الخميني أيضاً بأن ابن عربي يخطّئ الأنبياء عليهم السلام ومع ذلك يقدّسه ويعظّمه!!
قال في تعليقه على الفصوص : إنّ كشف الشيخ (ابن عربي) يقتضي أن يكون داود بل الأنبياء المرسلون مخطئين في أحكامهم وقوم نوح وسائر الكفّار كفرعون عرفاء شامخين.
المصدر : فصوص الحكم لابن عربي بتعليق الخميني , ص241.
الخلاصة : إذا كان كشف العرفاء واولهم شيخ العرفاء ابن عربي يخالف القرآن الكريم والسنّة المطهرة بحيث جعل من الكافر الطاغية فرعون رجلاً مقبول الإيمان و جعل الأنبياء العظام عليهم السلام مخطئون وأقوال الكفار مقبولة صحيحة...
فما قيمة هذا الكشف؟؟
يتبع..</B></I>
تعليق