إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مكاشفات العرفاء وحيٌ إلهي أم وسوسة شيطانية؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    نموذج ثالث من نماذج خرافات الكشف عند العرفاء


    إيمان فرعون مقبول وهو من العرفاء الشامخين!!

    لا ريب أن الله سبحانه وتعالى لم يقبل إيمان فرعون لأنه كان عند اليأس واليقين بالهلاك فأنكره عز و جل عليه و قال : {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} (91) سورة يونس

    وروي في الصّافي عن الرّضا عليه السّلام أنّه سُئل لأيّ علّة أغرق اللّه فرعون وقد آمن به و أقرّ بتوحيده ؟
    قال عليه السّلام : لأنّه آمن عند رؤية البأس ، و الإيمان عند رؤية البأس غير مقبول ، وذلك حكم اللّه تعالى ذكره في السّلف و الخلف.

    قال اللّه تعالى : {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (*) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}

    وفي علل الشرائع للشيخ الصدوق رضوان الله عليه ج1 ص68:
    عن محمد بن أبي عمير قال قلت لموسى بن جعفر عليه السلام أخبرني عن قول الله عز و جل لموسى و هارون {اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى}
    فقال أما قوله {فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً} أي كنياه و قولا له يا أبا مصعب و كان اسم فرعون أبا مصعب الوليد بن مصعب.

    وأما قوله {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى} فإنما قال ليكون أحرص لموسى على الذهاب وقد علم الله عز و جل أن فرعون لا يتذكر و لا يخشى إلا عند رؤية البأس ألا تسمع الله عز و جل يقول {حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} فلم يقبل الله إيمانه و قال {آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}



    فرعون مقبول الإيمان عند العرفاء
    إن العرفاء لا يتورعون عن مخالفة كتاب الله عزّ وجّل وعترة نبيه صلى الله عليه وآله وقد صرحت الآيات القرآنية والنصوص الدينية عن أهل البيت عليهم السلام بأن فرعون غير مقبول الإيمان وقد نقلنا بعض النماذج منهاومع ذلك تجد العرفاء يخالفون النص الصريح ويتمحّلون ويتأولون و يلوون عنق النصوص ويقولون بقبول إيمانه!!!

    يقول كبيرهم ابن عربي :: «فقالت (أي زوجة فرعون) لفرعون في حق موسى: إنه «قرة عين لي ولك»، فبه قرت عينها بالكمال الذي حصل لها كما قلنا.
    وكان قرة عين لفرعون بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق،فقبضه طاهراً مطهراً، ليس فيه شيء من الخبث، لأنه قبضه عند إيمانه، قبل أن يكتسب شيئاً من الآثام، والإسلام يجب ما قبله...وجعله آية على عنايته سبحانه من شاء، حتى لا ييأس أحد من رحمة الله، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون...فلو كان فرعون ممن يئس ما بادر إلى الإيمان، فكان موسى كما قالت امرأة فرعون فيه: إنه قرة عين لي ولك، عسى أن ينفعنا، وكذلك وقع، فإن الله نفعهما به عليه السلام»
    المصدر : فصوص الحكم, ابن عربي, ص201.

    وقد رد جعفر مرتضى العاملي على ابن عربي هذا التصريح بقوله : إن هذا يخالف ما دل على أن الإسلام حين رؤية البأس لا ينفع، مع أن الله قد أنكر عليه إيمانه حال غرقه، فقال: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}.

    وقال تعالى أيضاً: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ، فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}.

    ورواياتنا عن أئمتنا عليهم السلام قد دلت على ذلك أيضاً.
    وفي الآيات تصريح بأن فرعون ومن معه أئمة يدعون إلى النار، وأنه تعالى قد اتبعهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين.. فما معنى الحكم بإيمانه، وأنه طاهر مطهر؟!
    المصدر : ابن عربي سنّيٌ متعصّب, جعفر مرتضى, ص173-174.

    ورغم مخالفة ابن عربي للقرآن والسنة المطهرة يأتي الملا صدرا ويؤيد كلام ابن عربي فيقول في تفسيره تحت عنوان (إيمان فرعون مقبول، أم لا):

    و اعلم إنّه للعلماء خلاف في أنّ إيمان فرعون حين موته مقبول أم لا؟ فذهب بعض المحقّقين (أي ابن عربي ومن تبعه) على الأوّل، و الأكثر على الثاني- كما هو المشهور.

    و قال الشيخ (محيي الدين) ابن عربي في الباب [السابع‏] و الستّون و مائة من الفتوحات : لمّا حال الغرق بينه و بين أطماعه، لجأ إلى ما كان مستترا في باطنه من الذلّة و الافتقار فقال: آمنت بالّذى آمنت به بنو إسرائيل {و أنا من المسلمين‏}
    كما قالت السحرة {آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ* رَبِّ مُوسى وَ هارُونَ}
    وقوله: {وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} خطاب منه للحقّ، لعلمه أنّه تعالى يسمعه و يراه، فخاطبه الحقّ بلسان العتب، و أسمعه آلْآنَ أظهرت ما كنت تعلمه وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ في اتّباعك.

    وما قال: و أنت من المفسدين فهي كلمة بشرى له عرّفنا بها لنرجو رحمته مع إسرافنا وإجرامنا، ثمّ قال‏ {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} فبشّره قبل قبض روحه {لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} يعني: لتكون النجاة لمن يأتي بعدك انّه علامة.

    وليس في الآية إنّ بأس الآخرة لا يرتفع، و لا انّ إيمانه لم يقبل و إنّما في الآية انّ بأس الدنيا لا يرتفع عمن نزل به إذ آمن في حال رؤيته إلّا قوم يونس. فقوله: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} إذ العذاب لا يتعلّق بظاهرك ، و قد أريت الخلق نجاته من العذاب، فكان ابتداء الغرق عذابا، فصار الموت فيه شهادة خالصة بربّه ، لم تتخلّلها معصية، فقبضت على أفضل عمل، و هو التلّفظ بالايمان- كلّ ذلك- حتّى لا يقنط أحد من رحمة اللّه. و الأعمال بالخواتيم.

    فلم يزل الايمان باللّه يجول في باطنه، و قد حال الطابع الإلهي الذاتيّ في الخلق بين الكبرياء و اللطائف الإنسانيّة، فلم يدخلها قطّ كبرياء.

    و أمّا قوله تعالى: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا} فكلام محقّق في غاية الوضوح، فإنّ النافع هو اللّه، فما نفعهم إلا اللّه.

    و قوله: {سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ} يعني الإيمان عند رؤية البأس الغير المعتاد.
    و قد قال تعالى: {وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً} فغاية هذا إيمان أن يكون كرها، و قد أضافه الحقّ إليه.

    و الكراهة محلّها القلب، و الإيمان محلّه القلب. و اللّه لا يأخذ العباد بالأعمال الشاقّة عليه من حيث ما يجده من المشقّة فيها، بل يضاعف له فيها الأجر. و أمّا في هذا الموطن، فالمشقّة فيه بعيدة، بل جاء طوعاً في إيمانه، و ما عاش بعد ذلك كما قال في راكب البحر عند ارتجاجه {ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} فنجّاهم، فلو قبضهم عند نجاتهم لماتوا موحّدين و قد حصلت لهم النجاة، فقبض فرعون‏ و لم يؤخّر في أجله في حال إيمانه لئلّا يرجع إلى ما كان عليه من الدعوى.

    و أمّا قوله [تعالى‏]: {فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ} فما فيه نصّ انّه يدخله معهم، بل قال: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ} و لم يقل: «أدخلوا فرعون و آله» و رحمة اللّه أوسع من أن لا يقبل إيمان المضطرّ إذا دعاه. و أيّ اضطرار أعظم من اضطرار فرعون حال الغرق، و اللّه يقول: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ} و هذا آمن باللّه خالصاً، و ما دعاه في البقاء في الحيوة الدنيا خوفاً من العوارض، أو يحال بينه و بين هذا الإخلاص، فرجّح جانب لقاء اللّه على البقاء بالتلفّظ بالإيمان، و جعل ذلك الغرق نكال الآخرة و الأولى فلم يكن عذابه أكثر من غمّ الماء الأجاج و قبضه على أحسن صفة.

    بهذا يعطى ظاهر اللفظ. و هذا معنى قوله: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى} يعني في أخذه نكال الآخرة و الأولى.

    و قدّم ذكر الآخرة ليعلم إنّ ذلك العذاب- أي- الغرق- نكال الآخرة، و هذا هو الفضل العظيم» انتهى كلامه.

    ثم قال الملا صدرا : و يفوح من هذا الكلام رائحة الصدق، و قد صدر من مشكاة التحقيق و موضع القرب و الولاية.
    المصدر : تفسير القران الكريم, الملا صدرا, ج4 ص376-378.

    أقول : ويقصد بمشكاة التحقيق ابن عربي وهو صاحب القرب والولاية على حد زعمه!!
    ورغم أن التّصريح مخالف للقرآن والسنّة المطهرة إلا أنّ الملا صدرا آثر الأخذ برأي شيخه الأكبر ابن عربي ضارباً بالقرآن والسنّة عرض الحائط!!

    ويأتي الخميني بعدها ويؤكد بأن أقوال الملا صدرا صحيحة ومن يخالفه هو المخطأ!!!

    يقول في كتابه كشف الأسرار : قد وجدنا وبعد تحقيق كامل أنّ من قال عنه(أي الملا صدرا) شيئاً فهو من قصوره وعدم وصوله إلى مطالبه الرفيعة!!
    المصدر : كشف الأسرار , الخميني, ص62.

    وكان الخميني يغضب غضباً شديداً ممن يذكر الملا صدرا بسوء وكان يقول :وما أدراك ما ملا صدرا؟ وذات مرة غضب حتى قال معها: الأسفار، وما أدراك ما الأسفار ؟! هل تعرف ما يضمه هذا الكتاب ؟وهل تعرف من هو مؤلفه ؟!).
    المصدر : قبسات من سيرة الإمام الخميني , قسم ميدان التعليم الحوزوي والمرجعية , ص18-19.

    بذلك القدر من التبجيل والاجلال والاحترام كان الخميني يخص ابن عربي والملا صدرا!!

    قال محقق كتابه (التعليقة على الفوائد الرضوية) : يقول أحد تلامذة الإمام (الخميني) إنه كان يعبر عن احترام خاص لمحيي الدين (ابن عربي) في المدرسة السنية , ولصدر المتألهين والقاضي سعيد القمي في مدرسة أهل البيت ...)
    المصدر : التعليقة على الفوائد الرضوية , الخميني , ص12, طبعة مؤسسة البلاغ بيروت , الطبعة الأولى سنة 1425 هـ.

    يقول الشيخ المحمدي الجيلاني: أعتقد أن الثورة التي فجرها الإمام(الخميني) في دفاعه عن هؤلاء الحجج الإلهية (أي ابن عربي وملا صدرا) أعظم من هذه الثورة الإسلامية!!
    المصدر : قبسات من سيرة الإمام الخميني , قسم ميدان التعليم الحوزوي والمرجعية , ص18-19.

    أقول : لولا اعتقاد الخميني بما يعتقده ابن عربي والملا صدرا لم يدافع عنهما بهذه القوة والحماسة رغم كونها قد أنكرا المسلمات وخالفا الأحاديث والآيات في كفر فرعون وعدم قبول إيمانه!!

    ومن يخالف صريح كتاب الله وعترة نبيه يجب علينا أن نبغضه ونرميه بالمروق عن الدين لا أن نحبه وندافع عنه ونرفع شأنه!

    قال تعالى {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}

    وقد ثبت لدينا بالدليل أن ابن عربي والملا صدرا ممن حادّ الله ورسوله وقد خالفا صريح نص الكتاب والسنة.

    فكيف يدافع عنهما الخميني بهذه الشراسة ويعبر عن احترام خاص لهما إذا لم يكن منهما واليهما؟؟

    جاء في الحديث الشريف أيضاً : لا يجد أحدكم طعم الإيمان حتى يحب في الله ويغضب في الله.
    المصدر: التفسير الأصفى, الكاشاني,ج1 ص458, تفسير الصافي, الكاشاني, ج2 ص329.

    وقال الإمام الصادق عليه السلام : كل من لم يحب على الدين ويبغض على الدين فلا دين له.
    المصدر : تفسير نور الثقلين, الشيخ الحويزي, ج5 ص302.

    وعن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إذا أردت أن تعلم أن فيك خيراً فانظر إلى قلبك ، فإن كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته ففيك خير والله يحبك وإن كان يبغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصيته فليس فيك خير والله يبغضك ، والمرء مع من أحب .
    المصدر : الكافي , الشيخ الكليني , ج 2ص 126 – 127.

    فيجب أن يكون دفاعنا عن الدين لا عن الشخصيات
    يجب أن نضع نصب اعيننا دائما أنّ حفظ دين الله أولى من حفظ كرامة الرجال..
    إذا أحببنا يجب أن نحب من يكون ملتزماً بهذا الدين لا أن نحفظ اعتبار وكرامة الرجال على حساب الدين حتى لو خالفوه وحرّفوه , وأنكروا الضروريات والمسلّمات وجحدوا الأحاديث والآيات!

    فالواجب علينا ان نبغض هؤلاء وأن نرفضهم ونحاربهم لا أن ندافع عنهم ونصفهم بأحسن الأوصاف وأرقى العبارات كما فعل الخميني!!
    هذا يُحدث عند العوام خلطاً في المفاهيم!

    ابن عربي ليس شخصية أدبية أو فيزيائية مثلاً ليُقال المدح متوجه اليه في جنبة التفوق في مجال بعيد عن الدين!

    ابن عربي شخصية دينية فامتداحه وابداء الرضا عنه والثناء عليه يُزين باطله ويضفي عليه هالة من القداسة التي نزعها الشرع عنه !

    عن الرضا عليه السلام: ”إن ممن يتخذ مودتنا أهل البيت لمن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال“! فقيل له: يابن رسول الله.. بماذا؟ فأجاب عليه السلام: ”بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا، إنه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل، واشتبه الأمر، فلم يُعرَف مؤمن من منافق“! .

    لا شك أنّ ابن عربي صوفي عدو لمحمد وآله الأطهار مبتدع في الدين وموالاته بإبداء المودة له وهي أحد مصاديق الموالاة, والانكار على من تعرض له من أتباع محمد وآله الأطهار هو مصداق لمولاة أعداء آل محمد و معاداة أوليائهم!

    وبالفعل الخميني وزمرته كانوا هم سبب ما وقع فيه العوام إلى اليوم من خلط فكثير من هؤلاء المساكين يتصورون انّ ابن عربي لا شيعي فحسب بل ولي من الأولياء ويسمونه الشيخ الأكبر!

    وقد مدح العرفاء ابن عربي بأقوال عديدة منها : محيي الحق والدين , ومربي العارفين , وروح التنزلات والإمداد , وألف الوجود , وعين الشهود وهاء المشهود , وصاحب الولاية العظمى والصديقية الكبرى , وإمام التحقيق , والعارف الكبير ومجدد الملة الحنفية , وقطب الوجود , والكبريت الأحمر , والشيخ الكامل المكمّل , وسلطان العارفين ونادرة الدهر والرجل العظيم والمتعاطف الحسن والمؤنس الجميل وعين المتابعة , والصدّيق المقرّب, والولي والعارف الحقاني , وأكابر العرفاء , وقدوة العارفين وشيخ الشيوخ , وبحر المعارف الإلهية , وترجمان العلوم الربانية , والشيخ الأكبر والقطب الأفخر , وخاتم الولاية , وعنقاء مغرب , وإمام العارفين , وقطب الموحدين, والخاتم الأصغر , والاسم الأعظم , وأوحد الموحدين , وجمال العارفين , ومحيي الملة والدين , والعارف المحقق وقدوة المكاشفين...)
    المصدر : محيي الدين بن عربي الشخصية البارزة في العرفان الإسلامي , الدكتور محسن جهانكيري أستاذ الفلسفة في جامعة طهران, ص 14- 15 .


    فما تفسيركم لكل هذه الأوصاف العظيمة التي يصفونه بها رغم اعترافهم بأنه يخطّئ الأنبياء ويصحّح كفر الكفار!!

    فقد قال ابن عربي عن قول فرعون : (أنا ربكم الأعلى) بأنه سليم وصحيح!!

    جاء في كتابه فصوص الحكم قوله : فصح قوله «أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى‏». و إن كان عين الحق فالصورة لفرعون!!
    المصدر : فصوص الحكم , ابن عربي , ص211.

    ويعترف الخميني أيضاً بأن ابن عربي يخطّئ الأنبياء عليهم السلام ومع ذلك يقدّسه ويعظّمه!!

    قال في تعليقه على الفصوص : إنّ كشف الشيخ (ابن عربي) يقتضي أن يكون داود بل الأنبياء المرسلون مخطئين في أحكامهم وقوم نوح وسائر الكفّار كفرعون عرفاء شامخين.
    المصدر : فصوص الحكم لابن عربي بتعليق الخميني , ص241.


    الخلاصة : إذا كان كشف العرفاء واولهم شيخ العرفاء ابن عربي يخالف القرآن الكريم والسنّة المطهرة بحيث جعل من الكافر الطاغية فرعون رجلاً مقبول الإيمان و جعل الأنبياء العظام عليهم السلام مخطئون وأقوال الكفار مقبولة صحيحة...


    فما قيمة هذا الكشف؟؟


    يتبع..</B></I>

    تعليق


    • #17
      الوثائق المصورة من تفسير الملا صدرا وفيه يبين اعتقاده بأن فرعون مقبول الإيمان!

      [url=http://www.gulfup.com/show/X98hsvhq9ovksgk][/url]


      [url=http://www.gulfup.com/show/X98hsvczyjc4k44][/url]

      [url=http://www.gulfup.com/show/X32txmmizfzi8s0o][/url]

      [url=http://www.gulfup.com/show/Xrpheol0expw8o][/url]


      </B></I>

      تعليق


      • #18
        الوثيقة المصورة من كتاب الفصوص بتعليق الخميني وفيه تصريحه بأن ابن عربي يخطئ الأنبياء ويصحّح كفر الكفار بل أن فرعون من العرفاء الشامخين

        [url=http://www.gulfup.com/show/X98i24w1hnqkook][/url </B></I>

        تعليق


        • #19
          نموذج رابع من نماذج خرافات الكشف عند العرفاء


          الذبيح إسحاق وليس إسماعيل!!

          تؤكد مصادر أهل البيت عليهم السلام أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام .
          فقد جاء في تفسير القمي ج 2 ص 226 : قال : وحدثني أبي عن صفوان بن يحيى وحماد عن عبد الله بن المغيرة عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألناه عن صاحب الذبح فقال : إسماعيل .

          وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : أنا ابن الذبيحين يعني إسماعيل وعبد الله بن عبد المطلب .
          المصدر : كتاب العقائد الإسلامية ,ج3 ص417.

          وفي تفسير نور الثقلين ج 4 ص 421 :عن أمالي شيخ الطائفة (قدس سره) بإسناده إلى سليمان بن يزيد قال : حدثنا علي بن موسى قال : حدثني أبي عن أبيه عن أبي جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : الذبيح إسماعيل عليه السلام .

          وفي مهج الدعوات في دعاء مروي عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله : يا من فدى إسماعيل من الذبح .

          وفي العيون : عن أحمد بن الحسن القطان عن أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي عن علي بن حسن بن فضال عن أبيه قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن معنى قول النبي صلى الله عليه وآله : أنا ابن الذبيحين قال : يعني إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام وعبد الله بن عبد المطلب . . . إلى أن قال : وأما الآخر فإن عبد المطلب كان تعلق بحلقة باب الكعبة ودعا الله عز وجل أن يرزقه عشرة بنين ونذر لله عز وجل أن يذبح واحداً منهم متى أجاب الله دعوته فلما بلغوا عشرة قال : قد وفى الله تعالى لي فلأفين لله عز وجل فأدخل ولده الكعبة وأسهم بينهم فخرج سهم عبد الله . . الخبر .
          المصدر : مستدرك الوسائل ج 16 ص 98.

          وروى ابن شهر آشوب في المناقب : تصور لعبد المطلبأن ذبح الولد أفضل قربة لما علم من حال إسماعيل فنذر أنه متى رزق عشرة أولاد ذكوراً أن ينحر أحدهم في الكعبة شكراً لربه فلما وجدهم عشرة قال لهم : يا بني ما تقولون في نذري فقالوا: الأمر إليك ونحن بين يديك . . الخبر .

          وفي مصادر أهل الخلاف قال ابن جرير : حدثني يونس , أنبأنا ابن وهب , أخبرني عمرو بن قيس , عن عطاء بن أبي رباح , عن ابن عباس أنه قال : المفدى إسماعيل , وزعمت اليهود أنه إسحاق وكذبت اليهود.

          وروى الحاكم في المستدرك عن معاوية بن أبى سفيان قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه أعرابي فقال : يا رسول الله ، خلفت البلاد يابسة والماء يابسا، هلك المال وضاع العيال ، فعد على مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين . قال : فتبسم رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ولم ينكر عليه .

          وجاء في كتب السيرة أن عبد المطلب نذر إن رزقه الله عشرة بنين ليذبحن أحدهم قربانا لله ، وذلك عندما منعته قريش من حفر زمزم ولم يكن معه إذ ذاك إلا ولده الحارث ، وعندما رزق بالبنين وأراد أن يوفي بنذره جاءت القرعة على عبد الله " والد النبي صلى الله عليه (آله) وسلم بعد " حتى افتدى أخيراً بمائة من الإبل ، ولهذا روى أن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قال " أنا ابن الذبيحين " أي إسماعيل الذي أمر الله أباه إبراهيم بذبحه ، وعبد الله والده ، الذي كان سيذبح .


          ورغم كل هذه النصوص الدينية الصريحة والواضحة عند الفريقين إلا أن رأس العرفاء وشيخهم الأكبر ابن عربي أصّر على مخالفتها بمكاشفاته الخرافية! وجاء العرفاء بعده يبررون قوله ويصححون كشفه!!

          ذكر ابن عربي في الفص الاسحاقي من كتابه فصوص الحكم بأن الذبيح إسحاق حسب كشفه!!

          قال القيصري :"واعلم أنّ ظاهر القرآن يدل على أنّ الفداء عن إسماعيل"
          "وهو الذي رآه إبراهيم(ع) إنّه يذبحه وإليه ذهب أكثر المفسرين"
          "وذهب بعضهم إلى أنه إسحاق والشيخ(ابن عربي) معذور فيما ذهب إليه"
          "لأنه به مأمورٌ كما قال في أول الكتاب..." _ص184_

          أقول : لقد اعترف القيصري بأنّ الذبيح إسماعيل وليس إسحاق وهذا ما يدل عليه صريح القرآن وصريح السنة المطهرة وقد خالف ابن عربي ذلك مخالفة صريحة ... إلا أنّ القيصري يعذره ويقول بأنّ هذا الكشف مأمور به ابن عربي في أول الكتاب!!!

          أي حينما قال ابن عربي بأنّ كتاب فصوص الحكم تلقاه عن الله سبحانه وتعالى وأمره رسول الله بأن يُخرجه للناس!!
          وهذا عذر أقبح من ذنب!

          فهل الله تعالى ورسوله يأمران الناس ان يخرجوا للناس الضلال ؟


          وبعد ذلك يأتي الخميني فينقل عن شيخه الشاه آبادي قوله بأنّ هذه المكاشفة صحيحة وراحَ يسوق التبريرات السمجة لشيخهم الأكبر ابن عربي!!

          قال الخميني في تعليقته على الفصوص : قال شيخنا العارف الكامل (الشاه آبادي) دام ظله العالي أنّ الشيخ (ابن عربي) كشفه في عالم المكاشفة رأى في العين الثابتة الإسحاقيّة اقتضاء هذا المعنى الذي ظهر في إسماعيل عليه السلام في عالم الملك من العبوديّة التّامة والفناء التام فأخبر عمّا ظهر عليه من العين الثابتة وهذه المكاشفة صحيحة إلاّ أن عدم الظّهور في عالم الملك لقوّة العين الثابتة الإسماعيلية أو لمانع آخر!!

          قال الخميني : وقد استشكلت عليه بأنّ الظاهر من كلام الشيخ (ابن عربي) وقوعه بالنّسبة إلى إسحاق في عالم الملك فصدق ذلك

          وقال (الشاه آبادي) دام ظله: يمكن أن يكون كشفه صحيحاً إلاّ أنّ خياله لمّا كان مشوباً تمثّل له المعنى المجرّد عن اللباس في عالم خياله بصورة إسحاق عليه السّلام فإن المكاشفات تقع مجرّدة عن الصورة ولكن الخيال يمثّلها بأي صورة شاء بمجرد مناسبة والغالب دخالة المأنوسات والمعتقدات في ذلك التمثل هذا ما أفاد دام ظله.
          المصدر : فصوص الحكم لابن عربي بتعليق الخميني , ص113.

          أقول : تلاحظ عزيزي القارئ خداع الشاه آبادي ودفاعه عن ابن عربي ففي البداية يقول: بأن كشفه صحيح!!

          وحينما قال له الخميني ما مضمونه ان كلام ابن عربي واضح لا يمكن حمله على غير الظاهر حينها غيّر الشاه آبادي كلامه فقال : يمكن أن يكون كشفه صحيحاً!!

          والمصيبة العظمى حينما قال الشاه آبادي : إن المكاشفات تقع مجرّدة عن الصورة ولكن الخيال يمثّلها بأي صورة شاء بمجرد مناسبة والغالب دخالة المأنوسات والمعتقدات في ذلك التمثل...)

          وهذا يبيّن بأن (الكشف) كذب وخداع وتضليل غالباً، فقد صدر هذا التصريح من الشاة آبادي عن (منطقة اللاشعور)!!

          وتأمل في قوله : والغالب دخالة المأنوسات والمعتقدات في ذلك التمثل!!

          فإذا كان المُعتقد الذي يأنسه المرء واعتاد سماعه يتدخل في كشفهم غالباً فما قيمة هذا الكشف؟؟

          الشاه آبادي اراد أن يقول بأنّ ما رآه ابن عربي هو من تأثير قوة خياله لأنّ ذهنه كان متأثراً بما راج عند من شذ من أهل العامة من القول بأنّ الذبيح اسحاق وليس اسماعيل!
          كشف لا يمكن فيه التحرر من سيطرة الخيال والخلفيات الذهنية الخاطئة ما قيمته؟

          يقول السيد نعمة الله الجزائري رحمة الله : والعجب العجيب أنهم كيف يصدقون بدعوى الكشف مع اختلاف آرائهم ومذاهبهم فمنهم الملحد ومنهم السني و منهم الشيعي إلى غير ذلك فإذا كانت هذه المكاشفات كلها صحيحة صحت مذاهب الفرق فلا يكون الناجي فرقة واحدة بل جميع هذه الفرق, ما هذا إلا سفه وجنون .
          المصدر : الأنوار النعمانية , الجزائري, ج2 ص193-197.

          وخلاصة كلام الشاه آبادي : أنّ كشف ابن عربي تدخّل فيه اعتقاده الذي شاع بين بعض أهل الخلاف!! فلولا ترسّخ تلك الخلفية الاعتقادية في ذهنه من طريق الاستئناس بما شاع عند بعض أهل الخلاف من القول بأنّ الذبيح إسحاق لما ظهر في كشفه هذا!!

          فإذا كان كشف العرفاء يمّثله الخيال وتتدخّل فيه غالباً المأنوسات من معتقدات وافكار موروثة خاطئة... فما قيمة هذا الكشف؟؟؟



          ما هو الدافع الأساسي لهذا الكشف؟
          إن الدافع الأساسي الذي يدعو ابن عربي لاختلاق هذا الكشف هو انّ علماء أهل البدعة (السنّة) مختلفين في هذه القضية فهم بين من يقول بأنّ الذبيح إسحاق وبين من يقول بأنه إسماعيل والغالبية منهم مع القول الثاني وهو أنّ الذبيح إسماعيل وليس إسحاق وهذا هو القول الصائب الذي تؤيده الآيات الكريمة و صحيح السنة النبوية.

          فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا ابن الذبيحين. (يعني إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام وعبد الله بن عبدالمطلب) .

          ولكنّ ابنّ عربي كان يأخذ بالقول الأول الذي هو قول اليهود, وقد روي هذا الخبر عن كعب الأحبار اليهودي!!

          يريد ابن عربي أن يقوي ويُظهر هذا القول (أي بأنّ الذبيح إسحاق) على القول الثاني فادّعى بأنه كُشف له هذا الأمر!! بل قال بأنه تلقاه عن الله كما تلقى كل كتاب الفصوص!!!

          قال جعفر مرتضى العاملي : السؤال الذي يُلح في طلب الإجابة عليه هو : من أين جاء هذا الأمر الغريب : أن الذبيح هو إسحاق ؟

          والجواب : هو ما قاله ابن كثير وغيره ( إنما أخذوه والله أعلم من كعب الأحبار أو من صحف أهل الكتاب ، وليس في ذلك حديث صحيح عن المعصوم حتى نترك من أجله ظاهر الكتاب .

          ثم قال جعفر مرتضى : فاليهود إذن قد أرادوا ترويج عقيدتهم بين المسلمين ، وتخصيص هذه الفضيلة بجدهم إسحاق حسب زعمهم .

          ولكن اليهود أنفسهم قد فاتهم أنّ التوراة المتدوالة نفسها متناقضة في هذا الأمر ، فإنها في حين تقول ( خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحاق . واذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة على . .الخ . فقد عبرت هنا بكلمة وحيدك الدالة على أن إسحاق هو أكبر ولد إبراهيم ، ولكنها تعود فتكذِّب نفسها وتنص على أن إسحاق لم يكن وحيداً وإنما ولِدَ وعمرُ إسماعيل أربعة عشر سنة . انتهى .
          المصدر: الصحيح من سيرة النبي الأعظم, ج 2 ص 47.


          الخلاصة : إذا كان كشف العرفاء مخالفاً لصريح نصوص القرآن الكريم و الصحيح الثابت من السنّة المطهّرة و ما تسالمت عليه كافة طوائف المسلمين , وإذا كان كشفهم هو مما يمثّله الخيال وتلعب قوته دوراً في تجسيد الصور (وخصوصاً إذا كان خيالاً واسعاً كخيال ابن عربي وأتباعه) , وتتدخّل فيه غالباً المأنوسات من معتقدات وافكار خاطئة ..

          فما قيمة هذا الكشف؟؟؟


          يتبع</B></I>

          تعليق


          • #20
            الوثيقة المصورة من كتاب فصوص الحكم لابن عربي بتعليق الخميني

            [url=http://www.gulfup.com/show/Xrpmo8ylg8wg8o][/url]

            </B></I>

            تعليق


            • #21
              نموذج خامس من نماذج خرافات الكشف عند العرفاء


              النعيم في نار جهنم!! وعدم الخلود فيها!!
              وردت في القرآن الكريم أكثر من ثلاثين آية تشير بصريح العبارة إلى الخلود في جهنم وبتعبيرات مختلفة , تارة بصيغة الوصف مثل (خالدون , خالدين) كقوله تعالى {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} وتارة أخرى بصيغة الفعل كقوله تعالى {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} وتارة ثالثة بصيغة الإضافة وقيد العذاب كقوله تعالى : {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ}

              وقد ورد في دعاء كميل عن أمير المؤمنين عليه السلام : (وأن تخلّد فيها المعاندين)

              أما بالنسبة للعذاب في الآخرة فقد وصفه الله بالعظيم تارة وبالمهين تارة أخرى وبالأليم ثالثه وبالشديد رابعة وبالسيئ خامسة الى غيرها من الأوصاف .

              أما بالنسبة لتجديد عذاب الكافرين واستمراره وديمومته في نار جهنم قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا}

              وهنا يعرض القرآن الكريم صنوفاً وألواناً من التعذيب الذي يلقاه الكفّار في نار جهنم . قال تعالى : {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ}

              أما عن الروايات الواردة عن طريق أهل البيت عليه السلام والتي تبين صوراً من العذاب في نار جهنم فأنقل لكم منها نموذجاً واحداً فقط وفيه الكفاية:

              عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال دخلت أنا و فاطمة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجدته يبكي بكاءً شديدا فقلت فداك أبي و أمي يا رسول الله ما الذي أبكاك فقال يا علي ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساءا من أمتي في عذاب شديد فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن و رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلى دماغ رأسها و رأيت امرأة معلقة بلسانها والحميم يصب في حلقها و رأيت امرأة معلقة بثدييها و رأيت امرأة تأكل لحم جسدها و النار توقد من تحتها و رأيت امرأة قد شد رجلاها إلى يديها و قد سلط عليها الحيات و العقارب و رأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها و بدنها متقطع من الجذام و البرص و رأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار و رأيت امرأة تقطع لحم جسدها من مقدمها و مؤخرها بمقاريض من نار و رأيت امرأة يحرق وجهها و يداها و هي تأكل أمعاءها و رأيت امرأة رأسها رأس الخنزير و بدنها بدن الحمار و عليها ألف ألف لون من العذاب و رأيت امرأة على صورة الكلب و النار تدخل في دبرها و تخرج من فيها و الملائكة يضربون رأسها و بدنها بمقامع من نار فقالت فاطمة (عليها السلام) حبيبي و قرة عيني أخبرني ما كان عملهن و سيرتهن حتى وضع الله عليهن هذا العذاب فقال يا بُنيتي أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال و أما المعلقة بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها و أما المعلقة بثدييها فإنها كانت تمتنع من فراش زوجها و أما المعلقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها و أما التي كانت تأكل لحم جسدها فإنها كانت تزين بدنها للناس و أما التي شد يداها إلى رجليها و سلط عليها الحيات و العقارب فإنها كانت قذرة الوضوء قذرة الثياب و كانت لا تغتسل من الجنابة و الحيض و لا تتنظف و كانت تستهين بالصلاة و أما الصماء العمياء الخرساء فإنها كانت تلد من الزناء فتعلقه في عنق زوجها و أما التي كانت تقرض لحمها بالمقاريض فإنها كانت تعرض نفسها على الرجال و أما التي كانت تحرق وجهها و بدنها و هي تأكل أمعاءها فإنها كانت قوادة و أما التي كان رأسها رأس الخنزير و بدنها بدن الحمار فإنها كانت نمامة كذابة و أما التي كانت على صورة الكلب و النار تدخل في دبرها و تخرج من فيها فإنها كانت قينة نواحة حاسدة ثم قال (ع) ويل لامرأة أغضبت زوجها و طوبى لامرأة رضي عنها زوجها .

              المصدر : عيون أخبار الرضا , الصدوق
              http://www.aqaed.org/ahlulbait/books...eza-02/a01.htm


              وهذه الرواية توضّح بأنّ في نار جهنم تعذيب, وهذا التعذيب شديد ,عظيم , أليم مُهين وهو يفوق حد الوصف والتصور كما يتضح في قوله صلى الله عليه وآله : وعليها ألف ألف لون من العذاب!!

              في المقابل هلموا بنا لنرَ ماذا يقول العرفاء بشأن العذاب في نار جهنم (أعاذنا الله وإياكم منها)؟


              يقول العرفاء: هناك نعيم في نار جهنم!! وليس فيها خلود!!

              من خلال ما تقدم اتضح لنا بجلاء أنّ القرآن الكريم نص على الخلود في نار جهنم وديمومة العذاب فيها للكافرين, كما انه أيضاً نص على شدّة عذاب نار جهنم في آيات عديدة أيدتها الأحاديث الشريفة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام في شأن خلود الكفّار والمعاندين في جهنم وتجرعهم صنوف و الوان العذاب الشديد في النار.
              وقد ذكرت بعض الروايات تفاصيلاً تضمنت أساليب وطُرق تعذيب أهل النار كما في الرواية التي نقلناها لكم فيما تقدم ..

              ولكن العرفاء كعادتهم لا يتورّعون عن مخالفة النصوص الدينية بمكاشفاتهم الخرافية!!

              قال كبيرهم ابن عربي : «ولا بد لأهل النار من فضل الله ورحمته في نفس النار، بعد انقضاء مدة موازنة أزمان العمل، فيفقدون الإحساس بالآلام في نفس النار، لأنهم ليسوا بخارجين من النار، فلا يموتون فيها ولا يحيون، فتتخدر جوارحهم بإزالة الروح الحساس منها..وثمة طائفة يعطيهم الله بعد موازنة المدد بين العذاب والعمل نعيماً خيالياً، مثل ما يراه النائم وجلده، كما قال تعالى: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ}.. هو كما قلنا: خدرها فزمان النضج والتبديل يفقدون الآلام، لأنه إذا انقضى زمان الإنضاج خمدت النار في حقهم، فيكونون في النار كالأمة التي دخلتها، وليست من أهلها، فأماتهم الله فيها إماتة، فلا يحسون بما تفعله النار في أبدانهم..»
              المصدر : الفتوحات المكية ج4 ص403 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

              تلاحظ أخي القارئ كيف بتر هذا الزنديق الآية ولم يكملها لأنه يعلم بأنها تفضحه! ثم راح يؤول ما اقتطعه منها على مشتهاه!!

              هذه الآية تدل على استمرارية العذاب وقد صرّحت بذلك ولكنك تجد التصريح في الجزء الذي بتره ذلك الابتر الزنديق.

              قال تعالى {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}

              ويقول ابن عربي: هو كما قلنا: خدرها فزمان النضج والتبديل يفقدون الآلام!!!
              واصلا الاية الكريمة ذاتها تعلل سبب تبديل جلودهم مباشرة بلام التعليل ( ليذوقوا العذاب)
              لا ليفقدوا الشعور بالالم كما يدعي ذلك الزنديق الأفاك!

              أقول : إذا كانت الجلود بعد نضوجها في النار تُبدّلُ لتفقد الشعور بالالم فما معنى قوله تعالى بعدها مباشرة :{لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}؟؟

              هذه الاية الكريمة تبين واحدة من الحقائق العلمية التي اثبتها القرآن الكريم
              لماذا يُبدل الله تعالى جلود الكافرين بجلود جديدة بعد ان تنضج جلودهم؟

              إنّ نهايات الاعصاب الحسية تكون غزيرة في الجلد فعندما يحترق الجلد يتوقف الاحساس والشعور بالألم و حينها لابد من تبديل و تجديد الجلد لكي يدوم الشعور بالألم.

              إذاً ما معنى ليذوقوا العذاب يا ابن عربي؟

              قد يقول بأنّ العذاب معناه العذوبة كما صرّح في أحد أشعاره:

              فلم يبق إِلا صادق الوعد وحده *** و ما لوعيد الحق عين تعَايَن
              و إِن دخلوا دار الشقاء فإِنهم *** على لذة فيها نعيم مباين
              نعيمَ جنان الخلد فالأمر واحد *** و بينهما عند التجلي تباين
              يسمى عذاباً من عذوبة طعمه *** و ذاك له كالقشر و القشر صاين

              فصوص الحكم, ابن عربي , تعليق الخميني, ص123.

              أقول: الرجل توّاق للمغامرات العاطفية على الدوام , غارق في وحول عشق الساقطات وبائعات الهوى اللائي يمارسن معه التمنع احيانا وهو على ما يبدو كانت نفسه تلتذ بعذابات صدهنّ له لذا فإنّ عقله القميء يصور له كل عذاب على انه لذة وهنا نكتشف أنّ إله ابن عربي مشاكس يتفنن في إذاقة عشاقه الذين يبتعدون عنه ويعصونه ألوانا من لذة عذابات الصد كتلك التي تستهوي ابن عربي!

              هذا طبعاً رب ابن عربي لا رب العالمين الحكيم الذي ليس كمثله شيء وهو رب المسلمين الحقيقيين اتباع محمد وآله الطاهرين ..

              هنا يشكو صدّ احدى بائعات الهوى التي حظي بقربها كل من طلبها عداه ويتظلم مما صنعت به

              كل الذي يرجو نوالك أُمطروا
              ما كان برقك خالباً إلا معـــي
              قالت: نعم، قد كان ذاك الملتقى
              في ظل أفناني بذاك الموضـعِ

              ويقول ابن عربي أيضاً : «الذي يليق بالآخرة إنما هو الخروج من النار، فلا يبقى في النار موحد، ممن بعث إليه رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم. ولا أحد ممن بعث إليه يبقى شقياً، ولو بقي في النار، فإنها ترجع عليه برداً وسلاماً من بركة أهل البيت»
              الفتوحات المكية ج13 ص148 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

              أقول : هذا التصريح مخالف للأخبار الكثيرة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله والتي يبين قسم منها بأن أكثر أصحابه سينقلبون من بعده وأن مصيرهم الى النار ولن ينجو منهم إلا القليل ,, كما أخبر صلى الله عليه وآله بأن هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقه كلها في النار إلا واحدة. تلك الفِرق كلها تدعي التوحيد ولكنها تدخل النار لانها فرق منحرفة عن محمد واله الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ..

              وقد نقلنا رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله جاء فيها : رأيت نساءا من أمتي في عذاب شديد فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن...)

              فلو كان عذاب جهنم برداً وسلاماً كما يدّعي ابن عربي كيف يبكي النبي لأجل تلك النسوة ؟؟

              ويقول ابن عربي في كتابه فصوص الحكم : «و أما أهل النار فمآلهم إلى النعيم ،ولكن في النار، إذ لا بد لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب، أن تكون برداً وسلاماً على من فيها، وهذا نعيمهم,, فنعيم أهل النار بعد استيفاء الحقوق نعيم خليل الله حين ألقي في النار، فإنه عليه السلام تعذب برؤيتها، وبما تعوّد في علمه وتقرر الخ..»
              فصوص الحكم , ابن عربي, ص169.

              أقول : وهذا الكلام مخالف لصريح قوله تعالى {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ}

              ويقول ابن عربي أيضاً : «إن صاحب السجلات لا يدخل النار، مع أنه من أهل الكبائر، إذ ليس معه سوى قول: لا إله إلا الله، في طول إسلامه مدة حياته في الدنيا»
              الفتوحات المكية ج8 ص108 وج4 ص470 وراجع: ج7 ص392 و393 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

              ثم يأتي القيصري (شارح الفصوص) ويؤيد ابن عربي في زندقته تلك فيقول : و اعلم أنّ من اكتحلت عينه بنور الحق يعلم أن العالم بأسره عباد الله , وليس لهم وجود وصفة وفعل إلا بالله وحوله وقوته , وكلهم محتاجون إلى رحمته , وهو الرحمن الرحيم , ومن شأن من هو موصوف بهذه الصفات أن لا يعذّب أحداً عذاباً أبدياً.
              المصدر : تفسير القرآن الكريم, الملا صدرا , ج5 ص299.

              ثم يأتي الملا صدرا ويفلّسف هذا الكفر ويؤيده ضارباً بالقرآن والحديث عرض الحائط ويعتبر العذاب الابدي إشكالا عظيما!!!

              فيقول : إعلم أنّ في تعذيب الله بعض عباده عذاباً أبدياً إشكالاً عظيماً , خصوصاً عند القائلين بالتحسين والتقبيح العقليين , فإن الله خالق العباد وموجدهم ومبدئهم ومعيدهم , وشأن العلة الفاعلة الإفاضة والإيجاد على معلولها , إذ ليس المعلول إلا رشحات وجوده , ولمعة من لمعات وجوده , والتعذيب الأبدي منافي الإيجاد والعلية.
              المصدر : تفسير القرآن الكريم, الملا صدرا , ج5 ص298.

              ويعترض الملا صدرا على الخلود في النار أيضاً بأنه مخالف للرحمة الإلهية!!

              فيقول : إنّ ذاته (تعالى) محض الرحمة والخير والنور وكل ما يصدر عنه يجب أن يكون من باب الجود واللطف والكرم ووجود العاهات والشرور إنما يكون عنه بالعرض وعلى سبيل الشذوذ والندور ولأنه (سبقت رحمته غضبه) فإن الرحمة ذاتية والغضب أمر عارض والعرض الاتفاقي لا يكون دائمياً كما حقق في مقامه.
              المصدر : تفسير القرآن الكريم, الملا صدرا , ج5 ص298- 299.

              بل يقول كما قال شيخهم الأكبر ابن عربي بأنّ العذاب يعني العذوبة!!
              ويقول ملا صدرا : إنّ العذاب كما قد يراد منه المعنى المصدري - أي التعذب - كذا يراد منه اسم ما يتعذب به كالنار مثلاً، وهذا غير مستلزم لذاك، فالنصوص الواردة في الخلود في العذاب لو كانت مثل قوله تعالى: {لا يخفف عنهم العذاب} يمكن أن يُأوّل فيها العذاب بالمعنى الاسمي لا المصدري، وان كان الثاني أظهر بحسب اللفظ.
              المصدر : تفسير القران الكريم , الملا صدرا, ج5 ص300.

              وتعليقاً على كلام ابن عربي حول اللذة التي يتمتع بها أهل نار جهنم

              يقول الخميني : الرّحمة الخالصة المحضّة التي لا تكون في باطنها نقمة أصلاً , فحكومة أرحم الرّاحمين حكومة غير مشوبة بالانتقام والسّخط وإن كانت صورة الرّحمة هي النّار فإنّ الخلود في النّار لا ينافي التذاذ أهلها بها بناءً على مذهب من يرى عدم الخلود في أليم العذاب كالشّيخ (ابن عربي) ومن تبعه (كالملا صدرا) وإن كان الخلود في النّار من الضروريّات.
              المصدر : فصوص الحكم لابن عربي, بتعليق الخميني , ص61.

              أقول :
              أولاً : الخميني لا ينكر الخلود في النار (في هذا التصريح) كابن عربي ولكنه يقول بأنّ هذا الخلود لا ينافي النعيم والتذاذ أهل النار بالنار!! أي هم في نعيم مقيم في النار خالدين مُخلّدين فيه!

              ثانياً : الخميني في تعليقته على الفصوص اغضى الطرف عن زندقة ابن عربي ولم يعلّق بشيء على شعر ابن عربي في نكرانه للعذاب الأخروي بل قال بأنّ العذاب من العذوبة في قوله :

              يسمى عذاباً من عذوبة طعمه *** و ذاك له كالقشر و القشر صاين

              فصوص الحكم, ابن عربي , تعليق الخميني, ص123.

              وهذا السكوت دال على قبول الخميني بقوله هذا لأن التعليقة مصطلح حوزوي يشار به الجزئية التي تتكفل ببيان رأي المعلق – نقضاً أو مزيد شرح – حول عبارة خاصة من الكتاب المُعلق عليه؛ مما يدل على أنّ العبارات الأخرى الواردة في الكتاب المُعلّق عليه صحيحة من وجهة نظر المُعلق,, وحيث أنّ قصيدة ابن عربي في إنكار العذاب الاخروي في النار مقبولة من قبل الخميني، لذلك لم يعلق عليها بشيء.

              ثالثاً : رغم اعتراف الخميني بأنّ ابن عربي ومن تبعه كالملا صدرا خالفوا ضروريات الدين (بإنكارهم الخلود في النار) إلا أنه يحترمهم أشد الاحترام ويبالغ في تعظيمهم!!

              وقد نقلنا سابقاً بأن الخميني كان يعبر عن احترام خاص لابن عربي والملا صدرا.

              رابعاً : الخميني صرّح في تعليقته على كتاب فصوص الحكم بأنّ الكتاب منزّل و وافق ابن عربي في ادعائه بأنّ الكتاب تلقاه عن الله وقد نقلنا أقوالهم في ذلك سابقاً, فلا يمكنه رد التنزيل هنا وإلا وقع في التناقض.



              الخلاصة : اتضح مما سبق بأنّ القرآن الكريم و السنّة المروية عن رسول الله وعترته عليهم جميعا الصلاة والسلام ينصّان على حقيقة الخلود والعذاب في نار جهنم وأنّه عذاب شديد.

              بينما يصرّح أهل الكشف بأنه لا خلود في النار ولا عذاب فيها بل هناك لذّة تقابل لذة نعيم أهل الجنة أو أقل منها ببضع درجات ولكن على طريقة أهل النار!!

              فإذا كان الكشف يعطي هذه النتائج المخالفة لصريح القرآن والسنّة,,


              فما قيمة هذا الكشف؟؟


              يتبع..</B></I>

              تعليق


              • #22
                الوثيقة المصورة من تفسير الملا صدرا







                </B></I>

                تعليق


                • #23
                  الوثيقة المصورة من كتاب فصوص الحكم لابن عربي بتعليق الخميني





                  وهذه الوثيقة واضح فيها شعر ابن عربي الذي ينكر فيه العذاب في جهنم ولم يعلق عليه الخميني بشيء



                  </B></I>

                  تعليق


                  • #24
                    نموذج سادس من نماذج خرافات الكشف عند العرفاء


                    لم ينص رسول الله على خلافة أحد!!


                    نعتقد (نحن الشيعة الإمامية) أنّ الإمامة كالنبوّة؛ لا تكون إلاّ بالنص من الله تعالى على لسان رسوله، أو لسان الإمام المنصوب الذي ينص على الإمام من بعده و يعينه.

                    وحكمها في ذلك حكم النبوّة بلا فرق، فليس للناس أن يُحكّموا رأيهم فيمن يعيّنه الله هادياً ومرشداً لعامّة البشر، كما ليس لهم حق تعيينه، أو ترشيحه، أو انتخابه؛ لاَنّ الشخص الذي له من نفسه القدسية استعداد لتحمّل أعباء الإمامة العامّة وهداية البشر قاطبة يجب ألا يُعرّف إلاّ بتعريف الله ولا يُعيَّن إلاّ بتعيينه .

                    ونعتقد نحن الامامية: أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم نصّ على خليفته والإمام في البرية من بعده، فعيَّن ابن عمه علي بن أبي طالب أميراً للمؤمنين، وأميناً للوحي، وإماماً للخلق في عدّة مواطن، ونصّبه، وأخذ البيعة له بإمرة المؤمنين يوم الغدير
                    فقال: «ألا مَن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه كيفما دار»
                    المصدر : عقائد الإمامية, المظفر , ص103.

                    http://www.najaf.org/arabic/book/31/x6.html#1

                    ولقد جاء في بعض المصادر قول رسول الله صلى الله عليه وآله قبل هذا النص (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم) قالوا بلا يا رسول الله فقال ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه...إلخ)

                    وقد جاء في مسند أحمد بن حنبل عن بريده قال غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله -صلى الله عليه(وآله) وسلم- ذكرت علياً فتنقصته فرأيت وجه رسول الله -صلى الله عليه (وآله) وسلم- يتغير فقال « يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ». قلت بلى يا رسول الله. قال « من كنت مولاه فعلى مولاه ».
                    المصدر : مسند أحمد, تحقيق شعيب الأرنؤوط ج5 ص32, طبعة مؤسسة الرسالة.

                    فقوله صلى الله عليه وآله (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم) تدّل على أن رسول الله هو المهيمن على الأمة والمتصرّف بالمؤمنين وله حق الولاية المطلقة والطاعة التامة عليهم , وهو حاكمهم بمعنى له السلطة الظاهرية أي في الحكم والسلطة الدنيوية كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله , كذلك له الولاية والخلافة التشريعية وهذه لا تسقط ولا يمكن لأحد ان يسلبها الامام فهي مقام الهي ثابت فالامام هو المبلغ عن الله ومنه يتلقى البشر أحكام الدين الحقة و تلك يعبر عنها المتصوفة بالباطنية . وطبعاً ذاك لا نوافقهم عليه فالامام الحق إمامته التشريعية ظاهرة و إن انكرها المعاند وجحدها الجاحد..

                    الخلافة في الحكم والسلطة والخلافة في التشريع كلاهما للإمام علي عليه السلام حيث قال رسول الله : « من كنت مولاه فعلى مولاه ».

                    فيكون النبي صلى الله عليه وآله نص على الخلافة والإمامة الظاهرية وهي الحكم.
                    ونص كذلك على ما يسميه ابن عربي الخلافة الباطنية وهي الخلافة التشريعية بما انّ له حق التصرّف في أنفس المؤمنين حيث جعله صلى الله عليه وآله بأمر من الله أولى بالمؤمنين من أنفسهم أي هو خليفته الذي يرجعون اليه في أمر دينهم و دنياهم , فمنه يتلقون شريعة السماء الحقة لا من سواه واليه يؤول أمر الحكم والسلطة.


                    كبير العرفاء ابن عربي يقول : لم ينص رسول الله على خلافة أحد ولم يعيّن خليفة له!!

                    لقد تبيّن لنا مما سبق بأن رسول الله صلى الله عليه وآله قد نص على خلافة وإمامة أمير المؤمنين عليه السلام ظاهراً (سلطة) و باطناً على حد تعبير ابن عربي وهو ما نسميه (التشريع) , ولكن كبير العرفاء ابن عربي الناصبي المتعصّب ينكر النص على الولاية والخلافة الظاهرية وكذلك ما يسميه الخلافة الباطنية وهي التي نطلق عليها التشريعية ولكنه يقول بأن الامام علي عليه السلام حازهما كمقام بلغه كما بلغه من لايساوي ذرة في نعل خادم علي عليه السلام قمبر من أمثال أبي بكر وعمر فادعى وفقاً لكشفه الخرافي بأن النبي صلى الله عليه وآله لم ينص على خلافه أحد ولم يعيّن إماماً من بعده!!

                    قال في فصوص الحكم : و كذلك أخذُ الخليفة عن الله عينُ ما أخذه منه الرسول. فنقول فيه بلسان الكشف خليفة الله و بلسان الظاهر خليفة رسول الله. و لهذا مات رسول الله وما نص بخلافة عنه إلى أحد ولا عينه. لعلمه أن في أمته من يأخذ الخلافة عن ربه، فيكون خليفة عن الله مع الموافقة في الحكم المشروع, فلما علم ذلك رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم لم يحجر الأمر.
                    فصوص الحكم, ابن عربي, ص163.

                    و هذا التصريح واضح وهو يدل على أنّ ابن عربي ينكر تماماً النص على الخلافة ظاهراً وباطناً وفق تعبيره وفوق هذا يقول بالخلافة الظاهرية والباطنية لسلاطين الجور الذين اغتصبوا الخلافة من صاحبها الشرعي كطواغيت السقيفة والمتوكل العباسي!!

                    يقول ابن عربي في فتوحاته: «.. ولكن الأقطاب المصطلح على أن يكون لهم هذا الاسم مطلقاً، من غير إضافة، لا يكون منهم في الزمان إلا واحد. وهو الغوث أيضاً. وهو من «المقربين». وهو سيد الجماعة في زمانه ومنهم من يكون ظاهر الحكم، ويحوز الخلافة الظاهرة، كما حاز الخلافة الباطنة من جهة المقام: كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن ومعاوية بن يزيد وعمر بن عبد العزيز والمتوكل ومنهم من له الخلافة الباطنة خاصة، ولا حكم له في الظاهر: كأحمد بن هرون الرشيد السبتي وكأبي يزيد البسطامي وأكثر الأقطاب لا حكم لهم في الظاهر..»
                    المصدر : ابن عربي , جعفر مرتضى العاملي, ص186-187, نقلا عن الفتوحات المكية لابن عربي ج11 ص274-275.

                    إذاً تبيّن لنا من خلال هذا التصريح بأن ابن عربي ينكر فقط النص على الخلافة الظاهرية والباطنية وفق تعبيره ولكنه لا ينكر بأن هناك خلفاء باطن (تشريع) وقد عددهم فإذا كلهم من حكّام الجور والمنحرفين المزيفين لشريعة سيد المرسلين ما عدا الإمام علي والإمام الحسن عليهما السلام.

                    فابن عربي ينكر النص على الخلافة وقد ذكر هذا الإنكار حسب ما توصل اليه عن طريق الكشف في كتابه فصوص الحكم الذي يدّعي العرفاء بأنه منزّل من السماء وتلقاه عن الله عز وجل!!

                    وهنا وقع العرفاء في ورطة كبيرة وهي كيف يكون الكتاب منزّلاً من السماء وسراً من الأسرار الإلهية وابن عربي ينكر النص على الخلافة في نفس هذا الكتاب؟؟!

                    فأخذوا يسوقون التبريرات التافهة والتأويلات السخيفة لصرف هذا التصّريح الواضح عن معناه !

                    فبعضهم قال بأن ابن عربي من المستضعفين وقد ذكر هذا التصّريح تقية!!

                    وهذا عذر أقبح من ذنب فإذا كان كتاب فصوص الحكم وحيٌ منزّل (كما تدّعون) فكيف جاز لابن عربي أن يضيف ما ليس فيه من عنده سواءً كان تقيه أو غير ذلك؟.

                    هل في كتابه نص هو قال فيه أنّ بعض ما ورد في كتابي صدر تقية و يمكنكم تمييز ما صدر تقية عن طريق كذا وكذا؟

                    نحن أخبرنا آل رسول الله طريقة نميز بها ما صدر تقية فقالوا إن وجدتم خبرين متعارضين فخذوا بما يخالف ما ورد عند العامة منهما ..

                    ثم ما الداعي أصلاً للتقية فلو ترك الأمر ولم يتعرض له جملةً وتفصيلاً فماذا كان سيحصل له؟؟

                    وبعضهم قال لقد دُسّ في كتب ابن عربي ما ليس منها!!

                    وهذا العذر الواهن يطابق جواب المخالفين حينما نحتج عليهم بالبخاري فيقول قائلهم :بأنه دُسّ في البخاري ما ليس منه!!

                    وكل هذه التبريرات السخيفة هروب من الواقع واستخفاف بعقول الناس غير أنّ ذلك كله يهون أمام ما ذكره الخميني تعليقاً على هذا التصريح!

                    فقد قال في تعليقته على الفص الداودي: قوله (أي ابن عربي): (وما نصّ بخلافة عنه) , الخلافة المعنوية التي هي عبارة عن المكاشفة المعنوية للحقائق بالإطلاع على عالم الأسماء أو الأعيان لا يجب النص عليها ...)
                    تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح الأنس , الخميني , ص196-197 , طبعة مؤسسة باسدار إسلام.

                    أقول: هذه التي يسميها الخميني خلافة معنوية من قال أنها أصلاً تسمى خلافة؟ ماهذا العبث؟

                    خلافة الله على الارض تكون في تعليم واقامة شريعته و ارساء قواعد الحكومة الدنيوية العادلة من جهة السلطة. أي خلافة في التشريع والحكم

                    أما ما يسميه الخميني خلافة معنوية فتلك تسمى مقامات الخليفة الشرعي وهذه لا تحتاج نصاً لأنها تظهر للعيان .. ومع ذلك الخميني ليس صادقاً في هذا!

                    فكم من النصوص المتواتره في مقامات وكرامات علي عليه السلام العظيمة من طرق الشيعة ومخالفيهم نذكر منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( انا مدينة العلم وعلي بابها).
                    علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشمل الاطلاع على كل حقائق الوجود وعلي باب مدينة علم رسول الله فبلا شك أو ريب له ذلك المقام.
                    فما أقبح خطل الآراء وزلل الاهواء

                    وقد وصف الطهراني هذا التصريح من الخميني بأنه رائع وجميل!!
                    فقال : ويجيب القائد المعظم للثورة : آية الله الخميني أعلي الله درجته في تعليقاته علي « شرح فصوص الحكم » إجابة رائعة وجميلة على هذا الكلام!! ثم ينقل قول الخميني السابق!!
                    المصدر: الروح المجرد, الطهراني, ص336.

                    أقول : أراد الخميني أن ينقذ نفسه لأنه ادعى بأنّ كتاب فصوص الحكم منزّل!! ونكران النص على الخلافة مخالف للتنزيل فوقع في مصيبة أخرى!!

                    وأراد الطهراني أن ينقذ ابن عربي من ناصبيته, ونكرانه النص على الخلافة الذي يثبت عدم تشيعه, فسقط الطهراني في مصيبة الخميني أيضاً!

                    تصريح ابن عربي واضح جداً وهو ينكر النص على الخلافة ظاهراً (حكماً) و تشريعاً (باطناً) كما يصطلح هو على تسميته و لكنّ الخميني أراد التمويه وادعى انّ ابن عربي يقصد ما سماه الخميني الخلافة المعنوية التي عرّفها بانها الاطلاع على عالم الاسماء والاعيان ولكنّ هذا القول باطلٌ أيضاً ولا يدفع عن ابن عربي نكرانه النص على الخلافة الظاهرية كما بينا.

                    ولكي يمرر الخميني هذا التأويل السخيف قام ببتر كلام ابن عربي ولم يأتِ بالنص كاملاً !!

                    فابن عربي يقول وبكل صراحة : مات رسول الله وما نص بخلافة عنه إلى أحد ولا عيّنه!!

                    ويقول بعدها : لعلمه أن في أمته من يأخذ الخلافة عن ربه، فيكون خليفة عن الله مع الموافقة في الحكم المشروع!!

                    فهل حكم أبي بكر وعمر و عثمان مشروع؟ وهل حكم باقي الطواغيت الذين ذكرهم ابن عربي ومن بينهم المتوكل العباسي مشروع؟؟

                    ثم يؤكد ابن عربي بعدها على أن رسول الله لم يحدد ولم يعين أحداً بعده فقال: فلما علم ذلك رسول الله صلي الله عليه (وآله) وسلم لم يحجر الأمر.
                    فصوص الحكم, ابن عربي, ص163.

                    أقول : كيف لم يحجر رسول الله الأمر وقد نص على اتباع القرآن والعترة من بعده؟

                    فقال صلى الله عليه وآله : « إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدى الثقلين ...كتاب الله...وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

                    وكيف لم يحجر رسول الله الأمر وقد قال : الخلفاء بعدي اثنا عشر كلهم من قريش من بني هاشم؟؟

                    أي قد حددهم وعينهم بل وسماهم كما في مصادرنا ومصادر القوم كينابيع المودة للقندوزي الحنفي..

                    ولقد ذكرنا بأن رسول الله صلى الله عليه وآله قد نص على خلافة وإمامة أمير المؤمنين عليه السلام ظاهراً (الحكم) وباطناً كما يسميه ابن عربي وهو (التشريع) وذلكمن خلال النصوص التي عرضناها وقد نص فيها رسول الله صلى الله عليه وآله بأن خلافة أمير المؤمنين عليه السلام في (الحكم) و (التشريع) وهو من له الهيمنة المطلقة على الأنفس والأموال.

                    فهل علمتم الآن لماذا اقتطع الخميني نص ابن عربي وبتره و اخرج معناه عن سياقه الطبيعي؟

                    وهل هناك معنى لقوله هو والطهراني (أن الخلافة المعنوية لا يجب النص عليها) إلا التهريج؟

                    هي محاولة بائسة لإنقاذ نفسيهما و أتباعهما و انتشال ابن عربي من الورطة التي سقطوا في قعرها جميعاً معه!!

                    وهنا أنقل لكم قولاً لأحد علماء الطائفة الأبرار لكي يقف القارئ العزيز على رأي علمائنا الربانيين في ابن عربي حينما صرح بهذا التصريح.

                    الشيخ محمد بن طاهر بن محمد بن حسين الشيرازي النجفي القمي المتوفى سنة 1098 هـ : وهو المعروف بملا طاهر القمي ويعد من مشايخ إجازة ملا محمد باقر المجلسي , والشيخ الحر العاملي , وكان إمام جمعة وجماعة مدينة قم المقدسة وشيخ الإسلام فيها.
                    المصدر : ريحانة الأدب , ج4 ص487- 488.

                    يقول هذا الشيخ الجليل: قال محيي الدين (ابن عربي) في كتاب الفصوص أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد رحل من الدنيا ولم يعين خليفة له لأنه يعلم ان البعض سيأخذ الخلافة من الله ويتعلم الأحكام عن الله بدون واسطة الملك , ولا شك في أنّ هذا الاعتقاد كفر محض.
                    المصدر : تحفة الأخيار , ملا طاهر القمي, ص58.

                    الخلاصة : إذا كان الكشف يأتي بأمور تخالف الاصول الثابتة في الكتاب و السنة القطعية المستقاة عن الرسول والعترة عليهم الصلاة والسلام, ويجعل العرفاء يتخبطون و يهرجون بهذه الصورة المقززه!

                    فما قيمة هذا الكشف؟؟


                    يتبع </B></I>

                    تعليق


                    • #25
                      نماذج مختصرة متفرقة من مكاشفاتهم وبعض كراماتهم الخرافية الهزلية:


                      كشفهم الخطير الذي يقول بأنّ الأرض ليست كروية!!

                      قال ابن عربي : فخلق اللّه الأرض مثل الكرة أجزاء ترابية وحجرية ضم اللّه بعضها إلى بعض فلما خلق اللّه السماء بسط الأرض بعد ذلك ليستقر عليها من خلقت له مكاناً ولذلك مادت ولو بقيت الكرة ما مادت وما خلق الجبال...)
                      المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي , ج3 ص444.

                      أقول: لا يحق لأتباع العرفاء السخرية على شيخ الوهابيين (ابن باز ) بعد هذا لأن شيخهم الأكبر ابن عربي يوافقه الرأي أيضاً!!
                      هذا هو العبقري الذي راح الخميني يدعو غورباتشوف إلى اعتناق الإسلام عن طريق الاطلاع على مباحثه واصفا إياه بالعظيم!
                      المصدر : صحيفة الإمام , ج21 ص205.


                      من كرامات الفتوحات المكّية لابن عربي
                      قال العارف القاضي الطباطبائي : لقد كتب محيي الدين كتاب « الفتوحات » في مكّة المكرّمة ، ثمّ بسط جميع أوراقه على سقف الكعبة وتركها سنة لتُمحى المطالب الباطلة منها ـ إن وجدت بهطول الأمطار، فيتشخّص الحقّ منها عن الباطل . وبعد سنة من هطول الأمطار المتعاقبة جمع تلك الأوراق المنشورة فشاهد أنّ كلمة واحدة منها لم تُمحَ ولم تُغسلْ.
                      المصدر : الروح المجرد , الطهراني , ص341.

                      أقول : قال تعالى { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}
                      هكذا يعتقد العرفاء في كتاب الفتوحات لابن عربي!!


                      كشفهم الذي يقول بأنّ السماء شفافة صلبة!!
                      قال ابن عربي : ( والسماء جسم شفاف صلب...)
                      المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي, ج3 ص406.

                      أقول : لا ندري كيف تخترق الصواريخ هذه السماء الصلبة ؟؟!
                      وعلى فكره هذا اعتقاد بدائي قديم. فقد كانت الشعوب البدائية تعتقد انّ السماء جسم صلب يحجز فوقه كما هائلاً من الأمطار.. فصاحب القوم ابن عربي لا زال يتلقى كشوفاته من الكهوف البدائية ولا يقرأ من القرآن الحكيم شيئا (ثم استوى الى السماء وهي دخان)
                      وفي هذا بحوث علمية انصح الإخوة المهتمين بهذا الشأن بالاطلاع عليها فقد اكتشفوا انّ الغبار الكوني في طبيعته دخان وليس يمت بصلة في الشبه للغبار الذي نعرفه كما يقول الدكتور دوقلاس بيرس..


                      نُطق رضيعة لابن عربي وجوابها على سؤال يتعلق بفقه الجماع , فالفتاة على ما يبدو فتحت عينها على بيئة جنسية بامتياز!!
                      قال ابن عربي : واتفق لي مع بنت كانت لي ترضع ـ يكون عمرها دون السنة ـ فقلت لها يا بنية, فأصغت إليّ , ما تقول في رجل جامع امرأته فلم ينزل ما يجب عليه؟ فقالت: يجب عليه الغسل!!
                      المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي , ج1 ص800.

                      نضج فواكه أهل الجنة بسبب حرارة النار!! فتخيلوا كيف سيكون طعم فاكهة نضجت بأثر سموم نار جهنم!

                      يقول ابن عربي : من عرف نشأة الآخرة وموضع الجنة والنار وما في فواكه الجنة من النضج الذي يقع به الالتذاذ لأكله من أهل الجنان علم أين النار وأين الجنة وان نضج فواكه الجنة سببها حرارة النار الذي تحت مقعر أرض الجنة فتحدث النار حرارة في مقعر أرضها فيكون صلاح ما في الجنة من مأكولات وما لا يصلح إلا بالحرارة من حرارة النار وهو لها كحرارة النار تحت القدر فان مقعر أرض الجنة هو سقف النار.
                      المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي, ج2 ص158.

                      أقول : نار جهنم التي أُمرنا بالاستعاذة منها صارت هي السر في لذة مذاق فواكه الجنة!
                      اخشى أيضاً أنّ حُمرة خدود حور الجنة مردها الى التدفؤ بحرارة نار جهنم!

                      كشف ابن عربي الذي يقول أنّ أبا طالب عليه السلام مات كافراً!!
                      قال ابن عربي : لم يكن أحد أكمل من رسول الله ولا أعلى وأقوى همة منه، وما أثّرت في إسلام أبي طالب عمه، وفيه نزلت الآية التي ذكرناها "إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء.
                      المصدر :فصوص الحكم, ابن عربي, ص130.

                      أقول : روى أبان بن محمد قال كتبت إلى الإمام علي بن موسى عليه السلام : جُعلت فداك إني شككت في إيمان أبي طالب قال : فكتب ( بسم الله الرحمن الرحيم ومن يبتغ غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ) أما إنك إن لم تقر بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار.
                      المصدر: بحار الأنوار ,العلامة المجلسي, ج 35 ص 110.

                      الزنديق ابن عربي لا يشك فقط بل متيقّن, واستدلاله بهذه الآية يبين اعتقاده بعدم إيمان مؤمن قريش وشيخها سيد البطحاء أبي طالب عليه السلام فيكون مصيره إلى النار لا محالة بشهادة الإمام الرضا عليه السلام . ونترك لكم التفكر في مصير من يمجد أهل النار وينافح عنهم.


                      كشفهم الذي يقول بأنّ الخمر له نوارنية!!
                      قال الملا صدرا: قال الشيخ في سبب شدة الفرح في شارب الخمر ...أن الخمر إذا شُربت باعتدال ولدت روحاً كثيرةً معتدلةً في الرقة و الغلظ شديدة النورانية ...)
                      المصدر : الأسفار, الملا صدرا , ج1 ص160.

                      أقول : أخي المؤمن من اليوم فصاعداً لا تبحث عن النورانية في القرآن الكريم ولا في دعاء كميل ولا في الصحيفة السجادية ولا غيرها, بل عليك بالخمر فإنّه شديد النورانية!! ولكن لا تنسَ أخي المؤمن أن تشربه باعتدال!!



                      العرفاء يشهدون جفاف القلم!!
                      قال الخميني حول أقسام الدعاء : إنّ له على ما ذكر الشيخ (ابن عربي) في الفصوص ثلاثة أقسام أحدها الدعاء على سبيل الاستعجال وهذا دعاء العامة والثاني الدعاء على سبيل الاحتمال وهو دعاء الحكماء القائلين بأن من الممكن أن يكون الدّعاء شرطاً في تحقيق بعض الأمور كما فصّله الشيخ الرئيس (ابن سينا) وأمثاله في كتبهم وهذا مطابق لما ذكره الشيخ الفرغاني والثالث الدعاء على سبيل الامتثال وهو دعاء العرفاء والأولياء الذين يشهدون جفاف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة وقد ورد عن أهل بيت الوحي أن الدعاء عبادة في جواب القائل بأنك تقول جف القلم فما معنى الدعاء.
                      المصدر : فصوص الحكم , ابن عربي, بتعليق الخميني , ص385.

                      أقول : بالله عليكم اخبروني بأحد دون المعصومين ثبتت له تلك المنقبة التي ادعاها الخميني لسائر العرفاء! فماذا ابقى لمقام العصمة؟

                      إبن ملجم لعنه الله هو و(العياذ بالله) يد الله التي قتلت أمير المؤمنين عليه السلام!!

                      يقول العارف جلال الدين الرومي (صاحب المثنوي) على لسان الإمام علي عليه السلام : لقد همس الرسول في أذن تابعي (ابن ملجم) أنه سيفصل رقبتي هذه عن جسدي ذات يوم.

                      لقد علم الرسول من وحي الحبيب , أن هلاكي في النهاية على يده.
                      فكان يقول لي (أي ابن ملجم) : اقتلني من البداية حتى لا يتأتى مني هذا الجرم الفظيع!!
                      فأقول له (القول للإمام علي) : إذا كان موتي على يدك , فكيف أستطيع أنا أن أحتال على القضاء؟؟

                      فكان (ابن ملجم) يسقط تحت قدمي قائلاً : أيها الكريم , بالله اشطرني نصفين حتى لا تحيق بي هذا العاقبة السيئة , حتى لا تحرق روحي من جراء روحك.
                      فأقول له (القول للإمام علي): إمض , لقد جف القلم , ومن ذلك المكتوب كم من الأعلام تصير مقلوبة؟

                      فلا بغض قط في روحي تجاهك ذلك أني أعلم أن هذا يتأتى منك إنك أداة في يد الحق (الله سبحانه وتعالى) والفعل من يد الحق فكيف أطعن أداة الحق وأحطمها؟
                      قال (ابن ملجم): فلما إذن هذا القصاص ؟
                      قال (الإمام علي) : هو أيضاً من الحق وهو سر خفي.
                      المصدر: المثنوي , جلال الدين الرومي,ج1 ص339-340.

                      أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ,, لم يكتفِ هذا الزنديق بأنه برّأ ساحة اللعين ابن ملجم من جريمته العظمى بل زاد عليها بأن الإمام علي عليه السلام يقول بالجبر!!!

                      تخلية علي عليه السلام بين ابن ملجم اللعين وبين ما سيقدم عليه من قتل لاعظم رجل في الوجود بعد رسول الله صلى الله عليه وآله هو من باب إمضاء المقادير الالهية وليس من باب الجبر. فعلي عليه السلام كان يتمكن من قتل ابن ملجم ولكنّ ابن ملجم هو من اختار ان يكون اشقى الاشقياء فيقتل مولى الموحدين وهذا من المقادير التي اطلع عليها امير المؤمنين عليه السلام فسلّم لله تعالى مقاديره كدأب جميع الاوصياء عليهم السلام..
                      لاحظوا ماذا يقول ذلك الزنديق: الفعل من يد الحق. أي الفاعل هو الله والعياذ بالله!
                      كيف يكون ذلك القذر النجس الناصبي الكافر الملعون أداة في يد الله لقتل ولي الله؟
                      اليس في الحديث القدسي (الظالم سيف أنتقم به وأنتقم منه)؟
                      أي أنّ الظالم اداة للانتقام

                      فابن ملجم كان أداة للانتقام من مولى الموحدين مثلاً؟
                      نعوذ بالله من سخطه. ناقل الكفر ليس بكافر وهذا ما يشفع لنا في ايراد مثل تلك المقولات الكفرية التي تكاد الجبال ان تميد من نكارتها وشناعتها


                      ابن عربي يرى ربه في عالم الرؤيا!!
                      ويصرّح ابن عربي في كتابه الفتوحات المكية بأنه قد رأى ربه في عالم الرؤيا وهو يقول له : إنصح عبادي , ثم يؤكد على هذا في مواطن عديدة من الكتاب.
                      المصدر : ابن عربي عارف أم ملحد , علاء فيصل, ص 21 , نقلاً عن الفتوحات المكية, ج1 ص334- 658.

                      أقول: لا شك أنّ من عقائدنا نحن الامامية أنّ الله تعالى لا يُرى لا في دنيا اليقظة ولا في الاخرة , فكيف بالاحلام؟

                      من يرى ربه في الاحلام ابن تيمية و الان قد علمتم أنّ ابن عربي قد انضم إليه , فهنيئا للعرفاء بإمامهم نظير ابن تيمية .

                      إله ابن عربي يُرى في الآخرة!!
                      قال ابن عربي : إنّ الحق عينه يتجلى يوم القيامة في صورةٍ فيُعرف ثم يتحول في صورة فيُنكر ثم يتحول عنها في صورة فيُعرف وهو هو المتجلي ليس غيره في كل صورة.
                      المصدر : فصوص الحكم , ابن عربي , ص184.

                      أقول: إله ابن عربي كإله الوهابية صاحب حفلات تنكرية ويُرى في هيئات مختلفة.. فعلى من يشنع على ابن تيمية أن يمتلك الشجاعة ليبصق أولاً بوجه ابن عربي لعنه الله ..

                      كذلك يقول : إنّ الله تعالى سيتجلى في يوم القيامة للخلائق فيقول : أنا ربكم.
                      فيقولون : نعوذ بالله منك. هذا نحن منتظرون حتى يأتينا ربنا
                      فيقول لهم جل وعلا: هل بينكم وبينه علامة تعرفونه بها؟
                      فيقولون : نعم.
                      فيتحول لهم في الصورة التي عرفوه فيها بتلك العلامة فيقولون : أنت ربنا.
                      فيأمرهم تعالى بالسجود فلا يبقى من كان يسجد لله إلا وسجد ومن كان يسجد اتقاء ورياء جعل الله ظهره طبقة نحاس كلما أراد أن يسجد خر على قفاه وذلك قوله : {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ}...)
                      المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي , ج1 ص 314.

                      أقول: لا شك انّ هذه العقيدة في الله تعالى هي عين عقيدة الوهابية فليرنا من يشنعون على الوهابية شجاعتهم وليشنوا هجوماً ساحقاً على ابن عربي وأتباعه والمنافحين عنه من المتلبسين بالتشيع.
                      حفظ الدين أولى من حفظ كرامة الرجال.


                      الفلاسفة الكفّار أصبحوا من العُبّاد الزُهّاد
                      يقول ملا صدرا : و اعلم أن أساطين الحكمة المعتبرة عند طائفة ثمانية ثلاثة من الملطيين ثالس وانكسيمانس و اغاثاذيمون ومن اليونانيين خمسة انباذقلس و فيثاغورث و سقراط وأفلاطن و أرسطاطاليس قدس الله نفوسهم و أشركنا الله في صالح دعائهم و بركتهمفلقد أشرقت أنوار الحكمة في العالم بسببهم و انتشرت علوم الربوبية في القلوب لسعيهم, و كل هؤلاء كانوا حكماء زهاداً عبّاداً متألهين معرضين عن الدنيا مقبلين إلى الآخرة...)
                      المصدر: الأسفار, الملا صدرا, ج6 ص206 – 207.

                      أقول : تنبهوا جيداً وصححوا معلوماتكم فأنوار الحكمة لم تشرق من بيوتات محمد وآله الأطهار بل من أولائك الكفار قدس الله نفوسهم ولذا إن سمعتم احداً يقول إبليس رضي الله عنه فليس لاعتراضكم وجه ..
                      تنبهوا جيداً قدس الله نفوسكم ! ..

                      مكاشفة ابن عربي التي يقول فيها بأنّ الكعبة تناديه بصوت مسموع بالأذن!!
                      قال ابن عربي : لقد نظرت يوماً إلى الكعبة وهي تسألني الطواف بها وزمزم يسألني التضلع من مائه رغبة في الاتصال بالمؤمن سؤال نطق مسموع بالأذن...)
                      المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي , ج1 ص833.

                      أقول: نحن لا ننكر امكانية حدوث مثل هذه الكرامة بماهي كرامة ولكن هذه قضية محسوسة مشهودة فالصواب أن يرويها الاخرون ويحدثوا بما شهدوه وعاينوه.
                      هذه حادثة لا ينقلها الا ابن عربي عن نفسه وفق علمنا.

                      ثم الكعبة ان تحدثت لماذا تقول لك تعال طف بي! ماهذا العبث وهل انت أصلاً هناك لترقص امامها والعياذ بالله؟!

                      الكعبة تطوف حول البسطامي!!
                      قال أبو يزيد البسطامي: كنت أطوف حول البيت أطلبه فلما وصلت إليه رأيت البيت يطوف حولي!!
                      وقال أيضاً : حججت أول حجة فرأيت البيت وحججت الثانية فرأيت صاحب البيت ولم أر البيت وحججت الثالثة فلم أرى البيت ولا صاحب البيت...)
                      المصدر : تلبيس إبليس, ابن الجوزي, ص333.

                      أقول : نحن لا نعرف احداً يطوف حوله الوجود بمن فيه سوى محمد وآله الاطهار. لكن كيف صار البسطامي محوراً للوجود لا نعلم ..
                      تخيلوا!

                      الكعبة التي نطوف حولها نحن البشر العاديون غير المعصومين وليدها أمير المؤمنين وطوافنا حولها فيه اشارة الى لاقتداء والاتمام به عليه السلام. هذه المره الكعبة بكل ما تحمله من معاني القداسة التي أولها الإمامة تطوف حول البسطامي!

                      النبي موسى عليه السلام والطاغية فرعون كلاهما من العرفاء!!
                      يقول العارف جلال الدين الرومي : موسى وفرعون كلاهما بالنسبة للمعنى سالك (عارف) والفرق أن ذاك يجد الطريق بينما يضل هذا!!
                      وكان موسى شاكياً إلى الله نهاراً , بينما كان فرعون باكياً في جنح الليل!!
                      المصدر: المثنوي , جلال الدين الرومي,ج1 ص233.

                      أقول: أترك التعليق لكم!

                      والنماذج المتعلقة بكرامات العرفاء الملفقة المنحولة و مكاشفاتهم الخرافية كثيرة جداً ولا يمكن إحصاؤها, وقد صرّح العرفاء بأنّ ما بثوه من مكاشفات (أكاذيب) قليل جداً وما في جعبتهم أكثر بكثير مما أخرجوه وأظهروه !

                      قال ابن عربي : ولمّا أطلعني الله سبحانه و تعالى في سري على ما أودع في هذا الإمام الوالد الأكبر (آدم) ، جعلت في هذا الكتاب (فصوص الحكم) منه ما حدَّ لي لا ما وقفت عليه، فإن ذلك لا يسعه كتاب و لا العالم الموجود الآن. فمما شهدته مما نودعه في هذا الكتاب كما حَدّه لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ...)
                      المصدر : فصوص الحكم , ابن عربي, ص56.

                      وقال حيدر الآملي :والله! ثم والله! لو صارت أطباق السماوات أوراقاً، و أشجار الأرضين أقلاماً، و البحور السبعة مع المحيط مداداً، و الجن و الأنس و الملك كتاباً، لا يمكنهم شرح عشر من عشير ما شاهدت من المعارف الإلهية و الحقائق الربانية...و لا يتيسر لهم بيان جزء من أجزاء ما عرفت من الأسرار الجبروتية و الغوامض الملكوتية المعبر عنها في القرآن بما لم يعلم ... المومى إليها (أيضا) بتعليم الرحمن... المسماة بكلمات الله التي لا تبيد و لا تنفد...)
                      المصدر : جامع الأسرار, حيدر الآملي, ص6-7.

                      أقول: كما ترون مكاشفات الرجل ناهزت بل عادلت فضائل علي أمير المؤمنين عليه السلام التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لو كان البحر مِداداً، والرياض أقلاماً، والإنس كُتّاباً، والجنّ حُسّاباً، ما أحصَوا فضائلَك يا أبا الحسن)

                      الخلاصة : إذا كان كشف العرفاء كشفاً تتمخض عنه هذه النماذج من الخرافات والخزعبلات الهزلية المخالفة للقرآن والسنة والعقل الحصيف والوجدان النظيف...

                      فما قيمة هذا الكشف؟؟


                      يتبع..</B></I>

                      تعليق


                      • #26

                        تعليق


                        • #27
                          أقوال العلماء في زيف مكاشفات العرفاء

                          لقد تصدى علماء الطائفة للرد على شبهات وضلالات هذه الفرقة المنحرفة الدخيلة على التشيع وتفتيد أبطايل كهنتها وتعريتهم منذ القرون الأولى و استمر الخلف على سيرة السلف في بيان انحرافات العرفاء حتى عصرنا هذا, وقد ألفوا عشرات الكتب والرسائل والمقالات في رد اعتقاداتهم الباطلة و دحضها.

                          هناك العديد من الأقوال لأكابر علمائنا في ذمّهم وتسفيه معتقداتهم و تضليلهم والحكم عليهم بالكفر والزندقة والإلحاد. ونحن على كل حال لا نطرحها لنقول للناس جمدوا عقولكم فالقاعدة عندنا هي دائما ( لا تنظر الى من قال ولكن انظر إلى ما قيل) .

                          نحن نستعرض اقوال اعلام الطائفة المحقة بعد ان عرضنا وبينا بالأدلة العقلية والنقلية زيغ وانحراف العرفاء لتطمئن قلوب الذين آمنوا ويزدادوا إيمانا ..

                          بما أنّ موضوعنا حول ما يدعيه اولائك الكهنة من مكاشفات لذلك سنقتصر في طرحنا على ذكر بعض أقوال علمائنا الأبرار حول موضوع الكشف الذي يدعيه القوم.

                          السيد نعمة الله الجزائري (قدس سره) :
                          قال في كتابه الأنوار النعمانية : إعلم أن هذا الاسم وهو التصوّف كان مستعملاً في فرقة من الحكماء الزائغين عن طريق الحق، ثم قد استعمل بعده في جماعة من الزنادقة، وبعد مجئ الإسلام استُعمل في جماعة من أهل الخلاف كالحسن البصري، وسفيان الثوري، وأبي هشام الكوفي، ونحوهم، وقد كانوا في طرق من الخلاف مع الأئمة عليهم السلام، فإن هؤلاء المذكورين قد عارضوا الأئمة عليهم السلام في أعصارهم، وباحثوهم وأرادوا إطفاء نور الله، والله متم نوره ولو كره الكافرون، والذي وُجد منهم في أعصار علمائنا رضوان الله عليهم، قد عارضهم ورد عليهم، وصنف علماؤنا كتباً في ذمهم والرد عليهم خصوصاً شيخنا المفيد (رحمه الله) فإنه قد أكثر من الرد على الحسين بن منصور الحلاج ومتابعيه وله قصص وحكايات مذكورة في كتب أصحابنا مثل كتاب الغيبة والاقتصاد للشيخ الطوسي رحمه الله... و ورد التوقيع من صاحب الأمر عليه السلام بلعنه (أي الحلّاج) ...

                          والعجب من بعض الشيعة كيف مال إلى هذه الطريقة مع اطلاعه على أنها مخالفة لطريقة أهل البيت عليهم السلام اعتقاداً واعمالاً , أما الاعتقاد قالوا بالحلول وهو ان الله سبحانه وتعالى قد حلّ بكل المخلوقات حتى بالقاذورات تعالى الله عما يقول الكافرون وقد مثلوا حلول الله بهذه المخلوقات بالبحر وقت اضطراب أمواجه فإن ماء الأمواج وان كان متعدداً إلا انه كله ماء واحد في بحر واحد كثرة التموج فهي واحدة بالحقيقة متعددة بالاعتبار فالمخلوقات كلها عين الله سبحانه وهو عينها والتعدد إنما جاء من هذه العوارض الخارجية والتشخيصات العارضة للمادة!!

                          ثم عرض السيد نعمة الله الجزائري رحمه الله بعض مخالفاتهم إلى أن قال : ومن ذلك الاعتقاد أنّ أفضلهم الغزالي وقد ادعى في حياته انه من أهل الكشف وانه قد انكشف له فضل أبي بكر على أمير المؤمنين عليه السلام وادعى انه انكشف له أيضاً عدم جواز سبّ يزيد لأنه رجل مسلم ولو كان قاتلاً الحسين عليه السلام لم يجز سبه أيضاً لأنّ غاية هذا انه فعل كبيرة وذلك لا يجوّز سبّه.

                          وانكشف له بطلان مذهب الإمامية بعد أن ترك التدريس وانقطع في دمشق ومكة المشرفة نحواً من عشرين سنة ملازماً للخلوة في آخر عمره وصنّف كتاباً سماه المنقذ من الضلال يتضمن الرد على من يدعي العصمة وإبطال مذهبهم وسماهم أهل التعليم وضرب لهم مثلاً بأخذهم عن المعصوم بمن تلوث بجميع النجاسات ثم طلب ماءً ليتطهر منها وسعى في طلب ذلك الماء فلم يجد ماءً يطهره ويزيل عنه الاخباث فبقى مرتكساً في النجاسات طول عمره .

                          وتكرر منه في الإحياء وغيره وقالت الروافض خذلهم الله وقال فيه انه لو جاء إلينا رافضي وادعى ان له طلب دم عند احد قلنا له ان دمك هدر لان استيفاءه مشروط بحضور إمامك فأحضره حتى يستوفي لك ، وقد تقدم الجواب عن هذا وقد صرح في كتابه المنقذ انه كان يستفيد من الأنبياء والملائكة مع مشاهدتهم على وجه القطع كما يريد نعم ربما نسب اليه كتاب يسمى سر العالمين في مقالة يظهر منها ميله إلى الحق ونطقه به ليكون حجة عليه وبعضهم أنكر كون الكتاب له أو أنه المقالة ملحقة بالكتاب .
                          وأما الشيخ محي الدين الأعرابي وهو من أعاظم أجلائهم فقد حكى في فتوحاته أنه أسري به إلى السماء مراراً متعددة والظاهر أنه قال أنها تسع وذكر هناك أنه رأى أبا بكر الصديق لما بلغ إلى العرش وقد كان قد رأى في كل سماء واحداً من الأنبياء فكان درجته ودرجة أبا بكر أعلى من درجات أولي العزم وأدعى في أول فصوص الحكم أنه من إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمره له بعين ما كتب وسمى نفسه خاتم الولاية لمنام رآه وغير ذلك من المكاشفات .

                          والعجب العجيب أنهم كيف يصدقون بدعوى الكشف مع اختلاف آرائهم ومذاهبهم فمنهم الملحد ومنهم السني و منهم الشيعي إلى غير ذلك فإذا كانت هذه المكاشفات كلها صحيحة صحت مذاهب الفرق فلا يكون الناجي فرقة واحدة بل جميع هذه الفرق ما هذا إلا سفه وجنون .
                          المصدر : الأنوار النعمانية , الجزائري, ج2 ص193-197.



                          محمد ابن الحسن الحر العاملي صاحب الوسائل (قدس سره):

                          قال في الباب الرابع من كتابه الاثنا عشرية: إبطال الكشف الذي بدعوته وعدم حجيته ويدل على ذلك وجوه اثنا عشر.

                          الأول: عدم ظهور دليل قطعي على حصوله ولا وجوب تحصيله ولا مشروعيته فضلا ً عن حجيته فكيف يجوز لنا الجزم بذلك من غير دليل {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} بل يمكن أن يقال بعدم وجود دليل ظني أيضاً وعلى تقدير أن يأتوا بشبهة تفيد الظن ف(إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) وكيف يجتريء عاقل فضلاً عن مسلم أن يثبت بمجرد الظن عبادة ويحكم بمشروعيتها وإسقاطها لجميع العبادات الشرعية وكل ذلك تحكُم صرف وتشريع محض لم يحصل العلم واليقين بشيء منه.

                          فإن قلت: الإخبار بوقوع الكشف والإخبار بالمغيبات من أهله وظهور الكرامات على أيديهم متواترة.

                          قلت: التواتر ممنوع: إن أردتم به الإخبار عن حصول الكشف المدعى للغزالي مثلاً، وغير مفيد إن أردتم به الإخبار عن دعواه له فإنه لا يعلم صدقه وصحة دعواه إلا بالكشف وهو دوري وأيضاً فإن التواتر لا يفيد العلم في غير المحسوسات كما تقرر، ولو ثبت تواتر أنه أخبر ببعض المغيبات فوافق المخبر به لا يدل على حصول الكشف له لاحتمال كونه عن تخمين أو فراسة وشبق العلم وبه تواطؤ مريديه على اختراعه وكونه عن كهانة أو استخدام أو علم بالنجوم أو بالرمل أو وقوع الموافقة اتفاقاً أو وقوعها مرة وقوع المخالفة أخرى ومع قيام الاحتمال يبطل الاستدلال فكيف مع قيام الاحتمالات الكثيرة على أن كل من نقله صوفي فهو مدع يحتاج إلى إثبات سلمنا لكن هل يدل وقوعه على مشروعيته فيلزم مشروعية الكهانة والسحر ونحوهما بطريق الأولوية وهل يدل على حجيته؟ فيلزم الاستغناء عن الأدلة الشرعية بالكلية وإذا كان كذلك فأي فضيلة له وأي مزية! وسوف ترى في مقام فضايح مشايخهم ما يدل على ما قلناه إن شاء الله.

                          الثاني: عدم إفادته على تقدير وقوعه لليقين. ألا ترى أنه كثيراً ما ينكشف للإنسان أشياء ثم ينكشف له فسادها وكذا من يدعي الكشف أو يُدعي له, وذلك معلوم منهم قطعاً ولعل جميع ذلك من هذا القبيل وعلى تقدير إفادته للظن خاصة كيف يجوز الجزم به؟ والاعتماد عليه وقد ادعى جمع منهم أنهم يرون نور الوضوء وينكشف لهم, فامتحنّاهم بأن يخبرونا عن حال جماعة محصورين وأي شخص منهم على وضوء وأي شخص منهم على غير وضوء فظهر عجزهم وافتضاحهم.

                          الثالث: إنه على تقدير صحته يلزم عدم جواز الخطأ على صاحبه وهو معنى العصمة فلزم القول بعصمة كل من ادعاها أو حصلت له وعلى زعمهم أنه حاصل لأكثرهم والقول بأنّ تحصيل العصمة أمر ممكن كسبي واقع قول واضح الفساد ظاهر البطلان ومن المعلوم اختصاصها بأهلها وجواز الخطأ بل وقوعه من غيرهم وإذا جاز الخطأ على صاحب الكشف كما يجوز على غيره فكيف يجب تحصيله بالطرق المبتدعة المنهي عنها ويجب الاعتماد عليه و اطراح الأدلة الشرعية المأمور بالعمل بها وهل ذلك كله إلا مجانبة للشرع وخروج عن الدين؟.

                          الخامس: أنه يلزم من فرض صحة الكشف المذكور وما يدعونه لأهله من العلوم والكرامات بطلان كثير من معجزات الأنبياء والأئمة عليهم السلام وإمكان مضاهاتهم فيها والإتيان بمثلها بل الشك في صحة دعواهم للنبوة والإمامة لأن تلك البراهين التي تثبت بها تلك الدعوى أمور ممكنة لآحاد الناس يمكن اكتسابها والوصول إليها على قول الصوفية بالجلوس في مكان منفرد أربعين يوماً أو أقل فمن أين يثبت اليقين بصحة دعوى نبي أو إمام تجويز هذا الاحتيال؟! وبطلان اللازم ضروري فكذا الملزوم وأي فساد في الدين أعظم من هذا الفساد وهل ضرر السحر والشعبذة والكهانة ونحوها مما علم تحريمه شرعاً إلا دون ضرر هذا الكشف فيلزم تحريمه بطريق الأولوية قطعاً.

                          السادس: ظهور الاختلاف العظيم الفاحش فيما يخبر به أصحاب الكشف كما هو ظاهر غني عن البيان وناهيك بأن صاحب كل مذهب منهم يدعي حصول الكشف له ببطلان مذهب من خالفه كالغزالي فقد ذكر أنه لزم الرياضة والخلوة وترك الدرس عشر سنين فانكشف له بطلان مذهب الإمامية وأفضلية أبي بكر على علي عليه السلام بمراتب وكذلك تدعي الشيعة من الصوفية وكل فريق حتى الكفار من الهند وغيرهم فظهر أنه خيال وهمي لا حقيقة له أو مجرد دعوى لا أصل لها.

                          أقول: لسنا نحن من نقول أنّ هؤلاء العرفاء هم صوفية بلباس شيعي. فقد تعرضنا لهجمات من كل حدب وشتم لنا وتسفيه لاحلامنا ورُمينا بالعمالة. فهل لدى احدكم الشجاعة ان يصف الحر العاملي بكلمة من التي قذفنا بها؟
                          هاهو الحر العاملي بالنص يقول الشيعة من الصوفية.
                          أي هم فرقة تنتحل التشيع ولكنهم في الاصل ينتسبون للصوفية. هم منحرفون عن التشيع كالاسماعيلية والزيدية وغيرهم من الفرق التي انحرفت عن التشيع الحق.


                          إلى أن يقول الحر العاملي رضوان الله عليه

                          قال بعض أصحابنا : إني لأعجب ممن يدعي هذه المرتبة على اختلاف مذاهبهم ظاهراً مع أن كلا منهم يدعي كشفاً يوافق مذهبه واعتقاده فالغزالي مع دعواه الوصول إلى هذه المرتبة انكشف له فضل أبي بكر على علي عليه السلام بمراتب كما هو ظاهر لمن طالع إحياءه!!
                          وكما انكشف له عدم جواز سب يزيد لعنه الله فإنه قال في كتاب إحياء العلوم: فإن قيل: هل يجوز لعن يزيد لكونه قاتلاً للحسين أو آمرا به ؟
                          قلنا: لم يثبت أصلا, فلا يجوز أنه قتله أو أمر به فضلا عن اللعنة, فلا يجوز نسبة كبيرة إلى مسلم من غير تحقيق إلى أن قال فإن قيل: فهل يجوز أن يقال قاتل الحسين أو الآمر بقتله لعنه الله؟
                          قلنا: الصواب أن يقال قاتل الحسين إن مات قبل التوبة فعليه لعنة الله لأنه يحتمل أن يموت بعد التوبة (انتهى)
                          وذكر نحوه في الحجاج وأي ناصبي وصل إلى هذه الغاية والمرتبة من النصب والعناد (انتهى).

                          السابع: ظهور خلاف ما يخبر به هؤلاء كثير أو فساد ما يظهرونه من الكرامات والبراهين على ولايتهم كما هو مشاهد عياناً من أعيانهم ورؤسائهم فضلاً عن أتباعهم ويأتي بعض ذلك إن شاء الله تعالى فظهر أن ما يدعون من الكشف باطل فاسد.

                          الثامن: أن يطلب ممن يدعي هذا الكشف تحقيق مسألة واحدة من المشكلات المشهورة بين العلماء أو الإخبار عما بقي من غير شخص معين أو نحو ذلك فإنه يظهر عجزه وبطلان دعواه ضرورة ولا يمكنه تحقيق شيء من ذلك قطعاً فظهر عدم صحته وعدم ثبوت فائدة يعتد بها له.

                          التاسع: إن الضرورة قاضية ببطلانه شرعاً بمعنى عدم حجيته في الدين وعدم جواز التعويل عليه والالتفات إليه في شيء من أحكام الشرعية فما الفرق بينه وبين الخيالات الوهمية والأفكار الردية والوساوس الشيطانية والأحلام التي يراها النائم من غير رؤية ولا روية وأصحابها يعترفون بعدم حجيتها فلم يبق لها مزية ولا فائدة يعتد بها لو ثبت جوازها وقد تواترت الأحاديث بل تجاوزت حد التواتر في أنه لا يجوز أخذ العلم من غير النبي والإمام وأن الطريق منحصر فيهم عليهم السلام والأحاديث المشار إليها موجودة في كتاب العقل وكتاب الحجة وكتاب العلم وغيرها من أصول الكافي وغيره والمقام يضيق عن ذكر بعض ما أشرنا إليه.

                          العاشر: إن مثل هذا الكشف بل ما هو أقوى منه وأعظم حاصل للكفار والمجانين فأي فضيلة فيه وأي مزية لأهله به؟! فقد شاع وذاع عن كفار الهند وغيرهم أنه يحصل لهم مثله بل هم وأمثالهم الذين اخترعوا هذه الرياضيات ولم يرد بها الشرع وكثيراً ما تنكشف المجانين مثل ذلك كما شوهد منهم وسمع من إخباراتهم ببعض المغيبات مع المطابقة فأي فضيلة فيما يجامع الكفر والجنون؟! ولكن أكثرهم لا يشعرون هذا ولا يبعد كون الشياطين تظهر لهم أو الجن تكلمهم بعض ما يعرفونه فإنهم يجتمعون عند أصحاب التسخير والرياضيات ويتشكلون بأشكال بني آدم وقدكانت الشياطين تدخل في أجواف الأصنام وتخبر أهلها من كل ما يسألون وهو أعظم مما يدعيه هؤلاء الصوفية, فكيف يوثق بمثله وقد حكي عن رجل قريب من هذا الزمان أنه كان يُظهر أشياء من هذا القبيل بل أوضح مما يدعيه هؤلاء ثم ظهر أنه كان له شيطان يخبره بذلك ويأتيه بالأخبار والكتابات والجوابات من مسيرة شهرين فصاعداً في يوم واحد وكان الرجل يسجد لذلك الشيطان , حكى عنه ولده ذلك بعد موته ولا يبعد أن يحصل لهم خبط وتغير مزاج ولو بتناول بعض الأدوية المغيرة توصلاً إلى ذلك.

                          الحادي عشر: إن هذا بزعمهم من أعظم المهمات الدينية بل هو غاية الغايات واللازم من ذلك ورود الأوامر الشرعية به ووصوله إلينا بطريق العلم واليقين والأمر بأسبابه ومقدماته أو مشروعيتها فضلاً من وجوبها والأمر فكيف كانت الأخبار والآثار خالية من ذلك!؟ بل من هذا الاسم, فعُلم أنه لا أصل له شرعاً.

                          الثاني عشر: إنه على قولهم يلزم منه سقوط التكاليف واللازم باطل والملزوم مثله والملازمة واضحة لاعترافهم بها وادعائهم لها وبطلان اللازم يأتي إن شاء الله تعالى مع أنه غني عن البيان ضروري البطلان لا يحتاج إلى برهان والله المستعان.

                          تعليق


                          • #28
                            العلامة محمد باقر المجلسي صاحب البحار (قدس سره) :

                            جاء في كتابه عين الحياة : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لأبي ذر رحمه الله :

                            يا أباذر يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف في صيفهم وشتائهم ، ويرون انّ لهم الفضل بذلك على غيرهم ، أولئك تلعنهم ملائكة السماوات والأرض.
                            يا أباذر ألا أخبرك بأهل الجنّة ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : كلّ أشعث أغبر ذي طمرين، لا يؤبه به ، ولو أقسم على الله لأبرّه.

                            قال المجلسي : اعلم انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بما انّه عالم بجميع العلوم بالوحي الإلهي ، ومطلع على جميع الرموز الغيبية ، فلمّا ذكر مدح التواضع والانكسار ولبس الصوف كان يعلم بمجيء جمع من ذوي البدع وأصحاب الضلال بعده يخدعون الناس بهذا اللباس ، فلذا ذكر انّ جمعاً سيأتون هكذا علامتهم وهكذا لباسهم فهم ملعونون ، كي لا ينخدع الناس بهم.

                            ولم يكن لغير الفرقة الضالة المبتدعة الصوفية هذه العلامة والسمة ، وإخبار النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بوجودهم فيما بعد من معاجزه العظيمة ، وقرن كلامه الذام لهم بالإعجاز كي لا تبقى شبهة لأحد فيه ، ومن أنكر مع هذه الآية البيّنة فعليه لعنة الله تعالى وملائكته.

                            ولم يكن منشأ لعنهم لبس الصوف فحسب ، بل انّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يعلم بالوحي الإلهي أنهّم سيبطلون شرعه ويحرّفون دينه ، وسيذهبون في عقائدهم إلى الكفر والزندقة ، وسيتركون العبادة ويلجؤون إلى المخترعات والمبتدعات التي عملوها ، فيصدون الناس عن العبادة ، فلذا لعنهم صلّى الله عليه وآله وسلّموجعل هذه الهيأة واللباس علامة لهم كي يُعرفوا.

                            عزيزي ! لو فتحت عصابة العصبيّة عن عينيك ، ونظرت بعين الإنصاف لكفاك في بطلان هذه الطائفة المبتدعة الصوفية هذه الفقرة الشريفة من الحديث مع قطع النظر عن الأحاديث الكثيرة الواردة تصريحاً أو تلويحاً على بطلان أطوارهم وأعمالهم ، وذمّ شيوخهم وكبارهم.

                            ولقد ذمّهم أكثر القدماء والمتأخرين من علماء الشيعة رضوان الله عليهم ، وألّفوا كتباً في ردّهم كعليّ ابن بابويه حيث كان يبعث إلى الإمام الحجة عليه السلام رسائل وكان يأتيه الجواب ، وابنه السعيد محمد ابن بابويه وهو رئيس محدّثي الشيعة حيث ولد بدعاء صاحب الأمر صلوات الله عليه ، ويشتمل دعاؤه عليه السلام له على مدحه أيضاً.
                            وكالشيخ المفيد الذي هو عماد مذهب التشيع و إنّ أكثر المحدثين والفضلاء المعروفين من تلامذته ، وخرج التوقيع من صاحب الأمر عليه السلام له مشتملاً على مدحه ، وقد ألّف كتاباً مبسوطاً في ردّهم.

                            وكالشيخ الطوسي وهو شيخ طائفة الشيعة وعظيمها ، وتنسب أكثر أحاديث الشيعة إليه ، وكالعلامة الحلّي رحمه الله المشهور في الآفاق بالعلم والفضل ، وكالشيخ علي في كتابه (مطاعن المجرمية ) وابنه الشيخ حسن في كتابه ( عمدة المقال ) ، والشيخ العالي القدر جعفر بن محمد الدرويستي في كتاب الاعتقاد ، وابن حمزة في كُتب.

                            والسيد المرتضى الرازي في كتب ، وزبدة العلماء والمتورعين مولانا أحمد الأردبيلي قدس الله أرواحهم وشكر الله مساعيهم ، وغيرهم من علماء الشيعة رضوان الله عليهم ، وذكر كلام هؤلاء الفضلاء العظماء شأناً والأخبار التي ذكروها في هذا الأمر يوجب التطويل ، وسأقوم بتأليف كتاب مستقل في هذا المطلب إن شاء الله تعالى.

                            فان كنت تعتقد بيوم الجزاء فهيىء حجتك اليوم كي تجيب غداً عند الله لو طلب منك الحجة بجواب شاف ، ويكون لك عذر موجه ، ولا أدري كيف تكون معذوراً عند الله تعالى بعد ورود هذه الأحاديث الصحيحة من أهل بيت الرسالة عليهم السلام ، وبعد شهادة هؤلاء العظماء من علماء الشيعة رضوان الله عليهم على بطلان هذه الطائفة والطريقة ومتابعتهم.

                            أتقول : انّي تابعت الحسن البصري الملعون في عدّة أحاديث ؟ أو تابعت سفيان الثوري المعادي للإمام الصادق عليه السلام والمعارض له ، وقد ذكرنا بعض أحواله في أوّل هذا الكتاب ؟

                            أو تعتذر عند الله بمتابعة الغزالي الناصبي يقيناً ، والقائل في كتبه انّه : كما يكون علياً إمام فأنا أيضاً إمام ، والقائل : انّ من لعن يزيد فهو مذنب ، وألّف كتباً في لعن الشيعة والرد عليهم ككتاب (المنقذ من الضلال) وغيرها.

                            أو تحتج بمتابعة أخيه الملعون أحمد الغزالي القائل بأنّ الشيطان من أكابر أولياء الله ، أو تتشفّع بالمولى الرومي القائل بأنّ أمير المؤمنين عليه السلام سيشفع لابن ملجم فيدخل الجنّة ، وانّ أمير المؤمنين عليه السلام قال له : لا ذنب عليك ، هكذا قُدّر وكنت مجبوراً في فعلك.

                            ولم تجد صفحة من ديوان المثنوي لم يذكر في أشعاره الجبر ، أو وحدة الوجود ، أو سقوط العبادة ، أو غيرها من الاعتقادات الفاسدة ، وكما هو المشهور
                            منه والذي قبله تابعيه انّ الغناء والمزمار و... عبادة.

                            أو تلجأ إلى محي الدين (ابن عربي) وقد سمعت خزعبلاته في أوّل الكتاب وآخره ، والقائل انّ جمعاً من أولياء الله يرون الرافضة على صور الخنازير ، والقائل إني لمّا عرجت رأيت رتبة عليّ أقلّ من رتبة أبي بكر وعثمان ، ورأيت أبا بكر في العرش فلمّا رجعت قلت لعليّ : كيف كنت تدّعي في الدنيا أنّك أفضل منهم و رأيتك الآن في أدنى المراتب. وله ولأمثاله كثير مثل هذه الأمور ، والتوجه إليها يوجب طول الكلام ، فلو انخدعت بدعاويهم ألا تحتمل انّهم فعلوا ذلك لحبّ الدنيا ؟ فلو شئت امتحنت هذا القائل بعلمه بجميع أسرار الغيب ، وانكشاف جميع الأشياء له ، وانّه يذهب إلى العرش في كلّ ليلة عشر مرّات ، بسؤال من شكيّات الصلاة ، أو مسألة عويصة من الميراث أو غيره ، أو سألته عن معنى حديث صعب ، فلو كان صادقاً فيما ادعاه لبيّن لك هذا أيضاً.
                            روي بسند صحيح عن أبي عبد الله عليه السلام انّه قال : انّ آية الكذّاب بأن يخبرك خبر السماء والأرض والمشرق والمغرب ، فإذا سألته عن حرام الله وحلاله لم يكن عنده شيء .
                            فلماذا هذا المدعي لفهم مسألة وحدة الوجود الغامضة ، وقصرت عقول جميع الفضلاء عن فهمها ؟ ، فلماذا لم يفهم مطلباً سهلاً حتى لو ذكّر به خمسين مرّة ولم يفهم ما يقوله هؤلاء الذين فهموا دقائق المعاني ؟ ومع هذا لو اعترفوا انّ الكشف والانكشاف يجتمع مع الكفر ، وانّ كفار الهند ذوو كشف ـ على تقرير انّ كشفهم واقعيّ ولم يريدوا الخدعة ـ فأيّ دلالة له على فضلهم ؟
                            المصدر : عين الحياة , المجلسي , ج2 ص 402- 407.


                            شيخ الإسلام محمد بن طاهرالمعروف بملا طاهر القمي (قدس سره):

                            يقول محسن جهانكيري أستاذ الفلسفة في جامعة طهران : كان شيخ الإسلام هذا من أشد القادحين والمنتقدين لابن عربي في العالم الشيعي , وقد انبرى للقدح فيه ونقده بلا تردد وبصراحة كاملة , وأحياناً بدون دراسة وافية , ووصمه بالضال والمضل والكذاب والمفتري والأحمق والأكفر من يزيد وبلا دين , ورفض مبادئ تصوفه الأخرى أيضاً غير مبدأ وحدة الوجود وعدها مخالفة لأصول الدين والمذهب, وقال محيي الدين (ابن عربي) على رأس التابعين للحلاج وأبي يزيد , وصرح في كتاب الفصوص بنجاة جميع أهل المذاهب والملل , وأن نار جهنم لا تحرق أحداً.

                            كما كتب : قال محيي الدين (ابن عربي) في كتاب الفصوص ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد رحل من الدنيا ولم يعين خليفة له لأنه يعلم ان البعض سيأخذ الخلافة من الله ويتعلم الأحكام عن الله بدون واسطة الملك , ولا شك في أنّ هذا الاعتقاد كفر محض.
                            كما انتقده وكفره أيضاً لأنه ادعى الولاية بل والنبوة , ودعا نفسه بخاتم الأولياء , وقال بأن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء في الولاية , مثلما ان خاتم الأنبياء أفضل في الرسالة كما انّ جميع الأنبياء يقتبسون العلم عن مشكاة خاتم الأنبياء وجميع الأولياء يقتبسون العلم عن خاتم الأولياء , وخاتم الأنبياء يقتبس العلم عن مشكاة خاتم الأولياء كما قال بأن النبوة التي ختمت لمحمد صلى الله عليه وآله نبوة تشريع وأما النبوة العامة فهي باقية!!

                            وتابع هذا الفقيه الشيعي الحامي للشريعة انتقاده لهذا الصوفي السني السالك للطريقة بجدية كاملة وكفرّه أيضاً على صعيد تشبيه الله , وإيمان فرعون , وجهة كفر النصارى وخطأ إبراهيم عليه السلام في المنام , وعدم عذاب أهل جهنم وقال في ذلك : انه لم يقل بتنزيه الله وإنما هو قائل بالتشبيه والأحاديث متواترة عن أهل البيت بكفر القائل بالتشبيه . كما حكم بخطأ نوح لأنه لم يجمع بين التنزيه والتشبيه , وقال لو انه قد جمع بينهما لأجابته أمته . ويعتقد بإيمان فرعون ويقول بأن قوم فرعون قد غرقوا في بحر العلم , مع ان القرآن يدل بصراحة على انّ فرعون وقومه كانوا كفاراً وان الله أغرقهم غضباً عليهم.

                            وقال أيضاً بأن الله لم ينصر هاروناً حتى غلبه السامري فجعل الناس يعبدون العجل , ومن هنا أراد الله أن يُعبد في أية صورة!!
                            وله في كتاب الفصوص حديث خلاصته انّ النصارى لم يكفروا لأنهم قالوا انّ عيسى هو الله وإنما كفروا لأنهم قالوا ان الله منحصر في عيسى!
                            وقال أيضاً بأنّ ابراهيم قد أخطأ في المنام وأراد ان يذبح إسحاق في حين كان تفسير منامه أن يذبح كبشاً.
                            وقال بأن عذاب أهل جهنم ليس سوى أنهم حينما يرون النار يتصورون إنها ستحرقهم إلا أنهم ما إن يصلوا إليها حتى تكون عليهم برداً وسلاماُ , وقال بأن لفظة العذاب الواقعة في القرآن مشتقة من العذب , أي أنه يزعم أنّ جهنم ستكون عذبةً على أهل جهنم لا عذاباً...)
                            ويختم (الملا طاهر القمي) العبارات أعلاه بقوله : انّ هناك دليلاً واضحاً على كفر محيي الدين (ابن عربي) في كل من هذه الكفريات المذكورة ومن لا يعتبر القائل بهده الكفريات كافراً فهو كافر أيضاً وبلا دين وخارج عن دائرة اليقين.
                            المصدر : محيي الدين بن عربي, الدكتور محسن جهانكيري, أستاذ الفلسفة في جامعة طهران, ص 546-549.


                            أقول: لسنا نحن فقط الفقراء المستضعفون الذين تُكال لنا الشتائم من كل حدب وصوب من نقول بكفر من يتبع ابن عربي ويأخذ عنه ولا يقول بكفره. هذا شيخ الاسلام محمد ابن طاهر القمي قد سبقنا الى هذا القول فمن لديه كلام بذيء أو شتم وسب ولعن فليوجهه لشيخنا محمد طاهر القمي ان كان يمتلك الجرأة والشجاعة !


                            من مشايخ الدين المعاصرين الشيخ علي آل محسن:

                            سُئل من بعض الشباب المنخدعين بالعرفاء والمتصوّفة عن تقليد العرفاء بدلاً عن تقليد الفقهاء؟؟!!
                            السؤال : بعض الشباب المتدينين ممن سمعوا خصائص العرفاء وانجذبوا إليهم تدور في أذهانهم فكرة يطرحونها وهي أن تقليد العارف أفضل من تقليد مجرّد الفقيه , لأن العارف تنكشف له الحجب , وينظر بنور الله فتكون معرفته بالأحكام الشرعية أقوى والمحصلة أنه أعلم , لذلك فالمفاضلة بين تقليد الفقيه وتقليد العارف ترجح كفة العارف.

                            الجواب : لا مناص من تقليد الفقيه الجامع لشرائط الفتوى , ولا يجوز تقليد من يسمى بالعارف وذلك لأمور:
                            أولاً : أن الفقيه يفتي بدليل, وهو آيات الكتاب العزيز , وما صح من السنة الشريفة, وأما العارف فإنه يفتي بما يزعم أنه الواقع , وهو مجرّد ادعاء لم يقم على صحته دليل ولسنا مأمورين بسماع دعوى من يدعي شيئاً من غير دليل , ومن المحتمل قوياً أن يكون كلامه مجرد ادعاء من غير أن يكون قد كشف الله له أو أنه واهم في زعمه , فتخيل أنّ تسويلات الشيطان هي كشف من الله تعالى.

                            ثانياً : أنّ أئمة أهل البيت عليهم السلام لم يأمروا شيعتهم باتباع العرفاء , بل أمروهم باتباع الفقهاء, فكيف نترك من أمرونا باتباعهم , ونتبع من لم نُؤمر بالأخذ منهم؟!

                            ثالثاً : أنّا لا نُصدّق ما يدعيه العارف , لأنّا إن صدقناه ساويناه بالإمام المعصوم الذي تنكشف له الحجب, ويفتي بما هو الواقع, وحينئذ لا يكون للمعصوم أي فضل على العارف لتساويهما في المعرفة وهذا لا شك في فساده.

                            رابعاً : أنّ من يقلد العارف لا يحرز براءة ذمته ممن تعلق بها, بخلاف من يقلد الفقيه فإنه يحرز براءة ذمته , للاتفاق على صحة عملة وبراءة ذمته حينئذ, بخلاف تقليد العارف فإن أحداً لم يقل بجوازه , وببراءة ذمة المكلف به.

                            خامساً : أنّا رأينا بعض من يدعون العرفان جهالاً بالأحكام الشرعية وغيرها , ويظنون أنهم يعلمون, فهم جهال جهلهم مركب , فكيف نحرز أن هذا الرجل المسمى بالعارف جاهل أم عالم إذا كان دليله مجرد ادعاء انكشاف الواقع المجهول بالنسبة إلينا؟

                            وقبل عدة سنين تشرفت بزيارة أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف , فرأيت شخصاً غريب الأطوار, يتردد على الحرم المطهر , كثيراً كان يتصرف بحماقة, وكان يضع التربة الحسينية أمامه ويستقبل القبلة ولكنه لا يصلي .
                            رأيت هذا الرجل ذات يوم وهو يتكلم مع أحد طلبة العلم , فأحببت أن أسمع ما يقول فسمعتهما يتناقشان في مسألة فقهية , وطالب العلم يقول بالاستحباب, وذاك الرجل يقول بالوجوب, فلما رأى طالب العلم أني منصت لهما, سألني عنها.
                            فقلت : لم يقل أحد بوجوب هذا الأمر ولم يدل على الوجوب دليل , بل الجميع متفقون على استحبابه , فمن أين جاء بالوجوب؟
                            فقال ذاك الرجل : ما قلته صحيح بحسب الظاهر , وبحسب ما تدرسونه في كتبكم, وما عندكم من أحاديث , وأما ما أقول به صحيح حسب الواقع لأنكم أهل الظاهر ونحن أهل الباطن والواقع ينكشف لنا , ولا ينكشف لكم.
                            فقلت : إنّ الله تعالى لم يكلفنا بالباطن وإنما كلفنا بالظاهر وهو الذي يحتج علينا به لأنّ الباطن لا علم لنا به وهو ليس بحجة علينا . وانكشاف الباطن لكم مجرد ادعاء لم تثبتونه بدليل , فكيف نصدقه؟!
                            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
                            المصدر : دليل السائلين, الشيخ علي آل محسن, ص325-326.


                            يتبع ..

                            تعليق


                            • #29
                              الملحق الأول :

                              الرد على ما ذكره كمال الحيدري حول كشف العرفاء:

                              تطرق أحد أكبر مروجي التصوّف والعرفان في هذا العصر وهو كمال الحيدري لموضوع علم العرفاء وزعم بأنّ مصدر علمهم هو نفس مصدر علم الأنبياء عليهم السلام (أي الوحي) وليس علماً حصولياً مكتسباً, إنما هو علم لدني وهذا هو المقطع المرئي :




                              الرد على ما جاء به :


                              قال كمال الحيدري : العارف ماذا؟؟ العارف هو الذي يعتمد كشفه لكشف حقائق الوجود ,, يعني يقول : (ما ينكشف لي) حسب الاصطلاح نسميه عارف ,, يعني أداته الأصلية الكشف!


                              أقول : العارف لا يملك كلٌ من الدليلين العقلي و النقلي اللذان هما الحجة في الشرع لإثبات معتقده وليس من طريق أمامه سوى ان يدعي علم الغيب بنسبة العلم اللدني الى نفسه فيزعم بأنّه يوحى إليه ولكنه يسمي ذلك كشفاً للتحايل والخداع فإنّ تسمية كشفه بأنه وحي بصريح العبارة سيعرضه للاحراج في حال تقرر اختباره في سائر المسائل دون سابق انذار, لذا يراوغون فيصورون ما يخبرون به عن الغيب على انه حالة من الحالات التي يصلون فيها لدرجة من القرب الالهي بحيث تنكشف لهم الامور!!
                              وقد تبيّن للقارئ الكريم كذبهم وخداعهم ودجلهم من خلال ما عرضناه من مكاشفاتهم الخرافية.


                              قال كمال الحيدري: ( لكي أضرب الأمثلة الأنبياء لكي يتعرفوا على حقائق هذا العالم ما هو طريقهم ؟ طريقهم الوحي,, لا طريقهم العقل ,, ولا طريقهم النقل ,, ولا طريقهم التجربة ,, أبداً مو طريقهم هذا يعني عندما هو يتعرف على حقائق هذا العالم بأي طريق يتعرف عليها ؟ يتعرف عليها من خلال ماذا؟ من خلال الوحي ....)


                              أقول : نعم.. الأنبياء عليهم السلام ثابت اتصالهم بالله سبحانه وتعالى عن طريق الوحي وقد أخبرونا بالحقائق الإلهية والأمور الغيبية. فهم بصريح العبارة يسمون ما يتلقونه وحياً , و ما امتُحنوا في الإخبار عن غيب من الغيوب إلا و أخبروا به كما هو دون أي نسبة خطأ على الاطلاق لذا نقول هم قطعاً مرتبطون بالله تعالى وبالسماء فهم يتحدون بالمُعجز ويخبرون بالمغيبات ويَصدُق دائماً إخبارهم.

                              بينما ما جاء به العرفاء والمتصوّفة خليط من الخرافات والخزعبلات التي تصادم العقل والنقل!
                              وثبت كما نقلنا أنّ كشفهم يخالف العقل والنقل, وانهم كما نقلنا عن الحر العاملي قد تم اختبارهم فتبين كذبهم وهذا لا يحصل مطلقاً مع أنبياء الله تعالى. فالانبياء كلما اختبرهم قومهم في الاخبار عن غيب من الغيوب فإنهم دائماً كانوا يصدقون ويخبرون بالصدق.
                              هنا ننقل مجدداً كلام الحر العاملي رضوان الله تعالى عليه..

                              عدم إفادته على تقدير وقوعه لليقين. ألا ترى أنه كثيراً ما ينكشف للإنسان أشياء ثم ينكشف له فسادها وكذا من يدعي الكشف أو يُدعي له, وذلك معلوم منهم قطعاً ولعل جميع ذلك من هذا القبيل وعلى تقدير إفادته للظن خاصة كيف يجوز الجزم به؟ والاعتماد عليه وقد ادعى جمع منهم أنهم يرون نور الوضوء وينكشف لهم, فامتحنّاهم بأن يخبرونا عن حال جماعة محصورين وأي شخص منهم على وضوء وأي شخص منهم على غير وضوء فظهر عجزهم وافتضاحهم.


                              قال كمال الحيدري: العارف يدّعي أنه أيضاً تنكشف له حقائق هذا العالم بنفس هذا الطريق الذي ينكشف لمن ؟ للنبي...)

                              أقول : هذا مجرد ادعاء , والادعاء يحتاج إلى دليل ولا يوجد لدى العارف دليل , بل ثبت البرهان والدليل على عكس مدعاهم وقد تبين للقارئ العزيز زيف هذا الادعاء من خلال ما نقلناه عنهم من مكاشفات خرافية!


                              قال كمال الحيدري: لا يسمى وحياً ولكن بنفس الآلية بنفس المنهج...)

                              أقول : ذكرنا سابقاً بأنّ العرفاء لا يستخدمون مصطلح(علم الغيب) و مصطلح (الوحي) لكي لا ينكشف أمرهم بل يستخدمون مصطلحات أخرى لأن هذه المصطلحات من جهة ستفتح عليهم باب ادعاء النبوة وهذا لا قِبَلَ لهم به ومن جهة أخرى ستفضح كذبهم ودجلهم في ميدان الاختبار كما كان يُصنع مع الانبياء.
                              لذلك يتجنبون استخدام هذا المصطلح (الوحي) وإذا ذكروه ألحقوه بنفي النبوة!!
                              لئلا ُيفتضح أمر شعوذتهم فإنهم يحاولون أن يجعلوا للوحي الذي يدعونه لانفسهم مصطلحاً فضفاضاً ليس لمعناه جوهر ثابت

                              قال كبيرهم ابن عربي : فما أُلقي إلا ما يُلقى إلي , ولا أنزل في هذا المسطور (فصوص الحكم) إلا ما ينزّل به علي...)
                              المصدر: مقدمة فصوص الحكم, ابن عربي , بتعليق العفيفي, ص 47- 48.

                              فهذا شيخهم الأكبر ابن عربي يدّعي بأن كتاب فصوص الحكم جاءه عن طريق الوحي فقال :أُلقي إليّ ... ونزّل به علي!!

                              ولكي لا يفتضح امره ويُتهم بأنه يدعي النبوة قال بعدها مباشرة : ولست رسولا ولكني وارث ولآخرتي حارث.
                              المصدر : فصوص الحكم , ابن عربي, بتعليق العفيفي, 47-48 .

                              إذاً ما يدعيه العارف هو وحي بالمعنى الاصطلاحي !!! ثم يقول لا ادعي النبوة!
                              فادعاء النبوة ما شكله إذاً؟

                              الوحي في الشرع : إعلام الله أنبياءه بما يريد أن يبلغه إليهم من شرع أو كتاب بواسطة أو غير واسطة.

                              فقول كمال الحيدري (لا يسمى وحياً) هو للتغطية على فضيحة القوم وللتخفيف من هول المعنى, و العجيب أنّه هو بنفسه اعترف و اوضح معنى الوحي عند العرفاء فقال : ولكن بنفس الآلية بنفس المنهج!!
                              فإذا كان كشف العرفاء بنفس آلية ومنهج الوحي الذي يتلقاه الأنبياء فكيف لا يُسمى وحياً؟؟
                              هذا كمن يقول أكتب الشعر بنفس منهج وآلية قواعد العروض ولكنه لا يُسمى شعراً !!!!
                              أيُعقل هذا؟

                              والمصيبة العظمى حينما قال : الفرق انه: النبي ما ينكشف له معصوم لا يخطئ أما العارف قد يصيب وقد يخطئ...)

                              أقول : كيف يكون كشف العرفاء بنفس آلية ومنهج وحي الأنبياء ثم يخطئ أو يختلف في كشفه مع كشف آخر؟!
                              نحن مثلاً نستدل على كون أئمتنا الأطهار كلهم معصومون وعلمهم لدني بأنّ أقوالهم لا تختلف!
                              مثلاً النبي عندما ينسخ شريعة سابقة ويأتي بحكم جديد فإنه يُخبر بالمنسوخ كما جاء وتُصّدقه بذلك ما سطرته الكتب السماوية..
                              ثم أنت بنفسك يا كمال الحيدري تقول بنفس
                              نفس الشيء يعني مطابق له ..
                              فكيف تكون آلية كشف العرفاء مطابقة لمنهج وآلية وحي الأنبياء ثم يخطئون!
                              هذا يعني انّ الانبياء منهجهم وآلية وحيهم والعياذ بالله يُحتمل منها الخطأ

                              هل من الممكن أن أقول بأنّ أحداً سلك في منهجه نفس منهج آل رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم في العقائد والعبادات والمعاملات ثم أشك بأنّه من المحتمل ان يدخل نار جهنم؟
                              هذا محض عبث!
                              تصبح القضية لعبة!

                              ألم تقل يا كمال الحيدري أن من الخصائص الأساسية والمهمة للمعرفة العرفانية أن العلم فيها ليس من نوع (العلم الحصولي) وإنما هو من نوع (العلم الحضوري
                              المصدر : العرفان الشيعي, كمال الحيدري, ص208.

                              فكيف من كان علمه حضورياً يقع في الخطأ؟؟
                              الحضور يعني الشهود. الشهادة الذاتية بينة في الشرع و حجة
                              في الشرع تكون شهادة من حضر واقعة وعاينها وشهدها بنفسه حجة

                              ألم تنقل عن الملا صدرا قوله : وحقيقة الحكمة إنما تُنال من العلم اللدني؟ !!
                              المصدر : معرفة الله, كمال الحيدري .ج1 ص209.

                              انّ العرفاء و إن حاولوا التلاعب والفصل بين العلم الحضوري والعلم اللدني بقولهم انّ العلم الحضوري يختلف عن اللدني المستخدم كمصطلح كلامي غير أنهم في التعريف يعرفون اللدني على انه علم حضوري!!! أي هو قطعي لا يقبل الخطأ لذا هو حضوري لأنّ العلم الحضوري يعني ان يكون المعلوم حاضراً بوجوده لدى العالم !!

                              وقد عرّفت أنت يا كمال الحيدري العلم اللدني بقولك العلم اللدني: علم حضوري يمنحه الله تعالى لخاصة عباده المقربين فهو من لدنه سبحانه , وقد أشير إليه بقوله تعالى في قصة الخضر عليه السلام {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}.
                              المصدر : معرفة الله , كمال الحيدري, ج1 ص208.

                              فإن قالوا نعني أنّ كل علم لدني هو حضوري وليس كل حضوري لدني قلنا لهم كيف وهما يشتركان في مناط واحد وهو حضور الشيء بوجوده ؟!

                              نقول انّ الرسول يختلف عن النبي لأنّ للرسالة مناطاً آخر ومهمات أخرى

                              لذا نقول كل رسول نبي وليس كل نبي رسول ..

                              فكيف من كان علمه لدنياً يقع في الخطأ؟؟

                              لو كان كشفهم كشفاً إلهياً ومتصلاً بجهة معصومة لا يمكن وقوعه في الخطأ والاختلاف.

                              هل أخطأ الأنبياء عليهم السلام في اخباراتهم؟
                              هل اختلف الأئمة عليهم السلام فيما بينهم؟؟

                              إذا كان العرفاء لديهم نفس آلية ومنهج الأنبياء لا يمكن القول بأنهم يخطئون ويختلفون
                              وإذا ثبت خطؤهم وهو ثابت وإذا ثبت اختلافهم وهو ثابت , يكون إدعاؤهم للكشف باطلاً وكشفهم ليس كشفاً إلهياً بل محض تخرصات وأوهام.
                              قال تعالى {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}
                              فالاختلاف والأخطاء في الكشف عند العرفاء دليل على أنّ كشفهم هذا كشف شيطاني وليس كشفاً إلهياً,, ولو كان كشفهم إلهيا لما اختلفوا فيه ولما تخبطوا ولما كان يخرج من بؤرة كشفهم سيل من الخرافات والخزعبلات وقد ذكرنا نماذج منها سابقاً.

                              فلنرجع لمعنى (الكشف) عند أهل اللغة وعند العرفاء أنفسهم ومن خلاله سنعرف هل يمكن لنا القبول بكلام كمال الحيدري؟

                              قال ابن منظور : ( كشف ) الكشْفُ رفعُك الشيء عما يُواريه ويغطّيه كشَفه يكشِفه كشْفاً وكشَّفه فانكَشَف وتكَشَّفَ.
                              وقال أيضا : وكشَف الأَمر يكْشِفه كَشْفاً أظهره.
                              المصدر : لسان العرب, ابن منظور , ج7 ص671 ,باب الكاف.

                              فهل الشيء الظاهر الواضح يُحتمل فيه الخطأ ممن يدعي لنفسه أنّه مُظهر للحقائق؟!!

                              وقال الجرجاني : الكشف : في اللغة رفع الحجاب وفي الاصطلاح : هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقية وجوداً أو شهوداً.
                              المصدر : التعريفات , الجرجاني, ص184.

                              فهل إذا رُفع الحجاب لنفرض كلهم يدّعون رفعه عن ذات الشيء, يرى زيد شيئاً ويرى عمرو شيئا آخر؟
                              لو كان هناك حاجز خلفه ثمرة , فلنقل (تفاحة) فأتى ثلاثة افراد كلهم يتمتعون بنظر سليم وعقل مميز و كانوا في كامل انتباههم و يقظتهم فرفع كل منهم الستار فهل سيرى احدهم التفاحة برتقالة والاخر سيراها موزة؟!!!
                              هي حقيقة واحدة (التفاحة) , انكشف الستارعنها لثلاثة افراد كلهم يتمتعون بنفس الخصائص الثابتة لجميع الافراد لذا الطبيعي والمنطقي أن يكونوا كلهم قد شاهدوا ذات الحقيقة وهي (التفاحة)

                              وقال العارف عبد الرزاق القاشاني : المشاهدة : شهود الذات بارتفاع الحجاب مطلقاً!!
                              المصدر : إصطلاحات الصوفية , عبد الرزاق القاشاني, ص 289.

                              أقول : إذا كشف الحجاب مُطلقا وأصبح الأمر واضحاً على نحو الاطلاق فهل ثمّ احتمال بالوقوع في ادنى نسبة من الخطأ؟؟؟

                              وقال أبو نصر الطوسي : الكشف : وهو عبارة عن بيان ما يستتر على الفهم فيكشف عنه للعبد كأنه يراه رأيُ العين.
                              المصدر : مصطلحات التصوف الإسلامي, د. رفيق العجم, ص790.

                              هل ما يُرى بالعين يُختلف فيه فضلاً عن أن يحتملَ الخطأ؟
                              وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما تراه بعينك حق.

                              يقول ابن عربي : المشاهدة تطلق على رؤية الأشياء بدلائل التوحيد وتطلق بإزاء رؤية الحق في الأشياء وتطلق بإزاء حقيقة اليقين من غير شك.
                              المصدر : كتاب اصطلاح الصوفية , ابن عربي , ص415, مطبوع مع كتاب رسائل ابن عربي طبعة دار إحياء التراث العربي.

                              فإذاً ما معنى كلام الحيدري الذي يقول فيه بأنّ العرفاء لديهم كشف بنفس منهج وآلية الوحي عند الأنبياء عليهم السلام و أنّ ماعندهم من علم هو علم حضوري (لدني) و ليس علماً حصولياً ثم بعد هذا يخطئون ويختلفون؟؟!!


                              قال كمال الحيدري : من قبيل يا اخوان ما الفرق بين المعصوم وبين الفقيه؟ المعصوم ما يقوله {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} أما الفقيه قد يصيب وقد يخطيء...)

                              أقول : هذا قياسٌ باطل ,, فالفقيه لم يدّعِ بأنّ له اتصالاً مع الله من خلال الكشف كما يدّعي العارف , إنما يستخدم القواعد و الاصول الفقهية لاستنباط الأحكام الشرعية فربما يصيب وربما يخطئ.

                              أما العارف يدّعي علم الغيب و يقول بأنه متصل بالوحي و أنّ ما لديه هو علم حضوري (لدني) فلا يمكن (حسب ادعائه) وقوعه في الخطأ.


                              قال كمال الحيدري : الفرق بين النبي وبين العارف ,, المنهج واحد بين النبي وبين من بين العارف ولكن الفرق أن النبي لا يخطيء بخلاف العارف قد يصيب وقد يخطيء ...)

                              أقول : المنهجان مختلفان تماماً ولا يلتقيان :

                              منهج سائر الانبياء وعلى راسهم نبينا صلى الله عليه وآله منهج سماوي إلهي رباني رحماني ,, مُسدد بروح القدس,, والنبي متصل بالوحي و امينه جبرائيل عليه السلام, و منهجه هو منهج يحترم العقل والمنطق والفطرة السوية.

                              بينما منهج العرفاء منهج شيطاني خرافي قائم على الخزعبلات والأوهام واللعب بورق
                              ( اليا نصيب) . انه منهج لا يحترم العقل بل من يعتنقه لا يملك العقل أصلاً.
                              منهج العرفاء منهج يعتمد على وحي الشيطان باسم الرحمن !!
                              قال تعالى {وانّ الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}
                              وبالفعل انك لا تجد قوماً أشد مراءً وجدلاً من هؤلاء المشعوذين الذين يسمون أنفسهم عرفاء.

                              يتبع ..

                              </B></I>

                              تعليق


                              • #30
                                الملحق الثاني :

                                شُبُهات وردود:


                                يستدل العرفاء ومن يسير في ركابهم ببعض الآيات القرآنية ليبرهنوا على كون القول بأنّ الوحي الإلهي ينزل عليهم هو قول لا اشكال فيه!!

                                فهم يستدلون بالآية القرآني الكريمة (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) في ادعاءهم الكشف عن طريق (الوحي) ويقولون بأنّ الإنسان أكرم عند الله من النحل, فما المانع من أن الله ينّزل عليهم الوحي؟؟

                                أقول : الوحي للنحل يعني إلهامها طريقة وسبيل ونظام عيشها أي انه تعالى فطرها على معرفة ذلك وتتمة الآية تبيّن هذا المعنى {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (*) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}

                                والإنسان أيضاً كذلك الله سبحانه وتعالى هداه الى نظام حياته و ألهمه سُبل معايشه وكذا كل المخلوقات بالفطرة. و إن قلنا من باب التنزّل لعقول العرفاء أنه وحي بالمعنى الاصطلاحي فالنحلة لربما تكون صنفاً من الحيوانات لا يعصي الله تعالى أبداً , وهذا غير مُستبعد فقد ورد في الروايات الشريفة انّ حلاوة عسل النحل تكون من أثر الصلاة على محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم ثلاثاً, فهي عارفة بحق محمد وآل محمد عليهم الصلاة و السلام بالفطرة فما الذي يمنع من احتمال كونها صنفاً من الحيوانات لا يعصي الله أبداً , وهذه درجة تشترك فيها مع مقام العصمة.. ما يستشف من ظاهر الروايات هو انه حتى البهائم فيها المؤمن والكافر لذا فإنّ الوزغ مثلاً وهو من المسوخ مذموم وتذكر بعض الروايات انه اذا سمع أحداً يذكر عثمان لعنه الله بسوء فإنه يرد بلعن أمير المؤمنين علي عليه السلام ..
                                ولا يمكن للعرفاء أن يدّعوا عدم وقوعهم في أي معصية مطلقاً إلا أن يدّعوا لأنفسهم العصمة!

                                هنا ننقل كلام الطباطبائي في تفسير الآية:
                                «و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا» إلى آخر الآيتين، الوحي - كما قال الراغب - الإشارة السريعة و ذلك يكون بالكلام على سبيل الرمز أو بصوت مجرد عن التركيب أو بإشارة و نحوها، و المحصل من موارد استعماله أنه إلقاء المعنى بنحو يخفى على غير من قصد إفهامه فالإلهام بإلقاء المعنى في فهم الحيوان من طريق الغريزة من الوحي و كذا ورود المعنى في النفس من طريق الرؤيا أو من طريق الوسوسة أو بالإشارة كل ذلك من الوحي، و قد استعمل في كلامه تعالى في كل من هذه المعاني كقوله: «و أوحى ربك إلى النحل» الآية، و قوله: «و أوحينا إلى أم موسى»: القصص: 7، و قوله: «إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم»: الأنعام: 121، و قوله: «فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة و عشيا»: مريم: 11، و من الوحي التكليم الإلهي لأنبيائه و رسله، قال تعالى: «و ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا»: الشورى: 51، وقد قرر الأدب الديني في الإسلام أن لا يطلق الوحي على غير ما عند الأنبياء و الرسل من التكليم الإلهي.



                                وكذلك يستدلون بقوله تعالى {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}

                                يقول أنصار العرفاء أنّ أم موسى ليست نبيّة و نزل عليها الوحي , فما المانع من أن يُنزّل الله الوحي على العارف؟

                                أقول : هناك قول بأنّ أم موسى عليه السلام رأت مناماً أي رؤيا صادقة في المنام. والرؤى الصادقة حق. وهي أيضاً لا تتعلق بعلم شرعي! وإنما الله سبحانه وتعالى علّمها طريقة لخلاص ونجاة وليدها الصغير موسى عليه السلام..
                                ثم إنها أمٌ لنبي من أُولي العزم فلا يبعد أن تكون معصومة بالعصمة الصغرى.
                                و أيا يكن من أمر فلا حجة في هذه الاية على ما يريدون إطلاقاً.
                                الآية ليست تتعلق بتلقي أم موسى علماً شرعياً فالكلام عن ادعاء العرفاء بأنّ مصدر علمهم الشرعي هو الوحي.. وهذه الآية لا تسعفهم إطلاقاً فهي مجرد رؤيا صادقة هدى الله تعالى بها أم موسى إلى سبيل نجاة وليدها الصغير موسى عليه السلام . وهذا أمر قد يحصل حتى مع المؤمن العادي الذي يتمتع بقدر وافر من التقوى.

                                ويستدلون أيضاً بقوله تعالى {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (*) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}
                                وقال تعالى { إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}
                                فالسيدة مريم بنت عمران عليها السلام يوحى إليها وهي ليست نبيه؟

                                أقول : السيدة مريم عليها السلام معصومة.
                                قال تعالى {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}

                                وأيضاً من يثبت له مقام التحديث (أي تحدثه الملائكة) فهو إما معصوم بالعصمة الصغرى أو الكبرى..
                                نقول عند مخاطبة مولاتنا الزهراء عليها السلام (السلام عليك أيتها المُحدّثة العليمة) فهو مقام للمعصومين..
                                ممن ورد انّ الملائكة تحدثهم سلمان الفارسي الذي كان على التوحيد قبل الاسلام و أبي ذر الغفاري الذي كان هو الآخر يعبد الله قبل الاسلام. وحتى ما يروى من انه قبل الاسلام كان يقطع الطريق على بعض القوافل فهذا محمول على انه كان يفعله مع بعض القبائل من عبدة الاصنام فأموالهم مباحة ..فهناك من يذهب إلى اتصافهما بالعصمة الصغرى.
                                ولكن حتى لو فرضنا أنهما بلغا تلك المنزلة رغم كونهما غير معصومين بالعصمة الصغرى
                                فالسؤال هو هل وجدنا سلمان أو أبا ذر وغيرهما من الاصحاب الاجلاء ذوي المقامات الرفيعة تكلموا في الشرع من عندهم؟!!!
                                أم أنهم كانوا ترجماناً لهذا النص المعصومي المقدس
                                ( القول مني في جميع الاشياء قول آل محمد عليهم السلام فيما أسروا وما اعلنوا , وفيما بلغنِ عنهم وما لم يبلغنِ)
                                لم نجد أياً من أولائك الأجلاء الأتقياء تحدث في دين الله تعالى و شريعة محمد وآله الأطهار إلا بما سمعه و اخذه عنهم صلوات الله وسلامه عليهم, وأصلاً هذا سبب ما نالوه من مراتب ومقامات عُلى.. انه التزامهم بما قال محمد وآله الأطهار واقتفائهم نهجهم حذو النعل بالنعل
                                بينما رأيت عزيزي القارئ انّ العرفاء قد تحدثوا في دين الله من عند أنفسهم وفقاً لما يسمونه كشفاً وقد تبين لك معارضة خزعبلاتهم الكشفية لصريح كتاب الله والسنة المطهرة القطعية.

                                لو كان ابن عربي واتباعه من بقية المشعوذين قد اقتصروا على ادعاء الكرامات والمقامات والاطلاع على الغيب لانفسهم من دون أن يتكلموا في دين الله تعالى من عند أنفسهم ويدخلوا خزعبلاتهم الكشفية في الدين لما التفتنا اليهم أصلاً!
                                لكنّ الأمر جلل والخطب عظيم والمصاب جسيم. لقد عبثوا في العقائد ولوثوها فالله المشتكى ولصاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف ..



                                واستدل بعضهم بقوله تعالى {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}

                                فيقولون بأنّ هذه الآية دلالتها محمولة على العموم ولم تختص بالرسل فقط لقوله تعالى { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ} فلو كانت خاصة بالأنبياء والرسل لابتدأت مثلاً بقول " وما كان لنبي أو وما كان لرسول" ثم إن الله جل علاه يختمها بالحكمة , ولذلك يزعم العرفاء أن الوحي والإلهام والرؤيا الإلهية قد تشمل أي إنسان يختصه الله عز وجل.

                                أقول : لو قرأنا الآية التي تليها مباشرة لعلمنا من المعني بهذا الخطاب.
                                قال تعالى{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}
                                ثم جاء بعدها مباشرة { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا...}
                                فالبشر الذين أوحى الله إليهم هم كالنبي من المعصومين وليسوا أي بشر ؟؟!
                                والآية أيضاً تتكلم عن أنواع الوحي للأنبياء عليهم السلام وليست تتحدث عن كون الوحي يمكن أن يرتبط به أي بشر , راجع تفسير الميزان ج18 ص60.

                                وفي القرآن الكريم العديد من الآيات تأتي بلفظ عام ولكن المقصود منها شيء خاص وقد قيل (ما من عام إلا وقد خص) ففي قوله تعالى {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا}
                                فالمعني من كلمة (الناس) هنا هم أهل البيت عليهم السلام كما ورد ذلك في النصوص الدينية .
                                فلو أخذنا بفهم العرفاء السقيم وفسرنا القرآن على هوانا وقلنا بأنّ كلمة (الناس) عامة وليست خاصة سنكون من حساد أبي بكر وعمر وعثمان و لذلك نتهمهم بغصب الخلافة.
                                أوَ ليسوا مشمولين بمفردة (الناس)؟!!
                                ثم كتاب الله يفسر بعضه بعضاً. البشر الذين يرتبطون بالوحي هم ممن آتاهم الله الكتاب والحكم والنبوة أي أنبياء أو أوصياء

                                (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)

                                السؤال : هل لأحد غيرَ النبي أو الوصي أن يتحدث في دين الله و شريعة نبيه من عنده؟ بغير أن يستند إلى دليل من الكتاب أو السنة؟

                                هل قال رسول الله والعياذ بالله : تركتم فيكم ما إن تمسكتم بهم لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي و كشف العرفاء؟

                                إن قلتم نعم فعلها أحد من أصحاب الأئمة الأجلاء و تحدث في الدين مدعياً انّ هذا هو مما تلقاه عن الوحي, فأين الدليل؟!

                                فيما عرضناه وقدمناه موعظة وتذكرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد و أما من استحبوا العمى على الهدى فننذرهم صاعقةَ الهون بما كانوا يكسبون ..
                                قد بان الصبح لذي عينين ..


                                يتبع..</B></I>

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X